مع القرآن - إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ

منذ 2017-07-19

{وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } [ المؤمنون 73 - 74] .

دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم و كذا سائر إخوانه من الرسل دعوة واضحة إلى طريق واحد هو طريق الفلاح و النجاة و الصلاح في الدارين دعوة إلى طريق واضح المعالم لا عوج فيه صراط مستقيم و منهج قويم لا شرك فيه و لا بدع و إنما هو طريق التوحيد و الإخلاص و الاتباع لرسالات السماء و الانصياع لأوامر الرب سبحانه .

يقابل هذا الطريق طريق آخر على أطرافه دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم و اتبعهم أخذوا بيده إليها , طريق الشهوات و الأهواء و الشبهات و العداء لكلمة الرب و أوليائه .

فاختر أيهما شئت :

{وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ } [ المؤمنون 73 - 74] .

قال السعدي في تفسيره : إنما سعيه لنفعهم ومصلحتهم، وأن الذي يدعوهم إليه صراط مستقيم، سهل على العاملين لاستقامته، موصل إلى المقصود، من قرب حنيفية سمحة، حنيفية في التوحيد، سمحة في العمل، فدعوتك إياهم إلى الصراط المستقيم، موجب لمن يريد الحق أن يتبعك، لأنه مما تشهد العقول والفطر بحسنه، وموافقته للمصالح، فأين يذهبون إن لم يتابعوك؟ فإنهم ليس عندهم ما يغنيهم ويكفيهم عن متابعتك، لأنهم {عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ }  متجنبون منحرفون، عن الطريق الموصل إلى الله، وإلى دار كرامته، ليس في أيديهم إلا ضلالات وجهالات.

وهكذا كل من خالف الحق، لا بد أن يكون منحرفا في جميع أموره، قال تعالى:  {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ }  .

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجًا
المقال التالي
فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ