الطريقة التي بنيت عليها رسالة الشافعي كاشفة عن اللبنات التي كونت عقل صاحبها، وكيف صار إلى ما صار إليه، وهي - برأيي - تحتاج إلى خبير تربويّ يتدبرها ويبني لنا منها نظريّة صالحة للمضيّ على سنن الشافعي فيها. ...المزيد

للمعلومات تلقيح، وميلاد، وبلوغ، ونضج.
فليُخش على المعلومات قبل ميلادها من إجهاض كإجهاض الجنين، وقبل بلوغها من عبث كعبث الأطفال، وقبل نضجها من سفه كسفه من لم يرشد.
فإذا بدا صلاحها وآنست رشدها فحدّث بها، وبلّغها، وقف وراءها حتى تكتسب خبرة الأيام وتجربتها وتثبت قدميها بين أقرانها، ثم اترك لها - بعد ذلك - الحبل على الغارب. ...المزيد

الشغف بجديد المعرفة
من الطرائف العجيبة التي وقفت عليها في القديم والحديث هذان الخبران في الشغف بجديد المعرفة، وهما غاية في العجب ..
ففي القديم: ذكره السيوطي وابن نجيم وغيرهما, قالوا: حكى القاضي أبو سعيد الهروي (الشافعي) أن بعض أئمة الحنفية بهراة بلغه أن الإمام أبا طاهر الدباس إمام الحنفية بما وراء النهر ردّ جميع مذهب أبي حنيفة إلى سبع عشرة قاعدة، فسافر إليه، وكان أبو طاهر ضريرًا، وكان يكرر كل ليلة تلك القواعد بمسجده بعد أن يخرج الناس منه، فالتف الهروي بحصير، وخرج الناس، وأغلق أبو طاهر المسجد، وسرد من تلك القواعد سبعًا، فحصلت للهروي سعلة، فأحس به أبو طاهر، فضربه وأخرجه من المسجد، ثم لم يكررها فيه بعد ذلك.
فرجع الهروي إلى أصحابه وتلا عليهم تلك السبع .
قال القاضي أبو سعيد فلما بلغ القاضي حسينًا ذلك ردّ جميع مذهب الشافعي إلى أربع قواعد، وهي: "اليقين لا يزال بالشك، والمشقة تجلب التيسير، والضرر يزال، والعادة محكمة".
وقد نظم بعض الشافعية هذه القواعد فقال:
خمـس مقررة قـواعد مذهب للشـافعي فكـــــن بهن خبيرا
ضرر يزال وعادة قد حكمت وكذا المشقة تجلب التيسيرا
والشك لا ترفع به متيقنا والقصد أخلص إن أردت أجورا.
وفي الحديث: كان محمد رشاد عبد المطلب - وهو واحد من كبار القراء ورواد المعرفة بالمطبوع والمخطوط - يدور على المطابع في القاهرة يقرأ ما طبعوه من ملازم الكتب؛ لأنه لم يكن يستطيع الصبر وانتظار الكتاب حتى يتم طبعه وتجليده!
فيا لله العجب! ...المزيد

حفظ الله هذه الشريعة؛ نصوصها بعلم أصول الحديث، وفهم نصوصها بعلم أصول الفقه، وكلاهما مما اختصّت به الملة الإسلاميّة ولا يشاركها فيه أحد غيرها، والعناية بهما عناية واجبة، ومن جمع بينهما فقد اجتمع له العلم كلّه. ...المزيد

{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ}
يا طالب العلم، من الحق والعدل أن تجعل الخاص خاصًّا ولا تعممه!

{الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها}
هل طهرت روحك قبل النوم للقاء الله ؟

{الذين يحملون العرش ومن حوله
يسبحون بحمد ربهم
ويؤمنون به
ويستغفرون للذين آمنوا}
الأطهار لا يعيشون لأنفسهم فحسب
إنّهم حريصون على طهر المجتمع، وصناعة الرفقة المؤمنة، وبلوغهم السلامة كما بلغوا

{وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ}
القرآن هو روح هذه الأمة
وإن فقدت الأمة روحها فقدت كلّ شيء

إتقان كتابِ إمامٍ متقدّم خيرٌ من عشرة كتب في ذات تخصصه من المتأخرين.

تنفرد كتب المتقدّمين بأنها تفيد العلمَ والأدبَ، وتسهم في فنون العلم وضروبه أجمع، وفي إعادتها فوائد زوائد، وكلما ازددت منها قربًا أفاضت عليك من أسرارها ما لم تكن أفدته من اطلاعك عليها من مسافة.
ويندر في كتب المتأخرين ما يوجد به ذلك.
وأما ما يجمعها كلها ويحويها فهو معدوم. ...المزيد

لو أنك قسمت مطالعاتك إلى شيء يُحفظ، وشيء يُقرأ، وشيء يدرس، وشيء يُتدبّر، وشيء يُكتب، وشيء يُنشر، لكان تحصيلك من ذلك أعظم من ثباتك على لون واحد منه لا تبرحه إلى غيره إلا قليلًا.

اجعل في جدول تحصيلك مادة مسموعة، وثانية مقروءة، وثالثة للتحرير، ورابعة للتلخيص، وخامسة للكتابة، وسادسة للتحقيق، وهكذا؛ تنشط نفسك، وتستفد وتغنم، ولا تقصرها على نوع واحد فتمل وتفتر!