الدولة الإسلامية - مقال: خذوا حذركم (2) تسهيل بلا تعطيل يمكننا تشبيه الإجراءات الأمنية ...

الدولة الإسلامية - مقال: خذوا حذركم (2)

تسهيل بلا تعطيل
يمكننا تشبيه الإجراءات الأمنية الوقائية، أو "الأمنيات"، بالدرع التقليدي الذي يُنصب للدبابة لوقاية الجنود داخلها وأجزائها الحساسة من القذائف المعادية.

ومعروف أن قدرة هذا الدرع على التصدي للقذائف ومنع أذاها من بلوغ العناصر التي نُصب الدرع لحمايتها تزداد كلما كانت مادته الأولية أكثر صلابة، أو كان أكثر سماكة، بحيث يتناسب مقدار السماكة المطلوبة عكسا مع صلابة المادة، فكلما كانت مادة الدرع أصلب احتيج إلى سماكة أقل من الدرع للقيام بالمطلوب، والعكس بالعكس.

وفي الوقت نفسه فإن مصمم الدبابة يجب أن يراعي الوظيفة الأساسية للدبابة وهي أن تدبَّ على الأرض، فتتحرك، ناقلة مدفعها والجنود داخلها في ساحة المعركة بحيث تحقق الفائدة المرجوة من صناعتها وتوظيفها في القتال، في الاقتراب من الأهداف المعادية بدرجة كافية لاستهدافها وتدميرها.

وبالتالي يجب عليه الموازنة بين قوة تصفيح الدبابة وقدرتها على الحركة والمناورة، إذ إن قوة التصفيح التقليدي تعتمد على سماكة الدرع بدرجة أولى، وهذه السماكة ترتبط بثقل مادة التصفيح، وبالتالي إذا أراد المصمم زيادة سماكة الدرع أخذ في حسابه الثقل الإضافي المركب على جسم الدبابة، وما يتطلبه ذلك من قوة إضافية ضرورية لدفعها، يجب تأمينها من خلال زيادة قوة محرك الدبابة، وإلا حولت زيادة ثقل الدرع بدون هذا الحساب إلى مجرد حصن ثابت قادر ربما على حماية الجنود من كل أنواع القذائف، ولكنه عاجز عن التحرك من مكانه، فهو مجرد موقع دفاعي لا أكثر.


• خلية عاملة لا خلية نائمة:

ومن هذا المنظار يمكننا النظر إلى أي عنصر من عناصر العمل الجهادي، فإن وظيفته الأساسية هي تحقيق الهدف المطلوب منه، وما السعي إلى تأمينه -من المنظور العملي- إلا لكي يستمر في أداء وظيفته، بالإضافة إلى كونه متعلقا بنفوس مسلمة وأموال للمسلمين يجب حفظها، وأما أن تؤدي زيادة إجراءات التأمين إلى تقييد قدرة العنصر على الحركة لإنجاز المطلوب منه، فإن هذه الإجراءات تتحول إلى أداة تعطيل للعمل الجهادي، بدل أن تكون أداة تسهيل له، من خلال حمايته مما قد يؤثر على نجاحه واستمراريته وقدرته على النمو.

ومن المعروف أن الجهاد كله قائم على تعريض النفس والمال للخطر، بالإضافة إلى ما يتطلبه من الجهد والمشقة الكبيرَين اللذَين لا يقوى عليهما إلا أولو العزم من المؤمنين المستعدّين لبذل ذلك كله في سبيل مرضاة ربهم، ولذلك كله جعل الله -تعالى- الجهاد ذروة سنام الإسلام، وفضَّل المجاهدين على القاعدين من المؤمنين، واختص من يُقتل منهم بمرتبة تأتي بعد مرتبة النبوة والصديقيّة، وهي الشهادة، وقد قال ابن القيم: "من تعبد ‏الله بمراغمة عدوه، فقد أخذ من ‏الصديقية بسهم وافر"، فقد يجمع المجاهد المرتبتين اللتين تليان مرتبة النبوة.

وبالتالي فإن من يراغم أعداءه الكافرين فلا بد أن يعرف يقينا أنه أصبح هدفا لهم، يستهدفونه ليثبطوه عن قتالهم، فإن أبى إلا طاعة ربه ومضى في جهاده أصبح هدفا للقتل أو الأسر أو الكسر أو البتر، وذلك لإخراجه من ساحة المعركة بينهم وبين أولياء الرحمن، أو للاستفادة منه في الإضرار بصف المجاهدين عن طريق تحصيل ما لديه من معلومات عنهم، أو حتى العمل على تجنيده بالترغيب أو الترهيب ليكون عنصر اختراق لصفوف المسلمين يعين المشركين عليهم.

ولهذا فإنه يجب على المجاهد في سبيل الله أن يضع نصب عينيه واجبَين أساسيَّين ينبغي عليه أداؤهما بشكل متزامن، أولاهما تحقيق أهداف الجهاد، وثانيهما تأمين صف المجاهدين من كل خطر قد يتعرض له، ومن ذلك تأمين نفسه، والمعلومات والموارد التي بحوزته، وإخوانه المرتبطين به، والعمل الذي يقوم عليه، فهذا مطلوب منه بالدرجة الأولى، فضلا عما يشمله من الواجبات التي تعم كل المجاهدين، بل وكل المسلمين أحيانا.

وإن كان تأمينه متعلقا بقيامه ببعض الإجراءات، فإن القيام بها يكون واجبا عليه، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولكن كما قلنا سابقا، فإن هذا الواجب الثانوي يجب أن لا يطغى على الجانب الأساسي المتمثل بنجاح العمل الجهادي في أداء وظائفه، أما أن تؤدي مساعي المجاهد إلى تأمين نفسه وعمله إلى قعوده عن الجهاد في سبيل الله، أو تعطيل الجهاد، فإن هذا فتنة وضلال، وإلا فما يعيق أكثر المسلمين اليوم من الجهاد إلا حرصهم على تأمين أنفسهم ومنافعهم من الأخطار الملازمة للجهاد في سبيل الله، إذ لا يمكن أن نعتبر تأمين هؤلاء القاعدين لأنفسهم نجاحا وفلاحا، بل هو فشل وخيبة لهم في الدنيا والآخرة، لأنه عطلهم عن القيام بواجب مفروض عليهم، يترتب على تركه عذاب في الآخرة، وذل وتسلط للكافرين عليهم في الدنيا.وهذا الفخ قد وقع فيه -للأسف- بعض من يحسنون الظن بأنفسهم، ممن استهواهم الشيطان ولبَّس عليهم، فصاروا يحسبون أي تحرك للجهاد في سبيل الله رعونة وتهورا وإهلاكا للنفس، ويسمُّون قعودهم عن الجهاد وتقاعسهم عن واجباتهم حكمة وحرصا، في الوقت الذي يسمِّي نفسه "خلية نائمة" للمجاهدين، وربما صدق في هذه فهو نائم حقا، وربما لن يستيقظ أبدا إلا أن يتغمده الله برحمته.

وبالتالي يجب على كل مجاهد في سبيل الله أن يعتبر نفسه "خلية عاملة" في جسد المجاهدين، فإن تطلب الأمر تحول إلى "خلية كامنة"، لا أن يكون "خلية نائمة" لا فائدة منها، بل هي حمل زائد على المجاهدين أحيانا تستهلك مواردهم دون تقديم فائدة مضافة إليهم.

• خلية آمنة لا خلية خطرة:

ومن كل ما سبق يمكننا اعتبار كل عنصر من عناصر العمل الجهادي، سواء كان فردا أو كيانا أو نوعا من التجهيزات والمعدات، بمثابة آلية لها وظيفة في المعركة، يجب الموازنة في تصميمها بين قدرتها على الحركة وأداء الوظيفة المطلوبة منها، وبين تكاليف تأمينها الضرورية للحفاظ عليها لتتمكن من أداء تلك الوظيفة.

وكلما كانت هذه الآلية معرضة لخطر أكبر أثناء أدائها لوظيفتها، تطلب الأمر تدريعها بشكل أفضل، وبذلك يتنوع التأثير على قدرتها على الحركة، أو أداء الوظائف المطلوبة منها، وبهذا يوازن القائد بين احتياجه إلى آلية سريعة الحركة مريحة للراكبين، ولكنها ضعيفة الحماية، وبين أن يزيد وسائل الحماية فيها، مع التضحية ببعض الإمكانيات الأخرى كالسرعة والراحة مثلا.

وهكذا نجد المشكلة المتعلقة باستثقال كثير من المجاهدين الحريصين على إنجاز أعمالهم بسرعة للإجراءات الأمنية، فهم يرونها معيقا لهم، تبطئ وتيرة العمل، وتحمله تكاليف إضافية يبخلون بها أحيانا، وتقصر مواردهم عن تأمينها في أحيان أخرى، ولذلك يتهاونون في هذا الجانب، ظانين أن ذلك من التوكل على الله، وهم واقعون غالبا في معصية أمرائهم، وتعريض أنفسهم وإخوانهم وعملهم للخطر، بسبب تهاونهم في الأخذ بأسباب الأمن.

ولا شك أنه كلما قلت تكاليف العمل الجهادي وتحسنت سرعة إنجازه فهذا أفضل، ولكن بدون أن يؤدي التركيز على هذا الجانب إلى إهمال سلامة العمل ككل، وتعريضه للفشل التام، بالتغافل عن المخاطر التي قد يتعرض لها، بتهديد العناصر التي تحقق أهدافه بمجموعها، إذ يمكن أن يؤدي تمكن العدو من تدمير أو تحييد أي من عناصره إلى تعطيل العمل الجهادي، بل وتدميره كليا إلى درجة تمنع من استعادة زخمه إلا بتكاليف عالية تفوق بكثير التكاليف التي كان يمكن بذلها على تأمينه.

فإذاً لا يكفي أن يكون المجاهد "خلية عاملة" في الجسد الجهادي، وإنما ينبغي أن يحصن نفسه ليكون "خلية عاملة آمنة"، يصعب على العدو تدميرها، أو النفاذ من خلالها إلى هذا الجسد، أو حتى تحويلها إلى خلية سرطانية مدمِّرة للجسد كله من داخله.

• اتقوا الله ما استطعتم:

فهذه الموازنة بين ضرورة العمل لإنجاز المطلوب، وضرورة حماية العمل والقائمين عليه من الأخطار المصاحبة لأعمالهم، هي من أهم الأسس التي ينبغي مراعاتها في وضع الإجراءات الأمنية، وتنفيذها، والأمر بالالتزام بها من قبل الأمراء والجنود على حد سواء.

ورأس الأمر -ولا شك- هو تقوى الله عز وجل، ومفتاحه قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُم} [التغابن: 16]، فالمجاهد يبذل أقصى ما يستطيع من جهد في إنجاز عمله، كما يتخذ أقصى ما بيده من إجراءات أمنية، ولا يفرط في كلا الأمرين بشيء، وفي النهاية يضع دائما في حسبانه قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]، فكل ما في وسعه من الواجبات هو مكلف به، عاص لله بتركه، مستحق للوم والعقوبة، ومن قصَّر فليتب إلى الله تعالى، وليصلح عمله، ويسأل الله الإعانة على نجاح عمله، والوقاية من أذى أعدائه، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

الفتن والابتلاءات (2) الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه، وأمرهم بالاستمرار في عبادته حتى يلقوه، ...

الفتن والابتلاءات (2)

الحمد لله الذي خلق الخلق ليعبدوه، وأمرهم بالاستمرار في عبادته حتى يلقوه، له الحكمة البالغة في فتن السراء والضراء، التي يظهر بها إيمان المؤمنين ونفاق المنافقين، ويظهر الصادق من الكاذب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد: ك

فإن الله -تعالى- يحب من عباده أن يصبروا على طاعته في جميع الأحوال، وأن يوقنوا بأن كل ما يحكم الله به صادر عن حكمته البالغة وعلمه الذي أحاط بكل شيء، وأنه لا شيء يخرج عن قدرة الله عز وجل، ولا يكون صلاح أمر الناس في الدنيا والآخرة إلا باتباع شرعه وحكمه، وهذا ما يعلمه كل موقن. قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]، ومن تدبّر عَلِم أن اليقين إذا لم يصحبه صبر فإن صاحبه لا يثبت بل يتزعزع، نسأل الله أن يثبت قلوبنا على دينه.
حِكم الله في الابتلاء:

• التمحيص:

يعلم الله -تعالى- بكل شيء، ومن ذلك ما سيفعله الناس إذا ابتلوا بأنواع الابتلاءات، ولكنه لا يؤاخذهم إلا بعد حصول الأفعال منهم، قال تعالى: {فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: 3]، أي العلم الذي يتعلق به الثواب والعقاب، وإلا فهو -سبحانه- يعلم ما كان وما سيكون، فهذه إحدى حِكم الله من ابتلاء المؤمنين، ومن الحكم أيضاً أن يظهر إيمان المؤمن للناس فيرتفع قدره عندهم ويكون له القبول في الأرض، وأن يظهر نفاق المنافق فيعامله الناس بما يستحق كما في الحديث: (إِنّ الله إذا أحبّ عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحبّ فلانا فأحبّه، قال: فيحبّه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إِنّ الله يحبّ فلانا فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل عليه السلام، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إنّ الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض) [رواه البخاري ومسلم واللفظ له].

• خروج الخبَث:

ومن الحكم أيضاً أن يُخرج الله الخُبثاء من دار الإسلام، كما في حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن أعرابيا بايع النبي -صلى الله عليه وسلم- على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالها ثلاثا، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها، وينصع طيبها) [رواه البخاري ومسلم].

• لعلهم يتضرعون:

ومن حِكم الله -تعالى- من ابتلاء المؤمنين أن تخشع قلوبهم لله ويحاسبوا أنفسهم على التقصير في حق الله -تعالى- وحقوق عباده، ويلجؤوا إلى الله -تعالى- ويتضرعوا إليه ليرزقهم الصبر على البلاء ويكشفه عنهم، ويغفر لهم ذنوبهم ويثبتهم على الإيمان، قال تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ} [الأنعام: 42]، وقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} [النحل: 127].

• ثبات أولياء الله على الحق:

ومن يتأمل سير أنبياء الله ورسله -عليهم الصلاة والسلام- يجد الثبات على دين الله في أوضح صوره، وأنهم كانوا يتقلبون بين الشكر والصبر، فلم تغلب النعم شكرهم، ولم تغلب المصائب صبرهم، وأن هؤلاء المصطفين الأخيار قد بذلوا كل شيء في سبيل إرضاء الله تعالى، فلم يؤخرهم حب بلد نشؤوا فيه ولا تعلق بزوج أو ولد أو مال عن ابتغاء مرضاة الله تعالى، راضون مسلِّمون لأمر الله -عز وجل- وحكمته، يعلمون أن الله -تعالى- لا يريد بابتلائه لهم -بالسراء والضراء- إلا فلاحهم، يشكرون الله -تعالى- على توفيقه لهم للطاعة بمزيد من التقرب إليه والسعي في مرضاته، وعند نزول البلاء يكون همهم اتقاء سخط الله -تعالى- فيلجؤون إليه خوفاً وطمعاً.

أصابتهم محن وبلايا كثيرة فلم يتراجعوا عن حق دعوا إليه، ولم تتغير مواقفهم من الباطل وأهله، بل استمروا في طريق الدعوة إلى توحيد الله وتحكيم شريعته والجهاد في سبيل الله بكل ما أمكنهم من أنواع الجهاد، وأولها الجهاد بالحجة واللسان، ومجادلة الناس بالتي هي أحسن لتبيين الحق وكشف الباطل.• من الناس من يعبد الله على حرف:

وهناك صنف من الناس ليسوا على يقين من صحة الطريق الذي يسلكونه لطلب مرضاة الله، وزيَّن لهم هواهم مقياساً خاطئاً لمعرفة الحق من الباطل، فإن أقبلت عليهم الدنيا بمتاعها وزخرفها قالوا إذن طريقنا الذي سلكناه صحيح وحق، وإن أصابتهم الفتن التي أخبر الله -عز وجل- بأنها ستصيب لا محالة كل من يقول آمنا بالله وبنبيه -صلى الله عليه وسلم- وبدين الإسلام، {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2]، استغرب هؤلاء من هذه الفتن واستنكروا أن تصيبهم وقرروا ترك طريق الاستقامة على دين الله، قائلين: لا طاقة لنا بهذه المصائب، مدعين أن هذه المحن تدل على عدم صحة الطريق الذي يسلكونه، فينقلبون راجعين مدبرين، وقد أخبر -تعالى- عنهم بقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11]، فهؤلاء كما يصورهم لنا القرآن يقفون في مكان خطير، وميزانهم غير شرعي بل تلعب به أهواؤهم، ولا فرق في الحكم عليهم بالضلال والخسران بين من ضل منهم على علم أو من ضل على جهل، والمصيبة التي أصابتهم كانت كبيرة بحيث خسروا بها الدنيا، وبنكوصهم وتراجعهم عن دينهم خسروا الآخرة أيضاً، فأي خسارة أبين من هذه؟ نسأل الله العافية في الدين والدنيا والآخرة.

• مثل لمن ضل على علم:

رجل أنعم الله عليه بنعمة العلم بآيات الله، ولكنه فتن بفتنة عظيمة من فتن الدنيا، بحيث إنه صار على مفترق طرق إما أن يختار التمسك بآيات الله فيخسر ذلك العرض الدنيوي، وإما أن ينسلخ من دينه اتباعاً لهواه، فأخلد إلى الأرض وركن إلى الدنيا مؤثراً لشهواتها على ما أعد الله للمتقين، فضرب الله له مثلاً بالكلب يظل لاهثاً سواءً أطاردته أم تركته، قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 175 - 176]، فهذا رجل لم ينفعه علمه ولم يسعفه فهمه، بل أعمته شهوات الدنيا عن أن يطلب لنفسه المكانة الرفيعة عند ربه تعالى، وخطر هؤلاء الذين يضلون على علمٍ كبيرٌ، لأنهم يُضلون كثيراً من الناس وراءهم، إما بأن يدعوهم إلى الضلال الذي صاروا إليه، وإما أن يسنُّوا للناس سنة سيئة فيقتدي بهم أناس في ضلالهم، فيحمل ذلك العالم وزره وأوزار من أضلهم، وقد حذرنا الله –تعالى- من أنه لا يعذر من يتبع أئمة الضلال، وأنهم سيتبرأ بعضهم من بعض، ولا ينفعهم ذلك التبرؤ شيئاً، قال تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة: 166 - 167].
ولعلنا نقف وقفات أخرى مع الفتن والابتلاءات، نسأل الله العافية في ديننا ودنيانا، والحمد لله رب العالمين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من ...

قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين


قبل عقد من الزمان هزَّت المسلمين فاجعة قتل المشركين من الإيزيدية لفتاة مسلمة رجما، عدوانا عليها لتركها دين عبدة الشيطان واتباعها ملَّة عباد الرحمن، ورغم أن المجاهدين في حينها قد أعظموا النكاية في هذه الطائفة الكافرة، عذابا لهم على شركهم، وانتصارا منهم، وشفاء لصدور المسلمين، فإنهم توعَّدوهم بالمزيد إن أمكنهم الله منهم، واستهزأ أولئك المشركون بالوعيد، وبالغوا في إيذاء المسلمين، باقين على شركهم، محتمين بأوليائهم الصليبيين وإخوانهم المرتدين، يظنون أنهم مانعتهم حصونهم وجبالهم من أمر الله العزيز الحكيم.

فما مرَّت سنوات قلائل إلا وأذلَّ الله أمريكا، فأخرجت جيشها من العراق يلعق جراحه، وكسر الله شوكة أتباعها وعملائها من الرافضة والصحوات وعلمانيي الأكراد، وجعل للمجاهدين الدولة من بعد الصولة، والتمكين من بعد النكاية، وقذف في قلوب أعدائهم الرعب، وفتح لهم البلاد بالتكبير، وسهل لهم في الأرض المسير، وما إن أُسقط على أيدي المئات منهم جيشُ الرافضة في الموصل، حتى أذن لمن هم أقل منهم عددا أن يفتحوا تلعفر ويتقدموا إلى عقر دار الإيزيدية المشركين في سنجار فيولي عنها مرتدو البيشمركة الدبر، ويجد الإيزيديون أنفسهم مواجهين للعذاب الذي توعدهم به المجاهدون قبل بضع سنين.

ومكَّن الله عباده الموحِّدين من الإيزيدية المشركين، وصدقوا الله فصدقهم، وأعانهم على إنفاذ وعيدهم في بضع سنين، فقتلوا رجالهم، وسبوا نساءهم وذراريهم، وغنموا ديارهم وأموالهم، كما منَّ الله على بعض أبنائهم أن تربَّوا في بيوت الموحِّدين، وبين صفوف المجاهدين، فتعلموا الدين وكفروا بآبائهم وتبرؤوا منهم، وما اشتهر من قصة فتح سنجار يغني عن المزيد.

وهكذا كان الحال أيضا مع الصحوات والرافضة، فقد أسكرتهم قوة أمريكا التي يخدمونها، ففعلوا بالمسلمين الأفاعيل، سجنا وتعذيبا وتقتيلا، واعتداءا على الدين والنفس والمال والعرض، وظنوا أنهم مانعتهم أمريكا من الله، حتى جعل الله لعباده الكرّة عليهم، فشرَّدوا بالصحوات، وارتكبوا المذابح في الرافضة، ولا تزال مشاهد مجاهدي صلاح الدين وهم يصبغون نهر دجلة بحمرة دماء المشركين في (سبايكر) عالقة في أذهان الرافضة، تذكرهم بأن المجاهدين قد جازوهم ببعض صنائع الشر التي فعلوها بحق المسلمين في ديالى وبغداد وحزامها وصلاح الدين وغيرها من مناطق أهل السنة.

لقد مرَّت على جنود الدولة الإسلامية فترات عصيبة بعد ظهور صحوات العراق، حتى بلغت قلوبهم الحناجر، وظنَّ بعضهم الظنون، واستبطأ آخرون نصر الله، وهم يرون أعداءهم يزدادون قوة وتمكينا في الأرض، ولا يرون قارعة من الله تحلُّ بهم جزاء لكفرهم، ولما يفعلونه بالمسلمين، كما أحسن أعداؤهم الظن بأنفسهم، وغرّتهم قوتهم، حتى صار قولهم في سرهم وعلنهم من أشد منا قوة اليوم، ونظروا إلى ما بأيديهم من عدة وعتاد، وتمكين وسلطان، فقالوا: ما نظن أن تبيد هذه أبدا.

فلما شاء الله -سبحانه- أنجز لكل من الحزبين وعده، فجاء نصر الله والفتح، ودخل الناس في دين الله أفواجا، وسبح المجاهدون بحمد ربهم واستغفروه، ومكَّنهم من رقاب أعدائهم، وأوطأهم ديارهم، وأنفلهم أموالهم، وملَّكهم سلطانهم، وجعل فيما حلَّ بأعدائه على أيدي أوليائه عبرة لكل معتبر، وزاجرا لكل منزجر، ولله الحمد من قبل ومن بعد.

وإننا اليوم ونحن في جوف المحنة والابتلاء الذي ابتلانا الله به سبحانه نؤمن -بفضل الله- أنه سينجز لنا ما وعدنا كما أنجزه لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وسينجز للمشركين ما وعدهم كما أنجزه لأسلافهم الذين سبقوهم إلى سقر، ولن يطول بنا زمان -بإذن الله- إلا ويفتح لنا مولانا من البلاد ما يذهلنا عن سابق فتحه وتمكينه لنا في الأرض، وينكي في أعدائه بأيدينا ما ينسيهم أهوال ما لقوه منا في سابق الأيام.

إن قصة تحقيق الله لوعيد عبيده الموحدين لأعدائهم في بضع سنين، كما حدث في فتح الموصل وسنجار والرمادي وغيرها، بعد أن كُذّبوا، واستضعفوا في الأرض، وظنَّ أعداؤهم أنهم هم الغالبون، يجب أن تبقى حاضرة في ذهن كل موحد مجاهد في سبيل الله، فيستمر في جهاده واثقا بموعود ربِّه، وكأنه يراه عين اليقين، كما يجب أن تبقى حاضرة في أذهان كل المشركين، فلا يفرحوا بصولة أو جولة، فإن للحق العاقبة والدولة، وحينها يفرح المؤمنون بنصر الله، ويخزي الله الذين أشركوا، والله أشد بأسا وأشد تنكيلا.

قال تعالى: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

وهم في غفلة معرضون الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه ...

وهم في غفلة معرضون


الغفلة هي البوابة الذي تعبر منها المعاصي إلى العباد، والمنفذ الذي تسلكه الأمراض إلى القلوب، والطريق الذي تستغله الشهوة للسيطرة على النفوس، فتصبح أقل إحساسا بالواقع والمصير، فلا يستفيق منها الإنسان إلا وقد سيطرت عليه الذنوب، وكبلته بحبالها وقيدته بسلاسلها.

وهي ليست فعلا يرتكبه المسلم، بل حالة يعيشها، تنشأ بالابتعاد عن الطاعة والذكر والمراقبة لله تعالى، ولا علاج لها إلا باليقظة، وأهم أسبابها: الصحبة الصالحة، وقراءة القرآن، وترطيب اللسان بذكر الله، آناء الليل وأطراف النهار، والصلاة على وقتها بخشوع وتدبُّر، والالتزام بأوامر الله والابتعاد عن نواهيه، والكف عن السعي خلف ملذات الدنيا والجري خلف شهواتها، والإكثار من السنن والنوافل والأعمال الصالحة.

ولا يتجرأ العبد على مخالفة مولاه، وارتكاب الذنوب والمعاصي والتعدي على حقوقه إلا وهو غافل عنه، ساهٍ لاهٍ.

وأشد مظاهر الغفلة نسيان الموت، رغم اقترابه، ونسيان لقاء الله رغم دنوِّہ، واللهوُ والإعراض عن آياته وأوامره، قال تعالى: {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ} [الأنبياء: 1 - 3].

وقال تعالى في علاج الغفلة: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205].
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: (من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات لم يُكتبْ من الغافلين، ومن قرأ في ليلة مائة آية كُتبَ من القانتين) [رواه ابن خزيمة في صحيحه، والحاكم].

وهي طريقٌ نهايته الحسرة والندامة، قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39]، عندها لا ينفع لوم ولا يقظة.

فانتبه أخي، لتكون من الناجين، واحذر لتكون من الفائزين، والزم ذكر الله والصحبة الصالحة، وتدبر آياته ولا تفتر عن ذكره.

يقول ابن القيم، رحمه الله: "إن مجالسَ الذكر مجالسُ الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالسُ الشياطين، فليتخيَّر العبد أعجبَهما إليه وأولاهما به".

وإن أحرى من يكون بعيدا عن الغفلة هو أنت أخي المجاهد، فطلب القتل مظانه، والتعرض له، يجعلك أبعد ما تكون عن الغفلة، فكيف لمن ينتظر لقاء الله ويتعرض له في كل لحظة وحين، أن يكون غافلا عن طاعته وعبادته ولقائه، فتذكر -أخي المجاهد- أنك قريب من مولاك، سريع اللقاء به، ولا تغفل عنه تكن من الفائزين.

فعن هانئ مولى عثمان -رضي الله عنه- قال: كان عثمان، إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته، فقيل له: تُذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي من هذا! فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه) [رواه الترمذي].


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 125
الخميس 12 رجب 1439 ه‍ـ
...المزيد

تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات ...

تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال

في الآونة الأخيرة تزاحمت تقارير مراكز الاستخبارات الصليبية المموهة، في التحذير من خطر تنامي نشاط الدولة الإسلامية في الصومال، وأنها توسعت وتمددت وعززت من قدراتها، وكالعادة فإنهم يعزون ذلك دوما - وفق نظرتهم الجاهلية - إلى الأسباب المادية البحتة والتي لا تخلو من: "زيادة الاضطرابات الإقليمية" و "وعورة التضاريس الجغرافية" و "تدفق الإيرادات المالية" إلى غيرها من التفسيرات الأرضية المادية، وينسون تماما الشطر الأهم من الرواية وهو أن الجهاد قدر الله تعالى وفريضة من فرائضه وشريعة من شرائعه التي لم تُنسخ ولم تُستبدل، بل هي ماضية باقية ما بقي الصراع بين الإسلام والكفر.

ينسون - الصليبيون والمرتدون - أن الجهاد في شريعة المسلمين ماض ولو تحداه كل طواغيت العرب والعجم، ولو سعت قوى الكفر لمنعه، وهي بالفعل تحاول ذلك منذ بزوغ فجر الإسلام وانطلاق جهاد الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، بقيادة النبي محمد ﷺ وصحابته العدول.

• افتتاحية النبأ العدد 476
• لقراءة الافتتاحية كاملة، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لمن يريد الخلافة وأقول لزعماء وقادة الفصائل والجماعات والأحزاب والفرق والتنظيمات، الذين يحاربون ...

لمن يريد الخلافة

وأقول لزعماء وقادة الفصائل والجماعات والأحزاب والفرق والتنظيمات، الذين يحاربون الخلافة، ويزعمون أنهم يعملون لإعادة الخلافة! لهؤلاء ومن وافقهم أقول: سنمضي بإذن الله في دربنا وإنها الخلافة، فإن أعجبكم؛ فتوبوا وأوبوا والتحقوا بركبها وانصروها فإنها الخلافة، أقمناها بحد السيف رغماً عن أمريكا وحلفائها مغالبة لطواغيت الأرض وحكامها، وإنا ماضون بأمر ربنا نعلي صرحها، ونعيد مجدها.

من كلمة صوتية للشيخ المجاهد أبي محمد العدناني الشامي - تقبله الله - { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ}


• للإستماع للكلمة الصوتية، تواصل - تيليغرام:
@wmc111at
...المزيد

لا إله إلا الله قول وعمل قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، رحمه الله: اعلم رحمك الله تعالى، أن لا ...

لا إله إلا الله قول وعمل

قال الشيخ محمد بن عبد الوهّاب، رحمه الله:
اعلم رحمك الله تعالى، أن لا إله إلا الله هي الكلمة العالية، والشريفة الغالية، من استمسك بها فقد سلم، ومن اعتصم بها فقد عُصم، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله، حرُم ماله ودمه، وحسابه على الله، عز وجل) [رواه مسلم عن طارق بن أشيم]، والحديث يفصح أن لا إله إلا الله، لها لفظ ومعنى.

ولكن الناس فيها ثلاث فرق: فرقة نطقوا بها وحقّقوها، وعلموا أن لها معنى وعملوا به، ولها نواقض فاجتنبوها. وفرقة: نطقوا بها في الظاهر، فزيّنوا ظواهرهم بالقول، واستبطنوا الكفر والشك. وفرقة: نطقوا بها ولم يعملوا بمعناها، وعملوا بنواقضها، فهؤلاء: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف: 104]؛ فالفرقة الأولى هي الناجية، وهم المؤمنون حقا، والثانية هم المنافقون، والثالثة هم المشركون.

فلا إله إلا الله حصن، ولكن نصبوا عليه منجنيق التكذيب، ورموه بحجارة التخريب، فدخل عليهم العدو، فسلبهم المعنى، وتركهم مع الصورة، وفي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبدانكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [رواه مسلم عن أبي هريرة]؛ سلبوا معنى لا إله إلا الله، فبقي معهم لقلقة باللسان، وقعقعة بالحروف، وهو ذِكر الحصن لا مع الحصن، فكما أن ذِكر النار لا يحرق، وذِكر الماء لا يغرق، وذِكر الخبز لا يشبع، وذِكر السيف لا يقطع، فكذلك ذِكر الحصن لا يمنع؛ فإن القول قشر، والمعنى لب، والقول صدف، والمعنى در، ماذا يُصنع بالقشر مع فقدان اللب؟ وماذا يُصنع بالصدف مع فقدان الجوهر؟
لا إله إلا الله مع معناها، بمنزلة الروح من الجسد، لا يُنتفع بالجسد دون الروح، فكذلك لا يُنتفع بهذه الكلمة دون معناها؛ فعالم الفضل أخذوا بهذه الكلمة بصورتها ومعناها، فزينوا بصورتها ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالمعنى، وبرزت لهم شهادة القدم بالتصديق، {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران: 18].

وعالم العدل [أي الشرك]: أخذوا هذه الكلمة بصورتها دون معناها، فزيّنوا ظواهرهم بالقول، وبواطنهم بالكفر، بالاعتقاد فيمن لا يضر ولا ينفع؛ فقلوبهم مسودة مظلمة، لم يجعل الله لهم فرقانا يُفرّقون به بين الحق والباطل، ويوم القيامة يبقون في ظلمة كفرهم، {ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} [البقرة: 17].

فمن قال: لا إله إلا الله، وهو عابد لهواه ودرهمه وديناره ودنياه، ماذا يكون جوابه يوم القيامة لمولاه؟ {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية: 23]، (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أُعطي رضي، وإن لم يعط سخط، تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش) [رواه البخاري عن أبي هريرة].

إذا قلت: لا إله إلا الله، فإن كان مسكنها منك اللسان لا ثمرة لها في القلب، فأنت منافق، وإن كان مسكنها منك القلب [مع التزام الجوارح بها]، فأنت مؤمن، وإياك أن تكون مؤمنا بلسانك دون قلبك، فتنادي عليك هذه الكلمة في عرصات القيامة: «إلهي صحبته كذا وكذا سنة، فما اعترف بحقي، ولا رعى لي حرمتي حق رعايتي!» فإن هذه الكلمة تشهد لك، أو عليك.

فعالم الفضل تشهد لهم بالاحترام، حتى تدخلهم الجنة؛ وعالم العدل [أي الشرك] تشهد لهم بالإجرام، حتى تدخلهم النار، {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [الشورى: 7].

لا إله إلا الله شجرة السعادة، إن غرستها في منبت التصديق، وسقيتها من ماء الإخلاص، ورعيتها بالعمل الصالح، رسخت عروقها، وثبت ساقها، واخضرت أوراقها، وأينعت ثمارها، وتضاعف أكلها، {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25].
وإن غُرست هذه الشجرة في منبت التكذيب والشقاق، وأسقيتها بماء الرياء والنفاق، وتعاهدتها بالأعمال السيئة والأقوال القبيحة، وطفح عليها غدير الغدر ولفحها هجير هجر، تناثرت ثمارها، وتساقطت أوراقها، وانقشع ساقها، وتقطعت عروقها، وهبّت عليها عواصف القذر، ومزقتها كل ممزق، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان: 23].

فإذا تحقق المسلم هذا، فلا بد معه من تمام بقية أركان الإسلام، كما في الحديث الصحيح: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت الحرام) من استطاع إليه سبيلا [رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر]، {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
انتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 65
الخميس 27 ربيع الثاني 1438 ه‍ـ
...المزيد

نهاية صحوات الشام لا تزال الطوائف المرتدة الممتنعة عن تحكيم شرع الله -تعالى- تنحدر أكثر في مهاوي ...

نهاية صحوات الشام

لا تزال الطوائف المرتدة الممتنعة عن تحكيم شرع الله -تعالى- تنحدر أكثر في مهاوي الردة طمعاً في نيل بعض المناصب، أو السيطرة على أرض توشك أن تضيع من أيديهم، وخصوصا إن كانوا من أولئك الذين يتصالحون مع "حكومات ما بعد الثورة"، ويحترمون "شركاء الوطن"، فيسالمون العلمانيين ودعاة الديموقراطية والحكومات "المدنية"، ويسمحون لهم بأن يحكموا بشريعة الطاغوت، ويضعونهم واجهة لهم للبقاء خلف ظهورهم خوفا من بطش الصليبيين.

لقد اعتاد هؤلاء المنتكسون أن يضربوا خباء ذلهم وسط هؤلاء النتنى من العلمانيين والديمقراطيين كما فعلوا من قبل في اليمن وليبيا ومالي، فتركوا الحكم لإدارات "مدنية" تَتَّبع شريعة الطاغوت، فكانوا أنصارا لشريعة الطاغوت لا لشريعة ربهم الذي خلقهم، وهكذا هم قد ارتقوا على دماء المغفلين من أتباعهم المرتدين، ثم ما طار طائرهم حتى وقع تحت أقدام أرباب الإدارات "المدنية" الكفرية التي تحكم بغير ما أنزل الله، قال الله تعالى: }إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ * فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ{ ]محمد: 25 - 28[.

إن هؤلاء هم أهل النفاق الذين يتظاهرون بالإسلام وإرادة تحكيم الشريعة، في الوقت الذي يقولون فيه للمرتدين المنسلخين عن دينهم بالكلية سنطيعكم في بعض أمركم الذي أنتم عليه، والله -تعالى- يعلم ما هم عليه من معصيته ومعصية رسوله، صلى الله عليه وسلم، وهو ما ظهر علانية، حيث قبل المرتدون من صحوات الردة بحكومة "مدنية"، وأسلموها زمام الأمور، وزعموا أنها مستقله عنهم، في الوقت الذي يعلمون فيه أنه لا بقاء لهذه الواجهة الشكلية من بقاء من دون دعمهم وحمايتهم لها ساعة من نهار، فيكونون بذلك حماة لكل الكفر الذي ستقوم به، ولكل المنكرات التي ستأمر بها وتشيعها في البلاد.

ورغم أن تقديم هذه الحكومة، والتعهد بحمايتها وإنفاذ أحكامها، هدفه الأساس الحصول على المزيد من الرضا من الدول الكافرة، وإقناعهم بأن فصائل الصحوات بكل أطيافها مطيعة للمشركين في الأمر كله، أو في كثير منه على الأقل، وهو ما تبدي الدول الصليبية الكافرة بعض الرضا عنه، في الوقت الذي تطلب فيه المزيد من الإثباتات من المرتدين على ولائهم لأعداء الله، وبرائتهم من دينه، وذلك إلى حين تأمين البدائل الأشد كفرا وعداءً للإسلام وأهله.

وهذا الحال هو الذي صارت إليه صحوات الردة في العراق من قبل، ممن كان يدعي السعي لتحكيم الشريعة، فإذا بهم يعززون شريعة الطاغوت ويذوبون في كيانه، وهذه صحوات الشام قد سارت على نهج من سلفهم من صحوات العراق، ليذوبوا في الكيانات الديموقراطية المرتدة، ويحسبوا أنهم أذكياء يستطيعون المطاولة والبقاء.

وعن هذا تكلم الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني -تقبله الله- محذرا إياهم قائلا: "ولئن تظنوا أنكم أدهى من شياطين أمريكا وأذكى من مخابرات الشرق والغرب، فاعتبروا بأشياعكم في العراق، وقد كانوا أدهى منكم وأشد بأساً، لقد جربوا مشروعكم الفاشل، وسلكوا طريقكم المسدود، ولقد دعمهم آل سلول وغيرهم من حكومات الخليج أكثر مما يدعمونكم، وبكل ما أوتوا من مال وإعلام وفتاوى، فأين آل مصيرهم؟ وكيف أضحت جماعاتهم وفصائلهم؟ لقد تشتتت وتبددت".

هذا هو حصاد من سلك سبيل المجرمين، وحاد عن الصراط المستقيم، واتبع خطوات الشياطين، أما حصاد الموحدين في دولة الإسلام فإنه يزداد وينمو كلما هبت رياح الابتلاءات، ويقوى بنيانه بعد ضعف ويشتد بعد لين، لأن أساسه كلمة التوحيد، وهو الأصل الثابت الذي لا يزول ما بُني عليه، ليس كمن بنى بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم، والله لا يهدي القوم الظالمين.


* المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 105
الخميس 20 صفر 1439 ه‍ـ
...المزيد

أحلام الجولاني المفتون بالحكم في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع ...

أحلام الجولاني المفتون بالحكم

في الوقت الراهن تتجاذب دوائر صنع القرار اليهودي طريقتين للتعامل مع المشهد السوري الجديد، الطريقة الأولى تتمثل في حسم الملف أمنيا وعسكريا، وعدم الوثوق بالنظام الجديد مهما قدّم من قرابين وعرابين، ومهما التزم بآداب حسن الجوار أسوة بنظيره الأردني والمصري وهلم جرا.

بينما الطريقة الثانية وتؤيدها مراكز أبحاث "الأمن القومي اليهودي" تتمثل في التعامل مع النظام السوري الجديد كحليف محتمل مستقبلا، أسوة بسلفه "الأسد" الذي كان يرفع شعار "المقاومة" في الهواء وعلى الأرض يلتزم التزاما حديديا بحماية الحدود اليهودية! مع فارق أن الطاغوت الجديد لا يرفع أي شعارات سوى "السلام".

لكن تبقى النزعة الأمنية اليهودية حتى الآن متغلبة على غيرها في التعامل مع المشهد السوري، وهو ما يصطدم بالأحلام الجولانية الواعدة لمد جسور السلام والوئام مع العدو التقليدي للمسلمين تشبُّثا بالحكم وليس ثمة شيء آخر.

فالسلوك الرسمي للنظام السوري الجديد بدا واضحا منذ الأيام الأولى لتسلُّمه الحكم، وكان حاسما لا يقبل المواربة بأن "سوريا الجديدة" لن تشكل خطرا على اليهود! ولن تسمح لأحد بذلك! وهذا شيء متوقع ليس في الفترة الانتقالية فحسب، بل حتى لو حكم الجولاني مئة عام فلن يسعى لإغضاب الجار اليهودي!، فالرجل المفتون بالحكم طلّق دينه ثلاثا من أجل هذه "اللحظة التاريخية!" أتراه يغامر باللعب في الملف الأخطر على الإطلاق وهو الأمن اليهودي؟!

افتتاحية النبأ "الجولاني بين جدارين" 488
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC11AR
...المزيد

رسوب طالبان في اختبار التوحيد ومن جملة إخفاقات الإمارة في ترقيع حربها على التوحيد، أنها جمعته في ...

رسوب طالبان في اختبار التوحيد

ومن جملة إخفاقات الإمارة في ترقيع حربها على التوحيد، أنها جمعته في سياق واحد مع اعتراضها على إعلان "المحكمة الجنائية" فرض عقوبات بحق بعض قادتها، واستجدائها رفع "القيود السياسية المفروضة على حكومتها"، فهل هذا خطابُ كافرٍ بالمحكمة الدولية أم خاضع لها معتدٍّ بها متأثرٍ بتقييماتها؟! إنّ هذا نموذج واحد فقط لرسوب طالبان في اختبار التوحيد العملي بعيدا عن خدعة "الحواشي والزيادات" فمشكلتها مع "الأصل" لا الحاشية!


• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 482
" في الأصل لا الحاشية!"
...المزيد

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا ...

الجامية؛ أنصار طواغيت الشرق والغرب


يظن البعض أن المذهب الجامي والمدخلي محصور في المنسوبين زورا وبهتانا للسلف ونصرتهم لطواغيت العرب.

فهل تعلم أن هنالك جامية "سلفية" في إيران يدعون للسمع والطاعة لخامنئي، وفي العراق يدعون للسمع والطاعة لرؤساء الرافضة المتعاقبين في بغداد، وفي أمريكا يدعون للسمع والطاعة لبوش ومن أتى بعده!!!

وهنالك جامية على المذهب الصوفي والإخواني، ففي روسيا الصوفية يدعون للسمع والطاعة لبوتين، وفي الصين يدعون للسمع والطاعة للرئيس الشيوعي، وفي بريطانيا وعدة دول يدعو الإخوان المرتدون للسمع والطاعة للدول التي هم فيها!!

وهنالك الجامية القواعدجية التي تدعو للسمع والطاعة لحركة طالبان الوطنية التي طردتهم لاحقا!

وهنالك الجامية الهتشية التي تدعو للسمع والطاعة لطاغوت سوريا الجديد! ومن سماتهم؛ ما رآه الطاغوت حسنًا ولو كان كفرًا زيَّنوه، ولو حرَّم الطاغوت شعيرة إسلامية أجازوه.
...المزيد

لن تجدوا الأمان عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق حملاتها ...

لن تجدوا الأمان


عقدان أو يزيد لم توقف فيهما الحكومات الرافضية المتعاقبة على العراق حملاتها بحثا عن الأمن المفقود، بينما يعيش مبدِّدو أمنها فصولا متتابعة من الجهاد والعطاء، لم يكلّوا ولم يملّوا رغم طول الطريق وشدة الخذلان وكثرة المناوئين وثقل المحنة التي ناءت بحملها الجبال، وحملها أولئك الأبطال الذين هضمت الأمة حقهم وتواصى الجميع بحربهم.

ونحسب أنهم كانوا قطب الرحى في إشعال جذوة الجهاد الأصيل الذي غيّر وجه المنطقة وغزا العالم، ودشّن عصرا جديدا من المراغمة والمفاصلة، بعد أن كاد الجهاد يضيع بين مشاريع الضرار الإخوانية والمتأخونة التي أرادوها بديلا لمشروع الدولة الإسلامية والخلافة على منهاج النبوة.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [508]
"عراق المراغمة"
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً