لا سواء... والعاقبة للمتقين "٣" • فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٣"

• فإنْ كان أعداء الله يتكلّمون عن استعادتهم لجزءٍ من المساحة التي سيطرت عليها الدّولة الإسلاميّة خلال عامٍ من حربهم الشّديدة عليها، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي المساحة الجديدة التي امتدّ إليها سلطان الخلافة في جهات أخرى من ساحة المعركة؟ بل كم هي السّاحات الجديدة التي انضم مجاهدوها إلى جيش الخلافة في مشارق الأرض ومغاربها؟ وإنْ كانوا يتكلّمون عن قتلهم لعددٍ من جنود الدّولة الإسلاميّة خلال العام المنصرم بواسطة أكثر من ٧٥٠٠ غارةٍ جويّةٍ، فهلّا سألوا أنفسهم: كم تضاعف عديد جيش الخلافة خلال هذا العام؟

وإن كانوا يتكلّمون عن تراجع في إمكانات جيش الخلافة من التّسليح والعتاد يحسبونه بتعداد ما استطاعوا تدميره بطائراتهم، أو استهلكه المجاهدون في معاركهم التي لا تنتهي، فهلّا سألوا أنفسهم: كم هي كميّة السلاح والعتاد الذي اغتنمه جيش الخلافة من أعدائه الكثيرين خلال هذا العام فقط؟

وإن كانوا يتكلّمون زاعمين إضعافهم للدّولة الإسلاميّة من خلال هذه الحرب الطّويلة على كلّ الجبهات، فهلّا سألوا أنفسهم: وما كان حالها قبل أنْ يمنّ الله على جنودها بالفتح والتّمكين؟ وهل يستوي حال من كانوا قليلاً مستضعفين يخافون أن يتخطّفهم النّاس، مع من حاله القوّة والتّمكين، يخافه المشركون في مشارق الأرض ومغاربها، ويحشدون لاحتواء خطره عدّة تحالفات من الدّول الطّاغوتيّة تضمّ أكثر من نصف أمم الأرض، في حين يؤيدها النّصف الآخر وإن لم يشارك في الحرب مباشرة؟ أم يستوي حال من كانوا يقتلون ويؤسرون ويعذبون دون أن يتمكّنوا من النّيل من عدوّهم، مع من حاله قتالهم ومنازلتهم في الميدان، فينالون منه مرّة وينال منهم مرّات، وإن قصفوه بطائراتهم في حلب ردّ عليهم فأسقط طائراتهم في سيناء، وإن أسقطوا على أهله برميلاً متفجّراً في الرقّة، فجّر عليهم المفخّخات "من ديالى إلى بيروت"، فكانت الحرب بينه وبين عدّوه سجالاً؟ أم يستوي حال من إنْ خسر نصيباً من الدنيا، لقي الفوز العظيم في الآخرة، مع من شأنه إنْ خسر الدنيا، خسر الدنيا والآخرة معاً وذلك هو الخسران المبين؟

كلّا... لا سواء... والعاقبة للمتّقين.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٢" • الجانب الآخر من فقه حقيقة حروب الرّسل وأتباعهم، أنّ المساجلة ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين "٢"

• الجانب الآخر من فقه حقيقة حروب الرّسل وأتباعهم، أنّ المساجلة في الحرب بين أهل الإيمان وأهل الكفر ليست دليل استواءٍ بين حال الطّرفين، وإن تساووا بعَدَد المرّات التي يَنال فيها كلٌّ منهم من الآخر، أو بعدد من يَقتلُ كلٌ منهم من الآخر، أو بحجم ما يغتنمونه من بعضهم، فالرّسل وأتباعهم إنّما يكونون مستضعفين في بادئ أمرهم، يسومهم أنصار الطّواغيت، وأجناد الفراعنة القهر والعذاب، ويحيونهم حياة الذّلّ والمهانة إن استبقوهم أحياء، فإذا بلغ هؤلاء المستضعفون المرحلة التي يساجلون فيها أعداءهم، فإنّ هذا دليل غلبةٍ لا دليل استواءٍ، كما ورد في الحديث عنْ أوس بن حذيفة (قالَ: كنتُ في الوفدِ الذين أتَوا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أسلمُوا مِنْ ثَقيف مِنْ بني مالك أَنْزَلَنا في قبّةٍ له، فكان يختلفُ إلينا بين بيوته وبين المسجد، فإذا صلّى العشاءَ الآخرةَ انصرفَ إلينا فلا يبرحُ يحدّثُنا ويشتكي قريشاً ويشتكي أهلَ مكّةَ ثم يقولُ لا سواء، كنَّا بمكّةَ مُستذَلّين أو مُستضعَفين، فلمّا خرجْنا إلى المدينة كانت سِجال الحرب علينا ولنا) (رواه أحمد وابن ماجة وأبو داود وغيرهم)، فانتقال العصبة المؤمنة إلى المرحلة التي تكون فيها تكاليف الصّراع مع أهل الشّرك لهم وعليهم، لا يمكن مقارنتها بمرحلة الاستضعاف التي تكون فيها التّكاليف الشّديدة للصّراع محصورةً بأهل التّوحيد، وهذا ما حَدَثَ للرّسول عليه الصلاة والسلام ومَنْ معه بانتقالهم مِنْ مرحلة الاستذلال والاستضعاف (في مكّة) إلى مرحلة الشّوكة والتّمكين (في المدينة)، ثم الانتقال إلى المرحلة اللّاحقة وهي مرحلة الفتح التي تكون فيها التكاليف محصورةً بجانب المشركين كما حَدَثَ بعد صلح الحديبية حتى فتح مكّة.

إنَّ أكثر مَنْ يُدرك هذه المعاني من جنود الدّولة الإسلاميّة هم المجاهدون القدماء، ومن ناصر المجاهدين قبل قيام الدّولة الإسلاميّة، فقد كانت الأيّام الماضية أيّام استضعاف وقهر لهم، فكم منهم من قضى سنيناً في سجون المشركين يسومونه سوء العذاب، يُهان دينهم، ويُسبّ إلههم، ويُشتم عرض نبيّهم، ويُداس قرآنهم أمام أعينهم، ولا يملكون لكلّ ذلك شيئاً، بل ويُمنعون من الصّلاة، وتُمنع زوجاتهم من الحجاب، ولا ملجأ لهم من هذا الاستضعاف، ولا قوّة لديهم كي ينتقموا من عدوّهم، ولا ركناً شديداً كي يأووا إليه، وكان أملهم بالله أنْ يهيّء لهم قيام الخلافة، فيهاجروا إليها، فتمكّنهم من إقامة دينهم، وتجعلهم أعزّةً بعد ذلّهم، ويكونوا من جنودها فينتقموا من الطّواغيت وجنودهم، ويذيقوهم كأس الع→لقم التي لطالما ش←ربها المسلمون على أيديهم.

ولذلك تجد هذا الصّنف من المجاهدين أقل جنود الدّولة الإسلاميّة تأثّراً بخسارة الأرض، أو فقدان الموارد، بسبب المعارك مع أعداء الله، إذ تكون صورة حالهم أيّام الاستضعاف حاضرةً في أذهانهم دائماً، فلم يكنْ شبرٌ من الأرض تحت أيديهم، بل حتّى بيوتهم الخاصّة كان بقاؤهم فيها رهناً ببقائهم خارج السّجون، ولم يكنْ لديهم من السّلاح والمعدّات أيّ شيءٍ، فكان كثيرٌ منهم يخشى اقتناء قطعة سلاحٍ ولو كانت بندقيّة صيدٍ صدئةً، ولم يكنْ لديهم من المال أحياناً ما يسدّ رمقهم ويغنيهم عن سؤال النّاس، فمكّنهم الله، وآواهم، وأغناهم، وما داموا يتمكّنون بفضل الله من النيل من أعدائهم، فلا سواء بين الحالين.

وتجد هذا الصّنف من المجاهدين أقلّ النّاس تأثّراً بالمُرجفين والمُخذّلين، وأقلّ النّاس تأثّراً بكلام أعداء الله، وادّعاءات إعلامهم بتحقيقِ الانتصارات على الدّولة الإسلاميّة، وتجد أنّ لديه في الغالب الجواب على كلّ الأراجيف التي يبثّونها.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

لا سواء... والعاقبة للمتقين "١" • كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا ...

لا سواء... والعاقبة للمتقين "١"

• كما هو الشّأن في كل أحداث التّاريخ التي تمرّ بها الأمم، لا تكون الحرب غالباً إلا سِجالاً بين الأمم المتح𑇅اربة المتكافئة في القوّة، ويشترك في هذه القاعدة كلّ من يخوض الحروب سواء كانوا من أهل الكفر أم من أهل الإيمان، قال الله تعالى (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ)، وكذلك قال أبو سفيان لملك الرّوم لمّا سأله عن الحرب بين قريشٍ والرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (تكون الحربُ بيننا وبينه سِجالاً، يُصيب منَّا، ونُصيب منه)، وهي العبارة ذاتها التي قالها للرّسول عليه الصّلاة والسّلام بعد أُحدٍ (يومٌ بيومِ بدرٍ، والحربُ سِجالٌ)، فأبو سفيان رضي الله عنه تكلّم بالسُّنن التي يعرفها عن حياة الأمم، ولكنّ الذي غاب عنه أيّام جاهليّته أنّ الحرب التي يخوضها الرّسل وأتباعهم تختلف عن باقي الحروب لا في غاياتها فقط، وإنّما في أهميّتها ومآلاتها أيضاً، لذلك نجد أنَّ هرقل عظيم الرّوم بما لديه من بقيّة علمٍ من الكتاب ردّ على مقالة أبي سفيان فقال: (وكذلك الرسُل تُبْتَلَى، ثم تكون لها العاقبة)، وكذلك ردّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه على مقالته في أحدٍ فقال: (لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاكم في النّار) (رواه الحاكم وصحّحه).

فهذا الفقه في المآلات الأخرويّة والدنيويّة لكلٍّ من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وعظيم الرّوم هرقل، يوضّح أنّ حرب الرّسل عليهم الصّلاة والسّلام وأتباعهم، ليست كبقيّة الحروب في نتائجها، وإن اشتركتْ معها في حقيقتها ومجرياتها، فالرّسل وأتباعهم بثباتهم على الحقِّ، وصبرهم على جهاد أعدائهم، وعدم تركهم لأمر الله بقتالهم، تكون لهم العاقبة بنصر الله تعالى لهم، بعد مراحل عديدةٍ تمسّهم فيها البأساء والضّرّاء والزّلزلة، وكذلك فإنّ جيش الرّسل لا يشارك بقيّة الجيوش في الحال عند الانكسار وإن كان يشابهها في بعضٍ من نتائج الانتصار، وذلك أنّ جيوش الجاهليّة بانكسارها تكون قد خسرتْ كلّ شيءٍ، فيما المجاهدون يكونون بانكسارهم قد فازوا بما لا يُقارن بما خسروه من متاع الدّنيا وفرحة النّصر، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: «ما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تغزو فتغنمُ وتسلمُ إلّا كانوا قد تعجّلوا ثُلثَي أُجورِهم، وما مِنْ غازيةٍ أو سريّةٍ تُخفق وتُصاب إلا تمّ أجورهم» (صحيح مسلم).

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لا سواء... والعاقبة للمتقين"
...المزيد

من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى ...

من آيات تعذيب الله لأمم الكفر بيننا

قد أبقى الله تعالى بحكمته من بقايا ملكهم ما فيه معتبر لأولى الألباب، فتلك بيوتهم خاوية وقد غدت أثرًا بعد عين وأطلالا لا حياة فيها ولا حراك، كما قال تعالى: { أَوَلَمۡ یَهۡدِ لَهُمۡ كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡقُرُونِ یَمۡشُونَ فِی مَسَـٰكِنِهِمۡۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتٍۚ أَفَلَا یَسۡمَعُونَ }، قال ابن كثير: "أي: وهؤلاء المكذبون يمشون في مساكن أولئك المكذبين، فلا يرون فيها أحدًا ممن كان يسكنها ويعمرها، ذهبوا منها، ( كأن لم يغنوا فيها ) كما قال: ( فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا).. ولهذا قال هاهنا: ( إن في ذلك لآيات ) أي: إن في ذهاب أولئك القوم ودمارهم وما حلّ بهم.. لآيات وعبر ومواعظ ودلائل متظاهرة".

[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

انتكاس الفطرة بتقديم العقل على النقل • ومن نتائج انتكاس الفطرة أيضا: تقديم العقل على الشرع، ...

انتكاس الفطرة بتقديم العقل على النقل

• ومن نتائج انتكاس الفطرة أيضا: تقديم العقل على الشرع، وجعله "مصدرًا للتشريع" بدلا من التكليف! فما وافق العقل أخذ به المنتكسون وإلا أعرضوا عنه، فالحسن ما استحسنته عقولهم، والقبيح ما استقبحته دون اعتبار لأمر خالقهم وخالق عقولهم التي يقيسون بها! والذي لم يشرّع في دينه - مطلقا - ما يناقض العقول السليمة، إلا عند ذوي الأفهام السقيمة من المجادلين والمعاندين، وما أكثرهم في هذا الزمان!

[ إفتتاحية النبأ - الحرب على الفطرة - العدد: 445 ]
...المزيد

إنَّ لها ما بعدها - بإذن الله تعالى - • ويا جنود الإسلام وأنصار الخلافة في كل مكان، كثفوا ...

إنَّ لها ما بعدها - بإذن الله تعالى -

• ويا جنود الإسلام وأنصار الخلافة في كل مكان، كثفوا الضربات تلو الضربات واجعلوا مراكز إعلام أهل الكفر ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف، فمن لكعب بن الأشرف وحمالة الحطب، من لعلماء السوء ودعاة الشر والفتنة، فواصلوا جهادكم وعملياتكم المباركة، وإياكم أن يهنأ الصليبيون والمرتدون في عقر دارهم بلذيذ عيش وطيب مقام، وإخوانكم يذوقون القصف والقتل والدمار.


[ الشيخ المجدد: أمير المؤمنين أبي بكر الحسيني البغدادي - تقبله الله تعالى - ]
...المزيد

أعظم الأخوّة • لا أخوة أعظم من أخوة الإيمان، فهي الرابطة المتينة التي جمع الله بها بين الذين ...

أعظم الأخوّة

• لا أخوة أعظم من أخوة الإيمان، فهي الرابطة المتينة التي جمع الله بها بين الذين رضي عنهم من خلقه فقال: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ..)، وشبهها نبيه بالبنيان فقال: ( إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وشَبَّكَ أَصَابِعَهُ) [ متفق عليه ]، قال ابن رجب: ويفهم من تشبيكه: أن تعاضد المؤمنين بينهم كتشبيك الأصابع بعضها في بعض فكما أن أصابع اليدين متعددة فهي ترجع إلى أصل واحد ورجل واحد، فكذلك المؤمنون وإن تعددت أشخاصهم فهم يرجعون إلى أصل واحد، وتجمعهم أخوة النسب إلى آدم ونوح، وأخوة الإيمان.

[ إفتتاحية النبأ - يشد بعضه بعضا - العدد: 438 ]
...المزيد

دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود • غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي ...

دول الكفر على طريقة عاد وفرعون وثمود

• غرور أمم الكفر واستكبارها في هذا العصر، أوصلها إلى تبنّي طريقة فرعون وعاد وثمود وأضرابهم من أمم الكفر البائدة، حتى قالوا مقولتهم: "مَن أشدّ منا قوة؟" ولكن بألفاظ وعبارات عصرية مختلفة، من قبيل "الدول الكبرى" و"القوى العظمى" وغير ذلك من ألفاظ وأوصاف التفخيم والتبجيل لدولهم وجيوشهم، فتستروا خلف هذه الألفاظ يتحدّون العزيز القهّار سبحانه.


[ إفتتاحية النبأ - وجعلنا لمهلكهم موعدا - العدد: 444 ]
...المزيد

شجاعة المؤمن المتوكل على ربه • إن المؤمن المتوكل على الله حق توكله الموقن بوعده المنتصر على ...

شجاعة المؤمن المتوكل على ربه

• إن المؤمن المتوكل على الله حق توكله الموقن بوعده المنتصر على نفسه، لا يهاب ما حشده عدوه ضده من إمكانيات مهما عظمت من قوة، فهو يدرك أن كل ما صنعه البشر تحت قدرة من توكل عليه سبحانه، ولا يحصل له إلا ما قدره الله عليه وعليهم، وتأمل قول نوح - عليه السلام - لقومه: { یَـٰقَوۡمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَیۡكُم مَّقَامِی وَتَذۡكِیرِی بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلۡتُ فَأَجۡمِعُوۤا۟ أَمۡرَكُمۡ وَشُرَكَاۤءَكُمۡ ثُمَّ لَا یَكُنۡ أَمۡرُكُمۡ عَلَیۡكُمۡ غُمَّةࣰ ثُمَّ ٱقۡضُوۤا۟ إِلَیَّ وَلَا تُنظِرُونِ }، فهو - عليه السلام - يخبرهم أنه إن كانت أنفسهم قد ضاقت بدعوة التوحيد ذرعا، فليجمعوا كل ما يستطيعون عليه هم وشركاؤهم، ثم ليستخدموا كل ما عندهم من قوة ضده فإنه قد توكل على الله رب العالمين، وهذا هو طريق الأنبياء الذين كانوا فرادی وسط جموع الكافرين وسطوتهم، لم تمنعهم الحسابات المادية من الصدع بالحق مع تخويف الباطل وإزباده وإرعاده. والواجب على المسلمين اليوم أن يتنبّهوا لهذا الخطر الداخلي، وتلك النفوس المهزومة فإنها تجرّ على أبناء المسلمين ضعفا وخورا، وتزين لهم الخنوع والقعود وتروج له، وتعلّم العامة سوء الظن بربهم والتمادي في معصية تعطيل الجهاد والتثاقل إلى الأرض.

[ إفتتاحية النبأ - المهزومون المهزوزون - العدد: 440 ]
...المزيد

ما الحل لمصاب المسلمين اليوم؟ • إن الحل لمصاب المسلمين يكمن في وحدتهم وإحياء رابطة الإيمان ...

ما الحل لمصاب المسلمين اليوم؟

• إن الحل لمصاب المسلمين يكمن في وحدتهم وإحياء رابطة الإيمان بينهم ونبذ روابط الجاهلية، فالمسلمون أولى بإخوانهم المستضعفين؛ لأنهم أولياء لهم، وأهلهم وإخوانهم، وأقرب الناس لهم، وكفايتهم تعني قطع الطريق على كثير من هذه المفاسد التي يُلجئهم إليها الكفار والمرتدون، مع التأكيد والتذكير بأنه لا ينبغي أن ينسي جرح للمسلمين في بلد ما جراح باقي المسلمين، فالمسلمون تتكافؤ دماؤهم فوق كل أرض وتحت كل سماء.

[ إفتتاحية النبأ - يشد بعضه بعضا - العدد: 438 ]
...المزيد

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، ...

العلم والهداية إلى الحق فضيلة العلم مقرونة بالهداية مفتقرة إليها، ورُب مسلم أمّي لا يقرأ ولا يكتب، اهتدى بيسير علم وعاه قلبه فعمل به أحبّ إلى الله من "شيخ" يشار إليه بالبنان يتفيهق ويتعاظم على الخلق بما حمله من علم لم يستخدمه إلا سلاحا لنصرة هواه وتمجيد نفسه، أو نصرة طاغوت يحارب دين الله وينشر في الناس الكفر والفسق والفجور، فتجد هذا "الشيخ" يحرّف لأجله معاني النصوص ويبثُّ بين الناس الشبه ويطوّع له رقابا منهم ليكونوا له جندا محضرين، فيسوقهم إلى خسارة دينهم وآخرتهم، وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي ﷺ: ( دُعاة على أبواب جَهَنَّمَ مَن أَجَابَهُم إِليها قذَفُوه فيها ) [ البخاري ].


[ إفتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم - العدد: 441 ]
...المزيد

فضائل القرآن 4 ¦ باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم • وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا ...

فضائل القرآن

4 ¦ باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم

• وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة. فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم. وللبخاري عن جابر: أنه صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أُحد في ثوب ( واحد ) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد". وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود.

[ فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ]
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً