مع القرآن - لعب أثناء الامتحان

يا لخيبة من لعب أثناء الامتحان 
مدة الاختبار ينبغي أن يشد الطالب انتباهه و تركيزه دون أدنى التفاتة حتى ينجو من الرسوب و يتمتع بالنجاح و آثاره .
أما من يلعب وقت الاختبار و يلهو حتى يفجأه الوقت و يسلم ورقته فارغة من أي إجابة صحيحة أو أي عمل جاد أو يسلمها بعمل قليل لا يغني ... فهذا و الله هو المغبون .
وهكذا أهل اللهو و اللعب في الدنيا غبنوا أنفسهم و أضاعوا أغلى الفرص للنجاة و الفوز .
فما الحياة الدنيا إلا اختبار طويل آخره إما فوز و نجاة و إما خسارة و عذاب . 
قال تعالى  
{ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ } [الأنعام 31] .
قال السعدي في تفسيره :
هذه حقيقة الدنيا وحقيقة الآخرة، أما حقيقة الدنيا فإنها لعب ولهو، لعب في الأبدان ولهو في القلوب، فالقلوب لها والهة، والنفوس لها عاشقة، والهموم فيها متعلقة، والاشتغال بها كلعب الصبيان.
وأما الآخرة، فإنها { خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ } في ذاتها وصفاتها، وبقائها ودوامها، وفيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، من نعيم القلوب والأرواح، وكثرة السرور والأفراح، ولكنها ليست لكل أحد، وإنما هي للمتقين الذين يفعلون أوامر الله، ويتركون نواهيه وزواجره { أَفَلا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا يكون لكم عقول،بها تدركون، أيّ الدارين أحق بالإيثار.
أبو الهيثم