خصال المجاهدين (1) 1- الخشوع والخشية قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ...

خصال المجاهدين (1)

1- الخشوع والخشية
قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال].

2- زيادة الإيمان عند القرآن
قال تعالى: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال].

3- التوكل على الله
قال تعالى: {..وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال].

4- إقامة الصلاة
قال تعالى: {..الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [الأنفال].

5- الجود بالمال
قال تعالى: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الأنفال].

6- حفظ الأمانة
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال].

7- تقوى الله تعالى
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال].

8- الثبات وذكر الله كثيرا
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال].

9- السمع والطاعة
قال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال].

إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة 1444 هـ
...المزيد

لا يمكنك أن تعمل بوصية نبيك ﷺ: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب إلا أن تقاتل أولياءهم من الطواغيت ...

لا يمكنك أن تعمل بوصية نبيك ﷺ: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب

إلا أن تقاتل أولياءهم من الطواغيت والجيوش والعساكر الذين يحرسونهم، ويحولون دونهم ويُفدون أنفسهم دفاعا عنهم، ويمنعون المسلمين من جهادهم والعمل بوصية النبي ﷺ بإخراجهم

اعرف حقيقة الجيوش
...المزيد

لقد أظهرت الحرب على غزةَ مرةً أخرى حقيقة طواغيتِ العرب الحاكمين لديار المسلمين وأتباعهم علماء السوء ...

لقد أظهرت الحرب على غزةَ مرةً أخرى حقيقة طواغيتِ العرب الحاكمين لديار المسلمين وأتباعهم علماء السوء وأنهم جزءٌ من الحربِ اليهوديةِ الرافضية الصليبية على المسلمين، فهم حلفاءُ وأولياءُ في حربهم ضد المسلمين ليس في حربِ غزةَ، بل على مدارِ سنواتِ حُروبِهم السابقةِ في أفغانستانَ واليمنِ والعراق والشام وليبيا وغيرها من بلاد المسلمين. ...المزيد

من مسائل الجاهلية • وهي بعض الأمور التي شابه فيها مشركو زماننا مشركي الجاهلية - إنهم يتعبدون ...

من مسائل الجاهلية

• وهي بعض الأمور التي شابه فيها مشركو زماننا مشركي الجاهلية

- إنهم يتعبدون بــ "إشراك الصالحين" في دعاء الله وعبادته، ويريدون شفاعتهم عند الله
كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ} [الزمر:٣]، وهذه أعظم مسألة خالفهم فيها رسول الله ﷺ، فأتى بالإخلاص وأخبر أنه دين الله الذي أرسل به جميع الرسل، وأنه لا يقبل من الأعمال إلا الخالص، وأخبر أن من فعل ما يستحسنونه فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار، وهذه المسألة التي تفرق الناس لأجلها بين مسلم وكافر، وعندها وقعت العداوة، ولأجلها شرع الجهاد، كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال:٣٩]

- أن مخالفة ولي الأمر وعدم الانقياد له فضيلة والسمع والطاعة ذل ومهانة
فخالفهم رسول الله ﷺ، وأمر بالصبر على جور الولاة، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة، وغلظ في ذلك، وأبدأ فيه وأعاد.

وهذه المسائل الثلاث التي جمع بينها فيما ذكر عنه ﷺ في الصحيحين أنه قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً: ألا تعبدوا إلا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه أمركم) ولم يقع خلل في دين الناس ودنياهم إلا بسبب الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها.

- أنهم متفرقون في دينهم
كما قال تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: ٣٢]، وكذلك في دنياهم، ويرون ذلك هو الصواب، فأتى بالاجتماع في الدين بقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى:١٣]، ونهانا عن مشابهتم بقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران:١٠٥]، ونهانا عن التفرق في الدين بقوله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:١٠٣]

- أن من أكبر قواعدهم الاغترار بالأكثر
ويحتجون به على صحة الشيء، ويستدلون على بطلان الشيء بغربته، وقلة أهله، فأتاهم بضد ذلك، وأوضحه في غير موضع من القرآن.

- الاحتجاج بالمتقدمين: كقوله: {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ} [طه:٥١]، {مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ} [المؤمنون:٢٤].

- الاستدلال بقوم أعطوا قوىً في الأفهام والأعمال:
وفي الملك والمال والجاه، فرد الله ذلك بقوله: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [الأحقاف:٢٦]، وقوله: {وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة:٨٩]، وقوله: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} [البقرة:١٤٦].

- الاقتداء بفسقة العلماء
فأتى بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [التوبة:٣٤]، وبقوله: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة:٧٧].

- الاستدلال على بطلان الشيء بأنه لم يتبعه إلا الضعفاء
كقوله: {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ} [الشعراء:١١١]، وقوله: {أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}، فرده الله بقوله: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام:٥٣].

- الغلو في العلماء والصالحين
كقوله: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} [النساء:١٧١]

- الاستدلال بالقياس الفاسد
{إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} [إبراهيم:١٠]

- الاستدلال على بطلان الدين
بقلة أفهام أهله، وعدم حفظهم، كقوله: {بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود:٢٧]

* الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
* إنفوغرافيك النبأ جمادى الأولى 1442هـ
...المزيد

ونوصيكم بالثبات على أمر هذا الدين، وإياكم أن تفتر عزائمكم أو تلين، وطلقوا الدنيا واتركوها لأهلها، ...

ونوصيكم بالثبات على أمر هذا الدين، وإياكم أن تفتر عزائمكم أو تلين، وطلقوا الدنيا واتركوها لأهلها، واستعدوا وأعدوا لقادم الأيام ما استطعتم من قوة، وتبرأوا من حولكم وقوتكم إلى حول الله وقوته.

* الشيخ أبو حمزة القرشي (تقبله الله) ...المزيد

أولياء الرافضة يبكون! إن مشكلة هذه الحركات والتنظيمات التي تؤسلم الرافضة المشركين وتدعو إلى ...

أولياء الرافضة يبكون!

إن مشكلة هذه الحركات والتنظيمات التي تؤسلم الرافضة المشركين وتدعو إلى التعايش معهم وتعتبرهم "عوام وإخوانا وشهداء"! هي مشكلة في أصلها نابعة من انحراف منهجي عقدي، فجميع هذه الحركات والتنظيمات التي تسارع إلى إدانة الهجمات التي تستهدف الرافضة أو تصف قتلاهم بالشهداء، تجدهم قد أماتوا الولاء والبراء من سنين، وحرفوا عقيدتهم من التوحيد إلى ندها وضدها من "الخلائط المنهجية" التي تساوي بين المؤمن والمرتد والإيمان والشرك! وتساوي بين أحفاد الخميني وأحفاد الصدّيق في صورة تخالف الفطر والنقل وحتى العقل، ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

* افتتاحية النبأ - أولياء الرافضة يبكون العدد 308
...المزيد

وأما أنتم أيها الروافض الحاقدون: فنحنُ أبناء الحسن والحسين، وأحفادُ أبي بكرٍ وعمر وذي النورين، نحنُ ...

وأما أنتم أيها الروافض الحاقدون: فنحنُ أبناء الحسن والحسين، وأحفادُ أبي بكرٍ وعمر وذي النورين، نحنُ جدُّنا حيدرةَ الكرار أمير المؤمنين علي، وأنتم شيعة المجوس أحفاد أبي لؤلوة وابن سبأٍ ورستم وجدُكم كِسرى، وهيهات هيهات أن تغلب شيعة المجوس أبناء الحسن والحسين

الشيخ أمير المؤمنين أبي بكر البغدادي تقبله الله - مقتطف من إصدار _ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ.
...المزيد

القول على الله بغير علم • الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد تسرع الناس ...

القول على الله بغير علم

• الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فقد تسرع الناس هذا الزمان في الفتوى بعلم وبدون علم، والله المستعان، وإنه مما يعاب على المرء أن يقول بغير علم ويتكلم من حيثيات نفسه، ويطلق لسانه في غير فنه بلا جادة تقله ولا علم يدله، ومن تكلم بغير فنه أتى بالعجائب! نسأل الله أن يعصم المسلمين من الزلل وأن يحفظ ألسنتهم من العيب والخطل.

إن الشريعة قد نفرت من الجهل في الدين، وحضت على العلم وطلبه، وبينت الفرق بين العالم والجاهل، فقال الله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب} [سورة الزمر: 9]، وما ذاك إلا لخطورة آثار الجهل في الدين وما ينتج عنه من عبادة الله بغير ما شرع، وإنشاء البدع والمحدثات.

قال تعالى: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [سورة الأعراف: 33]، وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) [رواه البخاري]، ومن هذا: القول على الله بغير علم.

عجبت لإدلال العيي بنفسه
وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيي وإنما
صحيفة لب المرء أن يتكلما

وأشد من عي اللسان عي الجهل وقلة العلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وذكر العلماء أن الجاهل جهلا مركبا، هو الرجل الذي لا يعلم ويجزم أنه يعلم! وآخرون من الرجال يجهلون وهم مقرون بجهلهم، وقد عرفوا قدر أنفسهم، فلا يحملونها ما لا تطيق، وإن زل أحدهم رجع عن قوله بعد علمه بخطئه، وهذا هو ما يسميه أهل العلم بالجاهل البسيط وهو الجاهل الذي يدري أنه جاهل، وهذا سرعان ما تتقدم به المعرفة والعلم ويرتفع عن جهله شيئا فشيئا ما دامت هذه حاله، ولقد قال الخليل بن أحمد: الناس أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فهذا عالم فالزموه، ورجل يدري ولا يدري أنه يدري، فهذا غافل فنبهوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا مائق فاحذروه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه؛ وقد قال الشاعر:

لما جهلت جهلت أنك جاهل
جهلا وجهل الجهل داء معضل

وقال الآخر:

ومن أعجب الأشياء أنك لا تدري
وأنك لا تدري بأنك لا تدري

ومن أعظم الأمور الإفتاء بغير علم، قال عز من قائل: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هٰذا حلال وهٰذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون} [سورة النحل: 116]، وقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولٰئك كان عنه مسئولًا} [سورة الإسراء: 36].

ولنا في السلف الصالح -رضي الله عنهم أجمعين- أسوة وقدوة، فقد كانوا كما يقول ابن القيم: وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره.

قال ابن عباس: كل من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه لمجنون.

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا أدري، فقيل له: ألا تستحي من قولك لا أدري، وأنت فقيه أهل العراق؟ فقال: لكن الملائكة لم تستح حين قالوا: {لا علم لنا إلا ما علمتنا}.

ويقول عبد الله بن الإمام أحمد: كثيرا ما يسأل الإمام أحمد عن المسائل فيقول: لا أدري، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف، وكثيرا ما يقول: سل غيري، فإن قيل له: من نسأل؟ قال: سلوا العلماء.

وقال أبو داود في مسائله: ما أحصي ما سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول: لا أدري، قال: وسمعته يقول: ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى -أي ما رأيت أحسن منه- وكان أهون عليه أن يقول: لا أدري.

وقال سحنون بن سعيد: أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه.

وقال بعض السلف: ليتق أحدكم أن يقول: أحل الله كذا وحرم كذا، فيقول الله له: كذبت لم أحل كذا ولم أحرم كذا.

وقال ابن مسعود: أيها الناس من سئل عن علم يعلمه فليقل به، ومن لم يكن عنده علم فليقل الله أعلم فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم: الله أعلم.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أدركت عشرين ومائة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما كان منهم محدثا إلا ود أن أخاه قد كفاه الحديث ولا مفتيا إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

وقال الهيثم بن جميل: شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها: لا أدري.

وقال القاسم وابن سيرين: لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم.

وقال سعيد بن جبير: ويل لمن يقول لما لا يعلم إني أعلم.

ويقول ابن المنكدر: المفتي يدخل بين الله وبين خلقه، فلينظر كيف يفعل فعليه التوقف والتحرز لعظم الخطر.

وبوب البخاري: باب ما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يسأل مما لم ينزل عليه الوحي، فيقول: (لا أدري)، أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، ولم يقل برأي ولا بقياس.
وما يضيرك أن تقول: لا أدري، وقد كثر في أجوبة الأئمة قول: لا أدري، بل قد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- المؤيد بالوحي يسأل فيسكت، ينتظر الوحي، وبعض الناس إذا سئل لا يترك السائل يكمل سؤاله، بل يبادر بالجواب قبل إكمال السؤال، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما في سنن أبي داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من أفتي بغير علم كان إثمه على من أفتاه).

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - 1437 ه
...المزيد

رموز .. أم أوثان • وإننا نجد اليوم أن أفراد كثير من التنظيمات والفصائل والأحزاب التي تزعم السعي ...

رموز .. أم أوثان

• وإننا نجد اليوم أن أفراد كثير من التنظيمات والفصائل والأحزاب التي تزعم السعي لإقامة الدين وتطبيق الشريعة، قد حذوا حذو من قبلهم في تعظيم من يرونه من عباد الله الصالحين، لعلمه بالشريعة، أو حسن جهاده أو لصبره على ما لقيه من البلاء من الطواغيت أو لفصاحة خطابه وحسن التعبير في كتاباته أو حتى لمجرد شهرته وشيوع اسمه بين الناس، والزيادة في توقيرهم عن الحد الجائز شرعا، برفع صورهم وتلقيبهم بألقاب التعظيم المبالغ فيها وجعل كلامهم وأحكامهم فوق كلام الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا يدّعون أن كلامهم مبني عليهما، بل وإطلاق مسمى «المنهج» على أقوالهم وأفعالهم وأحكامهم، وتدوين هذه «المناهج» وتدريسها للأجيال المتعاقبة في هذه الأحزاب على أنها الصراط المستقيم، والسبيل القويم لتحصيل رضا رب العالمين، وبتنا نسمع تسمية هؤلاء الأشخاص «رموزاً» لهذه الحركة أو تلك، وصرنا نرى الاستنكار لأي نقد لهؤلاء «الرموز» بدرجة تفوق الاستنكار على من يطعن في دين الله وشعائره، حتى لكأن هؤلاء «الرموز» من الأحياء والأموات حلّوا عند أولئك الضالين مكان الكتاب والسنة، فمن ينتقص من قدرهم أو يرد كلامهم، فهو الذي يريد أن ينقض عرى الإسلام.

وصرنا نرى من حال هؤلاء «الرموز» المعبودين، أن لكل حزب «رمزا» أو مجموعة من «الرموز»، كما كان لكل قبيلة من قبائل الجاهليين وثن أو مجموعة من الأوثان، وكل حزب يسعى جهده لتعظيم «رموزه» في أعين الناس، وهو يرى أنه سيزيد من أتباعه بمقدار ما يزيد من تعظيم الناس «لرموز» حزبه وتنظيمه، لذلك يكثرون من إضفاء الألقاب والأوصاف لهؤلاء «الرموز»، والاستدلال بأفعالهم على كل ما يريدون اتخاذه من قرارات، فيكفيهم لذلك أن شيخهم أو رأسهم قد فعل ذلك أو أقره أو أمر به، ليكون مباحا أو واجبا، دون النظر فيما يُحتج به من الأدلة الشرعية، بل وبات الحال أن يتنازع الناس على هذا «الرمز» أو ذاك وكل منهم يزعم أنه الوارث لإرثه، والمتبع لسنته، والسائر على نهجه، والأمين على رسالته، فوصل الأمر ببعضهم إلى «بابيّة» معاصرة، شبيهة بما لدى الرافضة والباطنية -أخزاهم الله تعالى- الذين يقدسون بعض شيوخهم وعلمائهم بزعم أنهم الأبواب إلى أئمتهم من آل البيت الذين يزعمون أنهم أحياء بعد موتهم يتواصلون مع الناس عن طريق هؤلاء الأبواب، وذلك بأن يعلن بعض أفراد هذه الأحزاب أن الوصي على منهج «الرمز» والحامي للحزب أو التنظيم أو الفصيل من الانحراف عن منهجه.

إن ارتباط الحزب أو التنظيم أو الفصيل بشخصيات «الرموز» وحرصه على الاستقواء بهم إنما هو سمة عامة لأهل الضلال، لأن المسلم يعلم أن الكتاب والسنة هما الركن الشديد الذي يُلجأ إليه في إثبات صحة دعواه، فمن أعياه من أهل الضلال إيجاد الدليل الشرعي لجأ إلى الاستدلال البدعي على «صحة» منهجه، كما تفعل الأحزاب الضالة اليوم باستنادها في إثبات «صحة» منهجها بالمشاهير من «رموزها»، الذين لو بحثنا في حقائقهم لوجدنا أن منهم المبتدع الضال، بل منهم من تلبس بردّة صريحة، أو تستدل على «صحة» منهجها بحجم تضحيات السابقين من أفرادها، وعدد من قتل وسجن منهم، أو بعدد أتباعها وحجم انتشار أفكارها، وكل هذه الأمور لا تغني من الحق شيئا.

فالمسلم يقيس «الرموز» بمقياس الدين، ولا يقيس دينه على مقياس «الرموز»، ويعرف قدر «الرموز» بمقدار اتباعهم للحق، لا أن يبحث عن الحق في أقوال «الرموز» وأفعالهم، ويسعى لأن يكون عبدا لله -عز وجل- لا عبدا للحزب والتنظيم و«رموزهم»، وتابعا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا لمنهج الفصيل والحركة.

لقد كثرت «الرموز» اليوم، وباتت أكثر من أوثان المشركين في الجاهلية، وكلٌ من الناس يدعو إلى «رمزه» كما كان الجاهليون يدعون الناس لعبادة أوثانهم، فكل الأحزاب أو التنظيمات صارت «رموزا»، وقادة ورؤوس كل منها «رموز»، وكتبها ومناهجها «رموز»، فإلى أيّ منها يميل المسلم، وبأيها يرتبط، وأيها يتبع؟

سيجيب الجميع: ما وافق منها الكتاب والسنة.

إذن فلنتبع الكتاب والسنة، ولندع «الرموز».


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
رموز .. أم أوثان
...المزيد

رموز .. أم أوثان • إن من أهم صفات أهل الجاهلية في كل العصور أن تجد أن لكل قبيلة من القبائل أو ...

رموز .. أم أوثان

• إن من أهم صفات أهل الجاهلية في كل العصور أن تجد أن لكل قبيلة من القبائل أو جماعة من الناس وثنا خاصا بها تتميز به عن غيرها من الجماعات، فتعظمه وتنتسب إليه من دون أوثان سواها، وتتفاخر به على أوثان أعدائها، وتصل بهم الحال أن يكون شعار الانتماء إلى هذه الجماعة من البشر تعظيم هذا الوثن من دون الله، عز وجل، فيكتسب كل من الوثن والجماعة من الآخر قوته وتعظيمه بين الناس، فإما أن يكون هذا الوثن معظما بين كم كبير من الجماعات، فتكتسب الجماعة التي تقوم على خدمته أو يرتبط بها ذكره الكثير من القوة والسلطة بذلك، أو تكون الجماعة من القوة بحيث تفرض تعظيم وتقديس وثنها على بقية الجماعات، وهو الغالب إذ إن تقديس هذا الوثن يحمل في جوانبه غالبا أهدافا سياسية بحيث يكون الخضوع له خضوعا للجماعة التي تزعم الارتباط به، والقيام بأمره، وحيازة الصنم الذي يمثله، وأسرار التخاطب المزعوم معه من قبل كهانها، ولذلك نجد أن ما من أمة من الأمم يزول ملكها إلا زالت مع الملك أوثانها واندثرت أصنامها ليعبد الجاهليون وثنا آخر يكون في الغالب وثن الأمة التي ورثت الغلبة والظفر.

وربما تكون قصة أبرهة الحبشي مع الكعبة خير مثال على ذلك، إذ بنى كنيسته في اليمن ليجذب العرب إلى تعظيمها وبالتالي إخضاعهم لسطوته، فلما رأى إعراضهم عنها وارتباطهم بالكعبة وما فيها من أوثان في ذلك الحين، جرد جيشا جرارا لهدمها وإزالة الأوثان التي فيها المنافسة لوثنه المعبود من دون الله تعالى.

وقد أرسل الله تعالى رسوله عليه الصلاة والسلام بالحق لينهى الناس عن عبادة كل تلك الأوثان ويدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، سبحانه، وفي دعوته إلى نبذ الشرك تستوي عبادة كل ما عبد من دون الله تعالى، سواءً كان نبيا مرسلا أم ملكا مقربا أم عبدا صالحا أم حاكما متجبرا أم كاهنا كذابا أم قانونا متبعا أم قبرا معظما أو شجرة أو صخرة متبركًا بهما أو شيطانا مخوفا وما شابه

وكما هي سنة الله سبحانه في الأمم التي خلت من قبل، فإن الناس لا يلبثون إذا طال عليهم الأمد أن يخلق عندهم التوحيد فيعودون إلى تجديد الشرك ونصب الطواغيت، وعبادتهم من دون الله تعالى، بل ودعوة الناس إلى عبادتها.

ومن أبرز صور شرك المشركين اتخاذهم من يرون فيهم الخير من العبّاد الزهّاد آلهة يبدؤون أولا بتصوير هؤلاء العبّاد كأصنام باعتبار صورهم تذكر الناس بعبادة الزهّاد لله تعالى وتثبت من يراها على الطريق الذي سلكوه ثم يتحول المعظّمين إلى أوثان تعبد من دون الله سبحانه، تطلب منهم الشفاعة ويذبح لهم وينذر لهم إلخ، وفي ظن المشركين أنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى، ويرفضون تسمية أفعالهم شركا بالله، كما في قولهم: {ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفىٰ}، وقولهم: {هٰؤلاء شفعاؤنا عند اللّه}، ويدافعون عن معبوداتهم هذه أشد الدفاع ويرفضون كل من ينهاهم عنها، كما في قولهم: {لا تذرنّ آلهتكم ولا تذرنّ ودًّا ولا سواعًا ولا يغوث ويعوق ونسرًا}، بل ويتبعهم في ذلك من أتباعهم من ازدادوا كفرا بجعلهم اتباع الآباء وطاعتهم دينا ينهاهم عن طاعة الله عز وجل، كما قال الله تعالى فيهم: {وإذا قيل لهم تعالوا إلىٰ ما أنزل اللّه وإلى الرّسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا} وقد أبطل الله دعواهم تلك بقوله: {أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون}، قال ابن العربي في تفسير هذه الآية: «قولهم: وجدنا عليه آباءنا، فنحن نقتدي بهم في أفعالهم، ونمتثل ما شاهدناه من أعمالهم ولم يثبت عندهم أن آباءهم بالهدى عاملون، وعن غير الحق معصومون، ونسوا أن الباطل جائز عليهم» [أحكام القرآن]

وإننا نجد اليوم أن أفراد كثير من التنظيمات والفصائل والأحزاب التي تزعم السعي لإقامة الدين وتطبيق الشريعة قد حذوا حذو من قبلهم في تعظيم من يرونه من عباد الله الصالحين، لعلمه بالشريعة، أو حسن جهاده أو لصبره على ما لقيه من البلاء من الطواغيت أو لفصاحة خطابه وحسن التعبير في كتاباته أو حتى لمجرد شهرته وشيوع اسمه بين الناس، والزيادة في توقيرهم عن الحد الجائز شرعا برفع صورهم وتلقيبهم بألقاب التعظيم المبالغ فيها وجعل كلامهم وأحكامهم فوق كلام الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم، وإن كانوا يدّعون أن كلامهم مبني عليهما، بل وإطلاق مسمى «المنهج» على أقوالهم وأفعالهم وأحكامهم، وتدوين هذه «المناهج» وتدريسها للأجيال المتعاقبة في هذه الأحزاب على أنها الصراط المستقيم والسبيل القويم لتحصيل رضا رب العالمين، وبتنا نسمع تسمية هؤلاء الأشخاص «رموزاً» لهذه الحركة أو تلك، وصرنا نرى الاستنكار لأي نقد لهؤلاء «الرموز» بدرجة تفوق الاستنكار على من يطعن في دين الله وشعائره، حتى لكأن هؤلاء «الرموز» من الأحياء والأموات حلّوا عند أولئك الضالين مكان الكتاب والسنة، فمن ينتقص من قدرهم أو يرد كلامهم فهو الذي يريد أن ينقض عرى الإسلام.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقتطف من مقال:
رموز .. أم أوثان
...المزيد

لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله 13) النجاة من عذاب الله الذي أعده للقاعدين عن ...

لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله

13) النجاة من عذاب الله الذي أعده للقاعدين عن الجهاد

قال تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [سورة التوبة: 81].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [سورة التوبة 38-40].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].


14) قتال المرتدين الممتنعين عن بعض شرائع الله

قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [سورة الأنفال: 39].

وقال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه» [رواه مسلم].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها، إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة أو صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة أو عن تحريم الفواحش أو الخمر أو نكاح ذوات المحارم أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق أو الربا أو الميسر أو الجهاد للكفار أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب ونحو ذلك من شرائع الإسلام فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله» [الفتاوى الكبرى].


15) كشف المنافقين وتمييز المؤمنين

قال تعالى: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [سورة آل عمران: 140-142]، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَّنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [سورة الأنفال: 74].

وعن سعيد بن جبير -رضي الله عنه- قال: «سألت ابن عباس -رضي الله عنه- عن سورة التوبة فقال: «هي الفاضحة، ما زالت تنزل {وَمِنْهُمْ} {وَمِنْهُمْ}، حتى ظنوا أنها لم تبق أحدا منهم»» [متفق عليه].

16) رد البغاة (الخارجين على الإمام)

قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ} [سورة الحجرات: 9].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من بايع إماما فأعطاه صفقة يده، وثمرة قلبه، فليطعه ما استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر) [رواه مسلم].

17) كسب أموال الكفار (الغنائم والفيء)

قال تعالى: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا} [سورة الفتح: 20]، وقال سبحانه: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [سورة الأنفال: 69].

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (جعل رزقي تحت ظل رمحي) [حديث صحيح، رواه أحمد وغيره]، وقال صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي)، فذكر منها: (وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي) [متفق عليه].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله
...المزيد

لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله 11) طلبا لما أعده الله للشهداء من منازل قال الله ...

لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله

11) طلبا لما أعده الله للشهداء من منازل

قال الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [سورة آل عمران: 169]، وقال سبحانه: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [سورة محمد: 4-6]، وقال جل جلاله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ} [سورة التوبة: 111].

وقال صلى الله عليه وسلم: (للشهيد عند الله سبع خصال؛ يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويشفع في سبعين إنسانا من أهل بيته) [حديث صحيح، رواه أحمد وغيره]، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما أحد يدخل الجنة، يحب أن يرجع إلى الدنيا، وله ما على الأرض من شيء، إلا الشهيد، يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات، لما يرى من الكرامة) [متفق عليه].

12) اجتناب عاقبة المتخلفين عن الجهاد في الدنيا

قال تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [سورة التوبة: 24].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يغز، أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة) [حديث صحيح، رواه أبو داود]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم بأذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [حديث صحيح، رواه أبو داود].

13) النجاة من عذاب الله الذي أعده للقاعدين عن الجهاد

قال تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [سورة التوبة: 81].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} [سورة التوبة 38-40].

وقال صلى الله عليه وسلم: (من لم يغز، ولم يحدث نفسه بالغزو، مات على شعبة من النفاق) [رواه مسلم].

14) قتال المرتدين الممتنعين عن بعض شرائع الله

قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [سورة الأنفال: 39].

وقال أبو بكر الصديق، رضي الله عنه: «والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه» [رواه مسلم].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد اتفق علماء المسلمين على أن الطائفة الممتنعة إذا امتنعت عن بعض واجبات الإسلام الظاهرة المتواترة فإنه يجب قتالها، إذا تكلموا بالشهادتين وامتنعوا عن الصلاة والزكاة أو صيام شهر رمضان أو حج البيت العتيق أو عن الحكم بينهم بالكتاب والسنة أو عن تحريم الفواحش أو الخمر أو نكاح ذوات المحارم أو عن استحلال النفوس والأموال بغير حق أو الربا أو الميسر أو الجهاد للكفار أو عن ضربهم الجزية على أهل الكتاب ونحو ذلك من شرائع الإسلام فإنهم يقاتلون عليها حتى يكون الدين كله لله» [الفتاوى الكبرى].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 25
السنة السابعة - الثلاثاء 26 جمادى الآخرة 1437 هـ

مقال:
لماذا نقاتل؟ أهم مقاصد الجهاد في سبيل الله
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً