مع القرآن - وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ

منذ 2016-05-08

في العمل بالشريعة وتصديقها أو تكذيبها الأمر واضح بجلاء والناس فيها أصناف:

أما هدايتهم فهي بيد الله وحده، وأما أنت فواجب عليك الدعوة والبلاغ.

وأما هم: إذا استجابوا نالوا الجنة وإن أبوا وصموا آذانهم وأغلقوا قلوبهم فهم في جهنم وبئس المصير.

قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأنعام:39].

قال السعدي: "هذا بيان لحال المكذبين بآيات الله، المكذبين لرسله، أنهم قد سدوا على أنفسهم باب الهدى، وفتحوا باب الردى، وأنهم {صُمٌّ} عن سماع الحق {وَبُكْمٌ} عن النطق به، فلا ينطقون إلا بباطل.

{فِي الظُّلُمَاتِ} أي: منغمسون في ظلمات الجهل، والكفر، والظلم، والعناد،والمعاصي. وهذا من إضلال الله إياهم، فـ {مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} لأنه المنفرد بالهداية والإضلال، بحسب ما اقتضاه فضله وحكمته.

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ
المقال التالي
فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا