{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الثناء والامعان في الثناء , وابداء الإمتنان بالفضل , ...

{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
الثناء والامعان في الثناء , وابداء الإمتنان بالفضل , وإظهار تمام الرضى على ما قدره الله جل جلاله , فالحمد كلمة جامعة لكل معاني القبول والاستسلام والخضوع والفرح والرضى والقنوع والقنوت , فكان المحمود مستحقا للحمد الكامل دون سواه , "لله" , "رب" ؛ الذي ربى عباده بنعمته وإحسانه إليهم وبما يبتليهم به من خير وشر ليصلح نفوسهم ويزكيها , "العالمين" ؛ ما علم من الخلائق سواء أدركت بالعقل أو البصر أو بهما معا أو لم تدرك بأي منهما فأخبر الله تعالى عنها أو ما استأثر الله بعلمه من خلق فلم يخبر به أحدا , فكل مخلوقاته عزّ وجل تدين له بالحمد والشكر على نعمته ورحمته بهم وتربيته لهم بفضائله الجمّة التي لا تعد ولا تحصى , فالحمد لله رب العالمين. ...المزيد

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ} " ما يرى في كتاب الله عز وجل أكثر عذوبة وأجمل معنى وأكثر ...

{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}
" ما يرى في كتاب الله عز وجل أكثر عذوبة وأجمل معنى وأكثر لطفا على القلب من هذه الآية , التي جمعت من المعاني الكثير , فباء الابتداء تعني أن ما يأتي بعد المبتدأ به مبني عليه , و"اسم" , هو المبتدأ به , فالناس تبتدئ بأسماء الأشياء فيما هو معظم من أمورها , وهي تبتدئ بإسم المعظم عندها ليكون ما يأتي بعد المبتدأ به مباركا معظما , ثم يأتي اسم هذا المقصود , "الله" , وأي شيء أجل وأعظم منه جل جلاله , فلا شك أن ما سيأتي بعده عظيما جليلا مباركا لأنه ابتدئ باسم رب الارض والسماوات . يأتي بعد اسم جلالته اسمان له مضافان معطوفان عليه , وهما "الرحمن" ؛ والذي شملت رحمته كل الخلائق على السواء وخالطت رحمته خلقة كل مخلوق وشهقة كل حي , وحاجة كل محتاج من مخلوقاته التي لا تخرج عنه , الفقيرة على الدوام إليه. و"الرحيم" ؛ الذي خصت جلائل رحمته وعظائمها في خواص خلقه من المؤمنين والمؤمنات وغيرهم من المخلوقات من الملائكة والجن الذين فردهم الله تعالى وميزهم بهذه العناية الخاصة لما هم عليه من فضائل ومكارم بعبادتهم لله تعالى وتوحيده وتفريده بالخضوع والعبودية والخشوع. ...المزيد

ولما شعر الناس أنهم استعصوا على الله , وحاشاه ذلك , نصبو خيم الظلم والكفر والعداء له تعالى , ولما ...

ولما شعر الناس أنهم استعصوا على الله , وحاشاه ذلك , نصبو خيم الظلم والكفر والعداء له تعالى , ولما رأوا أن الحيطان سميكة بما فيه الكفاية لحجب الباطن عن الظاهر , بارزوه بالمعاصي مختلين مختبئين في جحورهم , مستشعرين لذة الخلوة والراحة من الأعين الفضاحة و النظرات القاسية , متجاهلا تمام التجاهل عين الله تعالى التي لا يخفى عليها شيء في الأرض ولا في السماء , ولما ظنوا أن علمهم قادر على أن يأتيهم بالزرع وإن قل المطر , وقادر على أن يشفيهم من أمراضهم وعللهم بوهمهم , وأنهم أصبحوا قادرين على قطع الأرض بيسر , تناسوا رحمة الله وأنه هو الرفيق في السفر والخليفة في الأهل , فزادوا العنث على العنث , والتكبر على التكبر , وفروا إلى غير الله تعالى , واستنجدوا بالأراذل والأوباش , فلما رأى الله منهم ذلك عذبهم وعاقبهم بما عاقب من قبلهم لعلهم يرجعون , من نفاق وأمراض نفسية وأوبئة لم تكن في سلفهم ولا سمعوا بها عندهم , وكلما زاد العباد بعدا وتجبرا , زادهم الله عذابا من أنفسهم ومن غيرهم وسلط بعضهم على بعض , حتى يعودوا أو يهلكهم كما هلك من قبله . ...المزيد

معلومات

ياسين رياض , طالب جامعي بالسنة الثانية من سلك الماستر , شعبة العلوم القانونية , مسلك القانون العام , تخصص القانون العام المعمق

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً