"إلف المنكر"
من الظواهر المحزنة التى تخللت النفوس وتشكلت كقيمة مجتمعية ظاهرة إلف المنكر وهي تتجلى فى كثير من المنكرات التى تغلغلت لدرجة إلفها فالشيطان حين يدخل المنكر من جهة النفس للمؤمن
يحدث صراع فى النفس ...
فيندم ويتوب نتيجة للوم اللوامة ولاستشعار معانى العصيان واستحضار الإيمان ومراقبة الرحمان
ثم إذا كرره وصل لدرجة أن تعتاده النفس إذا لم يوقظ ضميرها بتذكرة أو وعظ أو بيئة صالحة وليس هناك شخص خارج الأمر ..فالمنكر إذا ألفه الناس صار معروفا..كما قال الجاحظ ..وصار معروفا تشير لدرجة ثالثة من الإلف
وهي درجة التبرير ومحاولة تحويله لمعروف بلي النصوص أو تأويلها وهذه معصية أهل العلم والعقل أكثر من غيرهم وقد يؤولها لنفسه بتفاهات يخدع بها نفسه انطلاقا من تأثير الخور وإخراسا للضمير الخافت الذى يلتمع
وأينا لا يألف مناكر فى حياته فى حواسه بصرا وسمعا وفؤادا...
ولكن كيف تعالج الظاهرة وكيف نخرج منها ؟
إن هذه الظاهرة تتفاوت تمكنا فى النفوس وتنقلا من الدرجة الأولى لغيرها فبعضها يقوى على الاعتياد بعد الفعل أو التبرير
وهي مؤهلة للتمكن من المجتمع أفرادا وجماعات لأسباب :
نقص التربية الإيمانية
وإيغال الواقع فى الغفلة
وصعوبة البدائل المباحة
وعدم الاحتفاء من الصلحاء وتكوين بيئة صالحة حقة فى الأغلب ..
ووجود أعوان الشيطان من الإنس بكثرة ومساعدة بعضهم لبعض ..
إلى غير ذالك من الأسباب
ولطرح العلاج مختصرا وسيبقى الباب مفتوحا للتنظير وبيان الأسباب وطرح العلاجات ...
١ الله والآخرة والموت
حقائق ينبغى أن يعمق استحضارها فى النفس ويركز اليقين بها فى القلب وتعاش معانيها فى الروح لتنتج
صلة حب وخوف وعبودية ومراقبة تشكل فى وعي المؤمن سيرا صحيحا يحجزه عن المنكر وإلفه ..
ولتكون الغاية وهي الآخرة التى تحوى عقاب وإكرام كل منا هناك
على مافعل هنا حاضرة تؤثر فى نظرتنا للأشياء فالمعصية بعين الآخرة صعبة جدا وهي توازن نظرتنا للدنيا وتأثيرها فينا شهوات وملذات ..
والموت فهو حقيقة مرة بالإمعان فيها قد ننقلب ونغير مفاهيم متجذرة وقناعات متركزة فهي أقوى الوعاظ ...
سهولة الحلال ..
وهو أمر مجتمعي بالدرجة الأولى وفردي إن لم يقبل المجتمع ..
ويتجلى فى خطبة الرجل لمن يراه يحتاج ممن تحت إمرته وأن لايؤخر حاجته ويضعف نفسه لاعتبارات توقع فى البدائل المحظورة ولا تغنى من الله شيئا..
وتسهيل أمر الزواج بكل تفاصيله ..وهو أمر سني لو نظرنا تاريخ السلف لوجدنا تجلياته
بل فى القرآن أمر بتزويج غير المتزوجين ووعد بإغنائهم ...
وقد أفصل فى الأمر أكثر مستقبلا
الارتباط بالوحي والصالحين والمسجد ..
حين تود الانبعاث للخير وأنت لاتأخذ بأسباب ذالك فأنت تعبث ومن أقوى أسبابه القرآن
واتل ما أوحي إليك ..
والبيئة الصالحة ..واصبر نفسك مع الذين يدعون..
والتذكرة ..يستمعون القول ...
وملء الفراغ بالنافع ...
ولولا خشية الإطالة والإملال الأفضت ...
إن أريد إلا الإصلاح مااستطعت...
حمدى وداد ...المزيد

طريق الاسلام ..
ما أحوجنا لتبين معالمه ..عقيدة وشريعة ..
والسير فيه ..فى اليسر والعسر
وخدمته والموت عليه ..والشغف به
والدعوة إليه ..