لا تغتر بمنافق وكن رقماً صعباً وعملة نادرة

منذ 2014-10-25

وتخيلنا الدنيا بدون هذه الأعداد الكبيرة من البشر الذين ابتلوا بالنفاق -عياذًا بالله من النفاق وأهله- لاستوحش أهل الإيمان من قلة الأحياء، ولتوقفت الكثير من أسباب المعايش التي يقوم بها المنافقين والكافرين، ولقلة أهل الحق وكثرة أهل الباطل فوجود هؤلاء كي لا يستوحش أهل الحق فهم العملة النادرة في كل مكان وزمان.

حكمة لا يعلمها إلا القليل، والكثير منا قد يصاب بالضجر.. عجباً!
الكثير منا يضجر من تصرفات المنافقين وخذلانهم للمؤمنين، وخذلانهم للحق وركونهم لأهل الباطل، والتخلي عن الحق وأهله في أحلك المواقف.. ثم ماذا؟!

لوتخيلنا الدنيا بدون هذه الأعداد الكبيرة من البشر الذين ابتلوا بالنفاق -عياذًا بالله من النفاق وأهله- لاستوحش أهل الإيمان من قلة الأحياء، ولتوقفت الكثير من أسباب المعايش التي يقوم بها المنافقين والكافرين، ولقلة أهل الحق وكثرة أهل الباطل فوجود هؤلاء كي لا يستوحش أهل الحق فهم العملة النادرة في كل مكان وزمان.

من حكم الله تعالى التي تخفى على كثير من خلقه، حكمته تعالى في تواجد المنافقين، يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: "فصل وأما النفاق: فالداء العضال الباطن الذى يكون الرجل ممتلئًا منه وهو لا يشعر، فإنه أمر خفي على الناس، وكثيرًا ما يخفى على من تلبس به فيزعم أنه مصلح وهو مفسد، وهو نوعان: أكبر وأصغر".

ثم قال في الحكمة من وجود المنافق: "لا تستطل أوصاف القوم فالمتروك والله أكثر من المذكور، كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم لكثرتهم على ظهر الأرض، وفي أجواف القبور فلا خلت بقاع الأرض منهم، لئلا يستوحش المؤمنون في الطرقات وتتعطل بهم أسباب المعايش، وتخطفهم الوحوش والسباع في الفلوات، سمع حذيفة رضي الله عنه رجلاً يقول: اللهم أهلك المنافقين، فقال يا ابن أخي لو هلك المنافقون لاستوحشتم في طرقاتكم من قلة السالك" (أ هـ).


وفي النهاية: كن من أهل الإيمان..
كن رقماً صعباً وعملة نادرة.. وإياك والركون لأهل الباطل.
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على دينك. 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.