كفى تسويفًا!

منذ 2014-11-26

الأيام تمرّ، والوقت يمضي، والعمر إلى أجل، فإلى متى نُسوِّف؟! سوف أتصدق.. سوف أقرأ وِردي من القرآن.. سوف أُداوِم على النوافل.. سوف أواظب على الأذكار الموظفة.. سوف أعمل.. سوف أفعل...!

الأيام تمرّ، والوقت يمضي، والعمر إلى أجل، فإلى متى نُسوِّف؟!

سوف أتصدق.. سوف أقرأ وِردي من القرآن.. سوف أُداوِم على النوافل.. سوف أواظب على الأذكار الموظفة.. سوف أعمل.. سوف أفعل...!

وسوف، وسوف، وسوف...!

لا نسأم أبدًا، وكأنها منهجية باتت لدينا في حياتنا..

فهل ستظل حياتنا مُعلَّقة بسوف؟!

يا تُرى ما سيكون عليه حالنا لو باغتنا الموت؟ فهل "سوف" ستكون شفيعة لنا؟!

قال بعض السلف الصالح: "أُنذِركم سوف فإنها أكبر جنود إبليس، وقد حذّرنا ربنا من هذا العدو اللذوذ، وبيَّن لنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وحيًا عن ربه عز وجل، مسالك نتقيه بها، وحبانا ربنا بهبة العقل لنُميِّز بها بين الأشياء ونعلم أفضلها".

هي عناية ربانية تلك التي أحاطت بنا، وهو طريقٌ مستقيمٌ مُمهّدٌ لنا، وُضِحَت لنا معالمه، وعُلِّمنا كيف نسير فيه..

فلِمَ نترك الخير، ونركب ضده؟!

ولِمَِ نؤثر الندامة على السلامة؟!

لعل وقفة جادة مع النفس هي ما نحتاج، ولعل دعاءً صادِقًا نجد صداه في ما تبقى من عمرنا...

لِنَنسلِخ من صحبة المسوفين الكسالى، ولنُعانِق الصحبة الصالحة، التي تُلزِمنا رمي "سوف" وراء ظهورنا، حتى نضمن حرية الانطلاق، بعد أن كُنّا سجيني أمانينا الكاذبة..

لنعمل للتو.. لنجتهِد اللحظة.. ولنُجاهِد الآن.. مع الاستعانة بالله، وتجديد النية؛ علّنا نلحق بالركب الذي قال فيهم الحسن البصري: "أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حِرصًا على دراهمكم، ودنانيركم".

 

الكاتبة: امة من اماء الله (أخوات طريق الإسلام)