إياكم أن تكونوا من أهل النفاق

منذ 2014-12-20

أعتقد أننا في أشد الحاجة لمعرفة النفاق حتى لا نقع فيه، ومعرفة صفات المنافقين خاصة هذه الأيام التي تشابك فيها الواقع، وأظهر أهل النفاق نفاقهم علانية في خضم أحداث الثوارت العربية، والحرب الشرسة على كل ما هو إسلامي لإبعاده عن الحكم، أو حتى حرية الدعوة إلى الله.

وقعت عيني على منشور إلكتروني لطيف من أعمال شركة (زاد) المباركة والتي يشرف عليها الداعية الرباني الشيخ (محمد المنجد) حفظه الله وثبته..

المنشور يعرف النفاق وصفات المنافقين، والحقيقة أعتقد أننا في أشد الحاجة لمعرفة النفاق حتى لا نقع فيه، ومعرفة صفات المنافقين خاصة هذه الأيام التي تشابك فيها الواقع، وأظهر أهل النفاق نفاقهم علانية في خضم أحداث الثوارت العربية، والحرب الشرسة على كل ما هو إسلامي لإبعاده عن الحكم، أو حتى حرية الدعوة إلى الله.

إليكم تعريف النفاق.. أسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النفاق.
وإليكم صفات المنافقين حتى تحذرهم وتعرفهم من صفاتهم.. وبعدها إياك أن تتخذ صاحباً منهم:

تعريف النفاق: اختلف علماء اللغة في أصل النفاق، فقيل: إن ذلك نسبة إلى (النفق)، وهو السرب في الأرض؛ لأن المنافق يستر كفره ويُغيِّبُه، فتشبه بالذي يدخل النفق يستتر فيه.

وقيل: سُمي به من (نافقاء اليربوع)؛ فإن اليربوع له جُحر يُقال له: النافقاء، وآخر يُقال له: القاصعاء، فإذا طُلب من القاصعاء قصع فخرج من النافقاء، كذا المنافق يخرج من الإيمان من غير الوجه الذي يدخل فيه، وقيل: نسبة إلى نافقاء اليربوع أيضاً، لكن من وجهٍ آخر وهو إظهاره غير ما يضمر، ذلك أنه يخرق الأرض حتى إذا كاد يبلغ ظاهر الأرض ترك قشرة رقيقة حتى لا يعرف مكان هذا المخرج، فإذا رابه ريب دفع ذلك برأسه، فخرج، فظاهر جحره تراب كالأرض، وباطنه حفر، فكذلك المنافق ظاهره إيمان وباطنه كفر (1).

ولعل النسبة إلى نافقاء اليربوع أرجح من النسبة إلى النفق؛ لأن النفق ليس فيه إظهار شيء وإبطان شيء آخر، كما هو الحال في النفاق (2)، أما النفاق في الاصطلاح الشرعي فهو: "إظهار القول باللسان أو الفعل، بخلاف ما في القلب من القول والاعتقاد (3)، أو هو: الذي يستر كفره، ويُظهر إيمانه، وهو اسم إسلامي لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به، وإن كان أصله في اللغة معروفاً كما سبق (4).

وأساس النفاق الذي بُني عليه: أن المنافق لا بد وأن تختلف سريرته وعلانيته، وظاهره وباطنه؛ ولهذا يصفهم الله في كتابه بالكذب كما يصف المؤمنين بالصدق، قال تعالى: {وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة من الآية:10]، وقال: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون من الآية:1]، وأمثال هذا كثير (5).

إذًا: أخص وأهم ما يميز المنافقين الاختلاف بين الظاهر والباطن، وبين الدعوى والحقيقة كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة من الآية:8]، قال الإمام الطبري رحمه الله: "أجمع جميعُ أهل التأويل على أنَّ هذه الآية نزلتْ في قومٍ من أهلِ النِّفاقِ، وأنَّ هذه الصفة صفتُهم" (تفسير الطبري:1/268).

وقد يُطلِق بعضُ الفقهاء لفظ الزنديق على المنافق، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولما كثرت الأعاجم في المسلمين تكلموا بلفظ الزنديق وشاعت في لسان الفقهاء، وتكلم الناس في الزنديق: هل تقبل توبته؟ والمقصود هنا: أن الزنديق في عرف هؤلاء الفقهاء، هو المنافق الذي كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو أن يظهر الإسلام ويبطن غيره، سواء أأبطن ديناً من الأديان: كدين اليهود والنصارى أو غيرهم، أو كان معطلاً جاحداً للصانع والمعاد والأعمال الصالحة (الأيمان الأوسط:13).

وقال الإمام ابن القيم رحمه الله في بيان مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم: "الطبقة الخامسة عشر: طبقة الزنادقة، وهم قوم أظهروا الإسلام ومتابعة الرسل، وأبطنوا الكفر ومعاداة الله ورسله، هؤلاء هم المنافقون، وهم في الدرك الأسفل من النار (طريق الهجرتين:374).

أهمُّ صفاتُ المنافقينَ:
المنافقون لهم صفات كثيرة، وقد وصفهم الله عز وجل في أكثر من موضعٍ من القرآن العظيم، وسنتعرَّض لأهم صفات المنافقين، التي تميِّزهم عن غيرهم من الناس، وسنحاول إبراز الصفات الخطيرة، التي تجعل من هذه الشريحة الخسيسة في المجتمع المسلم فئةً أخطر على المسلمين من العدوِّ الظاهر نفسه، فمن تلك الصفات:

1- في قلوبهم مرض: فالمنافقون لا يمتلكون الشجاعة الكافية لإعلان موقفهم الحقيقيِّ الذي يُواجهون به أهل الإيمان.. فلا هم قادرون على إعلان الإيمان الصريح الواضح، ولا هم قادرون على إعلان إنكارهم للحق، وسبب ذلك هو المرض الذي يتمكَّن من قلوبهم، فيحرفها عن طريق الإيمان: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة:10].

2- مُفسدون يزعمون الإصلاح: وهل بعد النفاق فساد وإفساد؟! إنهم مفسدون في الأرض، يسعون لتخريب كل بذرة خير، وكل نبتةٍ طيبة، وبعد هذا كله، يزعمون أنهم مصلحون، يسعون إلى خير الناس، ذلك لأنَّ الموازين قد اختلَّت حين ابتعدت عن المقياس الربانيِّ الصحيح! وهؤلاء المفسدون الذين يزعمون الإصلاح كثيرون في وقتنا الحاضر، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11]؛ لكنّ الله عز وجل فضحَ حقيقتهم بقولٍ قاطعٍ واضح، فهم -في حقيقة الأمر- المفسدون، الذين يُحاربون الإصلاح والصلاح والمصلحين: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} [البقرة:12].

3- سفهاء زائفون: يتعالون على الناس، ويعدون الإيمان والإخلاص لله-عز وجل-، نوعاً من السَّفَاهةِ، لكنَّهُم في حقيقة الأمر.. هم السُّفهاء المنحرفون، {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} [البقرة:13].

4- مخادعون متآمرون: فهم أصحاب مكرٍ سيئ، يتصفون بالخسَّة واللُّؤم والجُبن والخبث، يتلوَّنون حسب الظروف، فهم أمام المؤمنين متستِّرون بالإيمان، وأمام الكافرين وشياطين الإنس يخلعون ذلك الستار عن كاهلهم، فيظهرون على حقيقتهم الخسيسة.. وهم في كل ذلك إنما يرومون النيل من المؤمنين والإيقاع بهم، والتحريض عليهم، وإلحاق أقصى درجات الأذى بهم: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} [البقرة:14].

لكنّ الله عز وجل، يُواجههم بتهديده الرهيب الذي يُزلزل كيانهم، فيزيدهم عمى وتخبُّطاً، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر ليحشرهم إلى مصيرهم المحتوم، بعد أن يمهلهم ولا يهملهم، ليزدادوا استهتاراً وضلالاً وشططاً وعدواناً على المؤمنين، إلى أن تحين ساعتهم: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة:16].

أليسوا هم الذين ارتضوا لأنفسهم هذا المصيرَ؟! ألم يكن الإيمانُ في متناولهم؟! ألم يكن الهدى يلامس قلوبهم وأنفسهم؟! فليذوقوا إذًا تبعات الظلام الذي ارتضوه لنفوسهم: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ} [البقرة:17].

5- غادرون لا عهد لهم: يعاهدون الله على فعل الخيرات، وعلى الالتزام بما يأمرهم به ربهم، لكنَّ قلوبهم خواء، وعقولهم هراء، وشياطينهم متمكّنون من رقابهم، فهم ناقضون لعهد الله عز وجل: {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ . فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ . فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكَذِبُونَ} [التوبة:75-77].

6- يتولّون الكافرين ويتنكّرون للمؤمنين: زاعمين أنَّ العزة عند الكافرين، فيسعون لها عندهم، لكنهم لن يجدوها إلا عند الله العزيز الجبَّار: {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء:139].

7- يتربَّصون بالمؤمنين: طالبين الغنيمة إن فازوا وانتصروا، ومنقلبين عليهم مع الكافرين ضدهم إن كان غير ذلك: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء:141].

8- يفرحون لما يُصيب المؤمنين مِنْ سُوءٍ ومحنةٍ: وكذلك يحزنون لكل خيرٍ أو فرحٍ يمكن أن يحصلَ لأهلِ الإيمانِ والمجاهدين في سبيل الله عز وجل: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:120]

9- مُرجِفون: فليس لهم من هَمٍّ عند المحن والشدائد إلا الإرجاف، والتخويف، وتثبيط العزائم، وإرهاق الهِمَم.. إنهم السوس الذي ينخر في صفوف المؤمنين، محاولين تحقيق ما لم يستطع العدوُّ تحقيقه في الأمة، فيشقُّون الصفوف، ويُثيرون الفتنة، ويحاولون زعزعة أي تماسكٍ للمؤمنين: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} [الأحزاب:12].

10- يتولّون يومَ الزَّحفِ: فعند وقوع المحنة والبلاء، وحين تحين ساعة الاستحقاق تراهم أول الفارِّين، وفي طليعة الخائرين الخائفين، يُولُّون الأدبار، ويتوارون عن ساحات النـزال الحقيقية، بكل أصنافها وأشكالها وألوانها: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [الحشر:12].

11- يرفضون الحكم بما أنزل الله ويتحاكمون إلى الطاغوت: لأن الحكم بما أنزل الله لا يُوافق أهواءهم، ولا يُحقق مآربهم، ولا يستجيب لنـزواتهم.. فهم يؤمنون بما أنزل الله عز وجل باللسان والمظهر فحسب، لكنهم لا ينصاعون لحكم الله، بل يصدُّون عنه ويُحاربونه، ويتَّخذون من قوانين البشر الوضعية ديناً لهم، يأتمرون بأمرها، ويلتزمون بها؛ لأنها وحدها تتوافق مع شرورهم ومصالحهم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً} [النساء:60-61].

12-الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمْ الْفَاسِقُونَ} [التوبة:67].

13- التلون والتزلف والتملق: فمن أجل أن يصل المنافق إلى ما يُريد، أي لكي يُؤدي الدورَ النفاقيَّ على أتم ما يرجو، ولكونه -أصلاً- لا يستند على قاعدة عقائدية ولا يملك مؤهلات أخلاقية، لهذا يجد نفسه مُرغماً على التلون وفقاً للظروف والأحوال، كما أنه لا يجد حَرَجاً في أن يظهر بمظاهر مختلفة حسب ما يميله إليه المخطط والهدف، كما أنه لا يمانع في أن يخضع لهذا أو يتزلف لذاك أو يركع عند قدمي زيد أو يُقبِّلُ أيادي عمرو أو يمدح من لا يستحق المدح أو ينتقص مِن شأن مَن لا غُبارَ عليه.. فهو مُكلَّفٌ بدور لا بد من أدائه، وبمهمة لا بد من إنجاحِها، حتى وإنْ كان ذلك على حسابِ عناصرِ الكرامةِ في نفسِهِ إنْ كانتْ له كرامةٌ.

14- تشويه الحقائق وتحريفها وبث الإشاعات: وهي نقطة مهمة يركز عليها المنافقون، فهم يظهرون الحقائق الناصعة بمظهر مشوه، وهذا ما صنعه المنافقون في حادثة الإفك.

15- دس الأفكار المنحرفة والمفاهيم الخاطئة: وهذه مهمة يؤكد عليها المنافقون كثيراً، فهم -وتحت غطاء الإسلام- يحولون دون تقديم الإسلام إلى الناس إلا بصورة مشوشة، ويعرضون مفاهيمه بشكل محرف.

16- إثارة روح الاختلاف والنزاعات بين العناصر الإسلامية:
إن المنافقين يسعون جاهدين إلى تقطيع الأواصر الإسلامية المتلاحمة وتفتيت القوى المتحدة، وتبديد الطاقات المؤمنة، وإثارة روح الخلافات الجانبية فيما بينها، وهذا ولا شك أسلوب لو قدر له النجاح فإنه سيؤدي إلى هزيمة نكراء تعصف بالمد الإسلامي وتفسح المجال للأعداء الداخليين والخارجيين لكي يستولوا على مقاليد الأمور.

17- إعطاء تصورات خاطئة أو مزيفة عن أعداء الإسلام المكشوفين:
لو قُدر للمنافقين أن يكونوا في مواقع مسؤولية متقدمة، أو على مقربة ممن أنيطت بهم مسؤولية إسلامية، فإنهم سيحاولون وبكل وسيلة أن يحجبوا كثيراً من الحقائق المتعلقة بالأعداء الذين يجاهرون بعداوتهم للإسلام وربما أعطوا المعلومات الخاطئة عنهم وذلك لكي لا يكون المؤمنون على بصيرة واضحة بأولئك الأعداء.

18- التجسس وخدمة العدو الخارجي:
وهذه مهمة أساسية من مهام المنافقين حيث يقدمون للعدو الخارجي الذي يرتبطون به كل ما يتعلق بنشاطات المسلمين وتحركاتهم، والشخصيات البارزة والإمكانيات العسكرية والخطوط التنظيمية، وفي الأخير لا يستغرب المسلم أن يجعل الله عذاب قوم هذه صفاتهم هو أشد العذاب: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء:145].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر في معنى النفاق لسان العرب (1/358- 359)، المفردات (502)، النهاية (5/98)، القاموس المحيط (3/286) شرح السنة للبغوي(1/71-72) تفسير القرطبي (1/195) حاشية مختصر سنن أبي داود (7/52- 53)؛ والمنافقون في القرآن الكريم د عبد العزيز الحميدي 13.
2- المنافقون في القرآن الكريم، ص 13.
3- انظر: عارضة الأحوذي (10/97).
4- انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر (5/98 ) لسان العرب (10/359)، الإيمان لابن تيمية 284.
5- الإيمان الأوسط، وانظر:صفة النفاق للإمام الفريابي (29). 

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.