مع القرآن - وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ

منذ 2017-09-19

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }  [النمل 73 - 75]

فضل الله عظيم على خلقه و نعمه لا تحصى و أرزاقه لا تنقطع و أكثرهم لا يشكر , و معظمهم لا يصبر , غلبهم الجهل بالخالق و الجهل بأنفسهم , فخفضوا من تعظيمهم للخالق و ما قدروه حق قدره , و زادوا من تعظيم أنفسهم فأعطوها فوق قدرها , و العالم منهم الشكور من أعطى لله حقه و عظم الله و قدره حق قدره , و من عرف من نفسه حقيقتها فألجمها عن الكبر و الاستعلاء , خاصة مع العلم اليقيني بأن الله تعالى يعلم ما تكن الصدور و تخفي الضمائر , و عنده علم الغيب لا تخفى عنه خافية .

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }  [النمل 73 - 75]

قال السعدي في تفسيره :

ينبه عباده على سعة جوده وكثرة أفضاله ويحثهم على شكرها، ومع هذا فأكثر الناس قد أعرضوا عن الشكر واشتغلوا بالنعم عن المنعم.

 {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ}  أي: تنطوي عليه { صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } فليحذروا من عالم السرائر والظواهر وليراقبوه.

{وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ } أي: خفية وسر من أسرار العالم العلوي والسفلي  { إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}  قد أحاط ذلك الكتاب بجميع ما كان ويكون إلى أن تقوم الساعة، فكل حادث يحدث جلي أو خفي إلا وهو مطابق لما كتب في اللوح المحفوظ.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
لَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ
المقال التالي
القرآن حكم عدل عند الاختلاف