شبهة موت سليمان عليه السلام سؤال عن موت سليمان عليه السلام يسأل سائل عن قوله تعالى : ﴿فَلَمّا ...

شبهة موت سليمان عليه السلام
سؤال عن موت سليمان عليه السلام
يسأل سائل عن قوله تعالى :
﴿فَلَمّا قَضَينا عَلَيهِ المَوتَ ما دَلَّهُم عَلى مَوتِهِ إِلّا دابَّةُ الأَرضِ تَأكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَن لَو كانوا يَعلَمونَ الغَيبَ ما لَبِثوا فِي العَذابِ المُهينِ﴾ [سبأ: ١٤]
يقول نسأل: كيف يستمر موت سليمان سنة دون أن يعلم به أحد؟ فأين أهله أو معاونيه أو خدمه ؟ ألا يوجد واحد من هؤلاء يسأل عنه؟
وكيف يتصورونه أن يظل قائما على عصاه سنة كاملة بدون نوم ولا أكل ولا شرب ولا استحمام ولا قضاء حاجته ؟
ـــــــ
نقول
• أولاً لا يوجد دليل أن مدة موت سليمان عليه السلام على عصاه هي سنة فلا يوجد دليل لا في القرآن ولا السنة النبوية الصحيحة عن ذلك وعلى هذا فكيف عرف السائل أن مدة موت سليمان عليه السلام على عصاه هي سنة ؟!
وهذا السؤال ينبغي أن يجيب عليه صاحب الأشكال لأن أشكاله قائم على أن مدة موت سليمان عليه السلام على عصاه هي سنة وهذا كما قلنا ليس عليه دليل
قال الشيخ ابن عثيمين :
ولهذا الصوابُ أنَّ ما سبَق أن قُلْناه: بأنه لا حاجةَ لنا إلى تَقدير المُدَّة التي لَبِثها سُلَيْمانُ ، وأنَّ مِثْل هذه الأُمورِ لا يُركَن إليها ولا يُعتَمَد إلَّا إذا جاءَت عن الشارع عن النبيِّ ﷺ، أو جاءَت في كِتاب الله تعالى، وأمَّا ما يَأتي عن بني إسرائيلَ في مثل هذه الأُمورِ فإننا نَقِف فيه لا نُصدَّق ولا نُكذَّب.
[تفسير العثيمين: سبأ ١/‏١٢٢ — ابن عثيمين (ت ١٤٢١)]

ثانيا لا يوجد دليل على المكان الذي مات به سليمان عليه السلام وهل هو كان على مقربة من أهله أم بعيد عنهم فملك سليمان ومملكته كانت كبيرة وعلي هذا فسؤال السائل يفترض أن موت سليمان وقع في مكان قريب من أهله وهذا مما ليس عليه دليل

ثالثاً يحتمل أن من أسباب تأخر معرفة موت سليمان عليه السلام هي الرهبة الكبيرة في نفوس من حوله منه عليه السلام حيث كما عرف عنه أنه كان شديداً على من يعصي أمره أو أن يتحرك أحد بدون أذنه كما جاء في قصة الهدهد
﴿وَتَفَقَّدَ ٱلطَّیۡرَ فَقَالَ مَا لِیَ لَاۤ أَرَى ٱلۡهُدۡهُدَ أَمۡ كَانَ مِنَ ٱلۡغَاۤىِٕبِینَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُۥ عَذَابࣰا شَدِیدًا أَوۡ لَأَا۟ذۡبَحَنَّهُۥۤ أَوۡ لَیَأۡتِیَنِّی بِسُلۡطَـٰنࣲ مُّبِینࣲ﴾ [النمل ٢٠-٢١]
وجاء أيضاً في سورة سبأ :
﴿وَمِنَ الجِنِّ مَن يَعمَلُ بَينَ يَدَيهِ بِإِذنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغ مِنهُم عَن أَمرِنا نُذِقهُ مِن عَذابِ السَّعيرِ﴾ [سبأ: ١٢]
فهذه الهالة الكبيرة حوله عليه السلام والخوف منه ومن عصيان أمره أخرت معرفة موته عليه السلام والله أعلم

رابعاً وأخيراً لا يجب تحميل الآية ما ليس فيها ويجب أخذها على ما هي دون ذكر أي إحتمالات ليس عليه دليل من كتاب أو سنة صحيحة فالآية لا يوجد به أن مدة موت سليمان علي عصاه سنة فالآية لا يوجد به تحديد للمكان الذي مات فيه سليمان عليه السلام فالآية لا يوجد به تفاصيل توضيحيه أخرى وإذا فتحنا باب الاحتمالات لن ننتهي فأستطيع وبكل بساطة أن أطرح إحتمال منطقي يوضح الأمر مثلاً
وهو أن كل نبي يعلم موعد موته كما أخبر النبي ﷺ
١-[عن عائشة أم المؤمنين

ما من نبيٍّ يَمْرَضُ إلا خُيِّرَ بين الدنيا والآخِرَةِ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع (٥٧٩١) • صحيح •
٢ - [عن عائشة أم المؤمنين

إِنَّه لم يُقْبَضْ نبيٌّ قَطْ حتّى يُرى مَقْعَدَهُ مِنَ الجنةِ، ثُمَّ يُخَيَّرُ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع (٢٤٠٢) • صحيح •
وبناء على ذلك من أن النبي يعلم موعد موته فيحتمل أن سليمان عليه السلام أوصى أهله عندما يموت بعدم إخبار الجن
قال مقاتل بن سليمان :
فلما قضينا عليه على سليمان الموت وذلك أن سليمان كان دخل في السن وهو في بيت المقدس ما دلهم ما دل الجن على موته على موت سليمان إلا دابة الأرض يعني «الأرضة» وذلك أن الجن كانوا يخبرون الإنس أنهم يعلمون الغيب الذي يكون في غد فابتلوا بموت سليمان ببيت المقدس وكان داود أسس بيت المقدس موضع فسطاط موسى- فمات قبل أن يبني فبناه سليمان بالصخر والقار، فلما حضره الموت قال لأهله: لا تخبروا الجن بموتي حتى يفرغوا من بناء بيت المقدس. «وكان قد بقي منه عمل سنة» ، فلما حضره الموت وهو متكئ على عصاه، وقد أوصى أن يكتم موته، وقال: لا تبكوا علي سنة لئلا يتفرق الجن عن بناء بيت المقدس. ففعلوا «فلما بنوا سنة» وفرغوا من بنائه سلط الله- عليه الأرضة عند رأس الحول على أسفل عصاه فأكلته، فذلك قوله-: تأكل منسأته أسفل العصا فخر عند ذلك سليمان ميتا فرأته الجن فتفرقت، فذلك قوله-: فلما خر سليمان تبينت الجن يعنى تبينت الإنس أن لو كانوا الجن يعلمون الغيب يعنى غيب موت سليمان ما لبثوا حولا في العذاب المهين والشقاء والنصب في بيت المقدس
[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/‏٥٢٨ — مقاتل (ت ١٥٠)]
وهكذا الأمر فيجب أخذ الآية على ظاهرها كما هي
والله أعلم
(أنتهي)
...المزيد

هـــل يــوجــد ســورتــان أســمــهــما الـحـفـد و الـخـلـع ؟ (نص الشبهة) يزعم النصارى ان هناك ...

هـــل يــوجــد ســورتــان أســمــهــما الـحـفـد و الـخـلـع ؟
(نص الشبهة)
يزعم النصارى ان هناك سورتين حذفتا من القرآن الكريم
و هما سورة الحفد والخلع وأنهما كانتا موجودتان في مصحف ابي بن كعب ونصهما
حَدَّثَنا كَثِيرُ بْنُ هِشامٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرانَ، قالَ: قَرَأْتُ فِي مُصْحَفِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ (اللَّهُمَّ نَسْتَعِينُكَ ونَسْتَغْفِرُكَ) إلى قَوْلِهِ (بِالكافِرِينَ مُلْحَقٌ)
حَدَّثَنا وكِيعٌ، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أبِي ثابِتٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُوَيْدٍ الكاهِلِيِّ: أنَّ عَلِيًّا قَنَتَ فِي الفَجْرِ بِهاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ: «اللَّهُمَّ إنّا نَسْتَعِينُكَ ونَسْتَغْفِرُكَ ونُثْنِي عَلَيْكَ الخَيْرَ ولا نَكْفُرُكَ، ونَخْلَعُ، ونَتْرُكُ مَن يَفْجُرُكَ، اللَّهُمَّ إيّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُدُ، وإلَيْكَ نَسْعى ونَحْفِدُ، ونَرْجُو رَحْمَتَكَ ونَخْشى عَذابَكَ، إنَّ عَذابَكَ بِالكافِرِينَ مُلْحَقٌ»

وعلي ذلك فالقرآن وقع به التحريف بالنقصان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(الرد)
نقول وبالله التوفيق
• أولاً : لم يرد عن الرسول شئ إسمه سورتان الحفد والخلع بل ولم يرد عنه هذان الدعاءان إلا فقط في رواية مرسلة تفيد بأن جبريل عليه السلام علمه هذا الدعاءان والمرسل من أقسام الضعيف فكل الروايات التي واردت به هذان الدعاءان كلها موقوفه علي الصحابة والتابعين بقنوتهم بهذان الدعاءان في الصلاة

• ثانياً : بعد إطلاعي على الروايات التي واردت به هذان الدعاءان نعم أقول إن هناك بعض الروايات واردت بهم لفظة سورتين إشارة إلى هذان الدعاءان وهما ثلاث روايات فقط ذات سند صحيح و ست روايات ضعيفة به لفظة سورتين أما باقي الروايات والتي عددها يصل إلى العشرون رواية لم يرد بهم لفظة سورتين وهذا العدد يرجح أنهم مجرد دعاءان بل حتى جميع الروايات التي واردت به هذان الدعاءان سواء الذي وارد به لفظة سورتين أم الذي لم يرد بها كلها ورد بهم كلمة (قنوت) وهذا تصريح بأنهما دعاء مع استثناء روايتين أو ثلاثة تقول بوجود هذان الدعاءان في مصحف ابي بن كعب وباقي الروايات التي وارد به هذان الدعاءان بمختلف ألفاظها تحكي قنوت الصحابة والتابعين بهذا الدعاءان في الصلاة

• ثالثاً : عدة أسباب منطقية تنسف زعم قرآنية هذان الدعاءان
أول شيء
بالنظر في الروايات الواردة عن الصحابة والتابعين نرى أن بينها اختلافًا في بعض الألفاظ ، فنجد ألفاظ موجودة في بعض الروايات وغير موجودة في آخرا بل ونجد اختلاف في صياغة بعض الألفاظ ونجد اختلاف في ترتيب بعض الكلمات ولو كان هذا قرآنا لاتفقت الفاظه وحروفه في جميع الروايات، وهذا أكبر دليل ينسف هذا الزعم

ثاني شىء هو أن كلمة «اللهم» التى افْتُتِحت بها السورة الأولى المزعومة قد وردت فى القرآن خمس مرات لم تأت أى منها فى بداية أية سورة بتاتا.

ثالث شىء: لم يحدث أن ابتدأت أية سورة قرآنية بمناداة الله، وإنما بمناداة البشر: «يا أيها الناس»، «يا أيها الذين آمنوا»، «يا أيها المُزَّمِّل»، «يا أيها المُدَّثِّر».

رابع شىء: لم تأت كلمة «اللهم» فى أية سورة إلا وسبقتها كلمة تدل على «القول» لفظا أو معنى. وهذه هى المرات الخمس المذكورة نسوقها أمام القارئ ليكون على بينة خالصة مما نقول واطمئنان تام إليه:
«قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَن تَشاءُ وتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (آل عمران/ ٢٦)
«قالَ عِيسى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنا أنْزِلْ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ تَكُونُ لَنا عِيدًا لأوَّلِنا وآَخِرِنا وآَيَةً مِنكَ وارْزُقْنا وأنْتَ خَيرُ الرّازِقِينَ» (المائدة/ ١١٤)
«وإذْ قالُوا اللَّهُمَّ إنْ كانَ هَذا هُوَ الحَقَّ مِن عِنْدِكَ فَأمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائْتِنا بِعَذابٍ ألِيمٍ» (الأنفال/ ٣٢).«دَعْواهُمْ فِيها سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وآَخِرُ دَعْواهُمْ أنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ» (يونس/ ١٠).
«قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ والأرْضِ عالِمَ الغَيْبِ والشَّهادَةِ أنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» (الزمر/ ٤٦)

• رابعاً : تبويب العلماء اللذين خرجوا هذه الروايات في باب القنوت في الفجر أو في الوتر أو ما يقال في القنوت
ومنهم من وضعه في باب المنسوخ من القرآن كما فعل الحازمي والزركشي والسيوطي لكن هذا الرأي ضعيف
يقول الشيخ مصطفى العدوي عندما سئل بوجود سورتين الحفد والخلع قال أنه لم يقف على سنداً ثابتاً بهذا الأمر ويقول إن بعض العلماء أنهم كانوا سورتين ونسختا ولكن بعد البحث في الناسخ والمنسوخ في سنة الرسول لم يجد سنداً ثابتاً يؤيد هذا الرأي

• خامساً : ما ورد أن هذان الدعائان كانوا مكتوبان في مصحف أبي بن كعب أو بن مسعود وهذا دليل على أنهم سورتان نقول إن هذا ليس بشيء لأن مصاحف الصحابة لم تكن قاصرة على المتواتر، بل كان بعضها مشتملا على المنسوخ تلاوة وعلى رواية الآحاد، وعلى بعض التفسيرات، وتأويلات وأدعية ومأثورات، ومن ذلك هذا الدعاء الذي يقنت به كثير من المسلمين في الوتر، كما أن القنوت في الصلاة لا يدل على القرآنية
قال محمد بن عبد العظيم الزرقاني – رحمه الله - : " قال صاحب " الانتصار " ما نصه : " إن كلام القنوت المروي أن " أبيّ بن كعب " أثبته في مصحفه : لم تقم الحجة بأنه قرآن منزَّل ، بل هو ضرب من الدعاء ، وأنه لو كان قرآناً لنُقل إلينا نقل القرآن وحصل العلم بصحته "
والخلاصة أن بعض الصحابة الذين كانوا يكتبون القرآن لأنفسهم في مصحف أو مصاحف خاصة بهم ربما كتبوا فيها ما ليس بقرآن مما يكون تأويلا لبعض ما غمض عليهم من معاني القرآن أو مما يكون دعاء يجري مجرى أدعية القرآن في أنه يصح الإتيان به في الصلاة عند القنوت أو نحو ذلك وهم يعلمون أن ذلك كله ليس بقرآن. ولكن ندرة أدوات الكتابة وكونهم يكتبون القرآن لأنفسهم وحدهم دون غيرهم هون عليهم ذلك لأنهم أمنوا على أنفسهم اللبس واشتباه القرآن بغيره. فظن بعض قصار النظر أن كل ما كتبوه فيها إنما كتبوه على أنه قرآن مع أن الحقيقة ليست كذلك إنما هي ما علمت. أضف إلى ذلك أن النبي ﷺ أتى عليه حين من الدهر نهى
عن كتابة غير القرآن إذ يقول فيما يرويه مسلم: «لا تكتبوا عني ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه» وذلك كله مخافة اللبس والخلط والاشتباه في القرآن الكريم

وإضافة إلى ما سبق فقد نقل عن أبي بن كعب قراءات قراءة الإمام أبي جعفر المدني، والإمام أبي عمرو البصري، والإمام ابن كثير المكي، والإمام نافع المدني، والإمام الكسائي الكوفي، والإمام حمزة الكوفي، والإمام عاصم الكوفي، وليس فيهم ما يسمي بسورتين الحفد والخلع المزعومتان !!
بل الأدهش من ذلك أن أبي بن كعب نفسه كان من ضمن لجنة كتابه وحفظ المصاحف التي شكله عثمان فلو كانوا سورتين كما هو مزعوم لكنا رأينهم مكتوبتان في المصحف الحالي وهذا دليل أنهم مجرد دعاءان لا أكثر ولا أقل

• سادساً : ولكي ننهي الحديث في هذا الأمر نختم بهذه الأحاديث
[عن عبدالعزيز بن رفيع] دَخَلْتُ أنا وشَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ، على ابْنِ عبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهما، فقالَ له شَدّادُ بنُ مَعْقِلٍ: أتَرَكَ النبيُّ ﷺ مِن شيءٍ؟ قالَ: ما تَرَكَ إلّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ قالَ: ودَخَلْنا على مُحَمَّدِ ابْنِ الحَنَفِيَّةِ، فَسَأَلْناهُ، فقالَ: ما تَرَكَ إلّا ما بيْنَ الدَّفَّتَيْنِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٥٠١٩ • [صحيح] •

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (9/45): "وقد روى أحمد وابن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرو السلماني: أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة.
مصنف عبدالرزاق ج١٠ ص٢٧٩
حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن ابن جريج وعن بن سيرين عن عبيدة قال :
«القراءة التي عرضت على النبي فى العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم»

أنتهي
...المزيد

{رؤيه تاريخية حول - العبودية - السبي - ملك اليمين} ـــــــــــــــــــــــــ • العبوديه ...

{رؤيه تاريخية حول - العبودية - السبي - ملك اليمين}

ـــــــــــــــــــــــــ
• العبوديه •
تعريفها : هو نظام إجتماعي نشأ بين البشر قائم على تأدية فروض الطاعة والولاء مقابل توفير المأكل والمشرب والمسكن والملبس ويعود هذا النظام إلي أزمنة قديمة جدا

أسبابها : يرجع السبب الرئيسي في وجود العبودية في التاريخ البشري إلي الفقر وسيطرة بعض البشر على الموارد وانعدامها مع غيرهم ويرجع أيضاً إلي نظام الملكية الفردية بين البشر لهذه الموارد وعدم المشاركة الجماعية مما أدى إلى ظهور نظام العبودية مقابل توفير الحاجات الضرورية اللازمة لبقاء الإنسان

طرقها : ترجع جميع طرق العبودية إلي سببها الرئيسي وهو الفقر فطرق العبودية كالآتي (عدم سداد الدين يسقط في العبودية - بيع الأبناء من أجل توفير الاحتياجات - خطف وسرقة الاطفال وبيعهم من أجل المال - أسترقاق أسري الحرب) قد يستغرب البعض من ذكر أسترقاق أسري الحرب إلا أن أسترقاق أسري الحرب يرجع أيضاً إلي الفقر فأسير الحرب لو كان معه مال أو يملك شيئاً لحرر نفسه به

أضرارها : أكبر مساوئ العبودية هو الإستغلال السئ ويندرج من ذلك أمور كثيرة

تعليق : حصر الإعلام العبودية كلها في صورة سيئة من خلال تصدير نمط تعامل سيئ لها به ظلم فحصر العبودية كلها في هذا النمط وجعل الناس عندما يتذكرون العبودية تأتي صورة ذهنية سيئة تلقائيا في عقلهم وجعل الإعلام العبودية أنها شر مطلق

فائدتها : ساهم نظام العبودية بشكل كبير في إنقاذ ملايين البشر من الموت جوعاً ومن التشرد وساهم هذا النظام أيضاً في حفظ البشرية من مصير قانون الغابة وقتل بعضهم من أجل البقاء وساهم فى تقليل السطو والسرقة
مما أدى إلى توفير مزيد من الأمان بين البشر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الإسلام وتعامله مع العبودية]
تعامل الإسلام بواقعية كبيرة مع ملف العبودية في عصر صعب كانت تمر به البشرية وبيئة صعبة لا مكان فيها للحكمة أو الرحمة.
فالإسلام أكثر معتقد في تاريخ البشرية يوجب ويحث على مساعدة المحتاجين نجد ذكر الزكاة في القرآن في ٢٨ آية والصدقات ٦ آيات وذكر الزكاة والصدقات في الأحاديث يزيد عن الخمسون حديث فكما نعلم أن السبب الرئيسي في وجود العبودية هو الفقر فالإسلام من أركانه الأساسية هي الزكاة وهي فريضة واجبة لمساعدة المحتاجين من الفقراء
والمساكين وفي الرقاب والغارمين وابن السبيل وهذا أمر يحد من السقوط في العبودية ويساهم في العتق

(طرق العبودية وتعامل الإسلام معها )
[١]- (بيع الحر)
• جرم وحرم الإسلام بيع الأحرار •
١- [عن أبي هريرة] قالَ اللهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفى منه ولَمْ يُعْطِ أجْرَهُ..
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٢٢٧ • [صحيح] •

٢- [عن —] أنّ اللهَ لا يُكلِّمُهُ ولا ينظرُ إليهِ ولهُ عذابٌ أليمٌ [من اعتَبَدَ محرَّرًا].
ابن العربي (ت ٥٤٣)، عارضة الأحوذي ١‏/٣٨٤ • صحيح
ــــــــــــــ
[٢]- (المعسر عن الدين)
• ينظر الإسلام عن المعسر ويحث على ترك دينه •
﴿وَإِن كانَ ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقوا خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢٨٠]
١- [عن أبي هريرة] من يسَّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ اللهُ عليْهِ في الدُّنيا والآخرةِ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح ابن ماجه ١٩٧٦ • صحيح •

٢- [عن كعب بن عمرو] من أحبَّ أن يظلَّهُ اللهُ في ظلِّهِ فلينظر معسرًا أو ليضع له.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح ابن ماجه ١٩٧٨ • صحيح •
ــــــــــــــ
[٣]- (أسترقاق أسري الحرب)
هنا سيطول الحديث من أجل توضيح عدة أمور
«السبي» و «أسترقاق الأسري»
السبي : هو الأسر ويطلق المصطلح على كلا الجنسين لكن اشتهر في النساء أكثر وفي (معجم لسان العرب)
السَّبْيُ والسِّباءُ : الأَسْر معروف
سَبَى العدوَّ وغيرَ سَبْياً وسِباءً إذا أَسَرَه ، فهو سَبِيٌّ ، وكذلك الأُنثى بغير هاءٍ من نِسْو سَبايا

أسترقاق الأسري : هو أحد خيارات التعامل مع أسري العدو وبديل عن عدم الفداء وفيه يحول الأسير والأسيرة إلي أرقاء أي إلي عبيد وجواري بدل من قتلهم وهذا عرف متبع عند البشر يعود إلي الحضارات القديمة ويعد السبي البابلي أشهر سبي عرفها التاريخ تم أسترقاقه وقد ذكر الكتاب المقدس أحداث تاريخية كثيراً مثل ذلك عند الأمم السابقة

أغاليط : يخلط البعض بين السبي وأسترقاق الأسري يتحدثون علي أنهم واحد وهذا ليس شرطاً فليس كل من سبي لابد أن يسقط في الرق ونقول أن هذا مترتب عن الآخر ونتيجة له

(تعامل الإسلام مع الأسرى)
قال الإسلام في التعامل مع أسري الحرب
﴿فَإِمّا مَنًّا بَعدُ وَإِمّا فِداءً حَتّى تَضَعَ الحَربُ أَوزارَها﴾
أما أن تمن عليهم وتطلق سراحهم دون مقابل وأما بالفداء بمال لأطلاق سراحهم أو بأسري مسلمين هكذا هو الأمر .

أما أسترقاق أسري الحرب فلا يوجد في الإسلام نص يأمر بأسترقاق أسري الحرب لا في القرآن ولا في الأحاديث ولا يوجد نص يحرمه وترك هذا الأمر لأنه لازال عرف قائم يتبعه غير المسلمين فأصبح هذا الأمر متروك لولي أمر المسلمين يقرره لما تقتضيه الحاجة فأصبح الأمر سياسي

• تعاملات الرسول في حياته مع الأسري •
أستعمل الرسول في حياته خيار المن والفداء والاسترقاق
وكان خيار المن علي الأسري بالعفو عنهم أغلب ما أمر به الرسول في حياته وذلك وفقاً للنصوص الكثيرة في ذلك

• رؤيا نستشفها عن البيئة التي جاء فيه الإسلام من خلال كلام صهيب الرومي في حديثه عن نفسه ومن غيره •
١- [عن حمزة بن صهيب] عن صهيبٍ إني رجلٌ من النمرِ بن قاسطٍ من أهل الموصلِ ولكن سبَتْنِي الرومُ غلاما صغيرا بعد أن عقلتُ قومِي وعرفتُ نَسبِي .
ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢)، فتح الباري لابن حجر ٤‏/٤٨٢ • [جاء من] طرق يقوي بعضها بعضًا

٢- [عن عبد الرحمن بن حاطب]عن صهيب كان العربُ يسبِي بعضهم بعضا فسباني ناسٌ بعد أن عرفتُ مولدي وأهلي فباعونِي فأخذتُ بلسانهِم.
ابن حجر العسقلاني (ت ٨٥٢)، فتح الباري لابن حجر ٤‏/٤٨٢ • [جاء من] طرق يقوي بعضها بعضًا

٣- حدثنا أبو سعيد، ثنا أبو عبد الرحمن عن جويبر، عن الضحاك، في قوله ﴿ويُتَخَطَّفُ النّاسُ مِن حَوْلِهِمْ﴾ يقول: يقتل بعضهم بعضا، ويسبي بعضهم بعضا

٤- [عن عمران بن الحصين] أنّ امرأةً مِن المسلِمينَ سباها المشركون وكانوا أصابوا ناقةً لرسولِ اللهِ ﷺ قبْلَ ذلك
ابن حبان (ت ٣٥٤)، صحيح ابن حبان ٤٣٩٢ • أخرجه في صحيحه
(فـهذه هـي البيئة التي جـاء فيه الإسـلام )

• دائما ما يسائل البعض عن أسترقاق النساء المسبيات •
(في حالة أختار ولي الأمر خيار الاسترقاق)
قبل أن نوضح أسترقاق الأسري عند المسلمين يجب أن نوضح أن المسبي والمسبية لا يسقطون في الرق مباشرة فهم يمهلون فرصة لفداء انسفهم من الرق فالإسلام يمكن
للأسيرة أن تفادي وتكاتب عن نفسها لنيل حريتها أو لو هناك من يهمهم أمرها يفديها ويكاتب عنها لتتحرر
وفي حالة لم تستطع أن تكاتب عن نفسها أو لم يكن لها أحد يكاتب عنها يستقر الأمر إلي الرق وتصبح جارية ويتصرف فيها ولي الأمر بما هو متعارف عليه أما ببيعها ويوزع مال بيعها علي المسلمين أو يهبها لأحد الجنود ويصبح مالكها،
شاء أن يعتقها، وشاء أن يتزوجها، وشاء أن يبيعها، وشاء أن تكون جارية للعمل فقط ، وشاء أن تكون ملك يمينه ، الأمر يرجع إليه فهو أمر شخصي - وفي حالة أراد أن يتخذها ملك يمينه أول شيء ينظر إلى دينها فإذا كانت مشركة فهي محرمة عليه ثم يهتم بأستبراء الرحم فقد ورد في الأخبار في هذا الخيار :
١- [عن الحسن البصري] كنا نغزو معَ أصحابِ رسولِ اللهِ ﷺ، فإذا أصاب أحدُهم الجاريةَ مِنَ الفَيْءِ، فأراد أنْ يُصيبَها أمرها، فغَسَلَتْ ثيابَها واغتسلَتْ، ثم علَّمها الإسلامَ وأمرها بالصلاةِ واستبرأها بحَيْضَةٍ، ثم أصابها.
ابن عبد البر (ت ٤٦٣)، الاستذكار ٥‏/٢٣٣ • صحيح

حدثنا أبو عبيد ق‍ال: حدثنا هشيم، عن يونس، عن الحسن قال: قال له رجل: يا أبا سعيد كيف كنتم تصنعون إذا سبيتموهن قال: كنا «نوجهها إلى القبلة ونأمرها أن تسلم وتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه ثم نأمرها أن تغتسل، فإذا أراد صاحبها أن يصيبها لم يصبها حتى يستبرئها»
[الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام - مخرجا ١/‏٩٩]

(تعامل غير المسلمين)
في الحقيقة لا نجد تفاصيل كثيرة عن تعامل غير المسلمين مع أسترقاق المسبيات إلا في الكتاب المقدس المذكورة في [سفر التثنية ٢١(١١-١٤)]
"وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلَةَ الصُّورَةِ، وَالْتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لَكَ زَوْجَةً، فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلَى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا، وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ، ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ تَدْخُلُ عَلَيْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا، فَتَكُونُ لَكَ زَوْجَةً. وَإِنْ لَمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لاَ تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ، وَلاَ تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْلَلْتَهَا "
‏أما في الحضارات القديمة والأمم الوثنية القديمة والعرب في الجاهلية والفرس والروم والصليبيين والتتار والروس
فقد ذكر في الكتاب المقدس وكتب التاريخ عن أسترقاقهم للمسبيات لكن لا نعلم تفاصيل عن تعاملهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( عادة التسري (السرية - ملك اليمين) )
هي العلاقة الحميمية بين السيد وجاريته وهي علاقة مشروعة نشأت بين البشر من آلاف السنين وأقدم ذكر لها
حسب الكتاب المقدس يعود إلى زمن إبرام أو قبله وهذا قبل ٢٠٠٠ سنة قبل الميلاد وهذا أقدم ذكر له في زمن معين وقد تكون أقدم من ذلك وتسمى الجارية الذي يدخل عليه سيدها سرية أو ملك يمين وإذا ولدت تسمي أم ولد

تعاملات سيئة : تحويل أبناء الجارية إلي عبيد وعدم الإعتراف بهم كأبناء ولنا في قصة عنتر بن شداد عبرة ،
عدم تحسن وضع الجارية بعد الإنجاب ، توريث الجارية بعد موت سيدها ، عدم حرمتها على غيره

[تعامل الإسلام مع هذه العادة]
ترك الإسلام هذه العادة ولم يلغيها من أجل أمرين الأول أحصان الجارية من الوقوع في الزنا وأحصان الغير قادرين على الزواج والثاني إعادة توجيها هذه العادة إلي طريق العتق .
خطوات قام به الإسلام :
١- رفع مكانة ملك اليمين لمكانة تصل إلى الزوجة فحرمها علي غير مالكها كما الزوجة محرمة علي غير زوجها بعد أن كانت مستباحة وتؤجر في البغاء وما دون مالكها يصبح الأمر زنا يقام له الحد
الدليل :
﴿إِلّا عَلى أَزواجِهِم أَو ما مَلَكَت أَيمانُهُم فَإِنَّهُم غَيرُ مَلومينَ (٦)فَمَنِ ابتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادونَ﴾[المؤمنون:٧]

٢- إذا ولدت يمنع الآتي
أولاً : (يمنع بيعها)
١- [عن خوات بن جبير] لا تُباعُ أمُّ الولَدِ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٢٤١٧ • صحيح بمجموع طرقه

ثانياً : (يمنع توريثها وتصبح حرة بعد وفاة سيدها)
٢- [عن عبد الله بن عباس] مَن وطِئَ أمَتَه، فولَدَت له، فهي مُعتَقةٌ عن دُبُرٍ..
شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج المسند ٢٩٣٧ • حسن • أخرجه ابن ماجه (٢٥١٥) باختلاف يسير، وأحمد (٢٩٣٧)

ثالثاً : (يمنع التفريق بينها وبين ولدها)
٣- [عن علي بن أبي طالب] عن عليٍّ، أنَّهُ فرَّقَ بينَ جاريةٍ وولدِها فنَهاهُ النَّبيُّ ﷺ عن ذلِكَ وردَّ البيعَ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٢٦٩٦ • حسن •

رابعاً : رغب وحث الإسلام علي الزواج منهم بعد أن كان أمر معر أن تكون زوجتك من الجواري فرغب وحث على ذلك

١- [عن أبي موسى الأشعري] مَن كانَتْ له جارِيَةٌ فَعالَها، فأحْسَنَ إلَيْها ثُمَّ أعْتَقَها وتَزَوَّجَها كانَ له أجْرانِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٥٤٤ • [صحيح] •

﴿وَمَن لَم يَستَطِع مِنكُم طَولًا أَن يَنكِحَ المُحصَناتِ المُؤمِناتِ فَمِن ما مَلَكَت أَيمانُكُم مِن فَتَياتِكُمُ المُؤمِناتِ وَاللَّهُ أَعلَمُ بِإيمانِكُم بَعضُكُم مِن بَعضٍ فَانكِحوهُنَّ بِإِذنِ أَهلِهِنَّ وَآتوهُنَّ أُجورَهُنَّ بِالمَعروفِ مُحصَناتٍ غَيرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخدانٍ ﴾ [النساء: ٢٥]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[الإسلام ورفع مكانة الرقيق ورحمه الإسلام بهم]

(١) جرم الإسلام ضرب العبد أو الإمة وإذا ضرب أحدهم فإنه يعتق ويصبح حر .
الدليل :-
١- [عن زاذان ] مَن لطمَ مملوكَه أو ضربَه فكفارتُه أن يعتقَه.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٥١٦٨ • صحيح •

٢- [عن عبدالله بن عمر] مَنْ لَطَمَ مَمْلُوكَهُ، أو ضَربَهُ، فكفّارَتُهُ أنْ يَعتِقَهُ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٦٥٢٧ • صحيح •

(تطبيق ذلك في حياة الرسول)
١- [عن سويد بن مقرن] أنَّ جارِيَةً له لَطَمَها إنْسانٌ، فَقالَ له سُوَيْدٌ: أَما عَلِمْتَ أنَّ الصُّورَةَ مُحَرَّمَةٌ، فَقالَ: لقَدْ رَأَيْتُنِي وإنِّي لَسابِعُ إخْوَةٍ لي مع رَسولِ اللهِ ﷺ، وَما لَنا خادِمٌ غَيْرُ واحِدٍ، فَعَمَدَ أَحَدُنا فَلَطَمَهُ، فأمَرَنا رَسولُ اللهِ ﷺ أَنْ نُعْتِقَهُ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ١٦٥٨ • [صحيح] •

٢- [عن هلال بن يساف] كنا نُزُولًا في دارِ سُوَيْدِ بنِ مُقْرنٍ،وفينا شيخٌ فيه حِدَّةٌ ومعه جاريةٌ، فلَطَمَ وجهَها، فما رأيتُ سُوَيْدًا أشدَّ غضبًا منه ذاك اليوم، قال: عَجَزَ عليك إلا حرَّ وجهِها ! لقد رأيتُنا سابعَ سبعةٍ مِن ولدِ مُقْرنٍ ومالنا إلا خادمٌ، فلَطَمَ أصغرُنا وجهَها، فأمرَنا النبيُّ ﷺ: بعتقِها.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٥١٦٦ • صحيح •

(وغير هذا ذلك فأنه متواعد بالقصاص منه يوم القيامة)
١- [عن أبي هريرة] من ضرب مملوكَه سوطًا ظُلمًا اقتُصَّ منه يومَ القيامةِ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الترغيب ٣٦٠٧ •حسن صحيح •
ـــــــــــــــــــ
(٢) يتم توفير للعبيد من الملبس والمأكل والمشرب مثل الذي يستخدمه السيد

١- [عن أبي ذر الغفاري] إخوانُكُم جعلَهُمُ اللهُ تحتَ أيديكُم، فأطعِموهم مِمّا تأكُلونَ، وألبِسوهم مِمّا تلبَسونَ، ولا تُكَلِّفوهم ما يغلبُهُم، فإن كلَّفتُموهُم فأَعينوهُم.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح ابن ماجه ٢٩٩١ • صحيح •

٢- [عن أبي هريرة] للمملوكِ طعامُه وكسوتُه ولا يُكلَّفُ إلّا ما يُطيقُ فإنْ كلَّفْتُموهم فأعينوهم ولا تُعذِّبوا - عبادَ اللهِ - خَلْقًا أمثالَكم
ابن حبان (ت ٣٥٤)، صحيح ابن حبان ٤٣١٣ • أخرجه في صحيحه •
ــــــــــــــــ
(٣) عدم تكليف العبيد عمل فوق طاقتهم فإذا كلفتموهم فيجب مساعدتهم
١- [عن أبي هريرة] ولا يُكَلَّفُ مِنَ العَمَلِ إلّا ما يُطِيقُ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ١٦٦٢ • [صحيح] •

٢- [عن أبي هريرة] ولا يُكلَّفُ إلّا ما يُطيقُ فإنْ كلَّفْتُموهم فأعينوهم ولا تُعذِّبوا - عبادَ اللهِ - خَلْقًا أمثالَكم
ابن حبان (ت ٣٥٤)، صحيح ابن حبان ٤٣١٣ • أخرجه في صحيحه •
ـــــــــــــــــ
(٤) مودة ورحمة الإسلام وإزالة الفوارق

١- [عن أبي هريرة] المملوكُ أخوك، فإذا صنَع لك طعامًا فأَجْلِسْه معك، فإن أبى فأَطعِمْه، ولا تَضرِبوا وجوهَهم
الألباني (ت ١٤٢٠)، السلسلة الصحيحة ٢٥٢٧ • متواتر •

٢- [عن جابر بن عبدالله] إذا كان لأحدِكم خادمٌ قد كفاه المشقَّةَ فلْيُطْعمْه، فإنْ لم يفعلْ فلْيناولْه اللقمةَ
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٧٦٩ • صحيح •

٣- [عن أبي هريرة] وإذا صنَعَ خادِمُ أحدِكم طَعامًا فوَليَ حَرَّهُ ومشَقَّتَهُ، فليَدْعُهُ فليَأكُلْ معه، فإنْ لم يَدْعُهُ؛ فليُناوِلْهُ منه.
شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج المسند ١٠٢٦٦ ‏/ ١ • صحيح • أخرجه البخاري (٢٥٥٧)،
ـــــــــــــــــ
(٥) نهي الإسلام عن المناداة بلقب عبدي أو أمتي ونهي مناداة السيد بربي وربتي

١- [عن أبي هريرة] لا يقولن أحدُكم عبدي وأمتي، ولا يقولن المملوكُ ربِّي وربَّتي، وليقل المالك فتاي وفتاتي، وليقلِ المملوكُ سيدي وسيدتي، فإنكم المملوكون والربُّ اللهُ عز وجل.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٤٩٧٥ • صحيح •
ـــــــــــــــــــــ
(٦) يجب تزويج العبيد والإماء

﴿وَأَنكِحُوا الأَيامى مِنكُم وَالصّالِحينَ مِن عِبادِكُم وَإِمائِكُم إِن يَكونوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضلِهِ وَاللَّهُ واسِعٌ عَليمٌ﴾
[النور: ٣٢]
ـــــــــــــــــــ
(٧) مكاتبتهم أن أرادوا التحرر وحثهم على مساعدتهم في المكاتبة
﴿وَالَّذينَ يَبتَغونَ الكِتابَ مِمّا مَلَكَت أَيمانُكُم فَكاتِبوهُم إِن عَلِمتُم فيهِم خَيرًا وَآتوهُم مِن مالِ اللَّهِ الَّذي آتاكُم﴾
[النور: ٣٣]
نقطة : حرم الإسلام أن يهرب العبد من سيده حفظة للمال الذي دفع فيه لأن كما حرص الإسلام على حقوق العبيد حرص أيضاً على حقوق أسيادهم، وكما وضح ما للعبد لم ينس ما عليه، إن السيد قد اشتراه بماله، فكان من حقه ألا يضيع منه هذا المال سدى
ـــــــــــــــــــــــ
(٨) ضاعف الإسلام للمملوك ثوابه وجعله أجران إحسانًا به

١- [عن أبي موسى الأشعري] المَمْلُوكُ الذي يُحْسِنُ عِبادَةَ رَبِّهِ، ويُؤَدِّي إلى سَيِّدِهِ الذي له عليه مِنَ الحَقِّ، والنَّصِيحَةِ والطّاعَةِ له أجْرانِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٥٥١ • [صحيح] •

٢- [عن أبي موسى الأشعري] ثلاثةٌ يُؤتَوْنَ أجْرَهم مرَّتينِ: رَجُلٌ آمَنَ بالكتابِ الأوَّلِ والكتابِ الآخِرِ، ورَجُلٌ له أَمَةٌ فأدَّبَها فأحسَنَ تأديبَها، ثم أعتَقَها فتزوَّجَها، وعبدٌ مملوكٌ أحسَنَ عِبادَةَ ربِّه، ونَصَحَ لسيِّدِه.
شعيب الأرنؤوط (ت ١٤٣٨)، تخريج مشكل الآثار ١٩٧٣ • إسناده صحيح على شرطهما

٣- [عن أبي هريرة] لِلْعَبْدِ المَمْلُوكِ الصّالِحِ أجْرانِ، والذي نَفْسِي بيَدِهِ لَوْلا الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، والحَجُّ وبِرُّ أُمِّي، لَأَحْبَبْتُ أنْ أمُوتَ وأنا مَمْلُوكٌ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٥٤٨ • [صحيح] •
ــــــــــــــــــــــ
(٩) تحريم إكراه الاماء علي البغاء وغفران ذنبهم أن أستكرهن على البغاء

﴿وَلا تُكرِهوا فَتَياتِكُم عَلَى البِغاءِ إِن أَرَدنَ تَحَصُّنًا لِتَبتَغوا عَرَضَ الحَياةِ الدُّنيا وَمَن يُكرِههُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعدِ إِكراهِهِنَّ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ [النور: ٣٣]
١- [عن جابر بن عبدالله] أنَّ جارِيَةً لِعَبْدِ اللهِ بنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ يُقالُ لَها: مُسَيْكَةُ، وَأُخْرى يُقالُ لَها: أُمَيْمَةُ، فَكانَ يُكْرِهُهُما على الزِّنا، فَشَكَتا ذلكَ إلى النَّبيِّ ﷺ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ على الْبِغاءِ} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: ٣٣].
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٣٠٢٩ • [صحيح] •

٢- [عن أبي هريرة] نَهى النبيُّ ﷺ عن كَسْبِ الإماءِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٢٨٣ • [صحيح] •
ـــــــــــــــــــــــ
(١٠) حث الإسلام علي العتق والزواج من الإماء وضاعف ثواب وأجر من يفعل ذلك

١- [عن أبي موسى الأشعري] رَجُلٌ كانَتْ عِنْدَهُ أمَةٌ فأدَّبَها فأحْسَنَ تَأْدِيبَها، وعَلَّمَها فأحْسَنَ تَعْلِيمَها، ثُمَّ أعْتَقَها فَتَزَوَّجَها فَلَهُ أجْرانِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٩٧ • [صحيح] •

٢- [عن أبي موسى الأشعري] مَن كانَتْ له جارِيَةٌ فَعالَها، فأحْسَنَ إلَيْها ثُمَّ أعْتَقَها وتَزَوَّجَها كانَ له أجْرانِ.
البخاري (ت ٢٥٦)، صحيح البخاري ٢٥٤٤ • [صحيح] •

﴿وَمَن لَم يَستَطِع مِنكُم طَولًا أَن يَنكِحَ المُحصَناتِ المُؤمِناتِ فَمِن ما مَلَكَت أَيمانُكُم مِن فَتَياتِكُمُ المُؤمِناتِ وَاللَّهُ أَعلَمُ بِإيمانِكُم بَعضُكُم مِن بَعضٍ فَانكِحوهُنَّ بِإِذنِ أَهلِهِنَّ وَآتوهُنَّ أُجورَهُنَّ بِالمَعروفِ مُحصَناتٍ غَيرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخدانٍ ﴾ [النساء: ٢٥]
ـــــــــــــــــــــــــ
(١١) حرم الإسلام قذف المماليك بالزنا ظلماً

١- [عن أبي هريرة] مَن قَذَفَ مَمْلُوكَهُ بالزِّنا، يُقامُ عليه الحَدُّ يَومَ القِيامَةِ، إلّا أنْ يَكونَ كما قالَ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ١٦٦٠ • [صحيح] •
ـــــــــــــــــــــــــ
(١٢) العفو عنهم عندما يخطئون
١- [عن عبد الله بن عمر] جاء رجلٌ إلى النبيِّ ﷺ، فقال: يا رسولَ اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً..
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح أبي داود ٥١٦٤ • صحيح •
ـــــــــــــــــــــــــ
(١٣) جعل المماليك أحدا مصارف اخراج الزكاة والصدقات

﴿إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [التوبة: ٦٠]

١- [عن عبدالله بن عمر] فَرَضَ النبيُّ ﷺ صَدَقَةَ رَمَضانَ على الحُرِّ والْعَبْدِ، والذَّكَرِ والأُنْثى صاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صاعًا مِن شَعِيرٍ. قالَ: فَعَدَلَ النّاسُ به نِصْفَ صاعٍ مِن بُرٍّ.
مسلم (ت ٢٦١)، صحيح مسلم ٩٨٤ • [صحيح] •
ـــــــــــــــــــــــــ
(١٤) ومن معالم رحمة الإسلام عدم الدعاء عليهم بالسوء
١- [عن جابر بن عبد الله] لا تدعُوا على أنفُسِكُمْ، ولا تدعُوا على أولادِكم، ولا تدعوا على خدمِكم، ولا تدعوا على أموالِكم، لا تُوافِقوا من اللهِ ساعةً يُسألُ فيها عطاءٌ فيُستجابُ لكم.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح الجامع ٧٢٦٧ • صحيح •
ـــــــــــــــــــــــــ
(١٥) آخر وصايا الرسول في حياته أن تقي الله فيهم
١- [عن أم سلمة أم المؤمنين] كانَ يقولُ في مرضِه الَّذي تُوفِّيَ فيهِ الصَّلاةَ وما ملَكت أيمانُكُم فَما زالَ يقولُها حتّى ما يَفيضُ بِها لسانُهُ.
الألباني (ت ١٤٢٠)، صحيح ابن ماجه ١٣٢٧ • صحيح •
ـــــــــــــــــــــــــ
(تعليق)
من نتائج هذه المبادئ التي أقرها الإسلام وصلت مكانة الرقيق إلى أعلي مكانه من قيادة أعلي مناصب في الدولة إلي قيادة الجيوش وإلي قيادة بلاد المسلمين لدرجة أن المماليك إقاموا دولة تدعي الدولة المملوكية إستمرت قرون ومن نتائج هذا أيضاً وصلت بعض الجواري إلي سلطة بعض البلاد الإسلامية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[سؤال]
يسأل سؤال يتكرار كثيرا وهو لماذا لم يحرم أو يلغي الإسلام العبودية ؟
في الحقيقة الذي يسأل هذا السؤال ماهو إلا جاهل لايدرك تبعات إلغاء هذا الأمر حيث يقترح إلغاءها ولم يقدم بدائل تحتوي تباعت ذلك الأمر فنحن سنكون أماما مئات مئات الآلاف البشر الذين سصبحوا فجأة في العراء بل ماؤي أو معيل ولا يملكون شيئا يرتزقون منه ونقول لسائل هذا السؤال كل هولاء مئات الآلاف الذين أصبحوا مشردين نتيجة لقرر مثل هذا من أين سيسكنون ومن أين سيأكلون من أين سيشربون هذه الأسئلة ما الجواب عليها فما البدائل المتاحة لهم التي تغني عن العبودية لم يسأل أحد عن ملايين العبيد في أمريكا الذين تم تحريرهم بأمر مباشر أين ذهبوا و ماذا كان مصيرهم وهل توفرت لهم سبل البقاء ؟! لم يسأل أحد فاتخاذ قرار مثل هذا دون توفير بديل ما هو إلا ظلم وانانية وعدم رحمة
فالإسلام لم يلغي هذا الأمر لعدم توافر البديل الذي يغني عن نظام العبودية والإسلام جاء في بيئة زمانية معدومة ولذلك نقول لم يحرم الإسلام الرق بالنص الصريح ولم يأمر بتسريح الرقيق لأن تسريحهم فجأة و بأمر قرآني في ذلك الوقت و هُم مئات الآلاف بدون صناعة و بدون عمل اجتماعي و بدون توظيف يستوعبهم كان معناه كارثة اجتماعية و كان معناه خروج مئات الألوف من الشحاذين في الطرقات يستَجْدون الناس و يمارسون السرقة و الدعارة ليجدوا اللقمة و هو أمر أسوأ من الرق فكان الحل الإسلامي هو قفل باب الرق ثم تصفية الموجود منه بجعل الرقيق أحد مصارف أموال الصدقات والزكاة زائد الحث على العتق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(تعليق أخير)
أمر طبيعي أن يستغرب البعض بعض الأمور وتكون غريبة عليه وهذا يرجع لما ينشأ الإنسان عليه في عصره فالإنسان يستغرب الأمر المخالف للمألوف فعوامل النشأة هي من تحدد رؤية الإنسان للأمور فالإنسان الذي نشأ في عصر كانت العبودية واقع مجتمعي لم يكن الأمر في نظره مستغرب
ولم تري البشرية منذ آلاف السنين العبودية أنها أمر خاطئ أو مشكل إلا في آخر ٢٠٠ سنة بعد صعود الرأسمالية وظهور الآلات والصناعة وقلة دور العبيد لدرجة أنهم أصبحوا عالة
والشاهد من ذلك أن البشرية لو كانت بحاجة إلى نظام العبودية لكان الأمر أستمر إلي اليوم ولم يروا في ذلك بأس
فالأمر متعلق بالحاجة وليس لأعتبارات أخلاقية
وأنا لا أدافع عن نظام العبودية لكن في النهاية فهذا تاريخ أجدادنا من البشر بمختلف أجنسهم وألوانهم .
(أنتهي)
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً