كيف انتشر التبرج والاختلاط في المجتمعات المسلمة محمد أمين مرزا عالم إن المتأمل في حال ...

كيف انتشر التبرج والاختلاط في المجتمعات المسلمة

محمد أمين مرزا عالم


إن المتأمل في حال المجتمعات المسلمة قبل فترة معينة ما كان ليرى ذلك التبرج والسفور فقد كانت المجتمعات المسلمة مجتمعات محافظة .. فكيف انتشرت فيها النساء المتبرجات وانتشر الاختلاط بين الجنسين فيها .. ؟ "
الجواب أن وراء ذلك أسباب عدة منها :

أولاً : التخطيط من الأعداء :
فالصهيونية العالمية , والماسونية , والتنصير , والإلحاد سعوا جميعاً لإفساد أمة الإسلام .. وعلموا أن أسرع وأقصر طريق لذلك هو إفساد المرأة المسلمة ..
فوجود النساء في تكشف مزرٍ .. وتبرج مشين .. وحركات خليعة .. كاسيات عاريات .. مائلات مميلات .. قد خلعن ثوب الحياء .. ونزعن رداء الطهر والعفاف .. وتجردن من كل خصلة وفضيلة .. وكأنه لا حرام ولا حلال .. ولا سؤال .. ولا ثواب ولا عقاب .. ولا حدود ولا قيود .. إن وجود ذلك كله أكبر كسب لأعداء هذه الأمة ..

ثانيا: كيد العملاء :
إن حرب الإسلام من ابنائه وبني جلدته ليس كحربة من اعدائه المعروفين ولذلك فقد حرص أعداء هذه الأمة على أن يحارب الإسلام ممن ينتسبون إليه ... من الذين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه ... ولا من المصحف إلا رسمه... فرجالات الحكم وأعوانهم الذين تربوا على يد المستعمر , والذين قد أشربوا حبه حرصوا على نشر الكثير من المحرمات وإباحة الكثير من المفاسد تحت حراسة القوة والقانون والنظام .. !!
وفوق ذلك قاموا بالتضييق على العلماء والدعاة بشتى الوسائل والطرق الإرهابية المادية والمعنوية ..
وقد أخبرنا الله تعالى عنهم فقال : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ } [سورة البقرة:204]
فالحذر الحذر من هؤلاء .. ويقول الله أيضاً : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [سورة الإسراء:16]

ثالثاً: المنافقون الجدد:
وهم العلمانيون ( ولربما العلمانيات ) ودعاة تحرير المرأة وعشَّاق التغريب الذين تخرجوا على أيد أعداء هذه الأمة فصاروا يتسنَّمون مراكز التوجيه والتعليم .. ويسعون خفية أو جهاراً للدعوة إلى التبرج والإختلاط ..
في جريدة اليوم في 21/ 2/ 1398 هجرية وفي ملحقها ما يلي :
خرقيه.. ذلك البرقع .. وأرميه .. خرقيه
أي شؤم وأنت فيه ؟ !
أي ليل أنت فيه !
أي ذل أنت فيه !
أي قبر أنت فيه ؟
حطِّميه.. حطِّمي الخوف بعنف لا تأني
حطِّمي السجن وقضبان التجني . أ . هـ
يقول الشيخ : أحمد بن عبد العزيز الحصين في كتابه :
المرأة المسلمة أمام التحديات بعد أن نقل ذلك المقال :
لقد رسم هذا المجرم خطوط الفساد التي يريد المرأة المسلمة السير عليها ..
تمزيق الحجاب .. الخروج إلى الشوارع و" النوادي " الإختلاط .. الكلام والمطالبات تحطيم ما أسماه القيود ويعني تعاليم الله للنساء ثم استنكر بكل وقاحة واستخفاف بالدين ..
استنكر على الله تعالى أن يفرض الحجاب على المسلمات ويمنع ظهور العيون والجوه والنحور .. وطلب من فتياتنا أن يرفعن الرؤوس تحدياً لرب العالمين . أ. هـ

رابعاً : إنتشار وسائل الإفساد في المجتمعات المسلمة حتى وصلت إلى كل بيت وفئة .. وكل مدينة وقرية .. من كتب ومجلات وصحف وإذاعات , وتلفاز وفيديو ومراقص ومسارح ودور اللهو والغناء حتى شغلت الكثير من الفتيان والفتيات عن طريق الخير والرشاد .

خامساً: غفلة الآباء والأزواج والأمهات عن التوجيه والبيان .. فتركوا زوجاتهم وبناتهم يتخيَّرون من الأزياء الغربية والشرقية ما شاؤوا .. بل وتركوا التوجيه والبيان لكل من سولت له نفسه الإفساد في هذه الأمة ..
سادساً: عدم قيام أهل الخير من العلماء والدعاة بما أوجبه الله عليهم على الوجه المطلوب والمشروع إما غفلة أو تكاسلاً أو إيثاراً للسلامة في ظنهم !!

سابعاً: المرأة المسلمة :
التي جعلت دينها كالخرقة الشوهاء والثياب المرقعة فالغفلة التي تعيشها المرأة المسلمة عن دينها وواجبها جعل كل هؤلاء يطمعون فيها ليؤثروا فيها .. لأنها لا تملك ما ترد به عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله .
فيا فتاة الإسلام :
لا يغرك كثرة الهالكين , ولا قلة السالكين ..
فاليوم عمل ولا حساب .. وغداً حساب ولا عمل



المصدر : كتاب كلمات عابرة للمرأة المسلمة المعاصرة
...المزيد

آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع إنّ المعاصي التي يقترفها المرء في حياته لا تقف آثارها ...

آثار الذنوب والمعاصي على الفرد والمجتمع إنّ المعاصي التي يقترفها المرء في حياته لا تقف آثارها المدمِّرة على ذات الفرد، بل تتعدّاه إلى المجتمع كلّه؛ وذلك لأنّ قوام الحياة وصلاحها يكون بالاستقامة على أوامر الله سبحانه، والالتزام بشريعته التي ارتضاها لخلقه، ومن هنا فإنّ كلّ انحرافٍ عن جادّة الصواب، وكلّ اتباعٍ لنزغات النفس ووساوس الشيطان إنّما هو تيهٌ في الشقاء، وإغراقٌ في الجهالات، وصدودٌ عن المقصد الرّباني من عمارة الأرض بالحقّ والصدق، ولذا فلا بدّ من المرء أن يتعرّف على الآثار الخطيرة للذنوب والمعاصي على مستوى الفرد والجماعة، معرفةً يقصد التحذير من مغبّة الاسترسال فيها، وإطلاق العنان لهوى النفس في الخوض في حدود الله سبحانه.[١] آثار الذنوب والمعاصي على الفرد آثار الذنوب والمعاصي على الفرد كثيرةٌ جداً، ولكنّ أهمّها:[٢] أنّ مرتكب المعاصي يُحرم من نور العلم الشرعي؛ ذلك أنّ العلم نورٌ، ونور الله -تعالى- لا يُؤتى للأنفس اللاهية عن ذكره، والمنغمسة في الذنوب والآثام. مرتكب المعاصي محرومٌ من الطمأنينة والراحة النفسية، ولو رآه الناس قد كثُر ماله، أو عظُم جاهه، فهو يعيش وحشةً وظلمةً في قلبه، ويرى أثر ذلك قلقاً نفسيّاً يجعله على الدوام يعيش في أجواءٍ مشحونةٍ بالانفعالات والتّوترات مع من حوله. الواقع في الذنوب معرّضٌ لسخط الله -تعالى- في الدنيا قبل الآخرة، إلى أن يشاء الله، أو أنْ يتوب ويؤوب إلى الله. فعل المعاصي تُورث لصاحبها الذّل والمهانة، وقد أبى الله -عزّ وجلّ- إلّا أنْ يهين من استهان بأوامره واقترف ما نهى عنه، فقال سبحانه: (وَمَن يُهِنِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ)،[٣] وإنّ العزّة دائماً قرينةٌ لطاعة الله، والاستسلام لشرعه، فقال الله تعالى : (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا).[٤] تتابع الذنوب يُورث الطبع على قلب صاحبها، فيصبح من الغافلين بحيث لا يعرف معروفاً، ولا ينكر منكراً، وصدق الله إذ يقول: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[٥] آثار الذنوب والمعاصي على المجتمع آثار الذنوب والمعاصي تظهر في الأرض بصورٍ كثيرةٍ، منها: الخسف والزلازل، ومحقّ البركة، وهذه الآفات والمصائب إنّما تظهر بما أحدثه الناس من الذنوب، وهذا مُشاهدٌ في حياة الناس، مصداقاً لقوله سبحانه: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،[٦] ويظهر هذا الفساد في المياه، والهواء، والزروع، والثمار، والمساكن.[٧] ...المزيد

مقترحات مهمة في نصرة أهلنا في غزة د.سعد بن مطر العتيبي بسم الله الرحمن الرحيم قد يصاب ...

مقترحات مهمة في نصرة أهلنا في غزة

د.سعد بن مطر العتيبي


بسم الله الرحمن الرحيم

قد يصاب بعض الناس من أهل الغيرة والحمية ، وخاصة الشباب بنوع من الإحباط أو اليأس وهم يشهدون ما يجري في غزة من حرب صهيوينة ومتصهينة قذرة ، وحق لهم أن يتألموا .. ولكن ربما تصرف بعضهم تصرفاتٍ غير مشروعة ، لا يرجعون فيها لعالم معتبر ، ولا سياسي حاذق . ولهؤلاء يقال : السكينة السكينة .. يمكنكم أن تصنعوا شيئا في نصرة المسلمين بطرق مشروعة مرجوة النفع مأمونة العواقب ، إزاء ما يجري من حرب وحصار لإخواننا في غزة .

بإمكاننا كأفراد أن نقوم بجهود نصرة شرعية قانونية مؤثِّرة إن شاء الله تعالى ، على المدى القريب والبعيد ، وهذه بعض الأمثلة للوسائل المشروعة المتاحة أذكرها على سبيل التنبيه لا الحصر :

المثال الأول : الدعاء لإخواننا في غزّة في مواطن إجابة الدعاء ، والقنوت لنازلتهم ، وقد أفتى بذلك في هذه القضية بالذات سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ حفظه الله لكل من سأله .
كيف وقد وجدنا في الأنباء أنَّ حاخامات يهود يدعون إلى الصلاة من أجل تحرير جندي ظالم ، وفي عدد من دول العالم هب الصهاينة لنصرة إخوانهم الصهاينة في أرض الإسلام المحتلة بشكل عجيب .. فما أهوننا إن لم نرفع أيدينا إلى الله عز وجل نطلب منه الغوث لأهلنا في غزة ، ونتضرع إليه طلبا للطفه سبحانه بالأجنة في بطون الحوامل ، والصغار في أحضان الأمهات ، والشيوخ في قارعة الطريق ، والمصابين والمرضى في عنابر المشافي وغرف الإنعاش .

والثاني : الدعم المعنوي من خلال تثبيت أهلنا في غزة ، بكل الوسائل الإعلامية المتاحة ، ومن أيسرها المجموعات البريدية والمنتديات الفسطينية التي يكثر زوارها هذه الأيام ، وغيرها ، وكشف الحقائق الشرعية في مفهوم النصر ، وحكم الشارع في اتخاذ الشهداء ( ويتخذ منكم شهداء ) ..
مع التأكيد في وسائل الإعلام والمنتديات العربية والإسلامية على عظم إثم التثبيط ، فضلا عن عواقب الخيانة والغدر بأهل الرباط ، والتحذير من العمالة للعدو .. وكشف كل مؤامرات الخيانة لتتضح الحقيقة للناس ويميز الله الخبيث من الطيب .

والثالث : الدعم المادي من خلال جميع القنوات الشرعية المتاحة ، ولا يخلو بلد إسلامي من منظمات موثوقة وجمعيات خيرية رائدة ، قادرة على توصيل المعونات والإمدادات . ولدينا في المملكة يمكن تقديم التبرعات لحسابات بنكية تابعة للجنة فلسطين في الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، وهيئة الإغاثة .

والرابع : الكشف الإعلامي للحقائق المتعلقة بأسرانا في فلسطين ، أعداداً وأوضاعا ، وأحوالا ، فليزر من يروم نصرة إخوتنا في فلسطين - على سبيل المثال - مواقع الأسرى على الشبكة العالمية ، وليحكِ منها للناس بعض ما يجد من معاناة امرأة أو طفل أسير أو شيخ قد بلغ من الكبر عتيا ! أو مولود فلسطيني ولد أسيرا في عنابر السجون الصهيونية الظالمة ! فربما رقّ مؤمن فانتصر بالدعاء الذي قد لا يرد ، أو اطلع ذو مالٍ فاتقى الله في ماله وبذل ، أو قرأ خصم فارعوى ورجع ، أو بلغ من هو أوعى من قاريء . ومثله كشف الحقائق المتعلقة باللاجئين الذين يحل محلهم ظلما وعدوانا قطعان المستوطنين في المغتصبات الصهيونية الظالمة .

والخامس : إبراز كل ما يتعلق بجهود المقاطعة الشعبية وأسبابها المشروعة ، من خلال مواقع المقاطعة الشعبية للكيان الصهيوني على الشبكة العالمية وغيرها ، ومنها مواقع عديدة معروفة ومليئة بالحقائق الميدانية ، والمزيد من الأفكار العملية المشروعة التي تحتاج إلى مزيد تفعيل ، لتساهم في بقاء القضية الإسلامية حية في نفوس الأمة ، وتوعية الرأي العام العالمي بها من خلال عرض كل جديد وتوضيحه مدعما بالوثائق والأدلة . وعدم نسيان الحقائق المتعلقة بالجهود الصهيونية في محاولة هدم المسجد الأقصى ، وما يجري منهم تحته من أعمال حفر وتنقيب ، وخلخلة لمبانيه ، وامتهان لأرضه ، وتهديد بذلك على أيدي العصابات الصهيونية شديدة التطرف ، وكذا محاولاتهم السيئة في تغيير التركيبة السكانية في القدس المحتلة .

والسادس : كشف خطوات التطبيع الظالم ، والإفادة في ذلك من إحصائيات المواقع الموثوقة التي أنشأتها المؤسسات الإسلامية والعربية في البلاد التي تضرر أهلها من التطبيع ، ولم يجنوا منه غير الفساد في الاقتصاد والزرع والنسل ، وتيسير الاختراق الصهيوني للبلاد العربية والإسلامية ومؤسساتها الحيوية المهمة .

والسابع : كشف الحقد الصهيوني وكشف دعاواه الباطلة ، لدى الرأي العام العربي والعالمي ، ونشر الصور التي تكشف حقيقة ما يجري من مجازر ، ولا سيما صور الأطفال والشيوخ ، التي يغيبها الإعلام المتواطيء مع العدو وعملائه ، أو العاجز عن نقل الصورة بنفسه من ميدان المعركة .

الثامن : وهو خاص بمتقني اللغة العبرية : المشاركة في المنتديات العبرية ، وتوهين العدو من خلال منتديات الصهاينة واليهود المحتلين على الشبكة العالمية ، بكشف جوانب مهمة لقراء تلك المنتديات من الصهاينة ، وتوضيح خداع زعمائهم لهم ، وبيان خطر جريمتهم على واقعهم ومستقبلهم ، وترجمة بيانات المقاومة التي تتوعدهم ..

هذه أمثلة لبعض الأمور التي يمكننا أن نقوم بها دون عناء بصورة مشروعة مأمونة . نسأل الله عز وجل أن ينصر الإسلام والمسلمين ، وأن يوفق ولاة أمور المسلمين للقيام بكل ما يطيقون من جهد في نصرة الحق وأهله ، ورفع الظلم عن إخواننا المسلمين في كل مكان .




هذا تعليق كتبته على التعليقات التي وردت على مقالي بشأن المقترحات

إخوتي الكرام
أهتم بمتابعة التعليقات على بعض المقالات المثيرة - سواء كانت لي أو لغيري ممن يتوخون المشروع من العمل ويتحلون بتعقل أكثر - ولا سيما في مثل هذه الظروف ، لأنها تكشف عن التصورات الخاطئة للكاتب أو للمعلق ، وتعطي المصلحين مجالا للإصلاح قبل أن تتحول الأفكار العاطفية المحضة إلى أعمال خاطئة وأمور لا تحمد عقباها ..
وبداية أشكر غيرتكم جميعا ..
وأشكر بشكل أخص من يتفهم هذه المقترحات ممن قرأها كاملة ووعاها جيدا ..

وحيث يهمني دائما تصحيح المفاهيم لدى أحبابنا الشباب ، ولكن برؤية شرعية وعقلانية لا بالعاطفة المحضة .. أذكر ببعض القضايا :

أولا : عنوان المقالة : مقترحات عملية لنصرة إخواننا في غزة . وكل كلمة فيه لها دلالتها ، ولا سيما أن المقال ضرب أمثلة لأعمال مهمة من النصرة العملية للأفراد .
وواضح أن بعض التعليقات المنتقدة - مع تقديري واحترامي لكاتبيها - تتحدث عن موضوع آخر غير هذا الموضوع !

ثانياً : من المتقرر شرعا من الناحية النظرية أن جهاد العدو الصهيوني في فلسطين واجب شرعا على أهل الإسلام ؛ لأنه عدو حربي محتل ظالم ، وهي قضية شرعية راسخة وقانونية معتبرة .
لكننا عندما نتحدث عن الناحية التطبيقية فالأمر مختلف للظروف والعوامل التي يعلمها المقاومون المجاهدون في فلسطين قبل غيرهم ..
نعم واجب على الدول الإسلامية دعم المقاومة المجاهدة في فلسطين بكل ما تحتاجه ، لقيامهم بواجب الدفاع عن أنفسهم وإخراج المحتل من أرضهم أرض الإسلام على أتم وجه ، ونصرتهم بكل ما أمكن ، وهم مسؤولون أمام الله تعالى عن ذلك . ولكن تقصيرهم أو عجزهم ، لا يحملنا على أن نتجاوز المشروع ، ولا سيما في النظر التطبيقي للحكم على أرض الواقع .
نعم نطالبهم بدعم المقاومة المجاهدة بكل ما يمكن ، لكننا كأفراد لا نملك إعلان حرب تمتد آثاره إلى مصالح عديدة ، ومفاسد خطيرة ، لا يستطيع الأفراد تصور آثارها ومآلاتها .
وقد فرق العلماء بين تقرير مسائل الأحكام من الناحية النظرية ، وبين اتخاذ قرارات عامة لها آثارها في الناحية التطبيقية . ومن ذلك أمور الحرب والجهاد ، فقد نص العلماء على أنها مما يختص بها صاحب الولاية الذي يتمثل في حاكم شرعي ، أو جمع من علماء البلد الذين يقومون مقام الحاكم الشرعي العام في حال خلو البلد من حاكم . فموضوع إعلان الحرب ليس من مجالات الفتوى الفردية ولا القضاء .
ويكمن للإخوة طلبة العلم أن يراجعوا كتاب أهل العلم في المسألة - بعيدا عن العواطف التي قد تنفس عن النفس عند البعض لكنها لا تستجلب الحق - ومن الكتب التي ينصح بالرجوع إليها : القواعد الكبرى للعز بن عبد السلام ، والإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام .

ثالثا : لا يجوز لا شرعا ولا عقلا ولا قانونا أن يصنف الجهاد المشروع على أنه إرهاب ، وإلا فيجب تصنيف كل وزارات الدفاع في العالم على أنها وزارات إرهاب .
ومن هنا فلا يجوز أن يصنّف جهاد إخواننا في فلسطين للعدو الصهيوني المحتل - بغض النظر عن مسميات الفصائل - على أنه إرهاب .
ولذلك فإن فقهاء العصر العارفين بالأحوال على الأرض وأساتذة القانون الدولي المنصفين يساندون المقاومة الفلسطينية ويقرون بشرعيتها ، وهذه الحقيقة التي يشعر الصهاينة بوجودها هي من أسباب هجومهم عل غزة ؛ وهذا الأمر - أعني مقاومة المحتل والدفاع عن النفس - ظاهر من الناحية الفقهية ؛ لأنَّ ممارسة الجهاد في الميدان من الناحية العملية والممارسة المباشرة الواقعية العملية التي نتحدث عنها ، لا يتأتى على الوجه الصحيح النافع إلا لأحبتنا في فلسطين ، ولا سيما أنهم يقدرون أحكامه حربا وهدنة . ويملكون قرار وقفه إذا ما اقتضى الحال ذلك لوجود قيادات ميدانية يخضع لها أفرادها .
ومما ينبغي فقهه - من حيث واقع الحال - أنّ العمليات القتالية ليست عملا يتحكم فيه وفي آثاره من يفتي به من آحاد العلماء أو من يقوم به من الأفراد دون قيادة ، بل لا بد له من قيادة تعلنه وتوقفه بحسب الحال وحاجة الميدان ، حتى لا يعود على أصله بالفساد والبطلان والفشل .
ولذلك من الظلم أن يقال : إن كل من لم يتحدث عن إعلان الجهاد في وقائع معينة ، فهو ممن يرى أن الجهاد إرهاب ! هذا ظلم من ناحية ، وسوء ظن آثم من ناحية أخرى ..

إن التصورات الخاطئة قد تجد ميدانها الرحب في التأثر بالعواطف بعيدا عن المرجعية الشرعية في كل مجال من أهله .. وهي التي تجعل بعض شباب الإسلام ضحية عاطفة غير متزنة ، تجعله يسيء الظن بالعلماء الكبار ، فضلا عن العقلاء من طلبة العلم ، وتجعله يشعر بالخذلان ، ويصاب بالإحباط ، ويحدث نفسه بالأماني ، التي قد توقعه في العمل الضارّ ، أو تقعده عن العمل الممكن النافع ، مع سهولته ويسره وأهمية آثاره .

رابعاً : من المهم جداً أن نحسن الظن بأهل العلم المعروفين بالتقى والصلاح ، وأن لا تروج علينا دعاوى تصنيف العلماء بعواطف بعيدة عن الواقع . وأن نرد الأمر إلى أهله ، دون أن نكون ضحية للعواطف في مواطن العواطف ، التي أشار الله تعالى إليها في قوله عز وجل : ( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) ؛ فمن العلوم والأحكام الشرعية ما لا يعلمه إلا القادرون على الاستنباط ، المتعبدون بالاجتهاد ، الواقفون على معلومات مؤثرة قد لا تتيسر لكل أحد .

خامساً : ظهر لي من التعليقات أن بعض الإخوة يجهلون أصول التأثير في القضايا المزمنة ، وربما يثبط أحدهم عن العمل الممكن وهو لا يشعر ؛ ويزهّد في العمل الصالح أو الواجب فيصدّ عنه ؛ وهنا أذكر بدلالات قول الله عز وجل : ( ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم ) ..

ومن أمثلة ذلك هنا : الأخ الذي قال كل مقترحاتك : كشف .. كشف ..
بينما الواقع أنها ليست كذلك ، وها هي أمامكم .. كما أن الواقع أن الأمور ليست مكشوفة لكثير من الناس ، وإن كانت مكشوفة له ..
ثم إن قضية الكشف في حد ذاتها مطلب شرعي ولا سيما في مثل هذه الظروف ، وقد جاءت الكاشفة الفاضحة : سورة التوبة مركزة على هذا الحل العملي كاشفة لأصول المؤامرت في الداخل الإسلامي والخارج الأجنبي .. والكشف والبيان في أمور السياسات والحروب جزء من إدارة المعركة ، ومن المؤسف أن وزيرة الخارجية الصهيونية ليفني تتجول في كل الدول المؤثرة ، وتخاطب كل التجمعات الدولية ، لتبين وتكشف - من وجهة نظرها - أن بلادها ضحية لصواريخ المقاومة .. وهو أمر ينعكس على الرأي العام العالمي بكثرة التحرك ، وقوة الإعلام ، ولذلك وجدنا صدى لذلك لدى بعض المسلمين ممن لا يحسبون على التيارات المعادية للإسلام ، فضلا عن غيرهم .

سادسا / من الأمور التي أجد هنا فرصة مناسبة للإشارة إليها ، قضية : قراءة التعليقات دون قراءة المقالات ، وهي طريقة يسلكها بعض الناس ، ويبني تصوراته من خلالها ، اختصارا للوقت في ظنه ! وهو في الحقيقة يأخذ تصور المعلق لا تصور الكاتب . وهذا يصرفه عن الخير الذي قصده الكاتب ، كما يوقعه في تصورات خاطئة عن الموضوع ذاته من جهة ، وعن الكاتب من جهة أخرى ، فيحجب عن نفسه الانتفاع بالموضوع ويزيد على ذلك الخروج بتصورات خاطئة . فلو لم يدخل على المقال من البداية لكان خيرا له .
وكثيرا ما سمعنا بعض الشباب يرددون أن الصحف تكتب عناوين مخالفة للمضمون ، وهذا موجود في الوسائل الإعلامية ، وتقع ضحيته هذه النوعية من الزوار - ولا أقول القراء - التي تكتفي بقراءة العناوين أو التعليقات !

سابعا : أذكر بالمقترحات مرة أخرى ، وآمل أن نتحول من نقد المعقول ، إلا فعل الممكن ، بدل الأقوال التي تثبّط ، دون أن تعين محتاجا أو تنفع محاصرا أو تعالج جريحا ، أو تعيد بناء شيء من البنية التحتية لأهل الرباط .
والحمد لله رب العالمين .
...المزيد

اْلْزِّنَا يحيى بن موسى الزهراني بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله شديد المحال ، وأشهد ...

اْلْزِّنَا

يحيى بن موسى الزهراني


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله شديد المحال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده له شريك له الكبير المتعال ، وأشهد ان محمداً عبده ورسوله عظيم الخصال ، وعلى آله وأصحابه خير صحب وآل . . وبعد :
الزنا من أفحش الفواحش ، وأشد الجرائم ، وأبشع المعاصي ، وأقبح الذنوب .
الزنا دين إذا أقرضته كان الوفاء من أهلك عاجلاً أم آجلاً .
الزنا سواد في وجه صاحبه ، ووحشة بينه وبين الله ، وتفرقاً للناس عنه ، ألا وإن الزاني يجد ضيقة في صدره وحياته ، حتى أن الأرض بوسعها تضيق به بما رحبت ، الزاني يجد الفقر والذلة والهوان على الله وعلى الناس .
ومن آثار الزنا وعواقبه أن يورث الجرأة على معاص الله المختلفة فهو يوقع في المخدرات والخمور ، ويوقع في السرقة والاغتصاب والقتل ، وهي جرائم عظيمة من كبائر الذنوب ، ومن تلبس بها يُخشى عليه أن يختم الله على قلبه فيموت وهو مدمن لها جميعاً .
ومن أشد عواقب الزنا قتل الأطفال الأبرياء الذين يولدون سفاحاً ، والمصيبة أن قاتلهم هم آباؤهم وأمهاتهم الذين وقعوا فيما حرم الله ، فيضعون الطفل في القمامة أو المساجد أو غيرها ، حتى الموت ، وهؤلاء أعظم جرماً من غيرهم من القتلة ، لأنهم هم الذين ولدوهم وأنجبوهم حراماً وزناً وسفاحاً ثم قتلوهم ، والقاتل في النار ، قال الله تعالى : { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً } [ النساء93 ] .
ومن فعل ذلك فعليه الإثم والدية وصيام شهرين متتابعين .
ولسوف يأتي هذا الطفل يوم القيامة متعلقاً برقبة والديه اللذين قتلاه ويقول يارب : سلهما فيما قتلاني ؟ فعندئذ وقعت الواقعة ، وحلت النكبة والمصيبة ، والعياذ بالله ، إذ هو سؤال يصعب جوابه ، فما هو سبب قتل هذا البريء ؟
وقتل الأطفال الأبرياء ، يورث ضيقاً في الحياة الدنيا حتى ربما وقع أحدهم في الكفر إما باستحلال الزنا أو تماديه فيه أو بغيره حتى يقع في المعصيىة وينغمس فيها ويألفها فتودي به إلى المهالك وسوء الخاتمة والعياذ بالله ، كما جاء مصرحاً به في حديث ابْنِ عُمَرَ رضى الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَزَالَ الْمُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً " [ رواه البخاري ] .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما : " إِنَّ مِن وَرَطَاتِ الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفكُ الدَّم الحرام بغير حِلِّه " [ رواه البخاري ] .
فإذا أصاب دماً حراماً والعياذ بالله، فإنه قد يضيق بدينه حتى يخرج منه.
فالقتل عمداً سبب لأن يموت الإنسان على الكفر، والكفر سبب للتخليد في النار .
إلا وإن من صفات عباد الله المؤمنين المتقين أنهم لا يزنون مهما كانت الأسباب والدوافع فهم يحفظون فروجهم خوفاً من عقاب الله تعالى ، قال الله عز وجل : { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً } [ الفرقان 68-71 ] .
فمن وقع في جريمة الزنا ، هذه الفاحشة البشعة ، التي لم تحل في ملة قط ، فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل فالله تعالى يحب التائبين ، ويفرح بتوبتهم ، ويغفر لهم ، بل وأعظم من ذلك كله إذا كان العبد صادقاً مخلصاً في توبته فإن الله يبدل سيئاته حسنات ، فهنيئاً للتائبين ، وطوبى للعائدين إلى ربهم بعد طول غياب في ظل المعاصي والمنكرات ، ما أعظم أن يتوب الإنسان قبل أن يموت .
يتفاوت إثم الزّنى ويعظم جرمه بحسب موارده ، فالزّنى بذات المحرم أو بذات الزّوج أعظم من الزّنى بأجنبيّة أو من لا زوج لها ، إذ فيه انتهاك حرمة الزّوج ، وإفساد فراشه ، وتعليق نسب عليه لم يكن منه ، وغير ذلك من أنواع أذاه .
فإن كان زوجها جاراً انضمّ له سوء الجوار ، وإيذاء الجار بأعلى أنواع الأذى ، وذلك من أعظم البوائق ، فلو كان الجار أخاً أو قريباً من أقاربه انضمّ له قطيعة الرّحم فيتضاعف الإثم ، وقد ثبت عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ " [ رواه مسلم ] ، ولا بائقة أعظم من الزّنى بامرأة الجار.
فإن كان الجار غائباً في طاعة اللّه كالعبادة ، وطلب العلم ، والجهاد ، تضاعف الإثم حتّى إنّ الزّاني بامرأة الغازي في سبيل اللّه يوقف له يوم القيامة ، فيأخذ من عمله ما شاء ، عن بريدة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " حُرْمَةُ نِسَاءِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتِهِمْ ، وَمَا مِنْ رَجُلٍ مِنَ الْقَاعِدِينَ يَخْلُفُ رَجُلاً مِنَ الْمُجَاهِدِينَ في أَهْلِهِ فَيَخُونُهُ فِيهِمْ ، إِلاَّ وُقِفَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيَأْخُذُ مِنْ عَمَلِهِ مَا شَاءَ ، فَمَا ظَنُّكُمْ ؟ " [ رواه مسلم ] ، أي ما ظنّكم أن يترك له من حسناته قد حكم في أنّه يأخذ ما شاء على شدّة الحاجة إلى حسنة واحدة ، فإن اتّفق أن تكون المرأة رحماً له انضاف إلى ذلك قطيعة رحمها ، فإن اتّفق أن يكون الزّاني محصناً كان الإثم أعظم ، فإن كان شيخاً كان أعظم إثماً وعقوبةً ، فإن اقترن بذلك أن يكون في شهر حرام ، أو بلد حرام ، أو وقت معظّم عند اللّه كأوقات الصّلوات وأوقات الإجابة تضاعف الإثم.
فهو أعظم إثماً وجرماً من الزّنى بغير ذات البعل والأجنبيّة.
الزاني ينزع الله من قلبه الإيمان فإن مات على الزنا مات على غير كمال للإيمان ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قال النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم : " لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهْوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهْوَ مُؤْمِنٌ " [ متفق عليه ] .
فالزنا يهدم صريح الإيمان ، ويبقى الإيمان فوق رأس الزاني والزانية .
كم من العار يجره الزنا إلى الأهل والأسر ، وكم من الفضيحة تتلطخ به البيوت ، حتى أن الناس لا يتزوجون ولا يزوجون أهل تلك البيوت .
لا أحد يرضى الزنا لأهله ، فكيف ترضاه أنت للناس ، أما علمت أن ذلك حرام ، استمع لهذا الحوار لعلك تخرج منه بتوبة نصوح تجب ما قبلها من المعاصي :
عن أبي أمامة : أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله ائذن لي في الزنا فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا : مه مه فقال : " ادنه " فدنا منه قريبا فقال : " أتحبه لأمك ؟ " قال : لا والله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لأمهاتهم " قال : " أفتحبه لابنتك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لبناتهم " قال : " أفتحبه لأختك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لأخواتهم " قال : " أتحبه لعمتك ؟ " قال : لا والله يا رسول جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لعماتهم " قال : " أتحبه لخالتك ؟ " قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك قال : " ولا الناس يحبونه لخالاتهم " قال : فوضع يده عليه وقال : " اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه " . قال : فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " [ رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ] .
الزنا دين فاحذر أيها المسلم من عواقبه الوخيمة ، ألا تخاف على زوجتك وبناتك وأخواتك أن يكون الوفاء من أعراضهن وأنت لا تدري ؟ إذاً فاتق الله ولا ترضى لنفسك الوقوع في أعراض إخوانك المسلمين ، فالمسلم أخو المسلم ، قَالَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم : " . . . فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ . . . " [ متفق عليه ] . فها هو صلى الله عليه وسلم يقول للمسلمين إن أعراضكم حرام عليكم فلا تنتهكوها ، ألا لا تبع جنة عرضها السموات والأرض بنعيمها ولذاتها ومتاعها الباقي ، لتشتري نار جهنم بسبب شهوة ونزوة لا تزيد عن ثوان معدودة ، ثم تندم ندماً عظيماً لا تطيقه ولا تستطيع تحمله .
وعليك بأمر الله تعالى ، وبوصية رسوله صلى الله عليه وسلم للشباب ، فهي وصية نافعة جامعة لمن خاف الله وجعل بينه وبين عذاب الله وقاية ، فإليك الأمر والوصية :
قال الله تعالى : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [ النور33 ] .
فالله يأمر عباده الذين لا قدرة لهم على النكاح أو الزواج بالاستعفاف ، ولا يكون ذلك إلا بطاعة الله تعالى ، والابتعاد عن معصيته ، وعليهم بكثرة الصلاة والصيام وحضور حلقات الذكر والدروس العلمية واستماعها في البيوت ، وقراءة القرآن الكريم ومراجعته ، والبعد كل البعد عما يثير مكامن الغريزة والشهوة عند الإنسان ، كمشاهدة المسلسلات والأفلام والمواقع المحرمة في الإنترنت ، والحذر من الذهاب للأسواق وأماكن تجمع النساء ، فبذلك يستعفف العبد ويبتعد عما يحرك شهوته ، ويحفظ فرجه ودينه .
وما قيل في حق الرجل والشاب يقال في حق المرأة والشابة .
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهُ صلى الله عليه وسلم : " يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ _ القدرة _ فَلْيَتَزَوَّجْ ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ _ وقاية من الحرام _ " [ متفق عليه ] .
ولما نزل قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الممتحنة12 ] .
قالت هند بنت عتبة : أو تزني الحرة ؟
ما كانت الحرة لتزني ولو قتلت نفسها ، ما كان يُعرف الزنا قديماً إلا في بعض العبيد والإماء .
قال تعالى : { وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النور33 ] .
جاء في تفسير ابن كثير : " كَانَ أَهْل الْجَاهِلِيَّة إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَمَة أَرْسَلَهَا تَزْنِي وَجَعَلَ عَلَيْهَا ضَرِيبَة يَأْخُذهَا مِنْهَا كُلّ وَقْت فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَام نَهَى اللَّه الْمُؤْمِنِينَ عَنْ ذَلِكَ وَكَانَ سَبَب نُزُول هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة فِيمَا ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْمُفَسِّرِينَ مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف فِي شَأْن عَبْد اللَّه بْن أُبَيّ بْن سَلُول فَإِنَّهُ كَانَ لَهُ إِمَاء فَكَانَ يُكْرِههُنَّ عَلَى الْبِغَاء طَلَبًا لِخَرَاجِهِنَّ وَرَغْبَة فِي أَوْلَادهنَّ وَرِيَاسَة مِنْهُ فِيمَا يَزْعُم " .
ألا وإن عقوبة الزنا عقوبة غليظة عظيمة في الدنيا والقبر ويوم القيامة :
أما في الدنيا كما في الأحاديث الصحيحة ، فعقوبة الزاني والزانية إن كانا متزوجين أن يرجما بالحجارة حتى الموت ، عذاب لا يطيقه أحد ، لكنه مناسب لجريمة الزنا ، وإن كان الزاني والزانية غير متزوجين فالجلد مائة جلدة والسجن لمدة عام .
وأما في القبر ، فكما في صحيح البخاري ، يوضع الزناة في فرن أسفله واسع وأعلاه ضيق ، يوضعون فيه وهم عراة ، وتأتيهم نار من أسفل منهم ، فيصرخون ولا منقذ لهم ، وهذا عذابهم إلى يوم القيامة ، ويوم القيامة هم تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم ، وإن شاء عذبهم ، وما ربك بظلام للعبيد .
ألا فاتقوا الله أيها الناس واصبروا عما حرم الله عليكم ، واعلموا أن ثمرة الصبر لا يعرف قدرها إلا الله تعالى ، وتوبوا إلى الله لتحصلوا على النجاة والفلاح يوم القيامة ، فالجنة مثوى الصابرين ، والنار مأوى المتكبرين والعاصين .

وفي ختام حديثي هذا أُذكر كل مسلم ومسلمة يريد التخلص من المعاصي للأبد ، ويريد كراهة الذنب ، بآية في كتاب الله تعالى فيها دعاء عظيم يغفل عنها الكثير من المسلمين ، ألا وهي قوله تعالى : { وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ } [ الحجرات7 ] .
فادعوا الله بهذا الدعاء : اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي ، وكره إلي الكفر والفسوق والعصيان واجعلني من الراشدين ، اللهم كره إلي الزنا ، واجعله أبغض شيء إلى قلبي ونفسي ، اللهم كره إلي الحرام ، اللهم حبب إلي طاعتك وأهل طاعتك ، وكره إلي معصيتك وأهل معصيتك ، اللهم اغفر ذنبي ، وطهر قلبي ، وحصن فرجي .
واظبوا وداوموا على هذا الدعاء وأمثاله ففيه خير كثير لمن دعاء به ، فهو مجرب ونافع بإذن الله تعالى ، وإياك أن تدعو به من باب التجربة ، بل من باب التوكل والاعتصام بالله وأنه سوف يجيب دعاءك ، فهو سبحانه قريب يجيب دعاء من دعاه ، ولا يرد يدي عبده صفراً إذا رفعهما إليه ، فهو أرحم الراحمين ، ومجيب دعوة المضطرين ، وقابل التائبين .
اللهم جنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، اللهم احفظ فروجنا ، واستر علينا في الدنيا والقبر وفي الآخرة يارب العالمين .
والحمد لله رب العالمين ، وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
...المزيد

فضل يوم عرفة د. راشد بن معيض العدواني إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، ...

فضل يوم عرفة

د. راشد بن معيض العدواني


إن الليالي والأيام، والشهور والأعوام، تمضي سريعا، وتنقضي سريعا؛ هي محط الآجال؛ ومقادير الأعمال فاضل الله بينها فجعل منها: مواسم للخيرات، وأزمنة للطاعات، تزداد فيها الحسنات، وتكفر فيها السيئات، ومن تلك الأزمنة العظيمة القدر الكثيرة الأجر يوم عرفة تظافرت النصوص من الكتاب والسنة على فضله وسأوردها لك أخي القارئ حتى يسهل حفظها وتذكرها :

1- يوم عرفة أحد أيام الأشهر الحرم قال الله- عز وجل- : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) [سورة التوبة : 39]. والأشهر الحرم هي : ذو القعدة ، وذو الحجة ، ومحرم ، ورجب ويوم عرفه من أيام ذي الحجة.

2- يوم عرفة أحد أيام أشهر الحج قال الله - عز وجل- : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ) [سورة البقرة : 197] وأشهر الحج هي : شوال ، ذو القعدة ، ذو الحجة.

3- يوم عرفة أحد الأيام المعلومات التي أثنى الله عليها في كتابه قال الله - عز وجل- : (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) [سورة الحج:28]. قال ابن عباس –رضي الله عنهما : الأيام المعلومات : عشر ذي الحجة.

4- يوم عرفة أحد الأيام العشر التي أقسم الله بها منبها على عظم فضلها وعلو قدرها قال الله - عز وجل- : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) [سورة الفجر:2]. قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : إنها عشر ذي الحجة قال ابن كثير: وهو الصحيح.

5- يوم عرفة أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها من أيام السنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ما من عمل أزكى عند الله - عز وجل- ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله - عز وجل- إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي وحسن إسناده الشيخ محمد الألباني في كتابه إرواء الغليل.

6- يوم عرفة أكمل الله فيه الملة، وأتم به النعمة، قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- : إن رجلا من اليهود قال : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال : أي آية؟ قال: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) [ سورة المائدة:5]. قال عمر – رضي الله عنه- : قد عرفنا ذلك اليوم الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة.

7- صيام يوم عرفة : فقد جاء الفضل في صيام هذا اليوم على أنه أحد أيام تسع ذي الحجة التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامها فعن هنيدة بن خالد-رضي الله عنه- عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر : أول اثنين من الشهر وخميسين) صححه الألباني في كتابه صحيح أبي داود.
كما جاء فضل خاص لصيام يوم عرفة دون هذه التسع قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صيام يوم عرفة : يكفر السنة الماضية والسنة القابلة) رواه مسلم في الصحيح وهذا لغير الحاج وأما الحاج فلا يسن له صيام يوم عرفة لأنه يوم عيد لأهل الموقف.

8- أنه يوم العيد لأهل الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام ) رواه أبو داود وصححه الألباني .

9- عظم الدعاء يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) صححه الألباني في كتابه السلسة الصحيحة. قال ابن عبد البر – رحمه الله - : وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره.

10- كثرة العتق من النار في يوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) رواه مسلم في الصحيح.

11- مباهاة الله بأهل عرفة أهل السماء قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء) رواه أحمد وصحح إسناده الألباني .

12- التكبير : فقد ذكر العلماء أن التكبير ينقسم إلى قسمين : التكبير المقيد الذي يكون عقب الصلوات المفروضة ويبدأ من فجر يوم عرفة قال ابن حجر –رحمه الله- : ولم يثبت في شيء من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث وأصح ما ورد عن الصحابة قول علي وابن مسعود _ رضي الله عنهم_ أنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى) .
وأما التكبير المطلق فهو الذي يكون في عموم الأوقات ويبدأ من أول ذي الحجة حيث كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم يخرجون إلى السوق يكبرون ويكبر الناس بتكبيرهما) والمقصود تذكير الناس ليكبروا فرادى لا جماعة .

13- فيه ركن الحج العظيم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) متفق عليه.
هذا ما تيسر جمعه سائلا الله أن يتقبل منا ومن المسلمين أعمالهم وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.


كتبه
د. راشد بن معيض العدواني
عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام
كلية الدعوة بالمدينة.
...المزيد

عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي ...

عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده … وبعد:
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيها فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن لله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرقاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

بأي شيء نستقبل عشر ذي الحجة؟
حري بالسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة، ومنها عشر ذي الحجة بأمور:
1- التوبة الصادقة :
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون( [النور:31].
2- العزم الجاد على اغتنام هذه الأيام :
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى:( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت
3- البعد عن المعاصي:
فكما أن الطاعات أسباب للقرب من الله تعالى، فالمعاصي أسباب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه÷ فإن كنت تطمع في مغفرة الذنوب والعتق من النار فأحذر الوقوع في المعاصي في هذه الأيام وفي غيرها؟ ومن عرف ما يطلب هان عليه كل ما يبذل.
فاحرص أخي المسلم على اغتنام هذه الأيام، وأحسن استقبالها قبل أن تفوتك فتندم، ولات ساعة مندم.

فضل عشر ذي الحجة
1- أن الله تعالى أقسم بها:
وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى ( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) . والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين والخلف، وقال ابن كثير في تفسيره: وهو الصحيح.
2- أنها الأيام المعلومات التي شرع فيها ذكره:
قال تعالى: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) [الحج:28] وجمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة، منهم ابن عمر وابن عباس.
3- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا:
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(فضل أيام الدنيا أيام العشر ـ يعني عشر ذي الحجة ـ قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال : ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب( [ رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني]
4- أن فيها يوم عرفة :
ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلاً، وقد تكلمنا عن فضل يوم عرفة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم فيه في رسالة (الحج عرفة(0
5- أن فيها يوم النحر :
وهو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال صلى الله عليه وسلم (أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر)[رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني].
6- اجتماع أمهات العبادة فيها :
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره).

فضل العمل في عشر ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشرـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].
فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
من الأعمال المستحبة في عشر ذي الحجة
إذا تبين لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذ تبين لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات، فقد كان هذا هو حال السلف الصالح في مثل هذه المواسم، يقول أبو ثمان النهدي: كانوا ـ أي السلف ـ يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأخير من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من محرم.

ومن الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام ما يلي:
1- أداء مناسك الحج والعمرة.
وهما افضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) [متفق عليه].
والحج المبرور هو الحج الموافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، الذي لم يخالطه إثم من رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات.
2- الصيام :
وهو يدخل في جنس الأعمال الصالحة، بل هو من أفضلها، وقد أضافه الله إلى نفسه لعظم شأنه وعلو قدره، فقال سبحانه في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [متفق عليه].
وقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبين فضل صيامه فقال: (صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده) [رواه مسلم].
وعليه فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح فيها. وقد ذهب إلى استحباب صيام العشر الإمام النووي وقال: صيامها مستحب استحباباً شديداً.
3- الصلاة :
وهي من أجل الأعمال وأعظمها وأكثرها فضلاً، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في أوقاتها مع الجماعة، وعليه أن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (وما يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) [رواه البخاري].
4- التكبير والتحميد والتهليل والذكر:
فعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [رواه أحمد]. وقال البخاري ك كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها. وقال: وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً. وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعاً.
ويستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده.
5- الصدقة :
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون) [البقرة:254]، وقال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي:
قراءة القرآن وتعلمه ـ والاستغفار ـ وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الإخوان ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إيذاء المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ والدعاء للإخوان بظهر الغيب ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ وإدخال السرور على المسلمين ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وتعليم الأولاد والبنات ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
...المزيد

أنـا حُـرَّة ؟! عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا ...

أنـا حُـرَّة ؟!

عبدالرحمن بن رشيد الوهيبي


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله الذي هدانا للإسلام وعلَّمنا الحكمة والقرآن، أنزل إلينا أفضل كُتُبه وأرسل إلينا خاتم رسله، خلقنا مـــن عدم ، وأسبغ علينا وافر النعم، هدانا من ضلالة ، وعلَّمنا من جهالة وبصَّرنا من عمى، كسانا مـن عُــري ، وأطعمنا من جوع ونصلِّي ونسلِّمُ على خير خلقه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستنَّ بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدِّين، أما بعد :

فإن الله قد أنعم علينا نعماً كثيرة صحةً في الأبدان وكثرةً في الأموال والأولاد وأمناً في البلدان وقبل ذلك كلِّه هدانا للإسلام والإيمان.
لذا وجب علينا شُكر نعم الله علينا وذلك بطاعته سبحانه وتعالى واجتناب نهيه.
والعمل بما يرضيه سبحانه وتعالى فالشكر باللسان مطلوب لكنه لا يكفي بل يجب أن يُدلِّلَ المسلمُ على صدق شكر اللسان بالعمل .
قال تعالى ] اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ[ سبأ 13
ولقد علَّمنا رسولنا e الشكر العملي حيث كان يقوم الليل حتى تفطَّرت قدماه.
وعندما قيل له لم تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك؟
قال ( أفلا أحبّ أن أكون عبداً شكوراً ) متفق عليه
وكما قال الشاعر :

إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها فإن المعاصي تزيلُ النِّعم
وحُطْها بطاعة ربِّ العباد فربُّ العبادِ سريعُ النِّقَم

ومن هذه النعم يا عباد الله نعمة الأولاد (بنين وبنات ) الذين أوجب الله علينا رعايتهم
قال تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) التحريم (6)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... ) متفق عليه
(وخصت البنات بشيء لم يخص به الذكور لأن فسادهن يسبب شروراً كثيرة لأنهن فتنة
كما قال صلى الله عليه وسلم (ما تركت فتنة هي أضرُّ على الرجال من النساء) متفق عليه
لذا قال e(من ابتُلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهنَّ، كُنَّ له ستراً من النار )متفق عليه ومعنى ابتُلي : أي اختُبر ، هل يُحسن لهنَّ أم يسيء كما كان أهل الجاهلية يفعلون ؟
إن بعض بنات المسلمين خُدعن بالمظاهر الزائفة ، فزُيِّنت لهن زهرة الدنيا فاتخذنها غاية فكانت همومهن هابطة وطموحاتهنَّ سطحية.
أصبحت همومهن اللباس وألوانه والعطر وأنواعه والحقيبة وأشكالها وتسريحة الشعر وموضاتها والحذاءُ وموديلاته والعدسات وألوانها، والبنطلونات وموديلاتها ... الخ
ولم يَصِلْنَ إلى هذه النتيجة بين عشية وضحاها بل كل هذا وغيره جاء نتيجة غفلتهنَّ وتفريط أهلهنَّ وتقليد صويحباتهنَّ .
شاهدن الأفلام والمسلسلات، وقرأن القصص الروايات ، تابعن الفن ونقدن المباريات تجاهلن الأحاديث وأعرضن عن الآيات.
حدث هذا عندما وُجِدَ في المجتمع من زيَّنوا لبعض بناتنا ونسائنا الباطل والشهوات وأعانوهن على التمرد على رب الأرض والسموات، أراد الله للمسلمة أن تكون درة مصونة وجوهرة مكنونة لا ينظر إليها ولا يمسَّن جسدها إلا محارمها ] يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدتين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين [ .
وأرادها أصحابُ الشهوات سلعة معروضة ومائدة مكشوفة ينهشونها بأعينهم الجائعة ونظراتهم المسمومة الرخيصة، وما هؤلاء إلا كفرعون الذي قال الله عنه
] قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ [ [غافر: 29]
ودعاة التغريب يقولون للمسلمات : هذا طريق الحرية وهكذا الحبُ البريء وهذه أزياء المرأة الأنيقة وتلك تسريحة الفتاة الجميلة وما دمتِ عفيفة فلا بأس بالحب!
صنعوا لها حجاباً برَّاقاً فلبسته وصدّروا لها ثوباً مفتوحاً فامتلكته وفاخرتْ به.
وزعموا أن الثياب الضيِّقة موضة العصر فأعجبتها، وفَّروا بين يديها أزياءً فاضحة فقلَّدتها وطرَّزوا لها ملابس بعبارات ساقطة فارتدتها. وافقت هواها وخالفت أمر خالقها الذي يقول ] فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى[ [النازعات ] .
فيا كل غيور على بنات المسلمين : إن بعض بناتنا رفضن الحق على ألسنة أهله لا لشيء إلا للدعاية له من قبل من لا يَخشون عقوبةً ولا يخافون حساباً.

أيها المسلمون : نحن لا نتشاءم من حال نسائنا فالصالحات والمصلِحات ــ ولله الحمد ــ كُثر وأخبار التائبات من المسلمات تنقل لنا دائماً، وحلق القرآن تخرِّج لنا المئات من الحافظات ، والدروس العلميَّة تحضرها العشرات من طالبات العلم ، وجهود الغيورات في الجامعات والمدارس تُذكر فتُشكر،أحسبهنّ كما قال تعالى:
(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ...)النساء 34
ولكن الواقع يشهد بأن هناك فئة من بناتنا يتعرَّضن لعواصف عاتية وأمواج من الفتن متلاطمة لم يستطعن مقاومتها ! لقلة علمهنَّ العلم الذي يورث الخشية كما قال تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) فاطر (28)
وضَعُف إيمانهنَّ ،مما أفقدهنَّ ــ نتيجة لذلك ــ الحياء ،الذي هو من جمال المرأة.
انظروا إلى هذا الصنف عند أبواب بعض الجامعات وفي قصور الأفراح وفي الحدائق المختلطة وفي الأسواق المركزية الكبرى وفي أماكن كثيرة .
اقرءوا ما تكتبه بعض فتياتنا ــ هداهنَّ الله ــ عن الفن ، عن الحب ، عن الرياضة ، عن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، عن الحجاب الذي شرعه الله ، عن وعن...
تجدوا ما يؤلم القلب ويدمع العين ويحزُّ في النفس.

أنـا حُـرَّة ؟!

إنك لتعجب عندما تُناصح إحداهنَّ عن واجب تركته أو محرَّم فعلته تنبري لك بكل جرأة قائلة:
أنا حرَّة ! أو تُناصح وليَّها فيقول هي حرَّة !!
سبحان الله!! إنها كلمة يردِّدها هؤلاء دون معرفة لمعناها .

يقول د. عمر الأشقر – رحمه الله – ( حول حرية الرجل والمرأة)
((إن الإسلام ألزم الرجل والمرأة بالعبودية لله الواحد الأحد في صورة الخضوع لمنهجه ودينه. وهذه العبودية هي أعظم مراتب الحرية، فالإنسان من خلال توجهه لله وعبادته له، يتحرر من كل سلطان فلا يوجه قلبه ولا يطأ طأ رأسه إلا لخالق السموات والأرض..

والإنسان في الإسلام يتحرَّر حتى من سيطرة الهوى وسلطان الشهوة فالذي يسيطر على ضميره ودخيلته إنما هو سلطان الشرع وهو يطرد سلطان الهوى إذا عارض سلطان الشرع.
قال تعالى ]وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى(40)فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [
وقال ] وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) [ الشمس
إذاً هي حرية في صورة العبودية ولا يمكن للبشرية أن تتحرر إلا بهذه العبودية إن الحرية في غير الإسلام تصبحُ حرية جوفاء لا معنى لها بل هي العبودية المُذلة المهينة وإن بدت في صورة الحرية .
إن الخضوع للزعماء والرؤوساء والمناهج والقوانين والنُظم وما تحبه النفس بعيداً عن تشريع الخالق إنما هو عبودية وأيّ عبودية .
إن الحرية الغربية التي يريدنا دعاة التقدم أن ننتمي إليها حُرية جوفاء.
الحرية كلمة رنانة ولكن لا مضمون لها ولا محتوى ويفسرها كل قوم بحسب ما يشتهون وقد نادى بها اليهود لتحطيم المجتمعات الإنسانية والحرية بغير مضمون وبغير ضوابط ولا حدود تنقلب إلى سلاح فتاك يعصف بأمن الناس وحريتهم الحقَّة.)) [ كتاب المرأة بين دعاة الإسلام وأدعياء التقدم ، ص36-37] .

وقد سئل فضيلة الشيخ (محمد بن عثيمين) رحمه الله عن قول بعض الناس :
(أنا حُر) :هل هذا القول صحيح أم لا ؟

فأجاب بقوله (إذا قال ذلك رجلٌ حرٌ وأراد أنه حرٌ من رِقِّ الخلق فنعم ، هو حرٌ من رِقِّ الخلق، وأما إن أراد أنه حرٌّ من رِقِّ العبودية لله – عز وجل – فقد أساء فهم العبودية ، ولم يعرف معنى الحريَّة ، لأن العبودية لغير الله هي الرِّق ، أما عبودية المرء لربِّه – عز وجل – فهي الحريَّة ، فإنه إن لم يذلَّ لله ذلَّ لغير الله ، فيكون هنا خادعاً نفسه ، إذا قال : إنه حر، يعني أنه متجرِّدٌ من طاعة الله ، ولن يقوم بها).

كما سُئل رحمه الله عمَّن يقول : أنا حرٌ في تصرفاتي ،عندما يُنصح عن فعل معصيةٍ ما!
فأجاب بقوله :( هذا خطأ ، نقول له: لستَ حراً في معصية الله ، بل إنك إذا عصيتَ ربَّك فقد خرجتَ من الرِّق الذي تدَّعيه في عبودية الله إلى رق الهوى والشيطان.)
ك/ ألفاظ ومفاهيم /العلاَّمة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ص11 ص 12

وفَّق الله بناتنا خاصة ونساءنا عامَّة إلى تحقيق العبودية الحقَّة لله سبحانه وتعالى ، ومعرفة حقيقة الحريَّة التي يدعوها إليها من لم يعرف عنهم إلى تحريرها من دينها وأخلاقها، اللهم آمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
...المزيد

( التمكين للمرأة إقتصادياً ) صورة من المؤامرة عليها بنت الرسالة الحمد لله وحده والصلاة ...

( التمكين للمرأة إقتصادياً ) صورة من المؤامرة عليها

بنت الرسالة


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده

بنياتي الغوالي..
تربية الإناث ، و إعداد المرأة المسلمة للحياة .. يمر بمنعطف خطير ..
فلقد تداعت على هوية المسلمة قواطع نشرت بخبث في طريقها القويم ..منها ربط أعدادها بتمكينها من العمل الإقتصادي عنوة.. وليس من باب الزيادة كما هو في إسلامنا ..فهي المكفولة في المأكل والمشرب والمسكن .لكن كيف تم ذلك؟

أي بنياتي ..
الأصل الذي أنطلق منه دعاة التمكين الإقتصادي .. هو التمويل قصير أو طويل الأجل للنساء الفقيرات بدءاً ثم إلى كل الفئات تحت مظلة العمل الأهلي. ومنه بدأت شرارة حرق هوية المسلمة في علاقتها التكاملية المتميزة مع الرجل . ليصلوا إلى إستقلالها عنه.
يقول الإستاذ ممدوح الشيخ .( علاقة منظمات العمل الأهلي بمجتمعها مؤشر مهم من مؤشرات نجاحها ، فقدرتها على إحراز ثقة هذا المجتمع ودعمه لا تتأتى إلا بالانطلاق من ثقافته .......
ولذا كان التمويل الأجنبي للمشاريع الإقتصادية دائماً جريمة يتنصل منها القائمون على العمل العام - سياسياً كان أو اجتماعياً -)

ويقول الباحثان الأمريكيان (بيتر جونسون) و(جوديث تاكر) إن الاتجاه واضح ، فإنه بعد تحديد مفهوم حتمية التغير الاجتماعي كمفهوم للتحديث - وهي الزاوية المفضلة عند علماء الاجتماع الغربيين - بدأ برنامج لتجنيد باحثين مما يسمى (الشرق الأوسط) واستخدامهم في تحليل مجتمعاتهم بمنهج غربي ، فالتغير الاجتماعي محتوم في المنطقة ومن المهم للولايات المتحدة أن تتمكن من تحليل هذا التغير والتنبؤ به وتغيير مساره .

حبيباتي.. إنها إحدى النوايا المبيتة لك يا درة الإسلام الغالية.
فهلموا معا لنفهم أحد جوانب معنى الأممية الجديدة أو المرأة العالمية:
لقد بدأ الإعداد لهذه الشخصية من خلال مؤسسات خاصة مؤسسات تعتمد على التمويل الأجنبي فالدور الذي قامت به (فورد) في السبعينات تستكمله (وكالة التنمية الدولية) التي تنفق عشرة ملايين من الدولارات سنوياً (لتنمية الديمقراطية في مصر) ، وتصرف الملايين بهدف (تنظيم وتجنيد الأكاديمية لصالح السياسة الأمريكية) .
وتعتمد الوكالة على عدة مؤسسات استشارية أهمها (كيمونكس) الأمريكية التي يعلق مديرها على هذا الدور بقوله : (كنت دائماً أريد العثور على سبيل لأن تكون لي وكالة استخبارات مركزية خاصة بي) .

لقد أماط (آل جور) نائب الرئيس الأمريكي بكل وضوح عن المقاصد الغربية في القمة الاجتماعية التي عقدت في كوبنهاجن عندما بيّن أن 40% من قيمة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة ستقدم إلى الجمعيات الأهلية ، ليكشف بذلك عن الإتجاه الجديد في السياسة الخارجية الأمريكية الذي يقوم على اختراق المجتمعات والتعامل المباشر مع نخب ثقافية بديلة يتم إنشاؤها وتمويلها وبرمجتها لتقود عملية التغير في الاتجاه الذي يخدم مصالح الولايات المتحدة ،
ومن المفيد بيانه أن للحزب الديمقراطي الأمريكي دور نشط أيضاً في هذه السبيل ، فهو يمول - من خلال (المعهد الأمريكي الوطني الديمقراطي للشئون الخارجية) - منظمات أهلية ، إحداها في مصر ، وتربطه في الوقت نفسه صلة (بمعهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى) وهو مؤسسة تابعة للوبي الصهيوني تبلغ ميزانيتها السنوية 1.2 مليار دولار .

هذا النوع من الغزو الإختراقي الجديد ..يأخذ مساره عبر ظاهرة تمويل العمل الأهلي و يتدفق من الشمال إلى الجنوب وتضم قائمة المانحين الكبار منظمات دانماركية وسويدية وهولندية وبريطانية وكندية وألمانية ، تقدم الدعم السخي لمن يتبنى الدعوة لقيم الحضارة الغربية وبخاصة في مجالي حقوق الإنسان والمرأة .
ففي منطقة كالعالم الإسلامي - حيث يوجد مفهوم واضح أصيل لتنظيم المجتمع ودور المرأة فيه يختلف عن المفهوم الغربي - تقفز إلى موقع الأولوية قضية مساواة المرأة بالرجل والقضاء على الختان وغيرها ، وفي مواجهة المفهوم الإسلامي للحريات والحقوق يطرح المفهوم الغربي لحقوق الإنسان المؤسس على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كمفهوم مقدس تُحاكم إليه القناعات كما يحاكم إليه السلوك .

بنياتي هذا النوع من التفكير بدأ يشتد سوقه في مجتمعاتنا..
أصبحنا نرى ونسمع عن سيدات الأعمال .وأهميتهن في دفع عجلة الأقتصاد القومي .. . وأن رفع معدلات الفقر تأتي بالقروض التمويلية للمشروعات الصغيرة .. التي تقدم للنساء لتمكينهن من إدارة مسشروعات إقتصادية ضمن منومة يقافية تفضي إلى الرغبة الجامحة للإستقلال الذاتي عن الرجل.
وعلى الرغم أنه مما لا شك فيه أن قيام ( العمل الأهلي ) على تمويل أجنبي يعتبربكل المقاييس خطأ فادح في حد ذاته ، فكيف به إذا جاء هذا التمويل من جهات تعادي حضارتنا وثقافتنا وتستهدف اختراق مجتمعاتنا
والتغافل عما يتوالد عن هذه الخطيئة الكبرى من تشوهات تمسخ هويتنا الثقافية يعني أننا نقبل الاستسلام لمصير الهنود الحمرتحت سطوة راعي البقر .

لقد شهدت السنوات القليلة الماضية ظهور بعض ثمار هذا النبت الفج الذي غُرست بذوره تحت حراب التمويل بدهاء ومكر.
ففي عام 1994 عُقد في (عمان) منتدى المنظمات العربية الأهلية للتحضير لمؤتمر بكين وصدر عنه ما سمي (إعلان عمان) وهو الإعلان الذي خلا من أية إشارة إلى هوية الأمة أو الشريعة الإسلامية ، حتى بدا كأنه نسخة عربية لبيان صادر عن أي عاصمة غربية ، بل إنه وصل في التنكر لهويتنا الحضارية حداً جعله أكثر تعبيراً عن الأولويات الغربية من وثيقة بكين التي تحدثت عن الاحترام التام للقيم الدينية والأخلاقية لكل بلد في الالتزام بتوصياتها وعن الدور الحاسم للمرأة في الأسرة ، والدور المحوري للدين في المجتمع ، وضرورة الموازنة بين احتياجات الأفراد المادية واحتياجاتهم الروحية ، وتلك مبادئ لم يشر إليها (إعلان عمان) بكلمة .

وفي المعركة التي توالت فصولها في مصر خلال السنوات القليلة الماضية بين الإسلاميين "العلمانيين" كان للجمعيات الأهلية - العاملة في مجال حقوق الإنسان - دور يحمل في طياته نذراً عديدة ..
فعلى سبيل المثال أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان كتاباً عنوانه :
"حرية الرأي والعقيدة .. قيود وإشكاليات" بتمويل من الصندوق السويدي للمنظمات غيرالحكومية ، ويناقش الكتاب الذي صدر -بتمويل أجنبي قادم من أقصى الشمال -شأناً داخلياً مصرياً بالغ الحساسية هو (رقابة الأزهر على المصنفات السمعية والبصرية) ، ويتضمن الكتاب ملحقاً وثائقياً بملف قضية الكاتب (علاء حامد) بوصفها نموذجاً للمخاطر التي ترتبها رقابة (المؤسسات الدينية) - كما يسميها كُتاب المنظمة - على حرية الفكر والإبداع ، وعلى نفقة الجهة نفسها تعلن المنظمة أنها سوف تطبع رواية "مسافة في عقل رجل" - التي حُوكم بسببها - باللغة الإنجليزية .

بنياتي..
إن الفصل بين الثقافة ومجمل الواقع في أي مجتمع فصل متعسف له نتائجه المضللة فكل حديث في (الثقافة) يؤثر في - ويتأثر بـالسياسة والدين والاقتصاد ، ولذا فإن كل نشاط أهلي هو تعبير عن قناعة ثقافيةٍ ما ، فإذا صدر العمل الأهلي عن قناعات غير ثقافية - تمويلية مثلاً - أصبح شَركاً خداعياً ينبغي كشفه .. ـ حتى لا تقع فيه أخواتنا الغوالي ـ .
http://www.almanar.net/
ــــــــــ

العمل بالنسبة للمرأة المسلمة شيء ثانوي .. لكنهم أرادوه لها أن يكون رئيسيا تقاتل من أجله .
ثم قام الأعداء بتمويلها لتبدأ فورا ولا تنتظر .. ثم ربطوه بثقافتهم ليحاصروا هويتها المسلمة ..
ثم قامو يحيون أستبسالها في التمكين فيه.
ومن أهم وسائل تشجيعها وتحفيزها للمضي قدما ..خصصوا اليوم العالمي لعمل المرأة.
فما هو ..هذا اليوم وما قصته؟.
تذكر الأستاذة نوال السباعي من أسبانيا أنه في الثامن من (مارس) يتم الإحتفال السنوي عالمياً( باليوم العالمي للمرأة العاملة) وقصة الإحتفال.
أنه إحياء لذكرى المجموعة الأمريكية من النساء العاملات اللواتي أنتحرن نتيجة الإضراب الذي قمن به للمطالبة بحقوقهن من أصحاب المعمل الذي عملن به ومن قبل زملائهن الرجال في العمل .. وقيل إن ذلك كان قد حدث قبل مائة عام..
وعلى الرغم من الاختلافات واسعة الشقة بين الثقافات والأشخاص والمؤسسات في الاهتمام بهذا اليوم؛ فإن القاسم المشترك للجميع هو التوقيع على أهمية قضية المرأة في مجال النمو الإنساني والتقدم الحضاري من خلال منظور عملها المأجور خارج المنزل.
متجاهلين أن المرأة تعني الأم والزوجة والأسرة واللبنة الأساسية من لبنات المجتمع ، التي لا تنفصم عنه بدور مستقل... والاهتمام بها ناشئ عن الفهم العميق لأخطر قضية إنسانية مطروحة على ساحات البحث والتفكير منذ القدم، ألا وهي قضية تربية الأجيال التي ييمركز في حجرها، و التي يمكنها من خلال هذا الدورأن تستمر في الحفاظ على الثقافة والهوية ثم و تدعيم الحضارة في كل أمة من الأمم.
ولكن النموذج الغربي القاصر يؤطرها داخل منظومته الضيقة ." العمل المأجور" ومنه الإبتداء وإليه الأنتهاء في دورها التربوي ومعها ابنها الطفل.
ولنرى كيف يكافح أعداؤك أيتها العفيفة الطاهرة من أجل ترسيخ هذا التنظير في المجتمع المصري فقط. ..فانظري رعاك الباري وحفظك إلى هذه القائمة من مجموعات من المؤسسات المختلفة التي تضافرت جهودها لهدم هويتك وتميزك الخاص في إعدادك الفريد ضمن نسيج أمة وسطى ما رأى الزمان مثيلا لمنهجها.

مؤسسات حقوق الإنسان والجمعيات والمؤسسات المتحالفة معها في مصر وهم :-
1. المنظمة المصرية لحقوق الإنسان .
2. مركز هشام مبارك للقانون .
3. مركز الأرض لدراسات حقوق الإنسان .

مجموعة المنظمات المعنية بمتابعة الاتفاقية الدولية لإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة والتي قامت بدعم من منظمة اليونيسيف وتنسيق من جمعية المرأة والمجتمع بإعداد تقرير للرد علي تقرير الحكومة المصرية بمدي تنفيذ التزاماتها المترتبة علي الاتفاقية، وهي :
• الجمعية الفرعية لتدريب العاملين فى مجال الأسرة والطفولة سوهاج .
• اللجنة القومية للسكان والتنمية القاهرة .
• المركز القبطى للخدمات الاجتماعية القاهرة .
• المركز المصرى لحقوق المرأة القاهرة .
• الهيئة الإنجيلية للخدمات الاجتماعية القاهرة ( جمعية مركزية )
• جمعية أصدقاء البيئة الإسكندرية .
• جمعية الاقتصاد المنزلى الإسكندرية .
• جمعية التنمية الصحية والبيئة القاهرة .
• جمعية الصعيد للتربية والتنمية القاهرة ( جمعية مركزية )
• جمعية المرأة والمجتمع الجيزة .
• جمعية تنمية المجتمع للمرأة الريفية والحضرية قنا .
• رابطة المرأة العربية القاهرة ( جمعية مركزية )
• جمعية رجال الأعمال للصناعات الصغيرة سوهاج .
• مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية ( اكت )القاهرة .
• مركز أوزيريس للخدمات الاجتماعية والتنمية وحماية البيئة أسوان .
• مركز الدراسات والمعلومات القانونية لحقوق الإنسان القاهرة .
• مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان القاهرة .
• مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف الجيزة
• مركز دراسات التنمية البديلة القاهرة
• مركز دراسات المرأة الجديدة القاهرة
• مركز قضايا المرأة المصرية الجيزة .
• ملتقى الهيئات لتنمية المرأة القاهرة

مجموعة المنظمات المشاركة في إعداد تقرير حول وجهة نظر الجمعيات الأهلية حول حقوق الطفل وهي :-
• الجمعية المصرية العامة لحماية الأطفال بالإسكندرية.
• الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
• جمعية التثقيف الفكرى ـ بورسعيد.
• الجمعية النسائية لتحسين الصحة ـ مصر الجديدة.
• جمعية التنمية الصحية والبيئية ـ القاهرة.
• جمعية الصعيد للتربية والتنمية.
• جمعية رعاية العاملين فى مجال الأسرة والطفولة ـ قنا.
• النسور الصغيرة ـ القاهرة.
• جمعية رجال الأعمال ـ سوهاج.
• كاريتاس ـ مصر.
• جمعية المرأة والمجتمع ـ القاهرة.
• مركز قضايا المرأة المصرية ـ القاهرة.
• أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية ـ القاهرة.
• جمعية رعاية الأطفال ذوى الأمراض العصبية ـ الإسكندرية.
• جمعية رجال الأعمال ـ الإسكندرية.
• الجمعية القبطية للخدمات والتدريب ـ بنى سويف.
• الجمعية الوطنية للتنمية البشرية والبيئية ـ القاهرة.
• مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان.

ووسط هذا الإصرار القبيح من اللغط الحضاري العالمي الذي يدور حول المرأة ومعها الطفل.
فالحركة الثقافية والفكرية العربية المعاصرة تعيش في تخبُّطٍ وضياعٍ فوضويٍ لدى الطبقة المثقفة
، وهي تحاول جاهدة البحث عن هوية مستقلة للمرأة العربية بمعزل عن أعراض الغزو الثقافي الغربي، وبمنأى عن جوهر التصور الحضاري الإسلامي!..فأنى لهم إجتماع النقيضين.
إن الخروج الواعي .. من هذا البحر المتلاطم ومن دعاوى التفسخ والإنحلال والرذيلة المرتبط بالنموذج الغربي .. الذي يجسد وفقا لإطاره قضية النهوض بتنمية المجتمع من خلال تفعيل نصفه غير العامل .

بنياتي الغوالي ..
الخروج من الجحور للدخول في السراديب .. تجعل الأعين لا تبصر .. ويصيبها عمى يفسد رؤية السراج االمنير فلا تصل أنوار البارئ إلى ظلمات القلب . والعقل..
يا درة الإسلام .. هذه بعض مكائد أعداء دينك ... فهلا أدركتي حجم التآمر عليك .
وأبقيتي نفسك ثريا على ذرى الشهب.

هلا أجبتي محبة لك يا غالية...

غضوه عني طرفكم من ........ عاش في القيعان يخشى القمم.
لست لكم والله قدري فوقكم .......... ليس الغزال بقدره مثل الغنم
مكنونة ليست تنال بنظرة ....... من دونها بحر بعيد عن الرمم.
الورد يذبل حين يكثر لمسه ....... وتبقى اللألئ غاية لأولي الهمم
لست الرخيصة التي هي قدركم .......... تريد أن تذكر ولو حتى بدم
أحساسها بالنقص ضيّع دربها ......... فتخبطت كالطفل حين ينهزم
فذا يقبلها وذاك يهينها ............. وذا يدنسها وجودا كالعدم
خذي نصية من علت .......... همتها حتى عل فوق القمم.
الله ربي لست أعبد غيره ........... ولست أمعة توجه كالغنم
أخيتي أنا عزتي مقرونة ........... بشوق للجنان وعظيم النعم
فأنوثتي ليست سبيل لفاسق ......... بعريٍ فلا جنة ولا ريح يشم
سلي دعاة الشر ماذا قدموا .......... لمن أطاعتهن غير الهم هم
نعقوا بمعسول الكلام فصدقت ... سلبت لباس الطهر صاحت أين هم
هل ينفعوها من سعوا لفسادها......... هل يحجبوها من عظيم منتقم
فستعلمين غداً إذا ما زلزلت ... من في الجنان ومن تقطعه الحمم.

** أبيات من شريط ( وغارت الحور) " من الصالحات".

والله من وراء القصد ،،،
...المزيد

خطبة عن انتشار المنكرات الخطبة الأولى الْحَمْدُ للهِ أَمَرَ بِالْتِزَامِ الطَّرِيقِ ...

خطبة عن انتشار المنكرات



الخطبة الأولى

الْحَمْدُ للهِ أَمَرَ بِالْتِزَامِ الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، وَنَهَى عَنِ الاعْوِجَاجِ وَاتِّبَاعِ سُبُلِ الغَاوِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ، جَعَلَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلْعَالَمِينَ، وَفَضَّلَنَا بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَنْ كُلِّ مَا يُشِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ دَلَّنَا عَلَى الْخَيْرِ وَحَذَّرَنَا مِنْ طَرِيقِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مَا تَرَكَ خَيْرًا إلَّا أَرْشَدَنَا إِلَيهِ وَمَا مِنْ شَرٍّ إلَّا وَحَذَّرَنَا مِنْهُ، فَصَلَوَاتُ اللهِ وَسلامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ... أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللَّهِ - حَقَّ تُقَاتِهِ، وَلَا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، فَبِتَقْوَى اللهِ تُسْتَجْلَبُ الْخَيْرَاتُ، وَتَعُمُّ الْبَرَكََاتُ، وَتَخْرُجُ النِّعَمُ مِنَ الْأرْضِ وَتَتَنَزَّلُ مِنَ السَّمَاوَاتِ.



عِبَادَ اللهِ... كَمْ حَكَى الزَّمَانُ عَنْ دُوَلٍ وَأُمَمٍ وَأَفْرَادٍ وَجَمَاعَاتٍ أَتَتْ عَلَيْهِمْ عُقُوبَاتٌ تَسْتَأْصِلُ شَأْفَتَهُمْ، وَتَمْحُو أثَرَهُمْ، لَا يَنْفَعُ مَعَهَا سِلاَحٌ وَلَا تُغْنِي مَعَهَا قُوَّةٌ، وَكُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ لَهُ مَدْفَعٌ وَمِنْهُ حِيلَةٌ، لَكِنْ لَا مَلْجَأَ مِنْ رَبِّنَا وَلَا مَنْجَا مِنْهُ إلّا إِلَيْهِ، فَهُوَ الْقَوِيُّ الْقَاهِرُ، وَالْعَزِيزُ الْقَادِرُ، وَهُوَ الْعَظِيمُ الَّذِي لَا أَعَظْمَ مِنْهُ.



أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ... إِنَّ سُنَّةَ اللهِ لَا تُحَابِي أَحَدًا، وَلَيْسَ لِفَرْدٍ وَلَا لِمُجْتَمَعٍ حَصَانَةٌ ذَاتِيَّةٌ، وَحِينَ تُقَصِّرُ أُمَّةٌ فِي تَوَقِّي أَسْبَابِ الْمَصَائِبِ الْعَامَّةِ فَإِنَّ عَلَيْهَا أَنْ تَتَقَبَّلَ نَتِيجَةَ التَّقْصِيرِ، والسَّعِيدُ مَنِ اتَّعَظَ بِغَيْرِهِ، وَلَيْسَتْ أُمَّةٌ بِمَنْأَى عَنِ الْعَذَابِ إِذَا هِيَ تَعَرَّضَتْ لأَسْبَابِهِ، وَلَا فِي مَأْمَنٍ مِنَ الْعِقَابِ إِنْ سَلَكَتْ سَبِيلَهُ وَفَتَحَتْ لِلذَّنْبِ أَبْوَابَهُ، لِذَلِكَ فَإِنَّ أَكْبَرَ سَبَبٍ لِهَلاكِ الْأُمَمِ وَضَيَاعِ الأَفْرَادِ هُوَ أَنْ يُعْمَلَ فِي أرْضِ اللهِ بِمَعْصِيَةِ اللهِ، وَفِي الْوَقْتِ ذَاتِهِ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَقُومَ فَيُنْكِرَ، أَوْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ فَيَشْجُبَ، وَلِذَلِكَ أَكْثَرَ اللهُ تَعَالَى مِنْ وَعْظِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِمَصَارِعِ الْأُمَمِ الْغَابِرَةِ، وَحَذَّرَ الآمِنِينَ مِنْ مَكْرِهِ.. الَّذِينَ لَا يُقَدِّرُونَ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ، وَلَا يَقِفُونَ عِنْدَ نَهْيِهِ وَأَمْرِهِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 45 - 47].



وقال عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97 - 99].



ثُمَّ حَذَّرَنَا اللهُ مِنْ عَاقِبَةِ الأَوَّلِينَ وَمَصَارِعِ الظَّالِمِينَ وأَنْ يُصِيبَنَا مَا أَصَابَهُمْ فَقَالَ: ﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 100، 101].



أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ... إِنَّنَا جَمِيعًا رُكَّابُ سَفِينَةٍ وَاحِدَةٍ؛ فَمَنْ أَهْلَكَ السَّفِينَةَ هَلَكَ فِي أَوَّلِهَا وَهَلَكَ كُلُّ مَنْ كَانَ عَلَى مَتْنِهَا؛ فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا".



فَإِذَا وَقَعَ الْهَلَاكُ بِسَبَبِ ذُنُوبِ بَنِي آدَمَ فَإِنَّهُ يَعُمُّ وَلا يُفَرِّقُ بَيْنَ صَالِحٍ وَطَالِحٍ؛ فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللهُ عَنْها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ:.......



"لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ اليَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ" وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟ قَالَ: "نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الخَبَثُ".



وَالسَّبَبُ يَا -عِبَادَ اللَّهِ- أَنَّ الصَّالِحَ فِي مَكَانِهِ رَأَى فَسَكَتَ، وَانْتَفَى بَيْنَ النَّاسِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَمْ تَتَمَعَّرِ وُجُوهُ هَؤُلاءِ لِمَعْصِيَةِ اللهِ؛ فقد أَخْرَجَ الْإمَامُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ مِنْ حَديثِ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْ عِنْدِهِ، ثُمَّ لَتَدْعُنَّهُ فَلَا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ".



وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الْآيَةَ، وَتَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوَاضِعِهَا ﴿ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ [المائدة: 105]، وَإِنَّا سَمِعْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ" وفي لفظ: "مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِي، ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا، ثُمَّ لَا يُغَيِّرُوا، إِلَّا يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ".



مِنْ أَجْلِ هَذَا والْخَوْفِ مِنْهُ حَذَّرَ الأَنْبِيَاءُ جَمِيعُهُمْ أَقْوَامَهُمْ مِنَ الْفَسَادِ والإِفْسَادِ فِي الأَرْضِ بِالْمَعَاصِي والذُّنُوبِ؛ فَنَبِيُّ اللهِ صَالِحٌ وَشُعَيْبٌ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يَقُولَانِ لِقَوْمِهِمَا بَعْدَ النَّصِيحَةِ ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60]، وَنَبِيُّ اللهِ مُوسَى يُخَاطِبُ أَخَاهُ هَارُونَ قَائِلاً ﴿ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142]، وَقَالَ مُخَاطِبًا آلَ فِرْعَونَ ﴿ مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81] وَصَالِحُوا الْبَشَرِ يُخَاطِبُونَ قَارُونَ قَائِلِينَ لَهُ: ﴿ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].



فَكُلُّ مُؤْمِنٍ بِاللَّهِ تَعَالَى، مُصَدِّقًا بِمَوْعُودِهِ، دَاعِيًا إِلَى دِينِهِ، مُحَارِبًا لِمَا عَارَضَهُ، فَهُوَ صَالِحٌ مُصْلِحٌ وَإِنْ رُمِيَ بِغَيْرِ ذَلِكَ، وَكُلُّ قَائِمٍ عَلَى مَعْصِيةِ اللهِ، مُخَالِفٌ لِهَدْيِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَهُوَ فَاسِدٌ مُفْسِدٌ وَلَوْ زَعَمَ خِلَافَ ذَلِكَ.



أَعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153] أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ....



الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ... أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَخَافُوا مَعْصِيَتَهُ، وَأَطِيعُوا أَمْرَهُ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعْمَةِ الْإِسْلامِ وَالْهِدَايَةِ..

رَبِّي لَكَ الْحَمْدُ الْعَظِيمُ لِذَاتِكَ
حَمْدًا وَلَيْسَ لِوَاحِدٍ إِلاَّكَ
يَا مُدْرِكَ الأَبْصَارِ والأَبْصَارُ
لا تَدْرِي لَهُ ولِكُنْهِهِ إِدْرَاكًا
وَلَعَلَّ مَا فِي النَّفْسِ مِنْ آيَاتِهِ
عَجَبٌ عُجَابٌ لَوْ تَرَى عَيْنَاكَا
والْكَوْنُ مَشْحُونٌ بَأَسْرَارٍ إِذَا
حَاوَلْتَ تَفْسِيرًا لَهَا أَعْيَاكَ
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيْنِي تَرَاكَ فَإِنَّنِي
فِي كُلِّ شَيْءٍ أَسْتَبِينُ عُلاكَ


عِبَادَ اللهِ... إِنَّ الْمَعْصِيَةَ لَمْ تَظْهَرْ فِي قَوْمٍ إِلَّا وَقَدِ اسْتَحَقُّوا بِهَا عُقُوبَةَ اللهِ، فَيُحْرَمُ النَّاسُ الرِّزْقَ وَتَنْتَشِرُ الأَمْرَاضُ، وَيَعُمُّ الْبَلاَءُ والْغَلاءُ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا بِمَا كَسَبَتْهُ أَيْدِيهِمْ؛ قَالَ رَبُّكُمْ جَلَّ وَعَلا: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].. ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30] لَا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الأَنْبِيَاءِ وَغَيْرِهِمْ، وَلا بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ والْفُقَرَاءِ، وَلا بَيْنَ أَسْوَدَ وَلا أَبْيَضَ، تِلْكَ سُنَّةٌ كَوْنِيَّةٌ لا تَتَغَيَّرُ وَلا تَتَبَدَّلُ؛ والتَّارِيخُ شَاهِدٌ عَلَى ذَلِكَ.



فَلَعَلَّكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ مَعْرَكَةً فِيهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَه أَصْحَابُهُ خَيْرُ الْبَشَرِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ؛ فَيَأْمُرُهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ أُحُدٍ بِأَنْ يَقِفُوا عَلَى جَبَلِ الرُّمَاةِ فَيُخَالِفُونَ أَمْرَهُ، لَكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ النَّتِيجَةَ وَهِي أَنْ قُتِلَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَبْعُونَ فَضْلًا عَمَّنْ أُصِيبَ مِنْهُمْ وَجُرِحَ، وَهُزِمَ الْمُسْلِمُونَ، وَأُصِيبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَاذَا لَوْ أَنَّ كُلَّ ذَنْبٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ عَاقَبَ اللهُ أَصْحَابَهَا بِمِثْلِ هَذَا أَوْ مِعْشَارِهِ أَوْ عُشْرِ مِعْشَارِهِ؟! أَمَا وَاللهِ لَوْ عَاقَبَ اللهُ بِهَذَا لَفَنِيَتِ الْأُمَمُ وَلََخَرِبَتِ الدُّوْرُ وَهُدِّمَتِ الْقُصُورُ، وَلََمَاتَتْ مِنْ نَتَنِ بَنِي آدَمَ الطُّيُورُ؛ لَكِنْ صَدَقَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ: ﴿ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [المائدة: 15].



فَأَفِيقُوا -عِبَادَ اللَّهِ- وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَعَاصِيَ نَذِيرُ شُؤْمٍ عَلَى الْمُجْتَمَعَاتِ وَالْأَفْرَادِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ صَلاَحَ الْبِلادِ والْعِبَادِ إِنَّمَا يَكُونُ بِتَقْوَى اللهِ وَبِالْْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، لَا بِالْغِنَاءِ وَالْمُجُونِ وَلَا بِمِهْرَجَانٍ هُنَا أَوْ هُنَاكَ، أَوْ حَفْلِ هَذَا أَوْ ذَاكَ. فَعُودُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ....



وَخُذُوا عَلَى أَيْدِي الْعُصَاةِ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَة؛ ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].



ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَنْ أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَالَ عَزَّ مَنْ قَالَ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56] فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأعَزُّ الْأكْرَمُ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قلوبنا نُورًا وفي أسماعنا نورا وفي أبصارنا نورا...

اللَّهُمَّ إِنِّا نعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع...

اللَّهُمَّ آتِ نفوسنا تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا...

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْزِيَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ..اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ.. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ وَعَافِهِمْ واعْفُ عَنْهُمْ.

اللهمَّ انْصُرْ المُجَاهِدِينَ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِكَ فِي كُلِّ مَكَانٍ، اللهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا فِي الحَدِّ الجّنُوبِيِّ، اللهُمَّ اشْفِ جَرْحَاهُمْ وارْحَمْ مَوْتَاهُمْ وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ وَبَارِكْ فِي جُهُودِهِمْ...

اللهمَّ وَفِّقْ ولاةَ أمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى، وخُذْ بِنَواصِيهِمْ لِلبِرِّ وَالتَّقْوى، اللهمَّ أَصْلحْ لَهُمْ بِطَانَتَهُمْ يِا ذَا الجَلالِ والإِكْرامِ...

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
...المزيد

من لم ير ما يجري في: التيك التوك برامج البثوث المباشرة الخاص في سناب وانستغرام ألعاب الاونلاين ...

من لم ير ما يجري في:
التيك التوك
برامج البثوث المباشرة
الخاص في سناب وانستغرام
ألعاب الاونلاين مثل الببجي والفورت نايت

مشكلة تتعلق بالشهوة الجنسية وتأخير سن الزواج فهو أعمى بصيرة

حمود بن ثامر

أتريد أن يسترك الله..؟ كتبته:هناء الصنيع قد تطلع على أسرار وعورات بعض الناس إما مباشرة ...

أتريد أن يسترك الله..؟

كتبته:هناء الصنيع


قد تطلع على أسرار وعورات بعض الناس إما مباشرة لاحتكاكك القوي بهم، أو لحاجتهم إلى استشارتك في خصوصياتهم، أوبطريقة غير مباشرة كأن تصلك أخبارهم..وربما اطلعت على أمور حساسة تخص أحدهم..

فاحذر!
أن يكون هتك تلك الستور حديثك في المكالمات الهاتفية والمجالس الخاصة، حيث حلوى بعض الناس أعراض المسلمين مع الشاي والقهوة!!..
سترك الله..
لا تتهاون بذكر أسماء الأشخاص عند سردك للمواقف والأحداث التي هي في الغالب أسرار خاصة بأصحابها، ويغنيك عن ذلك إن كنت لابد قائلاً أن تقول: "هناك شخص فعل كذا،أو شخص حدث له كذا "..
بشرط ألا يتمكن السامع من معرفة الشخص الذي تقصده..
بهذه الطريقة ،تحفظ لسانك من الغيبة، وتستر عورات المسلمين من أن تنكشف أمام الناس عن طريقك فتأثم..فاطلاعك على بعض الأمور الخاصة بأصحابها أوقربك من الأحداث الساخنة لا يبيح لك نشرهــا..!
لأن المؤمن يستر وينصح والمنافق يهتك ويفضح..والمطلوب منك النصيحة لله، والستر على المسلم ما لم يجاهر بمعصية، أو يتمادى فيها..





أتريد أن يسترك الله استر على المسلمين والمسلمات واحتسب:
1. أن يسترك الله في أعظم يوم تحتاج فيه إلى الستر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يستر عبد عبداً في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة)رواه مسلم.
وليس في هذا ما يقتضي ترك الإنكار عليه فيما بينك وبينه.

2. ارحمني يا الله..كم مرة دعوت بها في صلاتك؟..الرحمة قريبة منك عندما تحسن إلى مسلم بالستر عليه تعرض نفسك لرحمة الله، قال الله تعالى
(إنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)(الأعراف:56).

3. احتسب أن يتحقق لك الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)رواه البخاري ، فكما أنك لا تحب أن يُهتك سترك أمام الناس فإياك أن تهتك أستارهم !.





4. احتسب أن يَحسن إسلامك،فليس كل مسلم محسن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه)رواه البخاري ، والحديث عن أسرار الناس وفضحهم أمر لا يعنيك ولم يكلفك الله به!..فلا هو يدخلك الجنة ولا يباعدك عن النار.

5. ثواب ترك كبيرة الغيبة ، فالغيبة جهد العاجز، والإنسان مأجور على التروك، ومن يتكلم في خفايا الناس ويهتك أستارهم فقد اغتابهم.




6. كلنا نريد أن يحبنا الله هنا الميدان العملي أثبت صدقك، افعل محاب الله يحبك الله ، وهو سبحانه يحب الستر ولا يحب الفضح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل حليم حيي ستير يحب الحياء والستر)صححه الألباني

7. احتسب عند سترك على مسلم أو مسلمة أنك تحافظ على المجتمع من انتشار الفواحش، لأن انتشار أخبارها طريق إليها حيث تألفها النفوس فلا تنكرها!.

8. احتسب ثواب كف الأذى عن المسلمين، حتى لا يهتك الله سترك،والجزاء من جنس العمل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (..يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه،لا تؤذوا المؤمنين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم هتك الله ستره..)رواه أبو داود في سننه.





ولكن..الستر لا يعني أن تترك الإنكار والنصيحة لمن يحتاجها، بشرط ألا تفضحه مادام مستتراً غير مجاهر..إلا إذا كان سترك عليه يجعله يتمادى في غيه ويعينه على الفساد، فحينها يجب أن ترفع أمره إلى من يقوم على إصلاحه وتأديبه، وأنت في ذلك كله مأجور إذا احتسبت إنقاذ مسلم أو مسلمة من عذاب الله..

قال النووي رحمه الله: المراد بالستر الستر على ذوي الهيئات ونحوهم ممن ليس معروفاً بالأذى والفساد،فأما المعروف بذلك،فيستحب ألا يستر عليه، لأن الستر على هذا يطمعه في الإيذاء والإفساد.





أنت بحاجة للستير سبحانه..
ارسل دمعاتك الآن واكتب بها ما يقوله قلبك النقي.. قلبك التائب:
يا ستير استرني..
كان نبيك صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بالستر،عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال:
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح:

(اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ،ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي ،وأعوذ بك أن أغتال من تحتي) أخرجه أحمد.
...المزيد

ولاتجسسوا كتبته : هناء بنت عبدالعزيز الصنيع بسم الله الرحمن الرحيم الجاسوسة إذا رأت ...

ولاتجسسوا

كتبته : هناء بنت عبدالعزيز الصنيع


بسم الله الرحمن الرحيم


الجاسوسة إذا رأت اثنتان تتحدثان أثناء مرورها تسمرت
قدماها كأنما أصيبت بشلل فهي لا تستطيع الحراك..

فتقف في مكان غير مناسب ،
ويلمع في عينيها بريق الفضول،
فقد وجدت غنيمتها وهي قريبة منها..

وللأسف لا تعلم أن الآخرين يشعرون بتجسسهاعليهم،
ويتضايقون من وجودها السمج الثقيل،
وكأنها فقدت كل إحساس يشعرها بآدميتها
وحقارة ما تقوم به واتضاح أمرها،
مما يجعلها تفقد العلاقات والصداقات، وإن كانت موجودة فهي علاقات حذرة
غير مطمئنة ولا مستقرة...

في هذا الموقف هي تحتاج فقط لمن يأتي بمرآة كبيرة ليريها شكلها القبيح
وهي تتجسس على الآخرين..

قال الله تعالى{ولا تجسسوا}الحجرات:12

قال الطبري رحمه الله:
أي لا يتتبع بعضكم عورة أخيه
ولا يبحث عن سرائره، يبتغي بذلك الظهور على عيوبه..
...

والجاسوسة إذا نجحت في استماع حديث خاص،
تجد الفرحة ترقص في عينيها..!
كأنما بُشرت بمغفرة الذنوب...!

وهي تبلع ريقها شوقاً للتحدث بما سمعته
كأنها تناولت ألذ أطباق الحلوى فهي تشعر بطعمها في حلقها
.. نعوذ بالله منها..

* وإذا سمعت شخص يتحدث بالهاتف بصوت منخفض
فإن كانت تمشي توقفت،
وإن كانت واقفة جلست،
وإن كانت تتحدث صمتت،فهي تتجسس
بأذنيها وعينيها أيضاً...!
بالنظرالى شفتي المتحدث لتتمكن من معرفة
ما يقول ...!
* وإن ظفرت بجوال أحد الضحايا قد نساه
فمن المستحيل ألا تقرأ رسائله وتطلع على خفاياه
فهذا يوم تاريخي في حياتها..!
* لا تسأل عن أجهزة التنصت التي تمتلكها للتجسس على المكالمات الهاتفية
وتسجيلها لمن يسكن معها في منزل واحد وغيرهم،
وهذا يدل على خسة النفس ودناءتها..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[...ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون
أو يفرون منه صُبّ في أذنه الآنك يوم القيامة ] رواه البخاري.

الآنك : الرصاص المذاب

أما إن أرادت أن تعرف موضوعاً يخصك
فهي تقوم بحملة من البحث والتجسس
فتبدأ بسؤالك أنتِ
وهي تعرف الجواب لترى
هل تخفين عنها الموضوع أم لأ..؟
وفي الوقت نفسه تسأل أمك،أختك،وأولادك،
وقريباتك نفس السؤال لتطابق بين الأقوال...!
ولا يفوتها أن تسأل الخادمة والسائق والجيران،
سبحان الله !..
جلد وهمة عالية في تتبع عورات المسلمين وأذاهم..
...
.. .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه،
لا تغتابوا المسلمين،
ولا تَتَبّعوا عوراتهم فإنه من اتّبعَ عوراتهم
يَتّبع الله عورته،
ومن يَتّبع الله عورته يفضحه في بيته"حسنه الألباني.

* عندما تجلسين معها في مجلس واحد
وتظنين انها مشغولة بمحادثة من بجوارها
حيث يفصل بينك وبينها خمسة نسوة أو أكثر،
بينما أنت تتحدثين مع التي بجوارك بصوت هاديء معتدل ،

فجأة..!
تجدينها تشاركك في تتمة الحديث أوفي التعليق عليه بالتأييد أو المعارضة،
سبحان الله!
كم أذناً تملك تلك المرأة..؟
وما مقياس درجة السماع عندها..؟
أعتقد أن بعض الناس لا يملكون أذنان بل راداران..!
فضلاً عمن يملكن موهبة قراءة الشفاه..!

* تدعي نية الإصلاح بين المتخاصمين لتعرف الأسرار ولتشبع فضولها في التجسس
على خبايا الناس ثم هي بعد ذلك
لا تصلح ولا تبذل جهداً حقيقاً..

* المتجسسة امرأة تعشق الأبواب والنوافذ ..!
فهي تحتضنها في اليوم عدة مرات، شريطة
أن تطل هذه النوافذ على البيوت المجاورة
لأقاربها أوجيرانها...

أما الأبواب فإن عشقها لها أكبر حيث
تحتضنها احتضاناً كاملاً وتلصق عليها
صفحة خدها بقوة تصيب الأبواب بالغثيان..!
فإن كان يفصل بينك وبينها باباً ’،
فلو فتحته فجأة لسقطت عليكِ..!
* إن دخلت وسط بيتك فتوقعي أن تدخل
غرفتك الخاصة بدون استئذان
ولن تخجل من فتح أدراجك...

ففي أي غرفة تدخلها وترى فيها أدراجاً
تبدأ أعصابها بالكهرباء ولن تهدأ حتى
تتغافل أصحاب المنزل وتطلع على ما فيها..!
وأكبر مصائبها أن تجد أحدها مقفلاً فهي تكاد تجن لتعرف ما بداخله..!
...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"
" من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه"رواه البخاري
فكيف بالذي يطلع على أدراجهم وغرفهم المغلقة بدون إذنهم..؟!

* لا تهدأ من الأسئلة الفضولية ولا تريح غيرها من الإجابة :
أين ذهبتم..؟
من أتاكم..؟
أين سافرتم..؟
أين سكنتم..؟
كم أنفقتم..؟

كل هذه الأسئلة على سبيل الغيرة والتجسس والمقارنة وليس للإطمئنان..

مسكينة هي تشقي نفسها وتضيع حسناتها وترتكب
(كبيرة التجسس)

من أجل فضول زائد تضيع معه الأعمار والأعمال..

قال الله تعالى:{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}

فهل هذا سعيٌ تملئين به صحيفتك يوم القيامة..؟

............................................................

من كتاب (نساء ملونات)
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً