الدولة الإسلامية - قصة شهيد حاول الهرب من محبسه 3 مرات ولم ييأس وبعد 12 عاماً خرج كالأسد يترصد ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد


حاول الهرب من محبسه 3 مرات ولم ييأس وبعد 12 عاماً خرج كالأسد يترصد فريسته

أبو دجانة الحلبي "تقبله الله"
هاجر إلى الفلوجة وقاتل الصليبيين وفضّل الحور عن نساء الدنيا

لم يعرف اليأس سبيلا إلى قلبه، ولا القنوط طريقا إلى همته، ولا أثّر الفتور في عزيمته، ولم يهتدِ الخوف إليه، ما جعله شعلة حماس يشارك إخوانه الغزوة إثر الغزوة، كان يعلم أن بلوغ العراق والالتحاق بإخوانه المجاهدين غاية دونها قُطّاع الطرق والمثبطون والخونة والصحوات والعملاء، لكنه لم يلتفت أو يتردد إلى أن بلغ ما أراد ووصل إلى (الفلوجة) أرض الجهاد والمجاهدين وانضم إلى إخوانه في قتال الصليبيين.

وفي أحد الأيام أسره المرتدون، فحاول الهرب مرة واثنتين وثلاث لم يُوفق في أي منها، فلم يهن أو يحزن حيث وجد ما يشغله عن ذلك بحفظ كتاب الله تعالى وتلقي علومه.

تنقّل بين سجن (أبو غريب) و(بوكا) و(كوبر) ثم استقر به الحال في أصعبها وهو سجن الـ (33) في كردستان، أمضى في هذه المعتقلات 12 سنة، وخرج بعدها كالأسد الذي يترصّد بفارغ الصبر فريسته، التقى أباه وأمه وعلم أن عددا من أفراد أسرته قتلوا خلال جهادهم مع إخوانهم في الدولة الإسلامية، فحمد الله على ذلك.

انضم فور خروجه لإخوانه جنود الخلافة وخاض معهم معارك عدة إلى أن جاء الأمر بالنفير إلى الأنبار فانبرى مسرعا يكاد يطير فرحا وعلم أن الفرصة ستواتيه لتحقيق رغبته وهو ما كان له.

إنه الأخ الشهيد -نحسبه والله حسيبه- (أبو دجانة الحلبي) من ريف مدينة حلب، شرح الله صدره لحبّ القرآن وسنة نبيه، ومع دخول مدينة الفلوجة معركتها الثانية مع الصليبيين والمرتدين قرر أخونا المضي إلى بلاد الرافدين لمقارعة أعداء الله والدين، فيسّر الله له الوصول لبلاد الرافدين، رغم المخاطر التي واجهته منذ انطلاقه من بلدته حتى وصوله.


- مضى إلى هدفه دون تردد

مضى إلى هدفه دون تردد، وكغيره ممن نفر من إخوانه تنقّل أبو دجانة بين ساحات الجهاد في العراق، وعُرف بأنه مقدام وقاه الله خصال الجبن والخوف، وفي أحد الأيام قُدّر له الأسر، فاقتيد إلى مراكز التحقيق ومرّ بـ (المحاجر السود) وصولا لسجن (أبي غريب) ومع بداية دخوله في -الاستقبال- أُمر بخلع ملابسه فرفض فقوبل بالأذى من قبل الجنود المتواجدين هناك فكانت بداية دخول قاسية له تنمّ عن شخصية قوية غير قابلة للكسر.

ثم نُقل بعد أيام للمخيم (الثالث) فوجد فيه تسلية من محنته، حيث وجد فيه العديد من النّزاع من القبائل كلٌ قصد العراق للذّود عن حياض الإسلام والمسلمين الغارقين في بحر الخوف من الأسطورة الصليبية، وبفعل التخذيل الذي تبنى نشره علماء السوء من أولياء الطواغيت المبدّلين للدين تبعا لهواهم، أو الجبناء القاعدين الذين يودون لو قعد المسلمون كلهم مثلهم فيكونون في المذمة سواء، ولا يكن للمجاهدين فضل عليهم.


- هروب لم يكتمل

ومنذ دخوله الأسر عقد (أبو دجانة) العزم على النجاة منه، وعرف لاحقا بذلك واشتهر لمحاولته الهرب أكثر من مرة، ومن تلك المحاولات وأثناء تواجده في سجن (أبي غريب) هبّت عاصفة رملية فغطّت السماء فحاول هو ومن معه وضع "البطانيات" على الأسلاك الشائكة كي يستطيعوا العبور رغم ارتفاعها، مستغلين عنصر المفاجأة وأثناء ذلك استنفر الصليبيون وتجمعوا بكثرة حول الخيم حاملين البنادق وهددوا كل من كان يتسلق الأسلاك الشائكة أو يقترب منها أنهم سيطلقون النار عليه، وأمروا كل الأسرى بالدخول إلى الخيم وبعد انتهاء العاصفة طلبوا من المسؤول عن الخيمة التي كان بها بإخراج كل من حاول الهرب وإلا فالعقوبة عامة فلم ينصع لأمرهم، فعوقب كل من كان في الخيمة وكانت أنفس الإخوة راضية بالعقوبة الجماعية على أن يعاقب من حاول الهرب وحده.

وبعد ذلك قرر الكفار بناء مخيم ثاني أكثر تشديدا ونقلوهم إليه وكانت خيمة أبي دجانة قريبة جدا من الجدار الرئيس للسجن، وبعد وصولهم مباشرة قرروا الهرب بالرغم من أن برج الحراسة كان لا يبعد عنهم إلا ستة أمتار وبينهم وبينه طريق تمر به مدرعات الهمر وسيارات الخدمات، فتشاور الإخوة فيما بينهم على الطريقة المثلى للهرب إلى أن اعتمدوا فكرة حفر نفق رغم صعوبة التنفيذ سواء في عدم توفر أدوات الحفر أو في كيفية التخلص من التراب فكان (أبو دجانة) فرحا بذلك واختاروا مكان تموضع طاولة جهاز التكييف لأنها متحركة فعند الحفر يرفعونها عن مكانها وبعده يرجعونها كي لا يلاحظه الحراس.- حفر النفق

وبدأوا مستعينين بالله، فوزّعت المهام من حفر وتفتيت وإخراج للتراب ومشاغلة للحرس فكانوا يخرجون التراب وينثرونه على الطريق الصغير الذي بين الخيمة والأسلاك الشائكة، وكان (أبو دجانة) ممن يحفر ويحمل التراب ويسهر في الليل لإكمال الحفر، ومع عمق الحفرة بدأوا بالبحث عن حل لنقص الهواء فوقع اختيارهم على قطعة من قماش كانت تلف كامل الخيمة من الداخل، فقصوها كاملة وجمعوها بالمخيط المصنوع يدويا من الأسلاك وجعلوها على شكل أنبوب ووضعوا بدايتها في فم جهاز (تبريد الهواء) والأخرى داخل النفق.

وبعد شهر ونصف تقريبا وقبل أيام قلائل من انتهائهم من الحفر لاحظوا أن هناك من يراقبهم من الخيمة المقابلة لهم، ثم نادى الصليبيون يوما السجناء للتفقد على غير الوقت المحدد فحار الإخوة ماذا يفعلون، وما هي إلا لحظات حتى فتح أحد ضباط الصليب باب الخيمة عليهم ومعه حرّاس فدخل الخيمة ثم خرج مسرعا وهو يصرخ عليهم بالخروج إلى الساحة وبدأت وفود الصليب تدخل الخيمة وتخرج يلف وجههم الدهشة.

أُخذ الإخوة بعد ضبطهم كعقوبة لهم إلى الزنازين المنفردة ووزعوا بعد العقوبة على كل الخيم، واقتيد عدد منهم إلى معتقل بوكا (المحاجر، الكم السادس) وكان منهم (أبو دجانة) وبعد انقضاء العقوبة وفي أحد الأيام حاول أبو دجانة الهروب في وضح النهار بعد أن نسي أحد الحراس إغلاق الباب فخرج أبو دجانة أمام الجميع ثم قبضوا عليه وعاقبوه.


- لقاء الأهل والفراق

وكان أبو دجانة دائم الصراع مع المرتدين داخل محابسه سواء مع السجانين أو المسجونين فكان يدافع عن إخوانه المجاهدين إذا تعرضوا لاعتداء ما، وخلال فترة سجنه التي بلغت 12 عاما حفظ كتاب الله العزيز وتعلم أحكامه، وبعد انقضاء فترة الأسر أُفرج عنه عام 1437 للهجرة، وبعد خروجه التقى أباه وأمه الذين طالما اشتاق إليهما، وبعد عدة أيام أخبر والديه أنه عازم على تنفيذ عملية استشهادية فقالوا له تريث وتزوج لعل الله يرزقك بالولد فرفض ثم التحق بمعسكر الانغماسيين التابع لـ (لواء الصديق) وبعد الانتهاء من المعسكر شارك بغزوات عدة ثم استنفر ليشارك في معركة الأنبار، وكان المجاهدون بحاجة لأخ استشهادي فانبرى بطلنا (أبو دجانة) -تقبله الله- ولبى النداء وآثر المضي للقاء الله تعالى، وأثخن رحمه الله بالروافض المرتدين الخبثاء -تقبله الله تعالى- هو وإخوان له كثيرون لا نعلم قصصهم ممن أفضوا إلى الله غرباء، ولا يضرّهم أن لا يعرفهم أحد من البشر، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحدا.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 178
الخميس 13 شعبان 1440 هـ
...المزيد

طريق المجاهدين نحو الظفر والتمكين في ظل ابتلاءهم وفقدانهم بعضاً من مواقعهم، لا يترك المجاهدون ...

طريق المجاهدين نحو الظفر والتمكين


في ظل ابتلاءهم وفقدانهم بعضاً من مواقعهم، لا يترك المجاهدون قتال أعدائهم من الكفار والمرتدين، بل يسعون جهدهم لأداء ما أوجبه الله تعالى عليهم من جهادهم، والقيام بكل ما يلزم لتحقيق التمكين للمسلمين في الأرض تمهيدا لحكمها بشريعة الله العظيم.

وفي فترات ضعفهم وقلة أعدادهم، لا يستكين المجاهدون ويقعدون عن الجهاد بانتظار تشكيل الجيوش الكبيرة المسلحة بأقوى الأسلحة حتى ينازلوا أعداءهم، وإنما يقاتلونه بما مكّنهم الله فيه من عدد وسلاح، مستخدمين أسلوب العصابات المجاهدة، التي تضرب العدو، وتسعى للنكاية المستمرة فيه، عملا على إضعافه، في الوقت الذي تسعى لتقوية نفسها، من خلال توحيد جهد أفرادها المنتشرين هنا وهنالك، وتوجيهه كله الوجهة الصحيحة، نحو تحقيق الهزيمة للعدو في قسم من الأرض أو في كلها، ما يمنعه من تهديد دار الإسلام التي سيقيمها المجاهدون فيما مكنهم الله تعالى فيه.

فالغاية التي تحققها العصابات المجاهدة هو أن تُكثر النكاية في العدو، وتزرع الرعب في قلوب جنوده وأنصاره، وتفقده السيطرة الكاملة على الأرض، إلى الدرجة التي يمكن بها منازلته في معارك حاسمة، من قبل جيش نظامي أو شبه نظامي للمجاهدين، تشكله العصابات المجاهدة نفسها في مراحل متقدمة من جهادها، أو تقوم بتمهيد الأرض لقدومه من منطقة أخرى هو موجد فيها.

فالعصابات المجاهدة تكون عادة في مراحل تأسيسها الأولى قليلة العدد، خفيفة التسليح، ضعيفة الارتباط والتنظيم، وهذه الصفات كلها تمنعها من منازلة الجيوش النظامية القوية في معارك حاسمة، ونقصد بالحاسمة هنا أي التي يمكن أن يقصم فيها ظهر أحد الجيشين المتصادمين، فدخول العصابة المجاهدة في صدامات مباشرة مع جيوش العدو المنظمة القوية قد يعرضها لخسائر كبيرة هي في غنى عنها، تضعف من قدرتها على تحقيق أهدافها في إنهاك العدو وإضعافه رويدا رويدا حتى إيصاله إلى مرحلة التوازن مع مجموع قوة العصابات المجاهدة الموحّدة، أو الجيش النظامي الذي تمهد له الأرض للمعركة الحاسمة التي ستقصم ظهر العدو بإذن الله.

فالمجاهدون في العراق لم يستولوا على المدن ويحققوا فيها التمكين في يوم وليلة كما يتصور البعض، ولا شكلوا جيش الخلافة المنظم ودخلوا في حرب جبهات مفتوحة مع المشركين فورا، ولكن استمروا في حرب استنزاف منهكة لسنين عديدة، تمكنوا -بفضل الله- بواسطتها من إضعاف الجيش الرافضي الضخم، وتفتيت بنيته التنظيمية، وتدمير معنويات جنوده المنهكين، وتهديد طرق مواصلاته وإمداده، وإفقاده السيطرة الحقيقية على الصحاري والأرياف ثم المدن، حتى أصبحت الأجواء مهيأة ليدخل المجاهدون مع الجيش الرافضي في معارك حاسمة.

فبدأوا بتجميع قواتهم في مناطق آمنة، والانطلاق من الصحراء متوكلين على ربهم مستمدين النصر منه سبحانه، لشن غارات كاسحة لتكسير مفاصل قوة أعدائهم، وصولا إلى اكتساح المدن للإجهاز عليهم، والروافض وإخوانهم من الصحوات في أضعف حال، لا يقوون على قتال، ولا يثبتون أمام صولات الرجال، فكان الانهيار السريع لجيش تعداده عشرات الألوف من الجنود ، يحوز على أحدث الأسلحة وأقواها، أمام بضعه مئات من الموحدين، مسلّحين بيقين راسخ بالنصر، هو أقوى من الأسلحة التي بأيديهم التي لا تكاد قوتها تذكر مقارنة بقوة أعدائهم.

وإن عصابات جنود الخلافة المنتشرين في مختلف البلدان قادرة بإذن الله على تكرار درس (فتح الموصل) مرارا، واستنبات تلك التجربة المباركة في كل أرض، وصولا إلى تحقيق التمكين فيها للمسلمين، خاصة أنها تمتلك اليوم بعضا من أهم عوامل النجاح -بإذن الله تعالى- وهي وحدة العقيدة والمنهج، فكلهم يقاتل لنفس الغاية وذات الهدف، كما أنهم يخضعون لقيادة واحدة، تضمن -بإذن الله تعالى- توحيد صفهم وجهودهم.

وإن كان المجاهدون في العراق احتاجوا لقرابة 7 سنين حتى تحقق لهم التمكين في الأرض، وربما أكثر إن أضفنا فترة جهادهم للصليبيين، فإن الزمان أكثر تقاربا اليوم -بإذن الله تعالى- وستطوى المراحل طيا للوصول إلى إعادة دار الإسلام، وإقامة الدين في مشارق الأرض ومغاربها، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 178
الخميس 13 شعبان 1440 هـ
...المزيد

تقرير: ويشف صدور قوم مؤمنين غزوة الثأر لولاية الشام المباركة تأتي هذه الغزوة المباركة بعد ...

تقرير: ويشف صدور قوم مؤمنين

غزوة الثأر لولاية الشام المباركة

تأتي هذه الغزوة المباركة بعد أيام قليلة من إعلان القضاء على الدولة الإسلامية -أعزها الله-في الشام، وسيطرة المرتدين الـPKK بمساندة طيران التحالف الصليبي على المناطق التي كانت تخضع لها.

حققت الغزوة خلال الأيام الأربعة 92 عملية توزعت على العراق 37 عملية، والشام 30، الصومال 5، سيناء 5، غرب إفريقية 9، خراسان 3، وعمليتين في ليبيا، وحصدت بمجموعها نحو 360 قتيلا في مختلف الولايات ومن مختلف أطياف الأعداء صليبيين وروافض ومرتدين وصحوات.

وكان من أبرز الهجمات ضمن الغزوة المباركة السيطرة على بلدة (الفقهاء) في ليبيا وقتل آمر الحرس البلدي، ورئيس المجلس البلدي وإحراق منزله والمقر، إضافة إلى قتل وأسر عدد من المطلوبين لدى جنود الخلافة من صحوات ومرتدين وإحراق منزلين من منازلهم، إضافة إلى قتل وإصابة 22 مرتدا من جنود الطاغوت المصري بينهم رئيس مباحث الشيخ زويد ونائبه وعدد من الضباط والجنود وتدمير دبابة وهمر ومُدرّعة.

ووقوع عدد من قوات التحالف الصليبي والـ PKK المرتدين قتلى وجرحى بتفجير استشهادي سيارته المفخخة على رتل لهم في الحسكة، والهجوم الانغماسي الذي نفّذه 4 جنود من فرسان الشهادة في غرب إفريقية على مقر حرس حدود النيجر في مدينة (ديفا) حيث استمر الاشتباك مع المرتدين لساعات طويلة والذي أسفر عن قتل وإصابة العشرات من المرتدين والصليبيين، إضافة إلى العشرات من العمليات التي نفّذها المجاهدون في العراق والشام وخراسان والصومال، هذه العمليات تؤكد أن الأسوأ لم يأت بعد، وأن القادم سيكون أشد على الكفار والمرتدين وأقسى.

نتائج هذه الغزوة خلال يومين قد تبدو مفاجئة للبعض سواء من جهة عددها وقوتها أو من جهة سرعتها في الرد ثأرا على قصف مناطق المسلمين في ولاية الشام والتي كان آخرها مجزرة (الباغوز) والتي خلّفت أكثر من 1500 رجل وامرأة وطفل في ليلة واحدة واحتراق الكثير منهم وهم أحياء جراء قصفهم بالقنابل العنقودية، هذه المجزرة وغيرها زادت من غيض المسلمين على الكافرين ودفعتهم إلى الثأر من هؤلاء الصليبيين والمرتدين والتعامل معهم بشراسة أكثر، واعتبار التعامل بالمثل نهجا لعملياتهم.

ربما يتمنى المرتدون والصليبيون وأذنابهم اليوم أنهم تركوا الدولة الإسلامية وشأنها ولم يجازفوا في إخراج جنودها من المناطق التي كانت تحت سيطرتهم، حيث تبدل الحال وباتوا أهدافا سهلة لكواتم المجاهدين ورصاصهم نهارا، أما ليلا فيبدو أن المرتدين يُفضلون الذهاب إلى منازلهم خشية أن يقعوا بكمائن المجاهدين فيتركوا مواقعهم فارغة ويختبؤون كالنساء في بيوتهم وفي أحسن أحوالهم يتجمعون في مقراتهم ويرابطون على أنفسهم ليفسحوا بذلك المجال لجنود الخلافة في التجوّل وفعل ما بدا لهم.

الرعب والتخبط الذي يعيشه المرتدون اليوم في الخير وفي العديد من مدن العراق والذي دلل عليها الاجتماعات التي يعقدها قادة الجيش هنا وهناك لوضع خطط أمنية جديدة تخفف عنهم الضغط الكبير الذي لحقهم جراء هذه العمليات الموفقة هو خير دليل-بفضل الله تعالى-على أن الدولة الإسلامية دخلت -في أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها-في حرب استنزاف كبيرة وأنها ما زالت في بدايتها وقد أعدّت لها جيدا.

بكل المقاييس لقد شفت هذه العمليات قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ولكنها وبالوقت ذاته أدخلت الغيظ على قلوب المرتدين واحمرّت لها أنوفهم وأظهرت حنقهم، وخاصة المجاميع والكتائب التي تدعي الإسلام، حيث يرون جنود الخلافة وهم يصولون ويجولون ويخوضون في دماء الكفار والمرتدين، بينما هم يخضعون لاتفاقيات القعود والخزي، ويتهافتون على الاستثمارات ويتصارعون على المحاصصة وجمع الأموال.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 177
الخميس 6 شعبان 1440 هـ
...المزيد

مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن ...

مقال: الدروس العظام من غزوة الثأر للشام


ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الدولة الإسلامية عن غزوة واسعة المدى يشارك فيها جنودها من كل الولايات، وتُستهدف فيها كل طوائف الشرك والردة التي تطالها أيدي المجاهدين، بفضل من الله تعالى وتوفيق منه، ولكنها الغزوة الأولى من هذا النوع بعد إعلان طاغوت أمريكا حسم المعركة ضد الدولة الإسلامية في الباغوز.

وبالرغم من أهمية الخسائر التي وقعت في صفوف أعداء الله تعالى في غزوة الثأر لولاية الشام، فإن جوانب أخرى أبرزتها هذه الغزوة المباركة لا تقل في أهميتها عن النكاية بالمشركين والتي لم تتوقف -بحمد الله- ولن تتوقف حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لرب العالمين.

ومن أهم هذه الفوائد، إبراز ثمرة اجتماع المسلمين في كل مكان تحت إمرة إمام واحد، تطيعه جماعة المسلمين كلها في المعروف، في المنشط والمكره، والعسر واليسر، وكذلك تنبيه الناس إلى الأسلوب الصحيح لنصرة المسلمين فيما يتعرضون له من ابتلاءات، بالإضافة إلى أنها زادت من خيبة الصليبيين وأوليائهم المرتدين بعد كل هذه الحرب الطاحنة بأن يروا من جديد جنود الخلافة ينكلون في أعدائهم، ويذكّروهم بأن دولتهم باقية بإذن الله تعالى.

ففي الوقت الذي يقنع أعداء الدولة الإسلامية أنفسهم وأتباعهم أن عقد جماعة المسلمين سينفرط، وأن حال مجاهديها سيعود كما كان قبل إعادة الخلافة، فصائل وتنظيمات وأحزاب، لا تتعدى نظرة كل واحد منهم حدود المنطقة التي يقاتل فيها، ولا تتعدى ولايته للمسلمين الأفراد الذين يقاتلون إلى جانبه، جاءت هذه الغزوة المباركة لتوقظهم من أحلامهم، وتكشف لأتباعهم زيف أوهامهم، وتذكرهم من جديد بأن لا عودة إلى الفرقة من بعد الائتلاف، ولا عودة للأحزاب من بعد الجماعة، وأن خلاف ذلك نكوص لا يرتضيه العقلاء فضلا عن المسلمين الأتقياء.

ولتنبّه من نسي من المسلمين أن لا جماعة إلا بإمام، وأن لا إمام إلا بطاعة، وأن الطاعة الحقيقية لا تظهر في المنشط والميسر، فذلك يطيقه حتى المنافقون، وإنما في العسر والمكره أيضا، حيث يقدّم المسلمون أمر الله تعالى على ما تهواه أنفسهم، ويستعذبون الصبر ساعة العسر على التنعّم بما قد يرونه يسرا، كما قال تعالى: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 172].

وكذلك فإن المشركين وأولياءهم ظنوا أنهم بعد كل ما فعلوه في حملتهم الماضية من قتل للمسلمين وحرق لمناطقهم وتدمير لمدنهم في العراق والشام قد زرعوا الخوف في قلوب المجاهدين، وأنهم سيطيعون من يدعوهم إلى طريق الضلالة والغواية باسم مصلحة الجهاد كي يتجنبوا ما أصاب إخوانهم القابضين على جمرة التوحيد في العراق والشام.

فجاءهم الجواب من أهل الإسلام في كل مكان موقّعاً بالدماء، بأننا مستمرون -بإذن الله تعالى- بما بدأه إخواننا حتى ننال ما نالوا أو يفتح الله بيننا وبين القوم المجرمين، كما هو حال الموحّدين في كل عصر، قال تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].

وهكذا أيضا جاءت عمليات المجاهدين في مشارق الأرض ومغاربها لتعطي المسلمين في كل مكان درسا جديدا عن المفهوم الحقيقي للولاء بين المسلمين وتناصرهم، وتعلّمهم أن الولاء يجب أن لا يقتصر على التألم لمصاب المسلمين والغضب لجراحهم، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوا تداعى له سائر جسده بالسهر والحمى) [رواه البخاري]، وإنما أيضا بنصرتهم بالمستطاع، وأعظم صور النصرة للمسلمين هي جهاد المشركين، كما قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا} [النساء: 75].

ولسان حال المجاهدين وهم يشاركون في مختلف ولايات الدولة الإسلامية في غزوة الثأر لولاية الشام المباركة، أنهم إن أبعدتهم المسافات وحالت بينهم وبين الوصول إلى المستضعفين منهم ونصرتهم الحواجز والحدود، فإنهم قد أعذروا إلى ربهم -نحسبهم والله تعالى حسيبهم- بجهاد من يليهم من الكفار والإغلاظ فيهم، حتى يأذن الله تعالى بأن يدحروا جميعا أعداءهم، ويوحّدوا أرضهم، تحت حكم ربهم، وتسير الظعينة من شرق آسيا إلى غرب إفريقية لا تخشى إلا الله تعالى والذئب على غنمها، وما ذلك على الله بعزيز، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 177
الخميس 6 شعبان 1440 هـ
...المزيد

الدولة الإسلامية - قصة شهيد يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟! عبد ...

الدولة الإسلامية - قصة شهيد

يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يُكفّرون من تلبّس بها؟!

عبد المنان المهاجر
سؤال دفعه للبحث عن الحقيقة... فهاجر وصبر وقاتل وقتل -نحسبه والله حسيبه-

(كيف يُعلّمون الناس نواقض الإسلام ثم لا يكفّرون من تلبّس بها؟! بل كيف يدرّسون الكفر بالطاغوت ثم يجعلونه وليّ أمر تجب طاعته؟!) سؤالان جعلاه في مواجهة مباشرة مع علماء الضلال وشيوخ الإرجاء، لكن أحدا منهم لم يُجب، فبحث ودرس وطلب العلم وأمعن، فأيقن أنهم ليسوا على شيء.

فجدّ في المسير وألزم نفسه قول الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} (الكهف: 28)، إلى أن ارتقى مراتب الشرف وبلغ غاية المقصود، وقاتل وقتل في سبيل الله.

إنه الأخ المجاهد عبد المنان المهاجر (أحمد خالد) -تقبله الله- كان يعلم أن الدعوة إلى الله تعالى لا تتم إلا بمتلازمتين -اللسان والسنان- وأن ذلك طريق الرسل وسبيل الصالحين ودأب المتقين، والصادق من الدعاة هو من يدعو إلى سبيل الله بأفعاله قبل أقواله، ملتزما الحكمة في دعوته، ممتثلا أمره تعالى {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} (النحل: 125).


• أتبع العلم بالعمل

فلقد كان -تقبله الله- داعية بقوله وفعله، لم يكتفِ بحفظ القرآن الكريم كاملا وبإجازته برواية حفص عن عاصم رحمهما الله، وطلب العلم واكتفى بالقعود كما هو حال الكثير من طلبة العلم -والله المستعان-، بل أتبع العلم بالعمل فلم يشغله شاغل ولم يمنعه مانع، فألقى ما في كفّه من متاع وأبعد ما على قلبه من وَهَن، ولم يصدّہ شيء عن طاعة ربه القائل:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}،(التوبة: 41)، ولم يخدعه تلبيس الملبسين من علماء السوء المرجئة الذين كان يدرس عندهم مُحسنا الظن بهم، فما لبثت الفتن أن بيّنت حقائقهم وكشفت سوءاتِهم فهم ليسوا سوى جند للطواغيت، ولا فرق بينهم وبين العسكر إلا في الزي الذي يرتدونه، فأولئك يقاتلون بالسنان وهم يقاتلون باللسان.

كان تقبله الله يتحرق كمدا وحزناً عندما يرى الناس معرضين عن شرع الله لاهية قلوبهم عنه، منغمسين في ملذات الدنيا الفانية وبهرجتها الزائفة.


• بين الدعوة والتعليم والتحريض

وُلد هذا البطل في منطقة (المنصورة) في مدينة عدن، وكان تقبله الله متفوقا في دراسته، شديد الغيرة على دينه، طلب العلم الشرعي فرزقه الله منه بحظ وافر، وعرف ما عليه علماء السوء من تناقضات، الأمر الذي دفعه للبحث عن أهل الدين العاملين به، فتعرف إلى منهج الجهاد، ورأى فيه الحق الواضح، فلزمه ولم يلتفت إلى علماء الضلال وشيوخ الإرجاء الذين حاولوا ثنيه.

فلما أُعلنت الخلافة وتمددت لليمن، سارع في النفير والهجرة في سبيل الله مؤثرا ما عند الله، تاركا زوجته التي لم يمض على زواجه بها سوى أربعة أشهر، عَمِل مع إخوانه في المجال الطبي فكان مسعفا موَفّقا وجليسا مؤنِسا، اختير ليكون أحد أعضاء اللجنة الدعوية في الولاية، فاستعمل ما أعطاه الله من العلم في خدمة إخوانه وتعليمهم وتصبيرهم والتنفيس عن كربهم، وقد شارك في نشر الدعوة بشكل فعّال ولم يغفل عن طلب العلم، بل لم يكن يفارق حاسوبه الخاص أي منزل ينزله، مقسّما وقته بين طلب العلم وزيارة نقاط الرباط، متفقدا إخوانه شادّا عزيمتهم، يعظهم وبالله يذكرهم، متحمّلا في ذلك مشاقّ الصعود والنزول من جبل إلى آخر ليروّح عن إخوته بمشاهدة إصدارات دولته المغيظة للكفرة والمرتدين في كل مكان.

وعُرف عنه شدة تمسكه بالسنة وإيثاره ما يرضي ربه، فكان غليظا على الكافرين والمرتدين، رحيما رفيقا بإخوانه الموحدين، متبعا هدي نبيه (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأخيار(رضوان الله عليهم أجمعين) الذين قال الله سبحانه وتعالى عنهم: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح: 29).

لم يصدّه أي شيء عن جهاده في سبيل ربه واختار ما عنده، ولم يُفتن بأهله كما هو الحاصل لكثير من المتخلفين والمنتكسين الذين تركوا الجهاد بسبب أبنائهم وزوجاتهم -والله المستعان-.• لم تقنعه السفاسف ولم يرض بالدون

نعم لقد صبر مع الموحدين المجاهدين المبتغين لمرضاة الله المقاتلين لأعدائه رغم صعوبة طريقهم ووعورته وقلة السالكين وضعف حال اليد من عدة وعتاد، ولم تُغرِہ زينةُ الحياة الدنيا ولم يطعِ الغافلين الراكضين خلف ملذّاتها الفانية، فإن أصحاب الهمم العالية لا يعطون الدنية، ولا يقنعون بالسفاسف، ولا يرضون إلا بمعالي الأمور.

وكأن لسان حاله يقول:

إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم

فإن الموت نهاية الجميع، لكن شتان بين من يموت وهو يحمل همّ الإسلام مجاهدا في سبيل ربه مقبلا غير مدبر، وبين من يموت وهو منغمس في شهوات الدنيا وملذّاتها مرتكب لكبيرة القعود.

ولقد كان تقبله الله يُلّح على أمرائه طالبا منهم تنفيذ عملية استشهادية ويُكثر الطلب ولكن لم يأته الاذن بها، وقد تأثر كثيرا بتنفيذ أخيه الإعلامي (أبو علي العدني) -تقبله الله- بحزامه الناسف على جند الطاغوت في عدن، فكان يقول: "سبقني أبو علي" وكان يتمنى اللحاق به في أقرب وقت.

كان تقبله الله حريصا على الشهادة ساعيا لها، حتى حان الوقت الذي تمناه والساعة التي سعى لها، فعند حصول الغدر من (تنظيم قاعدة اليمن) الذين لم يدّخروا وُسعا في تضليل الناس عن دينهم ولم يألوا جهداً في جمع كيدهم لمحاربة الموحدين والتحريض عليهم ونشر الأكاذيب عنهم، مستغلين بُعد الناس عن الحقيقة، غير أن الله سبحانه وتعالى بمنّه وفضله على المجاهدين الصادقين أوقع التنظيم بشر مكرهم، فبدؤوا بقتال المجاهدين صراحة، فأخزاهم الله تعالى، وعرف القاصي والداني كذبهم وسوء بضاعتهم ووقوعهم في نصرة المرتدين ومحاربة الموحدين والغدر بهم، وكان أخونا (عبد المنان المهاجر) -تقبله الله- ممن هبّ دفاعا عن عقيدته ودينه ناصرا لإخوانه، رادًا صيال عدوه ليكون على موعد مع ساعة لطالما تمنّاها واستبطأ الليالي والأيام في انتظارها، فنال الشهادة -نحسبه والله حسيبه-.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ...

مقال: ثورة لها ألفُ أب ليست يتيمة

يُكثر الثوريّون في الشام من اللطم والنواح على ما آل إليه حال ثورتهم، وقد استولى الطاغوت بشار الأسد على الأرض، وعاد ليحكم الناس فيها بعنف أشد مما كان وقت انطلاق المظاهرات ضده قبل 8 سنين، وهم اليوم يوزّعون الاتهامات في مختلف الاتجاهات، علهم يجدون من يُمكِنهم تحميله جرم فشل (الثورة).

ونسمع منهم مرارا قولهم إن هذه الثورة يتيمة، وأنها وُئدت لأنها لم تجد من يدعمها ويحميها، ويقصدون بذلك طبعا الدول الصليبية والطواغيت الحاكمين لبلاد الإسلام، ويزعمون أن أحدا من هؤلاء لو تبنّى ثورتهم لنجحت في إسقاط الطاغوت بشار في فترة قصيرة، ولما تكبّد الناس كل هذا القتل والتشريد والدمار.

وهذه الأقاويل بعيدة كل البعد عن الحقيقة، فالصليبيون والطواغيت، لم يكونوا بعيدين يوما عن تبني هذه الثورة، والسعي في دعمها، حتى أدى تنازعهم على أبوتها إلى تمزيقها إربا، وأدى إتخامها بالدعم إلى اختناقها بالمال الحرام الذي باع من أجله لقطاؤها كل شيء.

فمنذ الأيام الأولى للمظاهرات والتي كان فيها المتظاهرون يصرخون في الشوارع وهم يقتلون على أيدي النصيرية "مالنا غيرك يا الله"، صدّر بعض الانتهازيين أنفسهم قادة لهؤلاء الشباب، ورفعوا الصوت بالاستجداء وطلب التبني من أيٍ كان، فلا يهمهم النَسب بمقدار ما يهمهم حجم الدعم.

ونظرا لكثرة طالبي التبني، كان ممكنا لكل من يريد التدخل في أبوة الثورة والثوار أن يحصل على مبتغاه، سواء كان من أجهزة المخابرات الدولية، أو العاملة في خدمة الطواغيت، أو صاحب مال أراد أن يستثمره بطريقة جديدة، وبمقدار ما يمنحه كلٌّ من هؤلاء بمقدار ما تعظم أبوته للثورة وثوارها، وصار كل من آباء الثورة يسعى للاستفراد بها، ولمنع شركائه فيها من ذلك، فيوجهها باتجاه يريده، ويحرفها عن الاتجاهات التي يريدها شركاؤه، وصار كل من يثبت أبوته لها من خلال استعراض قدرته على بيع ما وضعه اللقطاء تحت يده من أمرها.

وبلغ مدى الأبوة على الثورة ومجرياتها، أن يتمكن أي شخص معه ما يكفي من الدولارات، أن يصبح من آباء الثورة، بأن يتبنى أحد اللقطاء ويشكل له فصيلا يجمع عليه الأغرار، ويجعل له اسما، ويحدد له هويّة واتجاها، ويعين له الأعداء والأصدقاء، ويخطط له معاركه، ويقرّر له حربه وسلمه، ويأمره بالتقدم أو التراجع، والهدنة أو الانسحاب، فما بالنا بالدول الكبرى، ذات الأرصدة الكبيرة، والنفوذ المديد، والإعلام الفعّال.

وبلغ من ولاء اللقطاء لمن تبنّاهم أن يؤدي نزاع بين طاغوتين في الخليج على إرضاء سيدهم الأمريكي، أن يؤدي إلى تراشق بالبيانات بين الفصائل في الشام، ورسائل تأييد للآباء وتنديد بخصومهم.

وهكذا تحولت بنادق الثوار ذات يوم من صدور النصيرية إلى ظهور من تقدم الصفوف الأولى من المجاهدين، وهكذا ظهرت الحروب والنزاعات بين الفصائل على المناطق، وهكذا عقدت الهدن وتساقطت المدن، وكل ذلك بسبب الآباء الفجرة المتشاكسين، واللقطاء البررة المطيعين.

ولقد رأينا كيف سلّم مرتدو الصحوات مدينة حلب استجابة لأمر الأب التركي، ورأينا كيف كان آخرون ينتظرون أوامر الأب السعودي ليقرر القتال أو الانسحاب من غوطة دمشق وقت اقتحام النصيريين لها، ورأينا ما حصل في درعا من انهيار الجبهات واستسلام التنظيمات بأوامر من طواغيت الأردن والإمارات، ونرى ما يحصل اليوم في سوتشي وأستانا.

إن "الثورة السورية" لم تكن يوما يتيمة كما يزعم أبناؤها، بل مشكلتها الكبرى في كثرة آباءها، وأما الأيتام حقا فهم اللقطاء من مرتدي الصحوات الذين تبرأ منهم آباؤهم بعد استنفاد النفع فيهم، بعد أن مزّقوا الساحة بفصائل وأحزاب وتنظيمات متنازعة، بمنافع متضاربة، وأهواء متخالفة، وولاءات متصارعة، ولم يجتمعوا على شيء أبدا، إلا على ما اجتمع عليه آباؤهم وتشاركوا فيه من الحرب على جنود الدولة الإسلامية تحت إمرة سيدهم الصليبي.

ومثل ما حدث في الشام حدث في كل ساحات الجهاد تقريبا، وبرز في فلسطين وخراسان والعراق بشكل واضح، وسيبقى هذا التخريب للجهاد بما يخدم الطواغيت مستمرا، ما دام يُؤذن للقطاء الثورات أن يخدموا من يتبنّاهم وينفق عليهم، ولن يوقفه إلا نصر من الله تعالى عليهم يقمع فسادهم وينهي خياناتهم، ويقطع أيادي آبائهم من التطاول على جهاد المسلمين، كما فعل المجاهدون في العراق من قبل، والله لا يهدي القوم الخائنين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 176
الخميس 28 رجب 1440 هـ
...المزيد

ملة الكفر واحدة لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار ...

ملة الكفر واحدة


لقد أظهرتِ الحربُ على غزةَ مرةً أخرى حقيقةَ طواغيتِ العربِ الحاكمين لديار المسلمين في مصرَ والأردنَ ولبنانَ ودُولِ الخليجِ وغيرِها، وأنهم جزءٌ من الحربِ اليهوديةِ الصليبيةِ على المسلمين، فهم حلفاءُ وأولياءُ لهم في حربهم ضد المسلمين ليس في حربِ غزةَ وحسب، بل على مدارِ سنواتِ حُروبِهم السابقةِ في أفغانستانَ واليمنِ والعراقِ والشامِ وغيرِها، والله تعالى قد بيَّن وحسمَ حُكمَ هؤلاءِ فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، فالحكوماتُ والجيوشُ العربيةُ المواليةُ والمتحالفةُ مع اليهود والنصارى هي مِنهم ومثلُهم، وقتالُهم وجهادُهم واجب على المسلمين تماما كقتال اليهود والنصارى.


− الشيخ المجاهد أبي حذيفة الأنصاري (حفظه الله تعالى)
من الكلمة الصوتية: (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ)
...المزيد

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار ...

الجهاد على منهاج النبوة سبيل النجاة


في الجانب العملي، فهذه رسالة إلى شباب المسلمين وأنصار المجاهدين في السودان، بوجوب العمل والسعي الحثيث لاستغلال الأحداث لمصلحة الجهاد، عبر الاستقطاب والتجنيد والإعداد والاستعداد بغية إنشاء نواة للجهاد تتصدى للأخطار المحدقة وتؤسس لجهاد طويل المدى، وهذا لا يتأتى إلا بالإخلاص والجهد وضبط العقائد {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ}.

أيها المسلمون في السودان وكل مكان، إن الحل في العودة إلى الله سبحانه، واتباع أمره جل وعلا وتحقيق الولاء للمؤمنين جميعا والبراء من الكافرين جميعا، وإعلان الجهاد على منهاج النبوة لإقامة حكم الشريعة، ودحر جنود الطاغوت كما قال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 479
المقال الافتتاحي: السودان المنسي!
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية سلسلة نصائح أمنية الحلقة الثالثة: الفقرة 3 أوقف خصائص جوجل أو ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية

سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الثالثة: الفقرة 3


أوقف خصائص جوجل أو ويندوز أو أبل من جهاز المناصرة، مثل التحليل المعلوماتي وتحديد الموقع والمتصفح الذي يأتي معهما، وغيرها حتى لا يسجل نشاطك ...المزيد

شمروا عن ساعد الجد ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا ...

شمروا عن ساعد الجد


ويا أيها الموحدون الصادقون في أمريكا وروسيا وأوروبا، يا أنصار الخلافة، يا من عزَّ عليكم النفير وأنتم اليوم بين ظهراني المشركين شمّروا عن ساعد الجد واصدقوا في سعيكم، واعلموا أن حربنا مع عدونا حرب شاملة، ومصالحه يسيرة سهلة المنال، فأشغلوهم بأنفسهم عن خلافتكم ودار الإسلام، وتذكروا قول نبيكم -صلى الله عليه وسلم-: "لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا" [رواه مسلم].


− الشيخ أبو الحسن المهاجر (تقبله الله تعالى)
من كلمته الصوتية: فاصبر إن وعد الله حق
...المزيد

التحاكم إلى الطاغوت فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله ...

التحاكم إلى الطاغوت

فالحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت كافر بالله العظيم، والمتحاكم إليه كافر بالله أيضا، ما لم يكن مكرها. ولا يُعذر المتحاكم إلى الطاغوت بكونه يريد بذلك تحصيل حقه المغتصب أو استرداد مظلمته، أو حل مشكلة مستعصية، وهو وإن لم يؤمن بصحة هذه القوانين الجاهلية، ولا بكونها مساوية لحكم الله فضلا عن أن تكون أفضل منه، وإن كان عارفا بكفر هذا الفعل، كارها له، غير مستحل للوقوع فيه، فهو بفعل التحاكم قد نفى عن نفسه الكفر الواجب بالطاغوت الذي لا يكون المرء مؤمنا إلا به، وبإيمانه بالله وحده، وهو فعل يكفر المرء بمجرد مباشرته كتمزيق المصحف أو لبس الصليب أو سب الله –تعالى- وغير ذلك من المكفرات.


• المصدر:
مقال صحيفة النبأ العدد 74
"أضواء على الهجوم المبارك الذي استهدف تجمع المحاكم الطاغوتية في دمشق"
...المزيد

السودان بين الإسلام والوطنية إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان ...

السودان بين الإسلام والوطنية

إن هذه الوحدة الإسلامية التي تجعل المسلم ينتفض لجرح أخيه أينما كان في بورما أو غزة أو السودان؛ لا تتحقق إلا بتحطيم موانعها وكسر الحدود والقيود التي تحول دونها، ومعلوم لدى كل مسلم يعرف دينه وحق الله تعالى عليه، أن الوطنية وحراسها ودعاتها وجيوشها هم حائل ومانع دون وحدة المسلمين ورص صفوفهم واجتماع كلمتهم على الصورة التي صوّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: (المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا)، وكما فصّلها في حديث آخر: (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم وتَرَاحُمِهِم وتعاطُفِهِمْ، مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) [متفق عليه].

هذا التصوير النبوي الدقيق للأخوة الإيمانية، وهذا البنيان المحمدي المنشود، لا يمكن تشييده على أرض الواقع إلا بمباشرة أسبابه التي باشرها النبي -صلى الله عليه وسلم- والخلفاء الراشدون من بعده، وجميعها قامت على أصل الأصول وهو التوحيد الذي يهدم كل الوشائج الجاهلية ويبقي وشيجة الإيمان، وهذا الأصل لا يتحقق إلا بأم الوسائل وأوحدها وأحدّها وهو الجهاد ومعه الهجرة في سبيل الله، كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في دولة الإسلام الأولى التي قامت بالهجرة والجهاد، وطاب بنيانها واستوى على سوقه بالمؤاخاة التي كانت ثمرة لغلبة التوحيد وقيادته للنفوس وسلطانه وهيمنته التامة عليها، عندها فقط صار المسلمون أمة واحدة تكافأت دماؤهم.


• المصدر:
افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 519
"السودان بين الإسلام والوطنية"
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً