إيّاكم والكِبر [1/2] إن للشيطان الرجيم مكايد ومصايد، وأدراناً تسود منها القلوب، وفي الحديث: ...

إيّاكم والكِبر
[1/2]

إن للشيطان الرجيم مكايد ومصايد، وأدراناً تسود منها القلوب، وفي الحديث: (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [متفق عليه].

ومن الأمراض التي يجتهد الشيطان في أن تصيب قلب المسلم الكِبْر والخُيلاء، والكبر هو أن يرى الإنسان نفسه كبيرة، فيزدري بذلك غيره من الخلق ويحتقرهم، والخيلاء: يقال اختال الرجل في مشيته، أي تبختر ومشى مزهوا بنفسه معجبا.

ولقد عرّف النبي -صلى الله عليه وسلم- الكبر خير تعريف وأجمعه لما سأله رجل: «إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة؟» فقال: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس) [رواه مسلم]، وبطر الحق دفعه ورده على صاحبه، وغمط الناس احتقارهم.

وفي جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- على سؤال الرجل السائل دليل على جواز الزينة ولبس الجميل، ولكن ليس للتفاخر على الناس وازدرائهم.

وهذان -أي: الكبر والخيلاء- من أخبث الأدواء، كيف لا وما أخرج إبليسَ من نعيم الجنة إلا كبرُہ، إذ عصى ربه وامتنع عن السجود لآدم -عليه السلام- وقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12]، بل ويتساءل إبليس اللعين كما ذكر الله عنه في آية أخرى بكل كبر واستعلاء: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} [الإسراء: 61].

والكبر من كبائر الذنوب التي حرمها الله -تعالى- فقال عز وجل: {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [القصص: 83]، وقال أيضا: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، وعن ابن عباس في تفسير قوله سبحانه {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ للنَّاسِ}، قال: «ولا تتكبر، فتحقر عباد الله، وتعرض عنهم بوجهك إذا كلّموك» [تفسير الطبري].

وإنّ قارون كان من المستكبرين في الأرض فخسف به الله -تعالى- داره جزاء وفاقا على تكبره واستعلائه على الناس.

ومن الناس من قد فتك الكِبر بقلبه، إما لمال، أو نسب، أو حسب، أو علم، أو منصب، أو مكانة؛ إذا جلس بين الناس أكمخ، وإذا تكلم زمخ بأنفه وشمخ.

وليته علم أن عقوبة المستكبرين النار في الآخرة، وقد ثبت ذلك في أكثر من حديث، فعن ابن مسعود عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (يقول الله، عز وجل: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم) [رواه مسلم].

وعن أبي هريرة أيضا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (احتجت النار، والجنة، فقالت هذه: يدخلني الجبارون والمتكبرون؛ وقالت هذه: يدخلني الضعفاء والمساكين؛ فقال الله -عز وجل- لهذه: أنت عذابي أعذب بك من أشاء -وربما قال: أصيب بك من أشاء- وقال لهذه: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها) [رواه مسلم].

ومن يتكبر اليوم في مجالس الدنيا على غيره من المسلمين، لهو من أبغض الناس للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأبعدهم منه مجلسا يوم القيامة، فعن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا، وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون)، قالوا: «يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون؟» قال: (المتكبرون) [رواه الترمذي].

وقد ثبت في صحيح مسلم دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- على رجل عاند بسبب كبره، فعن سلمة بن الأكوع أن رجلا أكل عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشماله، فقال: (كل بيمينك)، قال: «لا أستطيع»؛ قال: (لا استطعت)، ما منعه إلا الكبر، فما رفعها إلى فيه؛ قال النووي: «وفي هذا الحديث جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر».

هذا والنبي -صلى الله عليه وسلم- من أحلم الناس وأرحمهم وأكثرهم عفوا، ولكنه لما علم أن ما دفع هذا الرجل إلى رد أمره إنما هي أنفته واستكباره على الحق دعا عليه.

وعن حارثة بن وهب الخزاعي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ألا أخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعف، لو أقسم على الله لأبره؛ ألا أخبركم بأهل النار؟ كل عُتُلٍّ جوّاظٍ مستكبر) [رواه البخاري ومسلم]، والجواظ المتكبر.


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 64
الخميس 20 ربيع الثاني 1438 ه‍ـ

لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC111ART
...المزيد

يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة في الوقت الذي يذهب فيه قادة فصائل الصحوات إلى عاصمة كازاخستان ...

يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة

في الوقت الذي يذهب فيه قادة فصائل الصحوات إلى عاصمة كازاخستان (أستانة) للقاء ممثلي النظام النصيري، لترسيخ الهدنة بينهم وبين الجيش النصيري، برعاية صليبية روسية، يتابع مقاتلوهم المرتدون هجومهم على مدينة الباب، في ظل دعم ومساندة من الصليبيين الروس، حلفاء طاغوت الصحوات الأكبر أردوغان.

بل إن مصيبة الصحوات المرتدة لا تقف عند هذا الحد، إذ إن من يتابع تصريحات قادتهم هذه الأيام يجدهم قد باتوا يتحدثون عن الروس وكأنهم يتحدثون عن أصدقاء، لا عن روسيا الصليبية حليفة النظام النصيري، التي قتلت الآلاف من المستضعفين، ودَمَّرت المدن والقرى، وأعانت الجيش النصيري على استعادة مدينة حلب وإخراجهم منها، فإذا بهم اليوم يسمّونها «صانعة السلام» ويأملون في التحالف معها لقتال الدولة الإسلامية.

تأتي هذه الصداقة بين صحوات الشام المرتدين (ومن ورائهم طاغوتهم أردوغان) والصليبيين الروس بعد سنين من موالاة المرتدين لأمريكا التي قتلت المسلمين، وأعانت الطواغيت عليهم، وحمت دويلة اليهود المحتلة لأرض المسلمين، فلما استيأسوا من أمريكا لم يكن صعبا عليهم أن يستعيضوا عنها بروسيا، بل لا شيء يمنعهم من أن يصبحوا خلال أيام أصدقاء لدويلة اليهود ذاتها، طالما أن الولاء والبراء معطَّل تماما في نفوسهم، فلا أسهل عليهم من موالاة اليهود والنصارى والمشركين، وتوليهم ضد المؤمنين من أهل السنة، خوفا من المشركين أو طمعا في منافع يرجونها منهم.

ويبرّر صحوات الشام المرتدون تقاربهم الجديد مع الصليبيين الروس، بل واحتمال الانضواء تحت رايتهم وراية النظام النصيري الموجهة لقتال الدولة الإسلامية، بأنها في سبيل إضعاف النفوذ الإيراني في الشام، ودفع النظام النصيري إلى الاستغناء عن الميليشيات الرافضية بحلولهم محلّها في قتال الجماعات «الإرهابية» التي يقصدون بها الدولة الإسلامية بشكل رئيسي.

وهم بذلك يكرّرون بالحرف ما كان يقوله إخوانهم من صحوات العراق لتبرير دخولهم تحت لواء أمريكا قبل سنين، بأنهم يريدون أن يكونوا بديلا للميليشيات الرافضية التي كانت القوات الأمريكية تعتمد عليها في حربها ضد المجاهدين، وزعمهم أن وقوفهم مع أمريكا الصليبية -التي قاتلوها لسنين- في مواجهة عدوهم المشترك وهو الدولة الإسلامية، من شأنه أن يدفع أمريكا إلى الوفاء بوعودها لهم بتسليمهم الحكم بعد انسحابها من العراق، الذي سيكون فور القضاء على الدولة الإسلامية، وبالطبع لم تفِ لهم أمريكا بأيٍّ من وعودها، وكانت نهايتهم الزوال على أيدي الميليشيات الرافضية التي لبست لباس الشرطة والجيش بعد أن كَفتها الصحوات مشقة قتال الدولة الإسلامية، لتأخذ العراق كله غنيمة باردة، لولا لطف الله بالمسلمين بأن عادت الدولة الإسلامية في بضع سنين لتسوم الرافضة وإخوانهم الصحوات سوء العذاب وتستنقذ -بفضل الله- ما بأيديهم من بلاد وعباد.

ولقد بيَّن الله -تعالى- حال أدعياء الإيمان هؤلاء، فهم في كل زمان ومكان يسارعون في موالاة الكفار، خوفا مِن أذاهم، وطمعا في الانتفاع منهم، ويرتدُّون بذلك عن دين الله تعالى أفواجا، فيستبدلهم الله تعالى بالخلّص من عباده الذين يوالون الله ورسوله والذين آمنوا، الذين هم حزب الله تعالى، الذين كتب لهم وحدهم الغلبة والفتح والتمكين، كما قال سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 51-56].


المصدر:
صحيفة النبأ - العدد 64
الخميس 20 ربيع الثاني 1438 ه‍ـ
...المزيد

بيانٌ لحقَّ الله سبحانه على العباد عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلى الله ...

بيانٌ لحقَّ الله سبحانه على العباد

عن معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( يا معاذُ تدري ما حقُّ اللهِ على العبادِ، وما حقُّ العبادِ على اللهِ؟ ))، قال: قلت: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: (( فإن حقَّ اللهِ على العبادِ أن يعبدوا اللهَ ولا يشركوا به شيئًا، وحق العبادِ على اللهِ عزَّ وجلَّ أن لا يعذِّبَ من لا يشركُ به شيئًا)) ، قال: قلت: يا رسول الله، أفلا أبشِّرُ الناسَ؟ قال: (( لا تُبشِّرْهم فيتَّكلوا )).

(البخاري: ٦٣٦٧)، و(مسلم: ٣٠)، واللفظ لمسلم
...المزيد

فضائل المسلم [ حسن التعامل مع كبار السّن ] الصبر والرفق بالمسنين من الصفات التي ينبغي على كل ...

فضائل المسلم

[ حسن التعامل مع كبار السّن ]

الصبر والرفق بالمسنين من الصفات التي ينبغي على كل مسلم أن يتحلى بها، حيث كان التقدم في السن رمزاً للحكمة، أما اليوم غالباً ما يهمّش المسنّون أو يعيشون في عزلة، ولذلك من الضروري الإصغاء إليهم ومنحهم الاهتمام الذي يستحقون، وقد تكون تجاربهم الحياتية ونصائحهم ذات فائدة عظيمة.

ومن علامات الفساد في المجتمعات الغربية أنك تراها تتخلى عن كبار السن، فلا يُستمع إليهم، ويُتركون في الوحدة والعزلة ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل تزعم أن" التقدم" يكمن أساساً في تمجيد الشباب وتعزيز الفاحشة وكلِّ ما يعارض ما كان كبار السن يمتثلون به، حتى إنك ترى هذه المجتمعات العلمانية يسخرون من الشيوخ وينكرون حكمتهم.

بل إن إكرام المسن واجب علينا كأمة مسلمة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط" أبو داود في سننه رقم ٤٨٤٣).

وقال أَنَسُ بن مَالِكِ: "جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا" (الترمذي ۱۹۱۹).

فلا ينبغي علينا أن ننساهم ويجب الإحسان إليهم وإكرامهم، ولنتذكر أن عجلة الزمن تدور، وسنكون نحن كبار السن غداً.
...المزيد

اغتنام المواسم الفاضلة "قال الإمام ابن رجب - رحمه الله تعالى -: وما من هذه المواسم الفاضلة موسم ...

اغتنام المواسم الفاضلة

"قال الإمام ابن رجب - رحمه الله تعالى -:
وما من هذه المواسم الفاضلة موسم إلا ولله تعالى فيه وظيفة من وظائف طاعاته، يتقرب بها إليه، ولله فيه لطيفة من لطائف نفحاته، يصيب بها من يعود بفضله ورحمته عليه، فالسعيد من اغتنم مواسم الشهور والأيام والساعات، وتقرب فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطاعات، فعسى أن تصيبه نفحة من تلك النفحات، فيسعد بها سعادة يأمن بعدها من النار وما فيها من اللفحات.

[لطائف المعارف]
...المزيد

فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء • العسكرة الأوروبية التي تراها أوروبا ضرورة أمنية لها، تقرؤها ...

فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء

• العسكرة الأوروبية التي تراها أوروبا ضرورة أمنية لها، تقرؤها روسيا أنها محاولة لإشعال نار الحرب كما صرح بذلك العديد من المسؤولين الروس، أي أنّ طبول الحرب تقرع في أوروبا لأول مرة بعد سنوات من محاولة توريط أوكرانيا وحدها بذلك، وهو ما دفع وزير خارجية فرنسا للقول "إن خط الجبهة يقترب منا أكثر من أي وقت مضى".

كل ما سبق يمهد لتفكك النظام الدولي الأمريكي - الأوروبي وفقدان القبضة المركزية وصولا إلى نشوء تحالفات وكيانات جديدة على قاعدة؛ أنّ الكل لديه خططه وأطماعه الخاصة، ما يعني العودة إلى عصر الحروب التي اجتهد الصليبيون في إبعادها عن أراضيهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، إنها لمحة بسيطة عن مستقبل الانقسام الصليبي المتصاعد وهو مصداق قوله تعالى فيهم: {فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ}.

اقتباسات من النبأ "موقعة المكتب البيضاوي " 485
لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC111ART
...المزيد

وجوب استغلال المجاهدين لانقسام الصليبيين ومن المفارقات العادلة أنّ هذا الانقسام في المعسكر ...

وجوب استغلال المجاهدين لانقسام الصليبيين

ومن المفارقات العادلة أنّ هذا الانقسام في المعسكر الدولي الصليبي سينعكس سلبا وخرابا على هؤلاء الذين بنوا حكوماتهم ومشاريعهم بالاتكاء عليه والتعلق بأستاره ورهنوا مصيرهم بمصيره، بينما سيجني ثمار خرابه من كانوا وما زالوا شوكة في حلقه يجمع لحربهم "تحالفا عالميا" بات مستقبله مرهونا بهذا "الانقسام الصليبي الخلاق"، ولذلك يتحتم على أجناد وأنصار الخلافة وجوب استغلال هذا الانقسام والاستعداد له من الآن.


- افتتاحية النبأ "موقعة المكتب البيضاوي" 485
- لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC111ART
...المزيد

ابتزاز الصليبيين لطالبان امتحاناً لردتهم وإنّ التلويح الصليبي بفرض عقوبات على بعض قادة طالبان ...

ابتزاز الصليبيين لطالبان امتحاناً لردتهم

وإنّ التلويح الصليبي بفرض عقوبات على بعض قادة طالبان رغم كل قرابين الطاعة التي ذبحوها على النُّصب الأمريكية، هو أمر متوقع في سياق الابتزاز والضغط المتواصل، ضمن سياسة صليبية معروفة في "تعميد" الناكثين وامتحان ردتهم وتعميق هوّة انحرافهم، وسيتعمّق هذا الابتزاز ويمتد ليطال كل "الحكومات الجهادية" المرتدة مصداقا لقوله تعالى: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، وإنّ ما يجهله هؤلاء أنّ مسك العصا من المنتصف بين الإسلام والكفر كفر بعينه، وأنّ التمايز لن يترك للرماديين موضع قدم، وأنّ القادم أسود أو أبيض شاء المتلونون أم أبوا، إنه دين الله تعالى وشرعه وتوحيده الذي لا يقبل القسمة على اثنين فما هو حق لله تعالى لن يكون حقا لغيره سبحانه.


- افتتاحية النبأ " في الأصل لا الحاشية " 482
- لقراءة المقال كاملاً.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC111ART
...المزيد

رسالة الدولة الإسلامية إلى إخواننا الأكراد ولا ننسى أن نوجه رسالة إلى أهلنا وإخواننا المسلمين من ...

رسالة الدولة الإسلامية إلى إخواننا الأكراد

ولا ننسى أن نوجه رسالة إلى أهلنا وإخواننا المسلمين من الأكراد، في العراق والشام، وفي كل مكان؛ بأن حربنا مع الأكراد إنما هي حرب عقدية، وليست قومية معاذ الله؛ فلا نقاتل الأكراد لأنهم أكراد، وإنما نقاتل الكفار منهم، حلفاء الصليبيين واليهود في حرب المسلمين، وأما الأكراد المسلمون: فهم أهلنا وإخواننا أينما كانوا، دماؤنا دون دمائهم، وإن الأكراد المسلمين في صفوف الدولة الإسلامية لكثير، وهم من أشد المقاتلين لقومهم الكفار.

الشيخ المجاهد أبو محمد العدناني -تقبله الله-
{إن ربك لبالمرصاد}

للإستماع للكلمة الصوتية.. تواصل معنا تيليغرام:
@WMC111ART
...المزيد

فضائل المسلم حسن التعامل مع الوالدين قال ﷺ: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول ...

فضائل المسلم

حسن التعامل مع الوالدين

قال ﷺ: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" [البخاري/5976].
يقرن الله عبادته ببرّ الوالدين، فما سبب وجوب الإحسان إليهما؟ لأن ذلك أمر إلهي واجب الامتثال، لكن ما هو الاحترام الحقيقي للوالدين في جوهره وتطبيقه؟

الإحسان إلى أقارب الوالدين، والدعاء والاستغفار لهما، والوفاء بعهودهما، وإكرام صحبتهما، ويشمل ذلك عدم رفع الصوت عليهما وخدمتهما وطاعتهما فيما لا يخالف الدين، وعندما يبلغان من العمر عتيّاً لا يجوز نسيانهما إذ يجب قضاء الوقت معهما وعدم احتقارهما بل السعي لإرضائهما وإدخال السرور إلى قلبيهما.

ترون المجتمعات الكافرة التي تتخلى عن الوالدين المسنين، وتحبسهما في دور التقاعد دون رعاية وهذا من علامات فساد وانحطاط المنظمات الديمقراطية التي حذرنا منها رسول الله ﷺ.

لا يبتغي الآباء سوى سعادة أبنائهم، وكثير منهم يضحون بصحّتهم ويكدّون في العمل من أجل نجاح الأبناء، وقد نجد استثناءات بلا شك، حيث أن بعض الآباء يستغلون أبناءهم ويتعاملون معهم بسوء، مسببّين لهم المعاناة، ومهما كان الأمر، يحثنا الله تعالى على معاملتهم بالمعروف في قوله: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} [سورة لقمان، الآية ١٥]

وبحكمته المطلقة يذكرنا الله عز وجل بأن حسن الخلق هو جوهر الإيمان، ولقول رسول الله ﷺ: "رِضَا الرَّبِّ فِي رِضَا الْوَالِدِ وَ سَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الوَالدِ" [الترمذي/1899]*
...المزيد

الانتفَاعُ بالطَّاعة 1- الإخلاص قال ابن رجب معلقا على حديث (إنما الأعمال بالنيات): "وبه صدّر ...

الانتفَاعُ بالطَّاعة

1- الإخلاص

قال ابن رجب معلقا على حديث (إنما الأعمال بالنيات): "وبه صدّر البخاري كتابه الصّحيح، وأقامه مقامَ الخطبة له، إشارة منه إلى أنّ كلّ عمل لا يُراد به وجه الله فهو باطل، لا ثمرة له في الدنيا ولا في الآخرةِ" [جامع العلوم والحكم]

2- موافقتها للسنّة

قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "إنّ العمل إذا كان خالصا، ولم يكن صوابًا، لم يقبل، وإذا كان صوابا، ولم يكن خالصا، لم يقبل حتّى يكون خالصًا صوابا... والخالص إذا كان لله عزّ وجلّ، والصّواب إذا كان على السنّة" [جامع العلوم والحكم]

3- العناية بصلاح القلب

قال ابن الجوزي: "وإنما تنفع العبادة وتظهر آثارها وتبين لذاتها مع إصلاح أمراض القلب" [التبصرة]

4- استشعار عظمة الله

قال ابن القيم: "كلما شَهِدْتَ حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية، وعرَفْتَ الله، وعرفت النفس، وتبيّن لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للمَلِك الحقّ ولو جئتَ بعمل الثقلين؛ خشيت عاقبته. وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله، ويثيبك عليه أيضًا بكرمه وجوده وتفضله" [مدارج السالكين]

5- حضور القلب

قال ابن القيم: "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه وألقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله" [الفوائد]

6- المواظبة عليها

قال ابن رجب: "علامة قبول الطاعة أن توصل بطاعة بعدها، وعلامة ردها أن توصل بمعصية، ما أحسن الحسنة بعد الحسنة، وما أقبح السيئة بعد الحسنة" [لطائف المعارف]

7- الدعاء بالقبول

كما ورد عن نبي الله إبراهيم: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، قال ابن كثير: "فهما في عمل صالح، وهما يسألان الله أن يتقبل منهما". [التفسير]


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 487
السنة السادسة عشرة - الخميس 20 رمضان 1446 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

عبادات العَشرِ الأواخرِ من رمضان • عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: "كان النبي ...

عبادات العَشرِ الأواخرِ من رمضان

• عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت:

"كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [البخاري ومسلم]

الاعتكاف

عن عائشة -رضي الله عنها- "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يَعْتَكِفُ العشر الأواخر من رمضان حتى توفَّاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده" [متفق عليه]

• إحياء الليل

وإحياء الليل يعني استغراقه بالسَّهر في الصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر، وسائر العبادات

• تلاوة القرآن

عن ابن عباس -رضي الله عنه- "أن جبريل -عليه السلام- كان يُلَاقِي النبي -صلى الله عليه وسلم- كل ليلة من رمضان، فيُدَارِسُهُ القرآن" [متفق عليه]

• تحرِّي ليلة القدر

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يَجَاوِرُ في العشر الأواخر من رمضان ويقول: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)" [متفق عليه]


المصدر:
صحيفة النبأ – العدد 487
السنة السادسة عشرة - الخميس 20 رمضان 1446 هـ

إنفوغرافيك العدد
...المزيد

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً