الكريسماس من المضحك المبكي أن تجد بعض المثقفين ورواد الإعلام في بلادنا لا زالوا يُناكفون ...

الكريسماس

من المضحك المبكي أن تجد بعض المثقفين ورواد الإعلام في بلادنا لا زالوا يُناكفون الدين والملتزمين وانا الذي ظننتهم كفوا عن هذا لأن اليوم الوطن بات منفتح على العالم ولم يعد مثل ماكان في السابق من الانغلاق الثقافي ولكن انفتاح الوطن على الثقافة لا يعني بالضرورة بان الدين يكون ركيك أو أن نتقبل مظاهر الكفر الواضحه
فبهذا الانفتاح كان من المفروض ان تنتهوا من مناكفة الدين والملتزمين به لو كانت قضاياكم كما تقولون مدنية فاليوم الدولة المدنية قائمة لكن يبدو بأن قضاياكم هي إسقاط شعائر الدين وجعل الدين مثل الديانات الاخرى التي حتى اسمها تغير

من المضحك المبكي أن تقرأ في التويتر تغريدة لأحد الكتاب الكبار المعمرين في الارض الذين وجب عليهم مراجعة اعمارهم واعمالهم يكتب تغريدة هي طامة يُحيي فيها كل البشر على اختلاف مللهم ويُحيي أتباع الأنبياء على اختلاف مللهم

هنا تستغرب ماذا يريد بهذه التحية وتستغرب من قوله ( جميع الملل )
ألا يعلم الكاتب الموقر بان جميع الانبياء على ملة الإسلام
قال تعالى عن نوح عليه السلام

فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ

وعن ابراهيم عليه السلام / مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وقال ايضاً
إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ {البقرة:131-1322}.
وقال عن موسى
وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ {يونس:84}،

وهنا قول الْحَوَارِيُّونَ لعيسى المسيح
فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ {آل عمران:522}.

وبهذا يتبين لنا بأن دين الأنبياء الاسلام وملتهم واحدة وهي الإسلام الحنيف ولكن ما هم عليه اليوم فهو الدين المحرف على ايدي اتباع الانبياء و ليس مانزل عليهم وهنا يتبين فضل اصحاب محمد عليه السلام على الناس وبهذا فهم الأولون الاخيرون وهم الشهداء على الناس يوم الحشر لأنهم صانوا الدين والملة وحفظوها لنا الى يوم الناس هذا ولا زال هناك من يريد تحريف الدين كما حرفوا الدين في السابق فسموا الاسلام بغير اسمه كالمسيحية واليهودية ولم يقتصر التحريف على الاسم فقط بل على كل شي حتى أصبح ديناً آخر فمذا تريدون ان تسمون الإسلام اليوم ؟

ويأتيك كاتب آخر فيه من التناقض مالله به عليم فيغرد تغريدة جاء بأولها / المسيح الشهيد !! وانت هنا تستغرب من اول سطر عن أي مسيحاً يتكلم هل يقصد المسيح ابن مريم الذي نعرفه الذي رفع عند الله في الاسلام ام ان مسيحه رجل آخر؟
ثم يورد في طيات التغريدة ( هل صلب لانه جاء بالحب ويحرض الشعب ويقلب الحكم مثل سائر الأنبياء ؟ ) وهو هنا يتساءل
وفي الحقيقة أنا الذي يتساءل هل هذا هو ما بعث له الأنبياء للحكم ؟
ياسيدي من من الانبياء كان ملك غير سليمان ؟
ومن منهم كان ذو وظيفة مرموقة غير يوسف ؟
إن الأنبياء جاءوا بتوحيد الدين لله وإخراج العباد من الكفر إلى الايمان ومن النار الى الجنان فلا والله ماكان الانبياء ثائرين واهل فتن بل كانوا هداة مهديين يأمرون الناس إلى اتباع ما أمر الله به
وفي اخر التغريدة يورد الاية الكريمة من سورة مريم يريد منها تزكية المسيح عيسى ابن مريم سلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا < كما كتبها
{وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا} < في القرآن
وهنا يتبين لنا جهل محب الأديان بدينه الإسلام و بكتابه القرآن فالكاتب المرموق قد استأصل حرف (و) من الاية وكان حذف حرف من آية قرآنية أمر عادي صائغ ولكن هذا ليس غريب عليهم لو كان يعرف حق القرآن ما كان فعلها
وفي الأساس هذه الآية الكريمة هي بالاصل كرامة من الله ليحيى بن زكريا عليه السلام وليست في المسيح ابن مريم كما ظن الجاهل مع الفضل للمسيح ابن مريم والجاهل بكتاب الله لو نظر الى الوجه الاخر من الصفحه لوجد الله سبحانه وتعالى قال على لسان عيسى ابن مريم ( قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
لم ينتبه الكاتب بأن الكلام الذي أورده كان قول الله في يحيى والآيات التي اوردتها انا كانت قول الله على لسان عيسى المسيح نفسه يوما كان في المهد
ولكن قالوا سابقا من تكلم بغير فنه جاء بالعجب

والمدهش ايضاً أن يورد شيخ ملتحي يفتي في بعض القنوات الخليجية آية كريمة في تغريدة // {لكم دينكم ولي دين} / على أنها اية في التسامح بين الأديان وتقبل مظاهر الكفر عند الآخر وتتوافق التغريدة مع الكريسماس وكأن الشيخ المفتي لم يكن يعلم بان الاية الكريمة هي اية براءة من الكفر والكفار وليست اية تسامح وتقبل التعددية الدينية فلا حول ولا قوة الا بالله

عوداً على الكريسماس
جاء في الكتاب المقدس ( إنجيل لوقاء )
إني أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَعُمُّ الشَّعْبَ كُلَّهُ: فَقَدْ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ

فبالله كيف تحرضون المسلمين على الفرح والسرور وتهنئة الكفار برب باطل يولد ويحتاج من يلده ؟؟
ويحتج عليك بعضهم بانك متشدد و بانك قد تكون ذو ميول عدوانية ويتناسى بأن الإسلام رأس المال
ويحتج عليك بأنهم يفرحون معنا ويهُنئوننا بأعيادنا وبشهر رمضان
وإن يكن فديننا هو الصواب وهو دين الحق فإن فرحوا معنا فلا يضرهم شي ولعل وعسى أن يسلم أحدهم فيكون قد أصاب خير الدين والدنيا ولكن المصيبة أن تفرح معهم بعيدهم ودينهم الباطل وتعرض دينك للشوائب وقد تخسر دينك ودنياك
وأين الغيرة على الإسلام ؟ والعزه به ؟ لماذا لم يكن يحتفل الاولين معهم ام انكم اليوم أكثر فهم منهم
يقول ابن القيم رحمة الله وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء ؛ تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه) [أحكام أهل الذمة : 1/441-442]

فلا حولة ولا قوة إلا بالله قال صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ"


إبراهيم العبيلي
[email protected]
...المزيد

حب الصالحين بعض الاحيان تسمع من الناس إذا رأوا أحد صالحين البيت الشهير للامام الشافعي أحب ...

حب الصالحين

بعض الاحيان تسمع من الناس إذا رأوا أحد صالحين البيت الشهير للامام الشافعي

أحب الصالحين ولست منهم
لعلي أنال بمحبتهم شفاعة

وطالما تبادر إلى ذهني عند سماع هذا القول " ما يمنعك أن تكون من الصالحين "

ولكن أعلم بأن حبك للصالحين أمر جيد وبذرة خير واعلم بأن المرء يحشر مع من يحب فمن أحب الله ورسوله والمؤمنين فهو معهم ومن أحب غيرهم فهو يحشر معهم , فاحرص على ان تحب من ينفعك في دينك ودنياك ويعينك عليهما

عن أَنسٍ : أَنَّ أَعرابيًّا قَالَ لرسول اللَّه ﷺ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: مَا أَعْدَدْتُ لَهَا مِنْ كَثِيرِ صَوْمٍ، وَلا صَلاةٍ، وَلا صَدَقَةٍ، وَلَكِنِّي أُحِبُّ اللَّه وَرَسُولَهُ. قَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ. متفقٌ عَلَيهِ، قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بَعْدَ الْإِسْلَامِ فَرَحًا أَشَدَّ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ
وفي زياده عن انس رضي الله عنهه قَالَ : فَأَنَا أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ ، وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِأَعْمَالِهِمْ

وعن ابنِ مسعودٍ قَالَ: جاءَ رَجُلٌ إِلى رسولِ اللَّه ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ متفقٌ عَلَيهِ.
وصدق الله سبحانه وتعالى قول نبيه الكريم في الايات التاليه من سورة النساء ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا )
فاللهم احشرنا معهم وأنها لعاجل بشرى المؤمن وهي بشرى لك يا محب الصالحين فأبشر بالخير

ولكن أخي اعلم بأن مجرد حبك للصالحين أمر جيد وحسن ولكن لايكفي يجب عليك ان تتبع خطاهم لتكون منهم عليك التدرج في الصالحات وعدم الإقدام عليها مرة واحدة فالقليل الدائم عند الله افضل من الكثير المنقطع فعسى مع الوقت ان تكون من الصالحين

اولاً عليك بالدفاع عن عنهم والذب عن أعراضهم قال رسول الله (( من رد عن عرض أخيه في الغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) وهذا في فضل الدفاع عن أعراض المسلمين وقال الشاعر
"وليس أخي من ودني وهو حاضر ولكن أخي من ودني وهو غائب"
وفي باب النهي عن الجلوس في مجالس غيبة المسلمين جاء مرفوع عن أنس رضي الله عنه { من اغتيب عنده أخوه المسلم فلم ينصره وهو يستطيع نصره أدركه إثمه في الدنيا والآخرة } وهذا والله امر واقع فانت تجد من يسل سيفه في الصالحين سرعان مايسقط ويتبين لنا جهله
وقال عز وجل في سورة المؤمنون عن الذين كانت فاكهة مجالسهم الصالحين
إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ قال ابن سعدي رحمه الله في تتفسيرهه قول الله { فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ } { سِخْرِيًّا } تهزءون بهم وتحتقرونهم، حتى اشتغلتم بذلك السفه. { حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ } وهذا الذي أوجب لهم نسيان الذكر، اشتغالهم بالاستهزاء بهم، كما أن نسيانهم للذكر، يحثهم على الاستهزاء، فكل من الأمرين يمد الآخر، فهل فوق هذه الجراءة جراءة؟!

ثانياً تشبه في الصالحين بأخلاقهم وسمتهم وصلاحهم

"فتشبهوا بالكرام إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح"

وعَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ في صفة التشبه : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ

ثالثاً عليك تتبع مجالس الصالحين فإنها تدنيك من الله وان فضلها كبير في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلَائِكَةً سَيَّارَةً فُضُلًا ، يَتَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ ، وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ ، حَتَّى يَمْلَئُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَيَسْأَلُهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ ، مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ؟ فَيَقُولُونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الْأَرْضِ ، يُسَبِّحُونَكَ ، وَيُكَبِّرُونَكَ ، وَيُهَلِّلُونَكَ ، وَيَحْمَدُونَكَ ، وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي؟ قَالُوا : لَا ، أَيْ رَبِّ ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ ، قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ . قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ . قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : لَا ، قَالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي؟ قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا . قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبِّ فِيهِمْ فُلَانٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ . فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ، هُمْ الْقَوْمُ لَا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ )
جلسة واحدة مع الذاكرين الله كثيراً والذاكرات قد تنجيك من النار وهذا فضل عظيم
وإن للإنسان قوتان قوة علمية نظرية وقوة عملية إرادية ومجالسة أهل الفضل والعلم ومجالسة الصالحين تعود عليك بالاجر والفائدة العظيمة لأنها تغذي وتقوي قوتك العلمية النظرية التي بها تعرف خالقك وأسمائه وصفاته وحقه عليك وتعرف الغاية من خلقك و مراد الله منك ومأل أمرك فهذه الأشياء لاتعرف اكثرها الا بمجالسة أهل الفضل والعلم وان كونك ولدت لأبوين مسلميْن وتدرس في مدارس المسلمين لا يغنيك عن مجالسة أهل الفضل والعلم فإن ماتجهله من علوم دينك فضاء واسع وبحر هائل لا تلهيك الدنيا عنه

رابعاً أكثر من دعاء الله والصلاة على النبي في الخلوات فإن شأن الدعاء عظيم وأنه هو العبادة وأصلها وإنما ييسر الله من رضي عنه للدعاء قال تعالى في سورة غافر وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
وقال سبحانه وتعالى في سورة البقره وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ
قال رسول الله : إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه
وقال : إن الدعاء هو العبادة
وقال تعالى في سورة الفرقان قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا
والدعاء هو العبادة ولا يكثر من الدعاء إلا من كان قلبه عامر بالإيمان و بتقوى الله
الان المنافقين في قلوبهم غفله عن الدعاء قالى تعالى عنهم إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰؤُلَاءِ دِينُهُمْ وقال تعالى نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

وفضل الصلاة والسلام على رسول الله كبير عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ .
وهذا لعمري أمر عظيم قد ارشدنا له رسول الله عليه الصلاة والسلام فجعل لرسول الله من صلاتك نصيب الأسد واعلم بأن ذكرك لرسول الله خير عائد لك في دينك ودنياك
وقال سبحانه وتعالى في سورة الاحزاب إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فان الله سبحان وتعالى وصانا بالصلاة والسلام على رسول الله فاتبع وصيت ربك واكثر من الصلاة والسلام عليه

خامساً عليك بقراءة القرآن في أدبار الصلوات وفي الليل وفي الصبح فإن فضل القرآن عظيم بترقيق القلوب ورفع الذنوب ولك في كل حرف حسنه واستحضر واستشعر أن الله يخاطبك مباشرة
عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» . رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح) .ضعفه الالبانى
ولكنك تجده واقع فان اهل القران في الغالب رقيقة قلوبهم مبتسمة وجوههم مضيئة
وقال تعالى
إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا
قول الله يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ يعني سيهديك الله إلى صالح الاعمال والاقوال في دنياك عائد فضلها على اخرتك ففي القبور القران يجاور اهله وفي يوم القيامه قال رسول الله يقال لصاحب القران اقرأ واوتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فان منزلتك عند اخر اية تقروها ) وفضل القران كثير مديد غير منقطع




وأخيراً اخي اتقي الله في سرك وعلانيتك واجتنب الشبهات والشهوات
أن تقوى الله في سرك هو الندم على المعصيه واجتنابها وكره العودة لها
وتقوى الله في علانيتك عدم المجاهرة بالمعاصي واجتناب رياء الناس في الصالحات
واجتناب الشبهات عدم مجالسة اهل الأهواء ولا الخوض معهم فيما يخوضون
واجتناب الشهوات الابتعاد عن مواطن الفتن وعدم الانبهار بالدنيا وأهلها

واستصغر من نفسك بين اهل الفضل والعلم والصالحين فان الله سبحانه وتعالى قال في محكمم التنزيل في سورة المائدة فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ قال ابن سعدي رحمه الله في تفسيره : اذلة على المؤمنين يعني أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم ورفقهم ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، فكن للصالحين محباً هيناً ليناً رحوماً ناصحاً وتذكر بان شطر البيت الذي ترددهه هو
"أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه"
واعلم بان هذه البيتين وما فيها من التذلل للصالحين والتقرب منهم والعزة على العصاة والفرار منهم قائلها هو
محمد بن إدريس الشافعي الهاشمي القرشي
فهو اولاً إمام السنة إمام المذهب الشافعي
وثانياً هو هاشمي قرشي يلتقي مع رسول الله في هاشم
ثالثاً لقد كان تلميذ للإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة وكان شيخ الإمام أحمد ابن حنبل إمام السنة و داحر البدعة
جمع الفضائل الثلاث كلها الدين والعلم والنسب ورغم كل ذلك يستصغر من شأن نفسه أمام فضل الله ورحمته عليه وإن الإنسان إذا زاد علمه صغرة نفسه بعينه
ولقد رد على قصيدته تلك الإمام أحمد تلميذه فقال
"تحب الصالحين وأنت منهم *** رفيق القوم يلحق بالجماعة
وتكره من بضاعته المعاصي *** حماك الله من تلك البضاعة"

إبراهيم العبيلي
[email protected]
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً