مع القرآن - المطر و اللبن و الثمار : آيات

منذ 2017-03-18

الأدلة المادية على وجود الله يصفع بها الملك سبحانه كل ملحد ناقص العقل أو فاقده

الأدلة المادية على وجود الله يصفع بها الملك سبحانه كل ملحد ناقص العقل أو فاقده : 
من الذي ينزل المطر الذي عليه مدار الحياة و الذي ينزل بآلية بديعة الصنع و من بيده إمساكه لو شاء .
هل كل هذا بلا خالق ؟؟؟
و من يسقي العباد من بطون الأنعام لبنا غنياً بالفوائد يخرج من بين الدم و الفضلات الضارة ؟
ترى من صفى هذا اللبن و من أخرجه بهذا النقاء و تلك الفائدة ؟؟
هل هذا الإبداع بلا خالق ؟؟؟!!
من الذي ينبت الثمار و يرعاها ليتخذ منها الخلق الطعام و الشراب بشتى ألوانه و طعومه ؟
هل كل هذا بلا مدبر للأمور؟ .
سبحانك ربنا عما ينكره الملحدون . 
{ وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [النحل 65 - 67]  .
قال السعدي في تفسيره : يذكر الله عباده بنعمه  ليستدلوا بذلك على أنه وحده المعبود، الذي لا تنبغي العبادة إلا له وحده، لأنه المنعم بإنزال المطر وإنبات جميع أصناف النبات، وعلى أنه على كل شيء قدير، وأن الذي أحيا الأرض بعد موتها قادر على إحياء الأموات وأن الذي نشر هذا الإحسان لذو رحمة واسعة وجود عظيم.

{ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأنْعَامِ }  التي سخرها الله لمنافعكم { لَعِبْرَةً }  تستدلون بها على كمال قدرة الله وسعة إحسانه حيث أسقاكم من بطونها المشتملة على الفرث والدم، فأخرج من بين ذلك لبنا خالصا من الكدر سائغا للشاربين للذته ولأنه يسقي ويغذي، فهل هذه إلا قدرة إلهية لا أمور طبيعية.
فأي شيء في الطبيعة يقلب العلف الذي تأكله البهيمة والشراب الذي تشربه من الماء العذب والملح لبنا خالصا سائغا للشاربين؟
وجعل تعالى لعباده من ثمرات النخيل والأعناب منافع للعباد، ومصالح من أنواع الرزق الحسن الذي يأكله العباد طريًّا ونضيجا وحاضرا ومدخرا وطعاما وشرابا يتخذ من عصيرها ونبيذها، ومن السكر الذي كان حلالا قبل ذلك، ثم إن الله نسخ حلَّ المسكرات، وأعاض عنها بالطيبات من الأنبذة، وأنواع الأشربة اللذيذة المباحة.
{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآية لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } عن الله كمال اقتداره حيث أخرجها من أشجار شبيهة بالحطب، فصارت ثمرة لذيذة وفاكهة طيبة وعلى شمول رحمته حيث عم  بها عباده ويسرها لهم وأنه الإله المعبود وحده حيث إنه المنفرد بذلك.
أبو الهيثم 
#مع_القرآن

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
يجعلون لله ما يكرهون
المقال التالي
من أوحى للنحل ؟