"خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ"
هو متعلقٌ بأمه الأرض من خلال وشاج محبتها له.
فهو متعلقٌ بأمه الأرض قبل أن يخلق الله آدم من تراب!، وهو متعلقٌ برحم أمه - قبل أن يولد - من خلال وشاج الحبل السري!، وهو متعلقٌ بالناس بمشاعره نحوهم، ولذا فهو كائنٌ اجتماعي لا يمكنه العيش منفردًا وهو سوِي!، وهو متعلقٌ بالشهوات من المال والبنين ما بقي فوق ظهر الأرض!، وهو متعلقٌ بأمه الأرض من خلال وشاج محبتها له، وشاج الجاذبية الأرضية الذي يجذبه إليها ما حيا فوقها حتى تضمه في باطنها بعد فراقٍ دام عُمرًا!.
وي! كأن سجودنا في الصلاة واتخاذنا وضعًا كوضع الجنين فيه هو تعلقٌ بسطح الأرض كهيئة تعلق الجنين برحم أمه، وذلك حتى إذا قمنا من الصلاة - خمس مرات في اليوم والليلة - فكأنما بدأنا عهدًا جديدًا مع الله بعدما أطعنا أمره {وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [العلق جزء من الآية:19] فتبنا إليه، ثم قمنا من صلاتنا وكأنما ولدتنا أمنا الأرض أنقياء أتقياء منتهين عن الفحشاء والمنكر والبغي!
أحمد كمال قاسم
كاتب إسلامي
- التصنيف: