المُحاربة للدِّين وأهلِه باللسان أشدّ وأنكَى من السلاح والسّنان!!
فلا يَظننَّ ظانٌّ، أن المُحاربة لدين الله وأوليائه؛ إنما تكون بالسلاح فقط، بل تكون باللسان كذلك، وبالقلَم كذلك، وبالأفعال والأقوال كذلك!
قال ابن تيمية رحمه الله: "المُحاربة نوعان: مُحاربة باليد، ومُحاربة باللسان! والمحاربة باللسان في باب الدِّين؛ قد تكون أنكَى من المحاربة باليد... وكذلك الإفساد؛ قد يكون باليد، وقد يكون باللسان، وما يُفسده اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تفسده اليد! كما أن ما يُصلحه اللسان من الأديان؛ أضعاف ما تصلحه اليد!! فثبَت أن محاربة الله ورسولِه باللسان؛ أشدّ، والسَّعي في الأرض لفساد الدين باللسان؛ أوكد! فهذا... أولَى باسم المُحارب المُفسد، من قاطع الطريق" (انظر: الصارم المسلول).
قلتُ:
فلا يَظننَّ ظانٌّ، أن المُحاربة لدين الله وأوليائه؛ إنما تكون بالسلاح فقط، بل تكون باللسان كذلك، وبالقلَم كذلك، وبالأفعال والأقوال كذلك!
بل وفي زماننا: قد تحصل المحاربة؛ بخُطبة جُمعة، ومُحاضرةُ جامعة! وإنَّا لله.
فالجُندي مُحارب بتأييده وانضمامه واستعماله، وإن لم يرفع سلاحًا!
والإعلاميّ مُحارب بلسانِه وإرجافِه وتدليسِه ونفاقِه!
ورؤوس الأزهر والجامعات والأوقاف محارِبون؛ وإن زعموا أن ما هم عليه حقٌّ ودين، والصراط المستقيم!
وشيوخ السلطان، ومنافقو الأحزاب محاربون؛ وإن دلَّسوا باسم الدِّين، وألبسوا الباطلَ ثوب الحقّ المبين!
وكلّ مؤيّد للطاغوت وجنوده فهو محارِبٌ بلسانه وتأييده، على قدْر ذلك!
فجميعُ هؤلاء على الحقيقة: هم الركن الركين، والوتد الأصيل، لتثبيت بنيان الطاغوت وعَرشه، ودوام إفساده وكُفره، واستمرار جَبروته وفُجره!!
فلينظر كلٌّ أين يَقف؟!! ومع مَن يقوم؟!! وفي سبيل مَن يُحارب ويُقاتل؟!!
{الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} [النساء:76].
أبو فهر المسلم
باحث شرعي و أحد طلاب الشيخ سليمان العلوان حفظه الله
- التصنيف: