مع القرآن - أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا

منذ 2017-10-15

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }  [العنكبوت 4]

يزداد الغرور ببعض بني آدم حتى يظن أنه مهما ارتكب من سيئات و مهما ولغ في شهوات و اقترف من موبقات لن يحاسب أو سينسى حسابه , و أن هؤلاء المتقين لله الوجلين من عقابه ما هم إلا مرضى نفسيين منعوا أنفسهم من نعم الله المفتوحة بلا أدنى حدود أو سياج مانع من الحرام .

و هذا إن دل فإنما يدل على مرض قلوبهم هم , و فساد معتقدهم و خواء عقولهم , فهم لن يسبقوا الله و لن يفلتوا بلا حساب مهما طالت بهم المهلة و لو تمعنوا و تأملوا لعلموا مدى رحمته بهم بإعطائهم الفرصة و لكنهم لم يدركوا بسبب غبائهم و قلوبهم المريضة أنه إذا أخذهم بعد كل هذا الإمهال لن يفلتهم , فكما أنه غفور رحيم فهو عزيز ذو انتقام.

قال تعالى :

{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }  [العنكبوت 4]

قال السعدي في تفسيره :

أي: أحسب الذين همهم فعل السيئات وارتكاب الجنايات، أن أعمالهم ستهمل، وأن اللّه سيغفل عنهم، أو يفوتونه، فلذلك أقدموا عليها، وسهل عليهم عملها؟ { { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } } أي: ساء حكمهم، فإنه حكم جائر، لتضمنه إنكار قدرة اللّه وحكمته، وأن لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب اللّه، وهم أضعف شيء وأعجزه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

المقال السابق
الكل إيمانه تحت الاختبار
المقال التالي
مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ