مع القرآن - يا رب لو رزقتني سأفعل

منذ 2016-10-02

يا رب لو رزقتني سأفعل وأفعل، يا رب لو شفيتني سأفعل وأفعل، يا رب لو هديت ولدي سأفعل وأفعل، ثم ... لما أعطي سؤله نكص على عقبيه وولى ولم يعقب، فكان العقاب من أشد ما يكون، طُبع القلب على النفاق فخسر آخرته وحجز مكاناً في الدرك الأسفل من النار نعوذ بالله من النفاق وأهله .

يا رب لو رزقتني سأفعل وأفعل، يا رب لو شفيتني سأفعل وأفعل، يا رب لو هديت ولدي سأفعل وأفعل، ثم ...
لما أعطي سؤله نكص على عقبيه وولى ولم يعقب، فكان العقاب من أشد ما يكون، طُبع القلب على النفاق فخسر آخرته وحجز مكاناً في الدرك الأسفل من النار نعوذ بالله من النفاق وأهله.
تأمل و احذر :
{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللَّـهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ* فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ* فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّـهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} [التوبة 75 - 78]
قال السعدي في تفسيره : أي: ومن هؤلاء المنافقين من أعطى اللّه عهده وميثاقه {لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ} من الدنيا فبسطها لنا ووسعها {لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ} فنصل الرحم، ونقري الضيف، ونعين على نوائب الحق، ونفعل الأفعال الحسنة الصالحة.
{فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ} لم يفوا بما قالوا، بل {بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا} عن الطاعة والانقياد {وَّهُم مُّعْرِضُونَ} أي: غير ملتفتين إلى الخير.
فلما لم يفوا بما عاهدوا اللّه عليه، عاقبهم {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ} مستمراً {إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّـهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ}، فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع، أن يعاهد ربه، إن حصل مقصوده الفلاني ليفعلن كذا وكذا، ثم لا يفي بذلك، فإنه ربما عاقبه اللّه بالنفاق كما عاقب هؤلاء.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف» (صحيح البخاري: 2498، صحيح مسلم: 92).
فهذا المنافق الذي وعد اللّه وعاهده، لئن أعطاه اللّه من فضله، ليصدقن وليكونن من الصالحين، حدث فكذب، وعاهد فغدر، ووعد فأخلف.
ولهذا توعد من صدر منهم هذا الصنيع، بقوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّـهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ} وسيجازيهم على ما عملوا من الأعمال التي يعلمها اللّه تعالى.

#مع_القرآن

المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
خطابٌ للمنافقين
المقال التالي
مقام الندامة