(الرباط والطريق إلى الشهادة) • منذ تجديد الجهاد قبل أكثر من ثلاثين عاما، ذكر أمراء الجهاد أن ...

(الرباط والطريق إلى الشهادة)

• منذ تجديد الجهاد قبل أكثر من ثلاثين عاما، ذكر أمراء الجهاد أن الجهاد لكل شخص يتضمن خطوات على طريق الشهادة، إذ يهاجر المرء أولاً إلى أراضي الجهاد (والهجرة هي الآن إلى دار الإسلام)، ثم يبايع على السمع والطاعة للأمير (والبيعة الآن للخليفة) والاعتصام بالجماعة (وهي الآن الخلافة)، ثم يعد العدة للتدرب في المعسكرات، ثم يرابط صابرا لأشهر ويخدم ساعات غير معدودة في الحراسة، ثم يُقاتِل ويَقتُل من يستطيع من العدو الكافر، ثم في النهاية يفوز بالشهادة، هذه الخطوات مبنية على نصوص من القرآن والسنة تربط هذه الأعمال بعضها ببعض، وعلى الخبرة المكتسبة من العيش في الجهاد يوما بعد يوم، وعلى مشاهدة الشهداء وقوافلهم، ولا شك أن هناك استثناءات في كل حين، كالمهاجر الذي يستشهد في معسكر التدريب أو المرابط الذي يستشهد في أول يوم من رباطه، لكن هذه الخطوات التي ينبغي أن يتمسك بها كل مجاهد حتى يزيد من ثمار جهاده، وإلا كيف يتوقع المرء أنه سيصبر في ساحة المعركة الشرسة وهو لا يستطيع أن يتحمل مشقة الرباط؟

نسأل الله تعالى أن يكرم كل مسلم بنعمة الرباط على ثغور الخلافة وأن يرزقه الصبر المحمود ليكون سببا لثباته حتى يلقى الله جل في علاه.


■ المصدر: مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 19
السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
فضائل الرباط في سبيل الله
...المزيد

(الرباط وأفضل الجهاد) • عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول ...

(الرباط وأفضل الجهاد)

• عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكا ورحمة، ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن أفضل رباطكم عسقلان) [رواه الطبراني بإسناد حسن]. يتكادمون: أي يعض بعضهم بعضا.

هناك روايات مشابهة تبين أن الرباط يكون أفضل الجهاد بعد انتهاء عصر الملوك الرحماء من الخلفاء، أثناء عصر الملوك المسلمين الظلمة، وكان ذلك قبل عصر الطواغيت المرتدين، والذي انتهى -إن شاء الله- بتجديد الخلافة، والله أعلم.

قال الإمام أحمد رحمه الله: "ليس يعدل الجهاد عندي والرباط شيء، والرباط دفع عن المسلمين، وعن حريمهم، وقوة لأهل الثغر ولأهل الغزو، فالرباط أصل الجهاد وفرعه، والجهاد أفضل منه للعناء والتعب والمشقة... أفضل الرباط أشدهم كَلَباً" [المغني].

وعليه، إذا لم يكن هناك حاجة لمزيد من المرابطين (وهو أمر لا يقرره سوى الإمام)، ولم يفضل المرء المعركة على الرباط بسبب قلة صبره أو غروره بعمله، وكان المرء مرابطا في أغلب وقته وسيعود إلى الرباط بعد المعركة، فإن القتال أفضل لما فيه من مخاطر ومشقة، وإلا على المرء أن يعرف أن التفكير في ترك الرباط لا ينبغي للمجاهد الصادق، ويصل هذا الترك إلى كبيرة من الكبائر إن تضمن الإعراض عن الرباط الضروري أو عصيان أوامر الأمراء، بل يصبح خطر التفكير هذا أشد عندما نرى الصليبيين والمرتدين لا يكلّون من التخطيط ومحاولة الهجوم على أراضي الدولة الإسلامية ومناطقها.

(هداية الله وبركته للمرابطين)

قال سفيان بن عيينة رحمه الله: "إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور فإن الله يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]" [تفسير ابن أبي حاتم: تفسير القرطبي].

وعزا شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله- هذه الحكمة إلى الأوزاعي وابن المبارك والإمام أحمد وغيرهم أيضا [مجموع الفتاوى؛ مدارج السالكين].

وبعد ذكر هذا الأثر عن ابن المبارك والإمام أحمد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وبالجملة إن السكن بالثغور والرباط والاعتناء به أمر عظيم، وكانت الثغور معمورة بخيار المسلمين علما وعملا، وأعظم البلاد إقامة بشعائر الإسلام وحقائق الإيمان والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان كل من أحب التبتل للعبادة والانقطاع إلى الله وكمال الزهد والعبادة والمعرفة يدلّونه على الثغور" [جامع المسائل].

وبوّب المنذري -رحمه الله- في كتابه "الترغيب والترهيب" فصلا بـ "ترغيب الغازي والمرابط في الإكثار من العمل الصالح من الصوم والصلاة والذكر ونحو ذلك"، وذكر فيه الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا)، ثم ذكر المنذري أحاديث كثيرة دالة على أن أجر العبادة في الجهاد مضاعف، ثم قال: "والظاهر أن المرابط أيضا هو في سبيل الله، فيضاعف عمله الصالح كما يضاعف عمل المجاهد" [الترغيب والترهيب]، وإن الفرصة للقيام بالأعمال الصالحة في الرباط هي أكبر من الفرصة لذلك في المعركة، فإن المرابط يستطيع أن يصلي ويصوم ويقرأ ويعلم غيره إلى غير ذلك بسهولة، بينما المقاتل مشغول بشدة المعركة، والتي أحيانا تضطره إلى الإفطار في رمضان وتأخير الصلاة الواجبة (جمع تأخير).

وهذه الآية وهي قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]، تبين أن طلب العلم أثناء الرباط مبارك بهداية الله لعبده، والمرابط يستطيع أن يحفظ القرآن ويدرس تفسيره ويحفظ الحديث ويدرس معناه ويدرس التوحيد والإيمان والتفسير والزهد والفقه والسيرة، وعندما يدعو الله أن يمكنه من العمل بعلمه الذي تعلمه، سيجد دعاءه مستجابا، وأن الله تعالى منحه الهداية الموعودة، وأن رباطه -إن شاء الله- سيثبت علمه في قلبه ويبقي أثره على لسانه وجوارحه، وهناك أحاديث تبين أيضا أن الرباط يضاعف بركات العبادات الأخرى التي يقوم بها المرابط في الثغور.


■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19
السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
فضائل الرباط في سبيل الله
...المزيد

(فضل من رابط يوما) • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما ...

(فضل من رابط يوما)

• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها) [رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد].

وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان) [رواه مسلم عن سلمان].

وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل) [حسن: رواه الترمذي والنسائي عن عثمان بن عفان].

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: (رباط يوم في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين: مسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم) [سنن سعيد بن منصور].

والذي ييسر فهم هذا الأجر العظيم في الرباط هو معرفة المرء أن العُبّاد -بما فيهم العلماء- لا يستطيعون القيام بعباداتهم لولا المرابطون على الثغور، ولو أن المرابطين تركوا مواقعهم ولم يحموها، لصارت كل مدن المسلمين وقراهم مهددة بالغزو والنهب من قبل الكافرين، لذلك قال العلماء إن المرابط له أجر كل مسلم خلفه يعبد الله، حيث أن رباطه يمكنهم من الخشوع في عباداتهم، كما أن المسلم الذي يعتني بأهل المجاهد في غيابه له أجر غزوه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا) [رواه البخاري ومسلم عن زيد بن خالد].

■ (السلف وأربعون يوما من الرباط)

جاء رجل من الأنصار إلى عمر بن الخطاب فقال: "أين كنت؟" قال: "في الرباط" قال: "كم رابطت؟" قال: "ثلاثين" قال: "فهلّا أتممت أربعين" [مصنف عبد الرزاق].

وإن ابناً لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- رابط ثلاثين ليلة ثم رجع فقال له ابن عمر: "أعزم عليك لترجعن فلترابطن عشرا حتى تتم الأربعين" [مصنف ابن أبي شيبة].

وقال أبو هريرة رضي الله عنه: "تمام الرباط أربعون يوما" [مصنف ابن أبي شيبة].

بسبب هذه الآثار وغيرها، عندما سئل الإمام أحمد "هل للرباط وقت؟"، أجاب "أربعون يوما"، قال إسحاق بن راهويه: "[هو] كما قال" [مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه]، وهذه الآثار تدل على أن الأفضل للمرء إذا رابط أن يرابط أربعين يوما أو أكثر قبل أن يعود ليستريح، وهذا هو الرباط على منهج السلف.

■ (فضل من مات مرابطا)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله، فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة ويؤمن من فتنة القبر) [صحيح: رواه أبو داود والترمذي عن فضالة بن عبيد].

وقد ذكرنا الحديث المرفوع الذي رواه مسلم عن سلمان الفارسي رضي الله عنه: (وإن مات فيه [أي في الرباط] جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن من الفتان) [رواه مسلم عن سلمان].

هذا الميتة العظيمة وهذا الأجر المضمون لكل مرابط توفي في رباطه حتى ولو كان سبب موته مرضًا أو كبرَ سن أو حادثًا عاديًّا، وما أزكاها عندما تكون شهادة سببها القصف الجوي من قبل الصليبيين وحلفائهم المرتدين!

إن نمو عمل الميت ذُكر في حديث آخر، (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) [رواه مسلم عن أبي هريرة]، وإن أجر الصدقة والعلم والولد باق ما دامت الصدقة جارية وما دام ينتفع بعلمه وما دام ولده يدعو له، كما هو مفهوم هذا الحديث ومنطوق غيره، بينما نمو أجر من مات مرابطا هو مستقل عن أي شرط آخر، وهذا ليس إلا للمرابط! وهذا الأجر غير مذكور لشهيد المعركة، بل للمرابط الذي ربما مات في رباطه بكبر سنه أو مات في نومه مستريحا! وما أشرفها من ميتة! وهذا أكبر محرض يدعو المرء ليطلب من الله أشرف ميتة، الشهادة في سبيل الله في الرباط.


■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19
السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
فضائل الرباط في سبيل الله
...المزيد

فضائل الرباط في سبيل الله ■ (الأمر بالرباط) قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ...

فضائل الرباط في سبيل الله

■ (الأمر بالرباط)

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].

قال ابن عباس (رضي الله عنهما): "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا} على طاعة الله {وَصَابِرُوا} أعداء الله {وَرَابِطُوا} في سبيل الله" [تفسير ابن المنذر].

وكتب أبو عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، يذكر له جموعا من الروم، وما يتخوف منهم، فكتب إليه عمر: "أما بعد، فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزل شدة، يجعل الله له بعده فرجا، وإنه لن يغلب عسرٌ يسرين، وأن الله يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]" [رواه مالك في الموطأ].

وقال الحسن البصري -رحمه الله- في تفسيرها: "أمَرَهم أن يصبروا على دينهم، ولا يدعوه لشدة ولا رخاء، ولا سراء ولا ضراء، وأمرهم أن يصابروا الكفار، وأن يرابطوا المشركين" [تفسير الطبري].

وقال زيد بن أسلم رحمه الله: "اصبروا على الجهاد، وصابروا عدوكم، ورابطوا على عدوكم" [تفسير الطبري].

وقال قتادة رحمه الله: "أي اصبروا على طاعة الله، وصابروا أهل الضلالة، ورابطوا في سبيل الله {وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]" [تفسير الطبري].

وقال محمد بن كعب القرظي رحمه الله: " {اصْبِرُوا} على دينكم، {وَصَابِرُوا} الوعد الذي وعدتكم عليه، {وَرَابِطُوا} عدوي وعدوكم حتى يترك دينه لدينكم" [تفسير ابن المنذر].

في هذه الآية الكريمة أمر بالرباط المعروف في سبيل الله بالثغور كما فسرها عمر وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم، والحسن البصري وقتادة وزيد بن أسلم ومحمد بن كعب من التابعين رحمهم الله.

أما الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفيه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطى إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط"، فالحديث مثل الأحاديث التي فيها "المجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله"، و "المهاجر من هجر ما كره الله"، و "الإسلام طيب الكلام وإطعام الطعام"، فهو لا يقصر معنى الرباط على انتظار الصلاة بعد الصلاة ولا يفهم من لفظه أن الحديث تفسير للآية، ولذلك قال الطبري -رحمه الله- في تفسيره، بعدما روى الحديث عن أبي هريرة: "قوله {وَرَابِطُوا} معناه: ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم من أهل الشرك، في سبيل الله، وأرى أن أصل الرباط: ارتباط الخيل للعدو، كما ارتبط عدوهم لهم خيلهم، ثم استعمل ذلك في كل مقيم في ثغر، يدفع عمن وراءه من أراده من أعدائهم بسوء، ويحمي عنهم من بينه وبينهم، ممن بغاهم بشر كان ذا خيل قد ارتبطها، أو ذا رجلة لا مركب له وإنما قلنا: معنى {وَرَابِطُوا} ورابطوا أعداءكم وأعداء دينكم، لأن ذلك هو المعنى المعروف من معاني الرباط، وإنما توجه الكلام إلى الأغلب المعروف في استعمال الناس من معانيه دون الخفي، حتى يأتي بخلاف ذلك ما يوجب صرفه إلى الخفي من معانيه حجة يجب التسليم لها من كتاب أو خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو إجماع من أهل التأويل" [تفسير الطبري].

قال ابن قتيبة رحمه الله: "[أي] ورابطوا في سبيل الله، وأصل المرابطة الرباط: أن يربط هؤلاء خيولهم، ويربط هؤلاء خيولهم في الثغر، كلٌّ يعد لصاحبه، فسمي المقام بالثغور رباطا" [غريب القرآن].

وكثير من الناس لا يميزون بين الرباط والحراسة، فربما يكون المرء مرابطا ولا يكون حارسا، فالمرابط بالثغر ينام ويأكل ويمارس الرياضة ويتكلم مع أصحابه ويقرأ ويصلي قبل نوبة حراسته أو بعدها، وربما يكون مرابطا بالثغر يطبخ لغيره من المرابطين ويخدمهم وينتظر ويستعد لحماية الثغر ضد أي محاولة من الكفار للهجوم، لكن ليس له أي نوبة حراسة لاحتياج المجاهدين له في خدمة أخرى أثناء رباطه إن قرر ذلك أمراؤه، وهو مرابط حتى لو لم تأت نوبة حراسته أو لا تأتي لفترة بعيدة أو لن تأتي أبدا، ما دام ملتزما بها مخلصا فيها إذا جاءت، وهو مرابط حتى لو كان الثغر الذي يحميه هادئا، وإن كان الأجر لحماية الثغور الخطيرة أكبر، والحراسة درجة أعلى من الجهاد أكرمه الله تعالى بها أثناء رباطه، وتجب عليه إذا ما أمره أمراؤه بها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" [حسن: رواه الترمذي عن ابن عباس]، ما أعظمه من شرف أن يتعب المرء عينيه في حماية المسلمين!


■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19
السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ

مقال:
فضائل الرباط في سبيل الله
...المزيد

الكرد.. وخريف القوميات • لم يتّعظ القوميون الكرد من الكوارث التي حلت بأمم أوروبا الصليبية جرّاء ...

الكرد.. وخريف القوميات

• لم يتّعظ القوميون الكرد من الكوارث التي حلت بأمم أوروبا الصليبية جرّاء طاعتها لطواغيتها الذين سعى كل منهم لتحقيق المجد والنفوذ لأمته، أو سعى لتحقيق مجد شخصي لنفسه باسم الأمة التي يتزعمها، كما أنهم لم يتعظوا مما حلّ بمن جاورهم من أمم العرب والترك والفرس حينما صدقوا الطواغيت المنادين بالقوميات، فحكموهم بالأحكام الجاهلية التي فرضوها بالحديد والنار، بل إنهم لم يتعظوا حتى من أنفسهم في حربهم الطويلة لتحقيق أحلامهم القومية في تأسيس دولة للكرد شبيهة بدويلات العرب والفرس والترك المجاورة لهم، حيث تلاعبت بهم الدول الصليبية، واستخدمهم الطواغيت في الدول المحيطة بهم أوراقا للضغط على خصومهم، كما استغلهم قادتهم وزعماؤهم لتحقيق مصالحهم وتعزيز نفوذهم، فيما هم يقدّمون كل ما يملكون في سبيل أوهام الدولة التي يظنون أنها ستحقق أمانيهم وأحلامهم.

وفي سبيل هذه الدولة التي يحلم طواغيت القومية الكردية بحكمها، تحول الكرد إلى جماعة وظيفية في خدمة المشاريع الصليبية، وأداة طيعة بأيديهم في الحرب على الإسلام، دون أن يتذكروا في غمرة انشغالهم بخدمة الدول الصليبية عدد المرات التي تعرضوا فيها للغدر على أيدي الصليبيين وعملائهم من الأنظمة الطاغوتية وأجهزة المخابرات التي عملوا في خدمتها، لتسلمهم في آخر المطاف إلى أعدائهم بعد تحقيق الهدف من وراء دعمهم وإيوائهم، مثلما فعل بهم طواغيت الشام وإيران وروسيا واليونان وغيرها من الدول والحكومات.

ومع إعلان الصليبيين حملتهم ضد الدولة الإسلامية، وجد القوميون الكرد فيها فرصة للحصول على الدعم منهم في سبيل تحقيق بعض أحلامهم، فجندوا أتباعهم للعمل تحت قيادة التحالف الصليبي، وحمّلوهم بذلك الخسائر الكبيرة من القتلى والجرحى على يد جنود الخلافة، ليكونوا بذلك فداء للجيوش الصليبية التي تخشى النزول إلى الأرض وتكتفي بدعم عملائها ومرتزقتها من الجو، وكلهم أمل أن تنتهي هذه الحرب المهلِكة بإعلان التحالف الصليبي انتصارهم على الدولة الإسلامية.

ولو قرأ القوميون الكرد التاريخ جيدا لعلموا علم اليقين أن تحقيق حلمهم في إقامة الدولة الكردية -إن صدق معهم حلفاؤهم هذه المرة- لن ينهي حربهم مع الدولة الإسلامية، بل سيكون بداية لصفحة جديدة من المواجهة، إذ إن حرب المجاهدين ستستمر معهم حتى يخضعوا لشرع الله تعالى، ويتوبوا من ردتهم، ويتبرؤوا من القومية وثمارها الخبيثة، خاصة إذا انتبهوا إلى حقيقة أنهم رغم عقود من دعوتهم للقومية والعلمانية لم يتمكنوا من حرف شباب الكرد كلهم عن الإسلام، بدليل العدد الكبير من المجاهدين الأكراد في صفوف الدولة الإسلامية، والذين يتحرقون اليوم لقتال المرتدين من أبناء جلدتهم.

إن الهزيمة المتحققة بإذن الله للقوميين الكرد أمام معسكر التوحيد من جنود الدولة الإسلامية ستؤدي إلى انقراض القومية الكردية ولحوقها بأخواتها من الأديان الجاهلية التي فرضها الطواغيت على البشر، وكما أن الدولة الإسلامية لن توقف جهادها حتى يكون الدين كله لله في كل بقاع الأرض، فإن جهادها لن يتوقف حتى تخرج الأكراد من ضيق القومية إلى سعة الأمة المسلمة، ومن جور الأحكام الوضعية إلى عدل الإسلام، وإن الدولة الإسلامية مثلما ركزت رايتها في شرق الأرض وغربها فإنها ستركز رايتها على جبال كردستان بإذن الله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.


■ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 19
السنة السابعة - الثلاثاء 14 جمادى الأولى 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
الكرد.. وخريف القوميات
...المزيد

عقيدة ومنهج نبوي قويم • أما جنود الخلافة فقد أكرمهم الله بعقيدة صحيحة ومنهج نبوي قويم يمنعهم من ...

عقيدة ومنهج نبوي قويم

• أما جنود الخلافة فقد أكرمهم الله بعقيدة صحيحة ومنهج نبوي قويم يمنعهم من الاستسلام لعدوهم أو الاكتفاء بما في أيديهم والركون إليه، إذ إن قتالهم ليس لطلب مغنم إنما هو جهاد لإزالة الشرك من الأرض وإخضاع الناس كلهم لرب العالمين، ومن كانت عقيدته هكذا فلا يمكن أن يلقي السلاح من يده سواء كان منتصرا، أو منكسرا، فإن فتح الله عليه في أرض وأقام فيها حكم الله، تذكر أن ما يحكمه المشركون بشريعة الطاغوت أكثر، وأنه لا يحل له القعود حتى يسعى لاستنقاذه من أيديهم، وإن انكسر تذكر أنه لم يكلف إلا بعبادة الله بقتال أعدائه ما استطاع، حتى يأتيه الموت أو يكتب الله له الشهادة، وفي الحالتين ما له من شعار سوى قوله عليه الصلاة والسلام: ( الآن الآن جاء القتال ). ...المزيد

طاغوت الحرية الشخصية • ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب ...

طاغوت الحرية الشخصية

• ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الحرية الشخصية" التي يتشدق بها كفار الغرب والشرق، وحقيقتها الحرية المطلقة، المنافية للعبودية المطلقة لله تعالى، أي: أن يقول أو يفعل المرء ما شاء ومتى شاء، وكيفما شاء، دون ضابط من دين أو شرع، طالما أنه يوافق رغبته وهواه، فيصبح الهوى بذلك الأساس المتبع والسيد المطاع، وبعبارة أوضح وأكثر صراحة: الإله المعبود كما قال الله تعالى: { أَفَرَءَیۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُۥ هَوَاهُ }.

[ إفتتاحية النبأ - العدد 457 ]
...المزيد

من مقومات النصر: الصبر {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ ...

من مقومات النصر: الصبر

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ۝٢٤}

قال رسول الله ﷺ: (واعلَمْ أنَّ في الصَّبرِ على ما تكرهُ خيرًا كثيرًا، وأنَّ النَّصرَ مع الصَّبرِ). [رواه أحمد].

هذا الباب العظيم الذي إذا طرقه العبد نال محبة الله له: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} وإذا أحبّ الله عبدًا تولّاه، وإذا تولّاه نصره.

• والصبر كما قسمه العلماء ثلاثة أقسام:

* صبرٌ على طاعة الله:
بالتزام أوامره والمحافظة عليها، والقيام بالعبادة على أكمل وجه.

* صبرٌ عن محارم الله:
باجتناب نواهيه والابتعاد عن معصيته وعن طرقها ومسبباتها.

* صبرٌ على أقدار الله: فتأخّر النصر من أقدار الله يحتاج منا صبرًا عظيمًا حتى يُفرج عنا.

* ومن الصبر على الطاعة: السعي في سبيل الله إعلاء كلمة الله رغم كثرة المعوقات.

وحتى تكون صابرًا؛ فلا بدّ أن تكون في زمرة من لم يشكوا ولم يرتابوا، ولم يُغيّروا، ولم يُبدّلوا، ولم ينافقوا، ولم يداهنوا، ولم يجاملوا في دين الله عزّ وجل، وأن تبقي حبالك موصولة بالله ويقينك راسخًا في دينك، وأن تحافظ على ثباتك وتمسكك بكتاب ربك، وسُنّة نبيّك ﷺ.

وما كل ذلك إلا لاقتفاء أثر الرسل والأنبياء: {حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} فَإِن صبرت... فقد خطوت أهم خطواتك نحو النّصر، فاستعن بالله واصبر.
...المزيد

عُلمَاء القُعود • ليس على المسلمين شيء أشد ضررا من دعاة جهنم، الذين تفننوا في صد الناس بالدين عن ...

عُلمَاء القُعود

• ليس على المسلمين شيء أشد ضررا من دعاة جهنم، الذين تفننوا في صد الناس بالدين عن الدين، ودعوتهم الناس إلى الكفر من على المنابر، أولئك الذين قال عنهم رسول الله ﷺ في حديث حذيفة بن اليمان: (يَكُونُ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا)، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صفهُمْ لَنَا، قَالَ: هُمْ قَوْمُ مِنْ جِلْدَتِنَا، يَتَكَلِّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا). ومن أغرب تناقضاتهم اليوم، مناداتهم بالناس للقعود سعيا للجهاد، إذ يحاول منظرو تيار القعود إثبات أنه "قعود في سبيل الله"، فجعلوا الجهاد سرابا، وسدوا أبوابه وعطلوا ركابه ، وبسبب فتاواهم وضلالهم قعد الكثيرون عن الجهاد، بعد أن لعبوا بالعواطف بكلام ظاهره شرعي وباطنه بدعي، هذا مع تسلط الكفار على بلاد المسلمين، وقد بغوا وهدموا مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، في ظل تفريق عجيب من السائرين عكس سبيل الجهاد بين قضايا الأمة ومسائل الدين، فيتخيرون ما يشاؤون وما يتماشى مع أهوائهم ومصالحهم، ويتجاهلون الطارئ وما تحتاجه الأمة.

ومثلهم وأنكى منهم المنتكسون الهاربون من ميادين الجهاد المستلمون لزمام التنظير، وهم مقتنعون في أعماقهم أنهم قد جاوزوا القنطرة وأخذوا صكا بالعصمة من الضلال مدى الحياة، وأشد وطأة منهم أولئك الذين لم يعرفوا من الجهاد غباره ولا من البارود ريحه، وتراهم في كل مرة يناوئون المجاهدين ويخالفونهم.


مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد (468)
...المزيد

عُمَلاء لا عُلمَاء • قال سفيان بن عيينة لابن المبارك عليهما رحمة الله: (إذا رأيت الناس قد ...

عُمَلاء لا عُلمَاء

• قال سفيان بن عيينة لابن المبارك عليهما رحمة الله: (إذا رأيت الناس قد اختلفوا فعليك بالمجاهدين وأهل الثغور، فإن الله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: ٦٩])

مقتطف من إصدار: ولاية نينوى عُمَلاء لا عُلمَاء
...المزيد

طاغوت الأحزاب والحركات • ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في ...

طاغوت الأحزاب والحركات

• ومن الطواغيت المعاصرة الأحزاب والحركات المرتدة التي يتبعها أتباعها في كل حين، ويؤيدونها على الحق والباطل، ويضمرون لها من صفات العصمة والتقديس ما يضاهي عصمة الأنبياء وقداسة الشريعة.

ولذلك تجاوزوا بها حد الطاعة والاتباع فغدت طاغوتا معبودا من دون الله، حجبهم عن اتباع الحق والفيء إليه حتى انتهى بهم المطاف جنودا وبيادق في محاور وأحلاف الرافضة والنصارى الكافرين.

[ افتتاحية النبأ - العدد: 457 ]
...المزيد

وَحَرِّض المُؤمنين • فأوصي إخواني من المسلمين أن يتداركوا ما فات، ولا سبيل لإعلاء راية الجهاد ...

وَحَرِّض المُؤمنين

• فأوصي إخواني من المسلمين أن يتداركوا ما فات، ولا سبيل لإعلاء راية الجهاد ولإعلاء راية الإسلام أفضل وأسرع وأمكن من سبيل الجهاد، ولا يمكن أن يرد بأس الكفار إلا كما علمنا الله - سبحانه وتعالى - بالآيات البينات الواضحات حيث يقول - سبحانه وتعالى - مُبينًا أن بالجهاد يكفُّ بأس الذين كفروا، فيقول سبحانه: { وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۖ عَسَى ٱللَّهُ أَن یَكُفَّ بَأۡسَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ أَشَدُّ بَأۡسࣰا وَأَشَدُّ تَنكِیلࣰا } [سُورَةُ النِّسَاءِ: ٨٤].

[ الشيخ المجاهد أسامة بن محمد بن لادن - رحمه الله - من كلمة: وَحَرِّضِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ]
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً