مع القرآن - ولاء ملوك الدنيا لبعضهم

منذ 2016-10-01

ملوك الدنيا الحقيقيون و لو كانوا أفقر الناس: جمعهم حب الخير و بغض الشر، اجتمعوا على حب المعروف والأمر به وبُغض المنكر والنهي عنه، تجد قلوبهم إلى بعض تحن، وضمائرهم عند محن بعضهم تئن. خدموا الشرائع و تبنوا مناهج الرسل و أطاعوهم ووالوا أتباع الرسل وأكرموهم وعاشوا في زمرتهم وكانوا منهم ومعهم، أولئك سيرحمهم الله، أولئك ملوك الدنيا الحقيقيون ولو كانوا أفقر الناس.

ملوك الدنيا الحقيقيون و لو كانوا أفقر الناس: جمعهم حب الخير و بغض الشر، اجتمعوا على حب المعروف والأمر به وبُغض المنكر والنهي عنه، تجد قلوبهم إلى بعض تحن، وضمائرهم عند محن بعضهم تئن.
خدموا الشرائع و تبنوا مناهج الرسل و أطاعوهم ووالوا أتباع الرسل وأكرموهم وعاشوا في زمرتهم وكانوا منهم ومعهم، أولئك سيرحمهم الله، أولئك ملوك الدنيا الحقيقيون ولو كانوا أفقر الناس.
قال تعالى : {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ *وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [ التوبة 71 - 72]   .
قال السعدي في تفسيره: لما ذكر أن المنافقين بعضهم أولياء بعض  ذكر أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، ووصفهم بضد ما وصف به المنافقين، فقال: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ أي: ذكورهم وإناثهم بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ في المحبة والموالاة، والانتماء والنصرة.
يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وهو: اسم جامع، لكل ما عرف حسنه، من العقائد الحسنة، والأعمال الصالحة، والأخلاق الفاضلة، وأول من يدخل في أمرهم أنفسهم، وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وهو: كل ما خالف المعروف وناقضه من العقائد الباطلة، والأعمال الخبيثة، والأخلاق الرذيلة.
وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أي: لا يزالون ملازمين لطاعة اللّه ورسوله على الدوام.
أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ أي: يدخلهم في رحمته، ويشملهم بإحسانه.
إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ أي: قوي قاهر، ومع قوته فهو حكيم، يضع كل شيء موضعه اللائق به الذي يحمد على ما خلقه وأمر به.
ثم ذكر ما أعد اللّه لهم من الثواب فقال: {وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} جامعةٍ لكل نعيمٍ وفرح، خاليةٍ من كل أذى وترح، تجري من تحت قصورها ودورها وأشجارها الأنهار الغزيرة، المروية للبساتين الأنيقة، التي لا يعلم ما فيها من الخيرات والبركات إلا اللّه تعالى.
{خَالِدِينَ فِيهَا} لا يبغون عنها حِوَلا {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} قد زخرفت وحسنت وأعدت لعباد اللّه المتقين، قد طاب مرآها، وطاب منزلها ومقيلها، وجمعت من آلات المساكن العالية ما لا يتمنى فوقه المتمنون، حتى إن اللّه تعالى قد أعد لهم غرفا في غاية الصفاء والحسن، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها.
فهذه المساكن الأنيقة، التي حقيق بأن تسكن إليها النفوس، وتنزع إليها القلوب، وتشتاق لها الأرواح، لأنها في جنات عدن، أي: إقامة لا يظعنون عنها، ولا يتحولون منها.
{وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ} يحله على أهل الجنة {أَكْبَرُ} مما هم فيه من النعيم، فإن نعيمهم لم يطب إلا برؤية ربهم ورضوانه عليهم، ولأنه الغاية التي أمَّها العابدون، والنهاية التي سعى نحوها المحبون، فرضا رب الأرض والسماوات، أكبر من نعيم الجنات، {ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} حيث حصلوا على كل مطلوب، وانتفى عنهم كل محذور، وحسنت وطابت منهم جميع الأمور، فنسأل اللّه أن يجعلنا معهم بجوده.


#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
  • 0
  • 0
  • 830
المقال السابق
أعداء الشرائع ..أحباب الدنيا
المقال التالي
"الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ"

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً