الحكومة التركية كما نعرفها! • لم تكتف الحكومة العلمانية في تركيا بحربها لله - عز وجل - من خلال ...

الحكومة التركية كما نعرفها!

• لم تكتف الحكومة العلمانية في تركيا بحربها لله - عز وجل - من خلال الحكم بشريعة الطاغوت، والمناداة بالديموقراطية، والتبعية لتحالف الدول الصليبية المعروف بحلف الناتو، ومشاركتها في حربه على المسلمين في أفغانستان وغيرها، بل حاولت أن تظهر بمظهر النموذج المقبول من طواغيت الغرب لشكل الحكومات التي تحكم المسلمين، دون أن تحوّل البلاد إلى النموذج الإسلامي الحقيقي الذي لا يمكن أن يقبل به أولياء الشيطان بأي حال.

فزادت هذه الحكومة الطاغوتية في كفرها بإعانتها للمرتدين بشتى أصنافهم في حربهم على الدولة الإسلامية، فمنذ الأيام الأولى لتشكيل التحالف الصليبي سارعت هذه الحكومة إلى الانضمام إليه، فأرسلت المساعدات العسكرية إلى الحكومة الرافضية في بغداد، وإلى حكومة "إقليم كردستان" العلمانية، وفتحت قواعدها وأجواءها للطيران الصليبي الأمريكي والأوروبي لقصف الدولة الإسلامية، ثم فتحت أرضها وحدودها لإدخال المقاتلين والسلاح إلى مرتدي الـ PKK في (عين الإسلام) أثناء معاركهم مع الدولة الإسلامية، ودرّبت وسلّحت مرتدي الصحوات في ريف حلب الشمالي، وآزرتهم في معاركهم ضد جيش الخلافة بالقصف الجوي والمدفعي عبر الحدود، ثم مدت يدها لتحاول إعادة تشكيل الصحوات في (نينوى) بالشراكة مع حلفائها من مرتدي كردستان، بل وزادت على ذلك بإطلاق أيادي أجهزتها الأمنية لاعتقال كل من يشكّون بنصرته للخلافة، والتباهي أمام دول الكفر باعتقالهم للمهاجرين بدينهم إلى دار الإسلام، وتسليمهم للكفار، وفتحهم بلادهم أمام أجهزة المخابرات العربية والدولية لتعيث فساداً في الشام، بتجنيدها للعملاء والجواسيس والأدلّاء لطائرات التحالف الصليبي، وتجميع الفصائل المنحرفة في إطار الصحوات، والتخطيط للاختراقات والاغتيالات في سبيل هندسة المشاريع التآمرية التي يراد من ورائها حرف كل القوى العسكرية في الشام وتوجيهها لقتال الدولة الإسلامية.

إن حكومة تركيا اليوم تحاول أن تسير على خُطى حكومة باكستان التي دمرت الجهاد في خراسان، وجعلت منه لعبة في أيادي المخابرات الأمريكية والسعودية، وأخضعت كل الفصائل لخدمة المشروع الأمريكي، الذي جمع في النهاية الفصائل التي كانت تسمى "أصولية"، مع الفصائل الرافضية والصوفية التي كانت تسمى "معتدلة"، مع الأحزاب الشيوعية الإلحادية في إطار حكومة موحدة، وذلك بعد قتال استمر لعشر سنين، كانت ضحاياه بالملايين بين قتيل ومعاق ومشرد، كان هدفه المعلن في بدايته إقامة حكومة "إسلامية" في كابول، وما حرب تركيا اليوم على الدولة الإسلامية إلا تكرار لما فعلته حكومة باكستان بالأمس مع المجاهدين والمهاجرين منهم خاصة، بقتلهم واعتقالهم، حرصاً على هندسة الوضع في خراسان كما خُطط له أمريكياً دون أن ينغّص أحد من المجاهدين الصادقين على العملاء بمطالبته بحكم إسلامي جاهدَ من أجله لسنين، ولكن الفرق في الحالتين أن المجاهدين في الشام هذه المرة لديهم دولة وقوة بفضل الله، في حين أن العملاء لا يملكون من أمرهم شيئاً، لذلك رأت الحكومة التركية وحلفاؤها أنه تَعيَّن عليها اليوم القضاء على هذه الدولة الإسلامية، لتتمكن من إعادة الوضع إلى السياق المطلوب للمخطط الدولي لتصفية الجهاد في العراق والشام.

إن المشاريع المتنوعة التي تسعى الأطراف المختلفة إلى تطبيقها في العراق والشام سواء كانت تركية أم إيرانية أم روسية، وإن بدت متضاربة متصارعة، لكنها في حقيقتها تؤدي جميعاً إلى نتيجة واحدة هي أن يكون الحكم لغير الله عز وجل، سواء كان الحكم لمرشد الرافضة باسم "ولاية الفقيه"، أو للطاغوت النصيري باسم "الحزب القومي"، أو للشعب باسم "الديموقراطية"، وإن الدولة الإسلامية ستحارب هذه المشاريع كلها بإذن الله وحده.

المصدر: صحيفة النبأ – العدد 14
السنة السابعة - الثلاثاء 8 ربيع الآخر 1437 هـ
المقال الافتتاحي:
الحكومة التركية كما نعرفها!
...المزيد

السلمية دين من؟ • كلا إن نيل الكرامة والتحرر من الظلم وكسر قيود الذل لا يكون إلا بصليل الصوارم، ...

السلمية دين من؟

• كلا إن نيل الكرامة والتحرر من الظلم وكسر قيود الذل لا يكون إلا بصليل الصوارم، وسكب الدماء، وبذل النفوس والمهج، ولن يكون أبداً بالدعوات السلمية أو بالانتخابات البرلمانية.

- مقتطف من كلمة الشيخ أبي محمد العدناني (تقبله الله) بعنوان [ السلمية دين من؟ ] ...المزيد

{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ..} • تلك مصائر الأمم الكافرة المتجبّرة سطّرتها الآيات إعذارًا ...

{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ..}

• تلك مصائر الأمم الكافرة المتجبّرة سطّرتها الآيات إعذارًا وإنذارا، وما هي من الظالمين ببعيد، يهودا كانوا أو نصارى أو رافضة أو غيرهم من أمم الكفر المعاصرة، فسُنّة الله فيهم وفي أضرابهم ماضية باقية، إلا أن عذاب الله تعالى للكافرين له صورة أخرى غير تلك المصارع والقوارع، صورة يحبها المؤمنون، وتشفي صدورهم نصر من الله وفتح قريب يمنحهم فيه المولى أكتاف عدوهم بعد جهاد وصبر ومصابرة وتربص، كما قال تعالى: {وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ} [التوبة]، قال ابن كثير: "أي: ننتظر بكم هذا أو هذا، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده، أو بأيدينا؛ بسبي أو بقتل".

ونحن - والله - ما زلنا ننتظر بأمم الكفر قاطبة هذا أو هذا، فالوصية لأتباع الرسل أن تمسكوا بيقينكم بوعد ربكم، ولا تهولنكم أعداد عدوكم وعددهم ومعسكراتهم وتحالفاتهم أمام أعدادكم وعدتكم، فمسألة هلاك أمم الكفر وهزيمتهم ما زالت مسألة وقت كما كانت ولن يسبقوا أجلهم أو يستأخروا، وإنما يمهلهم الله ولا يهملهم، ويهيّئ أسباب هزيمتهم بعذاب من عنده أو بأيدينا، وعد الله {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا}.


• [ افتتاحية النبأ {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} 444 ]
...المزيد

طاغوت الإنسانية ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة ...

طاغوت الإنسانية

ومن الطواغيت المعاصرة: طاغوت "الإنسانية" التي تروج لها وسائل الإعلام ودعاة التقارب بين الأديان على مدار الساعة ويضعونها بديلا لرابطة الإسلام، فالناس في "الإنسانية" سواء وأولياء بغض النظر عن دينهم كفارا كانوا أو مسلمين! عبادا لله أو للطاغوت! والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}؛ فلا ولاية ولا محبة ولا نصرة إلا للمسلم، والبغض والعداوة للكافر ولا اعتبار لإنسانيته عند انتقاض أو انعدام توحيده.

🗞️ افتتاحية النبأ العدد 457
...المزيد

إنا لكم بالمرصاد • وإننا نقول لكل هؤلاء الغزاة والطامعين على رسلكم! لا يؤزكم الجشع والطمع ولا ...

إنا لكم بالمرصاد

• وإننا نقول لكل هؤلاء الغزاة والطامعين على رسلكم! لا يؤزكم الجشع والطمع ولا تأخذكم الحماسة أن توغلوا في أوهامكم، فترسموا خرائط وتخطوا حدودا وتلونوا أقاليم وتطلقوا عليها الأسماء، فإنا لمطامعكم بالمرصاد، وقد حشدنا لهدم مشاريعكم الأجناد لا نقاتلكم بالعدد والعدة، بل بإيمان راسخ ومنهاج لم تخترقه كل حملات غزوكم الفكري وهو باق على سيرته الأولى يوم سحق أجدادنا الفاتحون أجدادكم الغزاة فلم يبقوا منهم كسرى ولا قيصر، وإنا سائرون -بحول الله وقوته- على طريقهم، ماضون باقون على نهجهم إلى أن يرث المتقون الأرض كما بشرنا سبحانه ووعد في كتابه العزيز: {إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}.

- افتتاحية صحيفة النبأ العدد 464
...المزيد

تعاضد الكافرين والمرتدين أمام المسلمين • جاءت التعزيات والإدانات لضربة الدولة الإسلامية لإيران ...

تعاضد الكافرين والمرتدين أمام المسلمين

• جاءت التعزيات والإدانات لضربة الدولة الإسلامية لإيران الرافضية من أطراف النظام الجاهلي الدولي كافة، بدءا من الغرب الصليبي وليس انتهاء بالحركات المرتدة، في مشهد يعيد التأكيد على أن هذه المنظومة الجاهلية صف واحد وصنف متجانس في حربهم على الإسلام، وأنهم ينسون كل خلافاتهم حين يكون الخصم هم المسلمون.

- افتتاحية النبأ "وقفات مع هجوم (كرمان) في إيران" 425
...المزيد

نسيان العلم والفتور والملل في طلبه من آثار الذنوب والمعاصي • قال رجل للإمام مالك: يا أبا عبد ...

نسيان العلم والفتور والملل في طلبه من آثار الذنوب والمعاصي

• قال رجل للإمام مالك: يا أبا عبد الله، هل يصلح لهذا الحفظ شيء؟ قال: إن كان يصلح له شيء، فترك المعاصي.

[الجامع 1846]

• وسئل ابن عيينة: هل يسلب العبد العلم بالذنب يصيبه؟! قال: ألم تسمع قوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ}.

[تهذيب الكمال 733/8]

• قال ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد عَلِمَه بالذنب يعمله.

[جامع بيان العلم وفضله 196/1]

• قال علي بن خشرم: شكوت إلى وكيع قلة الحفظ، فقال: استعن على الحفظ بقلة الذنوب.

[تهذيب الكمال 733/8]

• قال الضحاك بن مزاحم رحمه الله تعالى: ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه.

[غريب الحديث لأبي عبيد 145/1]
...المزيد

تعلموا أمر دينكم • صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ: ➊ - اعتقاد بطلانها. ➋ - تركها والتبرؤ منها. ➌ ...

تعلموا أمر دينكم

• صفة الكفر بالطاغوت تكون بـ:
➊ - اعتقاد بطلانها.
➋ - تركها والتبرؤ منها.
➌ - بغضها وعداوتها.
➍ - تكفير أهلها.
➎ - معاداتهم في الله.

والدليل قوله تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [الممتحنة: ٤]

إذاً فمن لم يحقق هذه الصفة لم يكن مؤمناً بالله كافرا بالطاغوت، بل العكس، لأن الإيمان بالطاغوت والإيمان بالله ضدان لا يجتمعان في قلب إنسان أبدا، إذ لا يمكن أن يوصف الشخص بأنه مشرك وموحد في نفس الوقت، بل لا بد له من أحد الوصفين لا محالة، إذ لا ثالث لهما، لقوله تعالى: { هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ } وقوله: { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا }

فهذا الطاغوت الذي أمرنا أن نكفر به ونجتنبه، وهذه عبادته التي نهينا عنها وأمرنا بتركها وتكفير أهلها ومعاداتهم.

- كتاب تعلموا أمر دينكم صادر عن ديوان الدعوة والمساجد / سلسلة (4)
...المزيد

في الميدان • أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا ...

في الميدان

• أثبتت الأحداث هشاشة المحور الرافضي من الداخل حتى صار مضرب المثل في الاختراق، ولا عجب أن يسهل اختراقه لأسباب عديدة منها شبكات المخدرات والبغاء التي يديرها الحزب الرافضي في أوروبا وتعد شريانا أساسيا لاقتصاده، ومن عجيب تناقضات فصائل الإخوان المرتدين، أنهم صاروا يعقدون مقارنات بين "حصانة" صفوف كتائبهم و"هشاشة" صفوف حزب الشيطان فلماذا تحالفتم معهم إذن؟! طمعا في هشاشتهم أم زهدا في حصانتكم؟

- افتتاحية النبأ "نقاط على الحروف" 463
...المزيد

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة ▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.

لم يدرك معظم هؤلاء أن الديموقراطية هي دين وضعي، وأن من وضعوه وطوروه على مدى آلاف السنين، صمموه لحكم مجتمعاتهم في غياب أي طاعة لرب العالمين في هذه المجتمعات، وبالتالي للوصول بمجتمعاتهم إلى الشرك المحض، والبعد التام عن اتّباع شريعة رب العالمين، وبالتالي إذا ما طُبّق هذا المنهج، وسُلك هذا السبيل في أي مكان في العالم، وعلى أي مجتمع من المجتمعات، فإنه سيؤدي بالمحصلة إلى الوصول إلى الحالة التي أرادها واضعو هذا الدين للمجتمعات الديموقراطية أن تصل إليه، مع اختلافات بسيطة تفرضها العوامل التاريخية والجغرافية.

▪︎ الفصائل المقاتلة.. والمنهج المنحرف في قتال الطواغيت:

وقريبٌ من حال هؤلاء، حال من علم من الفصائل أن الوصول إلى تطبيق شريعة رب العالمين لا يكون إلا عن طريق الجهاد، وأن هذا الطريق هو منهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نشأ الانحراف في جهادها لما حاولت استيراد الأفكار حول تكتيكات (حرب العصابات) التي طبقتها المنظمات والحركات الشيوعية الكوبية والفيتنامية وغيرها، دون أن ينتبهوا إلى خطورة تسلل ما يختلط بهذه الأفكار المستوردة من أدران مناهجهم الفاسدة.

فصارت مفاهيم من قبيل "الحاضنة الشعبية" و "عدم مسك الأرض" مبررات لدى هذا الفريق لعدم تطبيق شرع الله في الأرض التي مكنهم الله عز وجل فيها، وبامتناعهم عن تطبيق الشرعية متذرعين بهذه الأعذار غير الشرعية، صاروا من جنس الطوائف الممتنعة، بعد أن كان أساس خروجهم هو لتطبيق الشريعة، بل وتمادوا في منهجهم الضال بإعلانهم الحرب على من يريد تطبيق الشريعة، واتهامه بأنه يريد تخريب الجهاد، وتأليب "الحاضنة الشعبية"، وما إلى ذلك من التهم التي مرجعها الأول ما صاغوا جهادهم على أساسه من مفردات المنهج الشيوعي في (حرب العصابات)، وغفلتهم عن حقيقة أن هذا المنهج مستمد من عقيدة إلحادية لا تحل حلالاً، ولا تحرم حراماً، وأن المرجع الأول في تقييماتها هو المنفعة فقط، والحق عندهم هو ما يرون فيه نفعاً لحركاتهم، في حين أن المنهج الإسلامي إنما ينظر إلى شرعية الأفعال قبل النظر في ما يتوقع من مصالح ظنية تأتي من ورائها.

▪︎ لا منهج في الإصلاح غير منهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم):

إن كل منهج من المناهج إنما يؤدي إلى النتيجة التي وضع المنهج على أساسها، في الظروف ذاتها الموافقة لهذا المنهج، ومن أراد أن تكون نتيجة عمله إقامة شرع الله عز وجل، فلا يمكن له أن يتبع غير المنهج الإسلامي النبوي، لأنه المنهج الوحيد الذي ارتضاه الله عز وجل لنبيه -عليه الصلاة والسلام- أن يعمل من خلاله من بعثته وحتى وفاته، وأي انحراف عن هذا المنهج سيؤدي حتماً إلى انحراف عن دين الإسلام باتجاه الأديان الأخرى التي تم تطبيق مناهجها، فضلاً عن أنه لن يؤدي بحال إلى الوصول إلى النتيجة التي يرضاها الله من أعمالهم.

وعليه أن يقوم بتعميم القاعدة النبوية في قوله صلى الله عليه وسلم: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري، على كل أفعاله التعبدية، فيجاهد كما جاهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويحكم الأرض كما حكمها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ويصلح نفسه ومجتمعه كما فعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة • كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة ...

مصلحون.. أم مفسدون؟ الفصائل والمناهج المنحرفة

• كثيرة هي المحاولات التي قامت لإعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، وكثيرة هي الحركات التي عملت لتحقيق هذا الهدف السامي، وكثيرة هي التضحيات التي بذلت على الطريق، ولكن لم يتمكن أي من تلك الحركات من الوصول إلى هذه الغاية، حتى قدّر الله أن تقام على أيدي ثلة من المجاهدين في العراق والشام.

وكثيرة هي النظريات التي طرحت، والأقاويل التي قيلت، والأساطير التي صيغت، لتفسير هذا التوفيق الرباني لجنود الدولة الإسلامية وقادتها حتى مكنهم الله من إقامة الخلافة، دون أن يعيَ أغلب من خاض في هذه القضية أن هذا النجاح الذي يسره الله، إنما ملخصه الشعار الذي تبنته الدولة الإسلامية وهو (خلافة على منهاج النبوة)، إذ لا يعني هذا الشعار الالتزام بنهج النبوة في إدارة دولة الخلافة وشؤونها السياسية في مرحلة (ما بعد التمكين) فحسب، وإنما أيضاً الالتزام بالمنهج النبوي أثناء العمل على إعادة الخلافة، أي في مرحلة (ما قبل التمكين) أيضاً، وعلى طرفي حافة التمكين وقع الانحراف لدى معظم الفصائل والحركات التي قامت لإعادة الخلافة طيلة القرن الماضي.

فعلى الطرف الأول (قبل التمكين) نجد الكثير من الفصائل والأحزاب أرادت تطبيق الشريعة، وإعادة الخلافة، ولكنها سلكت في سبيل ذلك مناهج متعددة تختلف وتنحرف عن المنهج النبوي لتحقيق ذلك، فكانت النتيجة أكبر من مجرد الفشل في تحقيق الهدف، وإنما تعدته إلى انحراف هؤلاء عن السنة إلى البدعة، بل كثير منهم انحرف نحو الشرك والضلال، بينما كان هدفه الأول التوحيد والهداية.

في حين نجد على الطرف الآخر (بعد التمكين)، بعض الحركات والتنظيمات مكن الله لها في بقعة من الأرض، ولكنها انحرفت عن المنهج النبوي في الحكم، فحكمت بغير ما أنزل الله، وصار سعيها للحفاظ على ما بأيديها، لا إقامة حكم الله فيما مكنهم الله فيه من البلاد والعباد، فصاروا هم من جنس الطوائف الممتنعة التي خرجوا عليها، بل وصار رؤوسهم طواغيت جدد لا يختلفون عن الطواغيت الذين سبقوهم، إلا بلحاهم وشعاراتهم الإسلامية.

▪︎ مصلحون... أم مفسدون؟

إن من يرجع إلى جذور الانحراف في أغلب الفرق والطوائف، سيجد أنهم في كثير من الأحيان أرادوا الإصلاح، ولكنهم أفسدوا دينهم ودين من اتّبعهم، بأن سلكوا في محاولاتهم الإصلاحية هذه غير منهاج النبوة، واستحسنوا هذه المناهج البدعية، فضلّوا وأضلّوا، وكانوا من جملة من قال الله عز وجل فيهم: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) [سورة الكهف: 103-104].

▪︎ الصوفية والمنهج المنحرف في إصلاح القلوب:

فإذا أخذنا مشركي الصوفية كمثال، نجد أن الصوفيين الأوائل إنما رأوا أن سبب الانحراف في الأمة هو فساد القلوب، وأن الإصلاح إنما يكون بصلاحها بناء على القاعدة النبوية (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب) رواه البخاري، ونجد أن الخلل الأكبر أصابهم عندما بحثوا عن إصلاح القلوب بمناهج أخرى لا تنتمي إلى الإسلام وشريعته، فوجدوا ضالتهم في طرائق الشرق التي تقوم على ادعاء إصلاح النفوس بهجر الملذات، والإكثار من الخلوات، واتباع مسالك معينة تؤدي بحسب ادعائهم إلى المعرفة، ولم يدرك معظم المتصوفة أن هذه المناهج إنما وضعها أهل الديانات الباطل لتناسب ما وضعوه من أديان، وأن هذه المناهج تطورت عبر آلاف السنين لتوافق أصول هذه الأديان الباطلة وحقائقها، وبالتالي من سلك هذه السبل فإنها ستؤدي به إلى الوصول إلى النتيجة ذاتها التي وصل إليها أصحاب تلك الأديان من الشرك والضلال، أو على الأقل إلى مكان قريب منها، ولكنه بالمحصلة خارج الإسلام.

▪︎ "الإخوان المسلمون".. والمنهج المنحرف في العمل السياسي:

وكذلك كان انحراف فرقة "الإخوان المسلمين" إذا أخذناها مثالا على الفرق التي رأى أصحابها أن الإصلاح إنما يكون طريق الوصول إلى الحكم بأي طريقة كانت، ومن ثم تحويل ما يقع تحت أيديهم إلى "مجتمع إسلامي"، ثم الوصول إلى الإصلاح الكامل عن طريق إقامة الدولة الإسلامية.

حيث وجد "الإخوان المسلمون" ومن سلك سبيلهم أن من المستحيل بمكان إقناع الطواغيت الحاكمين بأن يسلموهم السلطة، أو حتى أن يقوم هؤلاء الطواغيت بالإصلاح بأنفسهم، كما قصرت همتهم عن العمل على خلع هؤلاء الطواغيت، كما هو المنهج النبوي، لذا لجؤوا إلى المناهج والسبل الجاهلية في محاولتهم تحقيق أهدافهم، وكان اختيارهم الأنسب تبني الديموقراطية الشركية كمنهج عمل للوصول إلى السلطة، رغم اختلافهم على الحال بعد ذلك، بين زاعم أنه سيحطم صناديق الانتخابات بعد صعوده إلى السلطة عن طريقها، وبين مؤكد على الحفاظ عليها، بل وجعلها أصلا من أصول الإسلام، والعياذ بالله.


• المصدر: صحيفة النبأ – العدد 13
مقال:
مصلحون.. أم مفسدون؟
الفصائل والمناهج المنحرفة
...المزيد

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً • أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، ...

فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة... إنّ مع العسر يُسراً

• أثبتت تطورات الأوضاع في ليبيا، أن المشروع العالمي للدولة الإسلامية ليس قضية إعلامية تحاول الدولة الإسلامية من خلاله جذب المزيد من الانتباه كما يزعم قادة الفصائل والتنظيمات المنحرفة، وليس قضية لتجنيد المزيد من الأتباع، أو بحثا عن مزيد من الموارد كما يعتقد السياسيون والمحللون في الغرب الصليبي، وإنما هو تطبيق حقيقي لمفهوم الخلافة الراشدة التي أعادت الدولة الإسلامية إقامتها بعد قرون طويلة من إزالتها على أيدي الملوك والسلاطين.

فالخلافة في مفهومها السياسي الشرعي تتضمن قيادة واحدة تجمع المسلمين كلهم تحت راية واحدة، ولذلك كان إجماع فقهاء الإسلام على عدم جواز وجود إمامين في وقت واحد إلا في ظروف قاهرة، وذلك حرصا على وحدتهم، ومخافة تفرقهم وتنازعهم مع تعدد أئمتهم.

ففي الوقت الذي يحشد الصليبيون والرافضة أبصار العالم ليركزوها على أكاذيب انتصارهم النهائي في (الرمادي)، تتقدم قوة من جيش الخلافة على بعد آلاف الكيلومترات، لتسيطر على مدينة حيوية في شمال أفريقيا، وبالتحديد قرب الهلال النفطي الليبي المتموضع حول خليج (سرت) على شواطئ البحر المتوسط، فكان فتح مدينة (بن جواد)، واقتحام ميناء (السدرة النفطي)، وتهديد مدينة (رأس لانوف) الحيوية، إنذارا بالخطر للدول الصليبية التي تحاول صرف أنظار شعوبها عن تمدد الدولة الإسلامية في هذه البقعة الهامة من العالم بموقعها وثرواتها، خوفا من أن يعكر ذلك صفو احتفالاتهم بالانتصارات الزائفة لهم ولحلفائهم في العراق والشام.

ومن جانب آخر فإن الدول الصليبية تعرف حقيقة واقع الدولة الإسلامية في ليبيا جيدا، وتعرف واقع أعدائها بدرجة أكبر، ففي الداخل الليبي كمّ كبير من الفصائل المتنافسة على الأموال والموارد، منقسمة إلى أكثر من معسكر، يتنازعون أكثر من حكومة، ويتقاتلون بعدة جيوش، ويتورط كل منهم في عدة عمليات عسكرية باهظة التكاليف، وقد فشلت كل المحاولات لجمعهم وتوحيدهم، فما يفرّق بينهم من المطامع أكثر مما يجمعهم، وما في يد كل منهم من الموارد ومصادر القوة يغنيه عن الاضطرار للاجتماع مع أعدائه، وفي ظل هذا الواقع تبقى الدولة الإسلامية هي القوة الوحيدة المجتمعة على قلب رجل واحد في وجه أعدائها، باتباعها أمر رجل واحد هو أمير المؤمنين تقبله الله.

وإذا وسعنا الدائرة أكثر وجدنا أن محيط ليبيا القارّي يشمل مجموعة من الدول الهشة سياسيا كما في مصر والجزائر وتونس والسودان التي تحكمها حاليا أنظمة طاغوتية غير مستقرة، في حين أن بعضها الآخر ليس أكثر من أنظمة حكم بدائية كما هو الحال في تشاد ومالي، بالإضافة لذلك فإن هذه الدول المحيطة بولايات الدولة الإسلامية في ليبيا متورطة أصلا في حرب مفتوحة مع الدولة الإسلامية، فجيش الردة المصري منغمس حتى أذنيه في الحرب التي استنزفته في ولاية سيناء، كما أن المفارز الأمنية صعدت من عملياتها في قلب (القاهرة) عاصمة النظام الطاغوتي وفي ضواحيها، في حين ظهرت بوادر لنشاط سرايا من جيش الخلافة في الصحراء الغربية من مصر، أما تشاد ومالي فهما متورطتان في حرب شرسة مع جنود الخلافة في كل من الصحراء وولاية غرب إفريقية، تزيد من إضعاف قدرتيهما على الدخول في حرب إضافية على حدودهما الشمالية، أما الجزائر وتونس، فإن العمليات فيهما قد بدأت، وخاصة في تونس حيث العمليات الأمنية القوية للمفارز الأمنية عصفت ببنية اقتصاد حكومة الطاغوت فيها، كما ظهر -بفضل الله- أول الغيث في مناطق من شرق ولاية الجزائر بإطلاق جنود الخلافة فيها لعملياتهم ضد جيش الردة.

إن معرفة الصليبيين بهذا الواقع جيدا دفعتهم إلى المسارعة بإعلان العزم على تشكيل حلف عسكري دولي جديد لقتال الدولة الإسلامية في الولايات الليبية، في نفس الوقت الذي يجتهدون فيه لجمع الفصائل في ليبيا في إطار حكومة "وحدة وطنية" ستكون مهمتها الأولى قتال الدولة الإسلامية.

إن فتح هذه الجبهة الجديدة على الصليبيين وأعوانهم المرتدين، سيعني -بإذن الله- مزيدا من التشتت بالنسبة لقواتهم، وفي الوقت نفسه سيزيد من مساهمة المسلمين في حربهم، حيث باتت ولايات الدولة الإسلامية في ليبيا مهاجر المجاهدين ممن سدت في وجوههم طرق الهجرة إلى العراق والشام، وخاصة من مصر والسودان والمغرب ودول الصحراء وأوروبا، وصدق الله عز وجل الذي قال في كتابه (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).


▪︎ صحيفة النبأ – العدد 13
السنة السابعة - الثلاثاء 1 ربيع الآخر 1437 هـ

المقال الافتتاحي:
فتوحات جنود الخلافة في الولايات الليبيّة...
إنّ مع العسر يُسراً
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً