فضول الأداب ومكارم الأخلاق المشروعة (2) • فصلٌ: والمصافحة مستحبة بين الرجُلين ولا تجوز مصافحة ...

فضول الأداب ومكارم الأخلاق المشروعة (2)

• فصلٌ: والمصافحة مستحبة بين الرجُلين ولا تجوز مصافحة النساء الشواب: لأن ذلك يُثير الشهوة، ولا بأس بالمُعانقة وتقبيل الرأس واليد، لمن يكون من أهل الدين أو العلم أو كِبر السن في الإسلام، ويُستحبُّ القيام للإمام العادل، والوالدين، وأهل الدين والورع والعلم والكرم والنسب، ولا يُستحبُّ لغير هؤلاء.

• فصلٌ: وينبغي للإنسان أن لا يدخل في سرِّ قومٍ، ولا حديثٍ لم يُدخِلوهُ فيه ولا يجوز الاستِماع إلى كلام قومٍ يتشاوَرون.. ومن تلفَّتَ في حديثهِ فهو كالمستودع لحديثهِ، يجبُ حِفظُهُ عليه؛ لأنَّ تلفُّتَهُ يُعطي التَّلفُّت والتَّفزُّغَ.

• فصلٌ: ويُكره الخُيلاء والزهو في المشي، وإنما يمشي قصداً؛ فإن الخيلاء مشيةٌ يُبغِضُها الله تعالى؛ إلا بين الصَّفَّينِ.

• فصلٌ: وعشرةٌ من الفِطرة: خمسٌ في الرأس وخمسٌ في الجسد، فالتي في الرأس: المضمضة والاستنشاق، والسواك، وقص الشارب، وإعفاء اللحية؛ والتي في الجسد: حلق العانة، ونتف الإبطين، وتقليم الأظفار، والاستنجاء والختان.

• فصلٌ: ويُكره نتف الشيب، فقد وردَ في الحديث: أنه نور الله.. وهو أيضاً نذيرُ الموت، ويُقصِّرُ الأمل، وحاثٌ على حُسن العمل، ووقارٌ، ويُكره حلق القفا؛ إلا لمن أراد الحجامة، كذلك رُويَ في السُنن.

• تأليف الإمام العلامة أبي الوفاء علي بن عقيل بن محمد ابن عقيل بن عبد الله البغدادي الظفري المتوفى سنة 513 هـ
...المزيد

الإقبال على الموت طريق الحياة علم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أن الجنة سلعة الله ...

الإقبال على الموت طريق الحياة

علم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار أن الجنة سلعة الله الغالية، وعلموا أن ثمنها لايقدر عليه إلا من شمَّر عن ساق الاجتهاد، فبحثوا عن كل طريق فيه مرضاة الله لينالوها، وهم يسألون الله التيسير والقبول.

فتراهم يعقدون العزم على البيع والتجارة مع الله، فيبيعون النفس والمال من أجل أن يشتروها، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ۝١٠ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ۝١١ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [الصف:١٠-١٢].

ولما علموا أن أسرع طريق لها هو الشهادة في سبيل الله، نزلوا إلى ساحات الوغى مقبلين غير مدبرين، فسارعوا، يُقبلون على الموت، يتّخذونه طريقا للحياة.
...المزيد

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على ...

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على أشلائِكم، وموتوا تحتها، حتى تُسلِموها إن شاء الله لعيسى ابن مريم عليه السلام

الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله ...المزيد

حب الشباب الصادق للجهاد في معركة أحد عندما كان رسول الله ﷺ يجهز الجيش لقتال المشركين تسامت إليه ...

حب الشباب الصادق للجهاد

في معركة أحد عندما كان رسول الله ﷺ يجهز الجيش لقتال المشركين تسامت إليه همم الشباب ليقاتلوا معه ﷺ، فأجاز بعضهم ورد آخرين؛ لأنهم لم يبلغوا الحلم!

ولم يزل هؤلاء الفتية والشباب من الصحابة، الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى في شوق لقتال أعداء الله حتى وقعت معركة الأحزاب ليعاودوا الطلب بأن يكونوا مع المجاهدين في سبيل الله، فما كان من أسامة بن زيد رضي الله عنه إلا أن يشد من قامته حتى يجيزه رسول الله ﷺ لقتال المشركين فأجازهم ﷺ في تلك المعركة، وعُمُرُ بعضهم لما يتجاوز الخمسة عشر عاما! ثم لم تمض غير سنوات قليلة حتى أصبح أسامة بن زيد قائداً لجيش المسلمين نحو الروم وتحت إمرته كبار الصحابـة وهو دون العشرين عاما رضي الله عنه.

افتتاحية النبأ "الشباب والجهاد في سبيل الله" 421
...المزيد

الثبات على العهد واصلوا زحفكم وأعيدوا رسم الخارطة فإنكم اليوم بتم أمل المستضعفين في كل مكان، ...

الثبات على العهد

واصلوا زحفكم وأعيدوا رسم الخارطة فإنكم اليوم بتم أمل المستضعفين في كل مكان، وإن الأُسارى ينتظرونكم في بغداد ورومية وحلب والحائر وأبي زعبل، وإن لكم موعداً في بغداد ودمشق والقدس ومكة والمدينة، إن لكم موعداً في دابق والغوطة وروما إن شاء الله.

الشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله
...المزيد

تلبيس علماء السوء أمر الجهاد على الناس تعطيل الجهاد باسم المصالح والمفاسد، كثيرا ما يلجأ إليه ...

تلبيس علماء السوء أمر الجهاد على الناس

تعطيل الجهاد باسم المصالح والمفاسد، كثيرا ما يلجأ إليه علماء السوء في التلبيس على الناس، ويركن إليه من {كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَتَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، فيستخدم هؤلاء هذه الحجج الواهية في التغطية على عدم "قناعتهم" بالجهاد سبيلا، أو جبنهم وتثاقلهم عن حمل تكاليفه، فتراهم يحاولون "تطويع" نصوص الوحيين خدمة لما تهوى أنفسهم أو تقتضيه مصالحهم أو مصالح "ولاة أمرهم"، والتي لا علاقة لها في النهاية بمصلحة الإسلام التي يدعون تعطيل الجهاد بسببها، على أن هذا الصنف، حتى لو خرجوا مع المسلمين تحت ضغط الواقع فإنهم ينخذلون ويخذّلون، ولن يزيدوا المسلمين إلا خبالا، وسيضعون خلالهم يبغونهم الفتنة.

افتتاحية النبأ "وهو خيرٌ لكم" 446
...المزيد

أما أنتم يا أُسودَ الدولة فأقولُ لكم: أَبشِروا فها هوَ النصرُ قابَ قوسين أو أدنى، وإنما النصرُ صبرُ ...

أما أنتم يا أُسودَ الدولة فأقولُ لكم: أَبشِروا فها هوَ النصرُ قابَ قوسين أو أدنى، وإنما النصرُ صبرُ ساعة {فلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}

مقتطف من إصدار [وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ] ...المزيد

وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ما يقوم به طواغيت الجزيـرة العربية من استغلال شعرة الحج في ...

وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا

ما يقوم به طواغيت الجزيـرة العربية من استغلال شعرة الحج في الترويج لأنفسهم وحكوماتهم بأنهم أمناء على شعائر الإسلام أوصياء على بيت الله الحرام، خدام لضيوف الرحمن، مع أنهم لم يتركوا بابا للحرب على الإسلام إلا ولجوه حتى سبقوا كثيرا من طواغيت الشرق والغرب في ذلك.

إفتتاحية النبأ العدد 447
...المزيد

فَهذهِ رِسالة أُوجِهُها إلى العالمِ أجمع وإلى كِلاب الرافضة خاصة، فأقولُ لهُم: إننا قادِمون وبإذن ...

فَهذهِ رِسالة أُوجِهُها إلى العالمِ أجمع وإلى كِلاب الرافضة خاصة، فأقولُ لهُم: إننا قادِمون وبإذن الله منصورون، إننا قادِمون وبإذن الله منصورون، وهاهيِ بِشارات النصرِ قَد لاحت، وها هوَ فَجرُ العزِ قَد بزغ، "فارتقبوا إنا مرتقبون"

مقتطف من إصدار [وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ]
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ...

أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


ولم يكن أولئك المجرمون المبايعون لعميل المخابرات الباكستانية أختر منصور المتعصبون لفصائلهم التي فرّقت المسلمين، ليتركوا الشيخ وشأنه، وهم يعلمون مكانته في الصومال عموما وعند مقاتلي حركة الشباب خصوصا، وهو العالم المجاهد المرابط، أحد مؤسسي الجهاد في الصومال، المربي لأجيال من المجاهدين، فخططوا لاغتياله، وكان يشعر بنيتهم ولم يبالِ بل مضى يدعو الجنود للالتحاق بجماعة المسلمين.

خططوا لاغتياله ولم يشفع له عندهم إسلامه، ولا سنوات جهاده الطويلة، ولا حسن بلاء في معاركه ضد أعداء الدين، ولا صبر على ابتلاء في سبيل الله، فصاروا لا يرون فيه إلا ما رأى اليهود في عبد الله بن سلام، رضي الله عنه، فقتلوه ولم يخفوا ذلك، بل خرجوا يتبجحون بذلك، ويعلنونه في الملأ، ليزرعوا في نفوس جنودهم الخوف من قيادة الحركة، ويبينوا لهم أنهم لا يرعوون عن سفك دم حرام، حينما يتعلق الأمر بمصالحهم الضيقة.

وقد كانت قصة اغتياله -تقبله الله- نموذجا حيا للغدر بجنود الدولة الإسلامية الذي بات مفخرة تنظيم القاعدة وحلفائه من الصحوات.

فبعد إعلان بيعته لأمير المؤمنين ودعوته الناس للحاق بركب الخلافة المبارك، أرسلت قيادة حركة الشباب مجموعة من جواسيسها ممن كانوا على معرفة شخصية بالشيخ للقائه، على أنهم يريدون البيعة لأمير المؤمنين، فقبل الشيخ لقاءهم، وأرسل في طلبهم، ودفع أجرة نقلهم إليه، ثم استقبلهم أحسن استقبال، وألقى فيهم موعظة يذكرهم فيها بالله ويحضّهم على بيعة إمام المسلمين، وذبح شاةً ليُطعمهم لكرم ضيافته، فأكلوا من زاده، وأمّنهم على نفسه ورفاقه بأن ترك أسلحتهم معهم، فكان جزاؤه منهم الغدر والغيلة، بعد المكر والخديعة.

ذهب الشيخ أبو نعمان ليرتاح مع اثنين من إخوانه، وكلف ثلاثة آخرين بخدمة ضيوفه، ليتسلل الغادرون إلى مضجعه فيقتلوه ورفيقيه، ويقتلوا الإخوة الذين كانوا في خدمتهم، ولم ينج منهم إلا واحد كان قد نزل إلى بئر ليجلب لهم الماء، ويهرب الجناة إلى سادتهم، يزفون إليهم نبأ قتلهم للشيخ الشهيد، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا.

قُتل الشيخ أبو نعمان -تقبله الله- ولم تمت شجرة الخلافة في أرض الهجرتين كما تمنّى يهود الجهاد، بل نمت -بفضل الله- واستوت على سوقها، ولا زال إخوان الشيخ وجنوده وتلاميذه يتوافدون منضمين إلى ركب الخلافة، وسيثمر اجتماعهم وجهادهم بإذن الله عزا وتمكينا.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً • كان الصحابي الجليل عبد الله بن ...

أبو نعمان ينتاري خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً

• كان الصحابي الجليل عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- من ذوي الشأن بين أصحابه فلما أسلم قال للنبي، عليه الصلاة والسلام: (يا رسول الله إن اليهود قوم بهت، وإنهم إن يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم يبهتوني، فجاءت اليهود فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: أي رجل عَبْدُ اللهِ فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيّدنا وابن سيّدنا، قال: أرأيتم إن أسلم عبد الله بن سلام؟ فقالوا: أعاذه الله من ذلك! فخرج عبد الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله! فقالوا شرّنا وابن شرّنا! وانتقصوه، قال: فهذا الذي كنت أخاف يا رسول الله) [رواه البخاري]، فهذا طبع اليهود في كل مكان، وبه يتطبع من يأخذ بمنهجهم الباطل في التكبر عن اتباع الحق، والكيد لأهله، حسدا من عند أنفسهم أن يروا الحق في سواهم.

الشيخ أبو النعمان ينتاري -تقبله الله- كان من تلك الفئة النادرة في الناس التي تنقّب عن الحق، وتتقصى طريق الهداية، فلما وجده لم يبالِ بمكانته بين قومه، ولا بما يتوقعه منهم من كيد وبهتان، بل انطلق مؤمنا به، عاملا بما يقتضيه، داعيا الناس إليه، صابرا على الأذى فيه.

كان له يد خير في تأسيس الجهاد في الصومال، بل كان من قاداته المبرزين، وفرسانه المشهورين، قاتل المرتدين والصليبيين، وأصيب عدّة مرات، وأوذي في سبيل الله، سجنا وجوعا وتشريدا، لتكون نهاية مسيرته الظافرة أن يقتل غدرا بيد من كانوا يعدونه بالأمس خيرهم وابن خيرهم، ليتحول بمجرد تركه لهم ملتحقا بركب الخلافة إلى هدف لهم، ينتقصون من شأنه، وينالون من عرضه، وفي الختام يطعنونه في ظهره بعدما أمنهم وآواهم ونصرهم.

ولد الشيخ بشير آدم فيلي المشهور بأبي نعمان ينتاري عام 1390 هـ، في قرية جدودي من منطقة ساكوا، ويعود نسبه إلى قبيلة ينتار من قبائل الرحاويين.

خرج من قريته وهو صغير السن لطلب العلم، فدرس القرآن في قرية حكركا من إقليم باي، ثم انتقل إلى مدينة بيدوا ليلتحق بدار الحديث، ثم التحق بمعهد شرعي في منطقة لوق التي تلقى فيها دورة عسكرية في معسكرات «الاتحاد الإسلامي» في فترة حكم الميليشيات للصومال، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة ساكوا ليعمل هناك داعيا ومدرسا للعلوم الشرعية، وقد أدى به ذلك إلى الاصطدام مع المسيطرين على تلك المدينة من مشركي الصوفية وزعماء الميليشيات القبلية، فنجاه الله منهم بعد أن حاولوا اغتياله بإطلاق النار عليه أثناء إلقائه لمحاضرة في أحد شوارع المدينة.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، انتقل الشيخ إلى ساحات القتال، وكان أول ما بدأه في هذا الطريق مساعدته للشيخ آدم حاشي عيرو -تقبله الله- في إنشاء «معسكر الهدى» في مسقط رأسه (قرية جدودي)، حيث عمل فيه أيضا داعيا إلى الله ومعلما للمتدربين.

انتقل بعدها إلى معسكر كامبوني متدربا، ليستزيد هناك من المعارف العسكرية والخبرات الجهادية، فتم تعيينه أميرا ومسؤولا شرعيا لإحدى القرى في منطقة كامبوني وهي قرية بوركابو.

ومع انطلاق الصحوات في مقديشو تحت مسمى «تحالف مكافحة الإرهاب» أرسله المجاهدون إلى مسقط رأسه ليعيد افتتاح «معسكر الهدى» الذي تحول إلى مورد هام لإمداد المجاهدين في مقديشو، ثم شارك مع حركة «اتحاد المحاكم الإسلامية» في فتح مدينة كسمايو، وبقي عاملا في صف «المحاكم» إلى حين دخول الجيش الأثيوبي الصليبي إلى الصومال، حيث شارك في معركة إيدالي الشهيرة وأصيب خلالها.

في العام 1427 هـ مع عودة زخم القتال ضد الجيش الأثيوبي، عاد -رحمه الله- للمشاركة في المعارك، حيث ألقى الصليبيون القبض عليه بعد مشاركته في بعض العمليات، وتم نقله إلى أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، ليودع في أحد سجونها لسنتين، بعد اعتقاله في أحد سجون مقديشو لمدة ستة أشهر.

مع خروجه من السجن، كانت حركة الشباب قد تأسست وبدأت قتالها لقوات «التحالف الأفريقي» وعملائها المرتدين، ليشارك في القتال في صفوف الحركة، ويتم تعيينه من قبلها واليا على جوبا السفلى، وفي ذلك الوقت لم يكن غافلا عن قضايا المسلمين خارج الصومال، حيث كان الشيخ مؤيدا للدولة الإسلامية، داعيا إلى نصرتها والذب عنها.

بعد الإعلان عن عودة الخلافة، كان من أوائل المؤيدين لها والساعين إلى الانضمام إليها، وهو ما قام به في النهاية في محرم 1437 هـ، ولم يجعل بيعته لأمير المؤمنين سريّة بل أعلنها بعزيمة عمريّة، متحديا قيادة حركة الشباب المجرمة التي تهدّد كل من يترك فصيلهم وينضم إلى جماعة المسلمين وإمامهم.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من قصة شهيد:
أبو نعمان ينتاري
خدم الجهاد في الصومال دهراً.. فقتلوه غدراً
...المزيد

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب - معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير: فما كان من قادة ...

فتح الرمادي ألا إن نصر الله قريب

- معركة فتح الرمادي، ثلاثة أيام لا غير:

فما كان من قادة الدولة الإسلامية إلا أن قاموا بترتيب صفوف المجاهدين في الداخل وتكليف البطل أبي عبد الجبار بإمارة الرمادي عسكريا، بعد أن دفعها عن نفسه مرارا وتكرارا، إلا أن القادة كانوا يتوسمون خيرا في هذا الرجل الورع التقي النقي، نحسبه والله حسيبه، فاستنّ بسنة أبي تراب -تقبله الله- في زيارة جميع الإخوة وحل مشاكلهم ونصح مخطئهم فزاد الصف المسلم تماسكا، وسمت روحهم المعنوية، وعلا دافعهم الإيماني لبذل المزيد من الجهد لنيل إحدى الحسنيين، فجاءت جمادى الآخرة من عام 1436 هـ حيث غزوة أبي تراب الأنصاري، التي فتح الله بها على المجاهدين منطقتي الصوفية والبوفراج، لتكون المنطلق للغزوة الكبرى (غزوة الشيخ أبي مهند السويداوي) التي وضع خططها مسبقا، تقبله الله، ففي صبيحة اليوم السادس والعشرين من رجب ابتدأت الغزوة وما أن أفل هلال رجب حتى أفَلت به جموع المرتدين من الرمادي وصارت تحت سلطان الخلافة، إلا أن سنة الابتلاء لم تفارق خندق الحق حتى بأيام الغزوة الثلاث، وفي مساء اليوم الثاني صاح الأمير النحرير أبو عبد الجبار بجنوده على مسمع المرتدين: غدا -بإذن الله- سندخل المجمع الحكومي الرافضي، وأقسم على الله بذلك، فأبر الله بقسمه صبيحة اليوم الثالث فدُكَّت صروح المرتدين في الرمادي وحُرِّر الأسارى وكان -رحمه الله- بنفسه يقود مفارز الاقتحام، إلى أن تجندل وهو يصلي صلاة عصر يوم الفتح بصاروخ غادر، بعدما أقر الله عينه بالنصر والفتح المبين مع ثلة من خيرة المجاهدين الذين عركتهم المحن والشدائد، فتقبلهم الله وأعلى نزلهم.

- قصة الرمادي أم قصة الإيمان:

إن قصة الجهاد في الرمادي تكاد تكون مشهدا مصغرا لحال مجاهدي الدولة الإسلامية في كل ساحات قتالهم مع المشركين والمرتدين، فهم يتقلبون بين فتح وتمكين وإقامة للدين، وبين محن وابتلاءات وصبر ومصابرة، وكلما ضاقت عليهم الأرض وظن أعداؤهم أنهم أوشكوا على القضاء عليهم تماما ومن إنهاء وجود دولتهم، منّ الله عليهم بفتح أكبر من الفتح الذي قبله، فيخرجون أقوى مما كانوا قبل الابتلاءات، وتعود دولتهم أشد تمكينا في الأرض مما كانت.

ومن يعرف هذه الحقائق يدرك السبب وراء صبر قادة وجنود الدولة الإسلامية على المحن، وعدم تمكن أعدائهم من توهين عزائمهم، أو زرع القنوط والإحباط في نفوسهم، فهم موقنون بوعد الله لهم بإحدى الحسنيين، وبأن الأرض يمكن أن تسلب منهم، لكنهم على يقين بأنهم سيستردونها وأضعافها من المرتدين، وأن الرجال سيقتلون، وهذا من غايات جهادهم؛ أن يتخذ الله منهم شهداء، ولكن سيعوض الله عنهم بأضعافهم عددا، وبمن هم أشد منهم خبرة وقوة، ولكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يتنازلوا عنه هو منهجهم القائم على توحيد الله وجهاد أعداء الله، الذي ثبتوا عليه طوال السنين الماضية، لأن أي انحراف عن هذا المنهج سيعني هدم البنيان من أساسه، وتضييع ثمرة جهاد ودماء عشرات الآلاف من المجاهدين الذين بتضحياتهم قام الدين وعادت الخلافة.

لقد ابتلى الله جنود الخلافة في ولاية الأنبار بالخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فصبروا، وابتلاهم بالفتح فشكروا؛ بأن عملوا فيما مكنّهم الله كما أراد الله، من تطبيق لشرعه، وإقامة لحدوده، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم بين عبادتي الصبر والشكر، وهذا هو حال المؤمن في كل زمان ومكان.

إن العبرة الأكبر في قصة فتح الرمادي قبل عام، أن نصر الله قريب من عباده المؤمنين، مهما قل عددهم وعتادهم، ومهما كانت قوة أعدائهم، ومهما كان حالهم من الشدة والبلاء، بل إن ذلك كله من مقدمات النصر التي ذكرها الله تعالى بقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [سورة البقرة: 214].


◽ المصدر: صحيفة النبأ - العدد 28
السنة السابعة - الثلاثاء 18 رجب 1437 هـ

مقتطف من مقال من التاريخ:
فتح الرمادي
ألا إن نصر الله قريب
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً