يا أهل العزمات والمروءات يا أهلنا المسلمين في فلسطين (1) • إن ما يُصيب أهلنا المسلمين في ...

يا أهل العزمات والمروءات
يا أهلنا المسلمين في فلسطين (1)

• إن ما يُصيب أهلنا المسلمين في فلسطين، مِن قصفٍ وقتلٍ وتشريدٍ؛ لهو المصاب الجلل، الذي تكبو عنده الألسن، وتنبو دونه الحروف، وما يسعنا في هذا المقام إلا حظُّكم على الجميل وهو الصبَّر وترغيبكم في الجزيل وهو الأجر، وليكن زادكم في ذلك الصبَّر والتَّرجيع، قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة:١٥٦]، (فإِنَّا لِلَّهِ) "عبيدا وملكا"(1)، وهو صانعٌ بنا ما يشاء، (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) "في الآخرة"(2)، فيثيب الصَّابرين ويجزي الشَّاكرين، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:١٠].

وإنَّه رغم ما يعصف بكم مِن ابتلاءات، ومِحن وفتن مدلهمَّات وإحن؛ فإن الله ربِّكم عليم رحيم بكم، وهو -سبحانه- أحكم الحاكمين.

وإن الله -سبحانه وتعالى- يبعث في طيَّات المحن مِنَحا، يُعرِّفها من شاء من عباده، ثم ينتخب من شاء منهم؛ ليبادروا بها فيقيموا مراد الله -جل جلاله- في أرضه، فيفوزوا بوعده ورضوانه، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور:٥٥]

(1) [تفسير البغوي: ١/ ١٦٩].
(2) [تفسير البغوي: ١/ ١٦٩].
...المزيد

يا أهل العزمات والمروءات يا أهلنا المسلمين في فلسطين (2) • وعليه: فإنَّ ما يمرُّ بكم من محن ...

يا أهل العزمات والمروءات
يا أهلنا المسلمين في فلسطين (2)

• وعليه: فإنَّ ما يمرُّ بكم من محن القصف والتقتيل، ومصائب التَّشريد والتَّنكيل، هي في طيَّاتها تحمل منحَ إشعال جذوة الجهاد، والظَّفر بأسباب الشَّوكة والتمكين.
فاللهَ اللهَ في الأخذ بها، ولا يتمُّ لكم ذلك إلا بالاجتماع على التوحيد وأهله، ولا نعلم جماعة ولا إماماً يقيم شرع الله، ويقاتل لإعلاء كلمته إلا جماعة المسلمين وإمامها أبا حفص الهاشميَّ القرشيَّ -حفظه الله- فدونكُم الجماعة وإمامَها، فالتفُّوا حولها، ومدِّدوا سلطانها، وكونوا يدًا في تشييد صرحها، وإياكم وميتة الجاهليَّة؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (وَمَن مَاتَ، وليسَ في عُنُقِهِ بيعةٌ ماتَ ميتةً جاهليَّة) [أخرجه مسلم].

واعلموا أنَّه لا يتمُّ لكم هذا الاجتماع إلا بمفارقة محاربيه الذين يسعون لإطفاء نور الله، {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة:٣٢]، فحذارِ حذارِ يا أهلنا في فلسطين من القتال تحت الرايات العميَّة، وللشعارات الوطنيَّة الوثنيَّة والديانات الحزبيَّة الكفريَّة؛ فالشهيد من قُتِل في سبيل الله ولإعلاء كلمته، لا في سبيل الديمقراطية ولإعلاء كلمة الكفر، فإيَّاكم والانتسابَ إليهم، والقتال تحت راياتهم؛ فإنّه الخسران المبين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي ﷺ قال: (... وَمَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عَمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِلْعَصَبَةِ، وَيُقَاتِلُ لِلْعَصَبَةِ فَلَيْسَ مِنْ أُمَّتِي..) [أخرجه مسلم]، وفي رواية له أيضًا: (فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّة).
...المزيد

اجتماع الطواغيت لقضية فلسطين • ما المنتظر من القمة العربية الطارئة بشأن الحرب على غزة؟ لم يكن ...

اجتماع الطواغيت لقضية فلسطين

• ما المنتظر من القمة العربية الطارئة بشأن الحرب على غزة؟

لم يكن الناس ينتظرون الكثير من اجتماع طواغيت بلدان المسلمين، الذي حصل قبل أيام، فقد تعودوا على أن يروهم يعيدون أهم عناوين الأخبار التي تتناول الأحداث المشابهة التي يجتمعون لأجلها ثم يختمون اجتماعهم ببيان ختامي يحمل نفس العبارات المملّة من الشجب والاستنكار والتنديد، والتي أصبحت محط سخرية الناس لخيبتها من جهة ولاستهلاكها بكثرة من جهة أخرى.

والحقيقة هي أن اجتماع هؤلاء الطواغيت جاء لأسباب داخلية وخارجية إعلامية وسياسية تتعلق بمصلحة كل طاغوت منهم، لا علاقة لأهل فلسطين به إلا من حيث ذكرهم في الكلمات الفارغة، وإلا فإن هؤلاء الطواغيت يعلمون جيدا أنهم أضعف من أن يقدموا شيئا على أرض الواقع يخالف ما يريد اليهود والنصارى.

* افتتاحية النبأ "قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ" 417
...المزيد

أبواق الطواغيت • من الناحية الشرعية، فإن العاملين في وسائل الإعلام النصيرية كفار مرتدون محاربون ...

أبواق الطواغيت

• من الناحية الشرعية، فإن العاملين في وسائل الإعلام النصيرية كفار مرتدون محاربون يستوي في ذلك ذكورهم وإناثهم من المراسلين والمحررين والمصورين و "الممثلين" وكل من له صلة بالمنظومة الإعلامية النصيرية التي عكفت سنوات تناصر الطاغوت وتنافح عنه وتؤيد جرائمه، وإن تبديل هؤلاء جلودهم بين ليلة وضحاها من "التشبيح إلى الثورة" يُعد استخفافا بالدماء وإمعانا في الإجرام، وإن حكم الإسلام فيهم هو القتل ردةً جزاء وفاقا لأنهم أولياء وأعوان الطاغوت حكمهم حكمه لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 472
...المزيد

تعلموا أمر دينكم • صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ: ➊ - اعتقاد بطلانها. ➋ - تركها والتبرؤ منها. ➌ ...

تعلموا أمر دينكم

• صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ:
➊ - اعتقاد بطلانها.
➋ - تركها والتبرؤ منها.
➌ - بغضها وعداوتها.
➍ - تكفير أهلها.
➎ - معاداتهم في الله.

والدليل قوله تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [الممتحنة: ٤]

إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمناً بالله كافرا بالطاغوت، بل العكس، لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لا يجتمعان في قلب إنسان أبدا، إذ لا يمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت، بل لا بد له من أحد الوصفين لا محالة، إذ لا ثالث لهما، لقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ } وقوله: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

فهذا الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به ونجتنبه، وهذه عبادته التي نهينا عنها وأمرنا بتركها وتكفير أهلها ومعاداتهم.

- كتاب تعلموا أمر دينكم صادر عن ديوان الدعوة والمساجد / سلسلة (4)
...المزيد

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على ...

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على أشلائِكم، وموتوا تحتها، حتى تُسلِموها إن شاء الله لعيسى ابن مريم عليه السلام

الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله ...المزيد

أليس هذا حال العساكر؟ • قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من ...

أليس هذا حال العساكر؟

• قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "من حالف شخصاً على أن يوالي من والاه، ويُعادي من عاداه، كان من جنس التتر المجاهدين في سبيل الشيطان، ومثل هذا ليس من المجاهدين في سبيل الله تعالى، ولا من جند المسلمين، بل هؤلاء من عساكر الشيطان" أنتهى.

• أليس هذا هو حالكم؟ حيث توالون وتعادون في أشخاص الطواغيت الحكام، توالون من والوهم وتعادون من عادوهم، بغض النظر عن شرعية تلك الموالاة أو المعاداة، تنتهك حرمات الأمة ويُعتدى على مقدساتها، ويُقتل الأطفال والنساء، ويشتم الله ورسوله، فكل هذا وغيره لا يستدعي موقفاً منكم ولا من حكامكم!

الشيخ فارس آل شويل/نصيحة إلى العساكر

اعرف حقيقة الجيوش
...المزيد

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على ...

ألا فلتصونوا هذهِ الأمانة الثقيلة، ألا فلتحمِلوا هذهِ الراية بقوة، اسقوها بدمائكم، وارفعوها على أشلائِكم، وموتوا تحتها، حتى تُسلِموها إن شاء الله لعيسى ابن مريم عليه السلام

الشيخ أبي محمد العدناني تقبله الله ...المزيد

وإن تعُدُّوا نعمة الله لا تُحصوها • الزواج والنسل والسكن وتتابع الآيات في ذكر مِنن الله ...

وإن تعُدُّوا نعمة الله لا تُحصوها

• الزواج والنسل والسكن

وتتابع الآيات في ذكر مِنن الله علينا، قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ} [النحل: 72]، فقد يسر الله للناس أسباب بناء الحياة الاجتماعية بالزواج وتكثير الذرية، وجعل المودة والمحبة وسيلة دوام هذه النعمة وهي نعمة على نعمة! فالزوجة للأنس بها والسكن إليها كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

ومن النعم التي ذكرها الله في سورة النحل قوله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}، حين يستكمل الجنين نموَّه ويصبح في حالة يمكنه معها العيش خارج رحم أمه، وذلك الحين لا يعلمه إلا الله، {لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا} في غاية الجهل والضعف، فسبحان من ألهم الرضيع التقام الثدي ومن سخَّر له إخراج الغائط والبول وهو لا يملك من أمره شيئا!

{وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78]، وشكر هذه النعم بأن لا تستخدم فيما يغضب الله، فلا تنظر إلى حرام ولا تستمع إلى منكر.

وهيأ الله للإنسان أسباب الراحة الجسدية والنفسية في حياته فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} لراحة بدنه واطمئنان نفسه، فهو الذي خلق ما يحتاج في بنائه كالطين والحجر والخشب والحديد، وكذلك الجلود في البيوت المتنقلة: {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ}، وعلَّمهم كيف يشيدونها.

وجعل في بيوتكم هذه أثاثا كالوسائد والبسط، تستتمون به الراحة والسكن: {وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80].

وأنعم علينا بالحماية والوقاية فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا}، فالأشجار والصخور لتظلنا من حر الشمس، والجبال معاقلَ وحصوناً نتحصن فيها من السيول والأعاصير ونحوها.

قال: {وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} أي قمصان تقيكم الحر والبرد، {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} أي الدروع تقيكم في القتال، {كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ} [النحل: 81].

فهذه بعض نعم الله -تعالى- التي ذكَّرنا بها في موضع واحد فقط من المواضع الكثيرة في كتابه الكريم، وإن العبد المؤمن لَيعرف حقيقة نعم الله عليه، ويعرف كيف يقابلها بالشكر لمنعمها، سبحانه وتعالى، ويعرف خطورة نسيان هذه النعم، وخطورة كفرانها، فهو الفقير دوما إلى الله تعالى، والله هو الغني الحميد.

• النعم التي لا تحصى.. والعبد الشكور

وقد قال الله -تعالى- في ثنايا السورة: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 18]، فنِعم الله أكثر بكثير مما ذُكر، والنبيه يستدل بالقليل على الكثير، ثم إن العاجز عن إحصاء النعم هو أعجز عن شكرها، ولذا فإن الله غفور رحيم لمن قام بوسعه، ولو عبدت الله ما عبدت فلن تشكر الله حق شكره، وخير الشاكرين محمد صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة -رضي الله عنها- أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: (أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا؟) [رواه البخاري].

ثم ذكر الله حال الجاحدين لأنعم الله: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنكم بِرَبِّهِمْ يُشرِكُونَ * لِيَكفرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 53 - 55]، فذمُّ الله للجاحدين يتتالى، والجحود يسير وكثير، والكفار جاحدون، ومن المسلمين من فيه جحود. فلا تكن يا عبد الله في غفلة من هذا وتظن أن الآيات في الكفار فقط، بل في طائفة من المسلمين شيء منه؛ فمن الجحود ما يكون من حال الرجل بعد المرض والالتجاء الشديد لله، من الإعراض عنه -تعالى- بعد الشفاء، ومن الجحود دعاء الله الرزقَ وصرفه في المنكرات، ومن الجحود الانتفاع بخيرات الأرض واللهو بها عن العبادة، ومن الجحود كثرة المال وقلة الصدقة، ومن الجحود سماع العلم وترك العمل، ومن الجحود صحة الجسم ونشاطه وترك الجهاد في سبيل الله، ومن الجحود كثرة العيال والشُحُّ بهم أن يُقتلوا في مرضاة الله، ومن الجحود أن يكون درب الهجرة متيسرا فيتركها، وأجحد منه من يمُنُّ الله عليه بالعيش في ديار المسلمين ثم يفِرُّ إلى ديار الكافرين!


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 ه‍ـ
...المزيد

وإن تعُدُّوا نعمة الله لا تُحصوها إن صاحب الشِيَم يشكر من أسدى إليه فضلا ونعمة، يشكره بقلبه ...

وإن تعُدُّوا نعمة الله لا تُحصوها

إن صاحب الشِيَم يشكر من أسدى إليه فضلا ونعمة، يشكره بقلبه وبأفعاله، وبلسانه بذكره بالخير بين الناس، وإنَّ أكرم المنعمين هو الله سبحانه، الذي بيَّن بعض نعمه في سورة عظيمة من كتابه العظيم، وهي سورة النحل، نقف عند بعضها قليلا، فهي مما يزيد في تعظيمه وشكره.

• الأنعام.. منافع وجَمال

قال الله في مَطلع السورة: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا}، وهي الإبل والبقر والغنم، {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} من البرد بجعل أشعارها وأصوافها وجلودها لباسا وفرشا وأغطية، {وَمَنَافِعُ} كحمل المتاع والتنقل بين الديار، {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5]، من لحومها ومن ألبانها، كما قال في موضع آخر من السورة: {وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِّلشَّارِبِينَ} [النحل: 66]، فهو لبن أبيض خالص من الشوائب، سهل شربه، وهو يتولد ممَّا في الكرش من الفرث -وهي الأعشاب والأشواك التي تتغذى منها الأنعام- ومن الدم، ومع ذلك فلا صفة فيه من صفات الفرث والدم!

وقال: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [النحل: 7]، فهي تنقل الأشياء الثقيلة من مكان إلى آخر دون عناء منا ولا تعب، ولولا تسخير الله إياها لنا للحقتنا أعظم المشقة، فللَّه الحمد على ذلك.

ثم ذكر نعمة الليل والنهار، {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ} [النحل: 12]، فالليل لنسكن فيه ونرتاح، والنهار لنكدح فيه ونعتاش، ولا يغني أحدهما عن الآخر في إقامة الحياة المتزنة، وفي الشمس إنضاج الثمار ودفء الأجواء وفيها الضياء، وقدَّر بُعد الشمس عن الأرض لئلا يصل من ضوئها وحرارتها إلا بمقدار الحاجة، وأي زيادة أو نقص في هذا المقدار الموزون يجعل الأرض غير صالحة لاستمرار الحياة فيها، {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} [الحجر: 21].

قال تعالى: {وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِہِ} [النحل: 12]، تسير بأمر الله، وبها نهتدي إلى الاتجاهات كما قال بعد عدة آيات: {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} [النحل: 16]، فهي علامات يُهتدى بها إلى القبلة وإلى غيرها من أرض الله الواسعة والبلدان البعيدة والبحار الشاسعة، وإلى أوقات فصول السنة من حيث بدايتها ونهايتها وإلى معرفة موسم الحصاد وفيضان الأنهار، وهي كذلك زينة للسماء، {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} [النحل: 13].

• النحل والعسل

ثم ذكر الله بعد آيات، نعمة كبيرة في خِلْقَةٍ صغيرةٍ، سُميت باسمها هذه السورة العظيمة وهي النحلة، قال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 68 - 69]، إن هذا الوحي والإلهام الإلهي يظهر لنا في سَير هذه الحشرة الضعيفة، فالمتأمل في النحل يجد أنها تسير وفق نظام دقيق، وهذا النظام لم يأت عبثا، إنما هو الإلهام والإرشاد الذي قذفه الله في نفس النحل فبنت مملكة تسمى "مملكة النحل"، وأن الله جعل في كل خلية نحل ملكة عليها، وأن النحل يسلك السبل من حيث شاء في هذا الجو العظيم والبراري الشاسعة والأودية والجبال الشاهقة، بحثا عن الزهر والثمر ليتغذى منه، ثم تعود كل نحلة إلى بيتها وما لها فيه من يرقات وعسل، لا تحيد عنه يمنة ولا يسرة، وبيوتها محكمة في غاية الإتقان في تسديسها ورصها، بحيث لا يكون بينها خلل، فتخرج الشمع من أجسادها، وتقيء العسل من فيها، ثم تصبح من غدٍ إلى مراعيها.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 ه‍ـ
...المزيد

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ • العسل شفاء ووقاية قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ ...

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ

• العسل شفاء ووقاية

قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ} [النحل: 69]، وفي صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنا أنهى أمتي عن الكي).

قال ابن القيم: "وفي سنن ابن ماجه مرفوعا من حديث أبي هريرة: (من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر، لم يصبه عظيم من البلاء)، وفي أثر آخر: (عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن). فجمع بين الطب البشري والإلهي، وبين طب الأبدان، وطب الأرواح، وبين الدواء الأرضي والدواء السمائي" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

والعسل على اختلاف ألوانه وأنواعه وقاية وعلاج لكثير من الأمراض، من ذلك أنه مقَوٍّ للجهاز المناعي، قاتل لجميع الميكروبات والجراثيم، فهو من أقوى المضادات الحيوية الطبيعية، وفي المواظبة على أكله وقاية من السرطان، وشفاء من أمراض الكبد والمرارة، كما يُعتبَر مهدِّئا نفسيا فعالا في علاج الأرق والتوتر العصبي والقلق، وهو منشط للجهاز الهضمي، وعلاج لقرح المعدة، إذا شُرب على الريق مع الماء، ويُعَدُّ كذلك من أقوى المعقمات داخليا وخارجيا، خصوصا لمن أُجري له عمل جراحي.

وهو أفضل علاج للجروح والحروق، حيث يعمل على سرعة التئام الجروح والتقرحات، فتنمو الأنسجة المصابة بعد وضعه بِنَسق أسرع، وهو في نفس الوقت يطهِّر الجرح ويعقمه من البكتيريا والجراثيم، بما يحتويه من مضادات حيوية طبيعية، وله خاصية ثمينة في الوقاية من الإنتانات والتعفنات.

قال ابن القيم: "والعسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلا وطلاء، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم، مُنَقٍّ للكبد والصدر، مُدِر للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم. وإذا لُطِّخ به البدن المقمل والشعر، قتل قمله وصئبانه، وطَوَّل الشعر، وحَسَّنه، ونَعَّمه، وإن اكتحل به، جلا ظلمة البصر، وإن استنَّ به، بيَّض الأسنان وصقلها، وحفظ صحتها، وصحة اللثة، ويفتح أفواه العروق، ويدر الطمث، ولعقه على الريق يذهب البلغم، ويغسل خمل المعدة، ويدفع الفضلات عنها، ويسخنها تسخينا معتدلا، ويفتح سددها، ويفعل ذلك بالكبد والكلى والمثانة، وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خلق شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبا منه، ولم يكن معول القدماء إلا عليه، وأكثر كتب القدماء لا ذِكر فيها للسكر البتة، ولا يعرفونه، فإنه حديث العهد حدث قريبا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشربه بالماء على الريق، وفي ذلك سر بديع في حفظ الصحة لا يدركه إلا الفطن الفاضل" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

ويحتوي العسل على عدد من الفيتامينات، منها: فيتامين (C) وهو من أهم الفيتامينات لتكوين الأنسجة التي تعطي القوة والمرونة للغضاريف والأربطة، وكذلك النسيج العظمي، ويعمل أيضا على تعجيل شفاء الجروح وجبر كسور العظام، وغير ذلك من الإصابات، وكذلك يحتوي العسل على فيتامين (D) المهم لتقوية العظام، والمضاد لهشاشتها، وكذلك فيتامين (K) المضاد للنزيف، وفيتامين (A) الضروري للإبصار والمضاد للعشى الليلي، وفيتامين (B1) الذي يؤدي نقصه إلى بعض أمراض الجهاز العصبي، ويحدث تشنجات وآلاما في الأطراف مع مشاكل في القلب، إلى غير ذلك من الفيتامينات والإنزيمات والمعادن الضرورية للإنسان.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 ه‍ـ
...المزيد

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ إن الطعام نعمة أنعم الله -تعالى- بها على عباده، فجعل ...

فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ

إن الطعام نعمة أنعم الله -تعالى- بها على عباده، فجعل فيه ما يقيمون به أصلابهم، ويحفظون به أنفسهم، وبالإضافة لوظيفة التغذية التي تؤديها الأطعمة بأنواعها، وذلك لاحتوائها على العناصر الضرورية لعمل أعضاء جسم الإنسان، وأجهزته المختلفة، جعل الله -تعالى- في كثير من الأطعمة منافع فريدة، واختص كلا منها بفوائد وقائية أو علاجية.

وذلك أن كلا من الأطعمة سواء كان مصدرها نباتيا أو حيوانيا، له خصائص تختلف عن غيرها بمقدار ما يحتويه من العناصر الكيميائية المتنوعة، التي لكل منها تأثير خاص على صحة الإنسان، سلبا أو إيجابا.

وسنحاول في هذه المقالة -إن شاء الله- أن نتكلم عن بعض الأطعمة التي وردت فيها فوائد ثابتة في السنة النبوية الشريفة، ونسأل الله أن ينفع بها المسلمين، ويرزقنا وإياهم دوام الصحة والعافية.


• بيت لا تَمْرَ فيه، جياع أهله

ففي الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (من تصبَّح بسبع تمرات عجوة، لم يضُرَّہُ ذلك اليوم سُمٌّ، ولا سِحرٌ).

وقد اكتشف العلم الحديث مؤخراً أن التمر على الريق من أقوى المنشطات للكبد، مما يرفع مقاومة الجسد للسموم.

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله، يا عائشة، بيتٌ لا تمر فيه جياعٌ أهله) أو (جاع أهله) قالها مرتين أو ثلاثا، [رواه مسلم].

ويؤيد هذا الحديث ما ثبت من حديث عائشة -رضي الله عنها- أيضا: قالت (كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه نارا، إنما هو التمر والماء إلا أن نؤتى باللُّحَيم) [رواه البخاري].

وفي هذه الأحاديث فضيلة التمر والحث على الادخار منه، والبيت الذي فيه التمر لا يجوع أهله، وإنما الجائع من ليس عنده تمر، وأن التمر والماء يغنيان عن جميع الطعام.

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- في التمر: "وهو غذاء فاضل حافظ للصحة لا سيما لمن اعتاد الغذاء به، كأهل المدينة وغيرهم، وهو من أفضل الأغذية" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

وقال أيضا: "وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن وهو فاكهة وغذاء، ودواء وشراب وحلوى" [زاد المعاد في هدي خير العباد].

ويحتوي التمر على قيمة غذائية عالية، وهو من أقدم ما اقتات عليه الإنسان، وتعتبر (100 جرام) منه يوميا، وجبة متكاملة تغني الإنسان عن كامل احتياجاته اليومية من المغنيسيوم والمنجنيز والنحاس والكبريت، ونصف احتياجاته من الكالسيوم والبوتاسيوم.

وقد كان التمر زاد المقاتلين قديما، فإذا خرجوا للقتال، جمعوه وطحنوه وتزودوا به، فكان لهم قوتا يتقوون به.

والمداومة على أكل التمر، تعالج فقر الدم، واضطراب الأعصاب، وضعف المناعة، وهو من أقوى الأغذية وقاية من السرطان والأورام الخبيثة لاحتوائه على مضادات أكسدة، وهو كذلك غنِي بالفسفور المهم للتفكير وتحسين أداء الدماغ، حيث أنه الغذاء المفضل لخلايا المخ.

كما أن التمر غذاء هام للمرضع والأطفال وحديثي الولادة، حيث يعمل على تحفيز إفراز اللبن عند المرضع، وينشط الكبد عند حديثي الولادة فيقيهم من اليرقان الذي يكون بسبب خمول الكبد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحنِّك الغلمان بالتمر، كما في تحنيكه لعبد الله بن الزبير، وإبراهيم بن موسى الأشعري.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 92
الخميس 10 ذو القعدة 1438 ه‍ـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً