التوعية وأهميتها للجميع

منذ 2015-01-26

المسلم ليس مجرد إنسان صالح في نفسه؛ يفعل الخير، ويدع الشر، ويعيش في دائرته الخاصة غير مبالٍ بغيره، بل المسلم - كل مسلم - إنسان صالح في نفسه، حريص على غيره، وهو الذي صوَّرته تلك السورة الموجزة من القرآن الكريم: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:1-3].

المسلم ليس مجرد إنسان صالح في نفسه؛ يفعل الخير، ويدع الشر، ويعيش في دائرته الخاصة غير مبالٍ بغيره، بل المسلم -كل مسلم- إنسان صالح في نفسه، حريص على غيره، وهو الذي صوَّرته تلك السورة الموجزة من القرآن الكريم:  أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ. إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر} [العصر:1-3]، وإذًا فالنصح للمسلمين واجب لا شك في ذلك، ليس فقط ما يتصل بالجانب الديني، ولكن هناك أيضًا بعض الخصائص الاجتماعية الطيبة التي يجب أن تسُود في مجتمعاتنا، والتي لو تتبعنا الأمر لوجدنا أن لها جذورًا شرعية؛ ويؤجر من يقوم بهذه الأعمال إذا احتسب الأجر عند الله تعالى وصدقت نيته؛ فمثلاً حملات التوعية التي تدعو إلى النظافة: لها أصل شرعي؛ حيث إن ديننا الحنيف يحثُّ على النظافة ويعتبرها من الإيمان، وحملات التوعية التي تدعو إلى الاهتمام بالصحة التامة، والتي تركز على طرق الوقاية من الأمراض المعدية، والتي على رأسها الحملات المشكورة للتطعيم ضد الأمراض - هذه الحملات هي تطبيق لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف...».

وحملات التوعية التي تدعو إلى ترشيد استهلاك المياه هي تنفيذ لما يأمر به ديننا من عدم الإسراف في استهلاك الماء ولو كنا على نهر جارٍ؛ أيْ: مهما كانت كميات الماء كثيرة، والحملاتُ التي تدعو إلى التبرع بالدم هي ترجمة لما يجب أن يكون بين الناس من حب وترابط، وإيثار وتضحية.

وإذا ما استعرضنا حملات التوعية الموجودة الآن، لوجدناها كالآتي:
الحملات الإخبارية: وهي تهتم بقطاع كبير من الناس، وهدفها الرئيس هو: إخبار الناس وإعلامهم بما حدث أو سيحدث في أمور معينة.

الحملات التعليمية: هدفها توعية الناس وتعريفهم بمعلومات محدَّدة، غالبًا ما تكون جديدة على الفرد.

حملات الصور الذهنية: يُطلَق عليها أيضًا حملات العلاقات العامة أو الحملات الإعلامية، وهي قد تكون إقناعية، ويُراد بها تغيير الاتجاهات والسلوكيات، وقد لا تكون إقناعية.

الحملات الإقناعية: وتهدف إلى تغيير الاتجاهات أو السلوكيات، وكذا تدعيم الاتجاهات وتعزيزها، والهدف تغيير يتبعه تغير في السلوك غير الصحيح.

وعلى الذين يندبون أنفسهم بحملات التوعية مراعاةُ حسن العرض وجمال الأسلوب، واستعمال الحكمة والموعظة الحسنة، واستخدام أفضل وسائل الإعلام ومنجزات العصر، والمجادلة بالتي هي أحسن، ومراعاة مقتضى الحال، والترغيب في السلوك المستهدف، ومحاولة ربطه بالجانب العقيدي، وكل تلك دلائل واسترشادات تنطق من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دلَّ على خير، فله مثل أجر فاعله».

 

أمين بن عبد الله الشقاوي