لله لا للوطن "٤" • شبهات وردود: دائماً ما يُشغِّبُ الوطنيّون بأنَّ حبَّ الوطن من الإيمان! ...

لله لا للوطن "٤"

• شبهات وردود:

دائماً ما يُشغِّبُ الوطنيّون بأنَّ حبَّ الوطن من الإيمان! ويتغنَّون بأنَّ الموتَ في سبيل الوطن شهادة! وغيرهما من الشبه التي يُلقونها في أسماع رعيّتهم.

وللردّ على ذلك نقول: أما مقولة (حبُّ الوطن من الإيمان) فلا هي بحديث ولا أثر، فهي مقولة ساقطة تعارض الشرع، لأنَّ جعل حبِّ الوطن أحد معايير أو درجات الإيمان فيه افتئات على شرع الله تعالى. وأما مقولة (الموت دفاعاً عن الوطن شهادة) فهذه فِرية واضحة، فالشهيد هو مَن ق、اتل لتكون كلمة الله هي العليا كما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم، أما مقولة: "من قُتل دون أرضه فهو شهيد" فهي زيادة على حديث (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) الذي أخرجه أحمد وأبو داود والنّسائي والتّرمذي بسندٍ صحيحٍ، ولم نعثر على هذه الزيادة في كتب الحديث! ولو سلّمنا جدلاً بأنَّ هذه المقولة صحيحة؛ فإنَّ الأرض التي يقاتل المسلم دفاعاً عنها هي دارُ الإسلام التي تُحكَم بشريعة الله، فيُدافعُ عنها المجاهدُ ويقاتلُ كلَّ مَنْ يصولُ عليها حفاظاً على أحكام الإسلام التي تعلوها لا حفاظاً على تربتها التي قد تصيرُ في يومٍ ما دارَ كفرٍ وردةٍ وحرابةٍ كما في الكثير من البلدان اليوم.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

لله لا للوطن "٣" • بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة: خامساً: في الوطنيّة تعطيل لجهاد الطّلب: وهو أحد ...

لله لا للوطن "٣"

• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:

خامساً: في الوطنيّة تعطيل لجهاد الطّلب: وهو أحد نوعي الجهاد في سبيل الله، والذي يكون بقتال الكفّار في عقر دارهم حتى تكون كلمة الله هي العليا، أمّا عند الوطنيّين فالجهاد لا يتجاوز الدّفاع عن حدود الوطن ضدَّ الاعتداء الخارجيّ، والغاية العظمى لهم هو الحفاظ على وحدة تراب الوطن وسلامة أراضيه.

لذلك تجد الكثير من الفصائل المنحرفة ممّن تلبّس بضلالة الوطنيّة يسارع في تطمين الطواغيت المجاورين للبلاد التي يقاتل فيها، إنّه لا يقصد من قتاله سوى "تحرير وطنه من المحتلّ"، وأنّه لن يشكل خطراً عليهم، وأنه حريص على علاقات "حسن الجوار" مع هؤلاء الطواغيت. وهذا الأمر تعطيل صريحٌ لفريضة الجهاد، وردٌّ للأحكام المعلومة من الدّين بالضّرورة في قتال الكفّار حيثما وُجدوا حتى يُعبد الله وحده، ويزول الشّرك من الأرض ويُحكم بما أنزل الله.

سادساً: في الوطنية الفُرقة والاختلاف: كونها تفرِّق بين المسلمين، وتجعلهم أوطاناً وقوميّات متنافرة، كلٌ منها يتعصَّب لأرضه وتاريخه وتراثه، فهي تفصل المسلم العربيّ عن أخيه المسلم العجَميّ، بل وتفرِّق بين العرب أنفسهم، فهذا عراقيّ وذاك سوريّ وهناك مصريّ...إلخ، وكذا تفرّق بين المسلمين العجم كالأتراك والكُرد والفرس، وفي ذلك تضادٌّ مع أمر الله بالتجمّع والاعتصام، كما في قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: ١٠٣]، وفيه مساس بأخوّة الدّين التي وصفها الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠]، وهي الصّورة النّاصعة التي جسّدها الصحابةُ (رضي الله عنهم)، فحمزة القرشي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي جمعهم الإسلامُ لا الوطن.

سابعاً: الوطنية من دعاوى الجاهليّة: فالإسلامُ حارب دعاوى الجاهليّة سواء كانت مرتبطة بلون أو جنس أو عرق أو وطن أو مذهب... إلخ، ولا شكَّ أنَّ دعوة القوميّة والوطنيّة دعوة إلى غير الإسلام، قال شيخ الإسلام ابنُ تيمية: "كل من خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة، فهو من عزاء الجاهلية" [مجموع الفتاوى]، ولا شكَّ أنَّ أرباب القوميّة والوطنيّة يدعون إلى قوميّة عصبيّة ووطنيّة جاهليّة ويتفاخرون بالعروبة والوطن، والإسلام براءٌ منهم ومن مناهجهم الكفريّة.

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

لله لا للوطن "٢" • بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة: أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ ...

لله لا للوطن "٢"

• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:

أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ يدعو لاتخاذ الوطن وثناً وطاغوتاً يُعبد من دون الله، فهي تُلزم الناس بالعمل لها وحدها، والتضحية والقتال في سبيلها، وصرف البغض والبراء لكل خارج عن حدود أرضها وإن كانوا أولياء لله، وصرف الحبّ والولاء لكل داخل في حدودها وإنْ كانوا من أعظم الناس كفراً وأغلظهم شركاً؛ وهي بهذا تكون نداً معبوداً من دون الله، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

ثانياً: الوطنية تنقضُ عقيدةَ الولاء والبراء: ذلك أنَّ أصل الولاء والبراء في الإسلام قائمٌ على المفاصلة والمفارقة بين المسلمين وغيرهم على أساس الدّين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: ٥٧]، أما الوطنيّون فالموالاة عندهم قائمة على أساس الانتماء للأرض التي تحيطها حدود الوطن، وهذا يلزم منه إزالة الفوارق التي وضعها اللهُ سبباً شرعياً للمفاصلة مع الكفار، وتلك مصادمة صريحة لنصوص الشّرع الصّحيحة، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٣٨-١٣٩].

ثالثاً: الوطنية تعطّلُ أحكام الديار والهجرة: ذلك أنّ جَعْلَ الرابط الوطنيّ مهيمناً على رابط الدّين يَلزم منه اختلاط الأحكام على الناس، فمن الأمور المستقرّة في الشريعة أنَّ دار الكفر التي تعلوها أحكام الكفر تختلف عن دار الإسلام التي تعلوها أحكام الإسلام وتُحكم بما أنزل الله، ولكلٍ منهما أحكامها التي تميّزها، ومن هذه الأحكام وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، أما في دين الوطنية فلا مجال للكلام عن هذه المسائل البتّة، لأنَّ المواطن يلزم الوطن، بل ويدافع عنه وإن كان ذلك الوطن دارَ كفر وردّة وحرابة.

رابعاً: الوطنيّة تلغي التمايز بين المسلمين والكفّار: فتخلط بذلك بين مسمّى الإيمان ومسمّى الكفر؛ لأنَّ جَعْلَ الانتماء للأرض أساساً لمعاملة الناس يُزيل حتماً الفوارق المبنية على أساس الدّين، والتي جعلها الله السّبب الشّرعي للتّمييز بين النّاس في الدّنيا والآخرة، فالوطنيّة تجعل الناس مؤمنَهم وكافرَهم، برّهم وفاجرهم في مرتبة واحدة، وهذا تكذيبٌ صريحٌ لنصوص الدّين القطعية، التي منها: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: ٣٥-٣٦]، ومنها: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: ٢٨].

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

لله لا للوطن "١" • إنَّ المرءَ مجبولٌ على حبِّ الديار التي وُلد أو عاش فيها، فهذه محبّة فِطريّة ...

لله لا للوطن "١"

• إنَّ المرءَ مجبولٌ على حبِّ الديار التي وُلد أو عاش فيها، فهذه محبّة فِطريّة لا يجحدُها إلا من انحرفتْ فطرتُه، ومثلُ هذا الحبِّ، كباقي أنواع المحابِّ الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، ليس بمحظور ولا مكروه، لكنْ بشرط أن لا تتجاوز المحابُّ حدَّها، ولا تتعارض مع ما أمر الله به ونهى، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: ٢٤]، فمحبّة الإنسان للنفس والأهل والعشيرة والمال والموطن محبّة طبيعية لم يحرّمها الشّرع ما لم تتجاوز حدّها، ومجاوزة الحدّ هنا هو تقديم هذه المحابّ على محبّة الله ورسوله والجهاد في سبيله، ومن أشكال المجاوزة في حبّ البلاد ضلالة "الوطنية" الخبيثة التي انتشرت بين أبناء الإسلام.

• الوطنيّة بنتُ القوميّة:

القوميّة لغةً من (القوم)، وقومُ الرجل: شيعتُه وعشيرتُه، أما القوميّة اصطلاحاً فهي رابطة للمجتمع تربط بين مجموعة من البشر يشتركون بخصائص وصفات مشتركة، كاللغة أو اللون أو العرق أو التاريخ... إلخ. فالقوميّة من المناهج الجاهليّة المنحرفة التي غزت ديار الإسلام، حيث كانت نابتةُ القوميّة من أُولى معاول الهدم التي دكّت أسس العقيدة الإسلامية، وجعلت من الانتماء للقوميّة -العربيّة أو الخليجيّة أو الإفريقيّة أو التركيّة... أو غيرها- أساساً للاجتماع والولاء والنّصرة! ومن رَحِم هذه "القوميّة" الخبيثة وُلدتْ "الوطنية" المقيتة، فمبدؤهما واحد وحكمُهما واحد.

• حُكْمُ الوطنيّة في الإسلام:

بحسب ما عُرضَ آنفاً مِنْ أنَّ الوطنيّة تعني ترك عقيدة الولاء والبراء الإسلاميّة وإحلال عقيدة الولاء والبراء الوطنيّة؛ فإنَّ الوطنية كفرٌ أكبرُ مخرجٌ من الملّة، وكلُّ مَن اعتنقها أو دعا لها أو عمل لأجلها فهو مرتدٌّ عن دين الإسلام، والنقطة التالية ستبيّن جانباً من ذلك.

• بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة:

أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ يدعو لاتخاذ الوطن وثناً وطاغوتاً يُعبد من دون الله، فهي تُلزم الناس بالعمل لها وحدها، والتضحية والقتال في سبيلها، وصرف البغض والبراء لكل خارج عن حدود أرضها وإن كانوا أولياء لله، وصرف الحبّ والولاء لكل داخل في حدودها وإنْ كانوا من أعظم الناس كفراً وأغلظهم شركاً؛ وهي بهذا تكون نداً معبوداً من دون الله، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥].

ثانياً: الوطنية تنقضُ عقيدةَ الولاء والبراء: ذلك أنَّ أصل الولاء والبراء في الإسلام قائمٌ على المفاصلة والمفارقة بين المسلمين وغيرهم على أساس الدّين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: ٥٧]، أما الوطنيّون فالموالاة عندهم قائمة على أساس الانتماء للأرض التي تحيطها حدود الوطن، وهذا يلزم منه إزالة الفوارق التي وضعها اللهُ سبباً شرعياً للمفاصلة مع الكفار، وتلك مصادمة صريحة لنصوص الشّرع الصّحيحة، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٣٨-١٣٩].

• مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5
مقال: "لله لا للوطن"
السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ
...المزيد

الوعد الكاذب • "بغض النظر عما يبلغه الصراع الطاغوتي بين هذين الطرفين الكافرين، فإننا نذكّر بأنه ...

الوعد الكاذب

• "بغض النظر عما يبلغه الصراع الطاغوتي بين هذين الطرفين الكافرين، فإننا نذكّر بأنه مهما فرقتهما المصالح فإن ما يجمعهما هو شدة العداوة للمسلمين، كما قال ربنا سبحانه: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا.. }، وعليه نعيد التذكير بأنه لن تقوم لأمة الإسلام قائمة وسط هذه الصراعات الجاهلية التي تستهدفها ومقدساتها، إلا بخوض الجهاد في سبيل الله تعالى انطلاقا من عقيدة الولاء والبراء التي تضع الرافضة واليهود والصليبيين والمشركين كافة في كفة واحدة، وتقاتلهم جميعا كعدو مشترك للإسلام وما سوى ذلك فزبد يذهب جفاء".

افتتاحية النبأ (439) #عقيدة
...المزيد

الحُجب العشرة • قال ابن القيم - رحمه الله - والحجب عشرة: ▪ الأول: حجاب التعطيل، ونفي حقائق ...

الحُجب العشرة

• قال ابن القيم - رحمه الله - والحجب عشرة:

▪ الأول: حجاب التعطيل، ونفي حقائق الأسماء والصفات، وهو أغلظها، فلا يتهيأ لصاحب هذا الحجاب أن يعرف الله، ولا يصل إليه ألبتة إلا كما يتهيأ للحجر أن يصعد إلى فوق.

▪ الثاني: حجاب الشرك، وهو أن يتعبد قلبه لغير الله.

▪ الثالث: حجاب البدعة القولية، كحجاب أهل الأهواء، والمقالات الفاسدة على اختلافها.

▪ الرابع: حجاب البدعة العملية، كحجاب أهل السلوك المبتدعين في طريقهم وسلوكهم.

▪ الخامس: حجاب أهل الكبائر الباطنة، كحجاب أهل الكبر والعجب والرياء والحسد، والفخر والخيلاء ونحوها.

▪ السادس: حجاب أهل الكبائر الظاهرة، وحجابهم أرق من حجاب إخوانهم من أهل الكبائر الباطنة، مع كثرة عباداتهم وزهاداتهم واجتهاداتهم، فكبائر هؤلاء أقرب إلى التوبة من كبائر أولئك، فإنها قد صارت مقامات لهم لا يتحاشون من إظهارها وإخراجها في قوالب عبادة ومعرفة، فأهل الكبائر الظاهرة أدنى إلى السلامة منهم وقلوبهم خير من قلوبهم.

▪ السابع: حجاب أهل الصغائر.

▪ الثامن: حجاب أهل الفضلات، والتوسع في المباحات.

▪ التاسع: حجاب أهل الغفلة عن استحضار ما خلقوا له وأريد منهم، وما لله عليهم من دوام ذكره وشكره وعبوديته.

▪ العاشر: حجاب المجتهدين السالكين، المشمرين في السير عن المقصود.

◾ فهذه عشر حجب بين القلب وبين الله سبحانه وتعالى، تحول بينه وبين هذا الشأن، وهذه الحجب تنشأ من أربعة عناصر: عنصر النفس، وعنصر الشيطان، وعنصر الدنيا، وعنصر الهوى، فلا يمكن كشف هذه الحجب مع بقاء أصولها وعناصرها في القلب ألبتة.

[مدارج السالكين]


▫المصدر: إنفوغرافيك النبأ - الحُجب العشرة
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 464
الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

حقيقة الإخلاص وسبل تحقيقه - أمر الله تعالى عباده بالإخلاص في عبادته، قال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا ...

حقيقة الإخلاص وسبل تحقيقه

- أمر الله تعالى عباده بالإخلاص في عبادته، قال سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة]، وجعله الأصل في قبول العمل؛ فلا يُقبل العمل بدونه مهما عَظُم؛ ولأجل هذه المكانة العظيمة للإخلاص في دين الله؛ سنحاول في هذا المقال أن نقف على معناه، وحقيقته، وسبل تحقيقه، إن شاء الله تعالى.

• ما هو الإخلاص؟

الإخلاص لغة: تصفية الشيء وتنقيتُه، أما اصطلاحا فقد عرفه أهل العلم عدة تعريفات، ولا تخرج عما قاله الإمام ابن القيم -رحمه الله- في قوله: "والإخلاص: أن يخلص للّه في أفعاله وأقواله وإرادته ونيّته، وهذه هي الحنيفيّة ملّة إبراهيم الّتي أمر اللّه بها عباده كلّهم، ولا يقبل من أحد غيرها، وهي حقيقة الإسلام" [الداء والدواء].

• حقيقته:

وحقيقة الإخلاص هي تصفية العمل كله لله -جل وعلا- ليس لأحد فيه شريك حتى نفسك، قال القرطبي -رحمه الله-: "والإخلاص حقيقته تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين" [التفسير]؛ ذلك أن العمل الصالح إذا خالطه الرياء للمخلوقين فقد أُشرِك فيه مع الله، وفي الحديث القدسي قال اللّه تبارك وتعالى: (أنا أغنى الشّركاء عن الشّرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه) [مسلم].

• لا يقبل العمل إلا به:

جعل الله تعالى تحقيق العبادة في أصلين عظيمين لا ينفكان عن بعضهما ولا يُقبل أحدهما دون الآخر؛ وهما: أن لا يكون العمل إلا بما شرعه الله ورسوله، وأن يكون خالصا لله عزّ وجلّ، قال تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف]، قال ابن كثير في تفسيره: "(فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ) أي ثوابه وجزاءه الصّالح، (فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا) أي ما كان موافقا لشرع اللّه، (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) وهو الّذي يراد به وجه اللّه وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبّل، لا بدّ أن يكون خالصا للّه صوابا على شريعة رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-"؛ فتحقيق الإخلاص هو أصل الدين وركنه الذي عليه يدور قبول الأعمال وردّها، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "فلا بد من العمل الصّالح وهو الواجب والمستحب ولا بد أن يكون خالصا لوجه الله تعالى.. وهذا الأصل هو أصل الدّين وبحسب تحقيقه يكون تحقيق الدّين وبه أرسل الله الرّسل وأنزل الكتب وإليه دعا الرّسول وعليه جاهد وبه أمر وفيه رغب وهو قطب الدّين الّذي تدور عليه رحاه" [العبودية].

• فائدة:

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وهذا الشّرك في العبادة يبطل ثواب العمل، وقد يعاقب عليه إذا كان العمل واجبا، فإنّه ينزله منزلة من لم يعمله، فيعاقب على ترك الأمر، فإنّ اللّه سبحانه إنّما أمر بعبادته عبادة خالصة، فمن لم يخلص للّه في عبادته لم يفعل ما أمر به، بل الّذي أتى به شيء غير المأمور به، فلا يصحّ ولا يقبل منه" [الجواب الكافي].

• تحقيق الإخلاص:

وتحقيق الإخلاص ليس أمراً سهلا على النفس، وقد يسهل عليها في وقت دون آخر حسب قوة الإيمان وضعفه، وعليه؛ فلا بد من التحقق منه وتذكير النفس به عند كل عبادة، خصوصا وأن الإيمان يزيد وينقص، ومما يعين على أطر النفس على تحقيق الإخلاص وتجنيبها الرياء: التأمل في عاقبة الرياء وعاقبة الإخلاص، والتفكر في حقيقة من يرائي لهم العبد وأنهم لا ينفعونه ولا يضرون، قال ابن القيم في مدارجه: "فالعمل لأجل الناّس، وابتغاء الجاه والمنزلة عندهم، ورجاؤهم للضّرّ والنّفع منهم لا يكون من عارف بهم البتّة، بل من جاهل بشأنهم، وجاهل بربّه، فمن عرف النّاس أنزلهم منازلهم، ومن عرف اللّه أخلص له أعماله وأقواله، وعطاءه ومنعه وحبّه وبغضه، ولا يعامل أحد الخلق دون اللّه إلّا لجهله باللّه وجهله بالخلق، وإلّا فإذا عرف اللّه وعرف الناّس آثر معاملة اللّه على معاملتهم".

ومما يعين على تحقيق الإخلاص التأمل في صفات عباد الله المخلصين، الذين وصفهم ابن القيم في قوله: "أعمالهم كلّها للّه، وأقوالهم للّه، وعطاؤهم للّه، ومنعهم للّه، وحبّهم للّه، وبغضهم للّه، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه اللّه وحده، لا يريدون بذلك من النّاس جزاء ولا شكورا، ولا ابتغاء الجاه عندهم، ولا طلب المحمّدة، والمنزلة في قلوبهم، ولا هربا من ذمّهم، بل قد عدّوا النّاس بمنزلة أصحاب القبور، لا يملكون لهم ضرّا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا" [المدارج].

ومما يعين على الإخلاص: سؤال الله تعالى أن يطهّر قلوبنا من شرك الرياء، وأن يعيننا على الإخلاص في الأقوال والأعمال، فإن القلوب بين يديه سبحانه يقلّبها كيف يشاء.


▫ المصدر: مقالات النبأ - حقيقة الإخلاص وسبل تحقيقه
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 466
الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

الرجل يقاتل شجاعة • وقد طغى على المشهد لوثة الغلو في الرجل وتقديسه على طريقة الرافضة والمتصوفة، ...

الرجل يقاتل شجاعة

• وقد طغى على المشهد لوثة الغلو في الرجل وتقديسه على طريقة الرافضة والمتصوفة، خلافا لطريقة أهل السنة الذين يقدّرون ولا يقدسون، حتى تجرأ سفهاؤهم ودراويشهم على تشبيهه بنبيّ الله موسى -عليه السلام- لِعلّة العصا! وهل فَضُل وعلا مقام موسى بالعصا؟! إنه تقزيم للأنبياء واستخفاف بجناب الشريعة والديانة، وهم في الحقيقة أبعد الناس عن نبي الله موسى، فقد جاء -وسائر الرسل- بالتوحيد ونبذ الشرك، وهؤلاء نبذوا التوحيد ونقضوه وأقروا الشرك وبرروه وهونوه وصرح الولاء والبراء هدموه.

من زاوية أخرى، فالقوم يناقضون أنفسهم، فالإشادة والتفاخر بمقتل رجلهم خارج نفق، يشعرك وكأن الأنفاق التي حفروها مذمة! والموت فيها منقصة! مع أن العشرات منهم قضوا فيها من قبل ومن بعد، وإن تعجب فهناك الأعجب، طار القوم بمشهد مقتل الرجل على هذا النحو، وهو قائد الهرم، وكأنهم أكبروا ذلك عليه أو كانوا يتوقعون خلافه، مع أنه بحسب بثوثهم المرئية، فالعديد من جنودهم قُتلوا على نحو مشابه، فهل كانوا ينظرون إلى قائدهم نظرة دونية أقل من جنودهم؟! ثم أليس في ذلك اعتراف ضمني بأن مقتل غيره من القادة وسط الزحام وليس بين الركام، أو تحت الأرض لا فوقها، أو خارج البلد لا داخلها، أو مقتلهم بملابس مدنية لا عسكرية، أليس كل ذلك يعني -بمفهوم المخالفة-، مذمة وانتقاص لهؤلاء القادة، فإن كان كذلك فيا للتناقض! وإن كان غير ذلك فأين المدهش في المشهد؟

إن كل هذه الأوصاف التي بدرت من القوم ليست شرعية ولا اعتبار لها في الشرع للحكم على الأفراد، ثم إننا طفنا في نصوص الكتاب والسنة وأفهام علماء الملة، فلم نجد أن من قُتل مشتبكا مرتديا بزّته العسكرية حاملا عصاه جالسا على أريكته... لم نجد أن من قتل على هذه الحالة فقد سلِم مذهبه وصحّ معتقده، إنها تبعات طوفان الانحراف في العقيدة، وطغيان العاطفة على الشريعة.

وإن منهج الإسلام في الحكم على الأفراد والجماعات صحة أو بطلانا؛ لا يعتمد على ما تبثه القنوات أو تحجبه، ولا على ما تحبه الجماهير أو تبغضه، بل يعتمد على ميزان الشرع العدل، فما حكم له الشرع بالصحة فهو الصحيح، وما حكم له بالبطلان والفساد فهو كذلك، ولو جاءت بضده كل بثوث الأرض وشعوبها.

والقضية برمتها ناجمة عن انعدام ميزان الشرع عند القوم في الحكم، فيحكمون على الأشياء ليس اعتمادا على الكتاب والسنة، وإنما تبعا لما تقره الكثرة أو الإعلام أو الرأي العام أو حتى "الترند"، فهذا الأخير صار من مصادر الفقه والتشريع!! والتصحيح والتقبيح عند الناس، بل حتى عند بعض فقهاء الضلالة الذين أطلوا علينا بفقه جديد "يساير حركة الجماهير ولا يصطدم مع فطرتها!" وهل يصادم الشرع إلا فطرة مشوّهة وشذوذ؟

ولقد برز "فقه الترند" هذا في تناقض موقف بعض دعاة الضلالة الذين حكموا على الرجل في حياته بالانحراف، ثم لمّا اصطدموا بـ "ترند الجماهير" وعاطفتها الجياشة أمام شاشة البث؛ غيّروا موقفهم وحكمهم مسايرةً لحركة الشعوب بعيدا عن الشريعة ومسارها.

وإنّ ما ينشرح له الصدر في مثل هذه القضايا وكل القضايا، هو العودة إلى ميراث النبوة في الكتاب والسنة، فما أقرّاه وصحّحاه فهو الصحيح، وما أنكراه وأبطلاه فهو الباطل، والشرع يقرر أن القتال في سبيل الله لإعلاء كلمته ونصرة توحيده هي الغاية الصحيحة المحمودة، وتبعا لهذه الغاية يكون القتل في سبيل الله، وبغيابها يكون في سبيل الطاغوت.

إنّ بلية القوم اليوم في دينهم بحق، ولقد كان يتملكنا العجب ونحن نقرأ وندارس حديث ابن عباس: (أي عرى الإيمان أوثق؟ الموالاة في الله والمعاداة في الله والحبّ في الله والبغض في الله)؛ فنستغرب لماذا احتلت هذه العروة بالذات سدة العرى وسُلّم الإيمان، حتى عشنا هذا الزمان الذي نقض فيه القوم هذه العروة، ففعلوا الأفاعيل وصار الكفار حلفاء وأولياء وشهداء على طريق القدس، وصار "جيفارا" بطلا مُلهِما! و "الخميني" إماما! والمجاهد الحق "خارجيا" لا ينفع معه "انفكاك جهة" ولا عذر ولا تأويل.

وإنه لا شيء أجدى بطول تعاهُد وعناية من باب الولاء والبراء، فإن الأمة اليوم قد أوتيت من هذا الباب، فتعاهدوه أيها المصلحون ورمِّموا ما انهدم منه، وشيِّدوا صرحه وشدّوا وثاقه وأحكِموا عروته، فإنه بحق أوثق عرى الإيمان.


▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 466
الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

الرجل يقاتل شجاعة • جاء في السُّنة المطهرة ضمن صور القتال الباطلة: (الرجل يقاتل شجاعة) أي أنّ ...

الرجل يقاتل شجاعة

• جاء في السُّنة المطهرة ضمن صور القتال الباطلة: (الرجل يقاتل شجاعة) أي أنّ طبعه مجبول على الشجاعة فهو يقاتل بها وتغلب عليه، و (يقاتل حميّة) يعني عن قومه ووطنه كما هو حال أغلب قتال "حركات التحرُّر" اليوم، ومع ذلك لم تكن الشجاعة وحدها كافية لتصحيح النية وتزكية القتال أو المقاتل، ما لم يكن في سبيل الله تعالى، نصرة للشريعة ومراغمة لأعدائها.

وبالتالي، فالشجاعة بغير توحيد لا تنفع صاحبها سوى في الدنيا، كقولهم: إنّ فلانا شجاع، وقد قيل! أما في الآخرة فلا اعتبار للشجاعة بدون توحيد صاف وعقيدة سليمة توافق اعتقاد أهل السنة والجماعة الذين ليس منهم بالقطع "الإمام الخميني!" ولا "سوريّة الأسد!" ولا حزب الشيطان "الذي يمثل الشطر الأهم من جند الشام!" بحسب تعبير "جيفارا العرب".

وقد جاء في حديث آخر أورده الإمام البخاري في باب: (إذا بقي حثالة من الناس)، يصف فيه حال آخر الزمان حين تختل موازين الناس، فيتمادحون ويتفاخرون بكل شيء إلا الإيمان، (ويقال للرّجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان!)، أي يكون الرجل فطنا، فصيحا، وقويا شجاعا وليس في قلبه أدنى درجات الإيمان.

ولذلك أشكل على الناس فهم كيف يُقتل الرجل "شجاعا مُشتبكا" وهو على غير عقيدة التوحيد، بل هو مفارق محاد لها، في صفوف خصومها مواليا لهم مكثّرا سوادهم، مع أن الماضي والحاضر يضجّان بقصص مقاتلين شجعان قاتلوا حتى آخر رمق، لكن في سبل باطلة وتحت رايات جاهلية، وماذا سيفعل عُمّار الجاهلية الثانية، لو رأوا شجاعة وجلد قادة الجاهلية الأولى؟!

وجريا على طريقة المتطفلين على أصول الفقه الهادمين لأصول الشريعة؛ الذين برّروا موالاة الرافضة بـ "انفكاك الجهة" تلبيسا وتضليلا؛ ألا يصح أن يكون في مقتل "الشجاع المشتبِك" هذا "انفكاك جهة"؟! ألا تنفكّ جهة الشجاعة عن جهة صحة التوحيد، فيكون الرجل مقاتلا شجاعا من جهة؛ ناقضا للتوحيد من جهة أخرى؟ أم أنه لا تنفك الجهة عندهم إلا في أسلمة الروافض والترقيع لمحورهم؟!

ومن سوء جريرتهم، فتنوا الناس في دينهم أحياء وأمواتا، فكانت حياتهم فتنة وموتهم فتنة، قعودهم فتنة وقتالهم فتنة، إنه شؤم مسلكهم الذي سلكوه ومسارهم الذي اتبعوه، وكيف يفلح من ارتمى في أحضان الرافضة مدافعا عنهم مفارقا هدي النبوة والصحابة لأجلهم، كيف يفلح من عدّ بشار وأوباشه "جند الشام!" وحزب الشيطان "الشطر الأهم من جند الشام!"، ولا نعرف أحدا من غلاة الفرق الضالة سبق إلى هذا وتجرأ عليه كما فعل هؤلاء، فما أجرأهم على الشريعة وما أصبرهم على النار!

وقد طغى على المشهد لوثة الغلو في الرجل وتقديسه على طريقة الرافضة والمتصوفة، خلافا لطريقة أهل السنة الذين يقدّرون ولا يقدسون، حتى تجرأ سفهاؤهم ودراويشهم على تشبيهه بنبيّ الله موسى -عليه السلام- لِعلّة العصا! وهل فَضُل وعلا مقام موسى بالعصا؟! إنه تقزيم للأنبياء واستخفاف بجناب الشريعة والديانة، وهم في الحقيقة أبعد الناس عن نبي الله موسى، فقد جاء -وسائر الرسل- بالتوحيد ونبذ الشرك، وهؤلاء نبذوا التوحيد ونقضوه وأقروا الشرك وبرروه وهونوه وصرح الولاء والبراء هدموه.

من زاوية أخرى، فالقوم يناقضون أنفسهم، فالإشادة والتفاخر بمقتل رجلهم خارج نفق، يشعرك وكأن الأنفاق التي حفروها مذمة! والموت فيها منقصة! مع أن العشرات منهم قضوا فيها من قبل ومن بعد، وإن تعجب فهناك الأعجب، طار القوم بمشهد مقتل الرجل على هذا النحو، وهو قائد الهرم، وكأنهم أكبروا ذلك عليه أو كانوا يتوقعون خلافه، مع أنه بحسب بثوثهم المرئية، فالعديد من جنودهم قُتلوا على نحو مشابه، فهل كانوا ينظرون إلى قائدهم نظرة دونية أقل من جنودهم؟! ثم أليس في ذلك اعتراف ضمني بأن مقتل غيره من القادة وسط الزحام وليس بين الركام، أو تحت الأرض لا فوقها، أو خارج البلد لا داخلها، أو مقتلهم بملابس مدنية لا عسكرية، أليس كل ذلك يعني -بمفهوم المخالفة-، مذمة وانتقاص لهؤلاء القادة، فإن كان كذلك فيا للتناقض! وإن كان غير ذلك فأين المدهش في المشهد؟

إن كل هذه الأوصاف التي بدرت من القوم ليست شرعية ولا اعتبار لها في الشرع للحكم على الأفراد، ثم إننا طفنا في نصوص الكتاب والسنة وأفهام علماء الملة، فلم نجد أن من قُتل مشتبكا مرتديا بزّته العسكرية حاملا عصاه جالسا على أريكته... لم نجد أن من قتل على هذه الحالة فقد سلِم مذهبه وصحّ معتقده، إنها تبعات طوفان الانحراف في العقيدة، وطغيان العاطفة على الشريعة.

وإن منهج الإسلام في الحكم على الأفراد والجماعات صحة أو بطلانا؛ لا يعتمد على ما تبثه القنوات أو تحجبه، ولا على ما تحبه الجماهير أو تبغضه، بل يعتمد على ميزان الشرع العدل، فما حكم له الشرع بالصحة فهو الصحيح، وما حكم له بالبطلان والفساد فهو كذلك، ولو جاءت بضده كل بثوث الأرض وشعوبها.

▫ المصدر: افتتاحية النبأ
صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 466
الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ
...المزيد

حسبنا أن الله يعلم ⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا سعينا بكل صدق وإخلاص لنحمي المسلمين، ونذود عن ...

حسبنا أن الله يعلم

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا سعينا بكل صدق وإخلاص لنحمي المسلمين، ونذود عن أعراضهم، ونصون دماءهم، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا نكفر أهلنا في الشام! معاذ الله، ونستبيح دماءهم! كلا والله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا حرصنا على أمن وسلامة أهلنا في الشام وأننا الوحيدون من تحمل علانية عبء مقاتلة عصابات قطاع الطرق، وملاحقة اللصوص والقتلة، فنتهم بين ليلة وضحاها أننا قتلة لأهلنا في الشام، وأصحاب المقابر الجماعية لهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما دخلنا قرية أو حيًا أو شارعًا إلا وأمن فيه المسلمون على أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، وفرّ منه اللصوص وقطاع الطرق والمجرمون، ونتهم بين ليلة وضحاها أننا نروّع المسلمين ونستبيح حرماتهم.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا تكلمنا مع كل الناس وفتحنا أيدينا لكل الجماعات، ثم نتهم أننا لا نرى إلا أنفسنا، ولا نعترف بمجاهد غيرنا، ونبخس الناس أعمالهم، حاشا وكلا.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا لم نَدَّعِ العصمة يومًا، أو نتعمد الخطأ أو نصر عليه كما نتهم.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا ما هجرنا أهلنا وديارنا، وحملنا أرواحنا على أكفنا نبذلها رخيصة في سبيل الله إلا لتحكيم شرع الله، فنصوّر بين ليلة وضحاها أننا طواغيت لا نحتكم لشرع الله والعياذ بالله.

⬬ حسبنا أن الله يعلم؛ أننا من أشد الناس على الروافض والنصيرية، وقد علموا هم أنفسهم ذلك.

• من كلمة صوتية بعنوان: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}
للشيخ أبي بكر البغدادي (رحمه الله تعالى)
...المزيد

خِفَافًا وَثِقَالا • وما زال العدد الذي نفر إلى الجهاد قليل بالنسبة للعالم الإسلامي، فأرجوا من ...

خِفَافًا وَثِقَالا

• وما زال العدد الذي نفر إلى الجهاد قليل بالنسبة للعالم الإسلامي، فأرجوا من إخواني أن يشمّروا عن أيديهم وينفروا كما أمر - سبحانه وتعالى -:{ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا } [التوبة: ٤١]، حتى ينالوا الأجر العظيم، وكفاهم عبرة وبشرى بفضل الشهيد والشهادة حديث رسول الله ﷺ الصحيح، والذي هو مفتدى بآبائنا وأمهاتنا - عليه الصلاة والسلام -، والذي هو بقتله ينقطع الوحي من السماء إلى الأرض، يتمنى أن يُقتل شهيدًا، يُعلّمنا - عليه الصلاة والسلام - عظيمَ مكانة الشهادة، فقد صحّ - عليه الصلاة والسلام - في الصحيحين، يقول: "والذي نفسُ محمدٍ بيده، لوددت أن أغزو في سبيل الله فأُقتل، ثم أغزو فأُقتل ثم أغزو فأُقتل"، لعظيم هذه المكانة فانفروا يرحمني اللهُ وإيّاكم لنصرة هذا الدين، واتباعاً لأمر الله - سبحانه وتعالى - وأمر رسوله ﷺ.

• من كلمة { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ }
الشيخ أسامة بن لادن (رحمه الله)
...المزيد

اقتلوا اليهود لقد بيّن الله تعالى صفات اليهود الكافرين في آيات كثيرة من كتابه الحكيم، ووصفهم ...

اقتلوا اليهود

لقد بيّن الله تعالى صفات اليهود الكافرين في آيات كثيرة من كتابه الحكيم، ووصفهم وصفا تفصيليا دقيقا، ولا شك أن الحكمة من هذا التوصيف الإلهي الدقيق إنما هو أخذ العبرة والعظة، والحذر والاستعداد، فينأى المسلم عن سلوك سبيل اليهود واتباع سننهم أو موالاتهم، ويحذر مكرهم، وبالضرورة؛ يستعد لحربهم وقتالهم.

ولكنّ أكثر الناس أهملوا التوصيف القرآني لليهود والمراد منه، واهتمّوا بالسرد التاريخي للأحداث بدلا من ذلك، فانحرفوا بذلك عن أصل المعركة، فحكموا على الحرب مع اليهود بأنها معركة وطنية سببها "الاعتداء على الأراضي والممتلكات"، بل صاروا يحذّرون من خطورة الانجرار إلى حرب دينية مع اليهود وكأنها تهمة!

وقد تطرق شيخ الإسلام ابن تيمية لذلك في معرض حديثه عن تاريخ اليهود فقال: "هذا الاستقراء والتتبع، يبيّن أن نصر الله وإظهاره هو بسبب اتباع النبي، وأنه سبحانه يريد إعلاء كلمته ونصره ونصر أتباعه على من خالفه". والمعنى أن ما أخبرنا به القرآن عن تاريخ اليهود إنما هو للاعتبار والاتعاظ، وليس لمجرد السرد التاريخي الذي شغل الناس بتاريخ نهاية اليهود، وأشغلهم عن بلوغ السبيل الصحيح لذلك.

ولنستعرض صفات اليهود الكافرين كما جاءت في القرآن الكريم، فقد قال تعالى عن كفر اليهود وشركهم به سبحانه: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، وعن تطاولهم وتجرئهم على الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا}، وقولهم: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ}، وعن تحريفهم وتبديلهم لكلام الله قال تعالى: {مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، وعن كتمهم للحق قال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}، وعن غدرهم ونقضهم المواثيق وقتلهم الأنبياء قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ}، وعن عدائهم الشديد للمؤمنين قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}، وعن لعنهم وقسوة قلوبهم قال: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، وعن جبنهم عند المواجهة قال تعالى: {وَإِن يُقَٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ}، وعن تعاملهم بالربا وسلبهم أموال الناس، قال تعالى: {وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَوٰاْ وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَٰطِلِ}، وعن سعيهم الدائم للإفساد والفتن قال سبحانه: {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ ويسعون في الأرض فسادا}، وعن قبولهم بالمنكر قال: {كَانُوا لَا یَتَنَاهَونَ عَن مُّنكَر فَعَلُوهُ لَبِئسَ مَا كَانُوا یَفعَلُونَ}، وعن حبهم للحياة أيّا كانت قال تعالى: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ}، وعن كبرهم وغرورهم قال: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى}، وعن حسدهم وحقدهم على المسلمين قال الله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَٰنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم}.

بل وألحق الله تعالى باليهود مَن حالفهم ووالاهم وعدّه منهم، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

وبعد كل هذا البيان والإيضاح، هل يبقى لأحد حجة في أن يزعم بأن الحرب مع اليهود ليست دينية، فإن لم تكن دينية فلن تلبث حتى تتحول إلى "مصالحات وتفاهمات" طال الزمان أم قصر، كما رأينا في كثير من الساحات التي كانت الحرب فيها أشد مما يجري في فلسطين، فكل العداوات تنتهي بانتهاء المُسبب إلا العداوة في الدين! ومعلوم في عقيدة أهل السنة والجماعة أن أوثق عرى الإيمان؛ الولاء للمؤمنين والعداء للكافرين، وهي ملة إبراهيم -عليه السلام- التي فرضها الله على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فقال: {ثُمَّ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَٰهِيمَ حَنِيفًا}، وملة إبراهيم هي قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُواْ لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱلْعَدَٰوَةُ وَٱلْبَغْضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحْدَهُ}، فهذا هو أصل المعركة، منه المبتدى وإليه المنتهى.

• المصدر: صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 376
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً