غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين • يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن ...

غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين

• يمنّي الصليبيون وأذنابهم من الطواغيت والمنافقين أنفسهم أن يناموا يوما ما ليستيقظوا وقد اختفت الدولة الإسلامية من الوجود، وأن عقيدتها ومنهجها قد انتزعا من صدور المسلمين، رغم أنهم باتوا يعلمون علم اليقين أن أحلامهم هذه مستحيلة التحقّق بإذن الله، حتى باتوا لا يخفون يقينهم بأن معركتهم العقدية مع الدولة الإسلامية أصعب بكثير من معاركهم العسكرية.

فالمشركون قد جربوا سابقا العمل على هزيمة الدولة الإسلامية في ساحات المعارك، مستخدمين كل ما أوتوا من قوة ومكر، وجندوا كل ما توفر لديهم من مرتزقة وصحوات، وأمعنوا قتلا وأسرا في كل من شكّوا في ارتباطه بالمجاهدين، وضيقوا الأرض عليهم ما أمكنهم ذلك، حتى لم يبق في العراق كله من المجاهدين العاملين سوى ثلة من المؤمنين، ولكن العقيدة التي ثبت عليها قادة الدولة الإسلامية وجنودها، ودفعوا من دمائهم وأشلائهم أثمانا باهظة لثباتهم عليها، ورفضهم التنازل عنها، أثمرت - بفضل الله - عشرات الألوف من المجاهدين الجدد الذين فتح الله بهم البلاد، وهدى بهم العباد، حتى باتت راية الخلافة الإسلامية تخفق في أرجاء الأرض.

فعقيدة التوحيد إذا ما قامت في قلب فإنها تحيله إلى شعلة من نار لا تنطفئ حتى تحرق المشركين، وهذا هو الانتصار الأكبر الذي منّ الله به على الدولة الإسلامية، والذي يفوق في أهميته كل الانتصارات العسكرية التي تحققت على الأرض، إذ زرعت في قلوب الملايين من الناس بذور هذه العقيدة، فمنها ما برعم، ومنها ما نبت، ومنها ما استوى على سوقه، ومنها ما أزهر ثم أثمر جهادا واستشهادا.

وقد بتنا - بفضل الله - نرى النتائج على الأرض في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، والتي زاد فيها الصليبيون والمرتدون من شدة حملتهم ضد دولة الخلافة، حيث بلغت أعداد الاستشهاديين والانغماسيين أرقاما قياسية، ففي كل شهر تبلغ أعداد المنغمسين في أعداء الله بأجسادهم، وسياراتهم المفخخة، وأحزمتهم الناسفة ما يقارب المائتين بفضل الله، عدا عن المئات من الشهداء المقتحمين في الصفوف الأولى، وفي كل شهر نجد أن أعداد الاستشهاديين والانغماسيين من عشاق الشهادة في ازدياد والحمد لله، فبأي شيء يتوعدنا الصليبيون والمرتدون، إن كان إخواننا يتسابقون إلى الموت، وكلما فني منهم جيل، مضت على آثار خطواتهم أجيال من أهل التوحيد وأصحاب الجهاد.

إن الأحداث الماضية أظهرت للناس جميعا أن ما يمكن لجنود الخلافة أن يأخذوه في أيام قليلة، وبأقل الأعداد من المجاهدين الصادقين، سيحتاج أعداءُ الله شهورا طويلة لاستعادته، إن تمكنوا من ذلك، بعد أن يخسروا الآلاف من جنودهم، والعالم كله يعرف أن عودة الدولة الإسلامية لاستعادتها مرة أخرى ليس بعسير إذا ما يسّره الله، وأن امتدادها لأي من أطراف محيطها الهش هو أسهل من ذلك بكثير، وما قصص الرمادي وتدمر عنا ببعيد، فبأي شيء يتفاخر الصليبيون والمرتدون، إن كان اكتسابنا للأرض سهلا علينا، بفضل الله، عسيرا على أعدائنا، وما ينحاز جنودنا من جهة من الجهات إلا واقتحمنا عليهم جهة أخرى هي أعز على نفوس أعدائنا مما انحزنا عنه من الأرض.

إن الأرض لله كلها، وإنما نحن مستخلفون فيها لا أكثر، لنعمل فيها بما أمرنا، من إقامة شرعه، والدعوة إلى عبادته، وما دمنا نقوم بذلك في كل أرض يفتحها الله علينا، فإنا لا نبالي بأسماء الأماكن التي يسخرنا الله لفتحها، والتي لن ننحاز منها إلا بعد أن نعمر القلوب بتوحيد الله، فنخرج منها بالموحدين، ولا يستطيع هو أن يدخلها بمن معه من المشركين والملحدين إلا وهو خائف يترقب.

لقد أثبتت تجارب التاريخ، أن عقيدة التوحيد إن تمكنت من الظهور في أرض ما ولو لسنوات قليلة فإن أثرها يبقى في هذه الأرض لقرون، وإن البذور التي تزرع فيها، تنتج أجيالا من الموحدين، كلما فني جيل أورث الذي يليه حبا لدين الله ونقمة على أعداء الله، وتربصّا بهم، وجهادا لهم، وإن كل المناطق التي دخلتها الدولة الإسلامية اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، ستبقى غصة في حلوق المشركين لقرون عديدة ولو تمكنوا من قتل كل هذا الجيل من جنود الخلافة وحراس التوحيد، فليتربّصوا إنا معهم متربّصون.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23
السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
غراس التوحيد تثمر.. ولو بعد حين
...المزيد

الشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله في كلمة لن يضروكم إلا أذى: * إن مشروعنا هذا يقابله ...

الشيخ أبو محمد العدناني تقبله الله في كلمة لن يضروكم إلا أذى:

* إن مشروعنا هذا يقابله مشروعان:
الأول: مشروع دولة مدنية ديمقراطية، مشروعٌ علماني تدعمه جميع ملل الكفر قاطبة على تضارب مصالحها واختلاف مناهجها، ليس حُبّاً بأهل العراق ولا رأفةً بأهل الشام؛ وإنما خوفاً من إعادة سلطان الله إلى أرضه وإقامة الخلافة الإسلامية، الأمر الخطير الذي لا يمكن السكوت عنه. ونقول لأهل هذا المشروع (مشروع الدولة المدنية): لقد فُضحتم في مصر وبانت سوآتكم؛ فقد سقط الصنمان: الديمقراطية والمفلسون الإخوان، ولتعلموا أن بينكم وبين دولة لا تحكم بشرع الله في الشام بحارٌ من الدماء وجبالٌ من الجماجم والأشلاء. ولن تحلموا بأمن ولا أمان، وإنا لكم -إن شاء الله- بالمرصاد حتى يحكم الله بيننا؛ فإما أن ينعم المسلمون في العراق والشام بعدل الشريعة ورحمة الإسلام، وإما أن نُباد عن بكرتنا، وهيهات هيهات!
وأما المشروع الثاني، فمشروع دولة محلية وطنية تُسمى: (إسلامية). تدعمها أموال وفتاوى علماء آل سلول وحكومات الخليج، وتهندسُ مشروعَها المخابراتُ. ولا ضير أن تكون حكومتها طويلة اللحى قصيرة الثوب، حكومةٌ تسالم اليهود وتحمي الحدود، فتباركها هيئة الأمم، وتحظى بمقعد في مجلس الأمن، وإن أهل هذا المشروع ضرب الخوفُ من أمريكا والغرب قلوبَهم إلا مَن رحم الله، فامتلأت رعباً من طائراتهم ودباباتهم وأسلحة دمارهم، فراحوا يمدون لأمريكا جسور الصداقة، ويصلون مع الغرب حبال المودة؛ بحجة المصالح والمفاسد، وَزَعْمِ أنهم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الغرب! حتى غدت خشيتهم منهم كخشية الله أو أشد خشية، وانقطع في قلوبهم الرجاء من الله، وتوجهُ لحلف النيتو ومجلس الأمن. إن هذا المشروع ظاهرُه: إسلامي، وحقيقته: مشروع دولة وطنية، تخضع للطواغيت في الغرب وتتبع لهم في الشرق، يهدف لحرف مسار الجهاد وتوجيه ضربة له في الصميم.
ولقد تورط في هذا المشروع فصائل تسعى لإقامة دولة إسلامية، إلا أن قادتها انحرفوا عن منهج النبي ﷺ في الجهاد، فَغَدوا يقدمون التنازلات باسم السياسة والكياسة، ويرضون بأنصاف الحلول، ويلتمسون وجود الحق برخصة الباطل، ولهؤلاء نقول: اتقوا الله، واقطعوا علاقاتكم مع مخابرات وحكومات الغرب والشرق، فإن تزعموا أن الصليبيين أو الحكومات المرتدة تُعين المسلمين وتود لهم الخير والنفع: فقد قال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} [البقرة:105]، وقال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120]، وقال تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء:101]. قال العلامة الفحل أبو محمد ابن حزم -رحمه الله- في محلاَّه: "فإن علم المسلم واحداً كان أو جماعة، أن من استنصر به من أهل الحرب، أو الذمة يؤذون مسلماً، أو ذمّيّاً فيما لا يحل، فحرام عليه أن يستعين بهما، وإن هلك، لكن يصبر لأمر الله تعالى، وإن تلفت نفسه وأهله وماله، أو يقاتل حتى يموت شهيداً كريماً، فالموت لا بد منه، ولا يتعدى أحد أجله " انتهى كلامه رحمه الله.
ولئن تظنوا أنكم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الشرق والغرب؛ فاعتبروا بأشياعكم في العراق، وقد كانوا أدهى منكم وأشد بأساً. لقد جربوا مشروعكم الفاشل، وسلكوا طريقكم المسدود، ولقد دعمهم آل سلول وغيرهم من حكومات الخليج أكثر مما يدعمونكم، وبكل ما أوتوا من مال وإعلام وفتاوى، فأين آل مصيرهم؟! وكيف أضحت جماعاتهم وفصائلهم؟! لقد تشتتت وتبددت، وكان مصيرهم إلى فئات ثلاث:
1) فئة وقعوا في شِراك المخابرات؛ فارتدوا وقاتلوا المجاهدين في خندق واحد مع الروافض والصليبيين.
2) وفئة وقعوا في حبال الشيطان؛ فتركوا الجهاد وراحوا يلهثون خلف الدنيا.
3) وأما الفئة الثالثة وهي الأكبر: فقد التحقوا بمشروع الدولة الإسلامية.
فتفكروا واتعظوا، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
...المزيد

بستان النبوة 15 عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ كان يقول: (اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، ...

بستان النبوة 15

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ كان يقول: (اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون) [رواه مسلم]

• لك أسلمت وبك آمنت:
أي استسلمتُ لك بالكلية وانقدت إليك طواعية، وصدقتُ بك وملائكتك وكتبك ورسلك واليوم الآخر والقدر، وفيه الفرق بين الإسلام والإيمان

• وعليك توكلت وإليك أنبت:
أي فوّضتُ أمري إليك واعتمدتُ عليك واستعنتُ بك وحدك فأنت المعين المغيث، وأقبلتُ بهمتي وطاعتي إليك وأعرضتُ عما سواك

• وبك خاصمت:
أي بمعونتك أحتج وأدافع وأقاتل، وفيه التبرؤ من الحول والقوة في مناجزة الخصوم والأعداء، والاستعانة عليهم بقوة الله تعالى وعونه ومدده

• أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني:
أي ألتجئ وألوذ بعزتك وغلبتك فلا معبود ولا مقصود سواك ولا استعاذة إلا بك، فلا تضلني بعد إذ هديتني للإيمان، وفيه الدعاء بأسماء الله وصفاته

• أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون:
ثناء على الله باسمه الحي وإقرار بصفة الحياة الدائمة، وتسليم بأن الكل ميت وخص الجن والإنس كونهم أشهر المخلوقات، واختار الحي لمناسبة الاستعاذة من الضلال فموت القلب ضلالته


◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 472
إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة 1446 هـ
...المزيد

إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا • عذاب الله للقاعدين نافذ فيهم وكلٌّ يصيبه ذلك ...

إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

• عذاب الله للقاعدين نافذ فيهم وكلٌّ يصيبه ذلك العذاب، إما ضنك في الحياة وضيق عيش وهذا لا يكاد يسلم منه قاعد من القاعدين، حيث أن أعظم نعم الجهاد ذهاب الهم والغم كما قال عليه الصلاة والسلام: (الجهاد باب من أبواب الجنة ينجي من الهم والغم) [الطبراني]، فمن ترك الجهاد لم يخطئه هم ولا غم، وهذا مشاهد في أحوال القاعدين زفراتهم وآلامهم وأكدارهم لا تنتهي.

وعذاب آخر يعذب به القاعد في تلك الأشياء التي تسببت بصده عن الجهاد من مال أو ولد أو غيره، كما قال الله عن المنافقين: { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } ومن جنس هذا العذاب أن تحصل الجفوة والفرقة بين المرء وأهله وأقاربه وتفسد ذات بينهم بسبب ترك الجهاد، وهم الذين غالبا من منعه وثناه عن الجهاد، يشهد لهذا قول الله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }، قال ابن كثير: "أي: عن الجهاد ونكلتم عنه، { أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام" [التفسير]، وهذا يصيب كثيرا من الناس فتجدهم لما أطاعوا ذويهم بترك فريضة الجهاد المتعين؛ عذبهم الله بأن جعل بأسهم بينهم، فقتل هنا وحرب هناك، ومشكلة هنا وجريمة هناك، وكل ذلك عذاب عجّل عليهم في الدنيا والله المستعان.

وهكذا فما كان سببا في ترك الجهاد يتحول إلى عذاب في ذاته وهذا من عدل ربنا جل وعلا، وإن ترك ذلك الشيء لله، تولاه الله له ورعاه وربّاه، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

ونظير هذا أيضا حلول الدمار والخراب في ديار القاعدين عن الجهاد بعد أن نكلوا وتقاعسوا عن الجهاد ظنا منهم أنه سبب دمار البلاد وخرابها، فإذا الذي يخشونه يلاحقهم، وذلك بتسلط الطواغيت على ديارهم وممتلكاتهم واستمرائهم في التعدي على بيوتهم ومساكنهم فتجرف بيوت وتهدّم ويهجّر آخرون ويضطهدون، أو ما ينشب بين الطواغيت أنفسهم من حروب تطال من بين ظهرانيهم من الناس، وذلك دون أي اعتبار لدماء المسلمين ولا أموالهم، ولو جاهد الناس في سبيل ربهم لكان خيرا لهم.

ومنه العذاب المعنوي بتقريع القاعد أن الله في غنى عنه وذاك في قوله تعالى: { وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا } وأن الله سيستبدل به من هو خير منه؛ لأنه الأذل والأدنى، كما قال سبحانه: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }.

ومن ذلك أيضا أن يُفتن عن دينه بانتكاسة وتراجع حتى عن الاستقامة على طاعة الله أحيانا، تحت حجة ضغط الواقع، كما زعم قوم أن الجهاد فتنة فإذا هم ساقطون في الفتنة، قال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } وأكبر منها أن يعذب بسقوطه في موالاة الطواغيت والتذلّل إليهم لخوف أو شهوة أو شبهة، فيذهب دينه والعياذ بالله ومردّ ذلك حب الدنيا وكراهية الموت وهذا عذاب شديد حين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فـ { كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }، وقد رأينا بعض الذين تركوا الجهاد وفارقوا ساحاته، انتهى بهم المطاف جنوداً وعبيداً للطاغوت بعد أن كانوا جنوداً وعبيداً لله، وبالجملة فإن القعود معصية لله رب العالمين ووقوع فيما فيه سخطه سبحانه، وخصلة من خصال المنافقين وكبيرة من كبائر الذنوب، ولو تفكر القاعد في الوعيد الذي كررته آيات القرآن في حق القاعدين، لما أمن من مكر الله، ولأصبح حريصاً للنفير طالباً للجهاد، خاشياً أن ينزل عليه العذاب، أو يأتيه الموت وهو على ذلك.

وفي مقابل حال القاعد: حال المجاهد الذي تظافرت النصوص الشرعية في بيان فضله وعلو منزلته ومنه على سبيل المثال قوله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فيكفي نعمة الهداية واطمئنان القلب بالإيمان ثمرة من ثمار الجهاد تمتد من الدنيا إلى الآخرة، ومنها حديث النبي ﷺ: (إن في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض) [رواه البخاري] وغيرها من العطايا والمنح.

فالبدار البدار والنجاء النجاء، فانفر أيها المسلم لتلتحم وتنتقم وتسلم، ولا تقل سبق الناس وعملوا وجاهدوا، فإن كل نفس بما كسبت رهينة، وأنت مرهون بنفسك فأعتقها ولا توبقها، وأكرمها ولا تُهنها، و { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ۝٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }، والحمد لله رب العالمين.

◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 472
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ

مقال:
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
...المزيد

إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا • كيف يقع المرء في النار رغم يقينه بحرها ...

إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

• كيف يقع المرء في النار رغم يقينه بحرها وحرقها؟ ذلك حين تختل الموازين، ويُرى الماء سرابا والسراب ماء، ومن ذلك توهم الناس أن الأمان في القعود، والراحة في البُعد عن ساحات الجهاد، ولكن هيهات هيهات فمن طلب السعادة بمعصية الله كانت التعاسة إليه أقرب.

في القرآن توعد الله القاعدين بالعذاب الأليم، فقال سبحانه وتعالى: { إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا }، آية لو تدبرها القارئ لكتاب الله لفزع قلبه، عذاب ووعيد لمن قعد عن الجهاد المتعيّن، وتهديد من رب العالمين لا يتساهل فيه إلا منافق معلوم النفاق، أو مريض القلب أو غافل ضعيف الإيمان، وطالما كان الوعيد من ربنا سبحانه وتعالى فهو محقق لا محالة.

عذاب الله للقاعدين نافذ فيهم وكلٌّ يصيبه ذلك العذاب، إما ضنك في الحياة وضيق عيش وهذا لا يكاد يسلم منه قاعد من القاعدين، حيث أن أعظم نعم الجهاد ذهاب الهم والغم كما قال عليه الصلاة والسلام: (الجهاد باب من أبواب الجنة ينجي من الهم والغم) [الطبراني]، فمن ترك الجهاد لم يخطئه هم ولا غم، وهذا مشاهد في أحوال القاعدين زفراتهم وآلامهم وأكدارهم لا تنتهي.

وعذاب آخر يعذب به القاعد في تلك الأشياء التي تسببت بصده عن الجهاد من مال أو ولد أو غيره، كما قال الله عن المنافقين: { فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ } ومن جنس هذا العذاب أن تحصل الجفوة والفرقة بين المرء وأهله وأقاربه وتفسد ذات بينهم بسبب ترك الجهاد، وهم الذين غالبا من منعه وثناه عن الجهاد، يشهد لهذا قول الله تعالى: { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ }، قال ابن كثير: "أي: عن الجهاد ونكلتم عنه، { أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } أي: تعودوا إلى ما كنتم فيه من الجاهلية الجهلاء، تسفكون الدماء وتقطعون الأرحام" [التفسير]، وهذا يصيب كثيرا من الناس فتجدهم لما أطاعوا ذويهم بترك فريضة الجهاد المتعين؛ عذبهم الله بأن جعل بأسهم بينهم، فقتل هنا وحرب هناك، ومشكلة هنا وجريمة هناك، وكل ذلك عذاب عجّل عليهم في الدنيا والله المستعان.

وهكذا فما كان سببا في ترك الجهاد يتحول إلى عذاب في ذاته وهذا من عدل ربنا جل وعلا، وإن ترك ذلك الشيء لله، تولاه الله له ورعاه وربّاه، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

ونظير هذا أيضا حلول الدمار والخراب في ديار القاعدين عن الجهاد بعد أن نكلوا وتقاعسوا عن الجهاد ظنا منهم أنه سبب دمار البلاد وخرابها، فإذا الذي يخشونه يلاحقهم، وذلك بتسلط الطواغيت على ديارهم وممتلكاتهم واستمرائهم في التعدي على بيوتهم ومساكنهم فتجرف بيوت وتهدّم ويهجّر آخرون ويضطهدون، أو ما ينشب بين الطواغيت أنفسهم من حروب تطال من بين ظهرانيهم من الناس، وذلك دون أي اعتبار لدماء المسلمين ولا أموالهم، ولو جاهد الناس في سبيل ربهم لكان خيرا لهم.

ومنه العذاب المعنوي بتقريع القاعد أن الله في غنى عنه وذاك في قوله تعالى: { وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا } وأن الله سيستبدل به من هو خير منه؛ لأنه الأذل والأدنى، كما قال سبحانه: { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }.

ومن ذلك أيضا أن يُفتن عن دينه بانتكاسة وتراجع حتى عن الاستقامة على طاعة الله أحيانا، تحت حجة ضغط الواقع، كما زعم قوم أن الجهاد فتنة فإذا هم ساقطون في الفتنة، قال الله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ۚ أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا } وأكبر منها أن يعذب بسقوطه في موالاة الطواغيت والتذلّل إليهم لخوف أو شهوة أو شبهة، فيذهب دينه والعياذ بالله ومردّ ذلك حب الدنيا وكراهية الموت وهذا عذاب شديد حين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف فـ { كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ }، وقد رأينا بعض الذين تركوا الجهاد وفارقوا ساحاته، انتهى بهم المطاف جنوداً وعبيداً للطاغوت بعد أن كانوا جنوداً وعبيداً لله، وبالجملة فإن القعود معصية لله رب العالمين ووقوع فيما فيه سخطه سبحانه، وخصلة من خصال المنافقين وكبيرة من كبائر الذنوب، ولو تفكر القاعد في الوعيد الذي كررته آيات القرآن في حق القاعدين، لما أمن من مكر الله، ولأصبح حريصاً للنفير طالباً للجهاد، خاشياً أن ينزل عليه العذاب، أو يأتيه الموت وهو على ذلك.

◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 472
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ

مقال:
إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا
...المزيد

سوريا الحرة وسوريا الأسد! • إنها ثورة جاهلية تسعى إلى" ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها ...

سوريا الحرة وسوريا الأسد!

• إنها ثورة جاهلية تسعى إلى" ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية"، التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحرُّرية من "نظام قمعي" يستأثر بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن! التفسير الشرعي لما يجري، لا يخرج عن سنة التدافع العادلة ، فكما رأينا التدافع في الصراع "اليهودي - الرافضي"، ها نحن نرى التدافع في الصراع "الوطني النصيري"، ولا شك أن هناك فرحة عارمة بين عامة المسلمين للتخلص من قبضة النظام النصيري وهذا طبيعي ومبرر حاليا، لكن خروج المناطق من قبضة النصيرية وسقوطها في قبضة تركيا العلمانية وفصائلها الوطنية لا يعني الانعتاق من شرنقة الجاهلية، وإنما الانتقال إلى حقبة جاهلية أخرى.

بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة الدولية والنظام الدولي الذي صارت مصالح "الجهاديين والثوريين" لا تتقاطع إلا معه! لكن لما كان زحف الدولة الإسلامية قبل سنوات خلافا لرغبة النظام الدولي، سارعوا إلى تشكيل أكبر تحالف صليبي جاهلي في التاريخ لوقف زحف الخلافة الهادر الذي جاء على غير ما يتوقعون ويشتهون، ومع ذلك وصفوها بأنها "مؤامرة" عالمية كونية صنعتها أمريكا واليهود وإيران وروسيا وكل مخابرات العالم

ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلف جدا، ولكن نذكر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها.

ولئن كان تحرك الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون: اليهود اليهود أدركوا اليهود وانكبت طائرات الأرض تصب حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقة لا التقاء لكل المصالح الدولية ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين).

ولكن فليسمع جنودها وأنصارها قبل خصومها وأعدائها، إنه والله لا يضير دولتكم مدحها أو ذمها فقد استويا عندها، ولم تطلب يوما لقاء جهادها جزاء أو شكورا من أحد، ولئن كانت سجلات الأرض قد ظلمتها وجحدتها فإن سجلات الملك العدل سبحانه لا تفعل، وغدا كله تلقاه في كتاب لا يضل ولا ينسى.

ولا ينقصها شهادة من أحد، وهذه ميادين الملاحم ما زالت قائمة وسيوفها ما زالت مشرعة، ولئن قاتل هؤلاء اليوم تثبيتا وتحسينا لاتفاقيات الطواغيت، فإن الدولة لن توقف قتالها أصلا، ولم ترهن قرارها لأحد، ولئن قاتلوا استجابة لأوامر الداعمين ومصالح الراعين لأنهم خالفوا مشاريعهم ومصالحهم جميعا، فإن الدولة قاتلت استجابة لأوامر الحق سبحانه وتحقيقا لمصالح المسلمين، ولئن طبقوا مواثيق الأمم المتحدة وقوانينها الكافرة في حربهم وسلمهم فإنها طبقت أوامر الخالق سبحانه في حربها وسلمها، ولم تخرج عن ميثاق النبوة ولا ميراثها.

ولئن قاتل هؤلاء من خلال "الإستانة" و"سوتشي" وحدودها، فلم تقاتل إلا في ظلال الشريعة وحدودها، ولئن قاتلوا تماشيا مع المصالح الدولية والإقليمية، فلم تقاتل إلا مخالفة لها، فكانت دولتنا خلاف ما يحبون، تراغمهم وتغيظهم وما زالت ستبقى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

وقد عابوا عليها قديما أنها لم تحيّد عدوا، ولو استطاعت لفعلت، ولكنها حرب مفاصلة رموها فيها عن قوس واحدة، لأنها خالفت مشاريعهم ومصالحهم جميعا، وهذا كان اعترافا من حيث لا يشعرون أن دولة الإسلام لم توافق رغبة أحد ولم تقاتل لمصلحة أحد ولم تكن في جيب أحد.

وهذه همسة إيمانية تربوية منهجية، إن الشام ستبقى بين الفتن والملحمة، وهذان السياقان لا يمكن الفصل بينهما، وهو ما يحتم على المسلم أن يصحح عقيدته لتقوى ويعزّز إيمانه ليثبته، {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.


◽ المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 472
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ
...المزيد

سوريا الحرة وسوريا الأسد! • هبَّ أن النظام النصيري سقط الآن، ما هو نظام الحكم الذي ستطبقه ...

سوريا الحرة وسوريا الأسد!

• هبَّ أن النظام النصيري سقط الآن، ما هو نظام الحكم الذي ستطبقه الفصائل في "سوريا الحرة؟" إن قلتَ الشريعة، فأنتَ لا تعرف الثورة! أو لا تعرف الشريعة! وإن قلت "مجلس انتقالي" و "دستور وطني"، فمع من كانت مشكلة "الثوار" إذن؟ مع عائلة الأسد؟! في السياسة البغيضة لا يمكن فهم الأحداث خارج نطاقها الزماني والمكاني، والتصعيد الأخير من قبل الصحوات، لا يمكن فهمه بمعزل عن سياقه الزماني بعد "اتفاق لبنان" وتولد رغبة دولية بإخراج إيران من المشهد السوري، وكذلك بعد تعثر الحوار السياسي بين الأسد وأتاتورغان، ما دفع الأخير إلى مخاطبة الأسد وحلفائه من خلف لثام الفصائل وبياناتهم السياسية، وعبر فوّهات بنادقهم المأجورة.

كما لا يمكن فهم هذا التصعيد بمعزل عن سياقه المكاني ممثلا بالشمال السوري الذي تريد تركيا اقتطاع جزء منه منطقة عازلة تحمي حدودها وتمكنها من إعادة النازحين إليها.

معلوم أن "التحالف الدولي" الذي تديره أمريكا، تشارك فيه تركيا كبيدق رئيس، وتدير بدورها بيادق أصغر، تتنافس فيما بينها في كسب رضا الراعي الدولي أو المشغل الإقليمي، ويحاول كل بيدق أن يقدّم نفسه فاتحا "محررا" للسوريين، وسياسيا "متحررا" للداعمين.

إنها حرب بالوكالة بين "البيادق التركية" التي تحرك تركيا بعضها، وتغض الطرف عن بعضها، وبين "الأذرع الإيرانية" لتحصيل مكتسبات أفضل على طاولة "أستانا" أو "الدوحة" أو أي طاولة ترسم خارطة "سوريا المستقبل".

"سوريا المستقبل" أو "الحرة" التي تسعى الصحوات إليها، سبق أن جلاها قادة الدولة الإسلامية في خطاباتهم قبل سنوات طويلة، واليوم تظهر معالمها الجاهلية واضحة في بيانات الهيئات المرتدة التي طغت عليها لغة الطمأنة
للنظام الدولي، و "التعايش" مع "الأقليات" الوثنية والباطنية كالعلوية والإسماعيلية والإيزيدية!، ناهيك عن النصرانية، بل ذهبت هيئات الردة أبعد من ذلك عندما خاطبت روسيا الصليبية بصفتها "شريكا محتملا في بناء مستقبل مشرق لسوريا الحرة!" وخاطبت الحكومة العراقية الرافضية بلغة "التفاهم والتعاون الأخوي!".

إنها ثورة جاهلية تسعى إلى" ترسيخ مفهوم الدولة"، وقطعا يقصدون بها "الدولة المدنية"، التي حاربوا لأجلها الدولة الإسلامية، إنها ثورة وليست جهادا في سبيل الله، ثورة تحرُّرية من "نظام قمعي" يستأثر بالسلطة، بغية الوصول إلى نظام آخر "ديمقراطي" يتقاسم السلطة، هذه هي مفاهيم وأبجديات الثورات، وهذه هي شكل "سوريا الحرة" بعد حقبة "سوريا الأسد!" تتلخص في إسقاط تمثال قبيح وبناء آخر على أنقاضه بوجه حسن! التفسير الشرعي لما يجري، لا يخرج عن سنة التدافع العادلة ، فكما رأينا التدافع في الصراع "اليهودي - الرافضي"، ها نحن نرى التدافع في الصراع "الوطني النصيري"، ولا شك أن هناك فرحة عارمة بين عامة المسلمين للتخلص من قبضة النظام النصيري وهذا طبيعي ومبرر حاليا، لكن خروج المناطق من قبضة النصيرية وسقوطها في قبضة تركيا العلمانية وفصائلها الوطنية لا يعني الانعتاق من شرنقة الجاهلية، وإنما الانتقال إلى حقبة جاهلية أخرى.

بالمحصلة، فالحدث برمته لم يخرج عن نطاق الرغبة الدولية والنظام الدولي الذي صارت مصالح "الجهاديين والثوريين" لا تتقاطع إلا معه! لكن لما كان زحف الدولة الإسلامية قبل سنوات خلافا لرغبة النظام الدولي، سارعوا إلى تشكيل أكبر تحالف صليبي جاهلي في التاريخ لوقف زحف الخلافة الهادر الذي جاء على غير ما يتوقعون ويشتهون، ومع ذلك وصفوها بأنها "مؤامرة" عالمية كونية صنعتها أمريكا واليهود وإيران وروسيا وكل مخابرات العالم

ولسنا في موضع نقارن به مشروع دولة الإسلام بمشاريع الجبهات والهيئات الوطنية القُطرية، فإن الذي بيننا وبينهم لمختلف جدا، ولكن نذكر بأن جيوش الخلافة في البوادي والأرياف لم توقف قتالها للنظام النصيري يوما، ولم تُذل خيولها.

ولئن كان تحرك الصحوات متوافقا متقاطعا مع مصالح الحلف اليهودي الأمريكي، فإن الدولة الإسلامية يوم زحفت كان زحفها وما يزال مخالفا معارضا لكل الرغبات والمصالح الأمريكية اليهودية، حتى وصل زحفها نحو "أربيل" و "كوباني" حدائق اليهود الخلفية، فتداعى التحالف الجاهلي بكل أطرافه يتصارخون: اليهود اليهود أدركوا اليهود وانكبت طائرات الأرض تصب حممها لوقف هذا الزحف الهادر، وتكرر الأمر عندما زحف المجاهدون نحو أسوار بغداد، فانصهر الروم مع الفرس جيشا واحدا يقاتل ويذب عن بغداد خشية أن تعود دارا للخلافة، فكان زحف الدولة الإسلامية خلافا لكل الرغبات الدولية ومفارقة لا التقاء لكل المصالح الدولية ومع ذلك اتهمت بالعمالة لكل أقطاب الأرض! (سنوات خداعات.. يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين).


◽ المصدر: مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 472
الخميس 4 جمادى الآخرة 1446 هـ
...المزيد

جرائم تركيا • أيها الموحدون.. لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله ...

جرائم تركيا

• أيها الموحدون.. لقد دخلت تركيا اليوم في دائرة عملكم ومشروع جهادكم فاستعينوا بالله واغزوها واجعلوا أمنها فزعا ورخاءها هلعا ثم أدرجوها في مناطق صراعكم الملتهبة.

من كلمة صوتية بعنوان: {هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} لأمير المؤمنين أبي بكر البغدادي تقبله الله

* حكومة علمانية كافرة

• فتح معبر لدعم الــ𝑃𝐾𝐾 المرتدين في كوباني

• اعتقال المجاهدين وتسليمهم لحكومات الطواغيت

• عضو في حلف الناتو

• فتح قاعدة إنجرليك للتحالف الصليبي

• دعم البيشمركة المرتدين

• دعم الحكومة الرافضية في العراق

• قصف المسلمين في حلب

• دعم الحملة الصليبية على العراق والشام

• دعم الحملة الصليبية على خراسان

إنفوغرافيك النبأ ربيع الأول 1438 هـ
...المزيد

أَذْكَار طَرَفَيِ النَّهَار ١_ آية الكرسي (مرة) ٢_ المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ ...

أَذْكَار طَرَفَيِ النَّهَار

١_ آية الكرسي (مرة)
٢_ المعوذات الثلاث: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ...} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ...} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ...} (ثلاث مرات)
٣_ «اللَّهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور» [وفي المساء يقول: اللَّهم بك أمسينا وبك أصبحنا...] (مرة)
٤_ «أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألُك خير ما في هذه اليوم، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر مافي هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكِبر، رب أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر» [وفي المساء يقول: أمسينا وأمسى الملك لله...] "مرة"
٥_ «اللَّهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأنَّ محمداً عبدك ورسولك» [وفي المساء يقول: اللَّهم إني أمسيت أشهدك...] (أربع مرات)
٦_ «أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد ﷺ وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين» [وفي المساء يقول: أمسينا على...] (مرة)
٧_ «اللَّهم ما أصبح بي من نعمة، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر» وفي المساء يقول: اللَّهم ما أمسى بي...] (مرة)
٨_ «اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً » "يقولها مرة صباحاً"
٩_ «اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم أستر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتالَ من تحتي» (مرة)
١٠_ «اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوء أو أجره إلى مسلم» (مرة)
١١_ «اللَّهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فأغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» (مرة)
١٢_ «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين» (مرة)
١٣_ «حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلتُ وهو رب العرش العظيم» (سبع مرات)
١٤_ «بسم الله الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم» (ثلاث مرات)
١٥_ «اللَّهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت» (ثلاث مرات)
١٦_ «رضيتُ بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ نبياً» (ثلاث مرات)
١٧_ «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»"يقولها ثلاث مرات مساءً"
١٨_ «سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وَزِنَةَ عرشه وَمِدَادَ كلماته» (يقولها ثلاث مرات صباحاً)
١٩_ «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير» (يقولها مرة أو عشر أو مائة مرة بحسب نشاطه)
٢٠_ «سبحانَ الله وبحمده» (مائة مرة)
٢١_ «أستغفرُ اللَّهَ وأتوبُ إليه» (مائة مرة)
٢٢_ «اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمد» (عشر مرات)

الدولة الإسلامية - مكتبة اله‍مّة - ربيع الثاني 1436 هـ
...المزيد

كثرة العلم ليست دليل هداية ومن الأمثلة على عدم ارتباط الهداية بالعلم، سواء كان العلم دينيا أو ...

كثرة العلم ليست دليل هداية

ومن الأمثلة على عدم ارتباط الهداية بالعلم، سواء كان العلم دينيا أو دنيويا، أنك تجد اليوم حمَلة شهادات عليا في الاختصاصات الدقيقة، يعبدون الأصنام والقبور والأحجار والأبقار وعجائب المخلوقات فكان العلم الذي أفنوا أعمارهم في طلبه حجة عليهم إذ لم يستخدموه في التعرف على الحق، {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، وقد يلبّس الشيطان الرجيم على بعض الناس، فيكون العلم عندهم غاية بحدّ ذاته لا وسيلة، فيشغلهم عن العمل به، وعن الفاضل بالمفضول، وقد أحسن ابن القيم رحمه الله في تبيان تلبيس الشيطان في هذا الباب فقال: فيشغله بطلب علم الكفاية عن فرض العين من الجهاد، ويزين له جهاد الدعوة وقد انفتح باب جهاد السيف على مصراعيه

افتتاحية النبأ - بين الهداية والعلم العدد 441
...المزيد

الاستخارة • الاستخارة: طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله. • ...

الاستخارة

• الاستخارة: طلب الاختيار؛ أي طلب صرف الهمة لما هو المختار والأولى عند الله.

• كيفيتها: إذا عزم المسلم على فعل شيءٍ مثل اختيار وقت غزوة، أو زواج، أو سفر، أو نحو ذلك، يصلي ركعتين من غير الفريضة، ويدعو بعد السلام أو قبله بدعاء يطلب فيه من الله تعالى أن يختار له الخير، ويصرف عنه الشر.

• نتيجتها: بعد الاستخارة يمضي المسلم لما يراه الأصلح وينشرح له صدرُه انشراحاً خالياً عن هوى النفس، فإن لم يتبين له فبإمكانه أن يكرر الاستخارة حتى يظهر له الخير.

• حكمها: الاستخارة سنة، وقد كان الصحابة حريصين عليها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: «إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتَيْنِ مِن غيرِ الفريضةِ ثمَّ لْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ...» الحديث [البخاري].

• دعاء الاستخارة

اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ، فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، اللَّهمَّ إنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ [ثُمَّ يسَمِّيه بعَينِه] خيرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاقدُرهُ لي ويسِّرْهُ لي ثُمَّ بارِكْ فيه اللَّهمَّ وإنْ كُنتَ تَعلَمُ أنَّ هذا الأمرَ شرٌ لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه واقدُرْ لي الخيرَ حيثُ كان ثُمَّ أرضِني به.

الدولة الإسلامية - مكتبة الهمّة رجب 1437 هـ
...المزيد

مِن مصارف الصَّدَقَة • {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ ...

مِن مصارف الصَّدَقَة

• {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم} [البقرة:٢١٥]

• قال رسول الله ﷺ: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقًا خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا) [متفق عليه]


• الإنفاق في سبيل الله
قال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:٤١]

• الصدقة على ذي الرحم الكاشح
وهو القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال ﷺ: أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح [رواه أحمد]

• الصدقة على الجار
قال أبو ذر رضي الله عنه أوصاني رسول الله ﷺ فقال: (وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها واغرف لجيرانك منها) [رواه مسلم]

• تجهيز الغازي ورعاية أهله
قال رسول الله ﷺ: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله فقد غزا). [متفق عليه]

• الإنفاق على المجاهدين
قال رسول الله ﷺ: (أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل) [رواه مسلم]

• الأرامل والأيتام والمساكين
{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ۝١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ۝١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} [سورة البلد:١٤- ١٦]، قال رسول الله ﷺ: (الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهـد في سبيل الله) [متفق عليه].

• الإنفاق على الأهل والأبناء
قال رسول الله ﷺ: (الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة) [متفق عليه]

• ما آمن بي!
قال رسول الله ﷺ: ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه، وهو يعلم به) [رواه الطبراني]، فعلى المسلم أن يتعاهد إخوانه المسلمين من حوله ويحذر أن ينعم ويشبع وإخوانه وجيرانه في جوع ومسغبة، وكان من هدي صحابة رسول الله ﷺ متابعة أحوال الفقراء والمساكين والتقصي عن أحوالهم، فكيف إن جمعوا مصارف عديدة للصدقة كأن يكونوا أرامل وأيتاماً ومساكين وأهلا لمجاهد قضى في سبـيل الله، فاحذر أن يكون إخوانكم خصماء لك يوم القيامة واتق النار ولو بشق تمرة.

إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة ١٤٣٩ هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً