الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515 الافتتاحية: اقعدوا مع القاعدين! من عجائب أقدار الله ...

الدولة الإسلامية - صحيفة النبأ العدد 515

الافتتاحية:
اقعدوا مع القاعدين!

من عجائب أقدار الله النافذة وحكمته البالغة المشاهَدة، شدّة التضاد وحدّة التباعد بين سبيل المجاهدين وسبيل المنافقين، فالنفاق عدو الجهاد دوما، وهما خصمان لا يجتمعان أبدا، ومساران لا يتقاطعان مطلقا.

وهذا الواقع لا تكاد تخطئه العين في ساحات الجهاد، فنفور المنافقين من طريق الجهاد لا يكافئه مقدارا ويخالفه مسارا، سوى نفور المجاهدين من النفاق، فلكل فعل ردّ فعل؛ مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، كما يقول أرباب التفسيرات الفيزيائية.

والقاعد عن الجهاد المتخلّف عنه بغير عذر معتبر، تدركه لمّة من النفاق لا محالة! لقوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي أخرجه مسلم: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ)، قال النووي في شرحه: "والمراد: أنّ من فعل هذا، فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف، فإنّ ترك الجهاد أحد شعب النفاق". أهـ.

ولشدّة وضوح معالم التباعد بين النفاق والجهاد؛ فإنها تبرز مبكرا حتى قبل أن تبدأ مراحله أو تنطلق قافلته! فقد جعل سبحانه إعداد العدة والأهبة للجهاد؛ دليلا على صدق نيّة طالبه ومريده، وبمفهوم المخالفة، فالقاعد البليد المتثاقل عن الإعداد المتقاعس عن أولى خطوات الجهاد؛ كاذب في سعيه ودعواه وإنْ أفنى عمره يدّعي محبته ووصله، والدليل قوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}. قال القرطبي: "أي: لو أرادوا الجهاد لتأهبوا أهبة السفر، فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلّف". أهـ.

ومن تلبيس إبليس على الناس في هذه الآية، إيهامهم أنها خاصة نزلت في أعيان من المنافقين المتخلّفين عن غزوة تبوك، وأنها مقتصرة عليهم لا تطال غيرهم، وكأنها قصة فردية انتهت بانتهاء زمانها وموت أشخاصها، متناسين أنها قصة تتكرر في واقعنا كل يوم، بل هي آفة عصرنا وبلية زماننا، وقد استفحلت حتى عمّت وطمّت، فتكاثرت جيوش المنافقين وقلت طائفة المجاهدين.

وقد تضمنت الآية السابقة ردودا على أولئك الذين يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم؛ من إرادة الخروج للجهاد دون الإعداد له، فلو كانوا صادقين في دعواهم وإرادتهم إيّاه؛ لتأهّبوا له وبذلوا جهدهم واستفرغوا وسعهم في التهيؤ له وأخذ عدته، ولكنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك! فكيف يبغي الجهاد من لا يتأهب له؟! أرأيت لو أن أحدهم همَّ بسفر إلى بلاد أخرى، هل يخرج إليها بغير راحلة ولا زاد؟ وكذلك الجهاد لا يقصده ويحمل رايته إلا من أخذ له أهبته ومهّد له بين يديه، وهذا معلوم شرعا وعقلا ولذا قال: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً}.

ثم يخبرنا سبحانه في تمام الآية بالحقيقة المرعبة في قوله: {وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني كره الله خروجهم للجهاد لما علمه من فساد أحوالهم، قال الإمام الطبري: "فثقَّل عليهم الخروجَ حتى استخفُّوا القعودَ في منازلهم، واستثقلوا السفر والخروج". أهـ.

أفما تخشى أيها القاعد عن الجهاد المتخلّف عن ميادين الإعداد، أن تكون ممن كره الله انبعاثهم وخروجهم؛ فثبطهم وثقّلهم؟! وكفى بقوله: (فَثَبَّطَهُمْ) زاجرا يقرع سمع المؤمن كقرع الحديد، بل كفى بالآية كلها أن تخلع فؤاده وهو يرى أنها نزلت في المنافقين، وقد نزل منازلهم وقعد مقاعدهم؛ بتخلُّفه عن الإعداد وتقاعسه عن أهبة الجهاد.

أما من كان صادقا في طلب الجهاد تجده يتهم نفسه ولا يعذرها، ويبذل كل الأسباب الموصلة إلى ساحات الجهاد، فلا يُبقِ بابا إليها إلا طرقه، ولا يدع مدخلا إليها إلا ولجه، ولم يتعذر بأعذار القاعدين، فلم يتعلل بزوج أو بنين، ولم يأسره شوق ولا حنين، بل خشي على نفسه سبيل المنافقين، فانطلق يشق طريقه نحو البراءة من شعابهم والخلاص من شرنقتهم، منتصرا على نفسه الأمارة قائدا لها لا مقودا، متجاهلا الشيطان ووساوسه، متجاوزا جميع عوائقه، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه، فقعد له بطريق الإسلام.. ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك.. ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس والمال، فتقاتل فتُقتل فتُنكح المرأة ويُقسم المال.. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز وجل أن يدخله الجنة) [أحمد].والمتأمل في أحوال القاعدين المتخلّفين عن الإعداد والجهاد، يجد أعذارهم وقيودهم التي تشدهم إلى الأرض وتمنعهم من الخروج للجهاد، كلها لا تخرج عما ذكره الحديث النبوي السابق من الإخلاد لمسقط الرأس الذي سقط بسببه الكثيرون، وحب الدنيا وكراهية الموت، والتعلق بالزوج والولد، فاعلم أنّ ها هنا تتمايز النفوس وتتفاضل الشخوص، وتبرز معادن الرجال ويتغربل الأبطال، فهذا نافر ناج بفضل مولاه، وذلك قاعد محجوب قيّدته سريرته وأقعدته خطاياه.

وفي ذلك قال المجاهد المجرِّب ابن النحاس في المشارع: "هل سبب إحجامك عن القتال، واقتحامك معارك الأبطال، وبخلك في سبيل الله بالنفس والمال؛ إلا طول أمل، أو خوف هجوم أجل، أو فراق محبوب من أهل ومال، أو أخ لك شقيق، أو قريب عليك شفيق، أو ولي كريم، أو صديق حميم، أو حب زوجة ذات حسن وجمال، أو جاه منيع، أو منصب رفيع، أو قصر مشيد، أو ظل مديد، أو ملبس بهي، أو مأكل هني؟! ليس غير هذا يقعدك عن الجهاد". أهـ.

أيها القاعد المتخلّف عن الجهاد، خف على نفسك أن يكون قد كره الله انبعاثك؛ فحرمك بلوغ ساحات الجهاد، بما اقترفته يداك من سوء نية أو فساد طوية أو تقديم فانية على باقية؛ ثم يقال لك توبيخا وتقريعا كما قيل للمتخلّفين عن الجهاد قبلك: {وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}، يعني اقعدوا مع "المرضى والزمنى، والنساء والصبيان!"، فأي تقريع يفوق هذا؟! وأي نفس أبية ترضى بهذا المقعد؟! الذي تأباه -والله- بعض الحرائر اليوم، ممن يتحرقن لحمل السلاح والمشاركة في الجهاد، بينما يتسابق أشباه الرجال إلى القعود والتدثر في الخدور! في زمان انقلاب المعايير وانتكاس الفطر.

إننا نجد الباحث عن الجهاد بصدق، متأهبا مستنفرا يسابق الريح نحو ساحاته وميادينه، فإن وصل أرض الجهاد ولم يُتح له مباشرة القتال، تجده مكثّرا سواد المؤمنين، مرابطا حارسا ثغور المسلمين، فرِحا بذلك مبتهجا لا يرتاح جسده على فراشه كما يرتاح في ثغره ومرابطته، حتى إذا نادى المنادي حي على الجهاد طار قلبه قبل بدنه وانطلق لا يلوي على شيء قاصدا مرضاة ربه، باذلا له روحه ومهجته، فهل يستوي حال هذا ومن قيل لهم: {اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}؟! شتان شتان.

فيا طالب الجهاد بحق، ومبتغي مرضاة ربك بصدق، إنّ أمارة صدقك في طلبك ومبتغاك؛ أن تعدّ له عدته وتأخذ له أهبته، فإنْ تأخَّر نفيرك، لم يتوقف إعدادك فتلك عبادة بحد ذاتها، فأعدّ نفسك إيمانيا وشرعيا وبدنيا وأمنيا، فأنت في جهاد ما دمت في الإعداد، ثم اعلم أنّ إخلاص النوايا وإصلاح الطوايا، والصدق مع الله تعالى، هي بريد الوصول إلى أرض الجهاد، وهي أول الإعداد وأوسطه وآخره، وهي ملاكه كله، وهي التي عليها العهدة.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 515
السنة السابعة عشرة - الخميس 10 ربيع الآخر 1447 هـ
...المزيد

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة ...

أعذار المنافقين في التهرب من الجهاد


الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، وبعد..

فإن عبادة الجهاد من أعظم العبادات التي رغّب فيها الشرع وحثّ عليها وبيّن وفصّل في ثواب أهلها أعظم التفصيل وأوضح التبيين، جاء في الأثر "كتب الله على المؤمنين القتال فكرهته النفوس وثقل عليها فبيّن الله من ثوابِ أهلها وما أعدّہ اللهُ لهم من الكرامات، حتى اشتاقت إليه النفوس ولم تعدل به عبادة من العبادات".

وقد عدّ بعضُ العلماء الجهادَ من أركان الدين، كما جاء عن أبي عبد الله الحليمي "رحمه الله"قال: "اعلم أن سبب قيام الدين واتساع أهله للعبادة هو الجهاد، وما كان كذلك كان حريًا أن يكون من أركان الدين وأن يكون أهله من الاهتمام به في أقصى الغايات (بالمعنى) ولما كان المانع من الجهاد قويًا؛ ففي القتال إزهاق الأنفس والأرواح وإتلاف الأموال ومفارقة الأهل والعيال، كثرت عليه الشبهات والتلبيسات والأعذار التي يطلقها أهل النفاق من رضوا بالقعود مع النساء سبيلاً وآثروا منهجَ السلامة على سلامة المنهج".

وفي هذه الأسطر نعرّج على شيء من شبهات المنافقين الذين يحاولون بها حرف الجهاد عن معناه الذي أراده الله من كونه القتال لتكون كلمة الله هي العليا إلى مصطلحات أتوا بها من عند أنفسهم ما أنزل الله بها من سلطان، كجهاد التنمية! أو جهاد الديمقراطية أو الدفاع عن الوطن وغيرها من المصطلحات والمفردات الغريبة عن شرع الله والتي لم يستضئ أصحابها بنور من الله.


والناظر إلى شبهات أهل القعود يرى أنها لا تخرج عن نوعين:

الأول: شبهات قادحة في مشروعية الجهاد.
الثاني: عوارض وأعذار يتعلل بها القاعدون.

والنوع الأول يكثر في من غلب عليه النفاق المنهجي العقدي، فلم ينقدْ أصلا لشرع الله ولم يسلّم لأوامره كالعلمانيين والإخوان المرتدين والليبراليين وغيرهم.

أما النوع الثاني من الشبهات فتكثر فيمن غلب عليه النفاق الطبعِي كالجبن والشح.

ومن النوع الأول:
الشبهة الأولى: قولهم: إنّ الجهاد الذي بمعنى القتال قد انتهت أيامه ونحن الآن في عصر اختلف فيه الجهاد، فنحن في جهاد التنمية والعلم ولا حاجة لنا للقتال.
وقولهم هذا على ركته وضعفه مصادم مصادمة واضحة للشرع والعقل والفطرة.

فأما مصادمته للشرع فلأن الله سنَّ سنّة لا تتخلف وهي: سنة التدافع بين الحق والباطل وأنّ الأرض لا تصلح إلا بهذا التدافع والصراع، قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا...} [الحج:40]
وقال جلّ شأنه: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ...} [البقرة:251]
وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار وصيالهم على الدّين والعرض لا يدفع إلّا بالقتال ولو كان فرديًّا قال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا} [النساء:84]، قال ابن كثير "رحمه الله": أمر الله نبيّه صلّ الله عليه وسلّم أن يباشر القتال بنفسه ومن نكل فلا عليه منه. انتهى

وبيّن سبحانه أنّ بأس الكفّار لا يندفع إلّا بالقتال فأنّ كلمة "عسى" في القرآن تفيد التحقيق.
أفأنتم أعلم بخلق الله من ربهم يا دعاة السّلمية؟ نعوذ بالله من الغواية والضلالة.

أما مناقضة هذه الشبهة للعقل فقد أجمع العقلاء جميعهم أنّ الحقوق لا تسترد إلّا بالقوة، فهل نقول لمن دخل اللصوص بيته وأخذوا ماله وانتهكوا عرضه أن يسعى في"جهاد التنمية" هل يقول بهذا عاقل؟

وأما مناقضة هذه الشبهة للفطرة فإنّك تجد كلّ من أُسيء إليه يسارع إلى الردّ دفاعًا عن نفسه حتى الحيوان، فانظر كيف انتكست فطر وعقول هؤلاء ممّن يسمّون أنفسهم بدعاة الاعتدال.

الشبهة الثانية: قالوا إنّنا اليوم في مرحلة مكّية والتي يجب علينا فيها ألا نقاتل بل نكف ونعفو ونصفح.

وللجواب عن هذه الشبهة نقول:
أولًا: إنّ الدّين قد تمّ وأكمله الله وأتمّ النّعمة قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}...[المائدة:3] وكلّ الآيات التي تكلّمت عن العفو والصفح عن الكفّار قد نُسخت بآيات القتال وترصد الكفّار قال تعالى:{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..}[التوبة:5] وآيات القتال هي من آخر ما نزل على النبي صلَّ الله عليه وسلّم ومن أراد أن يأخذ من الدين أحكاما ويترك أحكاما، فإنّ حاله كحال اليهود الذين قال الله فيهم:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ..} [البقرة:85]ثانيًا: يلزم من هذا القول لوازم باطلة كإبطال تحريم الخمر والربا لأن هذه الأحكام إنما جاءت في المدينة.

ثالثًا: يلزم منه السّماح بتسلط الكفّار على المسلمين وتضييع حرماتهم وانتهاك أعراضهم.

رابعًا: إنّ الصّحابة أجمعوا على قتال من امتنع عن شيء من الشّريعة، ويومها قال الصّحابي الجليل أبو بكر الصّديق "رضي الله عنه": (لقد انقطع الوحي وتم الدّين أينقص الدّين وأنا حيّ).

الشبهة الثالثة: قالوا إنّا نعلم وجوب الجهاد ولكنّنا الآن نُعدّ الأجيال ونربّيهم على الجهاد ثم هم من سيجاهدون.

ونقول ردا على هذه الشبهة:
أولاً: إن خير الهدي هدي محمّد صلّ الله عليه وسلّم فلو كان ما تقولونه خيرا لكان الأولى بفعله محمّد صلّ الله عليه وسلّم وهو من جاهد في سبيل الله عشر سنين وخاض غمار تسع وعشرين حربا سوى ما أرسله من البعوث والسرايا (وفي هذا ردّ على جميع شبهاتهم لمن كان له عقل).

ثانيًا: كيف ستربّي الأجيال على الجهاد وأنت قاعد فتأمرهم بلسانك وتنهاهم عنه بفعلك؟!

ثالثًا: مجرّد القعود بين أظهر الطّواغيت من أعظم الفتن كيف وهم يراقبون تحركاتك ويعرفون دقائق أمورك ولا يسمحون بإقامة أيّ فعالية دون معرفتهم ووجود جواسيسهم ولا يمكن أن تترك لتحرّض النّاس على الجهاد فتكون بين حالين،
أن تداهن وتسكت، فكيف ستربّي على الجهاد حينها؟!

أن تتكلم وتحرّض وتصدع بالحق، فيكون مصيرك الزنازين والسّجون!

الشبهة الرابعة: قالوا: لا داعي للدعوة للجهاد ولا للاصطدام بالطواغيت نحن سنرغّب النّاس في الأعمال الصّالحة حتى يحدث الله أمرا.

الجواب:
1- إنّ في هذا الطّرح مخالفة صريحة لمنهج الأنبياء، فهم جميعا اصطدموا بالطّواغيت وخلاصة دعوتهم الكفر بالطّواغيت، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوْا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُوْدُنَّ في مِلَّتِنَا..} [إبراهيم:13]
وقال سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوْكَ أَوْ يَقْتُلُوْكَ أَوْ يُخْرِجُوْكَ...}[الأنفال:30]

2- أنّ أعداء الله من يهود ونصارى ومرتدّين ورافضة تسلّطوا هم وجنودهم على ديار المسلمين فهل سيُدفع هؤلاء ويُكفُّ بأسهم وشرّهم بالدّعوة إلى الأعمال الصّالحة؟! وكيف تدعو إلى العمل الصّالح والنّاس يساقون الى الكفر سوقا؟!

3- أنّ أعظم الأعمال الصّالحة التوحيد، فإقامته تمحو الشرك الذي يحكم به أهل الديمقراطيّة الذين ينتمون إلى الإسلام زورا وبهتانا، فعن أيّ دعوة تتكلمون يا دعاة الهزيمة.

4- من قال أنّ الطّواغيت سيتركوننا إن تركناهم، فهو يعيش في مستنقع من الوهم، وهو مخالف لهدي النّبي صلى الله عليه وسلّم، منكِرٌ لأحاديث صحيحة أو متناس لها، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُوْنَ يُقَاتِلُوْنَكُمْ حَتى يَرُدُوْكُمْ عَنْ دِيْنِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوْا...} [البقرة:217] فإنّ هدف الكفّار هو الخروج النهائي عن ديننا إن استطاعوا ذلك، وإن لم يستطيعوا، فلا بأس من الإبقاء على بعض مظاهر الدّين، مما لا يهدّد دولهم ولا حكمهم مع خضوع ما بقي من الدّين في كلّ مرّة إلى مبضع الجّراح، ليستأصل جزءا منه حتّى لا يبقى من الدّين إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 153
الخميس 16 صفر 1440 هـ
...المزيد

إبطال العملية الشركية تخوض الدولة الإسلامية حروبها ضد أعداء الله من كفار ومشركين ومرتدين على ...

إبطال العملية الشركية

تخوض الدولة الإسلامية حروبها ضد أعداء الله من كفار ومشركين ومرتدين على أصعدة عدة، عقائدية وعسكرية وإعلامية، غير أن أهم هذه الحروب هي حرب العقيدة حيث يسعى جنود الخلافة لتحقيق توحيد الله تعالى ونشره ومعاداة محاربيه ورافضيه، بينما يسعى الصليبيون والكفار والمرتدون لنشر الشرك وإقراره وتوريط الناس به.

وإن أبرز مظاهر الشرك المستشري في عصرنا، هو جعل الناس شركاء لله في التشريع والحكم تحت اسم الديموقراطية، والولوج إلى ذلك من أوسع أبوابها ألا وهي صناديق الاقتراع.

ومنذ نشأة الدولة الإسلامية -أبقاها الله- لم تأل جهدا في نشر التوحيد وتعليمه للناس وتحذيرهم من الشرك والوقوع فيه والتلبس به، ولا يكاد يخلو إصدار من اصداراتها إلا وذكَّرت فيه بأصل الصراع، مؤكدة عبر قاداتها وجنودها أن المهج التي بذلت طيلة تلك الأعوام وما زالت، ما بذلت إلا لتحقيق شرع الله في أرضه وعلى خلقه، لينعم من يبقى بعدهم بحياة كريمة ترضي الله تعالى وتحقق العدل، وليس أعدل من أن يعرف المرء حدود عبوديته التي تفرض عليه طاعة خالقه والتزام شرعه والتحاكم إليه، وعدم منازعته في التشريع أو الحكم قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].

تعتبر هذه المسألة مفصلية في صراع دولة الخلافة مع الكفار، فلا مجال لمداهنة أو مساومة، فليست من ذلك النوع الذي يتحمل التفاوض أو التراجع أو الانحياز أو غض الطرف، فلا مجال البتة لذلك، إنه الشرك الذي بسببه يدخل الناس جهنم أبدا والذي تعتبر الدولة الإسلامية -من باب حمل الأمانة- أن على عاتقها مسؤولية منع الناس من الوقوع فيه بأي وسيلة ممكنة.

ولقد جندت الدولة الإسلامية كامل طاقاتها طيلة تلك الأعوام لنشر التوحيد وحرب الشرك، فلا تبدأ الانتخابات في بلد إلا ويبادر المجاهدون إلى تحذير الناس من الوقوع في هذه الردة بكل الوسائل والسبل، ويهدفون بكل طاقتهم إلى إفشال هذه العملية الشركية، عبر التوعية قدر المستطاع بالإعلام وتوزيع المنشورات، بل ومهاجمة صروحها وقتل الداعين لها ومروجيها فحذر منها الشيخ المجدد أبي مصعب الزرقاوي -تقبله الله- وأعلن عليها أبو عمر البغدادي -تقبله الله- حملة فأس الخليل ثم تلاهم من بعدهم إخوانهم يحاربون هذا الشرك في كل أصقاع الأرض.

واليوم وبعد كل ما بذلته الدولة الإسلامية من مهج وأنفس وتضحيات في سبيل منع الناس من التهافت على الشرك، يخرج علينا أئمة الكفر في أفغانستان برعاية دول الصليب بانتخاباتهم الشركية، فلم يكتفوا برمي القنابل زنة الأطنان على رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، بل يريدون جرهم إلى جهنم عبر صناديق الاقتراع والعياذ بالله.

ومن باب زيادة الإعذار فقد دأبت دولة الإسلام على تحذير الناس من مغبة المشاركة بالانتخابات الشركية سواء في العراق أو أفغانستان أو غيرها، وأكدت أنها ستسعى إلى محاربة بوابات الشرك وصناديقه وستضربها بكل ما تستطيع، وكذلك فعلت قبل أيام عدة في خراسان عندما حذرت بأنها ستستهدف تلك المراكز، ولكن يأبى الكفار والمرتدون وأهل الضلال إلا محاربة الله عز وجل فعزم المجاهدون أمرهم ونفذوا ما هددوا به وأحالوا صناديق اقتراعهم إلى صناديق موت علّها تكون عبرة لمن يعتبر ورادعاً لمن خلفهم وضربة علها تنبه الغافلين.

كما صرح المتحدث الرسمي باسم دولة الإسلام الشيخ المجاهد أبي الحسن المهاجر (تقبله الله) فقال: (فكلُّ من يسعى في قيامها بالمعونة والمساعدة فهو مُتَولٍ لها ولأهلها، وحكمه كحكم الداعين إليها والمظاهرين لها، والمرشحون للانتخاب هم أدعياء للربوبية والألوهية، والمنتخِبون لهم قد اتخذوهم أربابا وشركاء من دون الله، وحكمهم في دين الله الكفر والخروج عن الإسلام، فإنا نحذركم يا أهل السنة في العراق من تولي هؤلاء القوم الذين ما تركوا باب ردة إلا وولجوه، وإن مراكز الانتخاب ومن فيها هدف لأسيافنا فابتعدوا عنها واجتنبوا السير بقربها، ومن ضنَّ منكم بنفسه وأخلد إلى الأرض عن نصرة دولة المسلمين وموئل أهل السنة فليسعه بيته ولينشغل بخاصة نفسه، ولا يكونن نصيرا وظهيرا للرافضة المشركين وأذنابهم المرتدين المحسوبين على أهل السنة).

قال ربعي ابن عامر رضي الله عنه لرستم لما جاءه رسولاً: "الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله" فلن يرضى أحفاد الصحابة بأن يعاد المسلمون إلى الكفر بعد الإسلام وأن ينصب البشر أرباباً ومشرعون من دون الله، وعما قريب بإذن الله لن يبقى لهذا الشرك في ديار المسلمين بقية بعز عزيز أو بذل ذليل بعون الله تعالى وقوته.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 153
الخميس 16 صفر 1440 هـ
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثانية: الفقرة (4) عند استخدام Tor يجب ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثانية: الفقرة (4)

عند استخدام Tor يجب مراعاة بعض الأمور مثل تغيير الشبكات المستخدمة للاتصال بـ Tor مثل المطاعم والفنادق أو غيرها لكن يحذر من الكاميرات.

وكذلك استعمال مزودي خدمة مختلفين كل فترة أو استعمال شرائح بيانات بأسماء آخرين مجهولين أو دون أسماء إن أمكن.
...المزيد

التحالف العربي الصليبي من أهم ما يتمناه حكام الخليج ويسعون إليه هو هزيمة إيران وانتصار التحالف ...

التحالف العربي الصليبي


من أهم ما يتمناه حكام الخليج ويسعون إليه هو هزيمة إيران وانتصار التحالف الصليبي الصهيوني بقيادة أمريكا، وهذا إن وقع فأخطاره عظيمة جدًّا، وهي تعني باختصار خضوع المنطقة وانقيادها التام لجميع سياسات التحالف الكافر الفاجر على جميع المحاور، مما يعني باختصار تغريب المنطقة وتغيير وجه جزيرة العرب واستعبادها بما يتناسب مع الغطرسة الأمريكية الصهيونية، ومن أراد أن يرى كيف ستكون جزيرة العرب تحت ذلك التحالف الظالم فلينظر إلى أهلنا في الضفة والقطاع تحت نفس التحالف يقتلون الرجال والنساء والأطفال ويدمرون البيوت ويقصفون المصانع ويجرفون المزارع ويسلبون خيرة الأراضي الزراعية، وقد قطَّعوا الضفة بمئات الحواجز الأمنية لإهانة وإذلال أهلها وقد وضعوا مليونًا ونصف المليون من إخواننا في سجن غزة الكبير ليموتوا بحصارهم بالفقر والأمراض نتيجة لسوء التغذية، ومتى شاء اليهود قطعوا عنهم الكهرباء والماء، ومتى شاؤوا أغلقوا المعابر وإلى ما هنالك من مصائب، والعالم كله - وفي مقدمته حكام العرب والمسلمين - يتعامون عن هذه الكارثة الإنسانية الكبرى.


• الشيخ أسامة بن محمد بن لادن -تقبله الله-
...المزيد

الرافضة عدو أحدثكم حديث العالم الخبير عن منهج الرافضة من العرب والفرس المجوس إنه لا صلة له ...

الرافضة عدو


أحدثكم حديث العالم الخبير عن منهج الرافضة من العرب والفرس المجوس إنه لا صلة له بالإسلام، وإن كل ما جرى من هول وفزع ودمار وفساد بسبب ظلم صدام حسين وطغيانه لا يُذكر بحال أمام الأهوال التي تنتظر المنطقة وأبناءها بسبب ظلم وطغيان وفساد عقائد الرافضة من العرب والفرس المجوس، وأن الفرق بين الاثنين كالفرق بين النهر والبحر، وسيرى الناس إجرام صدام وحزبه كجمل وديع أمام ذئاب الرافضة، ومن قرأ تاريخ القوم في القديم والحديث، وكثرة غدرهم بأهل السنة يعلم أنَّ كلماتي قد قصرت عن وصف عظيم خطرهم، فتاريخ المسلمين مليء بمكرهم وغدرهم وخياناتهم، ومناص راتهم للتتار والصليبيين.


• الشيخ أسامة بن محمد بن لادن (رحمه الله)
...المزيد

الحُجَّة في بَيَانِ نَوَاقِضِ الحُكوماتِ الطَّاغوتيَّةِ المُرتَدَّةِ الحَمْدُ للهِ نَاصِرِ ...

الحُجَّة في بَيَانِ نَوَاقِضِ الحُكوماتِ الطَّاغوتيَّةِ المُرتَدَّةِ

الحَمْدُ للهِ نَاصِرِ المُوَحدِينَ المُؤمِنِينَ، وَخَاذِلِ الكُفَّارِ أَجْمَعِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ بُعِثَ بِالسَّيفِ رَحْمَةً للعَالَمِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ خِيرَة المُوَحدِينَ، أَمَّا بَعْدُ:


فَإِنَّ الحُكومَاتِ الطَّاغوتيَّةُ الجَاثِمَةَ عَلَى الحُكمِ فى بِلادِ المُسلمينَ وَحُكَّامَهَا اليَومَ لَا يَشْكُ فِي كُفْرِهِم إِلَّا مَنْ طَمَسَ اللهُ - تَعَالَى عَلَى بَصِيرَتِهِ وَأَعْمَاهُ
عن نور الوحي مِثلَهُم، إِذْ إِنَّ كُفرَهُم مُتَلَوِّنُ مُتَنَوع مِنْ أَبِوابٍ شَتَّى:

- فَهُم يَكفُرُونَ مِنْ بَابِ تَشريعهم مَعَ اللهِ تَعَالَى مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ - تَعَالَى - حَيثُ نَصَّتْ دَساتيرُهُمُ الجَاهِلِيَّةُ المَحَلِّيَة وَمَوَاثِيقُهُم الدولية. سَواءَ عَلَى المُستَوَى المَحَلّي أو عَلَى مُستَوى هَيئَةِ الْأُمَمِ المُلْحِدَةِ أو الجَامِعَةِ الوَثَنيَّة ( العَرَبيَّة ) وَنَحوِهَا أَنَّ لَهُم الحَقَّ فِي التَّشريع المُطلَقِ وَلِنُوَّابِهِم أَو هَيئَاتِهِمُ التَّشريعيَّة وَجَمعيَّاتِهِمُ العُموميَّة، وَهذَا مُقَرَّرٌ مَعروفٌ مِنْ مَوادِّهِم وَنُصوصهم القانونية والدستورية الكفرية

• يُنْظَر كِتَاب (الآياتِ وَالأحاديث الغَزِيرَة عَلَى كُفْرِ قُوَّاتِ دِرعِ الجَزيرَة) للشَّيخ فَارِس آل شويل الزَّهرَانِي (أَبي جَنْدَلِ الأَرْدي) - تَقَبَّلَهُ اللهُ تَعَالَى -
...المزيد

فَسَيَرَى الله عَمَلكم فلرب مجاهد ضعيف عضده، قليل مدده، مقدور عليه زاده وذخيرته، تحوم فوق رأسه ...

فَسَيَرَى الله عَمَلكم


فلرب مجاهد ضعيف عضده، قليل مدده، مقدور عليه زاده وذخيرته، تحوم فوق رأسه طائرات الصليبيين، وتحيط به جموع المرتدين، هو في عين نفسه مستضعف مطارد، وفي عين أعدائه جيش من الأبطال يوشك أن يقتحم المدن من جديد، ونفوسهم مكسورة أمامه لا تقوى على الثبات، فليسعوا إلى إرهاب أعدائهم أكثر، وليجهدوا في إرعابهم أكثر، وليصبروا على ما يلقونه في سبيل الله تعالى، فما عملهم كله إلا عبادة، وما ثمرته إلا الحسنى وزيادة، وقد قال ربهم سبحانه: { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } - التوبة - ١٠٥

• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [192]
...المزيد

حرب كفر وإيمان نعم، إنها حرب على كل طواغيتهم وأوثانهم، حرب على العلمانية التي تقوم على الكفر ...

حرب كفر وإيمان

نعم، إنها حرب على كل طواغيتهم وأوثانهم، حرب على العلمانية التي تقوم على الكفر بربوبية الله في ملكه وأمره، حرب على الديموقراطية التي تكفر بألوهية الله وتعطي للإنسان الحق أن يتألّه غيره من البشر بما يشرعه لهم من أحكام وقوانين، حرب على عبودية المنفعة التي أباحت لهم أن يفعلوا كل الموبقات، من قتل لعباد الله، واستعباد لهم، وسرقة لأموالهم وثمرة عرقهم، إنها حرب على كل ذلك.

إن حربنا اليوم عليهم هي فأس إبراهيم الخليل -عليه السلام- التي ستدمر بإذن الله كل ما يعبده مشركو الغرب من دون الله، حتى يُعبد الله وحده.


• مقتبس من افتتاحية صحيفة النبأ العدد [24]
"نعم.. إنها حرب على الديمقراطية"
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثانية: الفقرة (3) إذا كنت تستخدم Tor فينبغي ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية - سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثانية: الفقرة (3)

إذا كنت تستخدم Tor فينبغي استعمال خاصية الجسور مثل obfs4 التي تظهر اتصالك لمزود الخدمة وكأنك تتصفح مواقع مشفرة لكن لا يعلم باستعمال للــ Tor، أو جسور snowFlake التي تظهر اتصالك لمزود الخدمة وكأنك تتحدث في مكالمة هاتفية، بعض الدول تحاول أن تمنع وتتصدى لنوافذ Tor والجسور المخفية مثل تركيا والإمارات والسعودية والصين. ...المزيد

فضل الرباط في سبيل الله الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: قال ...

فضل الرباط في سبيل الله


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (آل عمران الآية: 200)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه)، وقال صلى الله عليه وسلم: (رباط يوم وليلة خير من الدنيا وما فيها وإن مات أجري عليه رزقه وعمله وأمن الفتان).
الرباط: رابط, يرابط مرابطة ورباطاً الربط هو الشد واللزوم والثبات قال تعالى: (وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) أي: ثبتناها فلم تبح بأمر موسى ولم تتكلم به وقال سبحانه: {ربطنا على قلوبهم...} أي: ثبتنا قلوبَهم على الإيمان فلم تتزعزع عقيدتُهم ولم تضطرب أفئدتُهم.

والرباط هو ملازمة الثغر الذي يخاف المؤمن على نفسه من الكفار ويخافه الكفار على أنفسهم، فهو يُخِيفُ الكفار ويغيظُهم ويناله الخوفُ والأذى والمشقةُ من ملازمة الثغر وما يعتريه من أنواع البلاء من برد وجوع وخوف وألم وقلة نوم وتعبٍ ونصبٍ وعدم التحرك وحبس النفس وتضجرها ومللها وسآمتها، فيكابد كل هذه المشاق رغبة في ثواب الله وما عنده من الفضل العظيم والكرم الجزيل.

والرباط هو أشد شيء في الجهاد وأكثره أجراً قال الإمام أحمد رحمه الله: "الرباط عندي أعظم من القتال؛ لأن في الرباط حفظاً لدماء المسلمين وفي القتال سفك لدماء الكفار، وحفظ دماء المسلمين مقدم على سفك دماء الكفار". الناس آمنون وهم خائفون والناس ينامون وهم يسهرون الناس يشبعون وهم جائعون ظامئون فأي فضل أعظم من فضلهم.

قال ابن حزم رحمه الله:

منايا من الدنيا علوم أبثها
وأنشرها في كل باد وحاضر
دعاء إلى القرآن والسنن التي
تناسى رجال ذكرها في المحاضر
وألزم أطراف الثغور مجاهداً
إذا هيعة نادت فأولُ نافِرِ
كفاحاً مع الكفار في حَوْمةِ الوغى
وأشرفُ موتٍ للفتى قتل كافر
فيارب لا تجعل حِمامي بغيرِها
ولا تجعلنِّي من قطين المقابر

وليهنَ أهل الثغور والرباط ما هم فيه مما أصبح الناس فيه، فهم بين خيرين شهيد مرزوق أو فتح قريب، ولِيعلم المرابطُ أن الشدةَ التي في الرباط يهونُها تذكر الأحاديث التي ينبهنا فيها النبي صلى الله عليه وسلم على فضلِ الرباط وأن إخوانه من ورائه لا يصلون صلاة ولا يصومون يوماً إلا كان للمرابط مثل أجورهم فلولا رباطهم لدخل عليهم العدو فاستباح بيضتَهم وأعلى شعارَ الكفر وأذلَ أهلَ الإسلام.

وليعلم من حدثته نفسُه في الرباط، أن حاجةَ الرباطِ إلى الصبرِ والمصابرةِ كحاجتِهِ إلى الطعامِ والشراب و من يتصبَّر يصبره الله.

وليعلم المرابط أن هذا الرباط على ثغورٍ يخشى من نفاذ عدوه منها إلى المسلمين ليس رباطه الوحيد، وأن عليه أن يلزم ثغراً آخر هو لا يقل أهمية عن ثغره الذي هو فيه، هذا الثغر هو ثغر القلب الذي يتربَّصُ الشيطانُ للدخول عليه منه ليُفسِد إيمانه وإخلاصَه ويقينه فإذا فسد إيمانُ المرابِط ويقينُه، ذهب رباطه أدراجَ الرياح وذهب معه الأجر، فالقلب هو أساس الأعمال ومن خلى قلبُه من الإخلاص والتقوى والإيمان فسرعان ما يتهاوى أمامَ ضربات عدوه فينكسر ويرتكس.

والشيطان يدخل على القلب من عدة أبواب، فيدخل عليه من باب الغفلة وعلاجها بالذكر وقراءة القرآن ذكر يواطئ القلب فيه اللسان، ويدخل عليه من باب الشهوة فعلاجها الصبر والنظر في عواقب اتباع الشهوة وأن يعلم أن لذة ساعة أعقبت ندماً وألم الدهر، ويدخل عليه من باب الشبهة وعلاجه بالعلم الشرعي وسؤال أهل العلم واليقين، وليتحلَّ المرابط بالإيمان وليتسلَّح بالتوكل وليتزيَّن بالصبر وليتجمَّل باليقين.

وما يُحْدِثُهُ اللهُ لأهلِ الرباطِ من بركةٍ في الوقت والرزق وسَعَةٍ في المعيشة أمرٌ يعرِفُه من رابط وعاشَرَ الرباط فيرزق اللهُ المجاهدَ المرابط صحةً في بدنه وبركةً في عُمُره وقوةً في إيمانه ونعيماً في معيشته وراحةً وطمأنينةً وزوالًا للهم والغم مع أول قدم يضعها في الرباط.

فما أحلى العيش في أرض الرباط مظَلَّلاً بظلال العقيدة محفوفاً بالعز متنعّماً بنعيم الأُخوة، مع الله في خَلْوته وجَلْوته، تصحبُهُ معيةُ الرحمن وتتنزّلُ عليه بركاتُ المنان.

كن مع الله نقياً لا تبالِ
كل شيء صائر نحوَ الزوال
عش قنوعاً بالرضى مستسلماً
خالياً من كل حال ذات بال
إن أردتم عزةً في كل أمر
دونكم خوضوا ميادين القتال
ذروة الأمر جهاد فارتضوها
فاز من لبّى وضحّى كلَّ غالي


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

أهل الهمم هم صفوة الأمم الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا ...

أهل الهمم هم صفوة الأمم

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هاديا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حتى أتاه اليقين أما بعد:

إن الثبات على الحق والتمسك بمواقف الصدق هو شيم الصالحين وصفات الأنبياء والمرسلين وإن هذا الدين ما وصلكم وما جاء بنوره إليكم إلا بصبر على البلاء وتمزق وتناثر الأشلاء وإراقة الدماء فلم يردّهم ذلك عن مرادهم ولم يوقف شيئا من سعيهم، وإن الإنسان ليعجز أن يصف موقف خبيب بن عدي "رضي الله عنه" بكلمات حين أسره المشركون وعذبوه عذابا شديدا ثم قالوا: ننشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنى جالس في أهلي.

فحينما أيقن بوعد الله للثابتين، الباذلين نفوسهم رخيصة لدين الله عز وجل نطق بتلك الكلمات.
فيا أبناء الإسلام اعلموا أن الدفاع عن دين الله وبذل المهج في سبيل إقامته لهو أمانة عظيمة في أعناقكم قد كلفكم الله بها، فلا تتركوها ولا تهملوها، وأعطوها حقها، موقنين بوعد الله عز وجل متوكلين عليه في استجلاب النصر.

فهذا الدين لا يقوم إلا على أشلاء ودماء فرسان صادقين، ممن ساروا على نهج الأولين، فنالوا الرفعة والعزة وضربت سنابك خيلهم المشرق والمغرب فاتحين.


• من قصص أهل العزائم والهمم:

إن الصراع اليوم بحاجة لرجال عزائمهم كعزيمة أنس بن النضر -رضي الله عنه-، وموقف كموقف الصديق أبي بكر -رضي الله عنه- يوم الردة، والذي قال لعمر -رضي الله عنه-: (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه) [البخاري].

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، اللهم إني أسالك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد.

إن الهمة العالية لتغلي في القلوب غليان الماء في القدر فتحث صاحبها على عظائم الأمور فكونوا علي قدر المسؤولية وحملها.


• عبد الله بن حذافة:

أما سمعت قصة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المملوأة بالثبات واسترخاص النفس في سبيل الله عز وجل، ففي أحد غزوات المسلمين على الروم في الشام، حملت الروم على طائفة من المسلمين فأسروهم ومنهم عبد الله بن حذافة السهمي، فلما دخل الروم على هرقل قالوا له إن هذا الرجل من قريش يعنون عبد الله بن حذافة وهو ابن عم محمد قال فدفعه إلى رجل فقال أجعه قال فأجاعه الرجل فكان يأتيه في كل يوم بلحم خنزير فيضعه بين يديه فيعرض عنه عبد الله بن حذافة وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فدخل الرجل على هرقل فقال له أتيته بلحم خنزير وخمر فأعرض عنه وقال هذا طعام لا يحل لنا أكله فإن كان لك في الرجل حاجة فأطعمه قال فاذهب فأطعمه شيئا قال فذهب فأتاه بطعام فأكله، فلما أخبر هرقل بذلك قال قد بلوته بالضراء، فأبتليه بالسراء فأتاه بالجواري وبألطاف وملاهي قال فلم يلتفت عبد الله بن حذافة إلى شيء من ذلك قال فأتاه الرجل فأخبره بذلك فقال للجواري ما كان منه إليكن حركة فقلن لا والله ما التفت إلينا فأرسل إليه هرقل فأتاه فقال له هرقل قد بلوتك بالسراء والضراء فصبرت فهل لك أن تقبل رأسي وتنجو بنفسك قال لا قال فهل لك أن تقبل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي قال نعم فقبل رأسه عبد الله بن حذافة فدفع إليه كل أسير عنده من المسلمين.• أنس بن النضر:

ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنس بن النضر -رضي الله عنه-، فعند البخاري رحمه الله، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: غاب عمي أنس بن النضر عن قتال بدر فقال: يا رسول الله غبت عن أول قتال قاتلت المشركين لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرين الله ما أصنع، فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون قال: اللهم إني أعتذر اليك مما صنع هؤلاء "يعني أصحابه" وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء "يعني المشركين" ثم تقدم فاستقبله سعد بن معاذ فقال: يا سعد بن معاذ، الجنة وربِّ النضر إني أجد ريحها من دون أحد، قال سعد: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنس: فوجدنا به بضعا وثمانين ضربة بسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم ووجدناه قد قتل ومثَّل به المشركون فما عرفه أحد إلا أخته ببنانه، قال أنس: كنا نظن أن هذه الآية نزلت فيه وفي أشباهه قال الله عز وجل: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 23]، إنه أنس بن النضر صدق الله وعاهده وطلب منه، فنال النعيم المقيم بإذن الله (جنة عرضها السموات والأرض) فالسلام على أهل الهمم فهم صفوة الأمم وأهل المجد والكرم طارت بهم أرواحهم إلى مراتب الصعود ومنازل الخلود، من أراد المعالي هان عليه كل هم؛ لأنه لولا المشقة والتعب لساد الناس كلهم، فكل رجل يطمع بالمجد ويرجو أن يصل إلى المعالي ولكن القليل من يدفع ثمن ذلك (وقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتي تورمت قدماه وربط الحجر علي بطنه من الجوع).


• الصبر الصبر:

أيها المجاهدون في سبيل الله المستجيبون لأمر الله:

قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الأنعام:162] فلتكن حياتنا كلها لله صبرا على الأذى وصبرا على الحصار وصبرا على فقدان الأحبة فكلها لله.
فالصبر على أمرائنا وقادتنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري رحمه الله: (السمع والطاعة حق مالم يؤمر بمعصية)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله عليه وسلم يقول: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني وإنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويُتقى به فإن أمر بتقوى الله وعدل فإن له بذلك أجرا وإن قال بغيره فإن عليه منه) [رواه البخاري ومسلم وأحمد والنسائي والبيهقي]
قال الله تعالى: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:3] فالثبات الثبات حتى الممات، والثبات الثبات حتى نصل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، نعلم أنكم تحبون المواجهات وأرواحكم على أكفكم تقدموها رخيصة لنصرة دين الله وإعلاء راية التوحيد ثبتكم الله، أرواحنا يارب فوق أكفنا نرجو ثوابك مغنما وجوارا.


أيها الموحدون عليكم بتقوى الله عز وجل والثبات والصبر، ولا تحقرن من المعروف شيئا، واعمل بما أقدرك الله عليه ولا تهن أو تركن مهما قل ما تستطيعه من عمل ومهما بلغ بك الضعف، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم) [البخاري].

ونسأل الله أن يرزقنا من واسع فضله وأن ينعم علينا من وافر عطائه وأن يجعلنا من أهل العزائم والهمم وييسر لنا بذلها فيما أمر وأن يستعملنا سبحانه في إعلاء دينه ورفع رايته والنيل من أعدائه ويثبتنا على ذلك.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 152
الخميس 9 صفر 1440 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً