أعياد النصارى إن النصارى اليوم في غاية الحرابة والعداء للإسلام وأهله، والحرب مشرعة على ...

أعياد النصارى



إن النصارى اليوم في غاية الحرابة والعداء للإسلام وأهله، والحرب مشرعة على أشدّها بيننا وبينهم، وأبرز صور هذه الحرب "التحالف الصليبي" الذي يقوده النصارى، فهم قادة الحروب الصليبية في القديم والحديث.

وإن الواجب على المسلم أن تكون معاملته للنصارى من جنس صنيعهم بالمسلمين، فكما مزقوا أشلاء المسلمين بغاراتهم وقذائفهم، فالواجب إذاً أن يجتهد المسلم في قلب أعياد النصارى إلى مآتم ومآسٍ جزاء وفاقا، فيقاتلهم بكل وسيلة ممكنة في الأعياد وغيرها وإنْ كان في الأعياد أنكى بهم وأفجع لقلوبهم، وأيسر في الوصول إليهم، وكفى بشركهم وادعائهم ألوهية عيسى، محرِّضا وموجبًا لقتالهم فكيف وقد زادوا على ذلك محاربتهم للإسلام وأهله؟!


• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 319
"عيسى ابن مريم رسول الله"

#دعوة_وجهاد
...المزيد

صحيفة النبأ العدد 309 - قصة شهيد أبو الزبير المهاجر -تقبله الله تعالى- دعوة.. وإعلام.. ...

صحيفة النبأ العدد 309 - قصة شهيد


أبو الزبير المهاجر -تقبله الله تعالى-
دعوة.. وإعلام.. وجهاد..

عندما يدخل القرآنُ أعماق النفوس ويخالط بشاشة القلوب يصنع رجالا لا يشبههم الرجال، إذْ يقودهم القرآن فينقادون ويأمرهم فيأتمرون، فيكونون منارات هدى وأشرعة رشاد، تلوح أعلامهم ويرتفع شأنهم، يدلون السالكين ويهدون التائهين، ويضعون اللبنات الصلبة لصرح متين، يُرفع المجد على أكتافهم ويُرسم العز بدمائهم، ذكّارين شكّارين، أوّاهين خاشعين، رؤياهم ترفع الهمم وذكراهم تزيل الوَهَن، وقَفْوُ آثارِهم يوصل القمم.

ومن أمثال هؤلاء -نحسبهم والله حسيبهم- الفارس الهزبر أبو الزبير المهاجر تقبله الله الذي سما بخلقه حين تخلّق بأخلاق القرآن، ممتثلا أمره، وقّافا عند نهيه لا يتعدى حده، الصوّام القوّام، القارئ لكتاب الله القانت بآياته، العفيف الحيي، الصابر الحليم ذو القلب السليم والخلق العظيم، المجتهد العابد والبار المجاهد.

عبد صالح أغدق الله سبحانه وتعالى عليه صفاتا قلّ اجتماعها في أحد وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وقد شهد له بهذه الصفات وعهده عليها الثقات من إخوانه وأمرائه حتى غدت فيه طبائعَ وسجايا ملازمة له كالظل لا تفارقه، فهو الصادق في قوله المتقن لعمله الموفي بوعده، نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.


• نشأته وأخلاقه

أبو الزبير محمد بن علي السكتاوي الغدوي أصلا ونسبا، الكدوناوي مولدا وطلبا للعلم وسكنا، وُلد الأخ أبو الزبير في بلدة (كدونا) الواقعة في شمال وسط نيجيريا ذات الأكثرية المسلمة، في بيئة طيبة ذات خلق رفيع وصلاح في الدين، سنة ١٤١٥ هـ في حيّ (تُدُنْ وادا) وترعرع فيه حتى بلغ السابعة من عمره فسجله والداه في أحد "المعاهد الإسلامية" المنحرفة التي كانت تشرف عليها آنذاك ما يسمى بجماعة "إزالة البدعة وإقامة السنة" وهي في الحقيقة إزالة السنة وإخماد الجهاد وإقامة الديمقراطية وعلمنة المسلمين وتلويث عقائدهم، والله المستعان.

وبعد سنوات انتقلت أسرته بما فيها أبو الزبير -تقبله الله- من حيِّ (تُدُنْ وادا) إلى بلدة (رِغاسا) فواصل فيها دراسته حتى تخرّج من الدراسة الابتدائية وانتقل بعدها إلى المتوسطة والثانوية وقد كان الأخ أبو الزبير -تقبله الله- خلال نشأته متميزا بين أقرانه بسجايا حميدة وأخلاق نبيلة، كبِرّه البالغ لوالديه حيث كانت والدته تثني عليه بذلك وتدعو له بالبركة في حياته، إذ كان لا يتعدى حدها ولا يعصي أمرها في منشطه ومكرهه، وكان بشوشا رحب الصدر لمن أحسن إليه أو أساء، كثير التبسم في وجه إخوانه المسلمين لا يفرّق بين أحد منهم متواضعا لهم يوقر كبيرهم ويرحم صغيرهم حتى ألفه القريب والبعيد والكبير والصغير، وكان أبو الزبير مع هذا مترفعا عن سفاسف الأمور فلا تجده إلا في مجالس الذكر وحلق القرآن، لا في الملاهي الساذجة ولا في المراتع السخيفة، وكان مما توج حياته وكللها عفته وأمانته، كما كان كريما سخيّا كثير الصدقة فلا يفوته يوم الاثنين إلا وفطّر فيه مَن حوله من الصائمين بماله، وكان متورعا لا يأكل شيئا يشك في كونه حراما.


• طلبه للعلم

لقد هدى الله تعالى الأخ أبا الزبير إلى الرشد منذ نعومة أظفاره فلم يجعل له هما إلا تعلم أمر دينه ليعيش على بصيرة بعيدا عن دياجير الجهل وظلامه القاتم، حيث درس المرحلة الابتدائية أربع سنوات في مدرستيْ (السعادة الأبدية) و(علوم القرآن والدراسات الإسلامية)، ثم تاقت نفسه إلى حفظ كتاب الله وصار ذلك حلمه الذي لا يفارق جَنانه، فأخبر والده بذلك فنقله إلى معهد (أبي بن كعب) لتحفيظ القرآن فحفظ فيه من القرآن ما شاء الله أن يحفظ وتعلم من التجويد ما تيسر، ثم انتقل إلى معهد (التجديد) للتحفيظ والدراسات الإسلامية مع سائر أشقائه، وانتقل لاحقا إلى مدرسة (الإيمان) التي ينتسب مشايخها إلى دعوة الشيخ محمد بن يوسف البرناوي -مؤسس جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد والتي بايعت الخلافة عام 1436 هـ- فكانت تلك المدرسة خطوة أولى في طريقه إلى نصرة دينه بالنفس والمال، ومن ثَمّ أكمل دراسته ووفّقه الله تعالى لتحقيق حلمه وأسمى مُناه آنذاك في العام الذي أعلنت فيه دولة الخلافة، وهو حفظ كتاب الله، فكان أول مَن جمع القرآن في صدره في تلك المدرسة من بين مئات الطلاب، ولقد كان سديد الرأي حادّ الحافظة قوي الذاكرة قلّما يلحن في القراءة، فأصبح بذلك متفوّقا على أقرانه في هذا الباب، فلا مسابقة تشجيعية تقام في المدرسة إلا كان الفائز فيها، فذاع باعه وعلا صيته حتى سمع به بعض الأساتذة الضُلّال فأرادوا أن يستغلوه لقضاء أوطارهم وبلوغ مآربهم فشرعوا في ترويضه ليكون نجمهم في المسابقات فلم يُوافقهم ولم يخضع لرغبتهم رغم إلحاحهم المتواصل، بل كلما عرضوا له، ردّهم خائبين وردد تلك الكلمة التي كان صادقا في قولها: "لا أشتري بآيات الله ثمنا قليلا، ولا أبيع هذا القرآن بعرضٍ من الدنيا قليل".كما درس في هذه المدرسة أيضا؛ البيقونية وشرحها في مصطلح الحديث، والقواعد الفقهية، وشيئا من التفسير وقواعده، والفقه وأصوله، وقرأ كذلك السيرة النبوية.


• مِن العابدين

لقد جعل الله سبحانه وتعالى هوى هذا الأخ في قراءة كتابه سبحانه، حتى وفقه الله لحفظه رغم العوائق التي كانت حوله، حيث كانت لديه تجارة يشتغل بها، ويدرس في مدرستين في بلدة (كادونا) يُحَفّظ الأشبال كتاب الله حتى أتمه بعضُهم على يديه.

ولم يكن أبو الزبير ممن حفظ القرآن حفظا بغير عمل، بل كان يعطيه حقه ويكثر تلاوته حتى ذُكر عنه أنه كان يختم القرآن في رمضان في يوم وليلة، وكان لا يفارق مصحفه جيبه، محافظا على ورده، كثير السهر قوّاما يناجي ربه في جنح الليالي يتخشّع بين يديه ويبكي، ولا ينام عن ورده في حضر كان أو في سفر، قال عنه أحد إخوانه: "ما رأيت أبا الزبير يوما نام عن وِرده أو تكاسل عن أدائه مهما كان شغله في حِلٍ كان أو ترحال"، لذا كانت الوضاءة ملازمة لوجهه، لحظّه الوافر من المناجاة، كما كان يؤم الناس في أحد مساجد حيِّه ويؤمهم في صلاتي التراويح والتهجد كل رمضان؛ لإتقانه قراءة القرآن وحسن صوته، وكان في غير رمضان يقرأ في قيامه عشرين جزءا في بعض الليالي إذا كان منفردا.

وهو كثير التطوع بالصيام فلا يفوته صوم يومي الاثنين والخميس وكذلك الأيام البيض في بعض الأحيان، وكان كثير الدعاء طويل التضرع به، والذكر لا يفارق لسانه، محب للنصح والمواعظ كثير الصلاة والخشوع فلا يفرغ من صلاة إلا وقد احمرت مقلتاه أو فاضتا بالدمع، ونحسب أن الصلاة كانت قرة عين لهذا العبد الصالح فقد كان يحافظ على السنن والنوافل، وكان شديد الحرص على إخفاء عمله، وقد وهبه الله سبحانه وتعالى الجرأة في الحق فلا يرى منكرا يقدر على تغييره إلا غيّره، ولا معروفا يُستهان به إلا ذكّر الناس به.


• لا يشغله عن ذكر الله شيء

تعلق قلب أبي الزبير بالمساجد منذ صباه فكانت لا تفوته جماعة ولا جمعة إلا من عذر لا محيد عنه، فكان دائما مشتغلا بربه، وحينما فتح له والده "دكّانا" وأعطاه كامل التصرف فيه، لم تلهه التجارة والمال عن عبادته ، حيث كان يغلقه متى ما اقترب وقت الصلاة ليذهب وينتظر الصلاة وهو الإمام، وفي بعض الأيام يشتغل بطلب العلم و يظل "الدكان" مغلقا وليس له نائب ينوب منابه في غيبته، بل وزاد على مقدار ما كان عليه قبل "الدكان" من الطاعات وجعل من ذلك المال ثمنا يشتري به الجنة حيث كان يعين به من أراد الهجرة والنفير إلى دار الإسلام، ويفطّر منه الصائمين ويتصدق على الفقراء والمحتاجين، ولمّا جاء دوره للهجرة ترك ذلك الغنى وبحبوحة العيش التي هي غاية البطَّالين، فخلّفها وراءه مقبلا إلى حياة فيها سعادة الدارين، ولذة وطمأنينة لا يعلمها إلا من كان فيها، والتي هي أرِب كل لبيب عالي الهمة.


• ثمارٌ بعد تربية حسنة

لقد صارت تلك المدرسة التي التحق بها أبو الزبير منهلا صافيا وموردا نقيا له ولرفقائه والتي كانت تعلم الجيل العقيدة الصحيحة ومعاني الولاء والبراء والمراد بالجهاد في سبيل الله، فهنالك شرَع أبو الزبير يزِن الأحداث والوقائع بميزان الشرع، وبدأت تؤسفه مآسي المسلمين هنا وهناك والمجازر التي ترتكب بحقهم في نيجيريا خاصة وفي العالم عامة، وإهانة النصارى للمسلمين -بتواطؤٍ من الحكومات الكافرة- فجعلت تتّقد في صدره روح الثأر والانتقام للمسلمين، فإذا بحادثة مقتل الشيخ محمد بن يوسف البرناوي -رحمه الله- وما حدث من تدمير مسجدهم ومركزهم ومقتل المئات وأسر أضعافهم من طلابه ظلما وعدوانا، وما تلا هذه الحادثة من استقالة مدرسة (الإيمان) التي يدرس فيها أبو الزبير، وأسْر أحد مشايخها الذي تأثر به أبو الزبير -تقبله الله-.

فالتفت يمنة ويسرة فلم يجد لنفسه جوابا وحالته هذه لو مات وسأله ربه: ماذا قدمت لنصرة المستضعفين وإعلاء كلمة الله؟ فهداه الله تعالى إلى سبيل الرشاد وهو النفير والالتحاق بركب المجاهدين، فجعل همّه هما واحدا واشتد نهمه في البحث عن أخبار المجاهدين فلا يسمع بأحد عنده أخبار المجاهدين أو مقاطعهم المرئية أو المسموعة من برامج إذاعة البيان أو كلمات المشايخ إلا لحق به غير آبه بالخطر الكامن في ذلك، إلى أن يسّر الله له الاطلاع على الشبكة العنكبوتية ففتح حسابات عدة يناصر فيها المجاهدين ويدعو الناس من خلالها إلى التوحيد، وكان ذا عزيمة وهمة في ذلك فكلما حذف له الصليبيون حسابا فتح مكانه آخر ينشط مناصرا للدولة الإسلامية حتى لُقب بين إخوانه بـ"الإعلامي" فشرع في البحث عن حسابات الإخوة الموجودين في الساحات متابعا للوضع، فأصبح يحمّل المرئيات والمسموعات الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي للدولة الإسلامية وينشرها بين إخوانه، بل كان يُرِي والديه بعض المرئيات دعوة لهم وحرصا على هدايتهم وكانا يحذرانه من خطر إظهارها في تلك الظروف، فكان يرد عليهم أبو الزبير وينصح لهم في أدب بالغ واحترام جم.ولم يزل كذلك إلى أن التقى بأحد الإخوة الإعلاميين لولاية غرب إفريقية فنسّقا وحدّدا موعد اللقاء، وفي صبيحة يوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 1438 هـ، حمل أبو الزبير حقيبته متخفيا ولم يعلم أحد حتى والدته التي كان أبرّ الناس بها، قاصدا أرض الجهاد ومواطن الرجال ميمما نحو ولاية غرب إفريقية ليبذل أغلى ما يملك ابتغاء رضى مولاه.


• حيثما وقع نفع

الخلق الحسن كالمسك لا يستطيع حامله أن يخفي أثره، فبعد هجرة أبو الزبير إلى أرض الجهاد والتحاقه بالركب المبارك، لفتت إليه أنظار الخواص قبل العوام ونالت إعجابهم تلك الأخلاق الحسنة والخلال الطيبة التي تتجسد في معاملاته، فوضع الله له القَبول بين الجميع وأكسبه محبة وتوقيرا في نفوسهم تجاهه رغم حداثة سنه.

بدأ عمله في ديوان الإعلام وفي نفس الوقت مدرسا في معهدي الأشبال والنساء في الولاية ولم يشغله التدريس عن الإعلام، فقد كان يلحّ على أمرائه إذا علم بتجهيز غزوة أو تحرّك سرية أن يأذنوا له بالمشاركة فيها، فتم له ذلك فشارك في عدة معارك، يغطي ويوثق المشاهد ليفرح المؤمنين ويغيظ الكافرين.


• متنقلا بين دواوين الولاية

وما فتئ أبو الزبير يُظهر محاسن الدولة الإسلامية ومنهجها عبر ثغر الإعلام؛ حتى اتجه إلى ترميم وتطوير بنائها الداخلي، ومن نقل المشاهد وإبلاغ الدعوة خارج الدولة؛ إلى نشرها وتعميمها داخلها بين رعية أمير المؤمنين وجنده، إلى "ديوان الدعوة والمساجد"، حيث صال وجال في ميدان الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس أمور دينهم فأجاد وأفاد فكان يتنقل بين القرى والبلدان والمساجد واعظا وناصحا وداعيا فيمشي راجلا في تنقلاته بين البلدان ولا يبالي بوجود وسيلة النقل من عدمها، وكان كثير التذكير بالآخرة وإخلاص العمل وإقامة الصلوات.

ومن هذا الثغر إلى "ديوان الجند" حيث نُقل إليه فكان جنديا في إحدى السرايا يخوض المعارك ويركب المخاطر، ولا يخوض معركة إلا وقد ظنّ فيها القتل، فكان يتلقى الرصاص بصدر عارٍ غير آبهٍ بالحتوف.
كما كان يدرس الإخوة في مركزه من صلاة الفجر إلى الساعة العاشرة صباحا يوميا تقبله الله.

ثم نقُل بعد ذلك إلى "ديوان الأمن" فعمل كاتبا في الديوان وكان لا يداهن ولا يساوم شديدا على المنافقين والمرجفين غير محاب أحدا، وأثناء عمله في هذه الدواوين كان يتميز بسمع وطاعة كبيرة لأمرائه، لا يبالي أيَّا كان أميره بل يوفيه حقه فلا يعمل في ديوان إلا وقد أُثني عليه بالسمع والطاعة وحسن العشرة.• علت به همته

المحبة والصيت الحسن لدى خاصة القوم هي ما يأمله طالب الدنيا ضعيف الهمة، لكن أبو الزبير لم يغترّ بتلك المكانة التي حظي بها بين إخوانه وأمرائه عن أسمى أمانيه، وهي الشوق إلى لقاء الله وطلب لذة النظر إلى وجهه! فكان كثير الحديث عن الشهادة والعمليات الانغماسية وكان يخاف من طول العمر شوقا إلى ربه وخوفا من فتنة الزيغ والانتكاسة، حتى كان يردد دائما في كلامه: "لا أطال الله عمري، فإني أخاف على نفسي الفتنة فكثير ممن عُمّر انتكس".

هذا الهاجس لم يكن مجرد كلام يتغنى بها ليطيب به أسماع رفاقه، بل هو من أعماقه وسويداء قلبه نحسبه، فلقد دوّن اسمه في عملية انغماسية منذ أن كان في "ديوان الدعوة والمساجد" ولم يخبر بذلك إلا أحد رفقائه وإخوته الذين كانوا معه قبل هجرته ولم يخبره إلا تحريضا له على العملية وحبه لأخيه ما يحب لنفسه حتى ينال أجره وأجر أخيه، فلقد كانوا يتسابقون إلى الخيرات ويحرّض بعضهم بعضا على ذلك.

ومع حرص أبي الزبير على ذلك الطموح، إلا أنه لم يشأ الله له التنفيذ آنذاك لرد الأمراء له وأمره بتأجيل العملية إلى حين، فسمع وأطاع وهو على أحر من الجمر على حلول الموعد وقلبه يتلهف توقا واشتياقا، لم تُنسه أنشطته الدعوية ولا مهامه التعليمية والعسكرية أسمى أمانيه حيث كان يلحّ على مسؤول المتفجرات أن يعطيه حزاما يتحزّمه أينما يحل حذرا من الاستئسار، ولكي ينفذ عمليته متى ما رأى الهدف في غزوة من الغزوات، ولكنه كلما طلب منه ذلك ردّه إخوانه فيرجع صابرا محتسبا ملحّا في الدعاء.


• مسك الختام

القلوب المؤمنة تجد ارتياحها تحت ظلال السيوف وبريق الرصاص وهدير الراجمات ودوي القذائف والطائرات في سبيل الله، عاش أبو الزبير آخذا بعنان فرسه يبتغي القتل مظانه لا يسمع بغزوة إلا طلب المشاركة فيها ولا جبهة مشتعلة إلا رام الانتقال إليها، لذا كان شديد الرغبة في الانتقال إلى منطقة (الفاروق) كونها أشد الجبهات اشتعالا آنذاك، ففي يوم من الأيام سمع بتحرك موكب إلى منطقة (الفاروق) فألح على إخوانه حتى سجلوه في قائمة الإخوة المتحركين إلى هناك، فبعد وصولهم وإكمال مهمتهم، عادوا راجعين فكمِن لهم المرتدون على الطريق الرئيس الرابط بين (ميدوغوري) و(دماتورو)، فهنالك انتهى المطاف بحامل القرآن ليثبت بالفعال ما ردده مرارا في جوف الليل من آيات، وليقول لإخوانه من أهل القرآن: هكذا فلتزينوا القرآن بالفعال، فأصيب بطلقات في رأسه ويده، وبعد سحبه من موقع الكمين ضُمدت جراحه رجاء شفائه، ولكن تلك الجراح كانت مسك الختام، فقد أسلم الروح لباريها ليلقاه شهيدا -كما نحسبه- تاركا خلفه الدنيا وهمومها إلى جوار ملك كريم سبحانه بعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة والعبادة، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وألحقنا به غير مبدلين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 309
الخميس 14 ربيع الأول 1443 هـ
...المزيد

مقال: من مقاصد الجهاد فيما شرع الله سبحانه من الشرائع والعبادات حكمٌ كثيرة بعضها يعلمها ...

مقال: من مقاصد الجهاد


فيما شرع الله سبحانه من الشرائع والعبادات حكمٌ كثيرة بعضها يعلمها الناس، وبعضها لا يعلمها إلا هو سبحانه، ولو أدركها العباد لأجابوا وما تأخروا عنها، وإن ظهر في بعضها المشقة لكن بمقدور العباد فعلها، وقد كانت عبادة الجهاد في سبيل الله تعالى من تلك العبادات التي لا يعلم كثير من الناس خيرها، وما شرع الله الجهاد لعباده المؤمنين إلا لأنها عبادة لا يقوم غيرها مقامها، ولِمَا في الجهاد من أمور لن تتحقق بدونه.

وقد اختتمت عدد من آيات الجهاد بالإشارة إلى خيرٍ غائب لو علمه الناس، قال تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقر:216]، قال ابن كثير: "أي: هو أعلم بعواقب الأمور منكم، وأخبر بما فيه صلاحكم في دنياكم وأخراكم؛ فاستجيبوا له، وانقادوا لأمره، لعلكم ترشدون"، وقال تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41]، وقال أيضا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف:10-11]

وقد بيّن لنا سبحانه بعض حِكم الجهاد ليكون ذلك دافعا لنا لإجلال هذه العبادة وتأديتها وجعلها من الأولويات وعدم الحيد عنها أو التقصير فيها.

فأعظم ما يتحقق بالجهاد تميُّز المؤمنين الذين يؤمنون بالغيب مِن مدعي الإيمان ليعلم الله الصادقين من الكاذبين، ويعلم مَن يقول ويفعل ممن يقول وينكص، فإن دعوى الإيمان بالله والتزام حكمه وشريعته لا تَصْدُق حتى يُضحي الإنسان في سبيل تلك الدعوى بأعظم ما عنده من نفس أو مال؛ قال الله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ}، قال ابن كثير: "أي: مَن نيته في حمل السلاح نصرة الله ورسله، وقوله: {إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} أي: هو قوي عزيز، ينصر من نصره من غير احتياج منه إلى الناس، وإنما شرع الجهاد ليبلو بعضكم ببعض".

وبالجهاد يظهر الدين الذي أنزله الله حقيقة؛ وذلك لأن أهل الكفر لن يرضوا عن الدين المنزل ولا عن أتباعه أن تكون لهم سيادة على الأرض وخاصة في هذا الزمان الذي صار فيه كل من استولى على الحكم عمِل جاهدا أن يعطل شيئا من شرائع الله ليرضى عنه الشرق والغرب، فإن لم يكن الجهاد فكيف إذًا ستقام الشرائع التي أمرنا الله بها؟ وكيف يظهر دين الله حقيقة؟ ولله الحكمة البالغة.

وبالجهاد يُهدى الناس إلى ما خُلقوا لأجله، فإن أئمة الكفر يحولون بين دين الله وبين العباد طمعا في مصالحهم ودنياهم، فشُرع الجهاد لقلع عروشهم ليصل دين الله إلى العباد، فكم أحيا الجهاد من أممٍ غافلة؟ كان عيشهم عيش البهائم وكأنما خلقوا عبثا، فما أيقظهم شيء كالجهاد في سبيل الله، ولنا في فتوحات المسلمين عبرة فلقد ضرب الإسلام بجرانه نحو الصين شرقا وإلى الأندلس حتى جنوب فرنسا غربا إلى أجزاء كبيرة من روسيا شمالا حتى أطراف "فينّا" إلى إفريقية جنوبا، حيث جلجل التكبير في تلك الأراضي ودُقت رقاب الكافرين حتى دخلت فئام كبيرة من الناس في عبادة الله التي خُلقوا لأجلها، وهذا مصداق قول الله تعالى: {وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ} [التوبة:15]، وقد غلط أقوام بعمد أو بغيره فزعموا أن أكثر من دخل في الإسلام عن طريق دعوة التجار!، ومَن تأمل في الفتوحات حتى المئة الأولى من الهجرة وقد تجاوزت خيول الفاتحين الأندلس، ليعجب من ترهات أولئك المنتقصين من شأن الجهاد الذين يعتبرونه صدا عن سبيل الله وتشويها للإسلام الذي وصلنا على جماجم الفاتحين السابقين رضوان الله عليهم.وبالجهاد يُحفظ الدين من الطعن والتحريف والتعطيل، فإن البلاد إن لم تُحكم بشرع الله قام الأفّاكون فقالوا الكذب وحرّفوا شرائع الدين كتحريف الشورى إلى الديمقراطية، وتعطيل الحدود التي أنزلها الله بزعم عدم صلاحيتها لهذا الزمان!، والطعن في أحكام الله تعالى وما حكاه الشرع من أمور الغيب والاستهزاء بها، فإن تلك النفوس لن ترعوي إلا بإزهاقها وكتم أنفاسها، قال الله تعالى محرّضا عباده على قتل هؤلاء: {وَإِنْ نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِّنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ} [التوبة:12]

وبالجهاد يأمن المسلم على نفسه وماله وعرضه؛ ولذلك يكثر القتل في المسلمين وتنتهك حرماتهم متى تُرِك الجهاد في سبيل الله، وهل يخفى على أحد حال المسلمين اليوم وما يسامون به من سوء العذاب؟ وفي المقابل فإن استنزاف الصليبيين وأوليائهم المرتدين بالجهاد هو الذي أوقف كثيرا من دماء المسلمين التي عمت الأرض في العقود الماضية ولنا في غرب ووسط إفريقية خير دليل، وإن في استمرار الجهاد لدفعا لما يعانيه المسلمون اليوم من قتل واضطهاد، قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:251]

وبالجهاد يفتح الله لعباده المؤمنين أبواب الرزق والنعم فتأتيهم الدنيا وهي راغمة، وإنْ تركوا الجهاد لأجل الدنيا والانشغال بالحرث والأنعام والافتتان بالوظائف والحطام؛ أصابهم الذلُّ وأهلكهم الوَهَن، وأخذ عدوُّهم ثرواتهم على أعينهم، فبلاد المسلمين هي أغنى بلاد الأرض كنوزا وسكانها أكثر الناس فقرا؛ لأن خيرات أراضيهم تُنقل إلى بلاد أعدائهم الصليبيين، وما ذاك إلا عقاب من الله جزاء ترك الجهاد، فجوزوا بالنقيض، فلما تركوا الجهاد حبّا في الدنيا أُهْلِكُوا فيها فشَقَوا ولم يحصّلوا إلا أدنى الرزق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم) [أبو داود]

وبالجهاد إذلال وخزي الكافرين الذين حادّوا الله وآذوا عباده، قال ابن كثير رحمه الله: "وقتل المؤمنين الكافرين أشد إهانة للكافرين، وأشفى لصدور المؤمنين، كما قال تعالى للمؤمنين من هذه الأمة: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين}، ولهذا كان قتل صناديد قريش بأيدي أعدائهم الذين ينظرون إليهم بأعين ازدرائهم، أنكى لهم وأشفى لصدور حزب الإيمان، فقتل أبي جهل في معركة القتال وحومة الوغى، أشد إهانة له من أن يموت على فراشه بقارعة أو صاعقة أو نحو ذلك". هذا وغيرها خيرات خُصت في الجهاد حُرمها الكثير وهم لا يشعرون، ويجدها المجاهدون وهم في ظل فيئها يعيشون، ولِنِعم ربهم شاكرون، والحمد لله رب العالمين.


• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 309
الخميس 14 ربيع الأول 1443 هـ
...المزيد

فتى ترامب لقد شكّل الجولاني -فتى ترامب ومرمى عطره ومحل حرثه في حربه على الإسلام- أسوأ وأقتم ...

فتى ترامب



لقد شكّل الجولاني -فتى ترامب ومرمى عطره ومحل حرثه في حربه على الإسلام- أسوأ وأقتم صفحة خيانة في التاريخ الإسلامي المعاصر، سمح له بدخول القصور الرئاسية على شاشات البث في أجواء صافية من الطائرات في سماء الشام التي كانت تحتاج في عهد الدولة الإسلامية إلى "شرطي مرور" ينظّم سيرها لكثرتها، وليس فيها طائرة واحدة صديقة! كلها معادية! وكلها اختفت في أيام التحرير! بينما تركت عدو الشرع يصول ويجول من إدلب إلى دمشق ينظِّر عن الدستور ودولة القانون، فعن أي تحرير تتحدثون؟



• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 525
"ثورة حتى القصر!"
...المزيد

بين البرّ والقتال وعليه فالبر والقسط مع الكافر غير المحارب ممن لم يتورط في أي سلسلة من سلاسل ...

بين البرّ والقتال


وعليه فالبر والقسط مع الكافر غير المحارب ممن لم يتورط في أي سلسلة من سلاسل العون على حرب المسلمين، بفعل أو قول أو مشورة، أو بمجرد التأييد فالمؤيد كالفاعل، وبالجملة فأهل الكتاب اليوم واقعون تحت قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}، قال ابن كثير: "لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين، بل هم أذلاء صغرة أشقياء"، هذا في حق الذمي، فكيف بالمحارب؟!



• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 475
" بين الحانوكاه والكريسماس"


#دعوة_وجهاد
...المزيد

أيام المشركين قال شيخ الإسلام تيمية رحمه الله: " إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، ...

أيام المشركين


قال شيخ الإسلام تيمية رحمه الله: " إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك، وقد قال الله سبحانه: ﴿ لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج ٦٧] كالقبلة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن فإن الموافقة في جميع العيد، موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه»

[اقتضاء الصراء المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم]


#دعوة_وجهاد
...المزيد

عيسى رسول الله إن عيسى عليه -السلام- هو رسول الله، ليس إلها ولا ابنًا لله كما يدَّعي النصارى، ...

عيسى رسول الله


إن عيسى عليه -السلام- هو رسول الله، ليس إلها ولا ابنًا لله كما يدَّعي النصارى، قال الله تعالى: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ} [المائدة: 17].

وهو أيضا عبدُ الله ونبيّه، قال تعالى على لسان عيسى -عليه السلام-: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [مريم: 30].

بل هو أيضًا رسولُ الإسلام، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَنَا أَوْلى النَّاس بعيسى ابْنِ مَرْيَم في الأولى وَالآخِرةِ) قالوا: كيف يا رسُولَ الله؟ قال: (الأنبِيَاء إِخْوَةٌ مِن عَلَّاتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، ودِينُهُمْ واحِدٌ، فليسَ بيْنَنَا نَبِي) [الشيخان].

وبالحديث عن اضطراب النصارى فيه؛ قال ابن تيمية رحمه الله: "كلام النصارى في هذا الباب مضطرب مختلف متناقض، وليس لهم في ذلك قول اتفقوا عليه، ولا قول معقول، ولا قول دل عليه كتاب، بل هم فيه فرق وطوائف كل فرقة تكفر الأخرى".

أما عن نزوله آخر الزمان؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده، ليوشكنّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريم حكما عدلا، فيكسر الصليبَ، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية..) [متفق عليه].


• المصدر:
إنفوغرافيك صحيفة النبأ العدد 475
"عيسى رسول الله" بتصرف يسير


#دعوة_وجهاد
...المزيد

كن الذئب التالي إننا ندير سهام التحريض نحو "بلجيكا" التي تغص بـ "اللاجئين" نقول لهم: أما آن ...

كن الذئب التالي


إننا ندير سهام التحريض نحو "بلجيكا" التي تغص بـ "اللاجئين" نقول لهم: أما آن لكم أن تسجّلوا أسماءكم في قوائم المهاجرين وتترفعوا عن مراتع اللجوء، ثم تمتثلوا الأوامر الإلهية بقتال اليهود والنصارى، وهم في كل شارع بين ظهرانيكم تختلط أنفاسكم بأنفاسهم وتتراءى ناركم ونيرانهم! وتعترضكم كُنُسهم وكنائسهم، فسارعوا وسابقوا وانتهزوا الفرصة فما زال موسم الأعياد قائما، وسوق الجنة مشرعا، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.


• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ – العدد 526
"مفخرة سيدني"

#دعوة_وجهاد
...المزيد

مؤسسة آفاق الإلكترونية سلسلة نصائح أمنية الحلقة الرابعة: الفقرة 3 لا تثق بالتطبيقات ...

مؤسسة آفاق الإلكترونية


سلسلة نصائح أمنية
الحلقة الرابعة: الفقرة 3


لا تثق بالتطبيقات والبرامج المهكرة أو المفتوحة بـ (كراك)، ففيها ثغرات أمنية ومشاكل تقنية، وبعضها أدوات للاختراق.

القضية أخطر وأعمق! كل هذه الزوايا المنهجية العقدية يستشفها المسلم من دائرة الجدال السنوية حول ...

القضية أخطر وأعمق!

كل هذه الزوايا المنهجية العقدية يستشفها المسلم من دائرة الجدال السنوية حول حكم تهنئة النصارى المشركين بأعيادهم الشركية، فالقضية أخطر وأعمق بكثير مما يحاول أن يصوّره فقهاء هذا الزمان.

وإن نزول عيسى ابن مريم في آخر الزمان مفعِّلا خيار السيف، معطِّلا خيار الجزية؛ هو رد إلهي عقدي حاسم لهذا الجدل المثار في زمن اختلال موازين الولاء والبراء، وغربة التوحيد في زمن التفلت والتفريط.

ولن ينصلح حال الأمة حتى يستوي عندها حكم اليهود بالنصارى، وحكم الحانوكاه بالكريسماس! وحكم المتولي "المطبّع" مع النصارى بحكم المتولي "المطبّع" مع اليهود، وحتى تحتفي الأمة بالمنغمس في صفوف النصارى كالمنغمس في صفوف اليهود، فالتوحيد لا يتجزأ، ومن لم تغنه الآيات والنذر، سيغنيه سيف عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله.


• المصدر:
مقتطف من افتتاحية صحيفة النبأ العدد 475
" بين الحانوكاه والكريسماس"


#دعوة_وجهاد
...المزيد

مقال: جاه الأكارم (7) -الحياء- الحمد لله رب العالمين، هادي المؤمنين لما فيه صلاحهم في الدنيا ...

مقال: جاه الأكارم (7) -الحياء-


الحمد لله رب العالمين، هادي المؤمنين لما فيه صلاحهم في الدنيا والدين، والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وبعد.

لكل شيء رأس، ورأس الأخلاق ما كان خير كله وهو الحياء، فمن رُزِقَهُ مَلَك زمام بقية الأخلاق الطيبة، ومن عجز عنه تعسّرت عليه الفضائل وزلت قدمه في مستنقع الأخلاق الذميمة، وهو من مكارم الأخلاق التي تضفي على عيش عباد الله فيما بينهم وُدّا ومحبة، فتُحجز القلوب من الأحقاد والضغائن، والحياء خصلة من خصال الإيمان، وخلق في الإسلام محمود، فمن تحلى به حسُن له إسلامه، وسمت بالعلياء أخلاقه، وهجر المعاصي والمنكرات استحياء من رب الأرض والسموات، وأقبل على طاعة الإله محبة وتعظيما.

والحياء يكسو صاحبه وقارًا واحترامًا، فيصرف عنه أذى السفهاء، ويكف عنه عتاب العقلاء، وهو صفة من صفات الأنبياء، ومن سار على نهجهم من عباد الله الأتقياء، وهو في أخلاق الرجال جميل، وفي أطباع النساء لازم تمتاز به الصالحات البتول، واكتسابه يغطي كل معيب، وضياعه يظهر كل قبيح.

وقيل في معنى الحياء أنه "الحشمة، ضد الوقاحة،... وهو الانقباض والانزواء" [لسان العرب]، وقيل أيضا أنه: "انقباض النَّفس مِن شيءٍ وتركه حذرًا عن اللَّوم فيه" [التعريفات للجرجاني]، وقال ابن حجر: "الحَياء خُلُق يبعث صاحبه على اجتناب القبيح، ويمنع مِن التقصير في حقِّ ذي الحقِّ" [فتح الباري]

ولقد جاء في كتاب الله تعالى امتداح الحياء فقال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26] فقد فسره بعض العلماء بأنه الحياء.

حياء النبي صلى الله عليه وسلم

وقد عُرف نبينا صلى الله عليه وسلم بالحياء حتى قيل عنه أنه "أشد حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه" [متفق عليه] فحياؤه أشد من حياء الفتاة البكر، وإن كره الشيء لا يتكلّم وإنما يُعرف ويُفهم من تغيّر وجهه صلى الله عليه وسلم.

ومن صور حيائه عليه الصلاة والسلام قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ} [الأحزاب: 53] قال ابن كثير: "قيل: المراد أنَّ دخولكم منزله بغير إذنه، كان يشُقُّ عليه ويتأذَّى به، لكن كان يكره أن ينهاهم عن ذلك مِن شدَّة حَيَائه عليه السَّلام، حتى أنزل الله عليه النَّهي عن ذلك" [التفسير]

وإن الحياء قديم في بني البشر منذ أبيهم آدم عليه السلام، والحياء مأمور به وتركه منهي عنه، فعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ ممَّا أدرك النَّاس مِن كلام النُّبوَّة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه البخاري] قال الخطَّابي: "قال الشَّيخ: معنى قوله (النُّبوَّة الأولى) أنَّ الحَيَاء لم يزل أمره ثابتًا، واستعماله واجبًا منذ زمان النُّبوَّة الأولى، وأنه ما مِن نبيٍّ إلَّا وقد نَدَب إلى الحَيَاء وبُعِث عليه، وأنَّه لم ينسخ فيما نسخ مِن شرائعهم، ولم يُبَدَّل فيما بُدِّل منها" [معالم السنن للخطَّابي]


• خصلة من خصل الإيمان

والحياء خصلة من خصال الإيمان فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وستون -وفي رواية وسبعون- شعبة، والحياء شعبة من الإيمان) [متفق عليه]، قال الخطَّابي: معنى قوله: (الحَيَاء شعبة مِن الإيمان) "أنَّ الحَيَاء يقطع صاحبه عن المعاصي ويحجزه عنها، فصار بذلك مِن الإيمان" [معالم السنن]

وقال ابن القيِّم: "خُلق الحَيَاء مِن أفضل الأخلاق وأجلِّها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا" [مفتاح دار السَّعادة]

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما قال: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الحَيَاء لا يأتي إلَّا بخير) [متفق عليه]، قال ابن رجب: "(الحياء لا يأتي إلَّا بخير): فإنَّه يكفُّ عن ارتكاب القبائح ودناءة الأخلاق، ويحثُّ على استعمال مكارم الأخلاق ومعاليها، فهو مِن خصال الإيمان بهذا الاعتبار" [جامع العلوم والحكم]ولما حاز الحياء مكانة عالية وصف كله بالخيرية، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الحياء خير كله)، أو قال: (الحياء كله خير). [مسلم]

وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: من استحيا اختفى، ومن اختفى اتقى، ومن اتقى وُقي.

وقد نرى البعض يذم غيره لشدة حيائه، وهذا مجانب للصواب، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم، مرَّ على رجل، وهو يعاتب أخاه في الحياء، يقول: إنَّك لتستحِيي حتى كأنَّه يقول: قد أضرَّ بك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعه، فإنَّ الحياء مِن الإيمان) [رواه البخاري]

قال ابن بطَّال: "معناه أنَّ الحَيَاء مِن أسباب الإيمان وأخلاق أهله؛ وذلك أنَّه لما كان الحَيَاء يمنع مِن الفواحش، ويحمل على الصَّبر والخير، كما يمنع الإيمان صاحبه مِن الفجور، ويقيِّده عن المعاصي، ويحمله على الطَّاعة، صار كالإيمان لمساواته له في ذلك، وإن كان الحَيَاء غريزة، والإيمان فعل المؤمن، فاشتبها مِن هذه الجهة" [شرح البخاري]

ومن أبواب الحياء في المجلس حياء الصغير عند الكبير وحياء الجاهل عند العالم والولد عند والديه فإنه من حسن الأدب، قال ابن عمر رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ولا تحت ورقها فوقع في نفسي أنها النخلة فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر فلما لم يتكلما قال النبي صلى الله عليه وسلم هي النخلة فلما خرجت مع أبي قلت يا أبتاه وقع في نفسي أنها النخلة قال ما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا قال ما منعني إلا أني لم أرك، ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت. [متفق عليه]


• استحيوا من الله حق الحياء!

وأعظم الحياء أن يستحي العبد من ربه فذاك المقام الأسمى والدرجة الأعلى ومن عرف ربه حقيقة استحيى منه، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (استحيوا مِن الله حقَّ الحياء). قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: (ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء) [رواه التِّرمذي]، قال ابن رجب: "يدخل فيه حفظ السَّمع والبصر واللِّسان مِن المحرَّمات، وحفظ البطن وما حوى، يتضمَّن حفظ القلب عن الإصرار على ما حرَّم الله، ويتضمَّن أيضًا حفظ البطن مِن إدخال الحرام إليه مِن المآكل والمشارب، ومِن أعظم ما يجب حفظه مِن نواهي الله عزَّ وجلَّ اللِّسان والفرج" [جامع العلوم والحكم]، "ويروى عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم وصّاه لما بعثه إلى اليمن فقال: (استحي من الله كما تستحي من رجل ذي هيبة من أهلك)، وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن كشف العورة خاليا، فقال: الله أحق أن يستحيا منه" [جامع العلوم والحكم]. ولمَ لا يستحي العبد من ربه وربُه هو الحيي سبحانه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حَيِيٌ سِتِّير يحب الحياءَ والستر) [الآداب للبيهقي]

في حق النساء أولى!

وإن أُمر الرجال بالحياء فهو في حق النساء أولى بلا شك، فمما جاء في حياء النساء، قوله تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: 25] قال مجاهد: "يعْني: واضعةً ثوبها على وجهها ليست بخرَّاجةٍ ولا وَلَّاجةٍ" [تفسير مجاهد]، وروى ابن جرير عن عمر رضي الله عنه، قال: "واضعة يدها على وجهها مستترة"، وهذا الأصل في النساء أن يكنّ رمزا في الحياء، وإنّ شرع الله ليحث النساء على الحياء ويؤاخذهن به؛ لما في ذلك من صيانة للمجتمع المسلم من الفواحش والفجور.

نعوذ بالله من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى الآل والصحب أجمعين.



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 310
الخميس 21 ربيع الأول 1443 هـ
...المزيد

الفرقان / وكفى بربِّك هادياً ونصيراً مقتبسات من كلمة "وكفى بربِّك هادياً ونصيراً" لأمير ...

الفرقان / وكفى بربِّك هادياً ونصيراً



مقتبسات من كلمة "وكفى بربِّك هادياً ونصيراً"
لأمير المؤمنين الشيخ المفضال أبي بكر البغدادي -تقبله الله تعالى-


"فمهما حشدوا وألّبوا فلن تغني جموعهم من أمر الله شيئا، وقد أخبرنا سبحانه في مواطن من كتابه العزيز، أن العبرة ليست بالعدد والعدة والقوة، قال صاحب أضواء البيان بتصرف يسير: "إن الفئة القليلة المتمسكة بدين ربها تغلب الفئة القوية الكافرة التي لم تتمسك به"، ففي غزوة الخندق، ذلك الحصار العسكري الذي نوه الله بشأنه، وبيّن شدته وعِظمه في سورة الأحزاب في قوله: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِّنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا} [الأحزاب: 10 ، 11] وقع هذا الحصار العظيم وأهل الكفر في عدد وعدة وقوة، وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ضعف وجوع وقلة من المال والسلاح، حتى ذكر أهل السير، أن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم يشد حزامه على الحجارة من شدة الجوع، ومع شدة الحصار والضيق، نقضت بنو قريظة العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين، وهذا هو ديدن اليهود، فأصبح المسلمون في موقف حرج وضيق أشد، فكان الذي واجه المسلمون به هذا الموقف الشديد والحصار العسكري الكبير، هو الإيمان والتسليم كما أخبر الله -تعالى- عنهم بقوله، {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22] ، وكان من نتائج هذا الإيمان والتسليم، ما قصه الله علينا في محكم كتابه في سورة الأحزاب في قوله، {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا} [الأحزاب: 25].

ولقد أثبت أبناء الإسلام في دولة الخلافة بفضل الله ومنه، أنهم بثباتهم وعدم نكولهم من مصادمة آلة العدو وترسانته الصماء، هم حصن الأمة ودرعها المتين، وأملها المتقد، وخط دفاعها الأول، في وجه العدو الرافضي الحوثي المجوسي النصيري، الذي بات يؤمِّل نفسه أن يُحكم قبضته على ديار أهل السنة، وبدعم منقطع النظير من عباد الصليب وأذنابهم المرتدين، ومما يدل على ذلك، صمود رجالات الأمة في هذا الزمان الذين ثبتوا على أرض الموصل، وأبوا أن يسلموا أرضا حكمت بشرع الله لأهل الكفر وأمم الصليب، إلا بدق الرقاب وسكب الدماء، معتزين بدينهم مستعلين بإيمانهم موقنين صابرين محتسبين، فأوفوا بعهدهم وما بذمتهم، ولم يسلموها إلا على جماجمهم وأشلائهم، فأعذروا بعد ما يقارب سنة من القتال والنزال -نحسبهم والله حسيبهم- رغم أن الصليبيين الحاقدين وكعادتهم مع المسلمين، في الموصل وغيرها من ديار الإسلام، لم يتركوا سلاحا فاتكا مدمرا إلا واستخدموه، ولا محرّما عندهم -زعموا- إلا وألقوا به وجربوه، فأحرقوا البشر والشجر وكل شيء على الأرض عليهم من الله ما يستحقون، ولن يثني ذلك المجاهدين عن جهادهم وسيظل أبناء الإسلام يُرخصون دماءهم وأجسادهم في سبيل خالقهم جل وعلا، ولسان حالهم، {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ} [التوبة: 52].

وليعلم كل موحد مجاهد في دولة الإسلام وخارجها، بأنَّا على يقين، أن سيل الدماء والأشلاء الذي سكبه الثابتون الصابرون في الموصل وسرت، والرقة والرمادي وحماة، أن الله سيجريه في البلاد، فيهلك به كل طاغوت جثم على صدر الأمة، وستنزاح به الستور التي فرقت المسلمين لدهور، فلن نعود أعزة كرماء بديننا إلا بضرب البيض الصفاح، ومصادمة العدو في كل ساح، هذا سبيل فلاحنا في ديننا ودنيانا إن اعتصمنا بكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

وإنا بحول الله وقوته باقون ثابتون صابرون محتسبون في دار الإسلام، لن تثنينا كثرة القتل والأسر وألم الجراح، وأنيسنا قول ربنا {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104].فيا أهل السنة في العراق والشام واليمن، يا أهل السنة في كل مكان، لقد طاول أبناء الخلافة حشود الرفض وقطعان النصيرية والحوثة في العراق والشام واليمن، وفلوا بفضل الله جيوشهم وجموعهم، فثبوا من مخادعكم، وانفضوا غبار الذل عنكم، واعلموا أن الرافضة والنصيرية لن يقبلوا بأنصاف الحلول، بعدما سلبوا الديار وانتهكوا الأعراض، وقد حل بكم ما حذركم منه نبيكم صلى الله عليه وسلم حين قال: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)، فارجعوا إلى دينكم، ارجعوا إلى عزكم وما فيه رفعتكم، وانبذوا فصائل الردة والخسة والعمالة، من تسيرهم أمريكا وحكومات الردة في المنطقة، من يقتاتون بدمائكم وعلى أشلاء أبنائكم، فقولوا لي بربكم، ماذا جنيتم من محافل الذل وفتات الداعمين، سوى مهادنة النصيرية وتسليم دياركم، وأصبح أبناؤكم وقود حرب يُشعلها الصليبي الكافر ضد دولة الإسلام، أو تظنون أنكم اليوم بمنأى من بطش النصيرية وداعميهم، كلا والله، لقد حذرناكم من قبل، ولا زلنا نحذركم من المكر الذي يراد بكم، ولن يغنيَ عنكم المرتد الإخواني التركي شيئا، ولن تُغني عنكم فصائل الردة وداعموهم شيئا، إن اُصطلم لا قدر الله جنود الخلافة وحراس العقيدة في الشام، فإنا نعتقد أنه لولا الله، ثم هؤلاء الشعث الغبر، لكان الأمر على غير ما تشتهون، فأفيقوا من سباتكم يا أهل السنة في الشام، واطردوا آمال السراب عنكم وعودوا إلى ربكم، فقد أقبل النصيرية اليوم وبكل ما يملكون، يدفعهم الروس ودولة المجوس إيران، للمضي قدما في قتال دولة الإسلام، فلا تهولنكم قطعانهم التائهة في أودية الشام وسوحها، فاحملوا على عدوكم حملة رجل واحد، فقد أصبح بفضل الله وحده مكشوف الظهر واهن العظم، فلا تعطوه فرصة لالتقاط أنفاسه، واغتنموا ساعة الإمكان قبل فوات الأوان.

ويا جنود الخلافة وآساد الإسلام في العراق والشام وجزيرة محمد صلى الله عليه وسلم، وخراسان واليمن وليبيا وسيناء ومصر وشرق آسيا، وغرب إفريقية والصومال وتونس والجزائر والقوقاز وبلاد البنغال وغيرها من البلدان.

قال ربنا في كتابه العزيز: {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} [آل عمران: 140]. اعلموا -يرحمكم الله- أنكم اليوم في عُدوةٍ واحدة، تقارعون أمم الكفر وتصدون حملتهم الغاشمة عن ديار الإسلام، فبثباتكم ثبات لإخوانكم وسلوة لهم في كل ثغر وصقع من الأرض، وفي تجلدكم إرباك لمخططات الصليبيين، واستنزاف حقيقي لمقدراتهم، ودفع وتأخير لصيالهم على معقل الإسلام في هذا الزمان، فاثبتوا يرحمكم الله، {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]".



• المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 310
الخميس 21 ربيع الأول 1443 هـ
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً