رفقاً بالقوارير (٢/٢) إذا كره منها خلقا رضي آخر أوبعد كل هذه النصوص الناهية الآمرة، المرغّبة ...

رفقاً بالقوارير
(٢/٢)

إذا كره منها خلقا رضي آخر

أوبعد كل هذه النصوص الناهية الآمرة، المرغّبة الزاجرة، يغلِّظ بعض الأزواج لزوجاتهم؟ ويتعدى آخرون ويظلمون؟ ويسيئون ويشدون؟ وعلامَ أوّل الحلول وآخرها عند بعضهم الطلاق؟ ويكأن الزوجة من بشرٍ خطائين، والزوج من مَلكٍ معصومين، إنهن القوارير أيها الرجل فحنانيك!

عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في بعض أسفاره، وغلام أسود يقال له: أَنْجَشَة يحدو، فقال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا أنجشة، رويدك، سوقا بالقوارير) [رواه مسلم]، قال النووي في شرحه: «قال العلماء: سمي النساء قوارير لضعف عزائمهن، تشبيها بقارورة الزجاج، لضعفها وإسراع الانكسار إليها».

والزوج قد يكره من زوجته خُلُقا ما، ولكنه قد يرضى منها آخر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يَفْرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقا رضي منها آخر) أو قال: (غيره) [رواه مسلم عن أبي هريرة]، والفرك بفتح الفاء وإسكان الراء: البغض، قال النووي: «أي ينبغي أن لا يبغضها لأنه إن وجد فيها خُلُقا يُكره وجد فيها خُلُقا مرضيا، بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك».

وقال الشوكاني: «فيه [أي الحديث] الإرشاد إلى حسن العشرة والنهي عن البغض للزوجة بمجرد كراهة خلق من أخلاقها، فإنها لا تخلو مع ذلك عن أمر يرضاه منها، وإذا كانت مشتملة على المحبوب والمكروه فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة» [نيل الأوطار].

ثم إن الله تعالى قد يجعل في صبر الزوج على زوجته وإن كرهها خيرا كثيرا، والدليل قوله عز وجل: {فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيرًا} [النساء: 19].

قال ابن الجوزي: «قوله تعالى: {فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً} قال ابن عباس: ربما رَزَق الله منهما ولدا، فجعل الله في ولدها خيرا كثيرا، وقد ندبت الآية إلى إمساك المرأة مع الكراهة لها، ونبهت على معنيين: أحدهما: أن الإنسان لا يعلم وجوه الصلاح، فرب مكروه عاد محمودا، ومحمود عاد مذموما، والثاني: أن الإنسان لا يكاد يجد محبوبا ليس فيه ما يكره، فليصبر على ما يكره لما يُحب» [زاد المسير].

وليس الذكر كالأنثى

وعن الضحاك -رحمه الله- قال: «إذا وقع بين الرجل وبين امرأته كلام، فلا يعجل بطلاقها وليتأن بها، وليصبر، فلعل الله سيريه منها ما يحب» [رواه ابن المنذر].

ثم هل كلُّ الرجال كُمّل؟ لا، وكذلك النساء، غير أن الرجال قد فُضّلوا عليهن درجة، وهذه الدرجة فيها من رجاحة العقل، والرصانة، والحكمة، والحلم، والأناة، والمروءة، وسعة الصدر والصبر ما لا تملكه النساء، فهن ناقصات العقل والدين، وإن كان ذلك ليس نقيصة فيهن ولا معرّة، إلا أنهن يفتقدن كثيرا مما أوتي الرجال.

وكم من بيت قائم على الحب ولكنه خاوٍ كالطبل متصدع البنيان، وكم من بيت قائم على الألفة والرحمة وطيب المعشر ثابت كالوتد، دائم وصاله قوية أواصره.

وعلى من ابتلي بامرأة سيئة الخلق أن لا يبرح باب ربه سائلا صلاحها، قال تعالى عن زوج زكريا، عليه السلام: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ} [الأنبياء: 90]؛ «قال ابن عباس وعطاء: كانت سيئة الخُلُق، طويلة اللسان، فأصلحها الله تعالى فجعلها حسنة الخُلُق» [القرطبي: الجامع لأحكام القرآن].

هذا ونذكّر كل زوجة مسلمة تؤمن بالله واليوم الآخر بشوق الحور لأزواجهن من أهل الدنيا ودعائهن على زوجته المؤذية له، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا!) [رواه أحمد وابن ماجه والترمذي عن معاذ].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

رفقاً بالقوارير (١/٢) إن من أجلِّ نعم الله تعالى وأعظمها على عباده نعمة الزواج، التي جعل منها ...

رفقاً بالقوارير

(١/٢)
إن من أجلِّ نعم الله تعالى وأعظمها على عباده نعمة الزواج، التي جعل منها سبحانه آية من آياته، إذ يقول عز من قائل: {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وإن صلاح هذه الأمة يبدأ بصلاح الأُسَرِ، فمتى ما صلحت العائلة المسلمة كان لذلك كبير الأثر والتأثير في صلاح الأمة، ولأجل ذلك جاء ديننا الحنيف زاخرا بالنصوص الضابطة للعلاقة بين الزوجين في جميع تفاصيلها.

ومن تلكم التفاصيل عشرة النساء، التي صُنّفت فيها المصنفات، وأُلِّفت المؤلفات، وبوّب عليها كثير من أهل العلم، قصد بيان حقّ الزوجة على زوجها ووضع النقاط على حروفِ العشرة بينهما، والمتأمل في آي الكتاب المحكمات، يرى أن عماد معاملة الزوجة وأسّها إنما هو المعروف في الرضا والغضب، والمعروف كما جاء في «تهذيب اللغة» هو: «كل ما تعرفه النفس من الخير وتبسأ به وتطمئن إليه».

قال الله، عز وجل: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ} [البقرة: 228]، وقال أيضا: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُوا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة: 231]، وقال: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} [النساء: 19].
قال القرطبي في تفسير قوله {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}: «أي على ما أمر الله به من حسن المعاشرة، والخطاب للجميع، إذ لكل أحد عِشْرة، زوجا كان أو وليّا، ولكن المراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج، وهو مثل قوله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ} [البقرة: 229]، وذلك توفية حقها من المهر والنفقة، وألا يعبِس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون مُنطلِقا في القول لا فَظّا ولا غليظا ولا مُظهرا ميلا إلى غيرها».

استوصوا بالنساء خيرا

ولضعف المرأةِ وانكسارها، فقد أكثر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الاستيصاء بها خيرا، فعن عمر بن الأحوص -رضي الله عنه- في حجة الوداع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ، ثم قال: (استوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عندكم عوان، ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرّح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، إن لكم من نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم، فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن) [رواه ابن ماجه والترمذي]، وعوان أي أسيرات، فانظر كيف شبّه النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي أوتي جوامع الكلم الزوجة بالأسير الذي لا يملك من أمره شيئا وذلك لتحكم الرجل بها، عن عروة بن الزبير، قال: «قالت لنا أسماء بنت أبي بكر: يا بنيّ وبني بنيّ، إن هذا النكاح رقّ، فلينظر أحدكم عند من يُرق كريمته» [رواه سعيد بن منصور].

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنّي أُحرِّج حقّ الضعيفين: اليتيم والمرأة) [رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان عن أبي هريرة]، وأحرّج حق الضعيفين أي أضيّقه على من ظلمهما.

وقال صلى الله عليه وسلم: (المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها، وإن استمتعتَ بها استمتعتَ بها وفيها عوج) [رواه البخاري عن أبي هريرة]، قال ابن حجر: «في الحديث الندب إلى المداراة لاستمالة النفوس وتألف القلوب، وفيه سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر على عوجهن، وأن من رام تقويمهن فإنه الانتفاع بهن، مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه، فكأنه قال الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها».

وفي لفظ عند مسلم في صحيحه: (استوصوا بالنساء، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيّمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيرا).

قال الشوكاني: «فيه الإرشاد إلى ملاطفة النساء، والصبر على ما لا يستقيم من أخلاقهن، والتنبيه على أنهن خلقن على تلك الصفة التي لا يفيد معها التأديب أو ينجح عندها النصح، فلم يبق إلا الصبر والمحاسنة وترك التأنيب والمخاشنة» [نيل الأوطار].

هي الضلع العوجاء لست تقيمها
ألا إنّ تقويم الضلوع انكسارها
تجمع ضعفا واقتدارا على الفتى
أليس عجيبا ضعفها واقتدارها؟


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الهاتف الجوال... المعصية المستعصية فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية


فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي كالتالي:

ثالثاً: متابعة الهدف

وباستخدام برج اتصالات وهمي محمول على طائرة، يمكن للعدو أن يصل إلى أي هاتف في منطقة تغطية هذا البرج الوهمي، وحينما تجد الطائرة الهدف فإنه يمكنها ببساطة تحديد مكانه باستخدام أجهزة التتبع اللاسلكي بأنواعها المختلفة سواء البسيطة التي تعمل بأسلوب الحسابات المثلثية وقوة الإشارة المحسوسة RSSI، أو الأكثر تعقيدا التي تعتمد على Doppler Direction Finder - DDF، أو الأكثر دقة التي تعتمد على توقيت وصول الموجات للمستقبل Time of Arrival - TOA، وقد تزوّد الجيش الأمريكي بهذه الأجهزة منذ زمن، وهي جزء من تجهيزات الأرتال العسكرية الأمريكية.

وهنا نريد أن نزيل معلومة خاطئة شاعت بين كثير من الناس، وهي أن تحديد موقع الهاتف النقال مرتبط فقط بالأبراج التي يتصل بها الهاتف، فهناك من يظن أنه إذا تم تأمين أبراج الاتصالات الخليوية فلن يمكن تحديد موقع هواتف المشتركين إطلاقا، وهذه المعلومة ناتجة عن نقص في العلم بأساليب مراقبة وتتبع الإشارات اللاسلكية، فتحديد الموقع لأي أداة إرسال لاسلكية له أساليب عدة واستخدام أبراج الاتصالات هو الأسلوب الأرخص ولكنه ليس الأفضل، لا من حيث الدقة ولا من حيث مرونة الاستخدام في المناطق ذات الأبراج القليلة، والعدو الأمريكي كان دائما يعتمد في شوارع العراق على أجهزة تحديد موقع محمولة في مركبة «همفي» خاصة للتعقب اللاسلكي، وهي التي كانت تسمى بين الإخوة بـ «الهندسية» لأن طاقمها هو كادر فني، ولتوفر هذه الأجهزة بيد الصليبيين، لم يكونوا بحاجة لاستخدام أبراج الاتصال في التعقب. وباستخدام الأجهزة المذكورة يكون العدو قد أنجز الخطوة التالية وهي الوصول إلى الهدف.

والآن يبقى على العدو خطوة مهمة، ألا وهي مراقبة الهدف وهي خطوة يشترك فيها الطيران النهاري والليلي مع الجواسيس الأرضيين، وهنا يأتي دور الحذر في استخدام السيارة، وعدم الخروج المتكرر من البيت والمقر في أوقات منتظمة كل يوم، ويأتي هنا دور فهم إمكانيات التصوير الحديث المستخدم في الطائرات، وما هي إمكانياته وحدوده، وكيف يُستخدم مع تقنيات وبرمجيات التتبع في رصد المجاهدين وتحركاتهم داخل المدن وخارجها.

رابعاً: ضرب الهدف

وأما عن ضرب الهدف فهذا يتم بعد معرفة معلومة دقيقة عن موقع يتردد عليه الأخ المراقَب، وذلك من خلال تحديد موقع الهاتف ثم من خلال جاسوس أرضي يؤكد شخصية الهدف، فإنّ العدو يحتاج إلى تأكيد شخصية الأخ المطلوب من خلال جاسوس أرضي، وذلك أن اغتيال شخص غير الشخص المطلوب سيؤدي إلى اتخاذ احترازات أمنية من قبل العاملين معه وحوله، وهو ما يضيّع على الكفار فرصة الوصول إلى الأخ مرة أخرى.

دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع

أخي المجاهد، أنت في غنى عن هذه السلسلة من الخطوات، ادفع قليلا من عاداتك ثمنا لأمنك وأمن الإخوة الذين تعمل معهم، وكن حريصا على أن لا يؤتى الإخوة من قِبَلك، واعلم أن كثيرا من الإخوة الذين يخشون أن يقابلوا ربهم وهم على معصية قد توقفوا عن استخدام الهاتف كُليّا منذ سنين، وهم يعيشون حياة طبيعية، وفي أسوأ الحالات وأندرها، عندما تكون مضطرا لاستخدام وسائل الاتصالات الحديثة، ولا يمكنك ذلك إلا من الهاتف، فعليك عندها أن لا تستخدم البرمجيات المشهورة للتواصل، وعليك أن تسأل الإخوة ذوي الاختصاص عن البرمجيات التي توفر تشفيرا جيدا، ولا تربطُ بين حساب اتصالك وهاتفك المحمول، مثل استخدام برنامج Conversations مع تشفير OMEMO، ومثل استخدام البريد الإلكتروني المشفر إذا استطعت، وفي كل الحالات فيجب عليك أن لا تشغّل الهاتف بعد الانتهاء من الاتصال أبدا، واحذر من المعصية الأكبر وهي تشغيل هاتفك في أحد المقرات، فإن هانت عليك نفسك فاتق الله في إخوتك المجاهدين، فإن الهاتف يتجسس عليكم جميعا طالما في داراته شحن ينبض.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الهاتف الجوال... المعصية المستعصية فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية


فنقول مستعينين بالله إن خطوات عمل المخابرات الصليبية هي كالتالي:

أولاً: تحديد الهدف

عندما تدخل شبكة الإنترنت، يبدأ تشخيصك والتعرف عليك، فإذا دخلت من الموصل -مثلا- في أي حساب لبرنامج تواصل مثل «واتس أب» أو «تيليغرام» أو غيرهما، وتواصلت مع أي شخص مرصود الاتصالات، مثل أغلب أهالي المجاهدين المهاجرين، أو الذين لديهم سوابق جهادية، أو إذا تكلمت مع أي فرد داخل الدولة الإسلامية، فهذه المعلومة بالنسبة للصليبيين تصلح لبدء التفكير بك وبمن حولك، وبهذا يتم تحديد الهدف، وتبدأ حسابات المخابرات الخاصة بدرجة أهميتك، ومدى اتساع دائرة اتصالاتك، وهل يمكن الوصول إلى إخوة آخرين من خلالك، أو تحديد مواقع المقرات من تتبع هاتفك، وما هو مستوى دقة وصحة المعلومات التي يحصلون عليها من هاتفك إذا عملوا على اختراقه، وغير ذلك من الحسابات التي تفضي إلى تحديد كيفية الاستفادة منك في إيذاء المجاهدين.

وإذا تمكن العدو من اختراق هاتفك عن طريق برمجيات التواصل التجسسية مثل «سكايب» و«فايبر» و«واتس أب» و«تيليغرام» وغيرها كثير، فهنا يمكن أن يحصل على أسماء وأرقام الذين تتصل بهم إن كانوا مسجَّلين في «جهات الاتصال»، ومن خلال اختراق برنامج مثل «تيليغرام» يمكن الوصول إلى كل شيء في الهاتف، بما في ذلك سجلات «واتس أب» والملاحظات والصور والفيديو، وكل شيء، كل شيء بلا استثناء...

ثانياً: جمع معلومات عن الهدف

إذا كان هاتفك قد اتصل بالإنترنت وتم تحديد شخصك من خلال الاتصال بالإنترنت، فيحتاج العدو إلى الرجوع لقاعدة بيانات أرقام الهواتف المصنوعة، فيحصل على رقم الـ IMEI الخاص بهاتفك من خلال الـ MAC الخاص بك، وهناك قاعدة بيانات خاصة لمصانع الهاتف والحكومات والشُّرط والمخابرات على الإنترنت، ولا تحتاج المؤسسات الأمنية الكافرة إلى مراسلات رسمية لاستخدامها، أما إذا كنت معروفا سابقا لأجهزة المخابرات قبل هجرتك، ونقلت هاتفك معك، فإن تحديد شخصك بمجرد دخولك الإنترنت في أراضي الدولة الإسلامية أمر مفروغ منه لدى الصليبيين والمرتدين.

فإذا عُرف رقم هاتفك (IMEI) فهنا يأتي دور الطائرات المسيّرة التي تحمل برج اتصالات وهمي يسمى IMSI Catcher، وقد استُخدم في الحرب الإلكترونية الأولى ضد الدولة الإسلامية بكثافة في عامي 1429 هـ و1430 هـ، وأقل قليلا بعد ذلك، وهو يستخدم للبحث عن الهواتف التي تحمل بطاقات المشتركين ذوي الأرقام الهاتفية المطلوبة للصليبيين أو المرتدين، ومن المهم أن نلاحظ أن البحث عن رقم هاتفي معين وعن شريحة هاتفية معينة يتطلب وجود شريحة في هاتف المجاهد، لكن الأهم هو أن نعلم أن خطوات عمل الجهاز تبدأ بتحديد رقم الهاتف (IMEI) وهويته قبل إتمام عملية التعقب والوصول إلى رقم شريحة المستخدم، ومن نافلة القول في أمن الهواتف أن جهاز البرج الوهمي IMSI Catcher الذي تحمله الطائرات المسيرّة يستطيع انتزاع رقم هاتفك الـ IMEI بلا جهد، وذلك أن الهواتف صُنعت بحيث تستجيب فورا لأي استفسار عن هذا الرقم من أي برج اتصال على الإطلاق، وأن الهواتف التي تستطيع الاتصال بشبكات GSM لا تعمل إلا هكذا: البرج الوهمي أو الحقيقي يسأل الهاتف الذي دخل في تغطيته: من أنت؟ فيجيب الهاتف برقم هويته (IMEI)، وبعد هذا يبدأ التفاوض بين الهاتف والبرج على بقية مسائل الاتصال، وإذا كان الهاتف مشترِكا في الشبكة أم لا وغير ذلك.

ولمن أراد الاستزادة فإنه يستطيع البحث على شبكة الإنترنت عن أجهزة الأبراج الوهمية ليتعلم أكثر عن انعدام الأمن في الهواتف، وكيف أن الهواتف الأكثر ذكاء هي الأكثر خطورة. وننصح بسؤال الإخوة القدماء عن حجم الضرر الذي وقع لبعض المجاهدين نتيجة استخدامهم الهواتف المحمولة، وكيف أن جهاز التقاط الصوت «الميكروفون» الذي لا نحسب له حسابا، يمكن أن يسبب ضررا أكثر من «الكاميرا»، وقد تتسبب «الكاميرا» بضرر أكثر من «الجي بي أس».


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الهاتف الجوال... المعصية المستعصية قبل عشرة أعوام تقريبا صدر عن إعلام الدولة الإسلامية منشور ...

الهاتف الجوال...
المعصية المستعصية

قبل عشرة أعوام تقريبا صدر عن إعلام الدولة الإسلامية منشور يوضّح أخطار الهاتف الجوال على المجاهدين، ويأمرهم بتركه، وكان عنوان المادة المنشورة هو «المعصية المستعصية»، واليوم، وبعد تكرار الأوامر في هذا الشأن نعيد استخدام العنوان الأول، لنؤكد على أن الذين حافظوا على دولتهم أولا، وعلى إخوانهم وأنفسهم ثانيا، هم أولئك الذين التزموا بهذا النوع من الأوامر التي يصدرها ولاة الأمر بعد شورى أهل الاختصاص، ثم ينفذها البقية سمعا وطاعة رغم عدم دراستهم للتفاصيل الفنية لهذا النوع من الأوامر، ذلك أن فهم بعض الأوامر، خصوصا التي تخص التقنيات الهندسية المتقدمة، قد لا يكون يسيرا على كثير من الناس.

ونريد في مقالتنا هذه أن نوضح شيئا من طرق استخدام العدو لهواتف المجاهدين في الوصول إلى أفراد مطلوبين لدى أمم الكفر، وكيفية عمل التقنيات الحديثة ضد من يستعمل الهاتف المحمول، ونعتقد أن الفهم السليم لآلية عمل الهاتف المحمول يسهّل على الأخ المجاهد اتخاذ قرار -لا رجعة فيه- بترك الهاتف، حتى لا يورد نفسه وإخوانه المهالك، ولا يُؤتى الإخوة المجاهدون من قِبَله.

وقبل كل شيء فعلينا أن نذكر أن من أهم أساليب التحالف الصليبي في حرب المجاهدين، إخفاء الطرق التي يستخدمونها في الوصول إليهم واغتيالهم، وذلك لأن حل المشاكل في كثير من الحالات يَسهُل عند تشخيصها، ومن المشاهد أن الصليبيين يحافظون على جواسيسهم الإلكترونيين أكثر بكثير مما يحافظون على جواسيسهم من البشر.

كيف يُستخدم هاتفك في قتلك؟

إن من الأسئلة الأكثر تكرارا بين المجاهدين اليوم: كيف يمكن أن يُستخدم هاتفي في قتلي أو قتل إخوتي المجاهدين الذين يعملون معي في نفس مكان عملي؟

تتكون كل عمليات الاغتيال من خطوات تقليدية: تحديد الهدف، ثم جمع معلومات عنه، ثم الوصول إليه، ثم مراقبته، ثم ضربه، ولسنا هنا معنيين بذكر الانسحاب أو إخفاء الأثر.

وللعدو أدوات يستخدمها في أداء خطوات عمله وأهمها: الإنترنت، والطائرات المسيّرة، والأجهزة المركّبة في هذه المسيّرات؛ من كاميرات ليلية ونهارية، وأجهزة للاتصالات وللتجسس على الاتصالات، وكذلك المنافقون داخل أراضي دولة الإسلام والمرتدون خارجها.

هاتفك هويتك المميّزة

عندما يحاول هاتفك الدخول إلى شبكة الإنترنت للتواصل مع أي جهة كانت، وسواء سلكيا أو لاسلكيا، فإنه يعطي قبل بدء الاتصال بالإنترنت معلومات معينة، فهو يعطي لجهاز «الراوتر» الموجود بجانبك رقم الهاتف المسمى MAC، وهو رقم يُخزَّن في الهاتف عند صناعته، وهو رقم فريد لا يتكرر بين هاتفين ولا بين حاسبتين، والأصل في الأمور ألا يَستخدم الهاتفُ هذا الرقمَ إلا للتخاطب مع «الراوتر» القريب منه الذي يزوده بالإنترنت، وألا يرسل «الراوتر» هذا الرقم إلى الإنترنت، ولكن من المشهور أن المخابرات العالمية قد طوّرت طرقا وبوابات خلفية للوصول إلى هذا الرقم المهم بطرق شتى، وكإجراء أمني مضاد فقد صنع المبرمجون أيضا برمجيات لتغيير رقم الـ MAC بشكل مستمر في الحاسبات، أما في الهواتف فإن هذه البرمجيات ما زالت قليلة.

وكما أن مُصنِّع الهاتف يخزّن فيه رقم الـ MAC الذي يميز الهاتف عند اتصاله بالإنترنت، فهو أيضا يخزن فيه رقما مميزا آخر اسمه IMEI، وهو لا يتكرر بين هاتفين أبدا، وهو هوية الهاتف عند اتصاله بالشبكة الخلوية GSM، ولا علاقة لهذا الرقم بشريحة المستخدم SIM Card أو رقم الهاتف المخزون في الشريحة، وهذا الرقم موجود في الهاتف سواء اتصل بالشبكة الخليوية أم لم يتصل، والشبكات الخليوية التجارية تحصل على هذا الرقم من أي هاتف يدخل في نطاق تغطيتها، سواء كان هذا الهاتف مشترِكا معها أم لم يكن، ويستخدم رقم الـ IMEI عالميا في مطاردة واسترداد الهواتف المسروقة، ومن هنا تعلم أنه صُنع أصلا لكي تتمكن الشركات من تعقب الهاتف، فإذا سُرق هاتف أيِّ شخص، فيمكنه تبليغ شركة الاتصالات عن الهاتف المسروق، وهي تحتفظ بسجلات كاملة عن هاتفه المسروق، وحينما يتصل الهاتف بأحد أبراج الاتصالات فإنه يعطي رقمه المميز IMEI، وبهذا يمكن لشركة الاتصالات ملاحقة الهاتف المسروق وتحديد موقعه الجغرافي عن طريق الحسابات المثلثية بين أبراج الاتصالات.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار عن عبد الله بن السعدي -رضي الله عنه- قال: «وفدنا على رسول الله ...

لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار

عن عبد الله بن السعدي -رضي الله عنه- قال: «وفدنا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل أصحابي فقضى حاجتهم، وكنت آخرهم دخولا، فقال: (حاجتك؟) فقلت: يا رسول الله، متى تنقطع الهجرة؟ [إني تركت مَن خلفي وهم يزعمون أن الهجرة قد انقطعت]؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: ([حاجتك خير من حوائجهم]، لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار)» [رواه أحمد والنسائي وابن حبان].

نعم، لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو من الكفرة والمرتدين، سواء كان القتال في العراق أو الشام، أو كان القتال خارجهما، فإن عصابة من هذه الأمة ستقاتل في سبيل الله حتى ينزل المسيح -عليه السلام- ليَؤُمّها في آخر الملاحم قُبيل قيام الساعة، كما أخبر الصادق المصدوق، صلى الله عليه وسلم.
فمهما سعى عُبّاد الصليب والمرتدون لقطع طريق الهجرة، فإن طرقا ستبقى مفتوحة للمتوكّلين، وحادي المهاجرين إلى ثغور الإسلام هو: {عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ} [القصص: 22]، و{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99]، و{إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [العنكبوت: 26]، {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84]، فأسوتهم في الهجرة أولو العزم من الرسل -عليهم الصلاة والسلام- ممن أُوذوا في الله ولم يجعلوا عذاب الناس كعذاب الله.

بل عرف المهاجر إلى الله أن طريقه فيه الشدائد والابتلاءات التي تُقرّب العبد إلى مولاه، ومهما تطلب ذلك الطريق من عرق ودم لاجتيازه، فإنه سيجتهد لنيل الحسنى والزيادة، وسيُجاهد عدوّه الأكبر (الشيطان) في طريقه إلى أرض يحيا فيها موحّدا مجاهدا عزيزا كريما، وإن مات أو قُتل، كان مأواه في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام، فقال له: أتسلم وتذر دينك، ودين آبائك، وآباء أبيك؟ فعصاه، فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة، فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسماءك، وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول! فعصاه فهاجر، ثم قعد له بطريق الجهاد، فقال: هو جهد النفس والمال، فتقاتِل فتُقتَل، فتُنكح المرأة، ويُقسم المال! فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك منهم فمات، كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو قُتل كان حقا على الله أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابّة كان حقا على الله أن يدخله الجنة) [رواه أحمد والنسائي وابن حبّان عن سبرة بن أبي فاكه].

فإن نهاية الهجرة المغفرة والجنة لا محالة، إن أخلص المهاجر النية لله وثبت في سبيله، قال سبحانه: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100].

بل إن في الهجرة من البركة العظيمة ما لو عرفها الموحّد لباع جميع ما عنده من متاع الدنيا ليشري نفسه ابتغاء مرضاة الله، فعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: (أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟) [رواه مسلم].

وعن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسي هاجر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له، فقطع بها براجمه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيا يديه، فقال له: «ما صنع بك ربك؟» فقال: «غفر لي بهجرتي إلى نبيه، صلى الله عليه وسلم»؛ فقال: «ما لي أراك مغطيا يديك؟» قال: «قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت»؛ فقصّها الطفيل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (اللهم وليديه فاغفر) [رواه مسلم].

نعم، إن المولى -جل وعلا- غفر لرجل قتل نفسه بهجرته إلى المدينة.

فيا من منعته الهجرة إلى العراق والشام مؤامرات الطواغيت، إن أبواب الهجرة لا تزال مفتوحة إلى قيام الساعة، فمن لم يستطع الهجرة إلى العراق والشام، فليهاجر إلى ليبيا أو خراسان أو اليمن أو سيناء أو غرب إفريقية أو غيرها من ولايات الخلافة وأجنادها في مشارق الأرض ومغاربها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 56
الخميس 24 صفر 1438 ه‍ـ
...المزيد

سارعوا إلى التوبة ونوجه دعوة جديدة لمن بقي في صف الصليبيين من الجيش والشرط والصحوات بأن يتوبوا ...

سارعوا إلى التوبة

ونوجه دعوة جديدة لمن بقي في صف الصليبيين من الجيش والشرط والصحوات بأن يتوبوا إلى الله، ويتركوا مظاهرة الكفار على المسلمين، لعل الله أن يتوب عليهم ويغفر لهم فينجون من النار.

فسارعوا إلى التوبة فإن بابها لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، توبوا عسى أن تدركوا آخرتكم قبل فوات الأوان، فقد خسرتم الدنيا فلا تخسروا معها الآخرة بدنيا غيركم، توبوا قبل أن تطالكم أيدي المجاهدين فلا توبة لكم بعدها، وتخسروا الدنيا والآخرة، توبوا وأوبوا وعودوا إلى أهلكم، توبوا تجدونا بكم رحماء، ولتوبتكم أحب إلينا من قتلكم أو تشريدكم، توبوا فلا ندعوكم عن ضعف، وإنما ندعوكم وسيوفنا قاب قوسين أو أدنى من رقابكم وإن تبتم فلن تروا منا إلا الخير والإحسان


• من كلمة الخليفة أبي بكر البغدادي - تقبله الله - { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا }
• للإستماع للكلمة الصوتية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

مشروع الدولة الإسلامية ومشروع الصحوات ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات ...

مشروع الدولة الإسلامية ومشروع الصحوات

ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلفٌ جدا، ولكن نذكّر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها.

ولئن كان تحرُّكُ الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت، كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون اليهودَ اليهودَ أدركوا اليهود! وانكبت طائرات الأرض تصبُّ حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقةً لا التقاءً لكل المصالح الدولية، ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين)

• افتتاحية النبأ "سوريا الحرة وسوريا الأسد" 472
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

بقاء حال المسلمين بين المحن والمنح لقد تعددتِ الأسبابُ والخذلان واحد، وإنما تكون الدائرة سجالاً ...

بقاء حال المسلمين بين المحن والمنح

لقد تعددتِ الأسبابُ والخذلان واحد، وإنما تكون الدائرة سجالاً ودولة، هزيمةً ونصرا، ومن أراد نصرا بلا جهاد، أو جهادا بلا قتال، أو قتالاً بلا تضحية؛ فإنما يطلب دينا آخرَ غيرَ دينِ محمد ﷺ، ومن عزت عليه الحياة فهو لا شك ميت، ومن بعدت عليه الشقة فالقادم أبعد وأشق، ولا يزال الجهاد قائماً إلى قيام الساعة، وسيظل حال المسلمين بين منح ومحن، حتى ينجز الله وعده وينصر جنده، والعاقبة للمتقين.

• افتتاحية النبأ "فكيف بهم غدًا" 483
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

طالبان وتبريرات فقهاء التراجعات وكان من جملة ترقيع الإمارة لموقفها الجاهلي، تصريحها بأن مشكلتها ...

طالبان وتبريرات فقهاء التراجعات

وكان من جملة ترقيع الإمارة لموقفها الجاهلي، تصريحها بأن مشكلتها كانت مع "حواش وزيادات رأت أن فيها غلوا وإفراطا، وليس لمخالفتها مضمون الكتاب أو معارضته لجوهره" وهو تبرير تلقّفته من جوقة "فقهاء التراجعات" الذين صنعتهم "الحوزة الخليجية" لتدوير الجهاديين الناكثين وإعادة استخدامهم في حرب المجاهدين!، وفات هؤلاء جميعا أن الحكم على طالبان لا يحتاج للنظر في كتاباتها وتبريراتها ولا استعاراتها، فسلوكها العملي على الأرض يكفي للحكم عليها.

• افتتاحية النبأ "في الأصل لا الحاشية" العدد (482)
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

كيف بهم غدًا مع الفتن والملاحم؟ فكيف بهم وبزمانٍ قد مضى فيه من التضحيات قصصٌ مسطرةٌ في الكتاب ...

كيف بهم غدًا مع الفتن والملاحم؟

فكيف بهم وبزمانٍ قد مضى فيه من التضحيات قصصٌ مسطرةٌ في الكتاب والسنة المعطرة، فتراها تزدحم بمراثي الشهداء من المؤمنين والمؤمنات وتروي المحن والأزمات وتذكر الانحيازات وتحكي الانتصارات، فإن كانت "ثمرتهم" وصول الحكم بمفارقة الدين! وإن كان مهر الشريعة التضحيات و"فداحتها" بقوفل الشهداء وأنهار الدماء؛ فكيف بهم غداً مع الفتن والملاحم العظام وقد بان أطرافها اليوم؟

• افتتاحية النبأ "فكيف بهم غدًا" 483
• لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

جهاز الهاتف في خدمتك، وفي خدمة أعدائك! تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها ...

جهاز الهاتف
في خدمتك، وفي خدمة أعدائك!

تخصص المخابرات الصليبية جزءا كبيرا من مواردها وإمكانياتها لمتابعة المجاهدين وجمع المعلومات عنهم، وتسعى لتحقيق ذلك مهما بلغت التكاليف.

الهاتف الخليوي... عدو المجاهدين في العراق

ولقد بلغ استخدام هذه التقنية في التعقب أَوجَه بعد الغزو الصليبي الأمريكي للعراق، إذ عمدت المخابرات الأمريكية والشركات الأمنيّة التي تعمل تحت إمرتها إلى تعقب المجاهدين عن طريق هذا الأسلوب في المتابعة، وزادت على أبراج الاتصالات العامة، باستخدامها أجهزة خاصة أكثر قدرة على التعقب، وأكثر مرونة من حيث التموضع، إذ يمكن تركيبها على عربات همر مخصصة لهذا الغرض، أو نصبها على طائرات مسيّرة تطوف في الأجواء وتبحث عن أجهزة الهاتف المتابعة، فما إن يدخل في تغطيتها أحد المستهدفين، ويتم التعرف عليه بناء على رقم الـ (IMEI) لجهازه، أو رقم هاتف شريحته، حتى تتحرك مروحيات الصليبيين لاعتقاله أو قتله، أو تحضر قاذفاتهم لقصف مكان وجوده.

وإننا لا نبالغ إذا قلنا أن الهاتف الخليوي كان من أكبر أسباب الإيقاع بالمجاهدين، فقُتل واعتُقل منهم عدد كبير، بمجرد اتصاله مع مجاهد آخر أو استقباله مكالمة منه، وتبادلهما حديثا فهم منه الصليبيون وجود علاقة عمل بينهما، وتم تعقب كثير من الأشخاص المتخفين والوصول إلى أماكنهم عن طريق متابعة أجهزة هواتفهم، أو هواتف الأشخاص المرتبطين بهم.

ولذلك لم يكن التخلص من أجهزة الهاتف ضروريا لكي يحمي المجاهد نفسه من الاعتقال أو القتل فقط، ولكن ليحمي إخوانه الذين يلتقي بهم أو يزورهم في مقراتهم ومخابئهم أيضا، إذ إن العدو إذا لم يستطع الوصول إلى أحد المجاهدين بسبب احتياطاته الأمنية، فإنه يسعى للوصول إلى المرتبطين به، سواء من أقاربه وأهل بيته، أو من إخوانه المجاهدين الذين يكونون أقل احتياطا من الأخ الهدف، وذلك لشعورهم أنهم غير مهمّين في أنفسهم للمخابرات الصليبية كي تنفق الوقت والجهد والمال لتعقبهم، وجهلهم أنهم قد يكونون بالغي الأهمية بالنسبة للصليبيين، وذلك لكونهم خيوطا توصل إلى أهم المطلوبين.

إمكانية التعقب بدون شبكة خليوية

مع سيطرة الدولة الإسلامية على أي منطقة يقوم الجهاز الأمني غالبا بتعطيل عمل أبراج اتصالات الشبكات الخليوية، حفاظا على أمن المجاهدين من الاختراق لكون إدارة هذه الشبكات الخليوية بيد المرتدين، وكذلك لإعاقة عمل الجواسيس في التواصل مع أسيادهم من الصليبيين أو مخابرات الطواغيت، مما ولّد لديهم صعوبات في تعقب المجاهدين، ما لم يتصلوا بشبكة الإنترنت، ولكن الصليبيين استعاضوا عن ذلك بالطائرات المسيرة التي باتت لا تفارق الأجواء، والتي من وظائفها البحث عن المجاهدين، وتحديد مواقعهم، وتعقّب تحركاتهم، حتى في ظل غيابهم عن عيون الجواسيس الأرضيين، أو الكاميرات، وذلك باستخدام الوسيلة القديمة الجديدة وهي البحث عن أجهزة الهواتف التي يحملونها.

حيث تحمل هذه المسيّرات أجهزة اتصال متطورة تقوم ببث شبكة اتصال وهمية، تلتقطها جميع أجهزة الهاتف المفتوحة في نطاق تغطيتها، وتتخاطب معها، مقدمة لها رقم الـ (IMEI) الخاص بها، وعن طريق مطابقة كل الأرقام الواردة إليها، مع قاعدة بيانات الأشخاص المستهدفين، يمكن للصليبيين تمييز جهاز المجاهد المستهدف وبالتالي تحديد موقعه.

أما الحصول على رقم الـ (IMEI) لجهاز المجاهد المستهدف مع عدم وجود شبكات هاتف خليوية فقد بات سهلا بسيطا بوجود شبكة الانترنت، وهذا ما سنتناوله -بإذن الله- في الحلقة القادمة من هذه السلسلة، والله ولي التوفيق.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 55
الخميس 17 صفر 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً