المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة • تعدُّ المفارز الأمنيّة أحد أهم أركان العمل الجـهاديّ ...

المفارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخلافة

• تعدُّ المفارز الأمنيّة أحد أهم أركان العمل الجـهاديّ في الدّولة الإسـلا، ميّة، حيث تقوم هذه المجاميع الصّغيرة بوظائف كبيرةٍ تفوق أحياناً في ثمارها ما تحقّقه جيوشٌ من المقـاتلين، وتأتي أهميّتها بشكل خاصّ كونها تعمل في المناطق الحيوية الآمنة للعـدو، فتجبره على إنفاق كمٍّ كبيرٍ من إمكاناته الماديّة والماليّة والبشريّة على إعادة تحصينها، ومنع هذه المفارز من إعادة العمل فيها، كما أنّها بعمليّاتها مهما قلّ عددها أو صغر حجمها تزرع الرّعب في قلب العـدو وأنصاره والمتعاملين معه، وتفقدهم الثّقة فيه وفي قدرته على تحقيق انتصار على جبهات القتـال في الوقت الذي لا يستطيع تأمين ظهره من ضربات الدّولة الإسلاميّة.

وتتنوّع أهداف عمليّات هذه المفـارز الأمنيّة تبعاً لطبيعة المعركة التي تخوضها الدّولة الإسلاميّة مع العدو، وسنتحدّث في هذا المقال عن أشهرها وهي (العملـيّات الأمنيّة الهجوميّة المرافقة أو الممهّدة للعمليّات العسكـريّة):

1- العملـيّات الأمنيّة الهجـوميّة: ويُقصد بها أن تعمل المفـارز الأمنية بتنسيق مع جيش الخـلافة خلف خطوط العدو، لتحقيق أهداف يستفيد منها جيش الخلافة في إضعاف وهزيمة الجيش المعــادي له، وذلك لإشغاله بتحصين ظهره في حين تكون مقدّمة جيشه منشغلة بالاشتبـاك مع جيش الخلافة.

ويمكننا أن نضرب مثالاً على هذه الحالة، العمليّة الانغمـاسيّة التي أدارتها المفـ،ارز الأمنيّة العاملة داخل مدينة البركة أثناء هجـوم جيش الخلا،فة على الفوج 46 المعروف بفوج (الميلبيّة) وذلك في (رمضان 1435 هـ)؛ ففي الوقت الذي كان النّظام النّصيريّ فيه مشغولاً بالتحضير لإرسال الإمدادات لمقـاتليه الذين يتصدّون لجيش الخلافة، اقتحـم الانغماسيّون مبنى قيادة (حزب البعث) في المدينة، الذي كان جزء منه مقرّاً لقيادة ميليشيا (الدّفاع الوطنيّ) الموالية للنّظام، وسيـطروا على المبنى حتى انتهاء العمليّة بمقـتل الانغماسيّين، وكان من نتيجة العملية فضلاً عن عشرات القـتلى وتدميـر المقرّ القياديّ، انشغال المئات من قوات النّظام داخل المدينة بتحرير المبنى، أو تأمين مقرّات أخرى، وتعزيز الحواجز في الطرقات خـوفاً من وجود انغماسييّن آخرين، ثم انشغال النّظام بسدّ الثّغرات الأمنيّة داخل المدينة عموماً، في هذا الوقت كان جيش الخلافة يعمل بحريّة أكبر لإحكام الحصار على القوّة المدافعة عن الفوج التي أصابها اليأس في النّهاية من وصول إمدادات، وحُسمت المعـركة كلّها خلال أيام قليلة بأقل الخسائر، وكان للعمليّة التي أدارتها المفارز الأمنيّة - بعد فضل الله - دور كبير في نجاحها.

والأسلوب ذاته نفّذه جيش الخلافة في المدينة نفسها بعد عام في (رمضان 1436 هـ) حيث استبقت المفـارز الأمنيّة عمليّة الهـجوم العسكريّ على المدينة، الذي تمكّنوا من خلاله من السّيطرة على أجزاء واسعة من المدينة حينها بسلسلةٍ من العملـيّات النّوعيّة، فأدارت تنفيذ عمليتين استشـهاديتين بسيارتين مفـخختين ضد مقرات قياديّة لمرتـدي PKK و(الدفاع الوطني) وعملية انغماسيّة على قيادة جيش النّظام في (ثكنة الهجّانة) ما أسفر عن تدمير المقرّين وقتل العشرات من المرتدّين فضلاً عن عددٍ من كبار قادة جيش النّظام، وبعد يوم من العمليّة دخل جيش الخلافة إلى ضواحي المدينة ليجد مقاومة ضعيفة من جيش النّظام خاصّة في الجهة التي تعرّضت لنسـف مقرّ (الدّفاع الوطنيّ) فيها، وبقي جيش النّظام طوال فترة المعـارك يسيّر دوريّات أمنيّة مكثّفة ويقوم بمداهمات في الأحياء السّكنيّة خوفاً من وجود انغماسييّن أو استشهـ،ادييّن يفاجئونه في مركز المدينة أثناء انشغال جيشه بصدّ جيش الخـ، لافة في الضواحي.

فهذه العمليات التي نفّذها عناصر قليلون من الاستشـهادييّن بإدارة المفارز الأمنيّة سببت خسائـر كبيرة للنّظام النّصيريّ، وأشغلت المئات من عناصره في محاولة منع عمليـات أخرى لم تكن موضوعةً ربّما على خطة العمل أصلاً، في حين تفرّغ جيش الخـ، لافة للهجـوم بكامل قوّته.

هذه العمليّات الأمنيّة تمثّل نموذجاً مناسباً على بعض أنواع العمليّات (التكتيكيّة) التي يمكن للمفـارز الأمنيّة أن تقدّم فيها الدّعم المباشر للقوّة المهاجـمة من جيش الخلا،فة فتربك فيها صفوف العـدو باستـهداف مراكز قيادته، فتدمّـرها وتقـ، تل من فيها من الرّؤوس، وتستنـزف قسماً كبيراً من طاقة العدو في تأمين منطقة القيادة والتّحكم التي تدير المـعارك على الجبهات وتنطلق منها الإمدادات إليها.

• مقتطف من صحيفة النبـأ - العدد 5
مقال:
المفـارز الأمنية اليد الطولى لجيش الخـلا،،فة
...المزيد

معـركة الجماعة والفصائل (4) فوضى الفصائل المسلّحة في الشام 3- إفراج النّظام النّصيريّ عن المئات ...

معـركة الجماعة والفصائل (4) فوضى الفصائل المسلّحة في الشام

3- إفراج النّظام النّصيريّ عن المئات من معتقلي سجن صيدنايا:

بعد عام من انطلاق المظاهرات ضدّه، أقدم النّظام النّصيريّ وفي خطوة مفاجئة على إطلاق سراح المئات من معتقلي صيدنايا، وكان ممن أُطلق سراحهم سجناء منتمون إلى المذاهب والتيّارات والأحزاب التي تصنّف على أنّها "إسلاميّة"، من "الإخوان المسلمين" و"السروريّة" و"السلفيّين" و"التحريريّين" و"الجـهاديّين" وغيرهم.

كان في الإعلان عن إطلاق سراح هذه الدفعة الكبيرة من المعتقلين ذوي الأحكام القاسية غاية إعلاميّة في إظهار أنَّ النّظام يبدي ليونة تجاه مطالب الثّائرين عليه، ولكن حامت فيما بعد الكثير من الظّنون والمزاعم حول الغاية الحقيقيّة للنّظام من هذا "العفو"، خاصّة بسبب نوع من سيطلق سراحهم، فهم أولاً "إسلاميّون" وبالتّالي ممارستهم للعمل ضــدّه خارج السّجن سيكون على هذا الأساس، ما سيحرم "الثّوار" من الأغطية العلمانيّة والسّلميّة التي تدثّروا بها أمام الغرب وطـواغيت العرب، وهم ثانياً ممّن جرّب الخروج على النّظام وتحدّيه، وذلك في أحداث سجن صيدنايا حيث سيطر السجناء على السّجن لمدة 9 أشهر تقريباً نتيجة عصيانهم وانتفاضتهم داخل جدران السّجن، رغم أن معظمهم رفضوها أو دخلوا فيها كارهين بحكم استـهداف النّظام لجميع المساجين، ومنع قادة الانتفاضة للسّجناء لاحقاً من الخروج من الزنازين وتسليم أنفسهم للنّظام، وبالتالي فإن إمكانية دخولهم إلى صفّ المسلّـحين أمر شبه مؤكّد، وتسلّمهم قيادة العمل أمر محتمل بحكم أعمارهم وتجاربهم وسمعتهم التي اكتسبوها من سجنهم ومن كونهم معارضين للنّظام.

رغم أنّ هذه الظّنون يمكن ردّها بأنّ النظام أفرج في الوقت نفسه عن المئات من العلمانيين، من المرتـدين المنتمين إلى حركات "المجتمع المدني"، ومرتـدي PKK والحركة الشعبية لتحرير كردستان، ومن مرتـدي البعث اليميني، بالإضافة إلى الكثير من المحكومين بقضايا التهريب، والتجسس وغيرها، وكان الجامع بين كل المفرج عنهم أنّهم كانوا قد أنهوا ثلاثة أرباع مدّة حكمهم.

وفعلاً خرج هؤلاء من السّجون على دفعات، ومع تصاعد العمل المسـلّح ضدّ النّظام بدأ الشباب يتجمّعون حول قسم من هؤلاء المفرج عنهم، بحكم الصّداقة أو القرابة أو الجوار، بحكم الثقة والانجذاب إلى السّمعة الكبيرة التي نالها معتقلو صيدنايا من انتفاضتهم، وشكّل هؤلاء كتائب مستقلّة فكانوا قادتها، أو انضمّوا إلى كتائب وفصائل موجودة، ليشغلوا فيها مناصب قياديّة، وقد كان لبعض منهم والذين أطلق عليهم فيما بعد لقب "مجموعة صيدنايا" دورٌ كبيرٌ في زيادة تمزّق السّاحة وتكاثر الفصائل واستحكام العداوات بينها، وفضلاً عن انتماءاتهم المختلفة، فإن أحداث السجن الطويلة العصيبة، جعلتهم ينقسمون إلى مجموعات وتيّارات، وزرعت بينهم من الخلافات والعداوات ما أوصلهم أحياناً إلى تهديد بعضهم بالقتـ،ـل، فلا مجال للتلاقي بينهم خارج السّجن.

4- دخول المهاجرين:

وبسبب الكمّ الكبير لهؤلاء المهاجرين، فقد دخل قسم منهم في الكتائب والفصائل الموجودة في السّاحة، وخاصّة ذات الصبغة "الإسلاميّة"، في حين اعتزل القسم الأكبر منهم هذه الفصائل مشكّلين بذلك العشرات من الكتائب والفصائل المستقلّة ذات الرايات الإسـلاميّة، والتي أُسّس معظمها على أسس إقليمية، بل على أساس الدول التي جاؤوا منها، أو على أساس اللغة بالنسبة للمهاجرين العجم، وإن دخل فيها الكثير من الأنصار لاحقاً، وتركّزت هذه الظاهرة على وجه الخصوص في منطقة الشمال (حلب وإدلب والساحل).

وتحت تأثير هذه العوامل امتلأت ساحة الشام بالفصائل المتباينة، المختلفة عن بعضها شكلاً وحجماً ومنهجاً وتبعيّةً، حتى إنّ عدد هذه الفصائل بلغ بحسب بعض الإحصائيات أكثر من 2000 فصيل، ربما اشترك العشرات منها أحياناً بالاسم نفسه دون أن يكون بينها أي ارتباط، أمّا الألقاب فكانت عجيبة، فأعطت الفصائل لأنفسها ألقاب الألوية والجيوش والفرق رغم قلة عدد عناصر معظمها إلى حد يجعل المقارنة بين اسم الفصيل وحقيقة واقعه أمراً مثيراً للسخرية.

وفي ظل هذه الفوضى الكبيرة كان ينبغي على مجـاهدي الدّولة الإسلاميّة أن يشقّوا طريقهم، ويحقّقوا الأهداف التي أوفدوا من أجلها إلى ساحة الشام.

• مقتطف من صحيفة النــبأ – العدد 5
مقال:
معـركة الجماعة والفصائل (4)
فوضى الفصائل المسلّـحة في الشام
...المزيد

معـركة الجماعة والفصائل (4) فوضى الفصائل المسـلّحة في الشام • لم يكن للقتال ضدّ النّظام ...

معـركة الجماعة والفصائل (4) فوضى الفصائل المسـلّحة في الشام

• لم يكن للقتال ضدّ النّظام النّصيريّ خطّة مسبقة أو استراتيجيّة موضوعة، وإنّما تصاعد تحت تأثير ردّ فعل الأهالي على هجمـات النّظام في محاولته إخماد الثّورة التي خرجت ضدّه، فبعد المجـازر التي ارتكبها ضدّ المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد، صار النّظام يقوم بحملات مداهمة على الأحياء والقرى لاعتقال النّاشطين والمتظاهرين، ومنذ الأيّام الأولى وجد المتظاهرون القليل من السّـلاح الخفيف، وخاصّة في المناطق ذات البعد العشائري، والمناطق الحدوديّة التي ينشط فيها المهرّبون، حيث بدأ الأهالي شيئاً فشيئاً يتصدّون للحملات الأمنيّة ببنـادق الصيد وقليل من بنـادق الكـلاشنكوف، حتى وصل الأمر ببعض المناطق أن هوجـمت حواجز النّظام ونقاطه الأمنيّة من قبل مجموعات من الشبّان المسلّـحين الذين كانوا يرافقون المظاهرات لحمايتها من هـجمات محتملة من أجهزة أمن النظام النّصيريّ، بل وبلغت هذه الهـجمات حدّ إسقاط بعض القرى والبلدات البعيدة، وإخراج عناصر النظام منها، كلّ هذا تمّ دون أن تكون هناك تنظيمات حقيقيّة أو فصائل مسلّـحة، بل اتّخذت تلك العمليّات العسكريّة شكلاً متطوّراً من عمل "التنسيقيّات" والمتظاهرين، حيث كانت المظاهرات هي الهدف الذي يسعون إلى الحفاظ عليه، في ظل انخداعهم بشعارات "السّلميّة" وتجربتَي "الثورة التونسيّة" و"الثورة المصريّة"، في حين كانت التّجربة اللّيبيّة التي لم تحسم حينئذ أمراً بعيداً عن تصوّراتهم.

تبلور العمل المسـلّح ضد النّظام النّصيريّ شيئاً فشيئاً تحت تأثير عوامل متعدّدة أهمّها:

1- التطوّر الطبيعي للعمل المسلّــح:

مع اشتداد ضـربات النظام المتمثّلة بالهجـوم على المظاهرات وساحات الاعتصام، وحملات المداهـمة على الأحياء والقرى لاعتقال المتظاهرين، وازدياد أعداد المطلوبين أمنيّاً للنظام، بات التوجّه إلى حمل السّـلاح يزداد وضوحاً، وبالتالي زادت الحاجة لتوفّر السّـلاح، وتوفير الحدّ الأدنى من التنظيم للمقـاتلين، فظهرت المجاميع في القرى والبلدات، وداخل أحياء بعض المدن، دون أن تكون لها أسماء أو هياكل حقيقيّة، وتزعَّمها في الغالب من استطاع تأمين بعض قطع السّـلاح والذّخـيرة، فاشتراها من ماله الخاص أو بأموال مجموعة من الأهالي، أو من تبرّعات التّجار والأثرياء، وهكذا ظهرت هذه "الكتائب الثّوريّة"، إلى جانب "تنسيقيّات الثّورة"، وظهر مصطلح "الثوّار" ليزاحم "المتظاهرين" على تصدّر المشهد الإعلاميّ.

2- ظاهرة المنشقّين عن جيش النظام وأجهزته الأمنيّة:

وقد بدأت هذه الظاهرة بشكلٍ فرديٍّ تطوّرت شيئاً فشيئاً إلى انشقاقات بالمئات من قبل العناصر الرّافضين للقتـال في صفّ النّظام ضد الأهالي، أو الخائفين على أنفسهم من القتـ،ل في الاشتباكات. ومع تزايد أعداد المنشقّين بدأ ظهور الفصائل المسـ،لّحة بشكلها البدائي، وأطلقت كلٌّ منها على نفسها اسم كتيبة، وأعلن كثير منها انضمامه إلى "الجيش الحر" الذي كان كياناً إعلاميّاً، أنشأه بعض الجنود المنشقّين، وجعلوا من العميد المنشق (رياض الأسعد) قائداً له، نظراً لرتبته، وتكاثرت الكتائب شيئاً فشيئاً، وكلّ من دخل هذا المشروع كان يؤمّل نفسه بأن تزداد الانشقاقات في جيش النّظام النّصيريّ حتى يصبح "الجيش الحر" مكافئاً لما تبقّى من الجيش النّصيريّ أو يحلّ محلّه، وكذلك يؤمّل نفسه بقوافل المساعدات العسكريّة، والجسور الجويّة، ودعم طائرات التّحـالف الصّلـيبيّ، وكلّ ذلكم متوقف - بظنّهم - على تشكّل "الجيش الحر" واستلامه قيادة العمل المسـلّح ضد النّظام النصيريّ، وهذا التحوّل الفكري نتج - وبلا شك - عن تطوّرات الأحداث في ليبيا، حيث تولّى طـواغيت دول الخليج وطائرات التحـالف الصلـيبيّ دعم "الثوار" وتوجيههم في حـربهم على القذافي حتى تمكّنوا من إسقاطه.

عُيّن الضبّاط والعناصر المنشقون من جيش النظام، قادة للكتائب والفصائل التي كان لبعضها أسماء ترتبط بالإسلام، وتمّ اعتبارهم أبطالاً، دون أن يفكّر أحد في نوع التّغير الذي طرأ على هؤلاء، فلا هم تابوا من عقيدة البعث، ولا هم أعلنوا البراءة من النّظام النصيري وعقائده، بل ولا هم غيروا لباسهم العسكري الذي انشقوا به عن جيش النظام، وظلوا يفاخرون بالرّتب العسكريّة التي حصلوا عليها مكافأةً لخدمتهم في جيش الطاغوت.

• مقتطف من صحيفة النـبأ – العدد 5
مقال:
معركة الجماعة والفصائل (4)
فوضى الفصائل المسلّحة في الشام
...المزيد

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق • العملية الأخيرة لجنود الخلافة والتي كان من ...

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق

• العملية الأخيرة لجنود الخلافة والتي كان من نتائجها مقتل وإصابة أكثر من 200 من الرافضة، سيكون لها بإذن الله نتائج أخرى بعيدة المدى على النظام النصيري وعلى التواجد الرافضي في دمشق منها:

- أن يعلم الرافضة أنه لا يمكن لهم أن ينعموا في الأمن داخل مدينة دمشق في الوقت الذي يقتلون فيه المسلمين في ضواحيها، وأن جنود الخلافة الذين يقتلونهم في بغداد وبيروت وحمص، قادرون بإذن الله أن يطولوهم في دمشق، وبالتالي عليهم أن يفكروا كثيرا قبل أن يقرروا الاستيطان فيها، أو حتى زيارتها لإقامة طقوس دينهم الشركي حول المزارات التي أنشؤوها لهذه الغاية.

- كسر أسطورة تأمين العاصمة دمشق التي يسعى النظام النصيري إلى إقناع أنصاره وحلفائه بها، خاصة مع التواجد الكثيف للمسؤولين الإيرانيين والروس في المدينة وأطرافها، الذين لن يسعدهم بالتأكيد سماعهم لنبأ إطلاق المفارز الأمنية التابعة للدولة الإسلامية لعملياتها في ضواحي المدينة، وبالتالي لن يطول الأمد بإذن الله حتى يضربوا في قلب العاصمة حيث أهم مقرات النظام ومراكزه الأمنية والسياسية، التي سبق لهم أن نفذوا عليها صولاتهم العظيمة، ووجهوا لها ضرباتهم المفجعة خلال السنة الأولى من انطلاق العمليات العسكرية لمجاهدي الدولة الإسلامية في الشام، والتي هاجموا خلالها قيادات الفروع الأمنية الكبرى، وقيادة أركان الجيش النصيري، ووزارة داخلية النظام النصيري، وغيرها من المقرات السيادية للنظام، وذلك قبل حادثة الغدر الشهيرة لعصبة الجولاني، التي كان من نتائجها توقف العمل الأمني للدولة الإسلامية في دمشق لسنوات.

- أن يعلم النظام النصيري أن مفاوضاته مع المنهزمين من فصائل الصحوات، ومع من لا يملكون أمر أنفسهم من معارضة الداخل والخارج، لن تجلب له الأمن، وأن الدولة الإسلامية قادرة على نقل تجربتها الناجحة مع حلفاء النظام في العراق الممثلين بالحكومة الرافضية وميليشياتها إلى الشام، وأن تنقل خبرات مفارزها الأمنية العاملة في بغداد وديالى، إلى دمشق وحمص واللاذقية، وأن حربها معهم مستمرة ما داموا على شركهم وردّتهم، وأن القتال لن يتوقف في الشام حتى يكون الدين كله لله.

إن عملية (السيدة زينب) المباركة لن تكون الأخيرة بإذن الله، وستتلوها عمليات وعمليات، متنوعة في طريقة تنفيذها، متشابهة من حيث أهدافها، متصاعدة من حيث نتائجها، ولله الأمر من قبل ومن بعد.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
عملية (السيدة زينب)
ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق
...المزيد

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق • في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو ...

عملية (السيدة زينب) ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق

• في الوقت الذي ذهب قادة الصحوات وعلمانيو المعارضة لعقد مفاوضات مع النظام النصيري في جنيف، وفي الوقت الذي اقترب فيه الجيش النصيري من إحكام سيطرته أكثر على المناطق المحيطة بمدينة دمشق وبالتالي تأمين عاصمته من الأخطار التي كانت محدقة بها طيلة السنوات الماضية، قام جنود الخلافة بتوجيه ضربة موجعة للنظام النصيري وحلفائه من الرافضة في واحدة من أهم المناطق بالنسبة إليهم في دمشق، وأكثرها تحصيناً وتأميناً، وأكثرها احتواء على الميليشيات الرافضية التي جلبتها إيران من مشارق الأرض ومغاربها، وعلى رأسها الميليشيات الرافضية العراقية، وهي منطقة (السيدة زينب) الواقعة جنوب دمشق، على الطريق الاستراتيجي الذي يربط عاصمة النظام بمطارها الدولي.

فبلدة (السيدة زينب) التي كانت سابقا منطقة سنيّة بحتة لا تواجد للرافضة فيها، باتت تتحول ومنذ أكثر من ثلاثة عقود وبتوجيه وضغط كبيرين من النظام النصيري إلى منطقة يسيطر عليها الرافضة، وذلك بفعل السياسة الإيرانية التي ركزت على السيطرة على كل القبور والمقامات والمشاهد المنسوبة لآل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في العالم، ومن ثم بناء القباب والأضرحة عليها، وتزيينها بتكاليف باهظة، ومن ثم توجيه الرافضة في كل أنحاء العالم لزيارتها وممارسة الطقوس والعبادات الشركية حولها، ثم التوسع في محيط تلك المزارات عن طريق قيام الرافضة بشراء المناطق المحيطة بها وتحويلها إلى منشآت خدمية وسياحية تقوم بخدمة الزوار الرافضة، بالإضافة إلى إنشاء الحوزات، والمعاهد الدينية، والمكتبات، التي تروج لدينهم الباطل، وهكذا تتحول هذه المناطق رويدا رويدا إلى مناطق رافضية بالكامل، يشعر المار بها كما لو أنه في النجف أو مشهد، وهو داخل مدينة دمشق التي لم تعرف في تاريخها كله هيمنة للرافضة عليها إلا بعد سيطرة النصيرية على البلاد، حيث حدث ما سبق في عدة مواقع أهمها القبر المنسوب للصحابي عمار بن ياسر رضي الله عنهما ومقام للتابعي أويس القرني رحمه الله في الرقة (اللذين دمرتهما الدولة الإسلامية بعد سيطرتها على المدينة)، ومشهد للحسين بن علي رضي الله عنهما في حلب، ومشهد آخر للحسين في المسجد الأموي في دمشق، وبجواره قبر لرقية بنت الحسين رضي الله عنهما وقبر لزينب بنت علي رضي الله عنهما في جنوب المدينة، ومواقع أخرى كانت كلها أساسا لخطة "التشييع" التي تعمل عليها الحكومة الرافضية في إيران.

دفعة أخرى تلقتها خطة "تشييع" دمشق، بنزوح عشرات الآلاف من رافضة العراق واستيطانهم في ضواحي المدينة، وخاصة في السيدة زينب وجرمانا، وخاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث قاموا بشراء العقارات، وافتتاح المنشآت السياحية الفخمة، بل وصل الأمر بإيران إلى إنشاء مستشفى عالي التجهيز في المنطقة باسم (الخميني)، بالإضافة لافتتاح مكاتب تمثيل لمعظم مراجع الرافضة العراقيين، والإيرانيين، واللبنانيين، في محيط المزار، والتي كانت أيضا مراكز لنشر دين الرفض، في عموم الشام عن طريق المندوبين الذين يتم بثهم في المدن والقرى بدعم وتمويل من الحوزات، ومكاتب المراجع، وبالتأكيد من قبل مخابرات النظام النصيري التي كانت تراقب تطور مشروع "تشييع" الشام، وتزيل العقبات التي تعترض سبيله.

خطة "التشييع" هذه والتي لاقت نجاحا لا بأس به اصطدمت بقيام الجهاد في الشام ضد النظام النصيري، الذي كاد أن يطيح بالنظام وبالرافضة في الشام عموما، حيث تدارك الرافضة الأمر بإرسالهم التعزيزات الكبيرة للدفاع عن حليفهم النصيري ومناطق نفوذهم حول المقامات والمزارات، وقد تم تسجيل أول نشاط للميليشيات الرافضية في الشام في منطقة (السيدة زينب) بحضور الميليشيات العراقية، بحجة الدفاع عن المقام والحيلولة دون وقوعه بأيدي أهل السنة، وبعد تأمينها للمنطقة وسّعت الميليشيات من نشاطها في الأحياء المحيطة بـ (السيدة زينب)، وخاصة الحجر الأسود، وطريق المطار.

العملية الأخيرة لجنود الخلافة والتي كان من نتائجها مقتل وإصابة أكثر من 200 من الرافضة، سيكون لها بإذن الله نتائج أخرى بعيدة المدى على النظام النصيري وعلى التواجد الرافضي في دمشق منها:

- أن يعلم الرافضة أنه لا يمكن لهم أن ينعموا في الأمن داخل مدينة دمشق في الوقت الذي يقتلون فيه المسلمين في ضواحيها، وأن جنود الخلافة الذين يقتلونهم في بغداد وبيروت وحمص، قادرون بإذن الله أن يطولوهم في دمشق، وبالتالي عليهم أن يفكروا كثيرا قبل أن يقرروا الاستيطان فيها، أو حتى زيارتها لإقامة طقوس دينهم الشركي حول المزارات التي أنشؤوها لهذه الغاية.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
عملية (السيدة زينب)
ضربة لمشروع "تشييع" مدينة دمشق
...المزيد

الجهاد رحمة • يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما ...

الجهاد رحمة

• يستغرب الناس من شدة المجاهدين على الكافرين، والتنكيل بهم، ويظنون ذلك تشويها لما اعتقدوا أنه الإسلام، وهم بذلك كمن ينظر لوجه واحد من العملة النقدية فقط، وسبب ذلك الاستغراب هو بعد الناس عن فهم الإسلام الحق أولا، والصورة التي يحاول الطغاة رسمها عن الإسلام، حتى لا يمسهم لهيب الحق المُبطل لسحرهم وكذبهم ثانيا، وكان للإرجاء دور مهم في تصوير الإسلام بهذا الشكل، والذي بسببه استطالت الأمم عليه، فصوّرته نفوسهم الضعيفة الرقيقة وردة بلا أشواك، مخالفين بذلك النصوص الصريحة التي تبين أن الإسلام شديد على الكفار بشتى مللهم ورحيم بالمؤمنين، وكما أنه هداية للعالمين، وهم من حيث لا يعلمون يتهمون الله عز وجل بصفات ذموها لكن الله امتدحها، فهو شديد العقاب كما أنه غفور رحيم، تعالى عما يصفون علوا كبيرا.

{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 3].

وبعد أن شرع الله الجهاد وفرضه على عباده المؤمنين، أمرهم بقتال المشركين كافة حتى يكون الدين كله لله، فإن أبوا الإسلام بعد دعوتهم دفعوا الجزية وإن امتنعوا نالهم القتل والسبي والتشريد.

وإنه لأمر عجيب أن يغيب هذا المعنى الواضح لأحكام الجهاد عن المسلمين، وهو من المعاني البينة المحكمة، والأغرب من ذلك أن تغيب حكمة الجهاد العظيمة، فالجهاد الذي يكسر شوكة الكفار، ويُقتلُ به المقاتلة منهم (أي من يحملون السلاح ويقوون على القتال)، سيكون سببا لنجاة العدد الأكبر من نسائهم وذراريهم من النار، وتلكم هي الرحمة والرأفة بالعالمين، فتعذيب الكفار بالجهاد مطلب دلت عليه الآيات الواضحة البينة، منها قوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} [التوبة: 14].

ومما لا شك فيه أن العذاب الدنيوي الذي يقع على من كفر بالله قتلا وسببا بسبب الجهاد أقل بكثير من عذاب النار الذي سينجو منه أغلبهم، إن هم آمنوا بعد زوال ظل الكفر من فوق رؤوسهم، ولو أنهم آمنوا واتقوا وتركوا شهواتهم الدنيوية لكان خيرا لهم، فما الله يريد ظلمهم، لكنهم هم من أبى إلا القتل في الدنيا والنار في الآخرة.

يعترض على هذا الفهم العميق والمبسط لرسالة التوحيد والإسلام من لم يُعَظِّم الله في نفسه، ولم يُسَرِّح طرفه في الملكوت، فظن نفسه حرا فيما يعتقد وفيما يختار، شابه في ذلك قول قوم شعيب.

{قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ} [هود: 87].

ومن ضئضئ هؤلاء خرجت أفكار حرية الاعتقاد وجواز الردة، تحت شعارات حقوق الإنسان وما شابهها من أفكار أشربت قلوب المنافقين بها، لذا كان القرآن في دعوته لرسالة الإسلام يدعو الناس للتفكر والتدبر في عظمة الخالق بالنظر إلى بديع صنعه وعجيب خلقه.

وقد انحرف كثير من المسلمين عن هذا النهج الواضح السهل، وطرحوا الإسلام بقالب أكاديمي جامد لا روح فيه، فغلبهم دعاة حرية الاعتقاد والكفر بالمنطق والجدل، ولو أنهم دعوا إلى الإسلام غضا طريا كما أُنزل على نبي الهدى والرحمة واستنّوا به وبهديه في دعوته، وكيف تلقى الصحابة الأطهار تلك الدعوة بإيمان وفهم يعظّم الخالق، فيتواضع المخلوق أمام خالقه، لا ينازعه حقوقه وعبادته، لَمَا وجدنا لدعاة حرية الكفر صوتا يعلو وفكرا ينتشر.

وأما من أبى بعد ذلك وجعل نفسه ندا لله، فكما أغرق الله أسلافه من قبل، فستصيبه قارعة بأمر الله أو ستتبادره بإذن الله سيوف من آمن بالخالق عز وجل من بعد، حتى يكون الدين كله لله، فإن تمّ أخرجت الأرض بركتها إذ حُكمت بشريعة خالقها، لتعود على هيئتها يوم خلق الله آدم عليه السلام متوازنة ومتناغمة، جاء في الحديث: (ينزل عيسى ابن مريم إماما هاديا ومِقساطا عادلا، فإذا نزل كَسَر الصليب، وقَتَل الخنزير، ووَضَع الجزية، وتكون الملة واحدة، ويوضع الأمر في الأرض، حتى أن الأسد ليكون مع البقر تحسبه ثورها، ويكون الذئب مع الغنم تحسبه كلبها، وترفع حُمَة كل ذات حُمَة حتى يضع الرجل يده على رأس الحَنَش فلا يضره، وحتى تُفِرَّ الجارية الأسد، كما يُفَرُّ ولد الكلب الصغر، ويُقوَّم الفرس العربي بعشرين درهما، ويُقوَّم الثور بكذا وكذا، وتعود الأرض كهيئتها على عهد آدم، ويكون القطف يعني العِنقاد يأكل منه النفر ذو العدد، وتكون الرمانة يأكل منها النفر ذو العدد) [أخرجه الصنعاني].

فلا نجاة للبشرية جمعاء ولا فلاح إلا بالعودة إلى الكتاب الهادي والسيف الناصر، حتى يكون الناس عبيدا لله عز وجل لا سواه، فالفطرة التي جُبل عليها الخلق لا بد أن تعود لنحيا، فبدونها الشقاء والعناء وبها السعادة في الدارين بإذن الله.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
الجهاد رحمة
...المزيد

قادة الحشد والصحوات يتساقطون في خريف الحكومة الرافضية • مضى أكثر من عام ونصف على إنشاء الحشد ...

قادة الحشد والصحوات يتساقطون في خريف الحكومة الرافضية

• مضى أكثر من عام ونصف على إنشاء الحشد الرافضي، ليكون غطاء لعشرات الميليشيات الرافضية التي تنشط في العراق منذ الغزو الأمريكي، تكبدت فيها هذه الميلشيات عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمفقودين في معاركها ضد الدولة الإسلامية، كما فقدت المئات من القياديين، والمعممين، العراقيين والإيرانيين، الذين ولغت أياديهم في دماء أهل السنة في العراق والشام، هذا عدا عن الخسائر المادية الكبيرة في السلاح والعتاد والآليات وغيرها.

هذا الأسبوع مرّ ثقيلاً على هذه الميليشيات، ليس فقط بسبب الضائقة المالية التي يعاني منها جنودها، بسبب إفلاس الحكومة العراقية، والتي امتنعت للشهر الثالث عن توزيع رواتب مقاتلي "الحشد الشعبي"، ما نتج عنه تهديد بعض فصائل هذا الحشد بالانسحاب من جبهات قتالهم ضد الدولة الإسلامية إذا تأخرت رواتبهم أكثر، وإنما أيضا بسبب فقدان هذه الميليشيات لعدد من قادتها في عدة قواطع يقتلون على يد جنود الخلافة الذين يهاجمون مواقعهم باستمرار، وينصبون لهم الكمائن والعبوات في كل مكان، ويقصفونهم دون توقف، ولا يتركون لهم فسحة للراحة أو لالتقاط الأنفاس.

أحد أهم قادة الميليشيات الذين قطف جنود الخلافة رؤوسهم هو المعمم (سيد صادق الحسيني) الذي كان يشغل عدة مناصب منها "نائب رئيس مجلس محافظة ديالى"، و"مسؤول اللجنة الأمنية" في ديالى، بالإضافة على كونه قياديا في ميليشيا "اللواء التاسع عشر" المنتمي إلى الحشد الرافضي، والذي قتله مجاهدو الدولة الإسلامية في ولاية ديالى بعبوة ناسفة مع مجموعة من مرافقيه، بالإضافة إلى خبير تفكيك عبوات، قرب مطيبيجة في منطقة العظيم شمال الولاية.

قيادي آخر في الحشد الرافضي قتله الله على أيدي جنود الخلافة شمال بغداد، أثناء هجومهم على ثكنات الرافضة قرب سدة الثرثار، هو (علي شناوي الساعدي) القيادي في ميليشيا "لواء المنتظر" الذي يتبع للمرتد الرافضي (عمار الحكيم)، ويعتبر الساعدي من أهم قادة الحشد الرافضي كونه من المقاتلين في صفوف الحرس الثوري الإيراني منذ الحرب العراقية الإيرانية، ويعتبر زميلاً لكبار قادة الحرس الثوري.

وفي ولاية الفلوجة، وبعد الهجوم الذي نفذه جنود الخلافة على ثكنات الرافضة قرب المعهد الفني في الصقلاوية، والذي أسفر عن مقتل العشرات من الرافضة وتدمير ثكناتهم، نعت ميليشيا "فرقة الإمام علي" القيادي في صفوفها المعمم (هاني الشمري) والذي كان يشغل منصب "قائد محور الصقلاوية" في الحشد الرافضي، وتتبع "فرقة الإمام علي" إلى "العتبة العلوية" التي تشرف على المقام الشركي لعلي بن أبي طالب في النجف، ويقودها الرافضي (أبو مسلم البطل).

صحوات الردة من جانبها فقدت بعضاً من قياداتها في ولاية الأنبار على وجه الخصوص، فبالإضافة لمجموعة من قادة الصحوات الذين قتلوا في العملية الانغماسية التي نفذها جنود الخلافة في المجمع السكني في البغدادي، نعت الصحوات العشائرية المدعو (عيسى حميد شرقي العلواني) قائد الحشد العشائري في الرمادي، والذي ذكرت بعض المصادر أنه قتل بعبوة ناسفة زرعها جنود الخلافة في أحد أحياء مدينة الرمادي.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
قادة الحشد والصحوات يتساقطون
في خريف الحكومة الرافضية
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة - تعساء آل سلول لا أمن لهم: • فيا أهل التوحيد ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

- تعساء آل سلول لا أمن لهم:

• فيا أهل التوحيد وجند الله في الأرض، ها هم قد تعسوا فجاؤوكم ب تاعس، فلا تنتظروا ملاقاتهم في سوح النزال، أجهزوا عليهم حيثما ثقفتموهم، فكل جندي منهم متعوس مهدور الدم وإن كان في غرفة نومه، اجلبوا عليهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم، وكذلك كل لحية مزيفة تدعى زورا وبهتانا شيخا، ولا تجعلوهم يهنؤون بدرس ولا محاضرة، فأين الغيارى الثائرون لدماء المقرن والعوفي والدندني وإخوانهم؟ وها قد ظهر لكم قاتِلوهم اسما ورسما فأين الذئاب المنفردة؟ ويا لثارات الزهراني والطويلعي والحميدي!!!

فأين من يشفي صدور المؤمنين من مشايخ آل سلول الذين كبّروا وهلّلوا لإعدام إخواننا؟ أَوَيُقتَل أهل الحق صبرا بضربة سيف الباطل؟ أوَيُعْدِمُ الأنجاسُ أهلَ الهدى ثم يعتلي أهل الضلال الملتحون المرتدون منبر القعود "تويتر" ليباركوا الإعدام ويدعوا لآل سلول ثم لا تذيقونهم حرارة سكاكينكم؟ فلا تكونن أسلحتكم من الظالمين وأعوانهم ببعيد.

إنهم ورثة بلعام بن باعوراء المسبحين بحمد الطواغيت، ولولا فتاواهم لما ثبت لطاغية عرش، ولما افتتن امرؤ في دينه إلا ما شاء الله، هم الذين يكتمون ما أنزل الله ويروجون لما قاله السلطان ووافق هواه.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سكن البادية جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن) [رواه الترمذي].

وفي رواية، عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من بدا فقد جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلاطين افتتن، وما ازداد عبد من السلطان دنوا إلا ازداد من الله بعدا) [رواه أبو داود].

هذا فيمن أتى أبواب السلاطين الظالمين؟ فكيف بمن أتى أبواب السلاطين المرتدين؟ بل كيف بمن كان بابَهم إلى كل كفر، ومفتاحَهم إلى كل شر؟!

فهؤلاء الطغمة قد دخلوا قصور الطواغيت وتمرغوا على بلاطهم، فافتُتِنوا وفَتَنوا وضلوا وأضلوا وباتوا سلما على أعداء الله حربا على أوليائه.

قال سفيان الثوري: (إن دعوك لتقرأ عليهم: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، فلا تأتهم) [رواه البيهقي]، وهؤلاء الخائنون لله ولكتابه قد دعاهم الحكام الكفرة لا ليقرؤوا عليهم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، وإنما ليقروهم على ردتهم وعداوتهم للإسلام وأهله، فكان لهم ما أرادوا واشتروا ذممهم بثمن قليل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وما الفرق اليوم بين عبد العزيز آل الشيخ وصالح الفوزان وعائض القرني ومحمد العريفي وعبد الرحمن السديس وغيرهم من بلاعمة الطواغيت، وبين الجعد بن درهم والحلاج والجهم بن صفوان؟ تغيرت الوجوه والأسماء ومناطات التكفير وبقي الكفر واحدا.

ولله در ابن القيم إذ يقول في نونيته فرحا بمقتل الجعد:

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ
قسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله
كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة
لله درك من أخي قربان

نعم مرتدون ولا كرامة، ومن أظهر لنا الكفر أظهرنا له التكفير وإن كان شيخا قد طالت لحيته، وذاع على قنوات الطاغوت صيته، فليسوا أمام تعبّد الحلاج وتنفّله لله بشيء، فقد روي عنه أنه كان يصلي في اليوم والليلة ثلاثمائة ركعة سوى الفرائض، ومع ذلك فقد قال ابن كثير: "وقد اتفق علماء بغداد على كفر الحلاج وزندقته، وأجمعوا على قتله وصلبه، وكان علماء بغداد إذ ذاك هم الدنيا" [البداية والنهاية].

نعم، من أقر أمريكا على حربها للدولة الإسلامية مرتد، ومن دخل في حزبها مرتد، ومن دعا ل تاعس بالنصر مرتد ومن فرح لانحياز جند الخلافة من أرض يحكم فيها بشرع الله فدخلها الكفار مرتد، {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}.

فاللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة • لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

• لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.

خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح

ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!

ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟

أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟

نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.

وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.

تحالف المرتدون من جديد من حكام وشرطهم وجنودهم وبمباركة شيوخهم -وكما عهدناهم وعهدنا أجدادهم من قبل- مع الغرب الكافر بكل أطيافه وأصنافه، فكان ما يسمى بالتحالف الدولي (الصليبي) لمحاربة الدولة الإسلامية -المثبتة الأركان بإذن ربها- فقصفوا ودمروا وقتلوا، تماما كأسلافهم الهمج المتعجرفين، ولكن هذه المرة تغيرت النتيجة: دولة الإسلام باقية، بل ومع كل قصف فتح جديد وبيعة جديدة.

فشل ذريع وفضيحة كبرى لأعظم تحالف عرفه التاريخ ضد الإسلام وأهل التوحيد، فدبروا وقدروا وأبرموا حلفا جديدا ولكن هذه المرة مرتد بحت، وحاملة لواء الردة فيه وكالعادة ما تسمى بـ "السعودية"، وقد أسموه "التحالف العسكري الإسلامي"، وأسميته "تاعس"، اختصارا لمبناه، واحتقارا لمعناه، فتعسا لهم ونكسا وبؤسا!

عن نفسي لقد فرحت كثيرا لهذا التحالف الجديد، ورددت قول ربي المتعال: {لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، وكيف لا أفرح وأنا أرى تدبير القدير في هؤلاء المرتدين، أتون الحرب، هكذا سيكونون وهكذا يجب أن يكونوا، فعلى الأمة الخلاص منهم أولا حتى يَخلو لجند الخلافة بعدها وجه أمريكا ومن في حزبها، ويا لثارات الموحدين من المرتدين!

فما من مجاهد في دولة الإسلام إلا ويقاتل وعيونه على مرتدي أرضه التي منها خرج، كلٌّ ينتظر العودة فاتحا، ودون الفتح أنهار من دماء المرتدين النجسة، وأكداس من أشلائهم العفنة، وليؤذنن فوق جماجمهم في كل قطر منا مؤذن: الله أكبر! دين الله غالب!، و{إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا}.

كم رددت الألسنة وهي ترى الردة ترغو في ديار المسلمين، قديما: ردة ولا أبا بكر لها، كنا نهمس بها بمرارة وضعف، أما اليوم فنهتف بها عاليا لتصم آذان الكفر والنفاق: ردة وأبو بكر لها، ردة باردة لا تسخنها إلا حرارة سيوف حفيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا ...

• جهاد المرتدّين قبل الكفار الأصليين

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والصدّيق وسائر الصحابة بدؤوا بجهاد المرتدين قبل جهاد الكفار من أهل الكتاب، فإن جهاد هؤلاء حفظ لما فُتح من بلاد المسلمين وأن يدخل فيه من أراد الخروج عنه، وجهاد من لم يقاتلنا من المشركين وأهل الكتاب من زيادة إظهار الدين، وحفظ رأس المال مقدم على الربح" [مجموع الفتاوى].

هكذا إذن، حفظ رأس المال مقدم على الربح، فهل أبقى مرتدو اليوم من أمراء أشقياء ورؤساء خبثاء رأس مال أصلا؟ أم أنهم قد ضيعوا الدين وعاثوا في الأرض فسادا، وأهلكوا الحرث والنسل؟ وفقأ الله كل عين لا تراهم اليوم أولياء للكفرة أو تشك في ردتهم.

قال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: "واعلموا أن الأدلة على تكفير المسلم الصالح إذا أشرك بالله، أو صار مع المشركين على الموحدين ولو لم يشرك، أكثر من أن تحصر، من كلام الله، وكلام رسوله، وكلام أهل العلم كلهم" [الدرر السنية].

فالأدلة طافحة في تكفير من ناصر الكفار على المسلمين ولو بشق كلمة، فكيف بمن فتح دوره لليهود والنصارى وقال هيت لكم، استحلوا الدماء واستبيحوا الأعراض وانهبوا الثروات!

روى ابن أبي حاتم، عن محمد بن سيرين، قال: قال عبد الله بن عتبة: "لِيَتَقِ أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا، وهو لا يشعر، قال: فظنناه يريد هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، إلى قوله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}".

وقال ابن حزم الأندلسي: "صح أن قوله (تعالى): {وَمَن يَتَولّهُم مِّنكُمْ فإِنَّهُ مِنْهُم} إنما هو على ظاهره بأنه كافر من جملة الكفار، وهذا حق لا يختلف فيه اثنان من المسلمين" [المحلى].

وقال الشيخ حمد بن علي بن عتيق رحمه الله: "وكذلك من تولى الترك، فهو تركي، ومن يتولى الأعاجم فهو عجمي، فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين أو غيرهم من الكفار".

وكذا من تولى أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيران وغيرهم فهو منهم.

لقد بحت حناجر الصادقين من مشايخ ومجاهدين، وهم يصدعون بكفر حكام العرب قاطبة، ولكن قاتل الله التجهم وبلاعمته، الذين ضلوا في مسمى الإيمان والكفر، وقالوا الإيمان مجرد المعرفة، أو الاعتقاد، وأحسنهم حالا من زاد نطق الشهادتين، فنخروا جسد الأمة بشبهاتهم الموبوءة، فلا ضير من أن تستبدل بالشريعة الإلهية القوانين الوضعية، أو أن ترتدي صليبا، أو توالي كافرا، أو تأتي بمشرك على ظهر أباتشي أو (إف 16) إلى جزيرة العرب، أو تقبل بدين آخر غير الإسلام وتقيم له المحافل تحت مسمى حوار الأديان، والله (تعالى) يقول: {وَمن يَبتغِ غَيْرَ الإِسلامِ دِينًا فَلنْ يُقْبلَ مِنهُ وَهُوَ فِي الْآخرةِ مِنَ الخَاسِرينَ}، أو تضخ أموال المسلمين في خزائن الصليب لتكافح الإسلام وأهله، لا ضير من كل ذلك طالما أن منبر الحرم بات مذياعا للكفر، محاربا لله ورسوله، ظهيرا لأمريكا وأذنابها، وهكذا أغلق باب الردة، وأوصد باب الولاء والبراء، وأقفل باب الجهاد، ولولا أن الله تعالى حافظ لكتابه العزيز، لطمست آيات وآيات.

خيل الصليبيين عاثت في الحمى
وعلا عروش الملك أرعن نابح
سلوا خناجر غدرهم وبدا لنا
من كل صوب صِلُّ غدر طافح

ولكن شاء الله تعالى أن تقوم دولة الإسلام من جديد، وتعود للدين هيبته، وإن سأل سائل كيف؟ فأقول له: بينك وبين الحق -بعد هداية الله تعالى- تحريك فأرة وضغطة زر، اختر أي متصفح شئت واكتب في خانة البحث "دولة العراق الإسلامية"، ثم ابدأ رحلة الشجون، رحلة الاستضعاف والخوف، رحلة الحاجة والفقر، رحلة الأسر والبتر، رحلة الجوع والعطش، رحلة الحر والقر، رحلة الصحراء والتشريد، رحلة الجهاد والاستشهاد!

ألم تك راية التوحيد قامت
من الأشلاء تختضل اختضالا
ألم تُسقَ بهبهب من وريد
أذل الكفر إذلالا وهالا؟
أما سالت من الثرثار روح
تحث على معاركنا الرجالا؟

أم أنك أيها السائل تظن أن زمان العزة هذا قد عاد دونما ثمن؟ بل بأثمان وأثمان! أو تظن أن الدولة الإسلامية التي بات العالم بأسره لا ينام ولا يصحو إلا على فعالها وأمجادها قد عادت دونما بذل وعطاء؟ أو تظن أن الحكم الطاغوتي قد كسر، وأشرقت الخلافة على منهاج النبوة دونما تمحيص وابتلاء؟

نعم لقد عادت دولة الإسلام رغم كيد كل كافر ومرتد ومنافق، عادت لأن الغلبة لهذا الدين، وإن رغمت أنوف الصليبيين وطواغيت العرب وأحبارهم.

وما إن عادت حتى وقف العالم أجمع على أنامله، فقالت أمريكا المتغطرسة كعادتها: أنا أكفيكموها! فأبرقت وأرعدت ظانة أن دولة الإسلام تنظيما هلاميا، أو حزبا شركيا، أو جماعة سلمية، ولكن سرعان ما عادت أدراجها ولسان حالها: لا قِبل لي بالخلافة وجندها، أين شركائي من العرب والعجم؟ فاجتمع الأحزاب من جديد، صليبيون ويهود وملاحدة ومرتدون ومائة سطر فوق "مرتدون"، فعنهم مدار مقالتي وحديثي.

• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة بسم الله القوي القائل: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ ...

طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة

بسم الله القوي القائل: {جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ}، والصلاة والسلام على النبي القائل: (اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب، اللهم اهزم الأحزاب وزلزلهم)، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد:

فإنه وبعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- عصفت بالأمة محنة كادت تزري بها وتطيح بهيبة الدولة الإسلامية، إذ ارتدّت عن دين الإسلام أغلب قبائل العرب، ولكن الله سبحانه قدﱠر فلطف، فسخر لأمتنا رجلا، عزم على التصدي للمرتدين، الذين لم يحكموا بغير ما أنزل الله، ولم يوالوا مشركا أو يحالفوا كافرا، ولم يجعلوا من ديارهم قواعد عسكرية ينطلق منها علوج الكفر للإغارة على المسلمين، وإنما ارتدوا عن دين الله لمجرد امتناعهم عن أداء ثالث ركن من أركان الإسلام، ففرقوا بين الصلاة والزكاة، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وعن أبيها قالت: "قُبض النبي -صلى الله عليه وسلم- وارتدت العرب، فنزل بأبي ما لو نزل بالجبال الراسيات لهاضها، ارتدت العرب واشرأب النفاق بالمدينة، فوالله ما اختلف الناس في نقطة إلا طار أبي بحظها وعنائها" [رواه أحمد].

فجيّش الصديق رضي الله عنه وأرضاه للمرتدين أحد عشر جيشا، وقاتلهم قتالاً لا هوادة فيه، وإن خالفته حينها الأمة بأسرها وعلى رأسهم الفاروق عمر رضي الله عنه بادئ الأمر، فعن أبي هريرة قال: "لما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أبو بكر استُخلف بعده وكفر من كفر من العرب، فقال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على الله)؟ فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا [وفي رواية: عقالا] كانوا يؤدونها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق" [متفق عليه].

مفارقة عجيبة حقا؛ فالمتأمل في شخصية أبي بكر وشخصية عمر رضي الله عنهما، يرى أن من قرر خوض قتال المرتدين هو الصدِّيق، ذاك الأسيف الحليم، ومن عارضه هو الفاروق، ذاك الشديد قوي الشكيمة، فأخمد الله (تعالى) بالصديق ما قد اضطرم من نيران الردة.

نور رباني وهداية إلهية بحتة لخليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن حكم الردة أغلظ من حكم الكفر الأصلي، ولأن خطر المرتدين على الأمة أشد وأعظم من خطر الكفار الأصليين، جعل الله تعالى عقوبة المرتد أشد وأعظم من عقوبة الكافر الأصلي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلي" [مجموع الفتاوى].

وقال أيضا: "وقد استقرت السنة بأن عقوبة المرتد أعظم من عقوبة الكافر الأصلي من وجوه متعددة، منها أن المرتد يقتل بكل حال ولا يضرب عليه جزية، ولا تعقد له ذمة، بخلاف الكافر الأصلي الذي ليس هو من أهل القتال، فإنه لا يقتل عند أكثر العلماء كأبي حنيفة ومالك وأحمد، ولهذا كان مذهب الجمهور أن المرتد يقتل كما هو مذهب مالك والشافعي وأحمد، ومنها أن المرتد لا يرث ولا يناكح ولا تؤكل ذبيحته، بخلاف الكافر الأصلي إلى غير ذلك من الأحكام" [مجموع الفتاوى].

انظر -رحمك الله- أنك متى ما أردت أن تعامل مرتدا وكافرا أصليا وفق الشرع فعليك أن تدعو الثاني للإسلام أولا، وإن أبى فجزية ويبقى السيف آخر الطب معه. أما المرتد فيُقاتَل ويُقتَل والمهدِر لدمه هو الكفر بعد الإيمان، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإنه لو لم يُقتل ذلك -المرتد- لكان الداخل في الدين يخرج منه؛ فقتله حفظ لأهل الدين وللدين؛ فإن ذلك يمنع من النقص ويمنعهم من الخروج عنه" [مجموع الفتاوى].

والصحابة رضوان الله عليهم قد التزموا بهذا الأمر، وساروا على هذا النهج في تعاملهم مع من بدل دينه؛ وقد كان معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما أميرين في اليمن، فزار معاذ يوما أبا موسى فإذا رجل موثق، فقال معاذ: "ما هذا؟"، قال أبو موسى: "كان يهوديا، فأسلم ثم تهوّد"، ثم قال: "اجلس"، فقال معاذ: "لا أجلس حتى يُقتل قضاءَ الله ورسوله" -ثلاث مرات- فأمر به فقُتل [رواه البخاري].


• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

مقال:
طواغيت.. ومرتدون.. ولو تعلقوا بأستار الكعبة
...المزيد

قلوب معلقة بالله.. وقلوب معلقة بالطائرات • إن أهم الفروق بين جيش الخلافة وغيره من جيوش الأرض، أن ...

قلوب معلقة بالله.. وقلوب معلقة بالطائرات

• إن أهم الفروق بين جيش الخلافة وغيره من جيوش الأرض، أن العقيدة العسكرية لهذا الجيش تنبني على قاعدة صلبة، وهي أن القتال عبادة من العبادات يقصد منها التقرّب إلى الله تعالى، بأداء ما افترضه على المؤمنين به، وبما عنده من ثواب وعقاب، وبقدر نجاح المجاهدين في أداء هذه العبادة حق الأداء، يعدّ القتال صحيحاً بغض النظر عن النتائج، فالعبد المجاهد ليس مأمورا بتحقيق النصر على الأعداء، وإنما هو مكلف فقط بإخلاص النية في جهاده لله وحده، وبذل أقصى ما يستطيع من جهد، وأقصى ما يملك من الإمكانات في سبيل إزالة الشرك، وإقامة حكم الله تعالى في الأرض، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما النصر فهو معلق بمشيئة الله، من حيث الزمان والمكان والكيفية.

لذا لا يستغرب العارف بالحال، مدى السكينة والطمأنينة التي يحافظ عليها جنود الدولة الإسلامية وقادتها، رغم ما يصيبهم من جراحات وقتل، بل حتى عند انحيازهم من مساحات من الأرض، بعد أن بذلوا وسعهم في دفع الكفار عنها، فتجدهم ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، ولا ضعفوا، ولا استكانوا، بل تستمر حربهم على المشركين كافّة كما لو أنها قد بدأت للتو، حربا لا تنتهي، تتوارثها أجيال من المجاهدين، كلٌ منهم يقول: اللهم اغفر لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وألحقنا بهم، وارزقنا ما رزقتهم من الشهادة والرضوان.

أما أعداؤهم على الأرض فإنما يقاتلون في سبيل طاغوت يعبدونه، ويستعينون به على قتال الدولة الإسلامية، يستمدّون قوتهم الهشة منه، وشتان شتان بين من يعتمد على القوي الباقي، وبين من يعتمد على الضعيف الزائل.

فالرافضة والبيشمركة على سبيل المثال، إنما يستمدون قوتهم من الصليبيين الأمريكيين، ولولا دعم هؤلاء وحمايتهم لهم لما قامت لهم قائمة في أرض العراق، فلما أُنهكت أمريكا في حربي العراق وخراسان، واضطرت للاستمرار في إحداهما واختارت خراسان، لم يستغرق المجاهدون سوى سنوات قليلة لتدمير قوتيهما (الرافضة والبيشمركة)، واستطاع بضع مئات من المجاهدين أن يهزموا عشرات الألوف من المرتدين ويدفعوهم للهرب أمامهم، بل وذبحوا الآلاف منهم، وكادت بغداد وأربيل أن تسقطا بيد المجاهدين، فاضطرت الولايات المتحدة لتعود بجيشها وطائراتها وأموالها ومستشاريها العسكريين والسياسيين، وتستعين بحلفائها، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

وها قد مرّ أكثر من خمسمائة يوم من القصف الجوي الشديد، نفّذت فيها الولايات المتحدة أكثر من عشرة آلاف غارة جوية، ورغم ذلك لم تتمكن أمريكا وحلفاؤها من استعادة أكثر من جزء بسيط من مجموع ما فتحه الله على المجاهدين خلال أيام قليلة بعد فتح الموصل، واليوم يعلن الجيش الأمريكي الصليبي اضطراره للنزول إلى الأرض، لدعم حلفائه الفاشلين الذين لا يمكنهم الاحتفاظ بشبر من الأرض دون غطاء جوي كبير، وإذا ما غاب هذا الطيران عنهم ساعات قليلة سارعوا بالهرب من مواقعهم مع أول هجوم يشنّه عليهم جنود الخلافة، وهذا ما رأيناه جليّا في المعارك الأخيرة في حديثة وبعشيقة وسدّة سامراء ومحيط تكريت وغيرها.

إن جيوش الصليب لا يمكن أن تبقى هنا للأبد، كما أن طائراتهم لا يمكن لها أن تبقى متفرغة لنجدة المرتدين من الرافضة والبيشمركة والنصيرية والصحوات إلى الأبد، فالدولة الإسلامية -بفضل الله- قد بدأت توسّع نطاق المعركة وستستمر في ذلك حتى تصبح في اتساعها وقوتها أكبر من قدرة أولئك الكفار على تحمّل تكاليفها بإذن الله، لذا نجدهم يتعجّلون حسم المعركة في العراق والشام، ليتداركوا ما يمكن تداركه في سيناء وليبيا واليمن وخراسان وغرب إفريقية، بل ويعالجوا كوابيسهم في الجزائر والقوقاز والفلبين وغيرها من المناطق التي يخشون أن يباغتهم جنود الخلافة فيها، فضلا عن ذلك فهم منهمكون في تحصين أمنهم الداخلي الذي بات مهددا من عمليات المفارز الأمنية، والذئاب المنفردة، الذين توجههم الدولة الإسلامية لضرب الصليبيين في عقر دارهم.

ومن ينظر إلى مقدار ما فتح الله به على المجاهدين خلال العامين الأخيرين بعد سنوات من الضعف، وقلة ذات اليد، واللجوء إلى الصحاري والقفار، يدرك حقيقة المأزق الذي وقع فيه الكافرون، ويدرك يقينا أن الأمر قد اتسع عليهم، وأن إمكانياتهم المتراجعة واقتصاداتهم المتهالكة باتت أضعف من أن تواجه الأمر، فأمر الإسلام بات -بفضل الله- في اتساع وعلوّ، وأمر المشركين بات في انحسار وهبوط، والعاقبة للمتقين.

• صحيفة النبأ – العدد 16
السنة السابعة - الثلاثاء 22 ربيع الآخر 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
قلوب معلقة بالله.. وقلوب معلقة بالطائرات
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً