قصة شهيد: أبو جهاد الكبيِّر حفظ كتاب الله وعمل بما فيه، نحسبه والله حسيبه.. (٢/٢) وقد أحسن ...

قصة شهيد:
أبو جهاد الكبيِّر
حفظ كتاب الله
وعمل بما فيه، نحسبه والله حسيبه..

(٢/٢)
وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن

مكث في السجن 3 سنين حتى فرّج الله عنه مع بدايات الجهاد في الشام، وبمجرد خروجه بدأ بالبحث عن طريق إلى ساحات الجهاد، وتخطي منع السفر الذي فرضه الطواغيت عليه ، فبقي عدة أشهر على هذا الحال حتى يسر الله له طريقاً إلى الشام، وكان خلال فترة الانتظار يجهز بعض المواد الإعلامية، ويجمع ما تفرّق من كلمات المجاهدين وعلمائهم، ليعدها ويوزعها بين الشباب، وكذلك شارك في مواقع التواصل مع أنصار الجهاد، حتى يسّر الله له الطريق فلم ينتظر أو يتوانَ، وانطلق مستعيناً بالله ووصل -بفضل الله- إلى الشام بسهولة ويسر.

وما إن أنهى المعسكر حتى بدأ بإكمال بعض مشاريعه الدعوية والإعلامية، وتوزيع ما جمعه من مواد علمية على الإخوة ليستفيدوا منها في أوقات فراغهم، فقد كان يتحسر دائماً على أي لحظة يضيعها من عمره دون أن يقدم شيئا للإسلام والمسلمين.

ومن تجربته الأولى مع حمير العلم ودعاة الضلالة عَلم كبير خطرهم على المسلمين، فكان لا يجلس مجلساً إلا حذّر منهم، ودعا إلى البراءة من أولئك الرموز الذين اتخذهم الناس طواغيت يتبعونها على ضلالة، خاصة وأن شرّهم وصل إلى ساحات الجهاد، فحشروا أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة، لينفّذوا أوامر أسيادهم في تخريب الجهاد، والتحريض على الموحدين، ولم يطل الوقت حتى قامت صحوات الشام وغدرت بالمجاهدين بفتاويهم وتوصياتهم، فثبت -تقبله الله- وثبت إخوانه، وقد سمع في أول يوم من قيام الصحوات عن مجموعة من الشباب تردّدوا في قتال الصحوات، فقام إليهم مسرعاً وجمعهم وخطب فيهم خطبة بليغة انشرحت بها صدورهم، بفضل الله، ومضوا يقاتلون أولئك المرتدين بثبات ويقين.

ربِّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليّ

وبعد القضاء على الصحوات في أغلب المناطق وانحياز المجاهدين في ريف حلب الشمالي، كان أبو جهاد واحدا منهم، حيث انتقل إلى مدينة منبج وعمل في مركز الحسبة فيها، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر.

فكان لا يترك منكراً إلا وأنكره مهما صغُر، وإن لم يجد منكراً أمر بالمعروف، فلا يجد رجلا من عامة المسلمين أو مجاهدا من إخوانه إلا أمره بمعروف يناسب حاله، فتميَّز بذلك، فلا تجده في مكان إلا وهو يتكلم مع هذا وينصح ذاك، وكان يصل ليله بنهاره مجتهدا في الاحتساب في هذا الميدان، وكان له ولإخوانه في منبج قصب السبق في إقامة الدورات الشرعية للموقوفين من أهل المعاصي والمنكرات.

وبقي على هذه الحال زماناً طويلاً لا يفتر ولا يكل أو يمل، وكل همه رفع راية لا إله إلا الله، وإن كان حاله يوم أن كان بين أظهر السرورية شعلة لا تنطفئ فهو في الجهاد بركان لا يخمد، وقد كان المجاهدون يتعجبون أشد العجب من صبره وجلده وبذله في كل مجال، خاصة فيما لم يكلَّف به إدارياً، فعمله الأساسي لا يحتمله إلا رجل جلد صبور؛ إذ يقابل عشرات وربما مئات الناس يومياً في مكتب الحسبة ويتعامل مع قضاياهم، ومع كل هذا لا تفارق الابتسامة وجهه، فأحبه عامة المسلمين وكان سبباً بعد توفيق الله لهداية كثير منهم، ولحوقهم بالمجاهدين.

من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، نحسبه

ومع كل هذا البذل ومع أنه لم يترك هيعة أو صيحة للقتال إلا كان من أول المجيبين لها، فقد كان يتهم نفسه دوماً بالنفاق ويحزن على بقائه كل هذا المدة بعيدا عن الرباط والقتال، فكم ألح على أميره لينقله من عمله إلى الكتائب العسكرية فيبقى في الرباط دائماً، ولكن أميره كان يذكِّره بأهمية عمله، وقلة من يسد مكانه، حتى وصل القتال إلى مدينة منبج، فصدَّق الأقوال بالأفعال، والتزم الرباط على ثغور منبج.

وفي اليوم الثالث عشر من رمضان تسلل إلى موقع قريب من نقطته مجموعة من مقاتلي حزب الـ PKK المرتدين، فلم يتراجع من مكانه، بل بادر بالهجوم عليهم، وسمعه الإخوة على اللاسلكي وهو يقول: قتلت المرتد الأول! ثم يخبرهم أنه قد أجهز على الثاني، ثم الثالث، حتى قتل 5 من المرتدين، ثم أُصيب برصاصة في قدمه فلم يترك موقعه، حتى يسر الله له الشهادة فأصابته قذيفة RPG، وكانت نهايته كما أحب وتمنى، فقد كان يدعو أن لا يُقتل حتى يَقتل من الكفار ويثخن فيهم.

رحل -رحمه الله- وبقيت أعماله لتشهد له -بإذن الله- يوم القيامة، فمشاريعه في الحسبة والدعوة والتعليم والإعلام وغيرها قائمة وصدقة له- بإذن الله- جارية.

• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

قصة شهيد: أبو جهاد الكبيِّر حفظ كتاب الله وعمل بما فيه، نحسبه والله حسيبه.. (١/٢) يوفّق ...

قصة شهيد:
أبو جهاد الكبيِّر
حفظ كتاب الله
وعمل بما فيه، نحسبه والله حسيبه..

(١/٢)
يوفّق الله -سبحانه وتعالى- عبده لسبيل النجاة إن جدّ في السعي إليه، مهما كثر من حوله دعاة الضلالة أو قلَّ في محيطه المصلحون، فقد عرف الحقَّ زيدُ بن عمرو -رضي الله عنه- وتحنَّف لله في وَسَطٍ جاهلي، وطلب الحقَّ عمرو بن عبسة السلمي -رضي الله عنه- فجاء من الصحراء إلى مكة قاصداً رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فعرف الحق وصدّقه وآمن به، وكذلك الأمر مع كل من أراد اتباع ملة أبينا إبراهيم -عليه السلام- الذي قال يوما: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99].

أبو جهاد، عبد الرحمن الكبيِّر، تقبله الله، من مدينة بريدة في جزيرة العرب، تُوفي والده في صغره ، فعاش يتيماً في كنف والدته، ثم تعلق قلبه بالمساجد وتوجّهت همته إلى كتاب الله، عز وجل، فحفظ القرآن كاملاً في مقتبل عمره، وانشغل ذهنه بالبحث عن نصرة دينه.

ولهذين السببين وجد فيه رؤوس السرورية ضالتهم، فقرّبوه منهم، ورفعوا مكانته بين أقرانه، فكلفوه بالإشراف على إحدى حلقات التحفيظ التي يديرونها، كي يكبر على أعينهم، ويكون قرة عين لهم ولأولياء أمورهم المرتدين، الذين وظّفوهم أيما توظيف في تخدير الشباب، وتعبيدهم لطواغيت الجزيرة وأسيادهم الصليبيين، ولأن منهجهم سِلْمٌ للطواغيت حرب على المجاهدين، وثق بهم طواغيت آل سلول فقاموا بإلغاء ومنع حلق التحفيظ في عموم المساجد وحصروها في عدد محدّد منها، لتُدار غالباً من قِبل أفراد من هذه الفئة الضالة، يختارون من يعجبهم من الطلاب ليسلموه حلقة مستقلة، ويبقوه إلى جانبهم، ويهيئوه لمراكز متقدمة في مشروعهم العفن.

فبذل جهوداً كبيرة معهم، وحضر مجالسهم ونواديهم، ونافح ودافع عن رموزهم ومشايخهم، حتى منّ الله عليه وأنقذه منهم، إذ وقع -قَدَراً- على بعض المواقع التي تتابع أخبار المجاهدين على الإنترنت، فشدّه ذلك، وأكثر القراءة فيه، فبدأ يطلع على منهج أهل التوحيد، ويتنبه لحرب الحكومة السلولية لدين الله، وبدأ يناقش زملاءه ورفاقه في بعض المسائل، ولِحبِّه نشر الحق لم يسكت بعدما عرفه، فبدأ بمناقشة «مشايخه» ومعلميه في حلقات التحفيظ، محاولاً تبيين الحق لهم، محسناً الظن بهم، جاهلاً بحجم ضلالهم وخبثهم، واستمر على هذا فترة من الزمان، يحاول هدايتهم إلى الحق ويحاولون إعادته إلى طريق الضلال.

وأرادوا به كيداً فجعلناهم المكيدين

ولم يُنهِ سنته الأولى في الجامعة حتى اختطفته مباحث آل سلول، ليتفاجأ في السجن ببعض رسائله التي أرسلها إلى مشايخ السوء ينصحهم فيها بيد ضباط المباحث يستجوبونه في أمرها، فحققوا معه فترة من الزمن، فلما لم يجدوا لديه غير محاولته إيضاح بعض ما يُكذب به على المجاهدين، ولم يكن قد تعمَّق في طريق الجهاد كثيرا بعد، اكتفوا بأن يعاقبوه ببعض السنين سجنا، ليُرهبوه ويرهبوا به من حوله من الشباب الذين يفكرون بالخروج عن خط علماء السوء من «الشيوخ» الرسميين و«الشيوخ» المدجنين، فخدموه بذلك -قاتلهم الله- خدمة عظيمة.

فقد التقى في السجن ببعض الإخوة الموحدين الذين كفروا بالطواغيت من آل سلول، ودينهم، وعلمائهم، وتعلّم منهم ما كان صعبا عليه تعلّمَه خارج السجن، فعَلم كفرَ الطواغيت وعساكرهم، وتنبّه لحقيقة حمير العلم وبغاله، وأنهم أشد كفرا من عساكر الطواغيت ومباحِثهم، وأولى بالقتل منهم.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة القصة كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وتلك الأيام نداولها بين الناس الظهور والتمكين من النعم التي يمنّ الله بها على من يشاء من عباده، ...

وتلك الأيام نداولها بين الناس

الظهور والتمكين من النعم التي يمنّ الله بها على من يشاء من عباده، فأما الذين آمنوا فلا يُقابلون هذا الفضل إلا بقول موسى، عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، إقرارا منهم بأن ما نالهم من نصر إنما هو من محض فضل الله عليهم، فلا يصيبهم العجب والكبر، ولا يبتغون في الأرض الفساد، وكذلك إن ابتلاهم الله بخسارة أرض أو معركة من المعارك فإن إرادة القتال عندهم لا تنكسر بذلك، إن شاء الله، ليقينهم أن ما يصيبهم من خير أو شر إنما هو ابتلاء يصيب به الله من يشاء من عباده.

وأما الذين كفروا فإنهم يقابلون نعمة الله عليهم بالعُجب والطغيان في الأرض، كما قابل سلفهم قارون فضلَ ربه عليه بقوله: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي} [القصص: 78]، فهذا يزعم أنه نال ما فُتح عليه من الدنيا بعلمه أو بحسن تخطيطه وتدبيره، أو بقوة سلاحه، وعديد جنوده، ولذلك يبغي على عباد الله، ويتكبر عن طاعة الله سبحانه، وينازعه في سلطانه، فيحكم الأرض بغير ما أنزل الله تعالى.

وإن مما يزيد المؤمن إيمانا في ظل هذه الفتن والامتحانات، تدبّره قوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 139-142].

فليس المشركون بمنأى عن تحمل تكاليف المعركة، لما ينالهم من نكاية وإثخان على يد الموحدين، فأما ما أصاب المؤمنين من قرح فهو تمحيص لهم من الخطايا، وتطهير لهم من الذنوب، ورفع لمن شاء الله تعالى له منهم إلى مراتب الشهداء، وأما ما أصاب المشركين من قرح فهو إهلاك لهم.

وأيام الابتلاء بالسوء لا تستقر على أهل الإيمان، وإنما هي مداولة بينهم وبين أهل الكفر، ليبلوا الفريقين فيما آتاهم أو ابتلاهم، فالصابرون يوفَّون أجورهم بغير حساب، والكافرون يكونون لجهنم حطبا.

ولقد رأينا هذا الأمر واقعا -بفضل الله- في فتح ولايات العراق وعلى رأسها الموصل من قبل، بعد سنين من القرح الذي أصاب الموحدين على أيدي الكفرة من روافض وصليبيين وصحوات، لم يَهِنوا فيها ولم يحزنوا على ما أصابهم، ومضوا يزيدون من إيمانهم بالصبر والمصابرة والرباط والجهاد، لعلمهم أنهم بإيمانهم سيكونون الأعلون على الكافرين، حتى جعل الله لهم الدولة على أعدائهم، فازدادوا إيمانا، بشكرهم لله تعالى على فضله بإقامة دينه وتحكيم شرعه، ثم صبروا على ذلك لمّا قاتلهم عليه المشركون في العالم أجمع، وما زالوا على ذلك حتى يحكم الله بينهم وبين القوم الكافرين.

وكذلك رأيناه واقعا في تدمر التي فتحها الله على المجاهدين قبل زمن، فحكموها بشرع الله، وأمروا فيها بالمعروف ونهوا عن المنكر، ثم دافعوا عن دار الإسلام هذه حتى انحازوا منها بعد الإثخان في أعدائهم، ورغم مرارة أن يروا أرض الإسلام تعود لحكم الطاغوت عليها، فإنهم لم ينكسروا ،بفضل الله، بل استمروا في جهادهم لشهور طويلة مرابطين على أطرافها، لا يتركون فرصة إلا وينالون فيها من المرتدين والصليبيين، حتى أكرمهم الله بفتحها من جديد، ومنّ عليهم بأضعاف ما أنفقوه من السلاح والمال في حربهم لاستعادتها، ومكّن لهم في هذه الأرض من جديد، ليعيدوا -بإذن الله- تحكيم شرع الله على ثراها، ويقيموا شعائر الدين الكامل في أرضها، وهم مستعدون لأن يعيدوا الكرّة في هذه الأرض أو سواها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لقد أثبتت هذه الأمثلة وسواها للناس، أن خسارة قرية هنا، أو مدينة هناك لا تعني أبداً انتهاء المعركة، فما دام التوحيد غضا طريا في النفوس، فستبقى جذوة الجهاد مشتعلة فيها، وستبقى إرادة القتال قائمة، وسيبقى القعود للمشركين في كل مرصد أمرا واقعا، بإذن الله.

والرب العظيم الذي أعاد لعباده الدولة في أرض تدمر، ومن قبلها أرض الموصل وغيرها من ولايات العراق، قادر على أن يعيد لهم الدولة في الفلوجة والرمادي وتكريت وبيجي وسرت ومنبج والشدادي، وغيرها من مدن المسلمين المسلوبة، ما دام المؤمنون واثقين بوعد ربهم لهم، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139].


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٤/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(٤/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


الكاهن الهالك (أبو حراز) لاحظنا تركيزاً كبيراً من وسائل الإعلام على قصة قتله فمن هو؟ ولماذا هذا الاهتمام من قبل المرتدين؟

لقد ألقى رجال الحسبة القبض على اثنين من الكهنة المجرمين هما سليمان مصبح حمدان أبو حراز، وقطيفان بريك عيد منصور.

وهما كاهنان، طاغوتان، يدعيان علم الغيب، ويقصدهما الناس كثيراً، ليسألوهما عن الغيب، ويطلبون سحرهما للشفاء والبركة.

والمدعو أبو حراز عمره يناهز سبعة وتسعين عاماً، وقد اقتبس الآخر منه هذا الشرك، فتعلم منه الكهانة والاستعانة بالشياطين.

وهو من رؤوس الطريقة الصوفيّة الجريريّة، ومن أجل ذلك كان هناك تركيز كبير على قصة قتله من وسائل الإعلام، فقد كانت له علاقة قوية جداً بالمرتدين، حتى أن كثيراً من عناصر الحكومة المصرية والجيش المرتد كانوا يقصدونه ويعتقدون فيه النفع والضر، ويزعمون أنه رجل صالح، ويسألونه عن الغيبيات.

وكذلك تلميذه قطيفان، الذي كان قد جعل داخل بيته عموداً، يأمر الناس بالطواف حوله، والذبح عنده، ويدعي علم الغيب، ويتعامل بالسحر، ويخبرهم عن المسروقات، وقد عمل بهذا الشرك عشرين عاماً بعد أن تعلمه على يد الهالك أبو حراز.

كيف تعامل القضاء مع هذين المرتدين بعد القبض عليهما؟

لقد حكم القاضي الشرعي على كلا الكاهنين بالقتل ردة لادعائهما علم الغيب وممارستهما الكهانة والعرافة، ولأنهما رأسان من رؤوس الطواغيت، يدعوان الناس إلى الشرك في عبادة الله، تحت مسمى الصلاح والخير والولاية.

وقد قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد) [رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة].

فهذا حكم الله فيمن يصدّق الكاهن، فكيف بالكاهن الذى يشرك نفسه مع الله -عز وجل- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من بدّل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري عن ابن عباس]، وكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أبي موسى، رضي الله عنه: «اقتلوا كل ساحر وكاهن» [رواه ابن أبي شيبة].

تحدث بعض الناس أن هذا الكاهن تم اعتقاله من قبل جنود الدولة الإسلامية وإطلاق سراحه فما حقيقة الأمر؟

هذه المعلومات غير صحيحة، ولم يتم إطلاق سراحه قبل ذلك أبداً بل تم القبض عليه مرة واحدة، والحكم عليه وعلى صاحبه بالقتل ردة، بلا استتابة، ومصادرة أملاكهما فيئاً للمسلمين.
وقد نشر المشركون من أتباعهما شائعات كثيرة ليس لها أساس من الصحة، منها بعض الخرافات المضحكة، كقولهم أن السيف لم يتمكن من قطع رأسه، وذلك قبل أن يقوم إخواننا في المكتب الإعلامي لولاية سيناء بنشر صورهم مقطوعي الرأس، فخنسوا، وخرِسوا، والحمد لله رب العالمين.

ما هي رسالتكم إلى مشركي الصوفيّة في ولاية سيناء؟

نقول لجميع الزوايا الصوفيّة شيوخاً وأتباعاً في داخل سيناء وخارجها أننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في ولاية سيناء خاصة، وفي مصر عامة، وأننا لا نريد لكم إلا الهداية، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، وأن نتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- نقول لكم تعلموا التوحيد والإيمان ونواقضهما.

ولتعلموا أن المجاهدين في سبيل الله ما خرجوا، وما جاهدوا إلا لإقامة التوحيد وإزالة الشرك، وأنهم بذلوا دماءهم رخيصة في قتال أعتى أمم الكفر على وجه الأرض، فوالله لن تأخذهم في الله لومة لائم.

واعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة، ولكننا ندعوكم، ونستتيبكم، ونرجو لكم الإسلام والهداية، ونرجو لكم أن تتبعوا طريق خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- وطريق أصحابه، والتابعين من بعده، فكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في الابتداع واتباع من خلف.

وآخر ما نختم به كلامنا، هو أن نحمد الله على ما رزقنا به من نعمة التوحيد والجهاد والخلافة، إنه أهل للحمد سبحانه، وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلم.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٣/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٣/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


كيف واجه المجاهدون في ولاية سيناء الطرق الصوفيّة وكيف تعاملوا مع شيوخهم وأتباعهم؟

بعد أن جاهد المجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا وقاتلوا أئمة الكفر من الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، أصبحت للمجاهدين شوكة في بقعة من أرض سيناء، وصارت لهم الكلمة، فسعوا جاهدين لإقامة دين الله في الأرض، وإزالة معالم الشرك والجاهلية، وعزموا عزيمة صادقة على أن لا تبقى طرق صوفية في أرض تعلو فيها راية الجهاد.

فبدأ المجاهدون بدعوة هؤلاء الصوفيّة سواء كانوا من أتباع الطريقة الأحمدية أو الطريقة الجريريّة، فأظهر بعضهم الاستجابة للدعوة والتوبة منذ البداية بعدما أوضح المجاهدون لهم خطر الشرك بالله، عز وجل.

وبعضهم آثر الإعراض عن دين الله والاستماع لدعوة التوحيد، عندها انتشر جنود الدولة الإسلامية، وأقاموا الحواجز على الطرقات، وألقوا القبض على جميع رؤوسهم المشركة، وحبسوهم للاستتابة ثلاثة أيام، فإن تابوا وإلا قُتلوا، وبفضل الله تعالى تابوا من أول يوم، وتاب معهم أتباعهم من ضلالهم وردّتهم، وهذا بعد أن أوضح المجاهدون لهم ما عندهم من شركيات وبدع وبيّنوا لهم خطرها، ولله الحمد.

وما زالت هناك بعض الزوايا الشركية الكبيرة خارج سلطان الخلافة في أراضي سيناء ومصر، وستكون -بإذن الله تعالى- من أهداف جنود الخلافة متى ما تمكنوا منها، بالحسبة والجهاد، سعياً إلى هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

ما هو دور الدعوة إلى التوحيد بين الأهالي في سيناء في محاربة الشرك عموماً والتصوف خصوصاً؟

يقوم جنود الدولة الإسلامية بعمل برامج شرعية لدعوة الناس، وتعليمهم أمر دينهم، بالتعاون بين مركزي الدعوة والحسبة، ونسأل الله تعالى التوفيق في هذه البرامج، كما نقوم بطباعة الكتيبات والمطويات الدعوية في مسائل العقيدة وتوزيعها، وعمل جولات دعوية ميدانية، والتركيز فيها على ترسيخ التوحيد لدى عوام المسلمين، وتحذيرهم من الشرك والردة بجميع أنواعها.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٢/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٢/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هي أخطر البدع والشركيات التي تمارسها هذه الطرق الصوفيّة؟

لقد انتشر الشرك بالله في أوساط هذه الطرق بشكل كبير، حتى هرم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار، فعظمت البلوى، واشتدت المصيبة.

فهم يعتقدون النفع والضر في الأموات، ويصرفون لهم شتى أنواع العبادات، كالدعاء والاستغاثة والتوكل والذبح والطواف، واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله -سبحانه وتعالى- وكذلك فإنهم يتبعون طواغيتهم وشيوخهم في باطلهم، ويؤدون لهم السمع والطاعة العمياء في كل الأقوال والأفعال.

وهذه الأمور تشترك بها كل الطرق الصوفيّة في العالم اليوم، مع اختلافات بسيطة بينها، وإلا فكل الطرق الصوفيّة التي نعرفها، أو سمعنا بها، أو قرأنا عنها واقعة في الشرك من هذا الباب أو ذاك.

فأتباع الطريقة الأحمدية يعتقدون الحلول والاتحاد والعياذ بالله، ويقولون أن الله سبحانه: «ساكن في كل ساكن ومتحرك في كل متحرك»! تعالى عما يقولون علواً كبيراً، ويقدّسون ابن عربي والحلاج وغيرهما من أئمة الكفر والضلال.

أما الطريقة الجريريّة فهم أشد منهم شركاً، وهم معروفون بتقديس الأضرحة، والذبح لها، والطواف حولها، ولهذه الطريقة علاقة بدين الرافضة، حيث أن من ألّف كتاب الشعر الذي يقدّسونه ويعتبرونه بمثابة «قرآن» لهم يسمونه «بستان المحبة» هو الرافضي الهالك (النمر الليثي)، وكان مستقره في طنطا.

ومن الطقوس التعبدية عند الصوفيّة في سيناء ما يسمونه «الحضرة»، وهي اجتماعهم للذكر البدعي ليلة الجمعة، وليلة الاثنين، فيذكرون بشكل جماعي، وبصوت واحد، ويحركون أجسامهم، ويقرؤون كلاماً يحتوي على ألفاظ شركية، مثل الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب الشفاعة من الأموات.

وما علاقة الطرق الصوفيّة بالطواغيت الحاكمين لأرض سيناء؟

علاقة هؤلاء الصوفيّة بأجهزة الطاغوت هي علاقة وثيقة، فما عُيّن محافظ أو مدير أمن إلا زاره الهالك (خلف الخلفات) رأس الطريقة الأحمدية، وعلاقته كانت جيدة بالمخابرات المصرية، وأيام الاحتلال اليهودي لسيناء لم تخرج زاوية الجورة من مكانها، وزارها الحاكم العسكري اليهودي، وكان الضباط اليهود يزورون (خلف الخلفات) في الزاوية، وكذلك قادة القوات الصليبية التي تسمي زوراً بـ»حفظ السلام»، وكان (خلف الخلفات) يستغل الأتباع لإظهار مدى قوته على الساحة.

أما الطريقة الجريريّة فعلاقتها بالأنظمة الطاغوتية الحاكمة وطيدة جداً بل إن كثيراً من الضباط والمسؤولين المرتدّين، يحبون هذه الطريقة، ويتبع لهذه الطريقة الدجال الهالك سليمان أبو حراز.

ما هو موقف هذه الطرق الصوفيّة من المجاهدين في سيناء قبل إعلان البيعة لأمير المؤمنين وبعدها؟

لقد كان من الطبيعي أن تحصل العداوة والبغضاء بين أهل التوحيد وأهل الشرك، وقد كان (خلف الخلفات) شديد العداوة للمؤمنين الموحدين، ويسميهم بـ«السنيّة»، أي أهل السنة.

وقد حرص طواغيت الطرق الصوفية أشد الحرص على أن يفرضوا حاجزاً منيعاً بين شبابهم وأتباعهم والمجاهدين في سبيل الله خوفاً على شبابهم أن يتبعوا الموحّدين، ويستمسكوا بالمذهب الحق، وحرصاً منهم أن يظل هؤلاء الأتباع تحت رايتهم الجاهلية وعلى ما هم فيه من جهل وعمى.

وزادت هذه العزلة التي فرضها شيوخهم على شبابهم بعد قيام دولة الخلافة، وظهور دعوة التوحيد، ومع ذلك فقد هدى الله كثيراً من شبابهم إلى دين الواحد الأحد -جل وعلا- فتابوا من شركهم، وتعلموا التوحيد، والتحقوا بصفوف المجاهدين، وأولئك الشباب هم اليوم من أحرص الناس على إزالة هذا الشرك، وقد ضربوا أروع الأمثلة في التمسك بعقيدة الولاء والبراء.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (١/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(١/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هو واقع الحسبة في ولاية سيناء؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي المرحمة والملحمة الضحوك القتال، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فمن فضل الله -عز وجل- على عباده المجاهدين في ولاية سيناء أن اعتصموا بحبل الله جميعاً، وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، وصبروا في المحن والشدائد، في ظل اجتماع اليهود والمرتدين عليهم، ومحاولة أعداء الإسلام ليلاً ونهاراً أن ينالوا منهم، ويقضوا عليهم، ولكن هيهات.

قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورهُ وَلَوْ كَرهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32-33].
فما ازدادت ولاية سيناء بعد كل هذه المكائد إلا قوة وصلابة، وما ازداد جنودها إلا إيماناً وثباتاً، ومضوا يقارعون بثلّتهم جموع الكافرين، ويطبقون شريعة رب العالمين في كل المناطق التي تطالها أيديهم، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ورغم استعار الحرب بين الإسلام والكفر هنا إلا أن المراكز والمكاتب التابعة للدواوين الشرعية (كديوان القضاء والمظالم وديوان الحسبة وديوان الدعوة) ما زالت تمارس نشاطها وتؤدي وظيفتها على أرض الواقع، ولله الحمد.

فنحن في مركز الحسبة أنعم الله علينا ووفقنا أن حاربنا كثيرا من مظاهر الفساد ومن أهمها تهريب الدخان والبانجو والحشيش والترامادول وغيرها، كما نهينا الناس عن المعاصي والمنكرات الظاهرة كسفور النساء، والاختلاط، وإسبال الثياب للرجال، بالإضافة إلى التدخين، والموسيقى، وأجهزة الاستقبال الفضائي.

ولكن تركيزنا الأول ينصب على محاربة مظاهر الشرك والبدعة ومنها التصوف والسحر والعرافة والكهانة والغلو في القبور.

الصوفيّة واحدة من أهم الأمراض التي ابتليت بها كثير من الديار اليوم، لدورها الكبير في نشر الشرك والبدع بين الناس، ولقيام الطرق الصوفيّة بتعبيد الناس للطواغيت، هلا تحدثنا عن واقع الصوفيّة في سيناء؟

الصوفيّة في سيناء ينقسمون إلى طريقتين رئيسيتين هما: الطريقة العلاويّة الأحمدية، والطريقة الجريريّة.

وتنتشر الطريقة الأحمدية في منطقة الجورة وما حولها، كمناطق شبانة، والظهير، والملافية، وكذلك في منطقة الشيخ زويد وما حولها.

أمــــا الطريقة الجريريّة فلها ثلاث زوايا رئيسية؛ وهي زاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود في الشرقية، وهما في أرض مصر، ولها في سيناء زاوية الروضة، وتتبعها زوايا كثيرة، كزوايا حي أبو جرير، والطويل، وصباح وغيرها.

والطريقة الأحمدية نشأت قبل نصف قرن تقريبا على يد الهالك أبي أحمد العلاوي الفلسطيني، الذي جاء من غـــزّة، وكان مقرها في منطقة التومة، وتتبعها زاوية الجورة.

وعندما هلك العلاوي أوصى بالزاوية لابنه مصطفى، وجعل الهالك (خلف الخلفات) وصيا عليه لصغر سنه، ومن ثم صار الطاغوت (خلف) شيخا للطريقة، وأصبحت الجورة هي الزاوية الأم، ثم هلك هذا المرتد أيضا، ودفن في زاوية الجورة، وأصبح قبره ضريحاً بقبة خضراء.

أمـــــا الطريقة الجريريّة فقد أنشأها الطاغوت الهالك (عيد أبو جرير)، وتمركزت في الزوايا الثلاثة التي ذكرناها، وهي سعود والعرب والروضة، والتي سوف تقضي عليها الدولة الإسلامية فور تمكنها من ذلك، إن شاء الله.

والطريقة الجريريّة أكثر انتشاراً ونفوذاً من الطريقة الأحمدية، كما أنها أعظم منها شركا وضلالا.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٤/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(٤/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


الكاهن الهالك (أبو حراز) لاحظنا تركيزاً كبيراً من وسائل الإعلام على قصة قتله فمن هو؟ ولماذا هذا الاهتمام من قبل المرتدين؟

لقد ألقى رجال الحسبة القبض على اثنين من الكهنة المجرمين هما سليمان مصبح حمدان أبو حراز، وقطيفان بريك عيد منصور.

وهما كاهنان، طاغوتان، يدعيان علم الغيب، ويقصدهما الناس كثيراً، ليسألوهما عن الغيب، ويطلبون سحرهما للشفاء والبركة.

والمدعو أبو حراز عمره يناهز سبعة وتسعين عاماً، وقد اقتبس الآخر منه هذا الشرك، فتعلم منه الكهانة والاستعانة بالشياطين.

وهو من رؤوس الطريقة الصوفيّة الجريريّة، ومن أجل ذلك كان هناك تركيز كبير على قصة قتله من وسائل الإعلام، فقد كانت له علاقة قوية جداً بالمرتدين، حتى أن كثيراً من عناصر الحكومة المصرية والجيش المرتد كانوا يقصدونه ويعتقدون فيه النفع والضر، ويزعمون أنه رجل صالح، ويسألونه عن الغيبيات.

وكذلك تلميذه قطيفان، الذي كان قد جعل داخل بيته عموداً، يأمر الناس بالطواف حوله، والذبح عنده، ويدعي علم الغيب، ويتعامل بالسحر، ويخبرهم عن المسروقات، وقد عمل بهذا الشرك عشرين عاماً بعد أن تعلمه على يد الهالك أبو حراز.

كيف تعامل القضاء مع هذين المرتدين بعد القبض عليهما؟

لقد حكم القاضي الشرعي على كلا الكاهنين بالقتل ردة لادعائهما علم الغيب وممارستهما الكهانة والعرافة، ولأنهما رأسان من رؤوس الطواغيت، يدعوان الناس إلى الشرك في عبادة الله، تحت مسمى الصلاح والخير والولاية.

وقد قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن: 26]، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد) [رواه أحمد والحاكم عن أبي هريرة].

فهذا حكم الله فيمن يصدّق الكاهن، فكيف بالكاهن الذى يشرك نفسه مع الله -عز وجل- قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من بدّل دينه فاقتلوه) [رواه البخاري عن ابن عباس]، وكتب عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى أبي موسى، رضي الله عنه: «اقتلوا كل ساحر وكاهن» [رواه ابن أبي شيبة].

تحدث بعض الناس أن هذا الكاهن تم اعتقاله من قبل جنود الدولة الإسلامية وإطلاق سراحه فما حقيقة الأمر؟

هذه المعلومات غير صحيحة، ولم يتم إطلاق سراحه قبل ذلك أبداً بل تم القبض عليه مرة واحدة، والحكم عليه وعلى صاحبه بالقتل ردة، بلا استتابة، ومصادرة أملاكهما فيئاً للمسلمين.
وقد نشر المشركون من أتباعهما شائعات كثيرة ليس لها أساس من الصحة، منها بعض الخرافات المضحكة، كقولهم أن السيف لم يتمكن من قطع رأسه، وذلك قبل أن يقوم إخواننا في المكتب الإعلامي لولاية سيناء بنشر صورهم مقطوعي الرأس، فخنسوا، وخرِسوا، والحمد لله رب العالمين.

ما هي رسالتكم إلى مشركي الصوفيّة في ولاية سيناء؟

نقول لجميع الزوايا الصوفيّة شيوخاً وأتباعاً في داخل سيناء وخارجها أننا لن نسمح بوجود طرق صوفية في ولاية سيناء خاصة، وفي مصر عامة، وأننا لا نريد لكم إلا الهداية، فتعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً، وأن نتحاكم إلى كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- نقول لكم تعلموا التوحيد والإيمان ونواقضهما.

ولتعلموا أن المجاهدين في سبيل الله ما خرجوا، وما جاهدوا إلا لإقامة التوحيد وإزالة الشرك، وأنهم بذلوا دماءهم رخيصة في قتال أعتى أمم الكفر على وجه الأرض، فوالله لن تأخذهم في الله لومة لائم.

واعلموا أنكم عندنا مشركون كفار، وأن دماءكم عندنا مهدورة نجسة، ولكننا ندعوكم، ونستتيبكم، ونرجو لكم الإسلام والهداية، ونرجو لكم أن تتبعوا طريق خاتم النبيين محمد -صلى الله عليه وسلم- وطريق أصحابه، والتابعين من بعده، فكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في الابتداع واتباع من خلف.

وآخر ما نختم به كلامنا، هو أن نحمد الله على ما رزقنا به من نعمة التوحيد والجهاد والخلافة، إنه أهل للحمد سبحانه، وصلى الله على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلم.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٣/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٣/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


كيف واجه المجاهدون في ولاية سيناء الطرق الصوفيّة وكيف تعاملوا مع شيوخهم وأتباعهم؟

بعد أن جاهد المجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا وقاتلوا أئمة الكفر من الطواغيت الحاكمين بغير ما أنزل الله، أصبحت للمجاهدين شوكة في بقعة من أرض سيناء، وصارت لهم الكلمة، فسعوا جاهدين لإقامة دين الله في الأرض، وإزالة معالم الشرك والجاهلية، وعزموا عزيمة صادقة على أن لا تبقى طرق صوفية في أرض تعلو فيها راية الجهاد.

فبدأ المجاهدون بدعوة هؤلاء الصوفيّة سواء كانوا من أتباع الطريقة الأحمدية أو الطريقة الجريريّة، فأظهر بعضهم الاستجابة للدعوة والتوبة منذ البداية بعدما أوضح المجاهدون لهم خطر الشرك بالله، عز وجل.

وبعضهم آثر الإعراض عن دين الله والاستماع لدعوة التوحيد، عندها انتشر جنود الدولة الإسلامية، وأقاموا الحواجز على الطرقات، وألقوا القبض على جميع رؤوسهم المشركة، وحبسوهم للاستتابة ثلاثة أيام، فإن تابوا وإلا قُتلوا، وبفضل الله تعالى تابوا من أول يوم، وتاب معهم أتباعهم من ضلالهم وردّتهم، وهذا بعد أن أوضح المجاهدون لهم ما عندهم من شركيات وبدع وبيّنوا لهم خطرها، ولله الحمد.

وما زالت هناك بعض الزوايا الشركية الكبيرة خارج سلطان الخلافة في أراضي سيناء ومصر، وستكون -بإذن الله تعالى- من أهداف جنود الخلافة متى ما تمكنوا منها، بالحسبة والجهاد، سعياً إلى هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

ما هو دور الدعوة إلى التوحيد بين الأهالي في سيناء في محاربة الشرك عموماً والتصوف خصوصاً؟

يقوم جنود الدولة الإسلامية بعمل برامج شرعية لدعوة الناس، وتعليمهم أمر دينهم، بالتعاون بين مركزي الدعوة والحسبة، ونسأل الله تعالى التوفيق في هذه البرامج، كما نقوم بطباعة الكتيبات والمطويات الدعوية في مسائل العقيدة وتوزيعها، وعمل جولات دعوية ميدانية، والتركيز فيها على ترسيخ التوحيد لدى عوام المسلمين، وتحذيرهم من الشرك والردة بجميع أنواعها.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (٢/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء
(٢/٤)

أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هي أخطر البدع والشركيات التي تمارسها هذه الطرق الصوفيّة؟

لقد انتشر الشرك بالله في أوساط هذه الطرق بشكل كبير، حتى هرم عليه الكبار، ونشأ عليه الصغار، فعظمت البلوى، واشتدت المصيبة.

فهم يعتقدون النفع والضر في الأموات، ويصرفون لهم شتى أنواع العبادات، كالدعاء والاستغاثة والتوكل والذبح والطواف، واتخذوهم وسائط بينهم وبين الله -سبحانه وتعالى- وكذلك فإنهم يتبعون طواغيتهم وشيوخهم في باطلهم، ويؤدون لهم السمع والطاعة العمياء في كل الأقوال والأفعال.

وهذه الأمور تشترك بها كل الطرق الصوفيّة في العالم اليوم، مع اختلافات بسيطة بينها، وإلا فكل الطرق الصوفيّة التي نعرفها، أو سمعنا بها، أو قرأنا عنها واقعة في الشرك من هذا الباب أو ذاك.

فأتباع الطريقة الأحمدية يعتقدون الحلول والاتحاد والعياذ بالله، ويقولون أن الله سبحانه: «ساكن في كل ساكن ومتحرك في كل متحرك»! تعالى عما يقولون علواً كبيراً، ويقدّسون ابن عربي والحلاج وغيرهما من أئمة الكفر والضلال.

أما الطريقة الجريريّة فهم أشد منهم شركاً، وهم معروفون بتقديس الأضرحة، والذبح لها، والطواف حولها، ولهذه الطريقة علاقة بدين الرافضة، حيث أن من ألّف كتاب الشعر الذي يقدّسونه ويعتبرونه بمثابة «قرآن» لهم يسمونه «بستان المحبة» هو الرافضي الهالك (النمر الليثي)، وكان مستقره في طنطا.

ومن الطقوس التعبدية عند الصوفيّة في سيناء ما يسمونه «الحضرة»، وهي اجتماعهم للذكر البدعي ليلة الجمعة، وليلة الاثنين، فيذكرون بشكل جماعي، وبصوت واحد، ويحركون أجسامهم، ويقرؤون كلاماً يحتوي على ألفاظ شركية، مثل الاستغاثة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وطلب الشفاعة من الأموات.

وما علاقة الطرق الصوفيّة بالطواغيت الحاكمين لأرض سيناء؟

علاقة هؤلاء الصوفيّة بأجهزة الطاغوت هي علاقة وثيقة، فما عُيّن محافظ أو مدير أمن إلا زاره الهالك (خلف الخلفات) رأس الطريقة الأحمدية، وعلاقته كانت جيدة بالمخابرات المصرية، وأيام الاحتلال اليهودي لسيناء لم تخرج زاوية الجورة من مكانها، وزارها الحاكم العسكري اليهودي، وكان الضباط اليهود يزورون (خلف الخلفات) في الزاوية، وكذلك قادة القوات الصليبية التي تسمي زوراً بـ»حفظ السلام»، وكان (خلف الخلفات) يستغل الأتباع لإظهار مدى قوته على الساحة.

أما الطريقة الجريريّة فعلاقتها بالأنظمة الطاغوتية الحاكمة وطيدة جداً بل إن كثيراً من الضباط والمسؤولين المرتدّين، يحبون هذه الطريقة، ويتبع لهذه الطريقة الدجال الهالك سليمان أبو حراز.

ما هو موقف هذه الطرق الصوفيّة من المجاهدين في سيناء قبل إعلان البيعة لأمير المؤمنين وبعدها؟

لقد كان من الطبيعي أن تحصل العداوة والبغضاء بين أهل التوحيد وأهل الشرك، وقد كان (خلف الخلفات) شديد العداوة للمؤمنين الموحدين، ويسميهم بـ«السنيّة»، أي أهل السنة.

وقد حرص طواغيت الطرق الصوفية أشد الحرص على أن يفرضوا حاجزاً منيعاً بين شبابهم وأتباعهم والمجاهدين في سبيل الله خوفاً على شبابهم أن يتبعوا الموحّدين، ويستمسكوا بالمذهب الحق، وحرصاً منهم أن يظل هؤلاء الأتباع تحت رايتهم الجاهلية وعلى ما هم فيه من جهل وعمى.

وزادت هذه العزلة التي فرضها شيوخهم على شبابهم بعد قيام دولة الخلافة، وظهور دعوة التوحيد، ومع ذلك فقد هدى الله كثيراً من شبابهم إلى دين الواحد الأحد -جل وعلا- فتابوا من شركهم، وتعلموا التوحيد، والتحقوا بصفوف المجاهدين، وأولئك الشباب هم اليوم من أحرص الناس على إزالة هذا الشرك، وقد ضربوا أروع الأمثلة في التمسك بعقيدة الولاء والبراء.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

الحسبة في ولاية سيناء (١/٤) أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية: هدايتكم أحب إلينا من ...

الحسبة في ولاية سيناء

(١/٤)
أمير مركز الحسبة بولاية سيناء لمشركي الصوفية:
هدايتكم أحب إلينا من قتلكم

تعد محاربة الشرك من أهم وظائف ديوان الحسبة في الدولة الإسلامية.

حيث يقوم الديوان باستتابة مشركي الصوفية وإحالة بعضهم إلى القضاء ليحكم فيهم بما أنزل الله.

(النبأ) بحثت هذه القضية مع مركز الحسبة في ولاية سيناء للوقوف على أهم جوانب محاربة الطرق الصوفية المشركة، فكان هذا الحوار...


ما هو واقع الحسبة في ولاية سيناء؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبي المرحمة والملحمة الضحوك القتال، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

فمن فضل الله -عز وجل- على عباده المجاهدين في ولاية سيناء أن اعتصموا بحبل الله جميعاً، وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، وصبروا في المحن والشدائد، في ظل اجتماع اليهود والمرتدين عليهم، ومحاولة أعداء الإسلام ليلاً ونهاراً أن ينالوا منهم، ويقضوا عليهم، ولكن هيهات.

قال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورهُ وَلَوْ كَرهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 32-33].
فما ازدادت ولاية سيناء بعد كل هذه المكائد إلا قوة وصلابة، وما ازداد جنودها إلا إيماناً وثباتاً، ومضوا يقارعون بثلّتهم جموع الكافرين، ويطبقون شريعة رب العالمين في كل المناطق التي تطالها أيديهم، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

ورغم استعار الحرب بين الإسلام والكفر هنا إلا أن المراكز والمكاتب التابعة للدواوين الشرعية (كديوان القضاء والمظالم وديوان الحسبة وديوان الدعوة) ما زالت تمارس نشاطها وتؤدي وظيفتها على أرض الواقع، ولله الحمد.

فنحن في مركز الحسبة أنعم الله علينا ووفقنا أن حاربنا كثيرا من مظاهر الفساد ومن أهمها تهريب الدخان والبانجو والحشيش والترامادول وغيرها، كما نهينا الناس عن المعاصي والمنكرات الظاهرة كسفور النساء، والاختلاط، وإسبال الثياب للرجال، بالإضافة إلى التدخين، والموسيقى، وأجهزة الاستقبال الفضائي.

ولكن تركيزنا الأول ينصب على محاربة مظاهر الشرك والبدعة ومنها التصوف والسحر والعرافة والكهانة والغلو في القبور.

الصوفيّة واحدة من أهم الأمراض التي ابتليت بها كثير من الديار اليوم، لدورها الكبير في نشر الشرك والبدع بين الناس، ولقيام الطرق الصوفيّة بتعبيد الناس للطواغيت، هلا تحدثنا عن واقع الصوفيّة في سيناء؟

الصوفيّة في سيناء ينقسمون إلى طريقتين رئيسيتين هما: الطريقة العلاويّة الأحمدية، والطريقة الجريريّة.

وتنتشر الطريقة الأحمدية في منطقة الجورة وما حولها، كمناطق شبانة، والظهير، والملافية، وكذلك في منطقة الشيخ زويد وما حولها.

أمــــا الطريقة الجريريّة فلها ثلاث زوايا رئيسية؛ وهي زاوية العرب في الإسماعيلية، وزاوية سعود في الشرقية، وهما في أرض مصر، ولها في سيناء زاوية الروضة، وتتبعها زوايا كثيرة، كزوايا حي أبو جرير، والطويل، وصباح وغيرها.

والطريقة الأحمدية نشأت قبل نصف قرن تقريبا على يد الهالك أبي أحمد العلاوي الفلسطيني، الذي جاء من غـــزّة، وكان مقرها في منطقة التومة، وتتبعها زاوية الجورة.

وعندما هلك العلاوي أوصى بالزاوية لابنه مصطفى، وجعل الهالك (خلف الخلفات) وصيا عليه لصغر سنه، ومن ثم صار الطاغوت (خلف) شيخا للطريقة، وأصبحت الجورة هي الزاوية الأم، ثم هلك هذا المرتد أيضا، ودفن في زاوية الجورة، وأصبح قبره ضريحاً بقبة خضراء.

أمـــــا الطريقة الجريريّة فقد أنشأها الطاغوت الهالك (عيد أبو جرير)، وتمركزت في الزوايا الثلاثة التي ذكرناها، وهي سعود والعرب والروضة، والتي سوف تقضي عليها الدولة الإسلامية فور تمكنها من ذلك، إن شاء الله.

والطريقة الجريريّة أكثر انتشاراً ونفوذاً من الطريقة الأحمدية، كما أنها أعظم منها شركا وضلالا.



* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

من تعلّق طاغوتاً وُكل إليه • رُوي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تعلّق شيئا وُكل ...

من تعلّق طاغوتاً وُكل إليه

• رُوي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من تعلّق شيئا وُكل إليه) [رواه النسائي عن أبي هريرة].

قال سليمان آل الشيخ، رحمه الله: «من تعلّق قلبه شيئا بحيث يتوكل عليه ويرجوه، وَكلَه الله إلى ذلك الشيء، فإن تعلّق العبد بربه وإلهه وسيده ومولاه، ربِّ كل شيء ومليكه، وكله إليه، فكفاه ووقاه وحفظه وتولاه، ونعم المولى ونعم النصير، كما قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدهُ} [الزمر: 36]، ومن تعلّق بالسحر والشياطين، وكله الله إليهم فأهلكوه في الدنيا والآخرة، وبالجملة فمن توكل على غير الله كائنا من كان، وُكل إليه، وأتاه الشر في الدنيا والآخرة من جهته مُقابَلة له بنقيض قصده، وهذه سنة الله في عباده التي لا تُبدّل، وعادته التي لا تُحوّل، أن من اطمأن إلى غيره أو وثق بسواه، أو ركن إلى مخلوق يدبره، أجرى الله تعالى له بسببه أو من جهته خلاف ما علَّق به آماله، وهذا أمر معلوم بالنص والعيان. ومن تأمل ذلك في أحوال الخلق بعين البصيرة النافذة رأى ذلك عياناً» [تيسير العزيز الحميد].

وقال رحمه الله: «التعلّق يكون بالقلب، ويكون بالفعل، ويكون بهما جميعا، أي: من تعلّق شيئا بقلبه، أو تعلّقه بقلبه وفعله، وُكل إليه، أي: وكله الله إلى ذلك الشيء الذي تعلّقه، فمن تعلّقت نفسه بالله، وأنزل حوائجه بالله، والتجأ إليه، وفوّض أمره كلَّه إليه، كفاه كل مؤنة، وقرّب إليه كل بعيد، ويسّر له كل عسير، ومن تعلّق بغيره أو سكن إلى علمه وعقله ودوائه وتمائمه، واعتمد على حوله وقوته، وَكلَه الله إلى ذلك وخذله، وهذا معروف بالنصوص والتجارب؛ قال الله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]...» [تيسير العزيز الحميد].

أفما آن لصحوات الردة -بجميع فرقهم وطوائفهم- أن يتدبروا واقعهم وحالهم؟ ألا يرون أن توكّلهم على الطواغيت وموالاتهم لعبّاد الصليب وقولَهم لهم {سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ} لم يُجْدِ شيئا سوى أن خلّى الحَكَمُ العدل -عز وجل- بينهم وبين عدوّهم الغاشم، حتى دخل الجيش النصيري وحلفاؤه من الروافض والصليبيين ديارهم واستباح دماءهم وأموالهم في أحياء حلب الشرقية والقديمة؟ دخلها بسويعات، من غير صواريخ ذكية ولا مسيّرات قاصفة ولا تحالف دولي ليس له مثيل في التاريخ المعاصر، أفلا يتدبّرون؟!

ولم يقدّم طاغوت الإخوان المرتدين أردوغان لعبيده من الصحوات شيئا، سوى اجتماعات مع صليبيي روسيا السفّاحين وتهاني لصليبيي أمريكا بمناسبة نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وحملات على المهاجرين والأنصار الذين كانوا السد المنيع أمام تقدم النصيرية في مدينة حلب وأريافها قبل غدر صحوات الردة بهم؟

نعم، من تعلّق شيئا وُكل إليه، فمن تعلّق طاغوتا عابدا لهواه، وُكل إليه، فاستخدمه في تحقيق مصالحه الشخصية والحزبية ثم رماه في مزبلة التاريخ مع غيره من الخونة الغادرين، فكيف إذا قاتل المتوكلُ على الطاغوت تحت راية جاهلية وفي سبيله ولإعلاء كلمته في أرض الشام المباركة؟!

ولو كان طاغوتهم أردوغان يخاف على أعراضهم، لأرسل جنوده الكفرة الفجرة نحو النصيرية الباطنية والبعثية العلمانية لقتالهم وقتلهم، ولوهب للصحوات ما عنده في ترسانة الجيش التركي المرتد من مضادات للطيران الروسي والسوري العتيق، لكن أنّى له ذلك؟ فحلب ليست جزءا من دولته المرتدة ولن يسمح لها إخوانه من الصليبيين أن تكون كذلك، فلا حاجة له فيها سوى القضاء على الـ PKK المرتدين، لمنعهم من زلزلة عرشه الفاني.

وما زال المجاهدون الموحدون يرجون لمن انتسب إلى الإسلام والسنة من الصحوات في حلب وإدلب وغيرهما وارتد وطنيا أو علمانيا أو ممتنعا عن الشرائع أو متوليا للمرتدين، أن يتوب إلى الله -جل وعلا- ويكفُر بما دونه، ويوالي فيه، ويعادي فيه، ويقاتل في سبيله، وحده لا شريك له، ويعلن ملّة الخليلين -عليهما الصلاة والسلام- على الملأ دون خجل، متوكّلا على الحي القيوم، متبرئا من الدعم المشروط والكافر الطاغوت.

ومن قتل ألف ألف من المهاجرين والأنصار، وأراد التوبة، فله الأمان، كما قال أمير المؤمنين -حفظه الله- وسلطان الشريعة خير له من أرض تُحكم بقوانين الفصائل وأعرافها، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}، والحمد لله رب العالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 58
الخميس 8 ربيع الأول 1438 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً