أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].

وقال ابن قتيبة: «غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصحابته عليه، وادعاؤهم له شركة النبي -صلى الله عليه وسلم- في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة» [الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة].

قال الطحاوي: «ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان» [العقيدة الطحاوية].

قال الإمام البربهاري: «واعلم أن الأهواء كلها ردية، تدعو إلى السيف، وأردؤها وأكفرها الرافضة» [شرح السنة للبربهاري].

قال القاضي أبو بكر بن العربي: «ما رضيت النصارى واليهود في أصحاب موسى وعيسى ما رضيت الروافض في أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حين حكموا عليهم بأنهم قد اتفقوا على الكفر والباطل» [العواصم من القواصم].

قال الشوكاني: «إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته! ... وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرا بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة» [نثر الجوهر للشوكاني].

قال عبد القاهر البغدادي: «وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة ... فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم» [الفرق بين الفرق للبغدادي].

قال الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بعد نقله لأقوال ابن تيمية في تكفير الرافضة: «فهذا حكم الرافضة في الأصل وأما الآن فحالهم أقبح وأشنع لأنهم أضافوا إلى ذلك الغلو في الأولياء الصالحين من أهل البيت وغيرهم واعتقدوا فيهم النفع والضر في الشدة والرخاء ويرون أن ذلك قربة تقربهم إلى الله ودين يدينون به فمن توقف في كفرهم والحالة هذه وارتاب فيه فهو جاهل بحقيقة ما جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فليراجع دينه قبل حلول رمسه».

وقال أيضا: «وأما مجرد السلام على الرافضة ومصاحبتهم ومعاشرتهم مع اعتقاد كفرهم وضلالهم فخطر عظيم وذنب وخيم يخاف على مرتكبه من موت قلبه وانتكاسه، وفي الأثر أن من الذنوب ذنوبا عقوبتها موت القلوب وزوال الإيمان» [الدرر السنية].

قال الشيخ أبو مصعب الزرقاوي: «فلقد قرأنا التاريخ واستقرأناه فلم نجد في ماضيه وحاضره ولا حتى إرهاصات مستقبله كمثل سيرة بل سوءة أصحاب الرفض، رفضهم الله كما لفظوا دينه ومنهاجه القويم واستبدلوه بالذي هو أدنى من خليط حقد وخزعبلات الفرس وتضاليل اليهود وضلال النصارى ليتناسب مع جميع أصحاب الديانات المُعادين لأهل الإسلام، فخرجوا بدين ممسوخ... وفي تكفيرهم ووجوب قتالهم أدلة من الكتاب والسنة».

وقال أيضا: «إن دين الرفض لم يقم أساسا ومنذ بداية ظهوره، وعلى مر الأزمان وحتى أيامنا هذه، إلا لغرض هدم الإسلام وبث الفتنة والفرقة بين المسلمين وتقويض دولة الإسلام، من خلال محاربة أهل السنة والجماعة، أعني بهم الجماعة الأولى التي استثناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الثلاث والسبعين فرقة بالنجاة من النار ومن سار على نهجهم وليس هذا كلاما مبالغا أو متوهما ولا هو منكرًا من القول وزورا بل هذا ما قرره علماء السلف والخلف، فهو مخطط دبر بليل لم يقم من الأساس إلا لغرض هدم الدين» [هل أتاك حديث الرافضة للزرقاوي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ...

أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن الشيعة الروافض طائفة شرك وردة وحرابة، ممتنعة بشوكة، صائلة على الإسلام والمسلمين، لذا وجب على كل مسلم تكفيرهم وجهادهم، لا فرق في الحكم بين آحادهم وجماعاتهم، رؤوسهم وأتباعهم، كلهم في الحكم سواء.

وقد تضافرت الأدلة النقلية من أقوال أهل العلم في تقرير ذلك الأصل، وفيما يلي أقوال في حكم الروافض المرتدين:

قال الإمام مالك: «الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم -أو قال نصيب- في الإسلام» [السنة، للخلال].

وقال القرطبي في تفسيره: «لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدا منهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين».

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما أراه على الإسلام، وقال أيضا: وليست الرافضة من الإسلام في شيء» [السنة للخلال].

وقال الإمام أحمد بن يونس الذي قال عنه الإمام أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلا: «اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام»، قال: «لو أن يهوديا ذبح شاة، وذَبَح رافضيٌ، لأكلتُ ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي، لأنه مرتد عن الإسلام» [الصارم المسلول لابن تيمية].

وقال الإمام البخاري عن الرافضة: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم» [خلق أفعال العباد للبخاري].

وقال ابن حزم عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضة للرد عليه: «وأما قولهم -يعني النصارى- في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر» [الفصل في الملل والنحل لابن حزم].

قال الإمام الأوزاعي: «من شتم أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- فقد ارتد عن دينه وأباح دمه» [الشرح والإبانة لابن بطة].

قال الحافظ أبو زرعة الرازي: «إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة» [الكفاية في علم الرواية].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «وأما من... زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا أو أنهم فسقوا عامتهم فهذا لا ريب أيضا في كفره فإنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم، بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الأمة التي هي: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} وخيرها هو القرن الأول كان عامتهم كفارا أو فساقا ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكُفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام» [الصارم المسلول].

وقال ابن رجب الحنبلي: «ولهذا تشبهت الرافضة باليهود في نحو سبعين خصلة» [الحكم الجديرة بالإذاعة لابن رجب].

قال ابن القيم: «وأخرج الروافض الإلحاد والكفر، والقدح في سادات الصحابة، وحزب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأوليائه وأنصاره في قالب محبة أهل البيت والتعصب لهم وموالاتهم» [إغاثة اللهفان].

قال السمعاني: «واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم» [الأنساب للسمعاني].

قال الإسفراييني في الرافضة: «واعلم أن جميع من ذكرناهم من فرق الإمامية متفقون على تكفير الصحابة، ويدَّعون أن القرآن قد غير عما كان، ووقع فيه الزيادة والنقصان... ولا مزيد على هذا النوع من الكفر، إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين» [التبصير في الدين للإسفراييني].

سأل رجل الإمام الفريابي عمَّن شتم أبا بكر، فقال: «كافر»، قال: «فيصلى عليه؟» قال: «لا»، وسأله كيف يصنع به، فقال: «لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته» [السنة للخلال].

قال الإمام الشعبي: «أحذركم الأهواء المضلة وشرها الرافضة، وذلك أن منهم يهودَ يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم» [السنة للخلال].

وقال القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» [شرح أصول اعتقاد أهل السنة لللالكائي].


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

مقال:
أقوال أهل العلم في حكم الروافض المرتدين
...المزيد

خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم • تتواتر الأنباء اليوم عن عزم زعيم المشركين في هذا العصر باراك ...

خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم

• تتواتر الأنباء اليوم عن عزم زعيم المشركين في هذا العصر باراك أوباما الدفع بالآلاف من الجنود الأمريكيين إلى ساحة المعركة ضد الدولة الإسلامية، ليختم فترته الرئاسية الثانية بنقض المشروع الأساسي الذي دخل به إلى البيت الأبيض وهو إنهاء الحرب في العراق، وإجلاء الجنود الأمريكيين منه بعد أن ورطهم سلفه بوش في الحرب التي أهلكت عشرات الآلاف منهم ووضعت الاقتصاد الأمريكي على حافة الهاوية.

ويأتي هذا القرار بعد أن أعلن أوباما وأركان إدارته أنهم تفاجؤوا بقوة الدولة الإسلامية وتمكنها من هزيمة كل أعدائها المرتدين في العراق والشام خلال فترة وجيزة، محمّلين المخابرات الأمريكية مسؤولية هذا الفشل في توقع مآلات الأحداث بتقديمها توقعات مضللة حولها إلى البيت الأبيض.

كما يأتي بعدما يقارب السنتين من انطلاق الحملة الصليبية الجديدة على الدولة الإسلامية، التي وعد أوباما في بدايتها أنه لن يرافقها إعادة نشر لقوات أمريكية على أرض المنطقة، وأنه سيعتمد بشكل كامل في إدارة المعركة على المرتدين من العلمانيين الكرد، والميليشيات الرافضية، ومقاتلي الصحوات، الذين آزرتهم طائرات التحالف الدولي بـ 11500 غارة جوية عدا عن مليارات الدولارات التي أنفقت على دعمهم وتسليحهم خلال 22 شهرا من القتال المتواصل على كل الجبهات، لتكون نهاية جهدهم الجهيد أن يعلقوا كل آمالهم في القزم الفاشل حيدر العبادي، ليحفظ لهم ما تبقى من ماء وجوههم الذي أراقه المجاهدون في شرق الأرض وغربها.

إن هذه الأمور تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الأحمق المطاع أوباما لا يقل فشلا عن أخيه بوش، وأن الإدارات الأمريكية المتعاقبة تكذب في كل مرة تزعم أن لديها خطة ما لهزيمة الدولة الإسلامية، ويبرهن المسلمون اليوم أنهم أصحاب مشروع حقيقي في إقامة الدين، وإزالة الشرك من الأرض، وأنهم وإن تأخروا في المضي في خطوات مشروعهم لبعض الوقت بسبب شدة ممانعة المشركين ودفاعهم المستميت عن جاهليتهم، فإنهم لا زالوا -بفضل الله- ثابتين على طريقهم الذي حُدِّدت معالمه بحدود الكتاب والسنة، ينتهزون كل فرصة تلوح لهم للدفع بمشروعهم خطوات إلى الأمام حتى تحقيق هدفه النهائي بإزالة الشرك من الأرض، وكلما فني جيل من المجاهدين، حمل الراية من بعدهم جيل تربى على أيدي سابقيه، فمضى على الطريق ذاته في سبيل الوصول إلى الغاية ذاتها.

إن التصريحات الأخيرة لكل من الأحمقين باراك أوباما ودونالد ترامب، تعكس الاستجابة لحاجة أمريكا اليوم إلى الانكفاء على ذاتها، وتخفيف الحمل عن نفسها بتحميل الحلفاء والعملاء جزءا كبيرا من تكاليف الحرب، رغم محاولات المتمسكين بفكرة الهيمنة الأمريكية مقاومة هذه الأفكار الانعزالية، خوفا على مكانة أمريكا في العالم، إلا أنهم يعرفون واقعهم جيدا، ويعلمون أن أمريكا اليوم ليست أمريكا ذاتها التي قادت عاصفة الصحراء، ولا حتى أمريكا التي تمكنت من الدخول في حربين كبريين في العراق وأفغانستان، وسيرضخون في النهاية للأفكار الانعزالية وإلا كان مصيرهم كمصير الاتحاد السوفيتي.

في هذا الوقت تمضي الدولة الإسلامية في مشروعها العالمي المبارك، بعد أن وضعت له الأساس السليم شرعيا وواقعيا، بإقامة الدولة الإسلامية التي تحكمها شريعة الله تعالى، وإعادة العمل بنظام الخلافة الذي تم تعطيله حتى أُزيل نهائيا من حيز الوجود لقرون.

هذا المشروع العالمي بانت ثمراته -بفضل الله- في فترة قصيرة نسبيا، بتوحيد جماعات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها بطريقة شرعية، وهي البيعة لأمير المؤمنين والسمع والطاعة له في المعروف، وإعادة توجيه حربهم الوجهة الصحيحة ليكون قتالهم في سبيل الله، ولتكون كلمة الله هي العليا، لا في سبيل الأرض والمال والسلطة، وإلغاء نظام (سايكس - بيكو) الطاغوتي بإعلان الولايات الإسلامية العابرة للحدود المصطنعة، ومن ثم نقل المعركة إلى عقر دار الصليبيين بتنفيذ عدة غزوات ناجحة في قلب أوروبا، ولله الحمد.

إن الدولة الإسلامية تمتلك بفضل الله أهم المقومات للنجاح في مشروعها العالمي، وهما صحة المنهج القائم على توحيد الله وجهاد أعدائه، وثبات جنودها وقادتها على هذا المنهج غير عابئين بتكاليفه الباهظة، بخلاف أعدائها من المشركين والمرتدين، الذين جمعوا إلى جانب ضلال مناهجهم، وسوء تخطيطهم، تخبطا كبيرا في إدارة المعركة ضد الدولة الإسلامية، ما يعني أن نتيجة المعركة -مهما طالت وكثرت تكاليفها- محسومة لصالح المسلمين، ونهايتها -بإذن الله- النصر والتمكين لعباده الموحدين، ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله، والعاقبة للمتقين.


◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 26
السنة السابعة - الثلاثاء 4 رجب 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
خابوا وخسروا.. العبادي آخر آمالهم
...المزيد

استِكثَار طَالِب العلم حجج اللهِ عَلَيهِ • إنّ جمع العلوم الشرعية على سبيل الاستكثار والمفاخرة ...

استِكثَار طَالِب العلم حجج اللهِ عَلَيهِ

• إنّ جمع العلوم الشرعية على سبيل الاستكثار والمفاخرة دون العمل بها وتطبيقها، يحدث هوّة كبيرة بين العلم وحامله، فيكون بذلك ممن استكثر حجج الله عليه، فإن العلم إما حجة لصاحبه أو حجة عليه، وذلك بحسب عمل العبد وانتفاعه به.

افتتاحية النبأ "بين الهداية والعلم"441
...المزيد

أخلِصوا وجددوا نواياكم • من أوجب الواجبات على المجاهدين وأنصارهم أن يُخلصوا نيتهم لله تعالى في ...

أخلِصوا وجددوا نواياكم

• من أوجب الواجبات على المجاهدين وأنصارهم أن يُخلصوا نيتهم لله تعالى في جهادهم ونصرتهم، وأن يحذروا أن يُفسدوا جهادهم بأيّ نوايا فاسدة، كما عليهم أن يجددوا هذه النية بين الفينة والأخرى، وأن يحتسبوا ما هم فيه مِن جهاد وجهد ومشقة، فلا أجر لمن لا حسبة له، والأجر على قدر المشقة

• ثمار الإخلاص في الدارين

قبول العمل، قال النبي ﷺ: إنَّ الله لا يقبل من العمل إلا ما كانَ لَهُ خالصا وابتغي به وجهُهُ) [أبو داود والنسائي] فالجهاد عبادة من أخلصها الله تعالى قبلها منها وأثابه عليها أرفع الدرجات برحمته تعالى.

• الحفظ من كيد الشيطان، قال تعالى: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ۝٣٩ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر:٣٩-٤٠]، وقال سبحانه عن نبيه الكريم يوسف الصديق عليه السلام: {كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:٢٤]

• الاطمئنان وسكينة الإيمان، قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح:١٨]، قال الطبري: "فعلم ربك يا محمد ما في قلوب أصحابك من صدق النية، والوفاء بما يبايعونك عليه، والصبر معك فأنزل الطمأنينة والثبات" [التفسير]

• التوفيق والسداد، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: ٦٩]، قال السعدي: "دلَّ هذا على أن أحرى الناس بموافقة الصواب أهل الجهاد، وعلى أن من أحسن فيما أُمر به أعانه الله ويسّر له أسباب الهداية" [التفسير]

• سبب النصر والتمكين، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم)، [رواه النسائي وأصله في البخاري]، قال المنذري: "معناه أن عبادة الضعفاء ودعائهم أشد إخلاصاً لخلاء قلوبهم من التعلق بزخرف الدنيا، فأجيب دعاؤهم وزكت أعمالهم" [عون المعبود]

• دخول جنات النعيم، قال تعالى: {إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ۝٤٠ أُولَٰئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ ۝٤١ فَوَاكِهُ ۖ وَهُمْ مُكْرَمُونَ ۝٤٢ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ} [الصافات: ٤٠-٤٣]، قال الشوكاني: "أي الذين أخلصهم الله لطاعته وتوحيده، أو الذين أخلصوا لله العبادة والتوحيد" [فتح القدير]

إنفوغرافيك النبأ جمادى الآخرة 1442 هـ
...المزيد

من جند الله الذين نصر بهم المؤمنين • {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: ...

من جند الله الذين نصر بهم المؤمنين

• {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ} [المدثر: ٣١]

• ينصر الله عباده المؤمنين بوسائل شتى فلا ينحصر هم المؤمن بالأسباب المباشرة للنصر بل يدعو ربه بأن ينصره بما شاء وكيف شاء جل وعلا.

• نصرة أهل الإيمان: {فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ ۚ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال:٦٢]

• الريح: {إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب:٩]، عن ابن عباس رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور [صحيح البخاري]

الرعب: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} [آل عمران:١٥١]

• الملائكة: {بَلَىٰ ۚ إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ} [آل عمران:١٢٥]

تقليل العدو في أعين المؤمنين: {إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلًا ۖ وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ} [الأنفال:٤٣]

• السكينة والأمنة: {ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ} [آل عمران:١٥٤]

• اختلاف الكفار: عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم بعاث يوماً قدَّمه الله لرسوله ﷺ فقدم رسول الله وقد افترق ملؤهم، وقتلت سرواتهم، وجرحوا، قدَّمه الله لرسوله ﷺ في دخولهم في الإسلام [رواه البخاري]

• وبقدر تنوع نصر الله لعباده المؤمنين، تنوع عذاب الله للمشركين كالطوفان والصيحة والريح والزلزلة والخسف وغيرها..

- إنفوغرافيك النبأ ربيع الأول 1439 هـ
...المزيد

أشفية مِن السُنَّة النَّبَويَّة • العسل: قال النبي ﷺ: الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطَةِ مِحجَم، ...

أشفية مِن السُنَّة النَّبَويَّة

• العسل: قال النبي ﷺ: الشفاء في ثلاثة: شربة عسل، وشرطَةِ مِحجَم، وكَيَّة نار، وأنهى أُمَّتي عن الكيِّ [البخاري]

• الحَبَّةِ السَّوداء: قال النبي ﷺ في الحبَّةِ السَّوداء: شِفاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ إلَّا السَّام [البخاري]، السام أي: الموت.

• التلبينة: عن عائشة رضي الله عنها أنَّها كانت تأمُرُ بالتَّلبِين لِلمريضِ ولِلمحزُونِ على الهالكِ، وكانت تقولُ: إنَّي سَمِعتُ رسول الله ﷺ يقولُ: إنَّ التَّلبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ المَرِيضِ، وتَذهَبُ بِبَعضِ الحُزنِ [البخاري] التلبينة دقيق الشعير مع نخالته يضاف إليه الماء أو الحليب ويطهى على نار هادئة تجم فؤاد المريض: تُريحُه.

• القسط الهندي: قال النبي ﷺ: عَلَيكُمْ بِهَذَا العُود الهندي، فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ: يُسْتَعَطَ بِهِ مِنَ العُذْرَةِ، وَيُلَدُّ بِهِ مِنْ ذَاتِ الجَنْبِ [متفق عليه] يُسْتَغط به يؤخذ من طريق الأنف، العُذْرَةِ: "وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ أو قُرْحَةً تَخْرُجُ بَيْنَ الْأُذُنِ وَالْحَلْق"، ذات الجنب قيل: التهاب في الرئتين أو الكليتين.

• الحجامة: احتَجَمَ رَسولُ اللهِ ﷺ، حَجَمَهُ : أبو طيبة، فأمر له بضاعَيْنِ من طَعَامٍ، وَكَلَّمَ أَهْلَهُ، فَوَضَعُوا عنْهُ مِن خَرَاجِهِ، وَقَالَ: إِنَّ أَفْضَلَ ما تَدَاوَيْتُم به الحِجَامَةُ، أو هو مِن أَمْثَلِ دَوَائِكُمْ [مسلم]

• ماء الكمأة: قال النبي ﷺ: الكمأة من المنّ، وماؤها شفاء للعين [متفق عليه]، الكمأة: فِطر ينبت في باطن الأرض.

»» تنبيهات مهمة

- ينبغي للمسلمين عامة وللمجاهدين على وجه الخصوص تعلّم هذا النوع من الطب النبوي لحاجتهم المُلحة إليه في ميادين الجهاد.

- ليحرص المجاهـدون على اقتناء متعلّقات الطب النبوي ضمن عياداتهم الميدانية والمتنقلة جنبا إلى جنب مع أدوات الطب الحديث.

- من مراجعه: الطب النبوي لابن حبيب الأندلسي، ولابن السني، وللأصفهاني، وللحميدي، ولضياء الدين المقدسي، وابن القيم في كتابه زاد المعاد.

إنفوغرافيك النبأ ذو القعدة 1445 هـ
...المزيد

نصارى إفريقية في نظر نصارى الغرب لا تكاد تهدأ غارات جنود الخلافـة بوسط إفريقية ضد النصارى ...

نصارى إفريقية في نظر نصارى الغرب

لا تكاد تهدأ غارات جنود الخلافـة بوسط إفريقية ضد النصارى وجيوشهم في حرب مستعرة منذ سنوات، ومع ذلك لا يحظى نصارى إفريقية باهتمام إعلامي غربي يوازي الاهتمام بنصارى الغرب الصليبي؛ في استمرار عملي لحقبة "التمييز العنصري" و "تفوّق العرق الأبيض" الذي ما تزال الدول الصليبية غارقة فيه حتى يومنا هذا وإن زعمت خلاف ذلك.

ناهيك عن أسباب أخرى لهذا التجاهل مثل: محاولة إخفاء تصاعد وتيرة الجهاد الإفريقي تحت مظلة الخلافـة، والتغطية على فشل "الدول الكبرى" في التصدي له وانشغالها عنه مرغمة ومغرمة بساحات أخرى؛ في حين يواصل جنود الدولة الإسلامية جهادهم السامي نحو غايتهم الأسمى: سيادة الشرع وأهله.

افتتاحية النبأ "الجهاد في الكونغو" العدد 448
...المزيد

يا جنود الدولـة: تذكروا دائماً أنكم تُقاتلون أمةً مخذولة، إن استعانوا فبعلي وإن استغاثوا فبالحسين، ...

يا جنود الدولـة: تذكروا دائماً أنكم تُقاتلون أمةً مخذولة، إن استعانوا فبعلي وإن استغاثوا فبالحسين، وإن استجاروا فبالعباس وإن استنصروا فبفاطمة رضي الله عنهم وعنها، يتوكلون على البشر ويعبدون الأوثان، فحاشى لله أن ينصرهم عليكم فاجعلوا عدتكم عقيدتكم، وقوتكم تقواكم، وكونوا علي يقينٍ بنصر الله فأنتم جنود الله تُقاتلون في سبيل الله، والروافض جنود الشيطان يقاتلون في سبيل الطاغوت، {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، فليمنحنكم الله أكتافهم، ولتكسرنَّ بإذن الله شوكتهم، ولتستأصلن إن شاء الله شأفتهم، وليملأن الله قلوبهم رعباً وأقدامهم هزيمة، وليجعلن سلاحهم وعتادهم لكم غنيمة، فاقعدوا لهم كل مرصد، وادخلوا عليهم كل باب، واذبحوهم ذبح النعاج واقتلوهم قتل الذباب، ولئن كانت تدعمهم أمريكا وتمدهم إيران، فإن مولاكم الملك الديان نعم المولى ونعم النصير ،

الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله
...المزيد

فتح القدس تحررت القدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وفي عهد القائد المسلم صلاح الدين، ومن ...

فتح القدس

تحررت القدس في عهد الفاروق عمر بن الخطاب وفي عهد القائد المسلم صلاح الدين، ومن المفارقات أن الفاتح الأول للقدس قُتل على يد مجوسي يحتفي به الرافضة إلى اليوم ويمجّدونه ويحيون ذكراه! والفاتح الثاني لم يفتح القدس إلا بعد أن أعمل سيفه في ضرب رقاب الرافضة الفاطميين قادة وأتباعا، ووحّد صفوف المسلمين، وبينما يريد خونة أهل السنة اليوم أن يحرروا القدس بالتوحّد مع الرافضة وموالاتهم.

وفي المقابل، فإنّ من يريد تحرير بيت المقدس فليبحث عن سيف القدس في ميراث النبوة وميراث الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فمن أخذ هذا السيف بحقّه فحريٌّ أن يفتح الله على يديه، أما من يبحث عن سيف القدس في ميراث الخميني ومحوره الرافضي فلن يظفر بغير خنجر أبي لؤلؤة المجوسي!.

افتتاحية النبأ (حزب الله أم حزب الشيطان؟) العدد 386
...المزيد

أركَانُ الأخلَاق الفاضلة والسافلة - وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: لا يتصور قيام ساقه إلا ...

أركَانُ الأخلَاق الفاضلة والسافلة

- وحسن الخلق يقوم على أربعة أركان: لا يتصور قيام ساقه إلا عليها: الصبر والعفة والشجاعة والعدل

فالصبر:
يحمله على الاحتمال وكظم الغيظ، وكف الأذى، والحلم والأناة والرفق، وعدم الطيش والعجلة.

والعفة:
تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل، وتحمله على الحياء، وهو رأس كل خير، وتمنعه من الفحشاء، والبخل والكذب، والغيبة والنميمة.

والشجاعة:
تحمله على عزة النفس، وإيثار معالي الأخلاق والشيم، وعلى البذل والندى، الذي هو شجاعة النفس وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته.

والعدل:
يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط.

- ومنشأ جميع الأخلاق السافلة، وبناؤها على أربعة أركان: الجهل والظلم والشهوة والغضب

فالجهل:
يريه الحسن في صورة القبيح، والقبيح في صورة الحسن والكمال نقصا والنقص كمالا.

والظلم:
يحمله على وضع الشيء في غير موضعه، فيغضب في موضع الرضا، ويرضى في موضع الغضب.

والشهوة:
تحمله على الحرص والشح والبخل، وعدم العقة والنهمة والجشع، والذل والدناءات كلها.

والغضب:
يحمله على الكبر والحقد والحسد، والعدوان والسفه.

[مدارج السالكين] لابن القيم - رحمه الله -.

◽ المصدر: إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد 474
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ
...المزيد

صيدنايا والنفاق العالمي يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ ...

صيدنايا والنفاق العالمي

يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ المعتقدات، وصبغة "دجلية" تصبغ سلوك الأفراد والجماعات، ومن ذلك حالة الدجل والنفاق العالمي التي طغت على وسائل الإعلام في قضية سجن صيدنايا، الذي أدارته "الأقلية" النصيرية العلوية الكافرة لعقود، عذبت وقتلت فيه آلاف المسلمين.

على مسرح الأحداث، وبغير سابق إنذار، صار الإعلاميون يمثلون دور المندهش والمصدوم من مآسي صيدنايا الجاثم على ثرى الشام لأكثر من ثلاثين عاما؛ وكأنّه كان غيبا كُشف حجابه للتو! وكأنّ جرائم النصيرية أمام الشاشات، أقل بشاعة من جرائمهم في أقبية المعتقلات! أو لعلها صدرت عن نظام وردي كان يرمى الناس بالخزامى وبراميل الورود!! إنه دجل ونفاق عابر للحدود.

فهل خفيت على وسائل النفاق العالمي جرائم النشر بالمناشير والقصف بالبراميل والكيماوي وغيرها الكثير، وظهرت فقط جريمة صيدنايا؟! لماذا يحاول الدجالون إقناع الجمهور بأن جرائم صيدنايا كانت "استثناء" وليست سياسة معتمدة لدى سائر الطواغيت؟! لماذا يوهمون الناس أنها كانت "أسرارا تحت أرضية" لم تُكتشف إلا بسقوط الأسد من أعين النظام الدولي؟! وبما إنّ شهية الإعلام مفتوحة هذه الأيام على مآسي الأمة ودموع مراسليه غزيرة؛ فهذا بلاغ إلى جميع وسائل الإعلام المرهفة التي ذرفت دموع النفاق على ضحايا صيدنايا، هل ندلكم على أفرع أخرى لصيدنايا لم تسقط بعد من عين النظام الدولي؟! اذهبوا إلى صيدنايا أفرع لبنان، والأردن، وتركيا، وكلها قريبة؟! ومثلها صيدنايا فرع مصر، وأفرع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج، ومثلها أفرع المغرب وتونس وليبيا والجزائر والسودان الجريح.

بل اذهبوا إلى أفرع صيدنايا التي تملأ العراق حيث يتعرض فيها أسرى المسلمين لأبشع صور التعذيب والقتل البطيء على أيدي الرافضة الذين صار "عديم الشرع" حارسا لمعابدهم مؤاخيا لحكومتهم الرافضية "الموقرة! في"سوريا الحرة" تماما كما كان عليه الحال في "سوريا الأسد!" بل هل ندلكم على ما هو أقرب إليكم من ذلك كله، اذهبوا إن استطعتم إلى صيدنايا فرع "إدلب! " الذي يُمسي فيه المجاهد أسيرا، ولا يُصبح إلا داخل السجون العسكرية التركية، بعد الاستعانة بمصباح "عدو الدين" للخدمات الأمنية السحرية!! فإن أبيتم هذا وذاك، فاذهبوا إلى أكبر صيدنايا في سوريا، فرع الهول وغويران حيث الأهوال التي تُرتكب جهارا نهارا في أكبر سجون بشرية علنية يقبع فيها آلاف المجاهدين والمهاجرين الأبرار وعوائلهم الأطهار الذين جاهدوا على ثرى الشام منذ الأيام الأولى للثورة وأسقطوا النظام فعليا لولا تدخل طواغيت الشرق والغرب مع "الثوار!" إنّ في كل بلد طاغوت، ولكل طاغوت صيدنايا ولكنه الدجل الإعلامي والنفاق العالمي، إنها شبكات عالمية للاتجار بمعاناة الناس أو الانقلاب عليها بحسب تقلُّب المزاج الدولي! وأضوائه الخضر والزرق!! وللمفارقة، فإنه بينما تتوجه اليوم وسائل الإعلام إلى صيدنايا للتباكي على أسراه؛ كانت ذاتها تتوجه إلى أسرى غويران والهول، لا لتنقل معاناتهم ولا لتتباكى عليهم، وإنما لتتشفّى بمصابهم وتبتزهم وتساومهم على البث الحي!! وتمارس بحقهم أقذر صور الخِسّة الإعلامية! لعلها تظفر بتراجع أو استجداء تسوِّقه للغثاء، فلا تعود إلا خاسئة ذليلة.

كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره.

كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات.

أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا".


كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره.

كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات.

أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا".

هذا "الكابوس" لا يطارد أمريكا الصليبية وحدها، بل يطارد أذنابهم المرتدين من الحكومات والميليشيات، ولذلك لا تجد وسائل الإعلام في هذه السجون مادة للاتجار بالمأساة والمعاناة، بل مادة للمزايدة والتشويه والمعاداة ليس للمجاهدين فحسب، بل حتى لنسائهم وأطفالهم، فهؤلاء في عرف القوانين الجاهلية الدولية والثورية "إرهابيون" برتبة أطفال ونساء!! لا تشملهم "الثورة العوراء" ولا "إنسانيتها" الجوفاء.

ولكن ما ضرّهم إن لم يشملهم هذا الغثاء؛ إن شملتهم رحمة المولى سبحانه ولطفه وحسن ثوابه، وقد قضى في كتابه: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، فلن يُضيع عباده الذين هاجروا وجاهدوا وصبروا وأوذوا في سبيله، وسينتقم بعدله من الصليبيين والمرتدين وكل المتورطين في فصول هذه الجريمة التاريخية، بعذاب من عنده أو بأيدينا، فاللهم دبّر لنا فإننا لا نحسن التدبير.

ومن مظاهر الدجل الإعلامي الذي رافق سقوط الأسد، تبدُّل سلوك الإعلام الموالي للنظام، حيث أقبل "شبيحة الأسد ثوار" يطبلون للثورة بعد أن كانوا قبل أيام ينبحون عليها، حتى غدا الفرق بين "الثوري" و"الشبيح" إسقاط علم ورفع آخر كلاهما من صنع "سايكس بيكو" فيا لهوان الثورة وهوان إعلامها.

من الناحية الشرعية، فإنّ العاملين في وسائل الإعلام النصيرية هم كفار مرتدون محاربون، يستوي في ذلك ذكورهم وإناثهم من المراسلين والمحرِّرين والمصوِّرين و"الممثلين" وكل من له صلة بالمنظومة الإعلامية النصيرية التي عكفت سنوات تناصر الطاغوت وتنافح عنه وتؤيد جرائمه، وإنّ تبديل هؤلاء جلودهم بين ليلة وضحاها من "التشبيح إلى الثورة" يُعد استخفافا بالدماء وإمعانا في الإجرام، وإنّ حكم الإسلام فيهم هو القتل ردَّة جزاء وفاقا لأنهم أولياء وأعوان الطاغوت حكمهم حكمه لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

كما أنّ تصنيفهم إلى إعلاميين "حربيين وغير حربيين" والدعوة إلى محاكمتهم بالقانون هو ضرب من ضروب الجاهلية المتجذّرة، فإنّ القانون هو الذي حماهم وجرأهم على دماء وأعراض المسلمين في عهد "سوريا الأسد، وهو الذي سيكفل حمايتهم في عهد "سوريا الضبع"، وإنّ من عفا عن القتلة والجزارين كسبا لرضى النظام الدولي؛ لن يجرؤ على المساس بمن هم دونهم من الإعلاميين و"الممثلين" الذين رسموا لوحة النظام من قبل! ويرسمون لوحة الثورة من بعد! من خشية النفاق العالي.


◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474
الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ

المقال الافتتاحي:
صيدنايا والنفاق العالمي
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً