مع القرآن - وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ

منذ 2017-07-07

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }  [الحج 49 - 51 ] .

أهل زماننا في أشد الحاجة لمراجعة هذه الآيات:

الله تعالى يأمر نبيه صلى الله عليه و سلم بتوضيح مهمته و كونه نذير من الله لأهل الأرض , ثم قسمهم إلى فريقين :

فريق استجاب فاستحق الجنة .

و فريق عاند و تعاون على إبطال الرسالة و تشويهها و نفي أدلتها الواضحة و ظنوا أنهم سيعجزون الله بعقولهم النيرة و سيفحمون رسله و أتباعهم و هم لا يدرون أنهم بفعلهم هذا يسعون جهدهم لاستحقاق الجحيم .

فإياك أن تغتر بهؤلاء المعاندين المتعاونين على تشويه الرسالة و الرسول و أتباعه إلى يوم الدين .

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }  [الحج 49 - 51 ] .

قال السعدي في تفسيره :

يأمر تعالى عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم أن يخاطب الناس جميعا، بأنه رسول الله حقا، مبشرا للمؤمنين بثواب الله، منذرا للكافرين والظالمين من عقابه، وقوله: {مُبِينٌ } أي: بين الإنذار، وهو التخويف مع الإعلام بالمخوف، وذلك لأنه أقام البراهين الساطعة على صدق ما أنذرهم به، ثم ذكر تفصيل النذارة والبشارة فقال: {فَالَّذِينَ آمَنُوا} بقلوبهم إيمانا صحيحا صادقا  {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } بجوارحهم  {في جنات النعيم } أي: الجنات التي يتنعم بها بأنواع النعيم من المآكل والمشارب والمناكح والصور والأصوات والتنعم برؤية الرب الكريم وسماع كلامه والذين كفروا و جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله وآياته فأولئك أصحاب الجحيم أي: الملازمون لها، المصاحبون لها في كل أوقاتهم، فلا يخفف عنهم من عذابها ولا يفتر عنهم لحظة من عقابها.

قال الطبري :

الذين سعوا في آياتنا معاجزين: يقول: وكي يثيب الذين عملوا في إبطال أدلتنا وحججنا معاونين يحسبون أنهم يسبقوننا بأنفسهم فلا نقدر عليهم {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ} يقول: هؤلاء لهم عذاب من شديد العذاب الأليم، ويعني بالأليم: الموجع.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ
المقال التالي
ألقى الشيطان في أمنيته