هل يتأخر النصر بلا سبب؟ (2)
نحتاج إلى تكرار التذكير بضرورة تدبر خطاب الوحي في السُّنة الشريفة؛ عن خصائص تلك (الطائفة المختارة) من (الفرقة المختارة) من (الأمة المختارة)، لأن خصائصها كالميزان الذي تُوزن به الكيانات.
عندما وقعت مصيبة يوم أحد تساءل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم عن أسباب عدم النصر فيها قائلين:
{أَنَّى هَذَا} [آل عمران: 165] أي كيف حدث هذا ومن أين جاء البلاء؟! فجاءهم الجواب مع أنهم خيرُ الأصحاب لخير الأنبياء {قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران / 165] والعجب كل العجب أننا في عصرنا، ورغم كثرة مصائبنا وهزائمنا؛ لا يكاد أكثرنا يتساءل مجرد تساؤل {أَنَّى هَذَا} ويكتفي أكثرنا بالإغراق في التشاؤم أو الإيغال في التفاؤل! دون نظر معتبر في معرفة الدخل وكيفية معالجة الخلل! لذلك يلزم الرجوع إلى النموذج المعياري العلمي والعملي، للنمط المطلوب في التغيير عند تقلبات الزمن، والنموذج الواقعي في مواجهة المحن وهو نموذج: (الطائفة المنصورة) التي تمثل الامتداد الطييعي لخواص الفرقة الناجية في كل ملة سماوية كما دل على ذلك حديث افتراق الأمم.
- الطائفة المنصورة:
ليست مستقبلاً غيبيًا يُنْتَظر ولا تاريخًا ماضيًا للذكرى والعِبَر ولا تنظيرًا مثاليًا موضوعًا لجدل بلا عمل بل إن امتثال صفاتها وخصائصها الشرعية والعقدية سبيل مأمون، ومنهجٌ مصون وسبيلٌ مضمون لصلاح الدنيا ونجاة الآخرة وما ذلك إلا لأن الوحي المعصوم أخبر عن دوام وجودها وأوجب الالتزام بفئتها وطريقها، لكونها خاصة وخلاصة عموم (الفرقة الناجية) التي تمثل السواد الأعظم وتسع الغالبية الكبرى من الملتزمين إجمالًا بشُعَب الإيمان والساعين بصدق لرفع لواء شريعة الإسلام فلذلك لابد من إخلاص الخواص لحمل خصائصها حتى يقودوا عموم الأمة بخلاصة ثمراتها وفوائدها..
- نحتاج إلى تكرار التذكير بضرورة تدبر خطاب الوحي في السُّنة الشريفة؛ عن خصائص تلك (الطائفة المختارة) من (الفرقة المختارة) من (الأمة المختارة)، لأن خصائصها كالميزان الذي تُوزن به الكيانات، وكالبوصلة التي تشير إلى التقويم باتجاه النهج القويم، دون حاجة لغلو فئات في تنزيه جماعاتهم، أو مبالغة آخرين في النيل من المخالفين لآرائهم.
وكنتُ قد فصلتُ خصائص تلك الطائفة من خلال الروايات الصحيحة عنها في كتيب نفد منذ زمان بعنوان (رسالة إلى طلائع الطائفة المنصورة): ولكني سأعيدها (ملَخصة) لأهمية تلك الخصائص والصفات، وسمو معانيها وعلو مبانيها، وشدةِ حاجة كل كيان أو جماعة لأن تعرض نفسها عليها وتقرب نفسها إليها.
(يتبع.. بإذن الله)
- التصنيف: