مع القرآن - وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ

منذ 2016-05-05

في الآخرة يعاين المؤمن كل الحقائق الغيبية و يتذوق كل ما كان يتمنى من أصناف النعيم 
و يعاين الكافر كل ما كان ينكره و يكذبه من حقائق 
تبين لهم عياناً كل ما كانوا يخفونه من أمور الغيب
و بالرغم من هذه المعاينة لكل الحقائق في الآخرة 
إلا أن الله تعالى يعلم من حالهم أنهم لو عادوا إلى الدنيا لرجعوا إلى حال الكفران و التكذيب و الضلال و الإضلال و الغواية للخلق.
و لصرحوا بإنكار البعث بكل بجاحة بالرغم من معاينتهم السابقة له .
قال تعالى : 
{بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [ الأنعام28 و29]  .
قال السعدي :
  { وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَقَالُوا } منكرين للبعث { إِنْ هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا } أي ما حقيقة الحال والأمر وما المقصود من إيجادنا إلا الحياة الدنيا وحدها { وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ }.
أبو الهيثم 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ
المقال التالي
إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ