ادعوا لأبنائكم، ولا تدعوا عليهم!
فمن بابٍ أولى على الآباء والأمهات ألا يملوا من الدعاء للأبناء بصلاح الحال، والهداية، وتيسير الأمور، لا سيما في هذه الأيام التي كثرت فيها فتن الشهوات والشبهات
وفي صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ». (مسلم: 3014).
والله سبحانه كريم، وقد سبق حلمه غضبه، وسبق عفوه مؤاخذته، وإذا كان المكلفون قد نهوا عن الدعاء على أنفسهم أو أولادهم أو أموالهم خشية أن يوافق ذلك ساعة إجابة فيتحقق ما دعوا به فيخسروا خسرانًا كبيرًا.
فمن بابٍ أولى على الآباء والأمهات ألا يملوا من الدعاء للأبناء بصلاح الحال، والهداية، وتيسير الأمور، لا سيما في هذه الأيام التي كثرت فيها فتن الشهوات والشبهات، وتعاظمت الخطوب، وكثرت الشواغل، وقل المعين، وضيق على محاضن الدعوة والتربية والتزكية، وزاحمتنا مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل وعيهم ووجدانهم.
وفي ترجمة الإمام البخاري رحمه الله أنه ذهبت عيناه في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام فقال لها: يا هذه، قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك، أو كثرة دعائك!. (سير أعلام النبلاء 12 / 393 )
أحمد قوشتي عبد الرحيم
دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
- التصنيف: