صحيفة النبأ العدد 60 [حوار] والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي خطط المرتدين تطيل أمد الحرب ...

صحيفة النبأ العدد 60
[حوار]

والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي
خطط المرتدين تطيل أمد الحرب عليهم، بإذن الله.


• الصحوات المرتدة، السلاح المفضل لدى الصليبيين في قتال المجاهدين، هل استُخدم في سيناء؟ وكيف تعاملتم معه؟

الحق أن سيناء لها طبيعة مميزة خاصة في أهلها، فهم الرجولة شيمتهم، والكرم سجيتهم، والأنفة والبعد عن الرذيلة طبعهم، هذا في مجملهم، كيف لو جاء الدين وتسربلوا به، فهم خيار الجاهلية، وخيار الإسلام إذا فقهوا، حتى من لم يكن في صفنا منهم لم نجد منهم صحوات أو جواسيس إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود سرعان ما اقتطفناها، ولله الحمد من قبل ومن بعد، إذ يعالج المجاهدون في سيناء كل بادرة لتشكيل صحوة بضرب رؤوسها بسرعة، ولم يتركوا لأي نبتة خبيثة أن تنمو ويشتد عودها، وتغلظ أشواكها.

ولا يفوتنا أن نذكر أن الكذابين من ضباط وجنود جيش الردة أرادوا تشويه سمعة أهل سيناء لتغطية نكستهم ونكبتهم، بتكرار المزاعم الكاذبة بوقوف قبائل سيناء معهم، وليس معهم من أهل سيناء إلا النطيحة والمتردية، ولن يطول بهم الزمن حتى نُلحقهم بإخوانهم الذين أمكننا الله منهم، فجعلناهم عبرة لمن يعتبر.

• كثر الحديث عن احتمال مشاركة حركة حماس المرتدة في قتال الدولة الإسلامية.. ماحقيقة الأمر؟ وما ردّكم على الجرائم الكثيرة التي قامت بها هذه الحركة في حق التوحيد وأهله؟

إن حركة حماس المرتدة داخلة فعلا في الحرب على الدولة الإسلامية وجنودها، وهم يؤدون دورهم المرسوم لهم في هذه الحرب داخل غزة، فهل تقتصر الحرب على التحرك بالمدرعات والمشاة والطائرات؟! وهل أسرهم لإخواننا الموحدين في غزة وتعذيبهم إلا حرب على دولة الإسلام؟ وما نقموا منهم إلا أن أطلقوا صاروخاً على اليهود، أو قتلوا رافضيا خبيثا، أو أرادوا لغزة أن تُحكم بشرع الله.

أما ردنا ففي كتاب الله مسطور، قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71]، وإن الأيام حبلى ننتظر مخاضها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وإلى أفراد حركة حماس وخاصة كتائب القسام: ألا تتفكّرون في وصفنا لكم بالمرتدين وتقولون في أنفسكم: «لماذا تصفنا الدولة الإسلامية بالمرتدين ونحن نقاتل اليهود؟!».

ألا تعلمون أن من حكم بغير شريعة الله فهو كافر، ولو صلى وصام وقاتل اليهود؟!

ألا تعلمون أن الكفر محبط للعمل مهما عظم أجره، وعلت منزلته؟!

ألا تعلمون أنكم جنود لطاغوت يحكم بالقانون الوضعي، وقد كنتم تزعمون أنكم تحاربون الطواغيت؟!

ألا تعلمون أن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والعرض والمال؟!

فأين تذهبون؟ وفي سبيل ماذا تقاتلون؟ وفي أي صف تقفون اليوم؟

فإن كنتم تزعمون أنكم ستقيمون الدين غدا أو بعد غد، فهلا سألتم أنفسكم عن حكم أعيانكم اليوم، وأنتم تحرسون القوانين الوضعية الجاهلية، وتقاتلون من يكفر بها؟! وهلا سألتم أنفسكم عن حكم من يموت اليوم منكم تحت راية هذه الحكومة المرتدة التي تنازع الله في سلطانه، وتلبِّس على الناس دينهم بشعارات فارغة جوفاء تخدر بها المخدوعين؟!

ولذلك فإننا ندعوكم إلى أن تتوبوا إلى الله من ردتكم، وأن تكفروا بحكومة حماس وشركها، وأن تقاتلوها كما تقاتلون اليهود، وكما تقاتلون (فتح) المرتدين، فإن لم تفعلوا، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 60
الخميس 22 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 60 [حوار] والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي خطط المرتدين تطيل أمد الحرب ...

صحيفة النبأ العدد 60
[حوار]

والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي
خطط المرتدين تطيل أمد الحرب عليهم، بإذن الله.


• الصحوات المرتدة، السلاح المفضل لدى الصليبيين في قتال المجاهدين، هل استُخدم في سيناء؟ وكيف تعاملتم معه؟

الحق أن سيناء لها طبيعة مميزة خاصة في أهلها، فهم الرجولة شيمتهم، والكرم سجيتهم، والأنفة والبعد عن الرذيلة طبعهم، هذا في مجملهم، كيف لو جاء الدين وتسربلوا به، فهم خيار الجاهلية، وخيار الإسلام إذا فقهوا، حتى من لم يكن في صفنا منهم لم نجد منهم صحوات أو جواسيس إلا كشعرة بيضاء في ثور أسود سرعان ما اقتطفناها، ولله الحمد من قبل ومن بعد، إذ يعالج المجاهدون في سيناء كل بادرة لتشكيل صحوة بضرب رؤوسها بسرعة، ولم يتركوا لأي نبتة خبيثة أن تنمو ويشتد عودها، وتغلظ أشواكها.

ولا يفوتنا أن نذكر أن الكذابين من ضباط وجنود جيش الردة أرادوا تشويه سمعة أهل سيناء لتغطية نكستهم ونكبتهم، بتكرار المزاعم الكاذبة بوقوف قبائل سيناء معهم، وليس معهم من أهل سيناء إلا النطيحة والمتردية، ولن يطول بهم الزمن حتى نُلحقهم بإخوانهم الذين أمكننا الله منهم، فجعلناهم عبرة لمن يعتبر.

• كثر الحديث عن احتمال مشاركة حركة حماس المرتدة في قتال الدولة الإسلامية.. ماحقيقة الأمر؟ وما ردّكم على الجرائم الكثيرة التي قامت بها هذه الحركة في حق التوحيد وأهله؟

إن حركة حماس المرتدة داخلة فعلا في الحرب على الدولة الإسلامية وجنودها، وهم يؤدون دورهم المرسوم لهم في هذه الحرب داخل غزة، فهل تقتصر الحرب على التحرك بالمدرعات والمشاة والطائرات؟! وهل أسرهم لإخواننا الموحدين في غزة وتعذيبهم إلا حرب على دولة الإسلام؟ وما نقموا منهم إلا أن أطلقوا صاروخاً على اليهود، أو قتلوا رافضيا خبيثا، أو أرادوا لغزة أن تُحكم بشرع الله.

أما ردنا ففي كتاب الله مسطور، قال تعالى: {يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ} [يونس: 71]، وإن الأيام حبلى ننتظر مخاضها، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وإلى أفراد حركة حماس وخاصة كتائب القسام: ألا تتفكّرون في وصفنا لكم بالمرتدين وتقولون في أنفسكم: «لماذا تصفنا الدولة الإسلامية بالمرتدين ونحن نقاتل اليهود؟!».

ألا تعلمون أن من حكم بغير شريعة الله فهو كافر، ولو صلى وصام وقاتل اليهود؟!

ألا تعلمون أن الكفر محبط للعمل مهما عظم أجره، وعلت منزلته؟!

ألا تعلمون أنكم جنود لطاغوت يحكم بالقانون الوضعي، وقد كنتم تزعمون أنكم تحاربون الطواغيت؟!

ألا تعلمون أن حفظ الدين مقدم على حفظ النفس والعرض والمال؟!

فأين تذهبون؟ وفي سبيل ماذا تقاتلون؟ وفي أي صف تقفون اليوم؟

فإن كنتم تزعمون أنكم ستقيمون الدين غدا أو بعد غد، فهلا سألتم أنفسكم عن حكم أعيانكم اليوم، وأنتم تحرسون القوانين الوضعية الجاهلية، وتقاتلون من يكفر بها؟! وهلا سألتم أنفسكم عن حكم من يموت اليوم منكم تحت راية هذه الحكومة المرتدة التي تنازع الله في سلطانه، وتلبِّس على الناس دينهم بشعارات فارغة جوفاء تخدر بها المخدوعين؟!

ولذلك فإننا ندعوكم إلى أن تتوبوا إلى الله من ردتكم، وأن تكفروا بحكومة حماس وشركها، وأن تقاتلوها كما تقاتلون اليهود، وكما تقاتلون (فتح) المرتدين، فإن لم تفعلوا، فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 60
الخميس 22 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 60 [حوار] والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي خطط المرتدين تطيل أمد الحرب ...

صحيفة النبأ العدد 60
[حوار]

والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي
خطط المرتدين تطيل أمد الحرب عليهم، بإذن الله.


• ما هو سبب هذا التدخل المفضوح للجيش اليهودي في الحرب ضد الدولة الإسلامية في سيناء؟ وما نتائج هذا التدخّل؟

كيف لا يتدخلون وقد رأوا جنود الدولة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؟ كيف لا يتدخلون وقد عرفوا أن نهايتهم قد اقتربت بشروق شمس الخلافة؟ كيف لا يتدخلون وهم يعرفون وصف من تكون على أيديهم نهاية دويلتهم المزعومة كما يعرفون أبناءهم ولكنهم كعادتهم يكتمون الحق وهم يعلمون؟ ولسان حالهم كقول سلفهم حيي بن أخطب لما أيقن بنبوة رسولنا -عليه الصلاة والسلام- وسأله قومه عن موقفه منه، فأجابهم: «العداوة له ما حييت».

ولم يتدخلوا حتى الآن إلا بالقصف الجوي، وقد ظنوا أنهم سيقضون على الدين إن قتلونا، وما دروا أننا نحيا بهذا الدين، أما الإسلام فقد تكفل الله بحفظه، بنا أو بغيرنا.

أما نتائج التدخل فما زالوا -والحمد لله- في حالة اضطراب، رغم استخدامهم أفضل ما لديهم من سلاح وتقنية، وأهم أسباب اضطرابهم هو أن أعماهم الله، فهم يعانون من نقص في المعلومات، وسوء في إدراك حقيقة الوضع في سيناء، وهذا مما يزيدهم رعبا من جنود الخلافة الذين يزدادون قربا منهم يوما بعد يوم، وأصبحوا يتكلفون الأموال الباهظة لتأمين حدودهم الزائفة الزائلة بإذن الله تعالى، وكعادتهم نسوا أن سنة الله فيهم أنهم يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين.

أما المجاهدون فما زادهم التدخل إلا إيمانا وتسليما، وقد رأوا معية الله تعالى لهم في أعمالهم، وهم موقنون أن هذا ما وعدهم الله ورسوله، ويعلمون أنهم في حرب يصيب المؤمنين فيها القرح والألم، كما يصيب أعداءهم فيها قرح وألم، ونحسب أن مجاهدي الولاية ممن استجابوا لله من بعد ما أصابهم القرح، ونسأل الله تعالى أن يجزيهم على ذلك الأجر العظيم.

أما القتل في سبيل الله، فلا فرق في أن يكون بطلقة من مرتد، أو قصف من يهودي، أو صاروخ من صليبي، أو طعنة من جاسوس، وإنما حالنا كحال الصحابي الجليل -رضي الله عنه- وهو يقول:

ولست أبالي حين أُقتل مسلما
على أي جنب كان في الله مصرعي


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 60
الخميس 22 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 60 [حوار] والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي خطط المرتدين تطيل أمد الحرب ...

صحيفة النبأ العدد 60
[حوار]

والي سيناء الشيخ أبو هاجر الهاشمي
خطط المرتدين تطيل أمد الحرب عليهم، بإذن الله.

• الحمد لله والصلاة على نبيه ومن والاه وبعد...
فنود بداية أن نعزي أنفسنا وإياكم وسائر المؤمنين باستشهاد الشيخ المجاهد أبي دعاء الأنصاري -تقبله الله- ونسأله أن يعينكم على ما ابتلاكم به، وأن يرزقكم الإخلاص في القول والعمل، وأن يحفظكم وإخوانكم المجاهدين من كيد أعداء الدين.

جزاكم الله خيرا.

• أول ما نبدأ به حوارنا هو الحديث عن الحملة العسكرية الأخيرة لجيش الردّة المصري في سيناء، هلّا تحدثونا عن مجريات هذه الحملة، وأهم أحداثها ونتائجها عليكم وعلى المرتدين؟
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله، وبعد:

فإن الحملة العسكرية التي شنها جيش الردة المصري في سيناء هي حصته من الحرب على دولة الإسلام، التي يقودها التحالف الصليبي الدولي، وأعوانه، وأذنابه، وأما مجرياتها فهي كسابقاتها، التضييق والحصار والتواجد، كذا زعموا، وفاتَهم أن شجرة الجهاد لا تؤتي أكلها إلا عند العطش، ولا تُروى إلا بالدماء، ومن أهم نتائجها علينا أنه أصبح الآن لدينا ما يزيد عن المائة والسبعين من مستودعات السلاح والذخيرة على هيئة تمركزات وكمائن لجيش الردة، ما علينا إلا أن ندخلها، فإن عدنا منها عدنا بفضل الله غانمين، ومستخدمين لغنائمنا في الإغارة على غيرها، وإن قُتلنا أو أُصبنا، فللشهادة محتسبين، وعلى الكُلم صابرين، معادلة بسيطة وسهلة، والحمد لله رب العالمين.

أما على المرتدين، فقد قُتل منهم ضباط وجنود كثر ولله الحمد، وقد صرحوا بذلك في إعلامهم، منهم ضباط من القوات الخاصة، وقد أصبح عملهم اليومي هو التمشيط بين الكمائن خوفاً من العبوات، وعملهم الأسبوعي هو نقل الإمداد إلى كل هذه النقاط المتباعدة، فزادوا أنفسهم إرهاقا وتكلفة والحمد لله، وأعمالهم الشهرية هي تعديل الخطط التي يفسدها عليهم المجاهدون بأعمالهم، والفضل لله.

• ما هو الواقع الحقيقي للجيش المصري المرتد في سيناء، من حيث حجم الانتشار، والتسليح، وإرادة القتال لدى جنوده؟ وهل تغير أي من ذلك تحت تأثير عمليات جنود الدولة الإسلامية ضدهم؟

إن الواقع الحقيقي لجيش الردة في سيناء أشبه بالحظائر المتراصة هنا وهناك بحيث ترى كل حظيرة أختها، ولو رأيت عددهم وعدتهم لنصب حظيرة واحدة لقلت إنهم يتهيؤون للتصدي لجيوش جرارة، ولكنه الرعب الذي ألقاه الله في قلوبهم بشركهم، ولو رأيت عباد الله المجاهدين مع قلة العدد والعدة لعلمت أنهم يقاتلون بدينهم ولدينهم ولا يخافون إلا الله فكان لهم الأمن بإيمانهم.

فالمرتدون يوسعون دائرة انتشارهم ويكدِّسون أماكن تواجدهم بالسلاح، وهم بذلك يطيلون أمد الحرب -بإذن الله- فقد جاءوا بالسلاح لنغنمه، وبالجندي لنقتله.

أما إرادة القتال لدى جنود جيش الردة فنراها معدومة -بفضل الله- وما قتالهم إلا كخبطات الغريق الذي يسعى للنجاة من الموت، فتحركاتهم تتسم بالعشوائية، وردود أفعالهم غير متزنة.

• ما هي النتائج التي حققتموها من استخدام سلا ح العبوات؟ وهل طورّتم في الأسلوب الذي طُبِّق سابقا في العراق بشكل خاص؟

لا بد للمجاهد من أن يستعين بالله تعالى، ويستفيد من طبيعة الأرض التي يقاتل عليها، ويختار السلاح الأنجع للإثخان في عدوه، ومعلوم أن سلاح المتفجرات المتمثل بالعبوات بأنواعها هو السلاح الأمثل للتعامل مع المدرعات، ومنها التي يستعملها جيش الردة المصري.

وقد كان لاستخدامنا العبوات الناسفة في الهجوم على أرتال المرتدين ومواقعهم الأثر الكبير -بعد الإيمان بالله- في ضبط موازين القوى، بل وتحويل اتجاه كثير من المعارك، بفضل الله، وإننا نركز عليه لأنه -بعد فضل الله تعالى وتوفيقه- سبب في استنزاف عتاد العدو، وكسر هيبته، وتحطيم معنويات جنوده، فما أكثر صراخهم وما أعلى نحيبهم حين يلفحهم لهيبها.

أما من ناحية أسلوب الاستخدام فهو كما كان سابقا في العراق، مع بعض التغييرات التي تفرضها طبيعة الأرض، وتوفر المواد اللازمة لصناعتها، بالإضافة لبعض التطوير عليها خاصة في وسائط الاتصال والتفجير عن بعد، سائلين الله التوفيق والسداد.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 60
الخميس 22 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

لقراءة الحوار كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 60 الافتتاحية: كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ لقد فرّق الله ...

صحيفة النبأ العدد 60
الافتتاحية:
كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ


لقد فرّق الله -تعالى- كلمة صحوات الشام، وشتّت بين قلوبهم، وخالف بين وجوههم، وألقى بأسهم بينهم، حتى ضرب بعضهم رقاب بعض، وذلك بعد أن تولوا عن العمل بما أوجبه قوله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103] من توحيد الله في حكمه والاجتماع تحت إمام واحد يقيم الشريعة فيهم ويحارب الطوائف الكافرة الممتنعة عنها.

ولما علمت بعض صحوات الشام أن أمرهم آل إلى ما آل إليه أمر الصحوات العراقية من ضرب الذل والمسكنة عليهم، أشاعوا خبر سعيهم في اتحادٍ جاهلي بكيان وهمي، يلعن بعضهم فيه بعضا من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية، أو كما قال تعالى: {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ} [الحشر: 14].

وهذا التشتت هو جزاء ما اكتسبوه، قال سبحانه: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 14]، وقال: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].

فمهما سعوا في التوحّد، ومهما أعلنوا عن تشكيلات، فإن اجتماعهم السرابي سيزول، {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 41]، فموالاتهم بعضهم بعضا في غير الله، واعتصامهم بغير حبله، وقتالهم في غير سبيله يجعلهم أوهن من أن يحفظوا لهم راية أو يمكِّنوا لهم دولة، بعد ادعائهم الإسلام وارتدادهم عنه، بموالاتهم للصليبيين والمرتدين في قتالهم لمن أقام حكم الله في الأرض.

أفلا يعقل قادة صحوات الردّة ويعلمون أن الاعتصام الذي دُعوا إليه هو الاعتصام بدين الإسلام وجماعة المسلمين، لا بمناهج الوطنية والحزبية، لكنهم لا يعرفون شيئا سوى الهوى والتقليد، فمن حقّق هواهم من «علماء» الطواغيت و»منظّري» التجهّم والقعود قلّدوه وضربوا بأقوال من لم يحقّقه عرض الحائط، أما أن يتبعوا ما أنزل الله كما أمر بقوله: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [الأعراف: 3]، وقوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]، فهو ما لا يريدونه.

قال المجدد محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- شارحا بعض أحوالهم: «إنهم متفرقون في دينهم، كما قال تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون: 53]، وكذلك في دنياهم، ويرون أن ذلك هو الصواب... وإن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة [في ظنّهم]، والسمع والطاعة له ذل ومهانة... وإن دينهم مبني على أصول، أعظمها التقليد، فهو القاعدة الكبرى لجميع الكفار أولهم وآخرهم، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23]» [مسائل الجاهلية بتصرّف يسير].

وقال: «أمر الله بالاجتماع في الدين، ونهى عن التفرق فيه، فبيّن الله هذا بيانا شافيا تفهمه العوام... ثم صار الأمر إلى أن الافتراق في أصول الدين وفروعه هو العلم والفقه في الدين، وصار الأمر بالاجتماع في الدين لا يقوله إلا زنديق أو مجنون... وإن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمّر علينا، ولو كان عبدا حبشيا، فبيّن الله هذا بيانا شافيا كافيا بوجوه من أنواع البيان شرعا وقدرا، ثم صار هذا الأصل لا يُعرف عند أكثر من يدّعي العلم، فكيف العمل به؟».

وإن توحدهم لأجل مصلحة الاستقواء ببعضهم مع بقاء كل منهم على شركه وردّته لن يزيد في قوتهم شيئا، وإنما سيزيدهم وهنا على وهن بما سيحمله من تمازج بين المختلفين عقديا ومنهجيا، وسيزيد من الصراعات داخل صفوفهم، ومحاولات الغدر ببعضهم، والله لا يهدي القوم الظالمين.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 60
الخميس 22 ربيع الأول 1438 ه‍ـ
...المزيد

إن أتباعَ عيسى ثمرةُ توحيد وجهاد إن أتباع عيسى ابن مريم لن ينبعوا بين ليلة وضحاها، ولن ينزلوا ...

إن أتباعَ عيسى ثمرةُ توحيد وجهاد

إن أتباع عيسى ابن مريم لن ينبعوا بين ليلة وضحاها، ولن ينزلوا معه من السماء، فهم ثمرة توحيد وجهاد وثبات متعاقب طيلة السنين، ثمرة لا تضيع بل تعظم من أجلها التضحيات، وكذا الطائفة المنصورة لم تنشأ على باطل فتستحيل إلى الحق، إنها لم تبرح الحق من يوم بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى نزول عيسى عليه السلام، يؤيد ذلك حديث عمران بن حصين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تزال طائفة من أمّتي يقاتلون على الحقّ ظاهرين على من ناوأهم، حتّى يقاتل آخرهم المسيح الدّجّال) [أحمد وأبو داود]، فعجبا لمنتسب لأمة بعث رسولها بالسيف، وربط واقعها ومصيرها بالقتال حتى قيام الساعة؛ وهو يريد أن يرتع ويلعب بين هذه وتلك!


- افتتاحية النبأ "فكيف بهم غدًا" 483
- لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

وحي الشياطين أمام الضجة الكبيرة التي أثارها قرار طالبان منع "كتاب التوحيد" والصدمة التي أحدثها ...

وحي الشياطين

أمام الضجة الكبيرة التي أثارها قرار طالبان منع "كتاب التوحيد" والصدمة التي أحدثها ذلك في الأوساط الجهادية الموالية لطالبان؛ لم يكن أمام الميليشيا إلا محاولة تبرير ذلك بترقيعٍ متداعٍ جاء معتمدًا بالكلّية على بثوث "فقهاء التراجعات" واستعارةً لوحي شياطينهم الذي لم يصمد أمام صواعق الحق المرسلة.

- افتتاحية النبأ "في الأصل لا الحاشية" 482
- لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

إنما تصان العقائد بالدماء إنّ العقائد لا تحفظ في متون الكتب وبطونها، إنما تصونها الدماء -وتصون ...

إنما تصان العقائد بالدماء

إنّ العقائد لا تحفظ في متون الكتب وبطونها، إنما تصونها الدماء -وتصون الدماء- في ميادين القتال والمراغمة، وترسم خارطة الطريق في الحكم والعلاقات والولاءات، يحتكم إليها المسلمون دوما وأبدا دون غيرها ولا يعدلون أو يخلطون بها سواها، ولا يستبدلونها بالشورى الأمريكية نعني "الديمقراطية".

- مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ " في الأصل لا الحاشية! " العدد (482)

- لقراءة الافتتاحية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

حرص سلاطين الإسلام على بيعة الخليفة الإمام (٢/٢) - أمير خراسان محمود الغزنوي يبايع الخليفة ...

حرص سلاطين الإسلام على بيعة الخليفة الإمام

(٢/٢)

- أمير خراسان محمود الغزنوي يبايع الخليفة القادر بالله

ومن القوقاز إلى خراسان في أوائل القرن الخامس الهجري سنة (404 هـ) فبعدما أخضع السلطان محمود الغزنوي كثيرا من البلاد تحت سلطانه، أرسل رسالته إلى الخليفة العباسي مبايعاً له، وطالبا توليته على ما تحت يده من بلاد، قال ابن الأثير: «فلما فرغ من غزوته عاد إلى غزنة وأرسل إلى القادر بالله يطلب منه منشورا وعهدا بخراسان، وما بيده من الممالك فكتب له ذلك»، وقد ذكرنا في مقالة سابقة ما منَّ الله به على هذا السلطان من عز وتمكين مع التزامه بجماعة المسلمين وإمامهم امتثالا لأمر الله، لا لمصالح عسكرية أو مادية.

- أمير المغرب والأندلس يبايع الخليفة المستظهر بالله

ومن بلاد المغرب في أواخر القرن الخامس الهجري أرسل الأمير يوسف بن تاشفين إلى الخليفة العباسي يطلب توليته، قال ابن الأثير: «ولما ملك الأندلس، على ما ذكرناه، جمع الفقهاء وأحسن إليهم، فقالوا له: ينبغي أن تكون ولايتك من الخليفة لتجب طاعتك، فأرسل إلى الخليفة المستظهر بالله، أمير المؤمنين، رسولا ومعه هدية كثيرة، وكتب معه كتابا يذكر ما فتح الله من بلاد الفرنج، وما اعتمده من نصرة الإسلام، ويطلب تقليدا بولاية البلاد، فكتب له تقليدا من ديوان الخليفة بما أراد، ولقب أمير المسلمين، وسيرت إليه الخلع، فسُر بذلك سرورا كثيرا».

هكذا ورغم ما تمتَّع به ابن تاشفين من سلطة وتمكين، إلا أنها لم تُوجب طاعته حتى يدخل في جماعة المسلمين كما أفتاه بذلك فقهاء ذلك الزمان، وقد بارك الله في دولته وفتوحاتها كما هو معلوم في تاريخها.

- أمير الشام نور الدين زنكي يبايع الخليفة المقتفي

وإلى دمشق أواسط القرن السادس الهجري (549 هـ)، وصلت رسالة الخليفة العباسي إلى نور الدين زنكي بقبول بيعته وتوليته على ديار الشام ومصر، قال ابن كثير: «ملك السلطان نور الدين الشهيد بدمشق وجاءت الأخبار بأن مصر قد قُتل خليفتها الظافر [المقصود طاغوت العبيديين]، ولم يبق منهم إلا صبي صغير ابن خمس شهور، قد ولوه عليهم ولقبوه الفائز، فكتب الخليفة [العباسي] عهدا إلى نور الدين محمود بن زنكي بالولاية على بلاد الشام والديار المصرية، وأرسله إليها».

وقد كان لهذه الخطوة دور كبير في عزم نور الدين على تخليص مصر من حكم العبيديين الكفرة الذين تسمّوا بالفاطميين، وإلحاقها بديار الإسلام تحت حكم الخليفة العباسي، وقد تم له ذلك في المحرم سنة (567 هـ) إذ خطبت أول خطبة للخليفة المستضيء بالله.

وقال ابن تيمية، رحمه الله: «وكذلك السلطان نور الدين محمود، الذي كان بالشام، عزّ أهل الإسلام والسنّة في زمنه، وذلّ الكفار وأهل البدع ممن كان بالشام ومصر وغيرهما، من الرافضة والجهمية ونحوهم، وكذلك ما كان من زمنه من خلافة بني العباس» [مجموع الفتاوى].

وبهذا توحدت بلاد الإسلام تحت سلطان الإمام، مما مهَّد الطريق لمواصلة الجهاد ضد الصليبيين حتى إخراجهم من كل ديار المسلمين.


- وها قد عادت الخلافة

واليوم بفضل الله عادت الخلافة من جديد بعد قرون من تغييبها وبدأ المسلمون من أصقاع العالم يأوون إليها مبايعين لأميرها، وقد بايعها -بفضل الله- المجاهدون من كل أصقاع العالم -كالعراق والشام والقوقاز وخراسان وبلاد المغرب والصحراء وغرب إفريقية- كما بايعها المجاهدون في سيناء واليمن وجزيرة العرب وأرض ليبيا وشرق آسيا، ليعاد تشكيل جماعة المسلمين من جديد، ويعود تقسيم الأرض إلى فسطاطين، فمن تمسَّك بجماعة المسلمين وإمامها فقد نجى، ومن اختار لنفسه الفرقة فقد هلك، ولله عاقبة الأمور.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

حرص سلاطين الإسلام على بيعة الخليفة الإمام (١/٢) أجمع المسلمون في كل العصور على وجوب الإمامة ...

حرص سلاطين الإسلام على بيعة الخليفة الإمام

(١/٢)
أجمع المسلمون في كل العصور على وجوب الإمامة ونصب الإمام ومبايعته وطاعته، فهو الذي يقيم الصلاة بهم، ويطبق الحدود، ويحفظ الثغور، ويجاهدون تحت لوائه أعداء الله، بل إن الصحابة -رضي الله عنهم- بعد وفاة النبي -صـلى الله عليه وسلم- كان أول ما شغلهم -حتى قبل دفنه- تنصيب خليفته، فكانت البيعة لأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في سقيفة بني ساعدة.

وبالرغم من أن الخلافة قد ضعفت في القرون المتأخرة قبل غيابها عن المعمورة بسقوط الدولة العباسية، إلا أن هذا لم يمنع كثيرا من سلاطين المسلمين، من أن يستمدوا شرعية سلطتهم من مبايعة الخليفة العباسي وبذل الطاعة امتثالا لأمر الله -عزو جل- بلزوم الجماعة، ونبذ الفرقة والتنازع، وقد وجد أولئك السلاطين بركات هذه البيعات، فأجرى الله على أيديهم الفتوحات وأطاعتهم رعاياهم.

- أمير الصقالبة في القوقاز يبايع الخليفة المقتدر بالله

ففي أوائل القرن الرابع الهجري سنة (309 هـ) أرسل الخليفة العباسي المقتدر بالله مبعوثه أحمد بن فضلان إلى أمير الصقالبة في بلاد القوقاز الذي أعلن بيعته للخليفة وطلب منه مساعدته في رد عادية الكفار المجاورين له في تلك البلاد، فأرسل الخليفة مبعوثه ليخلع عليه خِلَع الإمارة كما جرت العادة، وليُعينه فيما طلب.

وقد روى ابن فضلان في كتابه (رسالة ابن فضلان) تفاصيل تلك الرحلة الشاقة من بغداد دار الخلافة إلى ديار ذلك الأمير في عمق بلاد القوقاز، ومما جاء فيه: «فلمّا كنّا من ملك الصقالبة، وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجّه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يده وإخوته وأولاده فاستقبلونا ومعهم الخبز واللّحم والجاورس، وساروا معنا، فلمّا صرنا منه على فرسخين تلقّانا هو بنفسه فلمّا رآنا نزل، فخرّ ساجدا شكرا لله، جلّ وعزّ».

ويكمل ابن فضلان رواية الأحداث فيقول: «حتّى جمع الملوك والقوّاد وأهل بلده ليسمعوا قراءة الكتاب... ولم يزل التّرجمان يترجم لنا حرفا حرفا، فلمّا استتممنا قراءته كبّروا تكبيرة ارتجّت لها الأرض»، وهكذا علم هذا الأمير النائي في أقاصي الأرض فضل أن يكون تحت إمرة خليفة المسلمين وأن يصله التكليف منه بإمارة قومه.

وقد حرص هذا الأمير المسلم على امتثال كل ما يأمره به مبعوث الخليفة من تعاليم الشرع فعندما نهاه ابن فضلان عن أن يطري نفسه باسم الملك في الخطبة بادر بالامتثال، قال ابن فضلان: «فقال لي: فكيف يجوز أن يُخطب لي؟ قلت: باسمك واسم أبيك. قال: إن أبي كان كافرا ولا أحبّ أن أذكر اسمه على المنبر، وأنا أيضا فما أحب أن يُذكر اسمي إذ كان الذي سمّاني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين؟ فقلت: جعفر. قال: فيجوز أن أتسمّى باسمه؟ قلت: نعم، قال: قد جعلت اسمي جعفرا واسم أبي عبد الله، فتقدّم إلى الخطيب بذلك. ففعلت».

وكان جعفر بن عبد الله مع عظم سلطته وبعد دياره عن مركز الخلافة يخشى غضب الخليفة عليه، ومما قاله لابن فضلان: «فوالله إنّي لَبِمكاني البعيد الذي تراني فيه وإنّي لخائف من مولاي أمير المؤمنين، وذلك أنّي أخاف أن يبلغَه عني شيء يكرهه، فيدعو عليَّ فأهلك بِمَكاني»، وأخبره عن سبب طلبه المال من خليفة المسلمين، فقال: «رأيت دولةَ الإسلام مقبلة وأموالَهم يؤخذ من حلها فالتمست ذلك لهذه العلّة، ولو أني أردت أن أبني حصنا من أموالي من فضة أو ذهب لما تعذَر ذلك عليّ، وإنما تبرّكت بمال أمير المؤمنين»، أي لبُعد مال الخليفة عن الشبهة في ظن الأمير، والله أعلم.

فسبحان من فقَّه أمثال هؤلاء بفضل الجماعة ومبايعة الإمام!


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة المقال كاملاً، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لسان حالكِ «لأموتَنَّ والإسلام عزيز» (٢/٢) وأنت يا مسلمة، كيف هي همتك؟ أهي همة صفية بنت عبد ...

لسان حالكِ «لأموتَنَّ والإسلام عزيز»

(٢/٢)
وأنت يا مسلمة، كيف هي همتك؟ أهي همة صفية بنت عبد المطلب؟ أم همة نسيبة بنت كعب؟ أم لعلها همة أم سلمة الأنصارية؟ رضي الله عنهن جميعا.

فأما صفية سليلة الحسب والنسب، عمّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشقيقة سيد الشهداء حمزة -رضي الله عنهما- ومن أوائل الذين آمنوا، فإنها لما رأت المسلمين يوم أُحُد، يتراجعون، تقدمت ورُمْحٌ بيدها، تضرب في وجوه المتراجعين وتقول: «انهزمتم عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟» بل وأكثر من ذلك، فيوم الخندق جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء في حصن حسان بن ثابت، كعادته -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج للغزو، جمع النساء في ملجأ واحد، فجاء يهودي وأخذ يطوف حول الحصن، فقامت فأخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن وتخفّت حتى مرّ اليهودي فضربته على رأسه فقتلته ثم قطعت رأسه بسكين.

أما نسيبة بنت كعب أم عمارة وما أدراك ما أم عمارة، فقد جاء في «الطبقات الكبرى»: «شهدت أم عمارة بنت كعب أُحُدا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، وخرجت معهم بشَن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا وجُرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلتُ عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أُحُد؛ قالت: خرجت أول النهار إلى أُحُد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خَلُصت إليّ الجراح؛ قالت: فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف فقلت: يا أم عمارة، من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولّى الناس عن رسول الله يصيح: دلّوني على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكنّ عدو الله كان عليه درعان».

وأما أم سلمة أو أم عامر الأنصارية فقد قال عنها الذهبي: «من المبايِعات المجاهدات، روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جملة أحاديث، وقتلت بعمود خبائها يوم اليرموك تسعة من الروم» [سير أعلام النبلاء].

وأين أنت يا مسلمة من هموم أمّتك؟ وكيف أنت اليوم وقد انجلى الظلام، وانقشع الغمام عن فسطاطين لا ثالث لهما؛ فسطاط إيمان وفسطاط كفر؟ وبم تحدثين نفسك كلما اشتد البلاء وعظمت المحنة؟ بالصبر والثبات أم بالنكوص والنجاة؟
إن الأرض أرض جهاد وقتال، وإن الحرب سجال، نُصيب من الأعداء ومنا يصيبون، نألم ويألمون، ولكن مما يجرِّئ المشرك على الموحد، رَخاوة العقيدة وضعف الإيمان والجزع عند الخطوب، فما أن يُشيعَ مرجِف أو مرجفة خبر ظهور للكفار في مكان ما، حتى ترجف القُلوب وتشخَص الأبصار خاصة بين النساء، ولكن أبدا ما تلكم بقلوب أو أبصار الصادقات ذوات الهمم العلية، لأن المؤمنة الصادقة وعند احتدام الصفوف، لسان حالها دائما: «دمي دون ديني، بل دمي دون شبر واحد علاه حكم الله ورفرفت في سمائه راية العقاب!» لسان حال حفيدات صفية وأم عمارة: «لنموتنّ والإسلام عزيز»

ولما أوصى ابن مسعود -رضي الله عنه- رجلا من أهل اليمن وأرشده كيف يعتصم عن الفتن والفتانين قال اليماني: «فإن لم أُترك؟» فقال ابن مسعود، رضي الله عنه: «وما أراك تُترك، فإن طلبوا دمك ودينك، فابذل دمك، واحرز دينك»؛ قال اليماني: «قُتلتُ، وربِ الكعبة!» قال ابن مسعود: «هي هي، أو النار ، هي هي، أو النار» [رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى].

وما ينبغي لمن عَرَفَتْ قدر هذا الدين، وعاشت تحت عزة الشريعة أن تراودها فِكرة الرجوع خطوة إلى الوراء، أو الانحياز أو الهروب، وإنما ينبغي عليها أن تحدِّث نفسها بكلمتين بسيطتين هما عمود الأمر وذروة سنامه: «إما نحن وإما هم، إما أرض الخلافة وإما الجنة!»

وكما أنه من المعلوم أن لا جهاد على النساء من حيث الأصل، فلتعلم المسلمة أيضا أنه ومتى دخل العدو بيتها فالجهاد حينها متعيِّن عليها كما الرجال، تدفعه بما أمكنها، ونصوص الفقهاء في ذلك كثيرة مبسوطة في مظانها من كتب الفقه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لسان حالكِ «لأموتَنَّ والإسلام عزيز» (٢/٢) وأنت يا مسلمة، كيف هي همتك؟ أهي همة صفية بنت عبد ...

لسان حالكِ «لأموتَنَّ والإسلام عزيز»

(٢/٢)
وأنت يا مسلمة، كيف هي همتك؟ أهي همة صفية بنت عبد المطلب؟ أم همة نسيبة بنت كعب؟ أم لعلها همة أم سلمة الأنصارية؟ رضي الله عنهن جميعا.

فأما صفية سليلة الحسب والنسب، عمّة النبي -صلى الله عليه وسلم- وشقيقة سيد الشهداء حمزة -رضي الله عنهما- ومن أوائل الذين آمنوا، فإنها لما رأت المسلمين يوم أُحُد، يتراجعون، تقدمت ورُمْحٌ بيدها، تضرب في وجوه المتراجعين وتقول: «انهزمتم عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟» بل وأكثر من ذلك، فيوم الخندق جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- النساء في حصن حسان بن ثابت، كعادته -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج للغزو، جمع النساء في ملجأ واحد، فجاء يهودي وأخذ يطوف حول الحصن، فقامت فأخذت عمودا، ثم نزلت من الحصن وتخفّت حتى مرّ اليهودي فضربته على رأسه فقتلته ثم قطعت رأسه بسكين.

أما نسيبة بنت كعب أم عمارة وما أدراك ما أم عمارة، فقد جاء في «الطبقات الكبرى»: «شهدت أم عمارة بنت كعب أُحُدا مع زوجها غزية بن عمرو وابنيها، وخرجت معهم بشَن لها في أول النهار تريد أن تسقي الجرحى، فقاتلت يومئذ وأبلت بلاء حسنا وجُرحت اثني عشر جرحا بين طعنة برمح أو ضربة بسيف، فكانت أم سعد بنت سعد بن ربيع تقول: دخلتُ عليها فقلت: حدثيني خبرك يوم أُحُد؛ قالت: خرجت أول النهار إلى أُحُد وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله وهو في أصحابه، والدولة والريح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله، فجعلت أباشر القتال وأذب عن رسول الله بالسيف وأرمي بالقوس حتى خَلُصت إليّ الجراح؛ قالت: فرأيت على عاتقها جرحا له غور أجوف فقلت: يا أم عمارة، من أصابك هذا؟ قالت: أقبل ابن قميئة وقد ولّى الناس عن رسول الله يصيح: دلّوني على محمد فلا نجوت إن نجا، فاعترض له مصعب بن عمير وناس معه، فكنت فيهم فضربني هذه الضربة ولقد ضربته على ذلك ضربات ولكنّ عدو الله كان عليه درعان».

وأما أم سلمة أو أم عامر الأنصارية فقد قال عنها الذهبي: «من المبايِعات المجاهدات، روت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- جملة أحاديث، وقتلت بعمود خبائها يوم اليرموك تسعة من الروم» [سير أعلام النبلاء].

وأين أنت يا مسلمة من هموم أمّتك؟ وكيف أنت اليوم وقد انجلى الظلام، وانقشع الغمام عن فسطاطين لا ثالث لهما؛ فسطاط إيمان وفسطاط كفر؟ وبم تحدثين نفسك كلما اشتد البلاء وعظمت المحنة؟ بالصبر والثبات أم بالنكوص والنجاة؟
إن الأرض أرض جهاد وقتال، وإن الحرب سجال، نُصيب من الأعداء ومنا يصيبون، نألم ويألمون، ولكن مما يجرِّئ المشرك على الموحد، رَخاوة العقيدة وضعف الإيمان والجزع عند الخطوب، فما أن يُشيعَ مرجِف أو مرجفة خبر ظهور للكفار في مكان ما، حتى ترجف القُلوب وتشخَص الأبصار خاصة بين النساء، ولكن أبدا ما تلكم بقلوب أو أبصار الصادقات ذوات الهمم العلية، لأن المؤمنة الصادقة وعند احتدام الصفوف، لسان حالها دائما: «دمي دون ديني، بل دمي دون شبر واحد علاه حكم الله ورفرفت في سمائه راية العقاب!» لسان حال حفيدات صفية وأم عمارة: «لنموتنّ والإسلام عزيز»

ولما أوصى ابن مسعود -رضي الله عنه- رجلا من أهل اليمن وأرشده كيف يعتصم عن الفتن والفتانين قال اليماني: «فإن لم أُترك؟» فقال ابن مسعود، رضي الله عنه: «وما أراك تُترك، فإن طلبوا دمك ودينك، فابذل دمك، واحرز دينك»؛ قال اليماني: «قُتلتُ، وربِ الكعبة!» قال ابن مسعود: «هي هي، أو النار ، هي هي، أو النار» [رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى].

وما ينبغي لمن عَرَفَتْ قدر هذا الدين، وعاشت تحت عزة الشريعة أن تراودها فِكرة الرجوع خطوة إلى الوراء، أو الانحياز أو الهروب، وإنما ينبغي عليها أن تحدِّث نفسها بكلمتين بسيطتين هما عمود الأمر وذروة سنامه: «إما نحن وإما هم، إما أرض الخلافة وإما الجنة!»

وكما أنه من المعلوم أن لا جهاد على النساء من حيث الأصل، فلتعلم المسلمة أيضا أنه ومتى دخل العدو بيتها فالجهاد حينها متعيِّن عليها كما الرجال، تدفعه بما أمكنها، ونصوص الفقهاء في ذلك كثيرة مبسوطة في مظانها من كتب الفقه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 59
الخميس 15 ربيع الأول 1438 ه‍ـ

• لقراءة الصحيفة تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً