حكم السبایا في منظور القرآن بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام علی رسول الله، وبعد. ٳن من ...

حكم السبایا في منظور القرآن

بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام علی رسول الله،
وبعد.

ٳن من ٲبشع الفواحش والجرائم والظلم والعدوان عندما يكون في حق الضعفاء الأبرياء الذين لا حول ولهم ولا قوة الا بالله وبالاخص عندما يكون في حق النساء والاطفال وٲبشع من ذلك كله عندما يرتكبوا تلك الجرائم بٲسم الاسلام والدين. قال تعالی
(وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [الأعراف:28]

وابشع تلك الفواحش والجرائم والظلم والعدوان يتصور البعض على أنها حسنة ومن تلك الجرائم هي ما تسمی سبي النساء ولا شك ان سبي هو اغتصاب بعينه، لكن للاسف بعض تصوروا علی أنه رحمة بهن.

ولاادري كيف يقولون بٲن اغتصاب رحمة لهن، لذلك نری علی الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي تهجم علی الاسلام وعلی النبي الاسلام بٲبي هو وٲمي، بسبب بعض بعض الاخبار التي جاءت في كتب السير فتلك الاخبار تخدش بٲخلاق النبي صلی الله علیه وسلم ولا شك ان تلك الاخبار مدسوسة منسوبة الی النبي الرحمة كتب ما يقارب 200سنة بعد وفاة النبي صلی الله عليه وسلم، وٲول من كتب السيرة محمد ابن اسحاق كان يروي روایات بدو سند كقصة بني قريظة رواها بدون سند وكان يروي عن اليهود ايضا كما روی قصة بني قريظة وغیرها من الاخبار التي لا ٲصل لها، وهناك كثير من العلماء لم يروا عنه اليك اراء بعض العلماء فیه.
روى مالك عن هشام بن عروة قال: أشهد أنه كذاب (يعني ابن ایحاق) [عيون الأثر 1 \ 12]

وقال ابن إدريس كنت عند مالك بن أنس ، قال له رجل: يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند أبي عبيد الله ، وثم محمد بن إسحاق فقال محمد بن إسحاق : اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره ، فقال مالك : دجال من الدجاجلة(يعني ابن اسحاق) [ الجرح والتعديل 7 \ 193] [سير أعلام النبلاء 7 \ 50]

وقال ابن يحيى بن سعيد القطان قال أبي: سمعت مالكا يقول: يا أهل العراق من يغت (أي يفسد) عليكم بعد محمد بن إسحاق [سير أعلام النبلاء 7 \ 53]

وقال حسين بن عروة قال سمعت مالك بن أنس يقول: محمد بن إسحاق كذاب [تاريخ بغداد 1 \ 223]

قال يحيى بن القطان : ما تركت حديثه إلا لله ، أشهد أنه كذاب(يعني ابن اسحاق) [عيون الأثر 1 \ 12]
[ميزان الاعتدال 3 \ 471]

وقال أبو موسي محمد بن المثنى ما سمعت يحيى بن القطان يحدث عن ابن إسحاق شيئا قط [عيون الأثر 1 \ 11]

وقال ابن المديني : سمعت يحيى يقول قيل للأعمش : إن ابن إسحاق حدثنا عن ابن الأسود ، عن أبيه بكذا وكذا ، فقال: كذب ابن إسحاق ، وكذب ابن الأسود [ سير أعلام النبلاء 7 \ 52]

و قال أبو حفص الغلاس : كنا عند وهب بن جرير فانصرفنا من عنده فمررنا بيحيى بن سعيد القطان فقال: أين كنتم، قلنا كنا عند وهب بن جرير ،يعني يقرأ علينا كتاب المغازي عن أبيه ، عن ابن إسحاق، قال تنصرفون من عنده بكذب كثير [الجرح والتعديل 7 \ 193][ميزان الاعتدال 3 \ 469] [سير أعلام النبلاء 7 \ 52]

والجدير بذكر ان معظم كتاب السير اقتبسوا من كتاب المغازي لابن اسحاق الروايات والاخبار من دون تنقية تلك الروایات وما دروا ان هذه الاخبار تخدش بٲخلاق النبي صلی الله عليه وتشوه صورته بٲبي هو وٲمي.

فمن تلك الروایات التي منسوبة الی النبي صلی الله عليه وسلم مسٲلة سبايا التي أصبحت باب مفتوحة والمفضلة لكل من يريد إنتقاد الإسلام.

كيف لا وهي تبيح استعباد واغتصاب النساء المتزوجات بلباس الدين حتى أن التفاسير استعملت مصطلح الوطأ بدل النكاح في إشارة صريحة إلى المعاشرة الجنسية بدون عقد زوج عكس النساء الأحرار.

مثال علی ذلك قال تعالی (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) [النساء:24]
المحصَنات أي ذوات الأزواج من النساء أن تنكحوهن قبل مفارقة أزواجهن حرائر مسلمات كن أو لا ( إلا ما ملكت أيمانكم ) من الإماء بالسبي فلكم وطؤهن وإن كان لهن أزواج في دار الحرب بعد الاستبراء. [تفسیر الجلالين]
والاستبراء هو العدة والعدة سبي عندهم تحيض وتطهر مرة واحدة، وهذا بذاته يخالف صريح القرآن لٲن عدة المطلقة ثلاثة قروء قال تعالی ( وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)[البقرة:228]

وعدة المتوفی عنها ٲربعة ٲشهر و عشرا، قال تعالی ( وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍوَعَشْراً)[البقرة:234]

هذا من ناحية ومن ناحية آخری التراث اجاز وطٲ سبي وٳن كان زوجها في الحياة وهذا ايضا يخالف القرآن ( تعالى: وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمُُ)[البقرة:235]
فإذا حرم خطبة المعتدة والعقد عليها قبل انتهاء العدة فمن باب الاولی حرمة جامع امرٲة وهي في عصمة رجل آخر.

ٳذاً مسٲلة سبایا من ناحة العدة تخالف نصوص القرآنية الصريحة، ربما يقول القائل حكم سبي يخالف مع حكم حكم المطلقة او متوفی عنها نقول لیس صحيح لو كان سبي مشروع في الاسلام لذكر القرآن العدة سبية، وربما يقال السنة ذكر العدة سبية قلنا تلك الروایات منسوبة الی النبي صلی الله علیه وسلم لٲن لو كان كذلك لفرق القرآن العدة سبیة من المرٲة المطلقة والمتوفی عنها، المسٲلة واضح كوضوح الشمس.

معظم المفسرين فسروا ملك اليمين بسبي النساء قالوا
،إلا ما ملكت أيمانكم، يعني إلا ما ملكتموهن بالسبي فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن فإن الآية نزلت في ذلك.
لكن المصيبة الأكبر هي السبي لا يشمل النساء فقط وانما يشمل الاطفال الذكور ايضا لا ٲدري كيف فسروا ملك اليمين بسبي.

روب إمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال:أصبنا سبياً من سبي أوطاس، ولهن أزواج فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج، فسألنا النبي صلى اللّه عليه وسلم فنزلت هذه الآية: { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فاستحللنا فروجهن.

هذه الرواية يرفضها كل من كان فطرته السليمة لٲن هذه الروایة يخالف نصوص القرآنية كما ذكرنا.

ولو وضعنا الإجتهادات البشرية جانبا وكذلك تقديس التراث واكتفينا بظاهر النصوص فإن الاية صريحة بٲن الملك اليمين يجب نكاحها بمهر ويجب ان يكون النكاح بٲذن اهلهن قال تعالی (فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:25]

فالقرآن يصرح بٳعطاهن المهور وكذلك بٳذن اهلهن، هذا حكم النكاح الملك اليمين، وهناك فرق بین الملك اليمين وسبي ملك اليمين هن خادمات وليس سبایا كما قالوا لٲن حكم سبايا نفس الحكم الاسری لٲنهن اسيرات وقد بین القرآن حكم الاسير قال تعالی (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّىٰ تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا) [محمد:4]

فالقرآن لم يذكر حكم لسبایا خاص لٲن حكم سبایا نفس حكم الاسری لو كان هناك فرق بین الاسری وسبي لذكر القرآن.

ويستدلون ايضا بقصة زواج النبي من صفية بنت حيي بن أخطب في خيبر، وذلك بعد طُهرها من الحيضة الأولى وهذا مخالفة واضحة لصريح القرآن، وليس هذا البیان الا لكشف والوضوح وإزالة تلك الاخبار التي التصقة بديننا.

فالرواية التي جاءت فيها زواج النبي واردة في البخاري
ربما البعض يظن اننا تريد انتقاص امام البخاري فٳنتقاص من امام البخاري امر مرفوض ولكن لا ينبغي ان نقول بعصمة كتاب البخاري فمعظم السنة يقولون بعصمة صحيح البخاري وصحيح مسلم، فاعتقادي في البخاري ومسلم وفي نهاية المطاف أنه كتاب رواية بشرية غير معصومة، وأن الخطأ وارد فيه ولا شك في ذلك ، ومع ذلك أؤمن بأن أغلب ما في صحيح البخاري وصحيح مسلم هو صحيح السند، أما أن ننسبه للنبي كل مافيهما قطعاً امر نرفضه لٲن معظم الروایات آحاد وآحاد ظنية الثبوت و جمهور أهل العلم اتفقوا على أن رواية الآحاد أياً كانت درجة صحتها هي ظنية الثبوت لا قطع فيها كي ننسبها لرسول الله..وهذه نقطة في غاية الأهمية ولا نری كثير من الخطباء والوعاظ تغاضوا عن هذه المسٲلة وهذا أمر خطير بلا شك وقد نتج عنه أشياء لا تقل في خطورتها عن خطورة بناء إنسان عنيف وخطير.

فالذين قالوا بجواز سبي استدلوا بالروايات التي في البخاري تتحدث عن بناء النبي صلی الله علیه وسلم بصفية بنت حيي ، تقول الروايات بأن الرسول قد تزوجها بعد قتل زوجها وهي عروس، ولم ينتظر النبي قضاء عدتها هذا يخالف صریح القرآن كما في كتاب الله قال تعالى (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) "..الآية واضحة كوضوة الشمس يجب انقضاء اربعة اشهر وعشرة ايام كي يجوز للمسلم أن يتزوجها، ولكن تلك الروایات تتهم النبي بمخالفة القرآن في تلك القضية، اليك الروایات.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب وقد قتل زوجها، وكانت عروسا، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الروحاء حلت، فبنى بها، ثم صنع حيسا في نطع صغير، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آذن من حول، فكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية، ثم خرجنا إلى المدينة، قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحوي لها وراءه بعباءة، ثم يجلس عند بعيره فيضع ركبته، فتضع صفية رجلها على ركبته حتى تركب.[البخاري:2235]

عن أنس بن مالك رضي الله عنه ايضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي طلحة، التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر، فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام راهقت الحلم فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول،اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين وغلبة الرجال ثم قدمنا خيبر، فلما فتح الله عليه الحصن ذكر له جمال صفية بنت حيي بن أخطب، وقد قتل زوجها، وكانت عروسا، فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه، فخرج بها حتى بلغنا سد الصهباء حلت، فبنى بها، ثم صنع حيسا في نطع صغير [البخاري:2893]

تدبر هذه الروايات تقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع جمال صفية وقد وقعت في ظرف وهذا حال ٲي امرٲة يقتل زوجها فكيف اذا قتل زوجها وابيها فما كان حتى حاضت حيضةً واحدة ثم ما لبث النبي إلا وأن بنى بها أي عاشرها معاشرة الأزواج.

فزواج النبي صلی الله علیه وسلم من صفية كان لجمالها حسب الروایات وذلك سبب الرئيسي.

والروايات تقول أن النبي دخل بصفية بعد تمام حيضة واحدة وهذا لا يجوز لصقه بالنبي الذي لم يخالف القرآن طرفة عين.
وجاء في [السنن الكبری للبيهقي:ج6/ص:526] ان النبي صلی الله عليه وسلم قتل حيي ابن اخطب وصفية بنت حيي ابن اخطب بعد ان تم اسره وهذا يخالف كتاب الله ايضا لٲن الاسری لا يجوز قتلهم حسب كتاب الله.
وجاء ايضا في [صحيح ابن حبان ج:11/ص607]
أن رسول الله قام بقتل زوجها وأخو زوجها.
من خلال هذاين الروايتين نری أن النبي قد قتل رجلا ثم تزوج إبنته وقام أيضاً بقتل رجل آخر ثم تزوج زوجته التي هي ابنة الرجل الأول وهو والأعظم أنه دخل بها دون أن تنقضي عِدتها.

نسٲل ماذا بقي إذاً كي ننتقص من نبينا بهذا الشكل إن هذه الصورة المنطبعة في ذهن كل من؟قراء الروايات ٲو سمع وطامة ان هذه الروايات صارت لدينا من الثوابت وأنه لا يجوز ردها طالما كان سندها موصولا،

ولو رجعنا الی الشراح لوجدنا تبريرات فٳن تلك التبريرات تخالف القرآن، قالوا
عرضنا هذه الرؤية على المخالف فقال أن النبي صلی الله عليه وسلم بنى بصفية بنت حيي وهي سبية من السبايا وعدة سبية هي أن تستبرئ بحيضة واحدة وقد تكلمنا سابقا كيف تخالف القرآن.

فهذه الروایات تثير شبهات حول أخلاق الرسول صلی الله علیه وسلم قد تقنعنا نحن المسلمين أو نتعاطف معها لٲنها سنة أو نجد لها التبرير المناسب في ظننا لأن هذا مذهبنا وهذا ديننا ويجب علينا فعل ذلك أما أن نقنع بها الآخرين فصعب نحن لا نعي حتى الآن مقدار الخطورة الحقيقية التء تتهدد الإسلام بتشويه صورة نبيه فلا يكفي أن ندافع عن نبينا بالكلام والتوصيف إذ العقول تسأل وتنظر، ومن سأل ونظر ولم يلقى لديه جوابا فسيثاوره الشك.

فجميع الشروحات التي تناقش هذه القضية تعيش بالنص وتفكر به ولا تعيش في النص وتفكر فيه وتطرح ما فيه للتساؤل، قضية عدة المسبية أو ما قيل عنه فقه سبايا أوطاس الذي يحتج به الشراح كونه الدليل الوحيد-نسوا أن آيات الجهاد كانت تضع ضابطاً لمنع سبي النساء الأعداء تحت قاعدة،ولا تزر وازرة وزر أخرى، نسٲل ماذنب النساء تغتصب لٲن رجالهن حاربوا فلاذنب لهن حتی يؤخذ بهن ويجعلن سبایا الیس هذا من الظلم يرتكب بحق المرٲة، واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون، فالله تعالی لا يرضى الظلم في الآخرة ثم يرضاه لهم في الدنيا تحت باب السبي والرق هذا لا يقوله من كان عقله سليم.

ولو سلمنا بصحة القصة كما وردت بتمامها ألم يقل الله عز وجل ( لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا) [الاحزاب:52] وسورة الأحزاب نزلت في السنة الخامسة للهجرة والآية واضحة بالأمر الإلهي للرسول بأنه لا يحل له أن يتزوج بعد نزول هذه الآية.
المعترضون يقولون السبیة مستثناء من الاية لقوله (الا ماملكت يمينك) ولو سلمنا الاية تقصد سبیة، جاء في البخاري ٲن النبي صلی الله علیه وسلم تزوجها وكان مهرها عتقها.

عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية، وجعل عتقها صداقها [البخاري:5086]

طیب كيف ذلك ولا صداق للسبايا،هذا يؤك-حسب الروایة التي جاءت في البخاري أن صفية كانت زوجة وليست ملك يمين، فإذا قيل بأنه بنى بها وهي مسبية لذلك كانت عدتها أقصر مما نص عليه القرآن، أقول بأن الأحاديث الصحاح تؤكد أنه أعتقها وتزوجها وهذا يعني أنه بنى بها وهي زوجة، وقد مات عنها بعلها وهي زوجة أيضاً وبالتالي فهي تستحق العدة المنصوص عليها في القرآن كونها أرملة..فإذا قيل أنه بنى بها وهي مسبية ثم تزوجها بعد ذلك أقول أين الدليل.

والجدیر بالذكر ان قضية سبایا كان من افعال فرعون واعوانه وقد سمی الله تعالی سبي النساء بلاء قال تعالی (وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ) [البقرة:49]

لقد ذم الله سبي النساء وٲخبر بٲن سبي النساء من افعال فرعون فكيف يعقل ان النبي صلی الله علیه وسلم يسبي النساء وقد اخبره ربه انه فعل مذموم ام كيف يعقل ان النبي صلی الله علیه وسلم يفعل نفس افعال فرعون هذا لايقوله من كان له عقل او تدبر القرآن.

قبل يبعث الله نبیه صلی الله علیه وسلم كان عادات الحرب الجاهلیة عندما يغلب ٲحد الجيشين علی الاخر يسبي جيش الغالب نساء جيش المغلوب، ثم ما ٳن بعث الله نبيه صلی الله علیه وسلم ٲنهی هذه العادة الجاهلیة، ثم اعاده يزيد واعوانه عندما سبی النساء اهل البیت الطاهرات، وهناك بعص وعاظ السلاطین وضعوا روایات ونسبوا الی النبي صلی الله علیه وتلك الروایات ٲخذ من التوراة والانجيل، مثال علی ذلك جاء في [ سفر التثنية إصحاح 20]
وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : لما نزلت بنو قريظة على حكم سعد - هو ابن معاذ - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قريبا منه، فجاء على حمار، فلما دنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قوموا إلى سيدكم ". فجاء فجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له إن هؤلاء نزلوا على حكمك ". قال : فإني أحكم أن تقتل المقاتلة، وأن تسبى الذرية. قال. لقد حكمت فيهمبحكم الملك [البخاري:3043]

هناك كثير من يضعوا ٲحاديث وينسبون الی رسول الله صلی الله علیه وسلم لٳرضاء سلاطینهم وكبرائهم ولا يهموهم تشويه النبي صلی الله علیه وسلم، فكلما ارادوا فعل فاحشة البسوا بلباس الدين.
قال تعالی (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ* قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِوَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ* فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ) [ الاعراف:28- 30]
هذا حال مخترعي هذه الروايات المقززة اتخذوا حكامهم وسلاطينهم أولياء من دون الله فسعوا لإرضاءهم وصناعة دين على مقاس شهواتهم على حساب دين الله ومن يدافع عن هذه الروايات من بعد ما تبين له الحق نصرة لدين آباءه ليس أحسن حالا
فحان وقت التخلص من هذه الروایات التي تشوه صورة النبي صلی الله علیه وسلم ولم تعد تنفع محاولات التجميل و ستر عيوبه.


ولله يقول الحق وهو يهدي السبیل


الباحث الٳسلامي رافع الخطيب
...المزيد

معلومات

الباحث الٳسلامي

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً