إياك والتسويف فهو مدمر السعادة. إني أحذرك من التأخير والتسويف والمماطلة في أداء ما عزمت عليه, فإن ...

إياك والتسويف فهو مدمر السعادة.
إني أحذرك من التأخير والتسويف والمماطلة في أداء ما عزمت عليه, فإن التسويف ﺩاء ﻋﻀﺎﻝ، ﻭﻣﺮﺽ ﻗﺘﺎﻝ, وهو ﺟﻨﺪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺩ ﺇﺑﻠﻴﺲ.
ﻭﻻ ﺃﺩﺧﺮ ﺷﻐﻞ اﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﻛﺴﻞ ... ﺇﻟﻰ ﻏﺪ ﺇﻥ ﻳﻮﻡ اﻟﻌﺎﺟﺰﻳﻦ ﻏﺪ..
اسمع إلى خبر(سوف) فهي تخبرك عن حروفها، تقول: حرفي الأول يعني: سمٌّ، والثاني: واقع، والثالث: فيك.
فاحذر التسويف فإنه سمٌّ واقع فيك، واستغل فرصة الحياة وجدّ واعزم في السير نحو السعادة.
ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻓﺎﻟﻌﺎﻗﻞ ﻣﻦ ... ﻳﻨﺠﺰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﺎﺯﻣﺎ.
ﻭﺇﻳﺎﻙ ﺛﻢ ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﻜﺴﻞ ﻭاﻟﺘﻮاﻧﻲ ﻭاﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭاﻷﻣﺎﻧﻲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺭؤﻭﺱ ﺃﻣﻮاﻝ اﻟﻤﻔﺎﻟﻴﺲ، ﺭﺿﻮا ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺨﻮاﻟﻒ، واﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ اﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ، ﻭﻳﻜﺮﻩ اﻟﻌﺠﺰﺓ اﻟﻔﺎﺷﻠﻴﻦ.
ﻓﻤﻦ اﻟﻌﻨﺎء ﺭﻳﺎﺿﺔ اﻟﻬﺮﻡ، ﻭﻣﻦ اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﺗﻬﺬﻳﺐ اﻟﺬﻳﺐ، ﻭاﻟﻘﻀﻴﺐ اﻟﺮﻃﺐ ﻳﻘﺒﻞ اﻻﻧﺤﻨﺎء، ﻓﺈﻥ ﺟﻒ ﻭﻃﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺰﻣﻦ ﺻﻌﺐ ﻭاﺳﺘﻌﺼﻰ، ﻭاﻟﻐﺼﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺗﻘﻮﻳﻤﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﺸﺐ ﻭﻣﺎ ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻨﻪ اﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺪا ﺃﺷﺪ ﻋﺠﺰا.
اﻃﺮﺡ ﻟﻴﺘﺎ ﻭﺳﻮﻓﺎ ﻭﻟﻌــــــــــــﻞ ... ﻭاﻣﺾ ﻛﺎﻟﺴﻴﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﻒ اﻟﺒﻄﻞ..
ﻓﺎﻟﻜﻴﺲ اﻟﻔﻄﻦ ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺠﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ, ﻓﻴﻬﺘﻢ ﺑﻘﻄﻌﻬﺎ ﺳﺎﻟﻤﺎ ﻏﺎﻧﻤﺎ، ﻓﺈﺫا ﻗﻄﻌﻬﺎ ﺟﻌﻞ اﻷﺧﺮﻯ ﻧﺼﺐ ﻋﻴﻨﻴﻪ، ﻭﻻ ﻳﻄﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻣﺪ ﻓﻴﻘﺴﻮ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻳﻤﺘﺪ ﺃﻣﻠﻪ، ﻭﻳﺤﻀﺮ ﺑاﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻭاﻟﻮﻋﺪ ﻭاﻟﺘﺄﺧﻴﺮ ﻭاﻟﻤﻄﻞ، ﺑﻞ ﻳﻌﺪ ﻋﻤﺮﻩ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪﺓ ﻓﻴﺠﺘﻬﺪ ﻓي ﻗﻄﻌﻬﺎ من غير تسويف ولا تأجيل فيرتاح قلبه من هموم التفكير وغموم المماطلة.
وأما أصحاب العذاب الدائم، والسمّ القاتل: هم أصحاب الأماني, وطول الأمل, وانتظار المستقبل الغيبي, فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب.
ﻗﺎﻝ الحسن: ﺇﻳﺎﻙ ﻭاﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻓﺈﻧﻚ ﺑﻴﻮﻣﻚ ﻭﻟﺴﺖ ﺑﻐﺪﻙ، ﻓﺈﻥ ﻳﻜﻦ ﻏﺪ ﻟﻚ ﻓﻜﺲ ﻓﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺴﺖ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ، ﻭﺇﻻ ﻳﻜﻦ اﻟﻐﺪ ﻟﻚ ﻟﻢ ﺗﻨﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﺮﻃﺖ ﻓﻲ اﻟﻴﻮﻡ.. وقال ابن القيم: التسويف رؤوس أموال المفاليس().
ﺃﻻ ﻓﺎﺭﺝ ﻋﻔﻮ اﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﻔﻮاﺗﻜﺎ ... ﻭﺑﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﺨﻴﺮاﺕ ﻗﺒﻞ ﻓﻮاﺗﻜﺎ
ﻭﻻ ﺗﻤﺾ ﺑاﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻋﻤﺮﻙ ﺇﻧﻨﻲ ... ﺭﺃﻳﺖ اﻟﻤﻨﺎﻳﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﻮﺱ ﻓﻮاﺗﻜﺎ..
قال ﻳﻮﺳﻒ ﺑﻦ ﺃﺳﺒﺎﻁ ﻗﺎﻝ: ﻛﺘﺐ ﺇﻟﻲّ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺳﻤﺮﺓ اﻟﺴﺎﺋﺢ ﺑﻬﺬﻩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ: ﺃﻱ -ﺃﺧﻲ-، ﺇﻳﺎﻙ ﻭﺗﺄﻣﻴﺮ اﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﺤﻞ اﻟﻜﻼﻝ، ﻭﻣﻮﺋﻞ اﻟﺘﻠﻒ، ﻭﺑﻪ ﺗﻘﻄﻊ اﻵﻣﺎﻝ، ﻭﻓﻴﻪ ﺗﻨﻘﻄﻊ اﻵﺟﺎﻝ، ﻓﺈﻧﻚ ﺇﻥ ﻓﻌﻠﺖ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺰﻣﻚ ﻓﺎﺟﺘﻤﻊ ﻭﻫﻮاﻙ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻐﻠﺒﺎك، ﻭاﺳﺘﺮﺟﻌﺎ ﻣﻦ ﺑﺪﻧﻚ ﻣﻦ اﻟﺴﺂﻣﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻭﻟﻲ ﻋﻨﻚ، ﻓﻌﻨﺪ ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﺇﻳﺎﻙ ﻻ ﺗﻨﺘﻔﻊ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺑﺪﻧﻚ ﺑﻨﺎﻓﻌﺔ، ﻭﺑﺎﺩﺭ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﻓﺈﻧﻚ ﻣﺒﺎﺩﺭ ﺑﻚ، ﻭﺃﺳﺮﻉ ﻓﺈﻧﻚ ﻣﺴﺮﻭﻉ ﺑﻚ، ﻭﺟﺪ ﻓﺈﻥ اﻷﻣﺮ ﺟﺪ، ﻭﺗﻴﻘﻆ ﻣﻦ ﺭﻗﺪﺗﻚ ﻭاﻧﺘﺒﻪ ﻣﻦ ﻏﻔﻠﺘﻚ، ﻭﺗﺬﻛﺮ ﻣﺎ ﺃﺳﻠﻔﺖ ﻭﻗﺼﺮﺕ، ﻭﺃﻓﺮﻃﺖ ﻭﺟﻨﻴﺖ ﻭﻋﻤﻠﺖ..().
ﻛﺆﻭﺱ اﻟﻤﻮﺕ ﺩاﺋﺮاﺕ ﻋﻠﻴﻨﺎ ... ﻭﻣﺎ ﻟﻠﻤﺮء ﺑﺪ ﻣﻦ ﻧﺼﻴﺐ
ﺇﻟﻰ ﻛﻢ ﺗﺠﻌﻞ اﻟﺘﺴﻮﻳﻒ ﺩﺃﺑﺎ ... ﺃﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻧﻮاﺭ اﻟﻤﺸﻴﺐ
ﺃﻣﺎ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﺃﻧﻚ ﻛﻞ ﺣــــــــــﻴﻦ ... ﺗﻤــــﺮ ﺑﻘﺒﺮ ﺧـــــﻞٍ ﺃﻭ ﺣﺒﻴﺐ
ﻛﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﻢ ﻗﺮﻳﺒﺎ ... ﻭﻻ ﻳﻐﻨﻴﻚ ﺃﻓﺮاﺡ اﻟﻨﺤﻴﺐ..
فالمبادرة المبادرة قبل فوات الفرصة، والمسارعة المسارعة قبل وقوع البغتة، والمسابقة المسابقة قبل انتهاء المنحة، فإني رأيتُ أكثر المرضى بداء الهموم هم أصحاب الصفوف الأخيرة، وأكثر الفاشلين في الحياة هم أصحاب الساعات المتأخرة، وأكثر الرسوب في الدراسات هم أصحاب المماطلة في المذاكرة، وأكثر أمراض المعاصي هم أصحاب التسويف في التوبة، ورأيتُ السلع الرخيصة لا يأخذها إلا مرضى الكسل والتأنّي، وأكثر الناجحين في الحياة هم المتقدمون في سطور الحياة لا يتركون فرصة إلا وهم في الأمام، إن كانوا في الحراسة كانوا في الحراسة، وإن كانوا في الساقة كانوا في الساقة، فما رفع الله من شأن الصحابة إلا أنهم من السابقين في الإسلام، وما رفع من مكانة العلماء إلا لأنهم أول من أخذ العلم من الصحابة، ولم يرفع من قدر أئمة المساجد إلا لأنهم في مقدمة سطور المصلين.
ولم ينعت الله المنافقين والمتذبذبين؛ إلا لأنهم في الخلف ويكرهون الإمامة، وﻳﺼﻄﺤﺒﻮﻥ «ﻟﻮ» ﺩاﺋﻤﺎ، ﻭﻳﺤﺒﻮﻥ «ﻟﻴﺖ» ﻭﻳﻌﺸﻘﻮﻥ «ﻟﻌﻞ» ﻓﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴﻮﻳف، ﻭﻋﻠﻰ اﻹﻗﺪاﻡ ﻭاﻹﺣﺠﺎﻡ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﺘﺬﺑﺬﺏ{مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا}().

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(95)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

عندك دواء الأمراض. انه مستشفى القرآن الكريم فيه علاج مجّاني لجميع الأمراض, والعلاج يُصرف من ربُّ ...

عندك دواء الأمراض.
انه مستشفى القرآن الكريم فيه علاج مجّاني لجميع الأمراض, والعلاج يُصرف من ربُّ العزة -جلّ جلاله-, ولوحة المستشفى{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}().
هذا المستشفى يعالج كل حالات المرضى, وفيه جميع أنواع التخصصات لجميع الأعمار, ذكورا وإناثا.
وهذا المستشفى مفتوح على مدار الساعة ليلا ونهارا.
وإذا أردت زيارة هذا المستشفى عليك الرجوع إلى القرآن الكريم ففيه شفاء كل علة{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا}.
وهناك في المستشفى علاج للمسِّ والعين والسحر, اقرأهُ بنيّة الشفاء -بإذن الله تعالى-: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه. قراءة سورة الفاتحة مع النفث.
ثم تقرأ بعد ذلك: {الم (1)ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِينَ (2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3)وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآْخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)أُولَئِكَ عَلَى هُدَىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}().
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اُشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}().
{اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأْرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأْرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}().
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}().
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا}().
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}().
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}().
{فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}().
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}().
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا}().
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}().
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلاَ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ}().
{قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2)وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُّمْ (4)وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}().
تقرأ بعد ذلك المعوذات الثلاث. (ثلاث مرات)..
أدعية من السنة: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه.
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض، ورب العرش الكريم.
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
أعيذك بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامّة.
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. (ثلاث مرات).
بسم الله أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
اللهم، أذهب الباس، رب الناس، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما.
اللهم اهدني، وارزقني، وعافني، وارحمني.
ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ. (ثلاث مرات).
أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم أن يشفيك. (سبع مرات).
اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك؛ سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك: أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
اللهم إنا نسألك من خير ما سألك منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونعوذ بك من شر ما استعاذ منه نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنت المستعان وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد.
اللهم اجعل صلاتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك إمام الخير، وقائد البر، ورسول الرحمة، اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون().
أسال من الله –تعالى- أن يشفيك.

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(90)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

مشتقات السعادة. إذا أردت أن تعيش حياتك الحقيقية, حياتك المطلوبة والمرغوبة, يجب أن تسلك مسلك ...

مشتقات السعادة.
إذا أردت أن تعيش حياتك الحقيقية, حياتك المطلوبة والمرغوبة, يجب أن تسلك مسلك الناجحين الفائزين الرابحين, وهم السعداء المرحين في هذه الحياة, ويجب عليك أن تعرف كيف اشتقوا السعادة!, وكيف حصلوا عليها!, وكيف نالوها!.
كانوا لله متقين, فاشتقوا من التقوى اسم الوقى والوقار, والهدوء والاستقرار, والسكون والاطمئنان, فعاشوا في سعادة واقية, فوقيت قلوبهم من الحزن والكدر والهمّ والغمّ والخوف والفقر والضجر والضيق والجزع {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}(){وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}().
كانوا لله مؤمنين, فاشتقوا من الإيمان اسم الأمن, والأمان, والتأمين, فنالوا بالإيمان سعادة وأمنا وأمان, وأمضوا حياتهم في أحسن حياة, وأفضل عيشة, وتلذذوا بالحياة حقّ التلذذ, وأحسوا بطعم الحياة, فطعموا فيها حلاوة وسكر الإيمان, وداووا أسقامهم بعسل الإيمان.
كانوا يتلون كتاب الله, ويتدراسون آياته, فاشتقوا من القرآن اسم القرِّ والاستقرار, فاستقرت أحوالهم, وهدأت أعصابهم, وبردت صدورهم, وسكنت قلوبهم, وقرّت عيونهم, وتداوت أمراضهم, فأحسوا ببرودة السعادة, وشعروا بنور الهداية, وتلذذوا بطعم التلاوة, وذاقوا حلاوة المناجاة, وجنوا عسل النظر في كتاب ربهم -جلّ جلاله-{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}().
كانوا لله صادقين, ومع الله واقعيين, فاشتقوا من الصدق معنى العزم والجدِّ والهمة العالية, فجدّوا واجتهدوا, وعزموا وثبتوا, وعملوا وأخلصوا, وتركوا الكسل والجبن, والعجز والضعف, ولم يتراجعوا, فارتاحوا ولم يتعبوا, وسعدوا ولم يحزنوا, وجنوا ثمار ما زرعوا(( وإن الصدق يهدي إلى البرِّ ))().

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(88)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

كن صادقا مع الله. عليك يا حبيبي إذا أردت تحقيق أحلامك, وتصويب أهدافك, وبلوغ غايتك في السعادة؛ أن ...

كن صادقا مع الله.
عليك يا حبيبي إذا أردت تحقيق أحلامك, وتصويب أهدافك, وبلوغ غايتك في السعادة؛ أن تسلك دروب الصدق مع الله, ولتكن صادقا وجادّا مع الله, ومخلصا مع الله, تكسر أشواك الأحزان, وتذري رياح الهموم, وتتصدى لسهام الأكدار, وتأمن من هجوم الخوف, تحميك السعادة من كل جانب, والسكينة من كل حول, والوقار من الداخل, ينشرح صدرك, ويزهو قلبك, ويطيب خاطرك, وينيرُ وجهك, وتشرق عليك شمس ذات أنوار, وسعادة ذات أحوال, وإياك وسلوك طرق المخادعات, والنوم في أوساخ المماطلات, والسير في بحور السهوات.
احذر أن يجدك الله في مكان نهاك عنه, وكن في المكان الذي أمرك الله فيه.
إن أردت السعادة فما عليك إلا أن تكون صادقا مع الله.. إذا أردت السمو والرفعة فكن صادقا مع الله.. إذا أردت تيسير الأمور فاصدق مع الله.. إذا أردت أن تكن مُستجاب الدعوة فاصدق مع الله..
هُناك أُناس كانوا صادقين مع الله, جادّين مع الله, كانوا بارّين مع الله, كانوا مخلصين مع الله. نالوا أرقى المراتب, وأعلى الأماكن, وأرفع المجالس, وأشرف البقع, بلغوا القمم, ناطحوا الثرُيّا, بلغوا أعلى المنازل, وأرفع الدرجات, حصلوا على الشهادات العلياء في الكمال, فعاشوا عيشة السعداء الأبرار, تمتعوا بحياتهم تمتع الأحرار, عاشوا أمنين سعداء في غابات يسكنها الأشبال, فأبصروا حياتهم كلها أنوار, فهنيئا لهم تلك الحياة وما لهم فيها من أدوار, داسوا بإيمانهم ذلكم الضيق والأكدار, الهمَّ والعسر والفقر والأسآم, فلم يعرفوا فيها تعاسة ولا أحزان, لا مشقة ولا تعسير ولا خذلان.
نوح -عليه السلام-, كان صادقا مع الله, مخلصا مع الله, ربانياً, بكلمة واحدة حطّم الكرة الأرضية ومن عليها وتحوّلت إلى بحيرة ماء واحدة, كلمة اهتزّ لها عرش الرحمن, كلمة أغضبت الملائكة, كلمة أغضبت الأرض والسموات{وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ}().
إنه الصدق مع الله, إنه الإخلاص مع الله –تعالى-, يلبي لك حاجاتك حتى وإن كانت محالة الوقوع, ومستحيلة الحصول.
إبراهيم كان صادقا مع الله, كان مخلصا مع الله –تعالى-, كان محبا لله, كان جادّا مع الله –تعالى-, كان أُمّة بمفرده, كان وفيّا مع الله, حطّم الأصنام بصدقه, وجادل النمرود بعلمه, تفكر في السموات والأرض بقلبه, قدم طعامه للضيفان, وولده للقربان, ترك زوجته وولده وهاجر إلى ربه {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}(), بكلمة تحوّلت النار العظيمة وما فيها من حرارة سعيرة, واللهب الشديدة, إلى بردا وسلامة, وكأنه نام على فراشه وسريره{يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}(). إنه الصدق مع الله, سبحان الله كيف يعمل!!
موسى -عليه السلام-, كان صادقا مع الله –تعالى-, فأوقف البحر وشقه نصفين{أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}(). إنه الصدق مع الله, والجدُّ مع الله والإخلاص لله.
سليمان -عليه السلام-, كان صادقا مع الله, ربانيا, مخلصا لله –تعالى-, شكر الله على نعمه, وحمده على فضله, وحكم بين الرعاة بعلمه, وجاهد أهل الكفر والشرك بسيفه, بكلمة مَلَك الدنيا, الشياطين بين يديه مقيودة, والريح له مأمورة, والإنس عنده مذلولة, والطير له محشورة, {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ}() {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ}(). إنه الصدق مع الله –تعالى-, والإخلاص له.
وهذا يوشع -عليه السلام-, كان صادقا مع الله –تعالى-, يريد بصدقه أن يرفع راية لا إله إلا الله, فدعا الله –تعالى- بقلب صادق, ولسان رطبا بالصدق, فتوقفت له الشمس, حتى قاتل وانتهى من القتال عادت الشمس إلى مجراها, فسبحان الله! كيف يفعل الصدق مع الله! يوقف الشمس, ويحطم الأرض, ويبرد النار, ويشق البحر.
وهذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم–, لما كان صادقا مع الله, وجادّا مع الله, قال: ((والذي نفسي بيده! ليتمن الله هذا الدين حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم قوم تستعجلون ))() وبالفعل بعد خمس وعشرين سنة، خرجت كتائبه -عليه الصلاة والسلام- مهللة مكبرة، ترفع الدين في العالم, وكوّن دولة إسلامية, بلغ الإسلام فيها مشرق الأرض ومغربها؛ إنه الصدق مع الله يحقق لك كل ما تريد, ويوصلك لكل ما تسعى.
أمّا أُولئك المعرضين عن الله, والمخادعين, والكاذبين, حتى وإن ملكوا الدنيا, وملكوا الأموال{فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}() فحالهم شقاء إلى شقاء, ونكد إلى نكد, وتعب في تعب{فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}().
المخادعين لله, والماكرين, والمستكبرين, حتى وإن ملكوا الدنيا وزخارفها فلا حياة لهم بها, ولا سعادة؛ لأنهم لم يكونوا صادقين مع ربهم وخالقهم.
قارون أُوتي مفاتيح كنوز الدنيا, ولكنّ قلبه كان فارغا من الصدق مع الله, فلم يسعد بماله, ولم يرتاح بما عنده, فعاش تعيسا, حزينا, مهموما, مكسور الجناح, ومات أشرِّ موته, تعيسا منكّدا, وسيبعث بحالته التي مات عليها تعيسا{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ}().
فكن -يا أخي يا من أكرمك الله بنور الإسلام-, صادقا مع الله –تعالى-, يفرّج همك, ويكشف ضيقك وكربك, ويشرح صدرك, ويسعد حياتك, ويلبّي حاجاتك, ويعطيك ويمنحك ويكرمك ويرزقك.
إنما هي أمثال سقتها لك, وشوقتك بما فيها, لتكن على بصيرة, ولتعرف دروب سعادتك, وأماكن فرحك, فالحليم تكفيه الإشارة, واللبيب يكفيه التلميح, والفطين يكفيه التوجيه{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}().

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(84)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

إن للبيت ربّاً يحميه. هذه الكلمات قالها عبد المطلب ردّاً على إبرَهة الأشرم حين أراد أن يهدم ...

إن للبيت ربّاً يحميه.
هذه الكلمات قالها عبد المطلب ردّاً على إبرَهة الأشرم حين أراد أن يهدم الكعبة.
فللبيت رباً يحميه, وللفقير رباً يُغنيه, وللحزين رباً يسعده, وللمظلوم رباً ينصره, وللمسافر رباً يعينه, وللضال رباً يهديه, وللحائر رباً يرشده, وللجبار رباً يقصمه, أنت! أنت! لك رباً يرزقك, لك رباً ينصرك, لك رباً يسعدك, لك رباً يحميك, لك رباً يفرج همومك وغمومك وأحزانك, لكن استعن بالله في جميع أمورك, ييسر لك أُمورك, ويفرج عنك همومك, ويرزقك من حيث لا تحتسب.
إذا سألت فأسال الله, وإذا استعنت فاستعن بالله, وإذا عزمت فتوكل على الله, وإذا أحببت فحب في الله, وإذا بغضت فابغض في الله, توكل على الله وفوض الأمر إليه, وارض بحكمه, والجأ إليه, واعتمد عليه, فهو حسبك وكافيك ومُعينك وناصرك.
إذا أصابك همٌّ فألجأ إلى الله وتبتل إليه تبتيلا, إذا أصابك مكروه فادعو الله أن يفرج عنك, إذا شعرت بالفقر فاسأل الله الغني الحميد, إذا أردت سعادة قلبك وراحته وشعوره بالطمأنينة والوقار والأمن, توكل على الله ومن يتوكل على فهو حسبه.
كل ما تحتاجه اطلبه من الله, العبد بحاجة إلى إله، وفي ضرورة إلى مولى، ولابد في الإله من القدرة والنصرة، والحكم، والغنم، والغناء والقوة، والبقاء. والمتصف بذلك هو الواحد الأحد الملك المهيمن، -جل في علاه-.
فليس في الكائنات ما يسكن العبد إليه ويطمئن به، ويتنعم بالتوجه إليه إلا الله –سبحانه-، فهو ملاذ الخائفين، ومعاذ الملجئين، وغوث المستغيثين، وجار المستجيرين{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}(){وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ}(){لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ}() فعلم بالضرورة اضطرار العبد إلى إلهه ومولاه وكافيه وناصره، وهو اتصال الفاني بالباقي، والضعيف بالقوي، والفقير بالغني، وكل من لم يتخذ الله ربا وإلها، واتخذ غيره من الأشياء والصور والمحبوبات والمرغوبات، فصار عبدا لها وخادما؛ فنال ما ناله من الشقاء والتعب والفقر وفي الأثر: وعزتي وعظمتي وجلالي! ما من عبد آثر هواه على هواي, إلا كثرت همومه وفرقت عليه ضيعته, ونزعت الغنى من قلبه, وجعلت الفقر بين عينيه, ثم لم أبال في أي أوديتها هلك().
فالعبد بحاجة إلى رباً يعينه ويحميه أعظم من حاجة الجسد إلى الروح، والعين إلى نورها، بل ليس لهذه الحاجة نظير تقاس به، فالعبد لا بد له من إلهه الحق في كل حالة, وكل دقيقة, وكل طرفة عين، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة، بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة..

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(82)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

لا تنسى نصيبك من الميراث. الواحد يطالب إخوانه أو من بقوا من الورثة أن يُعطوه من ميراث أبيه ...

لا تنسى نصيبك من الميراث.
الواحد يطالب إخوانه أو من بقوا من الورثة أن يُعطوه من ميراث أبيه المُتوفى ليتنقنق ويتمتع بالعيش مما اكتسبه أبوه في حياته.
فكذلك الأنبياء كانوا أهل علم, ولما ماتوا لم يتركوا خلفهم شيء من متاع الدنيا الفاني ليكون ميراثا؛ لأن الأنبياء لا يورّثون, وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر, وحصل على النور الساطع, والحياة المطمئنة الطيبة ((إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر))().
أولوا العلم في الدنيا بأعلى المنازل ... وهم وارثوا الرسل الكرام الأوائل
فهـــم أنجـم الدنيا ونور لأهــلها ... أئمــة أهـــل الأرض زيــن المـحافـل.
العلم نور, العلم فضيلة, العلم بهاء, العلم ضياء, العلم حياة سعيدة أبدية.
قيل لأحد السلف: اجتهد واطلب واسهر, ولا تدع أحدا يسبقك في علمك ولو تشق نفسك، فإن الرفيع من كان ذا سلطان أو ذا علم، فمن لم يكن له أحدهما تركه الناس، ورأى أعقابهم.
ونحن نقول: إن صاحب السلطان إذا نظر حق النظر، لم يمنح سلطانه عوضا عن العلم، فإن عز صاحب السلطان إنما يدوم له ما دام في سلطانه، فإذا زال عنه ذل، وعز العالم يدوم له في حياته وبعد وفاته، ولهذا كان فضلاء السلاطين يجتهدون في طلب العلم مع كثرة أشغالهم ولانغماسهم في الدنيا() حتى يحصلوا على سعادة قلوبهم, وسلامة صدورهم, أما سعادتهم بالمال فلن تنفع, وسعادتهم بالجاه فلن تفيد؛ فكلها موجودة عندهم ولكنها ما أسعدت قلوبهم مثل العلم, ومثل العلو في المكارم ومثل الصعود في الثنايا والقلل، ولا يكون إلا بشق النفس.
ومن ظن أنه ينعم في قصد الذرى والتوقل في الغرفات العلى فقد ظل باطلا وتوهم محالا.
ورتبة الأديب من أعلى الرتب، ودرجة العلم أشرف الدرج، فمن أراد مداولتها بالدعة وطلب البلوغ إليها بالراحة كان مخدوعا، قال الجاحظ: العلم عزيز الجانب، لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك فإذا كنت أيها الأخ ترغب في سمو القدر, ونباهة الذكر, وارتفاع المنزلة بين الخلق، وتلتمس عزا لا تثلمه الليالي والأيام, ولا تتحيفه الدهور والأعوام، وهيبة بغير سلطان، وغنى بلا مال، ومنعة بغير سلاح، وعلاء من غير عشيرة، وأعوانا بغير أجر، وجندا بلا ديوان وفرض، فعليك بالعلم، فاطلبه في مظانه، تأتك المنافع عفوا، وتلق ما يعتمد منها صفوا، واجتهد في تحصيله ليالي قلائل، ثم تذوق حلاوة الكرامة مدة عمرك، وتمتع بلذة الشرف فيه بقية أيامك، واستبق لنفسك الذكر به بعد وفاتك.
ولأمر ما اجتهد فيه طائفة العقلاء، وتنافس عليه الحكماء، وتحاسد فيه الفضلاء، ولا يصلح الحسد والملق في شيء غيره ().
فإذا كان العلم مؤنسا في الوحدة، ووطنا في الغربة، وشرفا للوضيع، وقوة للضعيف، ويسارا للمقتر، ونباهة للمغمور حتى يلحقه بالمشهور المذكور، كان من حقه أن يؤثر على أنفس الأعلاق، ويقدم على أكرم العقد، ومن حق من يعرفه حق معرفته أن يجتهد في التماسه ليفوز بفضيلته.
رأيــت العلم صاحبه شــريف ... وإن ولــــــــــــــــدته آبــــــــاء لئـــــــــــــــام
وليس يــزال يرفعــــــــه إلـــــى إن ... يعظــم قــــدرة القـــــــوم الــــــكـرام
ففي العلم النجاة من المخازي ... وفي الجهل المذلة والرغام
ولولا العلم ما سعدت نفوس ... ولا عرف الحلال ولا الحرام
هو الدليل الهادي إلى المعالي ... ومصباح يضاء بــه الظـــــلام.
وقال آخر:
لنا شرف العلم العزيز الذي به ... رزقنا بحمد الله من أرفع الرتب
به أنسنا والعز والفخر والعلا ... ففي العلم عز للفتى أينما ذهب..
......................................
وكم مشكلات في العلوم نحلها ... نرى حلها أغلى من الدر والذهب
وما الدر والياقوت في جنب علمنا ... وما المال إلا مثل بعر لدى عنب().
السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله، والدار الآخرة, ولن تستطيع الوصول إلى تلك السعادة؛ إلا عن طريق العلم. والعلم يشرح الصدر، ويوسع مدارك النظر ويفتح الآفاق أمام النفس فتخرج من همها وغمها وحزنها.
والسعادة ليست في الحسب ولا النسب ولا الذهب، وإنما في الدين والعلم والأدب, وبلوغ الأرب, فرحة العلم دائمة، ومجده خالد، وذكره باق، وفرحة المال منصرمة، ومجده إلى الزوال، وذكره إلى نهاية.
العلم يرفع الجاهل إلى مناطحة الثريا, والصعود في درج الأبرار السعداء؛ لأن العلم مفتاح الهداية, فالهدى والعلم كالمطر ينزل على الأرض، فتهتز وتربو، وتنبت من كل زوج بهيج، وهذا أمر ملحوظ مشهود فإنك تجد كثيراً من الناس يعيش في عماية، فإذا عرفت حاله في جاهليته قلت: سبحان الله! هذا لا خير فيه، سوء خلق وقلة أدب وقلة دين، لا ينفع في دين ولا دنيا، لكن إذا قيض الله من يعلمه ويربيه على الحق والخير حتى كأنه بعد هدايته خلق آخر، تبارك الله رب العالمين! وهذا موجود في جيل الصحابة -رضي الله عنهم-، قارن بين عمر قبل إسلامه وبعد إسلامه، عمر كان قبل إسلامه الرجل الغليظ الجافي القاسي، وله في ذلك قصص وآثار معروفة، وبعد إسلامه كان يسمع الآية من القرآن تقرأ، فيبكي حتى يجلس في بيته أياماً يعاد من جراء تأثره بهذه الآية.
قال معاذ بن جبل: عليكم بالعلم فإن طلبه لله عبادة, ومعرفته خشية, والبحث عنه جهاد, وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة, ومذاكرته تسبيح, به يعرف الله ويُعبد, به يمجّد ويوحّد, يرفع الله بالعلم أقوما, ويجعلهم للناس قادة, وأئمة يهتدون بهم وينتهون إلى رأيهم().
لله در العلم! كم رفع أقواما وذلّ آخرين, وكم أسعد أُناس وأشقى آخرين, وكم رفع مملوك حتى أجلسه على مجالس الملوك..

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(78)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

نـــور على نــور. لا شك أن التوحيد نور وسعادة, والصلاة نور وبرهان, والتقوى نور وهداية, والتوكل ...

نـــور على نــور.
لا شك أن التوحيد نور وسعادة, والصلاة نور وبرهان, والتقوى نور وهداية, والتوكل نور وسرور, وصلاة الليل نور وضياء, وتلاوة القرآن نور وبهاء.
فاجمع بين التوحيد, والصلاة, والتقوى, وتلاوة القرآن؛ ليكون لك نور على نور.
إذا صليت الفريضة فلا تقل أنا صليت وكفى, بل زد من النوافل ليزاد لك نور على نور.
قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: (( من أصبح منكم اليوم صائما؟. قال أبو بكر: أنا. قال: من أطعم اليوم مسكينا؟. قال أبو بكر: أنا. قال: من فمن تبع منكم اليوم جنازة؟. قال أبو بكر: أنا. قال: فمن عادَ منكم اليوم مريضا؟. قال أبو بكر: أنا ))().
وقال ابن الدغنة عن أبي بكر: أتخرجون رجلا يكسب المعدوم, ويصل الرحم, ويحمل الكل, ويقري الضيف, ويعين على نوائب الحق؟().
فجمع أبا بكر نور مع نور مع نور, وأسعد حياته, وعاش في النور -رضي الله عنه-.
وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم–: (( من يحفر بئر رومة فله الجنة؟ )). فحفرها عثمان. وقال: (( من يجهز جيش العسرة فله الجنة؟ ))(). فجهزها عثمان. فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (( ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم ))(). واشترى بقعة للمسجد وتزوج ابنتي رسول الله, فجمع عثمان نور إلى نور, وعاش عيشة سعيدة مليئة بالهناء والبهاء والضياء, ولُقب بذي النورين.
اعمل كل ما تجد فيه الخير, وكل ما فيه الحياة, وكل ما فيه السرور, لتجمع نور إلى نور.
هل جرّبت لذة الصلاة في الليل, مع لذة القرآن, مع حلاوة المناجاة؟. والله وربّ الكعبة سعادة لا يعدلها سعادة!, ولذة لا تعدلها لذة!, ومذاق خير من الطعام والشراب!, وحلاوة خير من حلاوة العسل والسكر!, ونور مع نور إلى نور.
عباد ابن بشر, وما أدراك ما عباد, قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من يكلؤنا الليلة؟))() فقام عباد بن بشر، وعمار بن ياسر. فقالا: نحن يا رسول الله!, ثم خرجا إلى فم الشعب، فقال عباد لـ عمار: أتنام أول الليل أم آخره؟. فقال عمار: بل أنام أوله، واضطجع عمار ونام. بقي عباد يحرس جند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، هدأت العيون، وسكنت الجفون، ولم يبقَ إلا الحي القيوم، عندها تاقت نفس عباد للعبادة، واشتاق قلبه للقرآن، فقام يصلي؛ ليجمع متعة الصلاة مع متعة التلاوة مع نور الطاعة، وطفق يقرأ سورة الكهف، يسبح مع آيات الله البينات. ويراه رجل من المشركين يصلي على فم الشعب، فعرف أنه حارس جيش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: لئن ظفرت به لأظفرن بجيش رسول الله -صلى الله وسلم عليه- فوتر قوسه، وتناول سهماً من كنانته، ورماه به فوضعه فيه، فانتزعه عباد من جسده ورمى به، ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالآخر فانتزعه، ومضى يتدفق في تلاوته، ورماه بالثالث فانتزعه، وإذا الدماء تنزف منه، فزحف إلى عمار وأيقظه قائلاً: لقد أثخنتني الجراح، عليك بثغر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
ولَّى المشرك هارباً، وأمَّا عمار فنظر -ويا للهول! أثخنته الجراح-، فقال: رحمك الله هلّا أيقظتني من عند أول سهم رماك به؟. فقال عباد: كنت في سورة أقرؤها، فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها، وأيم الله؛ لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحفظه؛ لكان قطع نفسي أحب إلي من قطعها.
سعادة ليس لها مثيل, نور مع نور, إلى نور.

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان.ص:(75)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

دروب السعادة. تريد السعادة, تريد الحياة الطيبة؟؛ عليك بسلوك هذه الدروب حتى تحصل على ما ...

دروب السعادة.
تريد السعادة, تريد الحياة الطيبة؟؛ عليك بسلوك هذه الدروب حتى تحصل على ما تطلبه.
تريد ضمان السعادة, وكفالة العيش؟؛ عليك بالتوكل{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}().
تريد تسهيل طرق السعادة, وتيسير الأمور؟؛ عليك بطلب العلم ((من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهّل الله له طريقا إلى الجنة ))().
تريد أن تطعم طعم الإيمان؟؛ عليك أن تكن راض بالله ربا, وبالإسلام دينا, وبمحمد نبيا ورسولا((ذاق طعم الإيمان: من رضي بالله رباً, وبالإسلام دينا, وبمحمد نبيا ورسولا))().
تريد أن تتذوق حلاوة الإيمان؟؛ تجدها في حب الله ورسوله(( ثلاث من كنّ فيه وجد بهنّ حلاوة الإيمان: إن يكون الله ورسوله أحب إليه من سواهما))().
تريد تفريج الكربات؟؛ عليك بتقوى الله{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}().
تريد الحياة الطيبة, الحياة السعيدة, الخالية من الأحزان؟؛ انغمس في العمل الصالح{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}().
تريد التمكين في الأرض, وعيشٌ هنيٌّ وآمن؟؛ توحيد الله يعطيك ذلك{وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}().
تريد الراحة والطمأنينة, والوقار والهدوء والسكينة؟؛ تجدها في الصلاة ((أرحنا بها يا بلال))().
تريد قرار العيش, وهدوء البال, وسكون الأعصاب؟؛ الصلاة قرة عين الموحدين(( وجعلت قرة عيني في الصلاة ))().
تريد شفاء مرضك, ودواء عقلك؟؛ ادخل مستشفى القرآن{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}().
تريد السكينة لقلبك, والوقار, والاستقرار؟؛ رطّب لسانك بذكر الله{أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}().
تريد أن تكون مُستجاب الدعوة, ومحل نظر الله؟؛ أطِب مأكلك ومشربك ((ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك))().
تريد النعيم الذي لا ينفد, واللذة التي لا تنتهي؟؛ اسلك سبيل الأبرار{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ}().
تريد السكينة والوقار والهدوء؟؛ تفاقد أثر الإيمان في قلبك{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}().
تريد الثبات والقوة وعدم الخوف؟؛ تعرّض للمطر حين نزوله{وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ}().
تريد الزيادة والبركة في المال والعمر؟؛ انفق وتصدق{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}().
تريد رحمة الله وفضله وكرمه وجوده وإحسانه؟؛ امزج التقوى مع الإيمان{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ}().
تريد الرفعة, والعلو, والدرجات الراقية؟؛ عليك بالعلم{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}().
تريد النجاة من النار, وتحريم جسدك عليها؟؛ عليك بخشية الله ومراقبته ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله, وعين باتت تحرس في سبيل الله ))().
تريد أن تنال رضا الله –تعالى-, وتحصل على كل ألوان السعادة, وبسعادتك تكن أفضل من الملائكة؟, عليك بالعلم والإيمان والعمل الصالح{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}().

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(72)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

السعداء لا يعلمون الغيب ولكن!. السعداء لا يعلمون الغيب, ولكنهم ينظرون إلى مستقبل حياتهم بعين ...

السعداء لا يعلمون الغيب ولكن!.
السعداء لا يعلمون الغيب, ولكنهم ينظرون إلى مستقبل حياتهم بعين التفاؤل, وترك اليأس والقنوط، والمثابرة على حسن الظن وحسن العمل.
السعداء ينظرون إلى الدنيا وهم يعلمون أنها محزنة وتعيسة, ولكنهم ينظرون إليها بعين التفاؤل وعدم القنوط, يفتحون فيها دروب السعادة, دروب الفرح, دروب الخير, ويكسرون فيها أشواك القنوط, أشواك الحزن, أشواك التعاسة, أشواك الكآبة, أشواك الكدر.
إن داهمتهم رياح الهموم؛ ذرتها تقواهم بفأل اليسر{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً}().
إن تزلزت بهم براكين المصائب؛ نالوا منها بفأل الصبر{أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً}().
إن تغلّقت عليهم أبواب الرزق؛ فتحوها بفأل التوكل{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}().
إن شعروا بالهجوم العدواني؛ تخلصوا منه بفأل النصر{ألَا إنَّ نَصْرَ اللهٍ قَرِيْب}().
إن تعسرت عليهم الأمور, وصعبت عليهم الغايات؛ سهلوها بفأل الخير من الله{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}().
إن ظُلموا, إن جُرحوا, إن أُوذوا؛ دفعوا ذلك بفأل أجر الإحسان{ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}().
هذه هي صفاتهم, وهذه هي أحوالهم, وهذا سرُّ سعادتهم, لا ينظرون إلى السعادة بعين القنوط, ولا بعين السأم, ولا بعين الضجر, حالهم كحال موسى{إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِين}().
حالهم كحال يعقوب{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا}().
وحالهم كحال المصطفى -عليه الصلاة والسلام-, يتفاءل حتى وإن كان في أشد الحرج والضيق, حتى وإن كان في ساعة العسرة, حتى وإن كان في وقت الأزمة, وفي وقت المؤامرة, وفي وقت البلاء يقول: (( لا! ولكن أرجو من الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا ))(), ويقول في وقت يأس فيه أبا بكر –الصديق- في الغار: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}().
فيا حبيبي! ويا أخي! تفاءل بالخير, تفاءل بالسعادة, وإياك والشؤم, فإنه طريق أهلك صاحبه, وكان رسولك وقدوتك يقول: (( ويعجبني الفال ))().
فإن من خلق الإنسان الناجح التفاؤل، وعدم اليأس، والقدرة على تلافي الأخطاء، والخروج من الأزمات، وتحويل الخسائر إلى أرباح.
تفاءل ولا تقنط ولا تيأس، وأحسن ظنك بربك، وانتظر منه كل خيرٍ وجميل.
الأخيار السعداء لا يهابون الموت؛ لأنهم يتفاءلون بالخير الذي يأتي بعد الموت{فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ}().
أبو الدرداءِ يقولُ: أُحبّ ثلاثاً يكرهها الناس: أحبُّ الفقر والمرضَ والموْتَ، لأنّ الفقر مسكنة، والمرضَ كفَّرةٌ، والموت لقاءٌ بالله -عز وجل-.
فالموتُ أحبَّه كثيرٌ ورحَّبوا بهِ، فمعاذ يقول: مرحباً بالموت، حبيبٌ جاء على فاقة، أفلح من ندم.
ويقول في ذلك الحُصين بن الحمام:
تأخرت أستبقي الحياة فلم أجدْ ... لنفسي حياةً مثْل أن أتقدَّمَا.
ويقول الآخر: لا بأس بالموتِ إذا الموتُ نزلْ.
ولكنَّ الآخرين تذمَّرُوا من الموتِ وسبُّوه وفرُّوا منهُ.
فاليهود أحرص الناسِ على حياة، قال الله –تعالى- عنهمْ: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ}.
وقال بعضُهم:
ومالي بعد هذا العيشِ عيشٌ ... ومالي بعد هذا الرأسِ رأسُ().
كثيرٌ من الأخيار تفاءلوا بالأمر الشاقِّ العسير، ورأوا في ذلك خيراً على المنهجٍ الحقِّ{وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ}().

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان.ص:(69)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

البس لباس التقوى. {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ ...

البس لباس التقوى.
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}().
والبركات الإلهية لا يحصيها إلا الله .. منها البركة في العمر .. والبركة في الرزق .. والبركة في الوقت .. والبركة في الأهل والأولاد .. والبركة في الأموال .. والبركة في الأعمال, ومنها حصول الأموال بدون جهد، وحصول الأشياء بدون تعب، وحصول الأرزاق مباشرة من الرب.
أهل التقوى هم الفائزون والسعداء في الدنيا والآخرة, لا يخافون إذا خاف الناس, ولا يحزنون إذا حزن الناس, ولا يضيقون إذا ضاق الناس, هم في أمن وأمان, وخير واطمئنان{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}().
فيا أخي! ويا حبيبي! عليك بالتقوى فهي فرج كل ضيق, وكشف كل كرب, ويسر كل عسر, وسعادة كل حزن, وضحكة كل بكاء{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}() ويبارك له في نفسه وأهله والولد, ويرزقه سعادة الأبد. بالتقوى ترتقي, وبالتقوى ترتفع, يعلو شأنك, تبلغ الآفاق, ترتقي القمم, تعلو الدرجات.
حلّق بأجنحة التقوى في آفاق السماء, لترفرف بأجنحة التقوى مع الطير, ولِتَسْبح بالتقوى مع الملائكة .. إذا لبس الناس اللباس الجميل, فالبس لباس التقوى تصير أحلى منهم وأسعد, إن تزينوا بزينة الجمال, فتزين بالتقوى تكن أجمل منهم وأبسط{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر}().
إذا تنافس الناس على الدنيا, وتنافسوا على المال, وتنافسوا على الوظائف, وتنافسوا على القصور والفلل, وحب الرئاسة, فنافسهم على التقوى{وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}().
إذا تسابق الناس إلى الدنيا, فأسبقهم إلى الخير وفعل الخير, لتنال رضاء الله –تعالى-{فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}().
إذا سارع الناس في طلب العاجل, فسارع أنت في طلب الآجل, والزم تقوى الله, فهي خير زاد, وخير طعام, وخير شراب{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}()لتنال سعادة قلبك, وراحة صدرك, ومغفرة ذنوبك, وحط همومك وغمومك, وأحزانك{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}(). إنها العز والنسب والسبب والفخر والكرم.
ألا إنما التقوى هي العز والكرم ... فلا تترك التقوى اتكالا على النسب
فقد رفع الإسلام سلمان فارس ... وقد وضع الشركُ النَّسيب أبا لهب.
فالسعادة هي راحة النفس، وهدوء القلب، وسلامة الجسد، أين توجد هذه كلها؟ هذه لا توجد في المال، ولا في المناصب، ولا في الرتب، ولا عند الزوجات, ولا في الأولاد، وإنما توجد في شيء واحد وهو الإيمان والتقوى{لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة}().
ولست أرى السعادة جــــمع مـــــال ... ولكن التـــــــــــــــقي هو الســـــــــــــعيد.
............................
من لم تكن حلل التقوى ملابسه ... عاراً وإن كان مغموراً من الحلل.
هذه التقوى من ينزل ويجلس فيها تشرق عليه إشراقات السعادة، وتكسوه لباس البهجة والسرور, وتضيء له شمس المسرّات, وتتوجه إليه الخيرات، وتقبل عليه الأنوار من كل جانب، ويسعد سعادة لا يحزن بعدها أبدا. والذي يحرم التقوى ويعيش بعيداً عنها, تشرق عليه الظلمات، وتحل عليه النكبات، ويعيش في الجهل والبعد عن الله، حتى يشقى في الدنيا والآخرة.
واتق الله فتقوى الله مـــــــا ... جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طرفاً بطلاً ... إنمــــــا من يتــــــق الله البـــــــطل.

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(66)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

وقفة استراحة. ما أجمل فضل الله في الآخرة لعباده المؤمنين. عباد الله المؤمنين -وبإذن الله أنت ...

وقفة استراحة.
ما أجمل فضل الله في الآخرة لعباده المؤمنين.
عباد الله المؤمنين -وبإذن الله أنت منهم-، لهم من الفضل والثواب في الآخرة ما لا تصدقه نفسك لأنهم عاشوا في الدنيا خائفين من الله ولم يخافوا غيره، حزنوا في الدنيا لأنهم قصروا في حق الله ولم يحزنوا على الدنيا وزخارفها، ولذلك فهم في الآخرة في أمن وأمان، وسكينة واطمئنان، وراحة وهدوء الحال، وفي نعيم أبدي، لا يبدي ولا ينتهي.
أيُّ فضل يلاقيه العبد بين يدي الرحيم الرحمن?.
إني أريدك بعد أن تقرأ، تستلقي على الفراش قليلا ثم تغمض عينيك وتتصور هذا الموقف, حين تأتي وتقف بين يدي الله –سبحانه وتعالى-, والخلائق تنظر إليك, فترى سجلّات عملك طيبة, وفيها بعض التقصير الذي لا يسلم من ذلك كل البشرية, فترى ذلك بعينيك فيقول لك الرحيم: ﻳﺎ ﻋﺒﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﺳﺘﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻏﻔﺮﻫﺎ ﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ، ﻓﻘﺪ ﻏﻔﺮﺕ ﻟﻚ ﻛﺒﻴﺮ ﺟﺮﻣﻚ، ﻭﻛﺜﻴﺮ ﺳﻴﺌﺎﺗﻚ، ﻭﺗﻘﺒﻠﺖُ ﻣﻨﻚ ﻳﺴﻴﺮ ﺇﺣﺴﺎﻧﻚ، ﻓﻴﺴﺘﻄﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﻗﻠﺒﻚ, ويشرﻕ ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺟﻬﻚ.
ﻓﺘﻮﻫﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﺣﻴﻦ ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻟﻚ، ﻓﺎﺑﺘﺪﺃ ﺇﺷﺮاﻕ اﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﻧﻮﺭﻩ ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﺑﻌﺪ ﻛﺂﺑﺘﻪ ﻭﺗﻜﺴﻔﻪ ﻣﻦ اﻟﺤﻴﺎء ﻣﻦ اﻟﺴﺆاﻝ، ﻭاﻟﺤﺴﺮﺓ ﻣﻦ ﺫﻛﺮ ﻣﺴﺎﻭﺉ ﻓﻌﻠﻚ، ﻓﺎﺳﺘﺒﺪﻟﺖ ﺑﺎﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭاﻟﺤﺰﻥ ﺳﺮﻭﺭا ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ، ﻓﺄﺳﻔﺮ ﻭﺟﻬﻚ، ﻭاﺑﻴﺾ ﻟﻮﻧﻚ.
ﻓﺘﻮﻫﻢ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻨﻚ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻨﻪ، ﻓﺜﺎﺭ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ، ﻓﺎﻣﺘﻸ ﺳﺮﻭﺭا ﻭﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﺮﺣﺎ ﻭﺗﻄﻴﺮ ﺳﺮﻭﺭا، ﻭﻳﺤﻖ ﻟﻚ، ﻓﺄﻱ ﺳﺮﻭﺭ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭاﻟﻔﺮﺡ ﺑﺮﺿﺎ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ-؟! ﻓﻮ اﻟﻠﻪ -ﺗﻌﺎﻟﻰ- ﻟﻮ ﺃﻧﻚ ﻣﺖّ ﻓﺮﺣﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﺭﺿﺎﻩ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ ﻟﻜﻨﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺮﻳﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻴﻘﻦ ﺑﺮﺿﺎﻩ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﺁﻣﻼ ﻟﺬﻟﻚ، ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻚ ﻣﺴﺘﻴﻘﻨﺎ ﻟﻪ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻟﻮ ﺗﻮﻫﻤﺖ ﻧﻔﺴﻚ، ﻭﻗﺪ ﺑﺪا ﻟﻚ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻭاﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻛﻨﺖ ﺣﻘﻴﻘﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﻴﺮ ﺭﻭﺣﻚ ﻣﻦ ﺑﺪﻧﻚ ﻓﺮﺣﺎ، ﻓﻜﻴﻒ ﺃﻥ ﻟﻮ ﻗﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- اﻟﺮﺿﺎ ﻋﻨﻚ ﻭاﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻟﻚ، ﻓﺄﻣّﻦ ﺧﻮﻓﻚ، ﻭﺳﻜّﻦ ﺣﺬﺭﻙ، ﻭﺗﺤﻘﻖ ﺃﻣﻠﻚ ﻭﺭﺟﺎﺅﻙ ﺑﺨﻠﻮﺩ اﻷﺑﺪ، وأﻳﻘﻨﺖ ﺑﻔﻮﺯﻙ ﻭﻧﻌﻴﻤﻚ ﺃﺑﺪا ﻻ ﻳﻔﻨﻰ ﻭﻻ ﻳﺒﻴﺪ ﺑﻐﻴﺮ ﺗﻨﻘﻴﺺ ﻭﻻ ﺗﻜﺬﻳﺐ.
ﻓﺘﻮﻫﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻭﻗﺪ ﺑﺪا ﻟﻚ ﻣﻨﻪ اﻟﺮﺿﺎ، ﻭﻃﺎﺭ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﺮﺣﺎ، ﻭاﺑﻴﺾ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﺃﺷﺮﻕ ﻭﺃﻧﺎﺭ ﻭﺃﺣﺎﻝ ﻋﻦ ﺧﻠﻘﺘﻪ، ﻓﺼﺎﺭ ﻛﺄﻧﻪ اﻟﻘﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺒﺪﺭ. ﺛﻢ ﺧﺮﺟﺖَ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﻼﺋﻖ ﻣﺴﺮﻭﺭا ﺑﻮﺟﻪٍ ﻣﺤﺒﻮﺭ، ﻗﺪ ﺣﻞ ﺑﻪ ﺃﻛﻤﻞ اﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺤﺴﻦ، ﻳﺴﻄﻊ ﻧﻮﺭا ﻣﺸﺮﻗﺎ ﺑﺘﻸﻟﺌﻪ، ﺗﺘﺨﻄﺎﻫﻢ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭاﻟﺤﺴﻦ ﻭاﻟﻨﻮﺭ ﻭاﻟﻀﻴﺎء، ﻛﺘﺎﺑﻚ ﺑﻴﻤﻴﻨﻚ، ﺃﺧﺬ ﺑﻀﺒﻌﻴﻚ ﻣﻠﻚ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ اﻟﺨﻼﺋﻖ: ﻫﺬا ﻓﻼﻥ اﺑﻦ ﻓﻼﻥ ﺳﻌﺪ ﺳﻌﺎﺩﺓ ﻻ ﻳﺸﻘﻰ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺃﺑﺪا.
ﻓﺘﻮﻫﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﺃﻧﺖ ﺗﺘﺨﻄﻰ اﻟﺨﻼﺋﻖ، ﻭﻛﺘﺎﺑﻚ ﻓﻲ ﻳﻤﻴﻨﻚ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻧﻮﺭﻩ، ﻭﻓﺮﺡ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﺳﺮﻭﺭﻩ، ﻭﻗﺪ ﺷﺨﺼﺖ ﺃﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﺇﻟﻴﻚ ﻏﺒﻄﺔ ﻟﻚ ﻭﺗﺄﺳﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻟﻮا ﻣﻦ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻣﺎ ﻧﻠﺖ، ﻓﻠﻴﻌﻈﻢ ﻣﻦ اﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺫﻟﻚ ﺃﻣﻠﻚ ﻭﺭﺟﺎﺅﻙ، ﻓﺈﻧﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﺇﻥ ﺗﻔﻀﻞ ﻋﻠﻴﻚ ﻧﻠﺖ ﺫﻟﻚ وسُعدت سعادة لن تشقى بعدها أبدا().
فيجب عليك بهذا الفضل أن تسعد الآن وتتخيله في الآخرة كما وصفته لك فإنك إن أديت مهمتك في الدنيا بعبادة وإحسان بشكل مطلوب ولو كان عندك بعض التقصير فكل ابن ادم خطّاء, وكلنا غير معصومين, فإن فعلت وفقت -بإذن الله- لهذا الفضل والله طيب يحب الطيبين ورحيم يحب الرحماء..

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(64)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

اغسل همومك بالنهر الجاري. من أعظم النعم -لو كنا نعقل- هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة ...

اغسل همومك بالنهر الجاري.
من أعظم النعم -لو كنا نعقل- هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا، رفعة لدرجاتنا عند ربنا، ثم هي علاج عظيم لمآسينا، ودواء ناجع لأمراضنا، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين، وتملأ جوانحنا بالرضا.
الصلاة في الإسلام كالرأس للجسد, والعمود للبناء, والسقف للبيت, والوقود للسيارة.
فهل يبقى جسد إذا قطع الرأس؟! هل تبقى حياة بعد قطع الرأس؟! وهل يبقى البناء بدون عمود؟! وهل يبقى البيت بدون سقف؟! وهل تتحرك السيارة بدون وقود؟! قال -عليه الصلاة والسلام- عن الصلاة: (( رأس هذا الإسلام وعموده الصلاة ...))().
صلاة الخوف شرعت في وقت الخوف, والرعب, وفي وقت الشدة, يوم أن تتطاير الرؤوس من الأجساد, ويوم أن تسيل الدماء من العروق, يوم لا ترى إلا سيوف تلمع, ورؤوس تُقطع, وجماجم تتطاير, وأجساد تتناثر, فيُلجأ إلى الصلاة سكينة الحائرين, وأمان الخائفين, وتثبيتا للمؤمنين{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ}().
الله –تعالى- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}()إذا داهمك الخوف, وطوقك الحزن، وأخذ الهمُّ بتلابيبك، فقم حالا إلى الصلاة، تثب لك روحك، وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة -بإذن الله- باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم، ومطاردة فلول الاكتئاب.
كان -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر قال: ((أرحنا بالصلاة يا بلال))() فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته.
قال ابن القيم: وقرة العين فوق المحبة, فإنه ليس كل محبوب تقر به العين, وإنما تقر العين بأعلى المحبوبات, والمقصود أن ما تقر به العين, أعلى من مجرد ما يحبه, فالصلاة قرة عيون المحبين في هذه الدنيا لما فيها من مناجاة من لا تقر العيون ولا تطمئن القلوب ولا تسكن النفوس إلا إليه, والتنعم بذكره, والتذلل والخضوع له, والقرب منه, ولا سيما في حال السجود, وتلك الحال أقرب ما يكون العبد من ربه فيها, ومن هذا قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا بلال أرحنا بالصلاة. فأعلم بذلك أن راحته -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة, كما أخبر أن قرة عينه فيها, فأين هذا من قول القائل: نصلي ونستريح من الصلاة!؟.
فالمحب راحته وقرة عينه في الصلاة, والغافل المعرض ليس له نصيب من ذلك؛ بل الصلاة كبيرة شاقة عليه, إذا قام فيها كأنه على الجمر, حتى يتخلص منها, وأحب الصلاة إليه أعجلها وأسرعها, فإنه ليس له قرة عين فيها, ولا لقلبه راحة بها, والعبد إذا قرت عينه بشيء واستراح قلبه به, فأشق ما عليه مفارقته, والمتكلف الفارغ القلب من الله والدار الآخرة المبتلى بمحبة الدنيا, أشق ما عليه الصلاة, وأكره ما إليه طولها, مع تفرغه وصحته وعدم اشتغاله().
إن الذي لا يعرف الصلاة كمن يمشي في الظلام, يتلمس ضوء يسيرا ليرى أين يضع قدميه, وكالأعمى الذي يتحسس الطريق, وكالميت الذي انقطعت عنه الحياة. فكذلك الذي لا يصلي عيشته نكدة مظلمة, كلها أحزان, وهموم, وغموم, ومخاوف, وظلام{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ}().
إن الذي لا يعرف الصلاة في المسجد كالذي يرى الماء ولا يستطيع أن يصل إليه, فعيشته نكد في نكد, وكبد في كبد, وحزن في حزن, وخسارة في خسارة, وشقاء في شقاء{فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ}().
الصلاة تريح الأعصاب, وتسكن الآلام, وتداوي العلل, وتريح القلب, وتنمي العقل, وتشرح الصدر, وتحرك الدم, وتبيض الوجه وتنوره, وتزيل قشرات الهموم, وتكسر شوكة الأحزان((الصلاة نور))(), فإذا شعرت بشيء من الهمّ والغمّ والاكتئاب؛ راجع حساباتك مع الصلاة, وعد بنفسك إلى محطات النور.

📙📙 من كتاب دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان. ص:(61)
🖋🖋 أبي الليث العريقي، هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي.
ملاحظة/ المصادر والمراجع في متن الكتاب او على نسخة pdf.
...المزيد

معلومات

**الأستاذ هشام عبده حبيب عبيد ناصر العريقي (أبو الليث العريقي)** هو شعلة مضيئة من العلم والتفاني في جنوب اليمن، ونموذج يُحتذى به للعالم المخلص الذي جمع بين حب التعلم، والإبداع في التأليف، والعطاء في التعليم. وُلد الأستاذ هشام في ردفان، بمنطقة الجبلة، عام 1994، في بيئةٍ أزهرت فيها جذور طلب العلم والتقوى. **رحلة العلم والتكوين:** نشأ أبو الليث العريقي على حب العلم منذ نعومة أظفاره، فانطلق في رحلة مباركة نحو طلب العلم الشرعي. بدأ مسيرته في مركز الفيوش، حيث أرسى قواعد معرفته الشرعية، ثم انتقل إلى كلية ردفان للقرآن الكريم وعلومه، حيث أتقن حفظ كتاب الله العزيز وتعمق في علومه. برز بين زملائه كطالب متميز، ليحصل على درجة البكالوريوس بتقدير "جيد جدًا"، وهي شهادة لا تعكس فقط مستوى معرفته، بل أيضًا التزامه واجتهاده. **الأساتذة والشيوخ:** تتلمذ الأستاذ هشام على أيدي نخبة من العلماء والدكاترة الأجلاء الذين زرعوا فيه أسس العلوم الشرعية. فكان من أبرز شيوخه: - الشيخ علي بن علي العمري (التفسير). - الشيخ عبد المجيد العمري (الفقه). - الدكتور أبو بكر سالم مساعد (التجويد). - الشيخ محمد الفقيه الضالعي (العقيدة). - الشيخ صالح الحميدي الضالعي (علوم القرآن والفروض). - الشيخ صالح ديان اليافعي (مصطلح الحديث). - الشيخ عبد الرحمن الهاشمي المسيميري (الثقافة). إلى جانب ذلك، نهل من علوم البلاغة، وأصول الفقه، والسيرة النبوية على يد علماء أفاضل، ما أسهم في صقل فكره وثراء معارفه. **بين التدريس والتأليف:** بعد التخرج، انطلق الأستاذ هشام في مسيرته التعليمية، حيث عمل في المدارس الحكومية، ناشرًا نور العلم ومربيًا أجيالًا من الطلاب على المبادئ والقيم. إلى جانب ذلك، وهب حياته للمطالعة والتأليف، فكان لا يفتر عن البحث والتنقيب في بطون الكتب. وقد بدأ مسيرته في التأليف وهو في ربيع شبابه، بعمر الثانية والعشرين، ليترك بصمة فريدة في المكتبة الإسلامية. **أعماله العلمية:** تجلّت ثمار جهوده العلمية في مؤلفات قيّمة، منها: 1. **الشهب المتابعة**. 2. **دروب السعادة وكسر شوكة الأحزان**. 3. **مصابيح زجاجة الحياة**. 4. **مدرسة الحياة**. 5. **القطف الجني في سيرة عبد الرحمن العدني**. كل عملٍ من هذه المؤلفات يعكس شغفه في معالجة القضايا الحياتية والدينية بروح علمية عميقة وفكر متزن. **شخصية تحمل رسالة:** يتميز الأستاذ هشام بسمات العالم المخلص، الذي لا يبحث عن مكانة، بل يسعى إلى خدمة أمته عبر العلم والعمل. هو نموذج للشخص الذي يؤمن أن التعليم رسالة سامية، وأن المؤلفات الجيدة هي تلك التي تنير العقول وترتقي بالنفوس. **كلماته وأفعاله:** "العلم عبادة، والتعليم رسالة، والتأليف ميراث يبقى أبد الدهر". هكذا يبدو الأستاذ هشام في مسيرته، عازمًا على ترك أثر خالد، ليس فقط في قلوب طلابه، ولكن في صفحات الكتب التي تحمل فكره النير ورسالته السامية. الأستاذ هشام عبده العريقي، هو بحق أيقونة للعلم والإبداع، يُحتفى به في كل مجلس، ويُشار إليه بالبنان كواحد من أعلام الجيل الحديث الذين جمعوا بين الأصالة والابتكار، وبين العلم والعمل.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً