مع القرآن - أعداء الشرائع ..أحباب الدنيا

منذ 2016-10-01

أعداء الشرائع، أحباب الدنيا، الهالكون تحت أقدامها، الخُطاب لودها، تزوجتهم كلهم ثم ألقت بهم بكل احتقار، وقد خسروها في النهاية و يالها من حسرة وقت الفراق، خاصة ولم يقدموا بين أيديهم ما ينفعهم فيما هو آت ومستقبل من الأعمار الأبدية.

أعداء الشرائع، أحباب الدنيا، الهالكون تحت أقدامها، الخُطاب لودها، تزوجتهم كلهم ثم ألقت بهم بكل احتقار، وقد خسروها في النهاية و يالها من حسرة وقت الفراق، خاصة ولم يقدموا بين أيديهم ما ينفعهم فيما هو آت ومستقبل من الأعمار الأبدية.
قصةٌ مكررةٌ ليست بجديدة، كل من باعوا آخرتهم واشتروا دنياهم، حاربوا الرسل وكرهوا إتباعهم وحاربوهم، أبغضوا الشرائع و سعوا في تنحيتها، استنزفوا الشهوات وقبلوا دنياهم التي فتحت لهم فمها فاهرة إياه، وقعوا في نفس الحفرة ومضوا في نفس الطريق، فهل من معتبر ؟؟؟!!!
قال تعالى : {كَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُم بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا ۚ أُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ*أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [التوبة 69 - 70].
قال السعدي في تفسيره: يقول تعالى محذراً المنافقين أن يصيبهم ما أصاب من قبلهم من الأمم المكذبة. {قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ} أي: قرى قوم لوط.
فكلهم {أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} أي: بالحق الواضح الجلي، المبين لحقائق الأشياء، فكذبوا بها، فجرى عليهم ما قص اللّه علينا، فأنتم أعمالكم شبيهة بأعمالهم، استمتعتم بخلاقكم، أي: بنصيبكم من الدنيا فتناولتموه على وجه اللذة والشهوة معرضين عن المراد منه، واستعنتم به على معاصي اللّه، ولم تتعد همتكم وإرادتكم ما خولتم من النعم كما فعل الذين من قبلكم وخضتم كالذي خاضوا، أي: وخضتم بالباطل والزور وجادلتم بالباطل لتدحضوا به الحق، فهذه أعمالهم وعلومهم، استمتاع بالخلاق وخوض بالباطل، فاستحقوا من العقوبة والإهلاك ما استحق من قبلهم ممن فعلوا كفعلهم، وأما المؤمنون فهم وإن استمتعوا بنصيبهم وما خولوا من الدنيا، فإنه على وجه الاستعانة به على طاعة اللّه، وأما علومهم فهي علوم الرسل، وهي الوصول إلى اليقين في جميع المطالب العالية، والمجادلة بالحق لإدحاض الباطل.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أيمان المنافقين
المقال التالي
ولاء ملوك الدنيا لبعضهم