*باسمه الشريف (صلى الله عليه وسلم) تبتهج الدنيا وتنطلق الألسنة بالصلاة عليه(صلى الله عليه وسلم). ...

*باسمه الشريف (صلى الله عليه وسلم) تبتهج الدنيا وتنطلق الألسنة بالصلاة عليه(صلى الله عليه وسلم).
*محمد آيت علو.
الرحمة المهداة للعالمين، والمحجة البيضاء، سلوة الدنيا ومسيرتها بالحب والخير والسلام، والحديث عنه(صلى الله عليه وسلم) حديث ذو شجون، حديث لايمل، والمحبون يستعذبون ويستمتعون بذكر اسمه، وتبتهج الدنيا وتنبت من كل زوج بهيج، هذا وإن أصل وجوهر النبوة هو الصلة بالله سبحانه، والمعجزة هي ذات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم التي جمعت الكمالات كلها، وبلغت كمال ذروته، فلقد كان (صلى الله عليه وسلم) ذاته كسلوك وخلق وسيرة هو المعجزة التي تسعى على الأرض، وقد اجتمعت فيه (صلى الله عليه وسلم) كمالات بلغ في كل منها الذروة، فهو العابد المبتهل الذي يذوبُ خشوعاً ويفنى حبا، وهو العسكري المحنك الصنديد، وهو المخطط العبقري الذي يرسم ويخطط فيتفوق على أهل الاختصاص، وهو المحدث الذي ينطق بجوامع الكلم، وهو السياسي الحاذق الذي يحرك المجاميع ويمسك بمقاليد المشاعر بحذق ومهارة المبدع، وهو الأب والزوج والصديق، وهو صاحب الدعوة الذي يقيم نظاما وينشئ دولة من فراغ وتشرذم، وهو (صلى الله عليه وسلم) الذي يوحى إليه من رب العزة والملكوت، عبر أمين الوحي جبريل عليه السلام بالغا بذلك القمة في علوم الظاهر والباطن معا، وهو الرحمة للعالمين، الحليم الكريم الرؤوف الصبور البشوش البسام اللطيف...لا تمنعه الأعباء الجسام من مداعبة وملاطفة الطفل"ياعمير ما فعل النغير" والوليد فيحمله على كتفه راكعا ويطيل سجوده رأفة به، أو في تخفيف صلاة إشفاقا على أمه لشدة بكائه، ولا في ملاطفة أزواجه لاينضب لعواطفه معين، هكذا فاجتماع هذه الكمالات في ذات واحدة معجزة وليست عبقرية، ذلك أن العبقرية هي أن تتفوق في صفة واحدة وحسب، أما أن تكون ذواتا مجمع كمالات فهنا نبوة، هنا أمرلا يمكن أن يكون إلا بمدد إلهي وسداد وتوفيق وعصمة ووحي وتمكين وإفاضة ممن له الأمر من قبل ومن بعد، القوي العزيز سبحانه وتعالى.
إننا أمام ذات متفردة، مستوفية أسباب الكمال، جامعة لأقصى الأطراف في كل شيء.
هذا وإذا كانت خصال الكمال والجلال ما رأينا الواحد منا يتشرف بواحدة منها، أو اثنتين إن اتفقت له في كل عصر إما من نسب أو جمال أو قوة أو علم أو حلم أو شجاعة أو سماحة حتى يعظم قدره، ويضرب باسمه الأمثال ويتقرر له بالوصف بذلك في القلوب أثرة وعظمة، فما ظننا بعظيم قدر من اجتمعت فيه كل هذه الخصال إلى ما لا يأخذه عد ولايعبر عنه مقال، ولاينال بكسب ولاحيلة إلا بتخصيص الكبير المتعال، من فضيلة النبوة والرسالة والخلة والمحبة والاصطفاء والإسراء والرؤية والقرب والدنو والوحي والشفاعة والوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة والمقام المحمود والبراق، والمعراج، والبعث إلى الأحمر والأسود، والصلاة بالأنبياء والشهادة بين الأنبياء والأمم وسيادة ولد آدم، ولواء الحمد والبشارة والنذارة وإعطاء الرضى والسؤال والكوثر وإتمام النعمة، والعفو عما تقدم وما تأخر، وشرح الصدر ووضع الإصر، ورفع الذكر وعزة النصر ونزول السكينة والعصمة من الناس...إلى ما لا يحويه محتفل، ولايحيط بعلمه إلا مانِحُهُ ذلك ومفضله به، لا إله غيره إلى ما أعد له في الدار الآخرة، من منازل الكرامة، ودرجات القدس ومراتب السعادة، والحسنى والزيادة التي تقف دونها العقول ويحار، ثم المكانة عند ذي العرش والطاعة والأمانة والهداية ورحمة للعالمين.
وقد أوتي (صلى الله عليه وسلم) القدرة المذهلة على تغيير الرجال الكبار وصهر معادن النفوس وإعادة سبكها وإخراجها في أبهى وأحلى الصور، وحين نتتبع ذاته (صلى الله عليه وسلم) في كتب السيرة، وفي أثرها البعيد والمستمر، ذات نشيطة مؤثرة، تصنع الرجال والأبطال من كل من تلمسه، وكأنما لها أثر السحر في كل ما حولها ثم فيما بعدها، ثم فيما يستجد بعد ذلك من مستقبل إلى آخر الزمان والتاريخ، فأيما لمست من إنسان أحالته نوراً يمشي على الأرض، وأيقظت فيه نوازع الخير وفجرت فيه ينابيع المحبة، ولهذا أحبه الجميع، أحبه أصحابه رضوان الله عليهم جميعا، وافتدوه بالمهج والأرواح، فقد رأوا نفوسهم تولد بين يديه وكأنهم كانوا في أحلى الصور، فقد رأوا نفوسهم تولد بين يديه وكأنهم كانوا عدما، نحن إذن أمام نبوة مؤيدة بسند من المولى عز وجل، انعقد له لواء التمكين الإلهي، ولسنا أمام عبقري أومفكر أومصلح اجتماعي أوعظيم من عظماء التاريخ الزائل، وبدون هذا السند الإلهي فإننا لانستطيع أن ندرك ونفسر الكثير من الوقائع، لأنها من معجزات نبوته (صلى الله عليه وسلم)، لأننا لانستطيع أن نفسر أحداثا ووقائع كثيرة عصية على الفهم والإدراك...كيف أن فرداً واحداً مضطهداً يؤثر هذا التأثير في أفراد قلائل يعدون على الأصابع، ثم يؤثر هؤلاء في المئات والألوف، يحدث هذا في سنوات معدودة، وستظل المعادلة ناقصة حتى ندخل العامل الخفي، إنه عامل الغيب، والسند والمدد والتمكين والتوفيق الإلهي، الذات والمدرسة المحمدية في فعلها وانفعالها، هذه الذات المعجزة.

واليوم يطرحُ على المسلمين تحديات كثيرة اليوم مما يستلزم واجب التعريف بنبيهم، فالمسلمون لديهم سؤال وواجبٌ عظيم الآن أكثر من أي وقت مضى، وقد آن الأوانُ لإزالة الأفكار الخاطئة، وذلك بالتعريف بالرسول (صلى الله عليه وسلم)، للتعرف لمعرفة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وبنشر سيرته بين الناس، وبيان أخلاق نبينا محمد، وكيف أنّه كان يُلقب بالصادق الأمين، حتى في أيام جاهلية العرب، وأن نُزيل جميع التشويهات التي يتعمد الكثير من أصحاب النفوس الضعيفة إلصاقها بالنبي الكريم، وأن نستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في نصرته، وأن نبتعد لكل ما يسيء إلى صورة الإسلام السمحة، فالإسلام هو انعكاس لأخلاق المسلم، وامتداد لرسالة نبينا (صلى الله عليه وسلم)، وبإعطاء صورة مشرفة مشرقة متعالية، فهو(صلى الله عليه وسلم) رحمة مهداة للعالمين، ومحجة بيضاء، وسلوة الدنيا ومسيرتها بالحب والخير والسلام، فالعالم اليوم موضوع دعوة بالطريقة التي تؤدي الغاية، كفعل حضاري علمي وثقافي، وإقامة الندوات والكتابة إلى الآخرين، ونعينهم بالترجمات، فنحن مقصرون ندرك ذلك، ومن تم وجب أن نؤدي ما علينا.
يبقى نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وسلم) هو السراج المنير والهادي البشير والقائد الذي بفكره وأخلاقه الربانية نستنير،
ويبقى علينا نحنُ - وعلى الدوام- أن نصون عهده بأن محبته فوق محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين.
وها هي ذي الإشراقاتُ والأشرعةُ والمباهجُ لا محالة قادمة متوجة بالنصر، مباركَةٌ بعبق أنفاسه وأنواره وبركاته حيا وميتا(صلى الله عليه وسلم) ومتوهجة بيضاء ناصعة كالبدر بأنواره الشريفة(صلى الله عليه وسلم)، خضراء كالأمل منفرجة مبهجة باليقين التام، أشرعةٌ وإشراقاتٌ ومباهج تكتَنِفُني، وأنا لم أتزود بشيء، لكن على يقين تام برحمة الله، ومحبته، وشفاعة ومحبة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، الذي بشرنا بأن يحشر المرء مع من أحب، وكيف يُسْتَوْحَشُ مع الله سُبحَانَه...!؟ فالَّلهُمَّ ارزقنا محبتك يا رب، ومحبة رسولك، والَّلهُمَّ لاَتَجعلْ أُنْسَنَا إلاَّ بكَ، ولا حاجتنا إلاَّ إليك، ولارغبتنا إلاَّ في ثوابك ... ونسألك الَّلهُمَّ حسن الخاتمة...
...المزيد

معلومات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً