جددوا العهد مع القرآن

منذ 2017-04-16

و السؤال : أين نحن من القرآن ؟؟؟ ترى ما قدر المسافة بيننا و بينه ؟؟؟؟ تعلما و عملاً و تطبيقاً و دعوة ؟ و إن كانت المسافة الآن بعيدة بعض الشيء فلماذا لانبادر و نقترب قبل أن يكون القرآن حجة علينا و ليس لنا ؟؟؟ هذه دعوة صادقة لتجديد العهد مع كتاب الله .

تعجب عداس من مجرد معرفة الرسول صلى الله عليه و سلم اسم يونس بن متى  عليه السلام , و كان عداس من نينوى قرية يونس و ذلك لندرة العلماء بقصص الرسل و الأنبياء و لعدم اكتمال تلك القصص لدى أحد من الخلق و صعوبة جمع ما عرفه الناس منها رغم عدم اكتماله .
هذا الموقف وحده كفيل بأن يوضح بعض الجانب الإعجازي في القرآن الذي جمع قصص الأنبياء السابقين و نزل على رسول كريم من مكة وسط صحراء الجزيرة حيث لا ينتشر فيها مثل هذا العلم .
كما جمع القرآن كل العقائد الصالحة و نهى عن كل مفسد للاعتقاد يحول بين العبد و ربه سبحانه , فعقيدة القرآن أتت لتدل الناس على الله تعالى و لم تأت لتدلهم على محمد إلا من حيث كونه رسول كريم مبلغ عن الله رسالته و تؤكد على عبودية محمد صلى الله عليه و سلم لله , و أوضح القرآن أخطاء السابقين من الغلو في عيسى و تأليهه من جهة كما بين براءة مريم مما اتهمها به اليهود عليهم اللعنة لما رموها بالزنا , بل و أفرد القرآن سورة كاملة مسماه باسم مريم تكريما لها بينما لم تتسم أي سورة باسم أي امرأة من أسرة محمد صلى الله عليه و سلم .
جمع القرآن الأخلاق الفاضلة التي تكفل بناء النسيج الاجتماعي الموسوم بالسمو و الرفعة و البعد عن أدنى انحطاط .
كما جمع القرآن أوجه التكافل الأسري و الاجتماعي بداية من بر الوالدين و صلة الأرحام و الأقارب و الوصية بالجار و الإحسان إلى المجتمع بأسره , و العجب أن مهاجمي القرآن المعاصرين يعاني عندهم الآباء من شدة الإهمال و العقوق كما تعاني المرأة من كونها سلعة مباحة يسهل الوصول إليها بينما كرم الإسلام المرأة سواء كانت أماً أو أختاً أو زوجة و وضع لها السياج الواقي من المساس أو التعرض للخطر و ما تعرضت المرأة للخطر في ديارنا إلا بسبب تأثرها بأعداء دينها و تنازلها عن حدود شرعها .
جمع القرآن كذلك بين طياته أحكاماً تضمن استقرار الاقتصاد بداية من النهي عن التطفيف في الميزان و الغش في البيع مروراً بتحريم الربا إلى أن يصل إلى التعاون الاقتصادي داخل المجتمع و بين الشعوب .
جمع القرآن أحكام الطهارة اللازمة للبدن حتى لا يتضرر و بين لنا الحلال من المطاعم و المشارب و أبعدنا عن كل ضار محرم كالميتة و الخمر و لحم الخنزير و غيره .
أوضح لنا سبل العبادة و يسرها و بينها أوضح بيان و أنزل الرخص للجميع وقت الحاجة و المشقة .
جمع القرآن بين طياته الأمر بإعداد القوة العسكرية الحامية للأمة الراعية لها و المحافظة على حدودها و خص تلك القوى بأحكام في الصلاة و الطهارة وغيرها لترفع عنهم الحرج وقت الخوف أو اشتداد المحن .
لم يترك الإسلام شيئاً من خير إلا دل عليه الأمة و لم يترك شيئاً من الشر إلا حذر منه الأمة : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}
و السؤال : أين نحن من القرآن ؟؟؟ ترى ما قدر المسافة بيننا و بينه ؟؟؟؟ تعلما و عملاً و تطبيقاً و دعوة ؟
و إن كانت المسافة الآن بعيدة بعض الشيء فلماذا لانبادر و نقترب قبل أن يكون القرآن حجة علينا و ليس لنا ؟؟؟
هذه دعوة صادقة لتجديد العهد مع كتاب الله .
أبو الهيثم 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.