د. محمود عبد العزيز أبو المعاطي حجاب 

إذا حصل خطأ في الرؤية وثبت أننا أفطرنا يوما من رمضان ، فهل يجب القضاء ؟ السؤال ماذا علينا إذا ...

إذا حصل خطأ في الرؤية وثبت أننا أفطرنا يوما من رمضان ، فهل يجب القضاء ؟
السؤال
ماذا علينا إذا أخطأت الدولة في تحديد بداية رمضان ونهايته ، وثبت أننا أضعنا يوما من رمضان ، فهل علينا القضاء ، أم ماذا ؟

الجواب
إذا ثبت بطريق شرعي أن المسلمين أخطأوا في تحديد بداية شهر رمضان أو نهايته ، فعليهم أن يتداركوا هذا الخطأ ويقضوا اليوم الذي أفطروه من رمضان .
ويثبت هذا الخطأ بعدة طرق شرعية ، منها :
الأول : أن يتموا شعبان ثلاثين يوما ، ثم يأتي أحد الثقات ويشهد أنه رأى الهلال ليلة الثلاثين من شعبان ، ويأخذ القاضي بشهادته .
الثاني : أن يصوموا رمضان ثمانية وعشرين يوما ثم يروا هلال شوال .
فإذا ثبت ذلك فعليهم أن يقضوا يوما مكان اليوم الذي أخطأوا فيه .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
" ثبت في الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشهر لا ينقص عن تسعة وعشرين يوما ، ومتى ثبت دخول شوال بالبينة الشرعية بعد صيام المسلمين ثمانية وعشرين يوما ، فإنه يتعين أن يكونوا أفطروا اليوم الأول من رمضان ، فعليهم قضاؤه؛ لأنه لا يمكن أن يكون الشهر ثمانية وعشرين يوما ، وإنما الشهر تسعة وعشرون يوما أو ثلاثون.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في الجزء (25) من فتاواه ص 154- 155
أن هذا حدث في زمن علي رضي الله عنه ، صاموا ثمانية وعشرين يوما ، وأمرهم علي بصيام اليوم الذي نقصهم وإتمام الشهر تسعة وعشرين يوما "

انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (15/158) .

وقد وقع هذا في بلاد الحرمين الشريفين عام 1404 هـ وأصدرت اللجنة الدائمة للإفتاء فتواها بوجوب قضاء يوم مكان اليوم الذي أفطروه من أول رمضان .

جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" (10/122):

"لم تثبت شرعا رؤية هلال رمضان عام 1404هـ لدى المسئولين في المملكة العربية السعودية إلا ليلة الخميس، فأصدروا أمرا بإكمال شعبان ثلاثين يوما عملا بالأحاديث الصحيحة في ذلك ، وأعلنوا أن بدء صيام شهر رمضان هذه السنة يوم الخميس، ثم تحروا رؤية هلال شوال عام 1404هـ فثبت رؤيته لديهم ليلة الجمعة ، فأعلنوا أن عيد الفطر عام 1404هـ يوم الجمعة فصار صومهم ثمانية وعشرين يوما، والشهر القمري لا يكون ثمانية وعشرين إنما يكون تسعة وعشرين أحيانا وثلاثين أحيانا، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة .
وتبين بهذا أن الخطأ في تأخير بدء صوم رمضان ، فأعلنوا عن ذلك ، وأمروا بقضاء يوم عن اليوم الذي أفطروه أول الشهر؛ إبراء للذمة وإحقاقا للحق" انتهى .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد الله بن قعود ... الشيخ عبد الله بن غديان ... الشيخ عبد الرزاق عفيفي ... الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.

أما إذا كان حصول الخطأ لم يثبت بطرق شرعي ، وإنما كان مبنيا على الحساب الفلكي ، أو على ظن ظنه بعض الناس : فهذا لا عبرة له ، ولا تبنى عليه الأحكام الشرعية .

والله أعلم .
...المزيد

حكم الاختلاف في مطالع الأهلة ما القول في اختلاف المطالع بالنسبة للهلال في شهر رمضان بين الفقهاء، ...

حكم الاختلاف في مطالع الأهلة
ما القول في اختلاف المطالع بالنسبة للهلال في شهر رمضان بين الفقهاء، بين من يقول إن لكل بلد مطلعها، وبين من يقول إن المطلع للهلال للبلاد الاسلامية كلها واحد؟
الجواب :
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

المقصود باختلاف مطالع الأهلة، اختلاف وقت تولد الهلال ورؤيته من بلد لآخر، ويترتب على ذلك اختلاف بداية الشهر القمري بين البلاد، وبالتالي تغير بداية شهر رمضان، وقد اختلف الفقهاء في حكم ذلك.

فذهب السادة الشافعية إلى القول باختلاف المطالع، ولكل بلد مطلعه الخاص بالنسبة للهلال، وبناء على ذلك فإن بداية الشهر القمري تختلف من بلد لآخر، وضابط التباعد أن تختلف المطالع، كالحجاز، والعراق، وخراسان، أما ما تقارب من البلاد فمطلعهم واحد.

قال الإمام النووي رحمه الله:
"إذا رئي هلال رمضان في بلد، ولم ير في الآخر، فإن تقارب البلدان، فحكمها حكم البلد الواحد، وإن تباعدا، فوجهان. أصحهما: لا يجب الصوم على أهل البلد الآخر"

[روضة الطالبين 2/ 384].

وذهب السادة الحنفية وقول عند السادة المالكية والسادة الحنابلة أنه لا عبرة في اختلاف المطالع، فإذا ثبتت الرؤية في بلد تصبح لازمة لجميع البلدان الأخرى

قال الإمام ابن عابدين رحمه الله:
"ولا عبرة باختلاف المطالع فيلزم برؤية أهل المغرب أهل المشرق؛ وإذا ثبت في مصر لزم سائر الناس في ظاهر الرواية"

[رد المحتار 2/ 619]

وقال الصاوي المالكي رحمه الله:
" أنسب بما قالوه عندنا من عدم اعتبار اختلاف المطالع في هلال رمضان، وأنه يجب في قطر برؤيته في قطر آخر"

[حاشية الصاوي 1/ 225].

وقال الإمام ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله:" وإذا رأى الهلال أهل بلد، لزم جميع البلاد الصوم"

[المغني 3/ 107].

ووافق المالكيةُ الحنفيةَ والحنابلةَ في وحدة المطالع في البلاد المتقاربة، في معتمد المذهب، لكن ما تباعد من البلاد كالمشرق والمغرب، فلكل بلد مطلعه،

قال الإمام الحطاب رحمه الله:

"تنبيه: قال ابن عرفة، قال أبو عمر: وأجمعوا على عدم لحوق حكم رؤية ما بعد كالأندلس من خراسان، انتهى".

[مواهب الجليل 2/ 384].

وعليه؛ فإن المسألة خلافية بين الفقهاء، ولا ضير في تبني الإمام لأي من الرأيين، وقد اتفق الفقهاء على أن رأي الحاكم يرفع الخلاف، وهذا أمر في باب السياسة الشرعية.

والله تعالى أعلم

دائرة الإفتاء الاردنية
...المزيد

ثناء العلماء على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من علماء ...

ثناء العلماء على شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من علماء المسلمين، وأئمة أهل السنة والجماعة، وقد اشتهر بالعلم، والديانة، والاستقامة، ولا نزكيه على الله.
وقد قاوم البدع، وحارب التقليد، والجمود، الذي انتشر وساد المسلمين في عصره، في القرن السابع الهجري وأوائل القرن الثامن، وتصدى للرد على الفلاسفة، والرافضة، والباطنية، والصوفية المنحرفة، والمتكلمين المبطلين، وتصدى للمقلدة المتعصبين لشيوخهم، المعرضين عن الدليل الواضح من الكتاب، والسنة.
بل حمل سيفه مجاهدًا في سبيل الله في وجه التتر الغازين، ووحّد صفوف المسلمين لذلك الغرض، وخاض المعركة بنفسه.

وهو في كل ذلك عازف عن الدنيا، زاهد فيها، لم يكتنز مالًا، ولا بنى دارًا، ولم يتخذ عقارًا، إلا ابتغاء وجه الله.

وإمام هذا شأنه، لا شكّ أن يكثر أعداؤه، وحساده، لا سيما وأن شيخ الإسلام لم يداهن أحدًا في قول الحق، بل صدع به حيث كان، وفي وجه من كان؛ ولذلك كثرت ابتلاءاته، ومحنه، فلا يخلص من محنة، إلا ودخل في أخرى؛ حتى لقي ربه وهو مبتلى مسجون مظلوم.

ولقد كان هو، وتلاميذه من جهابذة أئمة المسلمين، الذين خدموا الأمة، وأفادوها في كل فرع من فروع الشريعة، كالذهبي، وابن كثير، والمزي، وابن عبد الهادي، وابن القيم، وغيرهم.
ولهذا قام حسّاده يتعقبون أقواله، وفتاويه، لعلهم يظفرون له بخطيئة، وليس هو بمعصوم، لكنهم إذا وجدوا خطأً ضخموه، وزادوا عليه؛ حتى كفروه بذلك افتراءً، وزورًا.
هذا وقد أثنى على شيخ الإسلام ابن تيمية علماء الأمة من كل المذاهب، إلا من كان بينه وبينه نفرة بسبب اعتراض، قال فيه الذهبي الشافعي في معجم شيوخه: .. وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي، فلو حلفت بين الركن والمقام لحلفت أني ما رأيت مثله، وأنه ما رأى مثل نفسه. وقال أيضًا في علمه بالسنة: يصدق أن يقال: كل حديث لا يعرفه ابن تيمية، فليس بحديث.
وقال الحافظ المزي الشافعي فيه: ما رأيت مثله، ولا رأى هو مثل نفسه، وما رأيت أحدًا أعلم بكتاب الله، وسنة رسوله، ولا أتبع لهما منه.
وقال ابن دقيق العيد الشافعي فيه: لما اجتمعت بابن تيمية، رأيت رجلًا كل العلوم بين عينيه، يأخذ ما يريد، ويدع ما يريده.
وقال فيه ابن عبد الهادي الحنبلي: وكان -رحمه الله- سيفًا مسلولًا على المخالفين، وشجىً في حلوق أهل الأهواء المبتدعين، وإمامًا قائمًا ببيان الحق، ونصرة الدين، وكان بحرًا لا تكدّره الدلاء، وحبرًا يقتدي به الأخيار الأولياء، طنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار. انتهى.

وقال ابن كثير، وقد أثنى عليه كثيرًا: وأثنى عليه، وعلى علومه، وفضائله، جماعة من علماء عصره، مثل: القاضي الخوبي، وابن دقيق، وابن النحاس، والقاضي الحنفي قاضي قضاة مصر ابن الحريري، وابن الزملكاني، وغيرهم...

وقال فيه الحافظ ابن سيد الناس: فألفيته كاد يستوعب السنن والآثار حفظًا، إن تكلم في التفسير، فهو حامل رايته، أو أفتى في الفقه، فهو مدرك غايته، أو ذاكر بالحديث، فهو صاحب علمه، وروايته، أو حاضر بالنحل والملل، لم ير أوسع من نحلته في ذلك، ولا أرفع من رايته، برز في كل فن على أبناء جنسه، ولم تر عين من رآه مثله، ولا رأت عينه مثل نفسه.

وقال فيه الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي في تقريظه لكتاب: "الرد الوافر" لابن ناصر الدين الدمشقي: وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين، أشهر من الشمس، وتلقيبه بشيخ الإسلام في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية، ويستمر غدًا كما كان بالأمس، ولا ينكر ذلك، إلا من جهل مقداره، أو تجنب الإنصاف، فما أغلط من تعاطى ذلك، وأكثر عثاره... ومع ذلك، فكلهم معترف بسعة علمه، وكثرة ورعه، وزهده، ووصفه بالسخاء، والشجاعة، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام، والدعوة إلى الله في السر والعلانية...

وقال الحافظ السيوطي -كما في طبقات الحفاظ-: ابن تيمية الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد، الفقيه، المجتهد، المفسر شيخ الإسلام، علم الزهاد، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس... كان من بحور العلم، ومن الأذكياء المعدودين، والزهاد، والأفراد...

وقال الملا علي قارئ في "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح" في كتاب اللباس، ردًّا على من طعن في ابن تيمية، وابن القيم، وأنهما من أهل التجسيم والتشبيه: صانهما الله عن هذه السمة الشنيعة، والنسبة الفظيعة، ومن طالع شرح منازل السائرين... تبين له أنهما كانا من أهل السنة والجماعة، بل ومن أولياء هذه الأمة... وهذا الكلام من شيخ الإسلام، يبين مرتبته من السنة، ومقداره في العلم، وأنه برئ مما رماه أعداؤه الجهمية من التشبيه، والتمثيل، على عادتهم في رمي أهل الحديث والسنة بذلك.

وغير هؤلاء كثير من العلماء إلى يومنا هذا، وهم يثنون على شيخ الإسلام ابن تيمية، ويسطرون مآثره، وعلمه، ومناقبه فرحمه الله رحمة واسعة.


موسوعة فتاوى الشبكة الاسلامية
...المزيد

قال ابنُ القَيِّمِ: (لا يجتَمِعُ الإخلاصُ في القَلبِ ومحبَّةُ المدحِ والثَّناءِ والطَّمَعُ فيما ...

قال ابنُ القَيِّمِ:
(لا يجتَمِعُ الإخلاصُ في القَلبِ ومحبَّةُ المدحِ والثَّناءِ والطَّمَعُ فيما عِندَ النَّاسِ إلَّا كما يجتَمِعُ الماءُ والنَّارُ، والضَّبُّ والحُوتُ؛ فإذا حدَّثَتْك نفسُك بطَلَبِ الإخلاصِ فأقبِلْ على الطَّمَعِ أوَّلًا فاذبَحْه بسِكِّينِ اليأسِ، وأقبِلْ على المدحِ والثَّناءِ فازهَدْ فيهما زُهدَ عُشَّاقِ الدُّنيا في الآخرةِ، فإذا استقام لك ذَبحُ الطَّمَعِ والزُّهدُ في الثَّناءِ والمدحِ سَهُلَ عليك الإخلاصُ، فإن قُلتَ: وما الذي يُسَهِّلُ عليَّ ذَبحَ الطَّمَعِ والزُّهدَ في الثَّناءِ والمدحِ؟ قُلتُ: أمَّا ذبحُ الطَّمَعِ فيُسَهِّلُه عليك عِلمُك يقينًا أنَّه ليس من شيءٍ يُطمَعُ فيه إلَّا وبيَدِ اللهِ وَحدَه خزائنُه، لا يملِكُها غيرُه ولا يؤتى العبدُ منها شيئًا سِواه، وأمَّا الزُّهدُ في الثَّناءِ والمدحِ فيُسَهِّلُه عليك عِلمُك أنَّه ليس أحدٌ ينفَعُ مَدحُه ويَزينُ، ويَضُرُّ ذَمُّه ويَشينُ، إلَّا اللهُ وَحْدَه).

يُنظَر: الفوائد (ص: 148).
...المزيد

قال معاويةُ بن ابي سفيان رضي الله عنهما: (لا ينبغي للمَلِكِ أن يكون كذَّابًا؛ لأنَّه إن وَعَد ...

قال معاويةُ بن ابي سفيان رضي الله عنهما:
(لا ينبغي للمَلِكِ أن يكون كذَّابًا؛ لأنَّه إن وَعَد خيرًا لم يُرْجَ، وإن أوعَد شرًّا لم يُخَفْ. ولا غاشًّا؛ لأنَّه لم ينصَحْ، ولا تَصِحُّ الوِلايةُ إلَّا بالمناصحةِ. ولا حديدًا؛ لأنَّه إذا احتَدَّ هلَكَت رعيَّتُه. ولا حسودًا؛ لأنَّه لا يَشرُفُ أحدٌ فيه حَسَدٌ، ولا يَصلُحُ النَّاسُ إلَّا بأشرافِهم. ولا جبانًا؛ لأنَّه يجترئُ عليه عدُوُّه، وتضيعُ ثُغورُه). ...المزيد

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى: «لو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه، لعدم ...

قال الحسن البصري رحمه الله تعالى:
«لو كان المؤمن لا يعظ أخاه إلا بعد إحكام أمر نفسه، لعدم الواعظون وقل المذكرون، ولما وجد من يدعو إلى الله عز وجل ويرغب في طاعته وينهى عن معصيته، ولكن في اجتماع أهل البصائر ومذاكرة المؤمنين بعضهم بعضًا حياة لقلوب المتقين وادكارًا من الغفلة وأمان من النسيان» .

آداب الشيخ الحسن البصري، لابن الجوزي ص ١٢٥.
...المزيد

متى نرفع اليدين بالدعاء ومتى ندعو دون رفع مما ينبغي علمه أن الدعاء عبادة ، وكل عبادة لا نفعلها إلا ...

متى نرفع اليدين بالدعاء ومتى ندعو دون رفع
مما ينبغي علمه أن الدعاء عبادة ، وكل عبادة لا نفعلها إلا بدليل ، والأصل في رفع اليدين أنه مع الدعاء إلا إذا كان الدعاء داخل عبادة أخرى فيعتبر الرفع حينذاك فعلا زائدا في تلك العبادة . ومثال ذلك : الصلاة

والخطبة ، والطواف ، والسعي ونحوها . فالصلاة فيها دعاء عند الاستفتاح ، وفي الركوع ، والرفع منه وفي السجدتين ، والجلوس بينهما ، ولكن من رفع يديه في هذه المواضع فيعتبر قد جاء ببدعة ، وهكذا رفع اليدين في الدعاء على المنبر إلا في حال الاستسقاء . ومثله الدعاء حال الطواف والسعي .

وما دلّ الدليل على جواز الرفع فيه فهذا لا شك فيه ، ومالم يرد فيه دليل ولم يكن داخل عبادة أخرى فهو دعاء مطلق ، فهذا لا بأس برفع اليدين فيه . وقد جاء قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث ذكره للرجل يمدّ يديه إلى السماء : يا رب ، يا رب ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له ؟

وقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يستحي من عبده أن يرفع يديه فيردهما صفرا " وغيره من الأحاديث .

وأما رفعهما بعد صلاة النافلة فإن كان ذلك من غير المعتاد كان يعرض للمرء عارض أن يدعو الله في تلك اللحظة فلا بأس . وإن كان يعتاد الدعاء والرفع بعد الفريضة فليس هناك دليل واضح يدلّ عليه .
...المزيد

موقف الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي من عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية الحافظ ابن حجر العسقلاني إمام ...

موقف الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي من عقيدة شيخ الإسلام ابن تيمية
الحافظ ابن حجر العسقلاني إمام مشهور ، توفي عام 852 هـ ، وهو صاحب التصانيف النافعة ، مثل " فتح الباري شرح صحيح البخاري " ، و " التلخيص الحبير " ، و " تهذيب التهذيب " وغيرها ، وكان للحافظ ابن حجر كلمات متفرقات في شيخ الإسلام ابن تيمية ، شهد له بها بالعلم والفضل والدفاع عن السنَّة ، ويهمنا نقل كلامه رحمه الله في شيخ الإسلام ثناء ومدحاً ؛ ليتبين خطأ من قال إن الحافظ رحمه الله لا يقدِّر شيخ الإسلام ابن تيمية ! .
وهذه نُبذ من كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله في حق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

1- ألَّف الشيخ ابن ناصر الدين الدمشقي كتاباً سماه " الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر " ردّاً على واحدٍ متعصبي الأحناف زعم أنه لا يجوز تسمية ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، وأنه من فعل ذلك فقد كفر ! ، وقد ذكر فيه خمساً وثمانين إماماً من أئمة المسلمين كلهم وصف ابن تيمية بـ " شيخ الإسلام " ، ونقل أقوالهم من كتبهم بذلك ، ولما قرأ الحافظ بن حجر رحمه الله هذا الكتاب – " الرد الوافر " - كتب عليه تقريظاً ، وهذا نصه :

، وسلام على عباده الذين اصطفى .

وقفتُ على هذا التأليف النافع ، والمجموع الذي هو للمقاصد التي جمع لأجلها جامع ، فتحققت سعة اطلاع الإمام الذي صنفه ، وتضلعه من العلوم النافعة بما عظمه بين العلماء وشرَّفه ، وشهرة إمامة الشيخ تقي الدين أشهر من الشمس ، وتلقيبه بـ " شيخ الإسلام " في عصره باق إلى الآن على الألسنة الزكية ، ويستمر غداً كما كان بالأمس ، ولا ينكر ذلك إلا من جهل مقداره ، أو تجنب الإنصاف ، فما أغلط من تعاطى ذلك وأكثر عثاره ، فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور أنفسنا ، وحصائد ألسنتنا بمنِّه وفضله ، ولو لم يكن من الدليل على إمامة هذا الرجل إلا ما نبَّه عليه الحافظ الشهير علم الدين البرزالي في " تاريخه " : أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته لما مات ما اجتمع في جنازة الشيخ تقي الدين ، وأشار إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جدّاً شهدها مئات ألوف ، ولكن لو كان بدمشق من الخلائق نظير من كان ببغداد أو أضعاف ذلك : لما تأخر أحد منهم عن شهود جنازته ، وأيضاً فجميع من كان ببغداد إلا الأقل كانوا يعتقدون إمامة الإمام أحمد ، وكان أمير بغداد وخليفة ذلك الوقت إذا ذاك في غاية المحبة له والتعظيم ، بخلاف ابن تيمية فكان أمير البلد حين مات غائباً ، وكان أكثر مَن بالبلد مِن الفقهاء قد تعصبوا عليه حتى مات محبوساً بالقلعة ، ومع هذا فلم يتخلف منهم عن حضور جنازته والترحم عليه والتأسف عليه إلا ثلاثة أنفس ، تأخروا خشية على أنفسهم من العامة .

ومع حضور هذا الجمع العظيم : فلم يكن لذلك باعث إلا اعتقاد إمامته وبركته ، لا بجمع سلطان ، ولا غيره ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أنتم شهداء الله في الأرض ) رواه البخاري ومسلم.

ولقد قام على الشيخ تقي الدين جماعة من العلماء مراراً ، بسبب أشياء أنكروها عليه من الأصول والفروع ، وعقدت له بسبب ذلك عدة مجالس بالقاهرة ، وبدمشق ، ولا يحفظ عن أحد منهم أنه أفتى بزندقته ، ولا حكم بسفك دمه مع شدة المتعصبين عليه حينئذ من أهل الدولة ، حتى حبس بالقاهرة ، ثم بالإسكندرية ، ومع ذلك فكلهم معترف بسعة علمه ، وكثرة ورعه ، وزهده ، ووصفه بالسخاء ، والشجاعة ، وغير ذلك من قيامه في نصر الإسلام ، والدعوة إلى الله تعالى في السر والعلانية ، فكيف لا يُنكر على مَن أطلق " أنه كافر " ، بل من أطلق على من سماه شيخ الإسلام : الكفر ، وليس في تسميته بذلك ما يقتضي ذلك ؛ فإنه شيخ في الإسلام بلا ريب ، والمسائل التي أنكرت عليه ما كان يقولها بالتشهي ، ولا يصر على القول بها بعد قيام الدليل عليه عناداً ، وهذه تصانيفه طافحة بالرد على من يقول بالتجسيم ، والتبري منه ، ومع ذلك فهو بشر يخطئ ويصيب ، فالذي أصاب فيه - وهو الأكثر - يستفاد منه ، ويترحم عليه بسببه ، والذي أخطأ فيه لا يقلد فيه ، بل هو معذور ؛ لأن أئمة عصره شهدوا له بأن أدوات الاجتهاد اجتمعت فيه ، حتى كان أشد المتعصبين عليه ، والقائمين في إيصال الشر إليه ، وهو الشيخ كمال الدين الزملكاني ، يشهد له بذلك ، وكذلك الشيخ صدر الدين بن الوكيل ، الذي لم يثبت لمناظرته غيره .
ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظم الناس قياماً على أهل البدع من الروافض ، والحلولية ، والاتحادية ، وتصانيفه في ذلك كثيرة شهيرة ، وفتاويه فيهم لا تدخل تحت الحصر ، فيا قرة أعينهم إذا سمعوا بكفره ، ويا سرورهم إذا رأوا من يكفر من لا يكفره ، فالواجب على من تلبّس بالعلم وكان له عقل أن يتأمل كلام الرجل من تصانيفه المشتهرة ، أو من ألسنة من يوثق به من أهل النقل ، فيفرد من ذلك ما يُنكر ، فيحذِّر منه على قصد النصح ، ويثني عليه بفضائله فيما أصاب من ذلك ، كدأب غيره من العلماء ، ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف : لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته ، فكيف وقد شهد له بالتقدم في العلوم ، والتميز في المنطوق والمفهوم أئمة عصره من الشافعية وغيرهم ، فضلاً عن الحنابلة ، فالذي يطلق عليه مع هذه الأشياء الكفر ، أو على من سمَّاه " شيخ الإسلام " : لا يلتفت إليه ، ولا يعوَّل في هذا المقام عليه ، بل يجب ردعه عن ذلك إلى أن يراجع الحق ، ويذعن للصواب ، والله يقول الحق ، وهو يهدي السبيل ، وحسبنا الله ، ونعم الوكيل .
صفة خطه أدام الله بقاءه.

قاله ، وكتبه : أحمد بن علي بن محمد بن حجر الشافعي ، عفا الله عنه ، وذلك في يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الأول ، عام خمسة وثلاثين وثمانمائة ، حامداً لله ، ومصليّاً على رسوله محمد ، وآله ومسلماً .
" الرد الوافر " للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي ( ص 145 ، 146 ) ، ونقل الحافظ السخاوي – تلميذ ابن حجر – كلام شيخه في كتابه " الجواهر والدرر " ( 2 / 734 – 736 ) .

2- ترجم الحافظ ابن حجر لشيخ الإسلام ابن تيمية ، عليهما رحمة الله ، ترجمة حفيلة في كتابه " الدرر الكامنة " ، قال في أولها :

" .. وتحول به أبوه من حران سنة 67 ، فسمع من ابن عبد الدائم والقاسم الأربلي والمسلم ابن علان وابن أبي عمر والفخر في آخرين ، وقرأ بنفسه ونسخ سنن أبي داود وحصل الأجزاء ونظر في الرجال والعلل ، وتفقه وتمهر ، وتميز وتقدم ، وصنف ودرس وأفتى ، وفاق الأقران ، وصار عجباً في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطالة على مذاهب السلف والخلف .. " انتهى .

الدرر الكامنة ، في أعيان المئة الثامنة "1/168) .

وقد نقل في هذه الترجمة كثيرا من نصوص الأئمة ، في الثناء على شيخ الإسلام رحمه الله ، والإقرار بإمامته في علوم المعقول والمنقول ، ومن ذلك قوله :

3- " وقرأت بخط الحافظ صلاح الدين العلائي ، في ثبت شيخ شيوخنا الحافظ بهاء الدين عبد الله بن محمد بن خليل ، ما نصه : وسمع بهاء الدين المذكور على الشيخين شيخنا وسيدنا وإمامنا فيما بيننا وبين الله تعالى ، شيخ التحقيق ، السالك بمن اتبعه أحسن طريق ، ذي الفضائل المتكاثرة ، والحجج القاهرة ، التي أقرت الأمم كافة أن هممها عن حصرها قاصرة ، ومتعنا الله بعلومه الفاخرة ونفعنا به في الدنيا والآخرة ، وهو الشيخ الإمام العالم الرباني والحبر البحر القطب النوراني ، إمام الأئمة ، بركة الأمة ، علامة العلماء ، وارث الأنبياء ، آخر المجتهدين ، أوحد علماء الدين ، شيخ الإسلام ، حجة الأعلام ، قدوة الأنام ، برهان المتعلمين ، قامع المبتدعين ، سيف المناظرين ، بحر العلوم ، كنز المستفيدين ، ترجمان القرآن ، أعجوبة الزمان ، فريد العصر والأوان ، تقي الدين ، إمام المسلمين ، حجة الله على العالمين ، اللاحق بالصالحين ، والمشبه بالماضين ، مفتي الفرق ، ناصر الحق ، علامة الهدى ، عمدة الحفاظ ، فارس المعاني والألفاظ ، ركن الشريعة ، ذو الفنون البديعة ، أبو العباس ابن تيمية !! "

الدرر الكامنة (186-187) .
...المزيد

أدعية من السنة النبوية لقضاء الديون إذا كنت قد أخذت هذه الديون وأنت عازم على أدائها فعليك أن تحسن ...

أدعية من السنة النبوية لقضاء الديون
إذا كنت قد أخذت هذه الديون وأنت عازم على أدائها فعليك أن تحسن الظن بالله تعالى وتثق به أنه سيقضيها عنك ،

روى البخاري ( 2387) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه ، وروى ابن ماجة ( 2409) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله مع الدائن حتى يقضي دينه ما لم يكن فيما يكره الله). وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة .

توجه إلى الله تعالى بالدعاء ، وأيقن بالإجابة ، فإن من أدمن طرق الباب ، يوشك أن يفتح له ، وتخير لدعائك أوقات الإجابة ، كالثلث الأخير من الليل ، وبعد عصر الجمعة ، وما بين الأذان والإقامة ، وفي السفر ، وعند الفطر من الصوم .

وإليك بعض الأدعية :

روى الترمذي (3563) عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ مُكَاتَبًا جَاءَهُ فَقَالَ : إِنِّي قَدْ عَجَزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأَعِنِّي ، قَالَ : أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَيْنًا أَدَّاهُ اللَّهُ عَنْكَ ، قَالَ : قُلْ : اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ
والحديث حسنه الألباني في صحيح الترمذي .
والمكاتبة : تعهد العبد بدفع مال لسيده حتى يعتقه .

دعاء لقضاء الديون

في معجم الطبراني الصغير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: ( اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك ).


قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد . وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1821).
أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير) (558)، والضياء في (الأحاديث المختارة) (2633).

وفي معجم الطبراني الكبير عن معاذ بن جبل : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقده يوم الجمعة، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى معاذا فقال له يا معاذ: ما لي لم أرك؟ قال يا رسول الله ليهودي علي أوقية من تبر فخرجت إليك فحبسني عنك: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ ألا أعلمك دعاء تدعو به فلو كان عليك من الدين مثل جبل صبر - جبل باليمن- أداه الله عنك، فادع به، يا معاذ قل: ( اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطي من تشاء منهما وتمنع من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك).

- عن أنس بن مالك قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمعاذٍ ألا أُعلِّمُك دعاءً تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيْنًا لأدَّاه اللهُ عنك قُلْ يا معاذُ: ( اللَّهمَّ مالِكَ الملْكِ تُؤتي الملكَ من تشاءُ وتنزِعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ من تشاءُ وتُذِلُّ من تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهما تعطيهما من تشاءُ وتمنعُ منهما من تشاءُ ارحَمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ من سواك).

قال المنذري في الترغيب والترهيب 3/55 إسناده جيد.
أخرجه الطبراني في (المعجم الصغير) (558)، والضياء في (الأحاديث المختارة) (2633)

وروى الطبراني في معجمه الصغير عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه : ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثلُ جبلِ أُحُدٍ دَيناً لأداه الله عنك ؟ قل يا معاذ : اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، تعطيهما من تشاء ، وتمنع منهما من تشاء ، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك).

وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (1821).
...المزيد

توبة ابن الصِمة هذه توبة بن الصمة، جلس يحاسب نفسه وكان قد بلغ الستين من عمره فحسب أيامها فكانت ...

توبة ابن الصِمة
هذه توبة بن الصمة، جلس يحاسب نفسه وكان قد بلغ الستين من عمره فحسب أيامها فكانت واحدا وعشرين ألفا وخمسمائة، فقال: (لو أذنب في كل يوم ذنباً كيف ألقى الله بصحاف مملوءة بواحد وعشرين ألف ذنب وخمسمائة؟ فأغمي عليه فلما أفاق قال: وهو يعقل إن أذنب ذنباً واحداً كيف لو أذنبت عشراً أو مئة أو ألفاً، كيف ألقى الله بكل هذه الذنوب فأغشي عليه فلما جاءه أهله وجدوه ميتاً). ...المزيد

رواه الحاكم في المستدرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة : فمن ...

رواه الحاكم في المستدرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة : فمن السعادة : المرأة تراها تعجبك ، وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك ، والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ، ومن الشقاوة : المرأة تراها فتسوءك ، وتحمل لسانها عليك ، وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك ، والدابة تكون قَطوفا فإن ضربتها أتعبتك ، وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك ، والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ) . وحسنه الألباني في "الصحيحة" برقم (1047) ...المزيد

وقع بعض متأخري فقهاء الشافعية في خطأ ، فذكروا هذا الدعاء فيما يسن في صلاة الضحى ، وقالوا :" يسن أن ...

وقع بعض متأخري فقهاء الشافعية في خطأ ،
فذكروا هذا الدعاء فيما يسن في صلاة الضحى ، وقالوا :" يسن أن يدعو في صلاة الضحى بهذا الدعاء :

اللهم إن الضحى ضحاؤك ، والبها بهاؤك ، والجمال جمالك ، والقوة قوتك ، والقدرة قدرتك ، والعصمة عصمتك ، اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله ، وإن كان في الأرض فأخرجه ، وإن كان معسرا فيسره ، وإن كان حراما فطهره ، وإن كان بعيدا فقربه ، بحق ضحائك وبهائك وجمالك وقوتك وقدرتك ، آتني ما آتيت عبادك الصالحين " انتهى

ذكره الدمياطي البكري في "حاشية إعانة الطالبين" (1/295) ، وحاشية الطبلاوي على "تحفة المحتاج" (2/231) ، وحاشية الجمل (1/485) .

فخصصوا هذه الجمل في عبادة معينة من غير دليل من الكتاب والسنة ، وزادوا في جمل الدعاء كلمات تضم مخالفات وتجاوزات ، كقوله ( بحق ضحائك ) ، ولا يعلم أن للضحى حق وجاه يسأل الله به .

فالحق أن دعوى استحباب هذا الدعاء في صلاة الضحى فتح لباب البدعة والإحداث في الدين ، وليس هو من هدي الفقهاء المتقدمين الراسخين ، ولا من عمل السلف الصالحين ، فينبغي الحذر منه ، وبيان كذب نسبته إلى السنة النبوية .

والله أعلم .

المصدر: الإسلام سؤال وجواب.
...المزيد

معلومات

أ.د. محمود عبد العزيز يوسف أبو المعاطي حجاب أستاذ الفقه المقارن. مصري مقيم في الخليج العربي أستاذ التشريع الجنائي بمعهد الدراسات الجنائية. خبير شرعي بالقضاء مستشار أسري. أستاذ الفقه وأصوله بالجامعة الإسلامية بولاية مينيسوتا الأمريكية. أستاذ الفقه وأصوله بالمعهد العالي للائمة والخطباء بأمريكا سابقا أستاذ الفقه وأصوله بجامعة أم القرى فرع محافظة القنفذة بالسعودية سابقاً. أستاذ الفقه وأصوله المشارك بمعهد الدعوة والعلوم الاسلامية بقطر سابقاً. عضو مكتب الإفتاء بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقطر سابقاً.

أكمل القراءة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً