سئلت يوما منذ أكثر من عام سؤالا من إحدى الرفيقات العزيزات على قلبى جدا ... سؤال جائنى على غفلة لم ...

سئلت يوما منذ أكثر من عام سؤالا من إحدى الرفيقات العزيزات على قلبى جدا ... سؤال جائنى على غفلة لم أكن أحسب حسابه .. قالت : من قدوتك؟ فانتظرت قليلا ثم استدرت لها و درات برأسى إجابات كثيرة لالالا كلها اجابات غير مناسبة ثم بعد برهة أجبت إجابة اعتقدت حينها أنها دبلوماسية قلت : لى قدوات عدة فى كل مجال قدوة .. تعجبت هى من الإجابة قليلا بالطبع فهى كانت تحتاج إجابة أكثر وضوحا أو تحديدا ففكرت.. ثم قالت لى أن قدوتها هى السيدة عائشة رضي الله عنها تقول أنا أحبها كثيرا .. وكيف لا تحب السيدة عائشة رضى الله عنها ومن لا يحبها وهى أحب الناس الى قلب المصطفى صلى الله عليه وسلم وتحدثت عن السيدة عائشة رضي الله عنها قليلا ثم فى النهاية قالت لى برفق لابد من أن تحددى من هى قدوتك . شعرت بالخجل حينها ..ألم تقتنع بإجابتى؟ ثم فكرت لوهلة .. حقا كيف لى وانا بهذا العمر لا أعرف قدوتى ؟ ثم استدركت وقلت فى نفسى .. لا يهم سأفكر فى الأمر لاحقا وأعود الآن إلى ما كنت أفعله ‐--------
أما الان أريد أن أخبرك يا عزيزتى أنى قد عرفت قدوتى بعد النبى صلى الله عليه وسلم هو الفاروق أحبه حبا جما أسلم فأعز الله به الإسلام والمسلمين...كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة .. كأنه صلى الله عليه وسلم كان يرقبه لنصرة الإسلام .. رجل بأمًه ... وقليل ماهم .. فمن منا اذا راه النبى صلى الله عليه وسلم قال عنه انه يصلح لنصرة الدين خاصة .. من منا ؟!
قال بن مسعود رضى الله عنه يتحدث عن عمر ماكان المسلمون يصلون عند الكعبة قبل إسلامه فلما أسلم صلوا عند الكعبة أمام المشركين. قال عمر رضى الله عنه للنبى صلى الله عليه وسلم إنى لا ادع مجلسا جلست فيه فى الكفر إلا وأعلنت فيه اسلامى .. يأتى أمام المشركين عند الكعبة وبأعلى صوته .. يصدح بالشهادتين .. أين نحن منه ؟ّ! رضى الله عنه
أنا انبهر بأخذه اسلامه بقوة .. فقد كان جبارا فى الجاهيلة معذبا للمسلمين فلما أسلم صار الفاروق رضى الله عنه وارضاه وكيف لا .. أيكون قويا فى الجاهلية ورخوا فى الإسلام ؟ حاشاه رضى الله عنه ... بل كان وكان وكان ..ماذا أقول عن عمر ..
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أحبه لخشيته من الله. ولأنه طالما صدح بالحق ولم يخش فى الله خشية لائم .. قال له النبى صلى الله عليه وسلم والذي نَفْسِي بيَدِهِ ما لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ سَالِكًا فَجًّا قَطُّ، إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ
لا يرى الشيطان لنفسه على عمر من سبيل بل كان يفر منه فرارا
أرى فيه قول الله تعالى " أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ" كان سيفًا على أهل الباطل، شديدًا عليهم، وسندًا لأهل الحقّ ليِّنا معهم، قام على الأرامل والأيتام، فقضى لهم الحاجات، وفرّج عنهم الكربات .. والكثير الكثير له من تلك المواقف
من أحب القصص إلى قلبى عن عمر رضى الله عنه ..
روى أهل السير جاء زيد بن شعية حبر اليهود إلى النبى صلى الله عليه وسلم
و كان قد اعطى النبى صلى الله عليه وسلم شيئا من التمر وأسلفه إياه ثم جاء قبل موعد سداد الدين وانما جاء قبل موعده يريد ان يختبر النبى صلى الله عليه وسلم فجاء وطلب من النبى صلى الله عليه وسلم ماله ولم يكن قد حان الموعد فإذا بالنبى صلى الله عليه وسلم يخبره ان الموعد لم يحن بعد .
فأمسك الرجل رسول الله عليه الصلاة والسلام من تلابيبه يعنى من مجامع ثوبه عند نقرة عنقه
فأمسكه من تلابيبه وقال انتم هكذا يا ال عبد المطلب اهل بطل يعنى كأنه يقول أنكم تسرقون وهى إهانه شديدة للنبى صلى الله عليه وسلم فهو شريف ونسبه شريف صلى الله عليه وسلم
فلما راى عمر رضى الله عنه ذلك دارت حماليق عينه واتسعت وكان اذا اتسعت عيناه وغضب انفض الحديد
الذى لا يفل فنظر الرجل الى عمر وهو يدور حماليق عينه وينظر عمر إليه ويقول
اى عدو الله تقول ما اسمع وتفعل ما أرى والله لولا ان يجد على رسول الله لضربت عنقك
فارتعد الرجل وارتعدت فرائصه ونظر الى عمر وهو مبهور مشدوق يخاف ان يبطش به فقال النبى صلى الله عليه وسلم وهو الرؤف الرحيم لعمر :يا عمر كنت انا وهو احوج منك الى غير هذا
كنت تأمرنى بحسن الأداء تواضعا وهو خير من أدى عليه الصلاة والسلام وتأمره بحسن الطلب ..اذهب يا عمر فاقضه ماله
وزده كذا وكذا صاعا لأجل ما روعته فلما حاز الرجل ماله نظر فإذا بعمر يغرف له تمرا جديدا
ويزن له اكثر مما كان له ... فقال الرجل ماهذا يا عمر ؟! قال أمرنى النبى صلى الله عليه وسلم أن أزيدك جزاء ما أخفتك .. فزرفت عين الرجل وقال يا عمر انى زيد حبر اليهود وقد قرات عن رسول الله صفته كاملة فى التوراة وعلمتها فيه ولم يبق إلا تلك الصفة انه لا يزيد بالبطش والظلم له إلا حلما وقد رايتها وأنى اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ..
رضى الله عن عمر ..
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً