عدوى الإيمان بالقوانين الدولية ورغم وضوح هذه الحقيقة التي صرح بها قادة اليهود والنصارى مرارا، ما ...

عدوى الإيمان بالقوانين الدولية

ورغم وضوح هذه الحقيقة التي صرح بها قادة اليهود والنصارى مرارا، ما يزال كثير من المنتسبين للإسلام يدفنون رؤوسهم بالتراب عنها! ويتمسكون بما يمليه القانون الجاهلي الدولي، ويلهثون خلف قراراته ويعوّلون عليه! وكأن كل الآيات القرآنية، ثم الوقائع الميدانية التي جرت وتجري لا تكفيهم للكفر به!

إن عدوى الإيمان والتمسح بالقوانين الدولية ومؤسساتها، لم تعد حكرا على العلمانيين كما كان عليه الحال في السابق، بل وصلت هذه العدوى الخطيرة إلى صفوف "الإسلاميين" وحتى "الجهاديين" فصاروا بين مؤمن بها مجاهر باحترامها داع للاحتكام إليها، وبين آخر يكتم إيمانه بها! ما يزال في دركة "المناشدات" يغازل ويتزلف إلى أربابها لمّا يُفصح بعد عن كامل إيمانه بها.

المصدر:
افتتاحية النبأ العدد 490
"كذبة القانون الدولي"
...المزيد

تبريراتٌ مستهلَكة واعترافٌ ضمنيٌّ أملا في تدارك الموقف، عقد قادة الجيش النيجيري العديد من ...

تبريراتٌ مستهلَكة واعترافٌ ضمنيٌّ

أملا في تدارك الموقف، عقد قادة الجيش النيجيري العديد من الاجتماعات الأمنية الطارئة كان أبرزها اجتماع "رئيس أركان الجيش" مع الطاغوت النيجيري في القصر الرئاسي، غير أنّ الاجتماع السيادي لم يخرج بحل للأزمة الأمنية سوى تصديرها إلى جيرانهم في دول الساحل حيث وصفوا الهجمات بأنها "جزء من ضغط يمارسه الإرهابيون في الساحل، وامتد إلى نيجيريا بسبب الطبيعة الهشّة لحدودنا"، وتناسى هؤلاء أنّ دول الساحل هي الأخرى نالت نصيبها من الهجمات والأزمات، فهل هجمات الساحل هي أيضا نتيجة لهجمات نيجيريا وهشاشة حدودها؟!

على الهامش، يمثّل هذا التبرير اعترافا ضمنيا بأنّ الدول الإفريقية فشلت في الحرب على المجاهدين حتى صار طواغيتها يتراشقون التهم ويتقاسمون الفشل والملامة في حربهم ضد الإسلام، تماما كما يتقاسمون الندامة والملامة يوم الحساب، فخسارة الكافرين تتفاقم وتمتد إلى الدار الآخرة! بينما يتعاظم فيها ربح المجاهدين ويكتمل، إنّها معادلة عادلة وتجارة رابحة لا يعطلها "نقص وقود" أو "فرض قيود" وهذا ما لا يفقهه الكافرون ولا يستيقنه المرتابون.


المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ العدد 496
"محرقة المعسكرات"
...المزيد

تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ إن معصية الله تنقص الإيمان، ولكنها لا تزيل عن صاحبها الوصف ...

تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ

إن معصية الله تنقص الإيمان، ولكنها لا تزيل عن صاحبها الوصف به، ولا تمنع عنه الحقوق التي تجب لكل مؤمن، إلا أن تكون تلك المعصية شركا بالله أو كفرا به، فإنها تنقض الإيمان، وتمنع من اتصاف صاحبها بوصفه، كما تمنع عنه حقوق أهل الإيمان، وتوجب معاملته معاملة المشركين المعاندين.

ولا يخفى على مسلم أن القعود عن الجهاد والفرار من الزحف هما من الكبائر التي تُغضب الرب جل وعلا، ويترتب عليها الذنب الكبير لمن فعلها، ولكن رغم عظم هذا الذنب فإنه مشمول أيضا بمغفرة الله -عز وجل- لفاعله إن شاء، وتوبته عليه إن تاب منه، وتكفيره بفعل غيره من الحسنات.

وقد وقع في هذه المعصية نفر من خيار الناس، وهم صحابة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كما حدث في غزوة أحد، حيث زلَّت كثير من الأقدام، وعاتبهم الله -سبحانه- على فعلهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [آل عمران: 155]، فالذين وقعوا في هذه الكبيرة من الصحابة قد مكَّنوا الشيطان من أنفسهم بما اكتسبوا من الذنوب فاستزلهم عن الثبات مع رسول الله، وانهزموا أمام المشركين، ولكن الله -عز وجل- حلم عليهم، فلم يسارع لهم بالعقوبة جزاءا على فرارهم، بل أخرهم ثم عفا عنهم وغفر لهم، وهكذا يعامل الله -جل جلاله- أولياءه المؤمنين، فهو الغفور الحليم.

وعلى هذه السنة ينبغي أن تكون معاملة المسلم لأخيه المسلم، ولو استزله الشيطان فوقع في كبيرة من الكبائر، كالتولي يوم الزحف، فإن هذه المعصية لا تزيل عنه صفة الإيمان الظاهر، الذي على أساسه تقوم المعاملة بين المؤمنين.

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً